emamian

emamian

الثلاثاء, 07 حزيران/يونيو 2022 19:23

تونس.."قيس سعيد" يعين 13 واليا جديدا

أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد، مساء يوم أمس، مرسوما بتعيين 13 واليا جديدا في البلاد.

شوشمل القرار تعيين منذر سيك علي، محافظا للمنستير "وسط"، وخالد النوري محافظا لأريانة، ومحمد العش، محافظا لزغوان، ونبيل الفرجاني، محافظا لسوسة الساحلية ورضا الركباني محافظا للقصرين.

كما عين الرئيس التونسى حافظ الفيتوري محافظا لتطاوين، وعبدالحليم حمدي، محافظا لسيدي بوزيد، وسمير كوكة، محافظ لجندوبة وصباح ملاك، محافظة لنابل".

كما نص المرسوم الرئاسي على تعيين مصباح كردمين محافظا لقابس، ووليد العباسي محافظا لسليانة شمال غرب، وفاخر الفخفاخ، محافظا لصفاقس .

وفي أغسطس الماضي، عين الرئيس سعيد أربعة ولاة في محافظات بن عروس ومدنين وصفاقس وقفصة، واعفى 6 ولاة من مناصبهم بسبب انتماءاتهم الإخوانية.

جاء قرار الرئيس التونسي على أثر الفراغ الذي كانت تعرفه البلاد في محافظات زغوان، وسيدي بوزيد، وقابس والمنستير، ومدنين، وصفاقس.

فيما اختلفت أسباب الإقالات من محافظة لأخرى وتعود البعض منها إلى وجود قضايا ومتهمين آخرين تم الاستماع إليهم في قضية إيقاف محافظ سيدي بوزيد السابق، بتهمة فساد والبعض الآخر بتهم الولاء الحزبي لجماعة الإخوان.

وانطلقت، قبل يومين أولى جلسات الحوار الوطني في دار الضيافة بقرطاج التونسية وسط إعلان بعض المدعوين المشاركة فيه وقبول آخرين.

 

الثلاثاء, 07 حزيران/يونيو 2022 19:22

تربية الطفل والتفكير العلمي

 د. بركات محمد مراد

  ولد التفكير العلمي عندما قرر الإنسان أن يفهم الظواهر المحيطة به كما هي بالفعل وليس كما يتمناها، وأنّه قبل ذلك كان يواجه الواقع من دون أن يتدخل لتغيير هذا الواقع، وهو تفكير بدائي لأن مواجهة الواقع تحتاج إلى إعمال العقل والنظر إلى الظواهر المختلفة للوصول إلى نتيجة مقنعة قائمة على التجربة والدليل والحجة والبرهان، ذلك أنّه من أكبر المعوقات التي كانت تقف عقبة كأداء أمام التفكير المنطقي هي أنّ الإنسان كان يعيش بأسلوب غير علمي. ويتميز أسلوب التفكير العلمي بأنّه يقرأ ما بين السطور وما بين الأرقام لاتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، وقد أفرز هذا الأسلوب تغيرات كوكبية هائلة ومتلاحقة، كان من أبرز معالمها ثورة المعلومات، والغزو الفضائي، وثورة الاتصالات، والهندسة الوراثية، وظهور المذاهب العقلانية، ووجد الإنسان نفسه بذلك أمام حضارة إنسانية جديدة. وعامة ينسب التفكير العلمي إلى المشتغلين بالعلم الطبيعي، ويراد به كل دراسة تصطنع منهج الملاحظة الحسية – والتجربة العلمية إن كانت ممكنة – وتتناول الظواهر الجزئية في عالم الحس، وتستهدف وضع قوانين لتفسيرها، وذلك بالكشف عن العلاقات التي تربط بينها وبين غيرها من الظواهر، وصياغة هذه القوانين في رموز رياضية، للسيطرة على الطبيعة والإفادة من مواردها وتسخير ظواهرها لخدمة الإنسان في حياته. وفي الواقع، إنّ العلم متى تيسر له الكشف عن العلاقات التي تقوم به بعض الظواهر وبعضها الآخر، أمكنه أن يتنبأ مقدماً بوقوع الظواهر أو اختفائها، فإذا عرف الحرارة أو الضوء الكهربائي على النحو السالف الذكر، تسنى له أن يولده متى أراد، وأن يمنع وجوده متى شاء، وأثر هذا في الحياة الإنسان أمر لا يخفى على أحد. وهذا المنهج الذي يكشف عن العلاقات الحقيقية بين بعض الظواهر وبعضها الآخر، يمنع من التسليم بالخرافات والخوارق والأساطير والقوى الخفية الخارقة، لأن مرد جميعها إلى الاعتقاد بوجود علاقات وهمية أو عرضية بين بعض الظواهر أو كلها من الأمور التي لا يمكن التثبت من حقيقتها بالرجوع إلى الواقع الحسي، وهو في العلم الطبيعي مقياس الصواب والخطأ، ومعيار الحق والباطل. الطفل والتفكير العلمي: يرى "جان بياجيه Jean Piaget" أنّ الطفل قبل سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة غير قادر على التفكير القائم على التعليل المنطقي، وهو يبدأ بالتدرب على هذا النوع من التفكير بعد ذلك. ويوصف تفكير الطفل قبل هذه السن بأنّه تفكير قائم على التعليل الحسي الذي يربط ما هو مادي بظواهر أخرى خارجية. والطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة يعد بصريّاً في تفكيره أوّلاً، أي أنه يستعين بالصور البصرية إلى حد كبير، ومع ذلك فإن هناك دراسات عدية أثبتت أنّ الأطفال في مرحلة الطفولة المتوسطة يفكرون في موضوعات عن علاقات متعددة ولكنها ليست ذات صفة معقدة. وبوجه عام فإنّ الطفل لا يصل إلى التفكير المعنوي المجرد إلا بعد هذه السن، إذ يبدأ هذا النوع من التفكير بالتبلور ابتداء من مرحلة الطفولة المتوسطة، ويزداد تبلوراً في الطفولة المتأخرة. وعند الحديث عن تفكير الأطفال يقال دوماً إنّه يراد للأطفال أن يفكروا تفكيراً سليماً.. وهذا يقود إلى التنويه بأن هناك أساليب تفتقر إلى السلامة. ومن هذه الأساليب التفكير الخرافي الذي تعزى من خلاله الظواهر والمشكلات المختلفة إلى أساليب وعوامل شائعة لم يتم التحقق من صحتها، أو لم يتم التحقق من كونها خاطئة. أمّا الأسلوب الثاني من أساليب التفكير وهو التفكير التسلطي، أو التفكير بعقول الآخرين فهو يقوم على استيحاء الفرد تفكيره من أساليب الآخرين وإخضاع تفكيره لهم. وهذا يعني أنّ الفرد يلغي تفكيره بشكل شعوري أو لاشعوري جزئياً أو كليّاً، وهنا قد يخضع الفرد تفكيره لأسلوب جماعة من الجماعات أيضاً دون أن يتيح لنفسه التفكير إلا في حدود ضيقة. أمّا التفكير الذي يعتمد على إقناع الفرد لنفسه بعد تردد أو شك أو حيرة بكلمات لفظية تأثراً بالداء المسمى داء اللفظية (Verbalism)، فيمكن أن نطلق عليه اسم التفكير اللفظي، حيث يستعين بالكلمات المؤثرة دون الأفكار للاستدلال. وعلى هذا فإن تنشئة الأطفال على نبذ أساليب التفكير الخرافي والتسلطي واللفظي، وطبعهم على التفكير العلمي يُعد مطلباً تربويّاً أساسيّاً. والمقصود بالتفكير العلمي هنا ليس تفكير العلماء، لأنّ العلماء يخضعون ظاهرت في مجالات متخصصة لهذا النمط من التفكير بقصد حل المشكلات أو تفسيرها أو التنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه، ويستعينون بلغة متميزة للتعبير عن نمط تفكيرهم، ويتبعون مناهج معينة ويتوسلون بأدوات وطرق محددة للوصول إلى الهدف. أمّا التفكير العلمي المطلوب إشاعته بين الأطفال فهو طبع الأطفال على الحكم على المسائل والمشكلات بوعي شامل استناداً إلى ضوابط معيّنة، وليس هناك ما يجعل هذه الضوابط حكراً على العلماء دون غيرهم، أو الراشدين دون الأطفال – إذا ما استثنينا بعض الفوارق في الدرجة – خصوصاً وأنّ التفكير العلمي هو نشاط ذهني يراد أن يظل قائماً ليس في النظر إلى الظواهر المختلفة التي أصبحت موضع اهتمام العلوم، بل يتعداه إلى مختلف مسائل الحياة اليومية. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نريد لتفكير الأطفال أن يكون غير جزافي، وأن يمضي في خطوات معتمدة على بعضها، وأن يكون هادفاً، ودقيقاً، ومرناً، وبعيداً عن الجمود وغير قائم على التعصب، وأن يكون واقعيّاً... وهذه السمات هي خصائص للتفكير العلمي عموماً. وترافق توجيه الطفل نحو التفكير العلمي ظواهر عدة أبرزها غرس اتجاهات لقبول نتائج الفكر العلمي، واتجاهات البحث عن الأسباب الحقيقية للظواهر وتنمية حب الاستطلاع في جوانب الحياة ذات القيمة المرغوب فيها، وبناء الآراء استناداً إلى أدلة كافية. وتؤثر البيئة الثقافية التي ينشأ فيها الأطفال تأثيراً كبيراً في أساليب وأهداف ومستويات التفكير لديهم، حيث إنّ هذه البيئة تزود الأطفال بالخبرات التي تعد المعين الأوّل للتفكير، وتشكل أنواع الحوافز والمواقف المثيرة لتفكيرهم، يضاف إلى ذلك أن حاجات ودوافع وميول وعواطف الأطفال تؤثر هي الأخرى في تفكيرهم، وعلى هذا ففي الوقت الذي يعتبر التفكير نشاطاً ذهنيّاً إلا أنّه يتحدد بالثقافة إلى حد كبير، حيث تبسط الثقافة ظلها عليه، وعليه فإنّ الثقافة التي تشيع تفكيراً لفظيّاً، والثقافة التي تشيع فيها الخرافات تنشر تفكيراً خرافيّاً، بينما تشيع الثقافة التي تغلب فيها القيم العلمية تفكيراً علميّاً. والتفكير باعتباره نشاطاً سلوكيّاً ذهنياً لمواجهة المواقف والمشكلات يصاحب عمليات الاتصال الثقافي عادة، ويمكن القول إنّ فهم أي معنى من المعاني أو اكتساب أي خبرة أو مهارة يستلزم تفكيراً باستثناء بعض المعاني وأنماط السلوك التي يقبلها الطفل (أو الراشد) متأثراً بعملية الإيحاء (Suggestion) التي تعني أن يتقبل الفرد الأفكار دون أن تتوفر أسباب منطقية تحمل على ذلك التقبل أو دون مناقشة أو تمحيص. التفكير العلمي والإبداع: إنّ الأفكار الجديدة الأصيلة تنبع عادة من عمليات التفكير العقلية التي تؤدي إلى الكشف والاختراع، كالتأمل والتصور والتبصر والتنبؤ والحدس والتخمين. وهي أفكار تحطم القوالب الموجودة وتخرج عن المألوف وتكسر النماذج الذهنية المفروضة. ويراد من هذه الأفكار سلوك طرق أخرى غير الطريق الرئيسة، وانفتاح على خبرات جديدة، ومباشرة أول خطوة نحو وضع خط فكري جديد وطرح بدائل مختلفة لمشكلة معروضة وإيجاد ما يؤدي إلى أمور أخرى جديدة، ومعرفة العلاقات بين الأفكار. ومن هنا فهناك نوعين من التفكير، أحدهما هو التفكير العلمي. التفكير ذو الاتجاه الواحد: يستخدم هذا النوع من التفكير في قياس التحصيل والذكاء، ويكون محدداً بجواب صحيح واحد في كل مرة، ويتضمن في العادة مشكلات منطقية، وبإعطاء مجموعة من الحقائق يتوقع التوصل إلى هذا الجواب الواحد المحدد. ومن أمثلة ذلك: عاصمة العراق... فالجواب الصحيح هنا: بغداد، ولا يقبل أي شيء غير هذا الجواب. ...=30 + 12 والجواب الصحيح هنا: 42، ولا يقبل أي شيء غير هذا أيضاً. التفكير ذو الاتجاهات المتعددة: لا يتضمن هذا النوع من التفكير جواباً صحيحاً واحداً، وبدلاً من ذلك يقود المرء إلى إجابات كثيرة، كأن يعطى الأفراد عدداً من الكلمات ويطلب منهم تكوين ما يستطيعون من جمل مفيدة خلال خمس دقائق على سبيل المثال، أو قطعة نثرية ويطلب منهم خلال فترة زمنية محددة أن يضعوا – قدر استطاعتهم – عناوين لها، أو أن يسألوا أسئلة متنوعة عنها، أو أن يقدروا أسباب حدوثها أو عواقبها. وفي هذا الخصوص ينقل لوثانس Luthans (1995) وفيلدمان Feldman (1997) استجابات طفل بعمر 10 سنوات لاستخدامات الجريدة المستعملة كمثال على التفكير ذي الاتجاهات المتعددة كما يلي: "تستطيع أن تقرأ الجريدة، تكتب عليها، تفرشها وتصبغ عليها، تضعها على الباب من أجل التزيين، تضعها في سلة المهملات، تضعها على الكرسي إذا كان الكرسي قذراً، إذا كان لديك كلب تضع الجريدة في صندوقه، أو تضعها في ساحة البيت الخلفية لكي يلعب بها الكلب، عندما تبني شيئاً وتريد ألا يراه الآخرون تلف حوله جريدة، تفرش الجريدة على الأرض إذا لم يكن لديك فراش، تستخدمها من أجل حمل شيء حار". والحقيقة أن نوعي التفكير مهمان إلا أنّ التفكير ذي الاتجاهات المتعددة له أهمية أكبر فيما بخص التفكير العلمي والابتكاري. أسس التفكير العلمي: وللتفكير العلمي أسس ومبادئ علينا أن نبصّر بها الطفل في مراحل نموه المبكرة، وفي ثنايا كتبه الدراسية، وفي معالجتنا لمقرراته العلمية. وأهم هذه الأسس: - البدء بتطهير العقل من معلوماته السابقة: فعلى الباحث منذ البداية أن يقف من موضوع بحثه موقف الجاهل، أو من يتجاهل كل ما يعرفه منه، وذلك حتى لا يتأثر أثناء بحثه بمعلومات سابقة يحتمل أن تكون خاطئة، فتقود إلى الضلال من حيث لا يدري. وعلينا تعليم الراشد أنّ العالم كالفيلسوف من حيث إن كليهما مطالب أن يطهر عقله منذ بداية البحث عن كل ما يحويه من معلومات حول موضوعه. وقد حرص كثير من فلاسفة المشرق وعلمائه على التنبيه إلى هذا، ومنهم البيروني في مؤلفاته العلمية والرازي في مؤلفاته الطبية. كما حرص فرنسيس بيكون العالم والفيلسوف الغربي على أن يُطهّر الباحث عقله من كل ما يقود إلى الغلط، ويعوق قدرته على التوصل إلى الحقائق، فحذره من الأخطاء التي تنشأ عن تسليمه بأفكار سابقة من مشاهير المفكرين والفلاسفة. - الملاحظة الحسية مصدر وحيد للحقائق: وعلينا أن نربي الطفل والراشد على أنّ الخبر الحسي مصدر وحيد للحقائق العلمية، مع التسليم بأن شهادة الآخرين مكملة لتلك الخبرة، وتعاون العلماء على البحث العلمي في صضورة فرق. وإذا كان الفيلسوف يتخذ العقل مصدراً للحقائق، ومعياراً للتثبت من صوابها، فإنّ العالم لا يستمد حقائقه إلا من الملاحظة الحسية، والتجربة العلمية إذا كانت ميسرة، ولا يمتحن صواب معرفته إلا بالرجوع إلى الواقع واستفتاء الخبرة الحسية. - موضوعية البحث ونزاهة الباحث: أوجب المحدثون أن يتوخى العالم الموضوعية في كل بحث يتصدى له، بمعنى أن يحرص على معرفة الوقائع كما هي في الواقع، وليس كما يتمناها. ويقتضي هذا إقصاء الخبرة الذاتية، لأنّ العالم قوامه وصف الأشياء وتقرير حالتها، ومحك الصواب في البحث العلمي هو التجربة التي تحسم أي خلاف يمكن أن ينشأ بين الباحثين. أمّا النزاهة فيراد بها إقصاء الذات، أي تجرد الباحث عن الأهواء والميول والرغبات، وإبعاد المصالح الذاتية ووجهات النظر الشخصية، وبالتالي فهي تقتضي إنكار الذات وتنحية كل ما يعوق تقصي الحقائق من طلب شهرة أو مجد أو استغلال للثراء، مع اعتصام بالصبر والأناة، وحرص على توخي الدقة حتى يتسنى للباحث أن يتم موضوعه في أمانة ومن غير تحيز، وكل ما يستلزم طاقة خلقية، وروحاً نقدية، فيتوخى الحق، ويتفادى إغراء الهوى، ويتفانى في تحري الحقائق وتمحيصها وفاء بحق الأمانة العلمية. وعلينا أن نبين للطفل دائماً أن مسيرة اكتشاف المنهج العلمي مسيرة طويلة، فلم يكتسب التفكير العلمي سماته المميزة، التي أتاحت له بلوغ نتائجه النظرية والتطبيقية الباهرة، إلا بعد تطور طويل، وبعد تغلب على عقبات كثيرة. وخلال هذا التطور كان الناس يفكرون على أنحاء شتى متباينة، ويتصورون أنها كلها تهديهم إلى الحقيقة، ولكن كثيراً من أساليب التفكير اتضح غلطها فأسقطها العقل البشري خلال رحلته الطويلة، ولم تصمد في النهاية إلا تلك الجوانب الأساسية، التي تثبت أنها تساعد على العلو ببناء المعرفة، وزيادة قدرة الإنسان على فهم نفسه والعالم المحيط به. ولا ننسى الآن أنّ العالم قد شهد تغيرات هائلة في مختلف جوانب الحياة الإنسانية، وأهم من ذلك أن ما يحدث من تغيرات في بلد ما يؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مجرى الحياة والأحداث في البلدان الأخرى. لقد أصبحنا نعيش في عالم صغير، تتضاءل حدوده وربما تتلاشى يوماً بعد يوم. فالأحداث السياسية والمنتجات الزراعية والصناعية والتقنية التي تقع في أي مكان من عالمنا، يترتب عليها تغيرات تتفاوت في شدتها وسرعتها من مكان إلى آخر على بعد آلاف الأميال عن مكان الحدث الأصلي، والفرد في مجتمع المعلومات لا يستطيع مهما بلغت طاقاته أن يسيطر على أكثر من جزء يسير جدّاً من الكم الهائل من المعلومات التي تتدفق عبر وسائل الاتصال المختلفة. وأمام هذا الواقع تبرز أهمية تعلم مهارات التفكير وعملياته، التي تبقى صالحة متجددة من حيث فائدتها واستخداماتها في معالجة المعلومات مهما كان نوعها. فهناك من يقول إنّ "المعارف على الرغم من أهميتها لكنها في وقت ما سوف تصبح قديمة، أمّا مهارات التفكير عامة، والتفكير العلمي خاصة، فهي تمكننا من اكتساب المعرفة واستدلالها بغض النظر عن المكان والزكان أو أنواع المعرفة التي تستخدم مهارات التفكير في التعامل معها". وعلينا أن نعي أنّ الالتزام بالفكر العلمي ليس حصيلة تلقائية للانتظام في الدراسة الشكلية، كما أن اجتياز كل المراحل التعليمية بشتى أنواعها ليس دليلاً على فهم المنهج العلمي ولا على قدرة التعامل ولا على الالتزام بحسن استخدامه. فالروح العلمية هي المستوى الأقصى والأرفع لمحاولات التعلم ولكن لابدّ من التأكيد على أنّه لا يتم اكتسابها تلقائيّاً من اجتياز مراحل التعليم الشكلي حتى لمن واصلوا هذه المراحل حتى النهايات الشكلية العليا. فالروح العلمية حالة نادرة من حالات التألق الذهني وهي مستوى رفيع من مستويات التفكير، وهي انضباط عقلي دقيق والتزام أخلاقي صارم هي تجربة ذاتية زاخرة بتذوق الحقيقة والاستمتاع بجمال المعرفة. إنّ التفكير العلمي نشاط عقلي خاص، ولكن العقل لا ينشط للاهتمام بشيء إلا إذا كان منجذباً إليه وراغباً فيه ويحقق إشباعاً لحاجة ملحة، لذلك لا يحصل الانجذاب إلى الفكر العلمي من قبل الناشئين إلا إذا تمت تنشئتهم عليه فتربوا على التعلق به وصار يستجيب لمطالبهم العقلية ويجيب أن أسئلتهم الحائرة، وبذلك لا يكتفون بالانجذاب إليه فقط بل لا يستطيعون الكف عنه فضلاً عن أن يحتاجوا إلى أن يذادوا إليه. أو كما يقول "أرنست دمنيه" في كتابه (فن التفكير): "... ما من شيء عقلي يمكن تحقيقه في ميدان لا يجذبنا إليه.. فالعمل في عروقنا دون إحساس بالجهد بل بإحساس من الراحة والحرية هو الشرط الأساسي لعملية عقلية صحيحة...". إنّ الروح العلمية هي أهم خصائص التفكير العلمي وهي ليست معلومات تحفظ ولكنها روح تتكون في الذات فيصير البحث عن الحقيقة مطلباً ذاتياً لا يحتاج إلى من يستحثه وإنما هو انبعاث داخلي لا يهدأ ويصبح هذا البحث محكوماً بمنهج ذي معالم واضحة وخطوات مرسومة يحفظ الجهد من التبدد ويضمن استقامة المسار نحو الحقيقة فلا يتعرض للضياع.   - المصادر والمراجع: * عبدالعزيز والرويس: الطالب وتحديات المستقبل، المعرفة العدد 108، الرياض، مايو 2004م. * د. هادي نعمان الهيتي: ثقافة الطفل، عالم المعرفة، العدد 123، الكويت مارس 1988م. * بهاء الدين الزهوري: التفكير العلمي.. أسسه الإبداعية المعاصرة، الخفجي، فبراير 2004م. * د. عادل عبدالله محمد: رعاية الموهوبين، دار الرشاد، القاهرة، 2003. * د. محيي الدين عبدالحليم: أسلوب التفكير والبحث العلمي، منار الإسلام، سبتمبر 2006م. * إبراهيم البليهي: بنية التخلف، كتاب الرياض، العدد 16، إبريل 1995م.   المصدر: كتاب (أطفالنا.. وتربية عصرية)

 

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة والبرلمان التونسي (يمين) ورئيس جبهة الخلاص الوطني في تونس أحمد نجيب الشابي (وكالات)

وسط إضراب للقضاة ومواجهات بين الشرطة ومحتجين في العاصمة تونس، قال رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي إن تونس تعيش أزمة سياسية وحالة من الاستبداد وإن نهاية الاستبداد ليست بعيدة، بينما دعا رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد الشابي لحكومة إنقاذ وطني تنبثق من حوار وطني جامع.

وأكد الغنوشي خلال مؤتمر صحفي أن الحركة ستواصل مع شركائها إسقاط الانقلاب وما ترتب عليه من مراسيم مثلت انقلابا على الدستور، وفق تعبيره.

وأضاف أن تونس تعيش حالة استثنائية ولا يحكمها القانون وأن استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيؤدي إلى الإفلاس والحروب الأهلية.

وشدد على أن البلاد تحتاج إلى الحوار بين مختلف الأحزاب السياسية بمشاركة قيس سعيد أو بدونه.

واستنكر الغنوشي استهداف الرئيس التونسي للقضاء، مؤكدا أن حل المجلس الأعلى للقضاء عبث لم يحدث حتى زمن الرئيس زين العابدين بن علي.

وفي السياق، أعرب ممثلون عن عدد من المنظمات الدولية، عن تضامنهم التام مع الاتحاد العام التونسي للشغل، ضد ما اعتبروها حملة تستهدف المنظمة، واستعدادهم التام لوضع إمكانياتهم وخبراتهم لدعم الاتحاد في مشاريعه وبرامجه.

وجاء ذلك في لقاء جمع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بعدد من ممثلي منظمات دولية على غرار مراسلون بلا حدود والشبكة الأورومتوسطية للحقوق والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب واللجنة الدولية للقانونيين.

كما تناول اللقاء وفق بلاغ لاتحاد الشغل، التطورات التي تشهدها البلاد فيما يتعلق بضرب السلطة القضائية والعمل على إخضاعها وترهيب القضاة، وتناول اللقاء أيضا قضايا متعلقة بالمحطات الوطنية المقبلة.

وأول أمس الجمعة، رأى الطبوبي أن المرسوم الرئاسي المتعلق بالاستفتاء على دستور جديد للبلاد في يوليو/تموز المقبل "غير ملزم" للاتحاد.

وأضاف أن "الاتحاد لن يكون حاضرا في الحوار الوطني طالما لم توجد مراجعات قادرة على إنجاح هذا النقاش السياسي حول الخيارات مربع الحوار المشروط

حكومة إنقاذ

من جانبه، قال رئيس جبهة الخلاص الوطني في تونس أحمد نجيب الشابي إن الجبهة ستواصل تحركاتها للدفاع عن الديمقراطية في مواجهة حكم الفرد الواحد، حسب تعبيره.

وأكد الشابي خلال اجتماع في ولاية قفصة، أن الهدف هو إسقاط الاستفتاء معتبرا أنه ابتزاز للارادة التونسية ويقوم على تمزيق أول دستور صاغه نواب منتخبون.

كما  دعا الشابي لحكومة إنقاذ وطني تنبثق من حوار وطني جامع.

وفي سياق متصل، أشاد الشابي بموقف القضاة في مواجهة ما يتعرضون له من استهداف من قبل الرئيس قيس سعيد، حسب تعبيره.

وتعاني تونس، منذ 25 يوليو/تموز الماضي، أزمة سياسية حادة، إذ فرض سعيد آنذاك إجراءات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم، وإقالة الحكومة وتعيين أخرى.

وترفض عدة قوى سياسية ومدنية في تونس هذه الإجراءات، وتعدها "انقلابا على الدستور"، في حين تؤيدها قوى أخرى ترى فيها "تصحيحا لمسار ثورة 2011″، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي.

تفريق محتجين

من جهة أخرى، فرقت الشرطة التونسية عشرات المحتجين بالعاصمة تونس أمس السبت، رفضا لإجراء الاستفتاء على الدستور الجديد، المزمع في 25 يوليو/تموز المقبل.

ودعت للوقفة أمس السبت 5 أحزاب، وهي الحزب الجمهوري، والتيار الديمقراطي، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والعمال، والقطب. وذلك ضمن حملة أطلقتها لإسقاط الاستفتاء على دستور جديد، الذي شكل الرئيس قيس سعيّد لجنة لكتابة مسودته، ودعا للاستفتاء عليه في يوليو/تموز المقبل.

واعترضت الشرطة المحتجين ومنعتهم من الوصول إلى مقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي غير سعيد طريقة اختيار أعضائها وعين رئيسها بنفسه، وهو إجراء يرى المتظاهرون أن هدفه بسط سيطرة سعيد على المؤسسة.

ورفع المحتجون خلال الوقفة شعارات مثل "العصابة هي هي، لا تراجع على القضية"، و"لا خوف، لا رعب، السلطة ملك الشعب"، و"حريات حريات، دولة البوليس وفات (انتهت)".

وقال أمين عام حزب العمال حمة الهمامي -في كلمة خلال الوقفة- إننا نحتج أمام هيئة الرئيس باعتبارها هيئة تزوير، لأننا نرى أن هدفها الوحيد تزوير الاستفتاء وما يتبعه من انتخابات.

وأكد الهمامي أن المسار الذي يتبعه سعيد هدفه تدمير كل المؤسسات والحريات وتنصيب نفسه مستبدا جديدا لتونس.

من جهتها، قالت مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" إن من سمته "الحشد الشعبوي الانقلابي" هاجم بتواطؤ من الأمن اجتماعا شعبيا لجبهة الخلاص الوطني المعارضة للرئيس.

وأضافت أن تعطيل الاجتماع السياسي لجبهة الخلاص الوطني "سلوك بلطجي وفوضوي، وأن ممارسة العنف الفوضوي دليل واضح على المأزق الذي تعيشه سلطة الأمر الواقع".

إضراب القضاء

وفي السياق، قررت جمعية القضاة التونسيين الإضراب في كل المؤسسات القضائية بداية من غد الاثنين لمدة أسبوع قابل للتجديد.

وخلال اجتماع عقده المجلس الوطني الطارئ للجمعية، صوت أغلب الحاضرين بالموافقة على مبدأ الدخول في إضراب بداية من غد الاثنين في كافة المرافق القضائية لأسبوع قابل للتجديد.

كما قررت الجمعية -وفق وكالة الأنباء الرسمية- الدخول في اعتصامات مفتوحة في كل مقرات الهياكل النقابية القضائية، وعدم الترشح للمناصب القضائية لتعويض المعزولين، إلى جانب عدم الترشح للمناصب في الهيئات الفرعية التابعة لهيئة الانتخابات.

وشارك في اتخاذ قرار الإضراب كل الهياكل النقابية القضائية من نقابة وجمعية وقضاة شبان وقضاة إداريين، علما بأن قرار الإضراب استثنى الأذون بالدفن وقضايا الإرهاب الشديدة.

وكانت الجمعية عقدت اجتماعا طارئا لمناقشة قرار الرئيس قيس سعيد عزل 57 قاضيا وتحديد خطوات الرد عليه.

وقال رئيس الجمعية أنس الحمادي إن من يظن أنه قادر على الاستئثار بالسلطة التنفيذية والقضائية وإهانة القضاة واهم، وإنهم لن يتركوا المجال للسلطة التنفيذية لتلعب على الانشقاقات الداخلية.

من جهتها، دعت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحريات والديمقراطية بتونس المحامين وموظفي المحاكم إلى إنجاح إضراب القضاة. وقالت إنها تساند القضاة في معركتهم المفصلية من أجل الاستقلال.

إقصاء "المفسدين"

في المقابل، قال رئيس الهيئة الاستشارية من أجل جمهورية جديدة بتونس، الصادق بلعيد، إنه لن يشرك من "أفسد البلاد" في الحوار الوطني الذي انطلقت أولى جلساته صباح أمس السبت.

وأضاف في تصريحات لعدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية -عقب انتهاء أولى جلسات الحوار الوطني في قصر الضيافة بالعاصمة تونس- أن 42 شخصية حضرت الجلسة الافتتاحية للحوار التي أشرفت عليها الهيئة، لافتا إلى أن الكثير منهم تعرضوا إلى ضغوطات بقصد ثنيهم عن الحضور من طرف من سماهم "مدعي العلم في الفقه والسياسة".

ولفت إلى أنه تقرر إشراك من يتسم بنظافة اليد ومن يسعى إلى خدمة مصلحة تونس، من دون تسمية أحد.

وصباح أمس السبت، انطلقت في تونس أولى جلسات الحوار الوطني الذي دعا إليه سعيد تمهيدا لتنظيم استفتاء على دستور جديد في 25 يوليو/تموز المقبل، بهدف الخروج من الأزمة السياسية في البلاد.

وشارك في جلسة الحوار الأولى ممثلون عن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والاتحاد الوطني للمرأة، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (غير حكومية)، وعدد من الشخصيات التونسية.

في حين أعلنت عدة أطراف وطنية وسياسية مقاطعتها هذه الاجتماعات، بينها الاتحاد العام التونسي للشغل، وأحزاب آفاق تونس، والمسار، والوطنيين الديمقراطيين الموحد.

وبالإضافة إلى الأزمة السياسية، تعاني تونس صعوبات اقتصادية خطيرة أبرزها التضخم المتسارع والبطالة المرتفعة. وتحاول البلاد المثقلة بالديون الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي لا يقل قدره عن 4 مليارات دولار.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

الثلاثاء, 07 حزيران/يونيو 2022 19:19

الحاجات الأساسية للطفل

قال تعالى في معرض حكايته إلحاح إخوة النبي يوسف  على أبيهم النبي يعقوب؛ ليأذن لهم باصطحاب يوسف معهم، عارضين إشباعهم كلّ أشكال الحاجة لديه: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (يوسف/ 12).

  فائدتان

من خلال هذه الآية الغنّاء، ومن ظلال أحداث قصّتها، نستطيع إنشاء قاعدة تربوية عامّة نستوحيها؛ لندرس (الحاجات الأساسية للطفل).

حينما ندرس الطفولة المهدورة في عالمنا اليوم، ونريد أن نعرف ما هو العمل إزاءها؟، وأيّ حاجات تلك التي تتطلّبها هذه المرحلة؟، ستشرع الآية أمامنا أربع حاجات أساسية وهامّة للطفل:

1ـ الحاجة إلى الغذاء

فالطفل يحتاج إلى الغذاء لينمو بدنه، ويشتد عوده، وليمدّ شجرته بالطاقة والحيوية. وهذه الحاجة تصبّ في خدمة الجانب البيولوجي والفسيولوجي للطفل. وقد جاءت حاجة الطفل إلى الغذاء محمولة على ظهر كلمة: ﴿يَرْتَعْ﴾ المشيرة ـ لغوياً وتفسيرياً ـ إلى الأكل والشرب من جهة، والسعي والانبساط والتنزّه والراحة النفسية من جهة ثانية.

فالأكل والشرب من الخضرة المتواجدة هناك، لاسيّما في الريف الخصب في فلسطين ومروجه الفيحاء؛ حاجة مادّية تتوقّف عليها صحّة الطفل ونموّه الجسمي.

2ـ الحاجة إلى الراحة النفسية

لا تقتصر حاجة الطفل على الجانب الغذائي، بل هناك حاجة أُخرى ملحّة وضرورية له هي: الراحة النفسية والانبساط النفسي وبهجة المشاعر، حتى يغالب حالة الغبن النفسي والكدر الداخلي الذي قد يسبّبه تواصل مكثه في المنزل، ورتابة ونمطية الأجواء من حوله، وما تبعثه من ملل وسأم، ومن هذه الحاجة النفسية حاجته إلى التنزّه والانبساط في كنف الطبيعة الخضراء النضرة، وما تبعثه الآفاق المفتوحة الممتدة والطبيعة الخلّابة من مشاعر فيّاضة.

وهذه الحاجة تندرج ضمن الحاجة النفسية السيكولوجية. وقد أشرنا في الفقرة السابقة إلى أنّ كلمة ﴿يَرْتَعْ﴾ تختزن في أحشائها وليدين هما: (الأكل، والانبساط).

3ـ الحاجة إلى اللعب

هناك نزعة فطرية وحاجة نفسية بالغة لدى الطفل للقفز والمرح واللعب الذي يسهم في تعرّفه على الأشياء، واكتشاف المحيط من حوله، وإمضاء شيء من الوقت، والإسهام في تحقيق الراحة النفسية، وتصريف الطاقة المكتنزة بداخله.

يفيد (علم نفس النمو) أنّ الطبيعة العمرية للطفل ومرحلة الطفولة أنّه ميّال إلى الحركة واللعب، ماقت لحياة السكون والجمود، فهو يختلف اختلافاً جذرياً وتاماً عن مرحلة الشيخوخة، واختلافاً جزئياً عن مرحلة الشباب، وأنّ الطفل كلّما كان من نوع (الطفل الحركي) ومَن يتصف بـ(فيضان الطاقة) احتاج إلى مزيد من اللعب؛ ليفرِّغ شحنات الطاقة الزائدة لديه؛ حتى لا تنعكس على الوجود البشري والمادّي من حوله، فيستحيل إلى طفل عدواني يضرب إخوته والأطفال، ويُكسِّر الأشياء، ويتسبَّب في كثير من الإزعاج والمعاكسات والمشاغبات لمن حوله.

فالحاجة إلى اللعب تخدم النمو الحركي والجانب النفسي ـ الحركي (المهاري) للطفل. وقد أشارت كلمة: ﴿وَيَلْعَبْ﴾ إلى هذه الحاجة الفطرية الماسة لدى الطفل.

4ـ الحاجة إلى الأمن

لا يستطيع الطفل أن يمتشق درع الدفاع عن النفس وحماية الذات أمام كثير من الأخطار الخارجية المحدقة به، سواء أكانت من بنات الطبيعة (الأمن البيئي)، أم من مبتكرات المدنية (الأمن المدني والصناعي والتقني)، أم من غرس المجتمع (الأمن الاجتماعي)، فيحتاج إلى مَن يوفِّر له (الحماية) والمناخ الآمن والملاذ المستقر.

فالطفل عود غضّ طري يحتاج إلى مَن ينشر عليه ظلال السِّلم البيئي والمدني والاجتماعي، فيحميه من السباع الكاسرة، ويحميه من مخاطر المدنية، كالكهرباء والسيّارات، ويحميه من السباع اللابسة جلد البشر وثوب الإنسانية واسم الآدمية، وترى فيه (فريسة سهلة) تغتنم أكلها والعيث بساحة طهرها!!

وكلّما مالت كفة عمر الطفل إلى الصغر احتاج إلى الحماية أكثر، فالطفل الرضيع قد لا يحمي نفسه من نملة أو ذبابة أو دبوس، وحله الدفاعي عن النفس يكمن في البكاء ليأتي إليه أحد والديه، ويجنّبه الخطر الداهم.

والحاجة إلى الأمن والشعور بالاطمئنان هي قبس من جذوة الحاجات النفسية والشعورية والاجتماعية.

وقد أشارت عبارة: ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ إلى هذه الحاجة الضرورية للأمن.

فائدتان

حاجات الطفل حاجات (تكاملية) متواشجة، وهي كحبات العقد النضيد لابدّ من وجودها معاً.

يعتقد البعض أنّه حينما يوفِّر لطفله الغذاء واللباس والسكن، فقد وفَّر له كلّ شيء، وخرج بذلك من ربقة المسؤولية التي يختزنها ضميره، ولا يدرك أنّ حاجة الطفل إلى الراحة النفسية بإبعاده عن مكامن التوتر والقلق النفسي والنزاع الأُسري بين الأبوين، وحاجته إلى الأمن من مخاطر الطبيعة والبيئة والمدنية والمجتمع؛ قد تفوق حاجته إلى الغذاء واللباس والسكن.

 

الثلاثاء, 07 حزيران/يونيو 2022 19:17

التكريمُ لونٌ من ألوان الشُّكر

التكريمُ لونٌ من ألوان الشُّكر كونه إشادة بالجهود، وتثميناً للمنجزات، ومكافأة للإبداعات، وتقديراً للمواقف البطولية أو المُشرِّفة، وهو (تكريمان):

1- تكريمٌ في الحياة.

2- تكريمٌ بعد الوفاة.

والثاني - كما يُعبِّر مرتضى المطهّري - هو من سمات الأُمم الميِّتة أو المتخلِّفة، التي تنتظر موت كبارها، ورحيل عباقرتها، وغياب مُبدعيها، وانطواء صفحات العاملين المُصلحين، أو المفكِّرين المُجيدين، حتى تقيم لهم (حفلات التأبين) بدل (حفلات التكريم)، وتنصب لهم (تمثالاً) حديدياً أو برونزياً، وهي قلّما اكترثت بحياتهم، وبعطائهم أبّان حياتهم.. وهذا النوع من التكريم وإن مَثَّل حالةً من رفع العتب، هو تكريم في الوقت الضائع، أو حيث لا ينتفع به المُكرَّم إلّا أنّ مُذكَّرَ الأحياءُ به وبمنجزاته وآثاره.

وقد لا يحتاج المُصلح المُخلص، والعامل المُجتهد، والمُبدع المُجيد، والفنّان الماهر، والأديب البارع، إلى حفلات تكريم يُقدَّم له فيها وسام أو درع، أو كلمات ثناء وإطراء، إلّا أنّ الذين يُكرِّمون يتحمّلون مسؤولية الإشادة بالإنجاز العظيم، والافتخار بالعطاء الكريم، أي إنّهم - بتكريمهم للمُكرَّم أيّاً كان - إنّما يشكرون الله تعالى على أن أنعم عليهم برجلٍ أو امرأةٍ قدَّما لها الأفضل والأروع والأنفع لحياتهم، مثلما يشكرون عطاء المُبدع على طريقة (ردّ السلام) أو (مقابلة الإحسان بالإحسان)!

إنّ وردة تُقدَّم لحيّ أكرم الحياة بعطاياه، خيرٌ من باقات الزُّهور تحوط قبره.. وإنّ كتاباً يُهدى إليه، أفضل من كلِّ كُتُب الشُّكر والتكريم بعد حياته.. وإنّ كلمة طيِّبة تُقال له تثميناً لمواقفه وعطاءاته، قد يكون لها من التأثير الفاعل في مزيد من العطاء، أكثر من كلِّ قصائد الإشادة والتمجيد بعد رحيله. يقول الشاعر:

لا ألفِيَنَّكَ بَعدَ الموت تَندُبُني      وفي حياتي ما زَوَّدتَني زادي!

إنّ تكريم الأحياء للأحياء هو بعضٌ من الشعور الحيّ بالحياة وبمن يثري الحياة، بل هو تكريمٌ للمُكرِّمين أنفُسهم، على طريقة (أُهنِّأ ذاتي) أو (نُهنِّئ أنفُسنا) لأنّنا حظينا برجل عظيم مثلك!

وحفلة تكريم الحيّ يُفترض أن لا تكون على طريقة الشاعر:

أَتَت وحياض المَوتِ بيني وَبَينهَا      وجادت بوصلٍ حيث لَا ينفعُ الوَصلُ!

أي ينبغي أن لا يُكرَّم المُبدع والمُصلح والعامل وهو قاب قوسين من القبرِ وأدنى، لأنّ هذا والتكريم بعد الموت شبيهان أو متقاربان، إذ ما يمنع تكريم الشاب أو الشابّة في ريعان شبابهما على تميّزهما في أيّ من مجالات العطاء والإبداع، دفعاً للحماسة، ودفعاً لعطاء أعلى وأرقى، ما يمنع أن يُكرَّم الإنسان الذي كَرَّس حياته في خدمة وطنه وأبناء وطنه أكثر من تكريم، ما يمنع أن تتحوَّل (ثقافة التكريم) إلى عُرف اجتماعي يُكرَّم فيه كلّ عطاء وإبداع وإنجاز ومفخرة إنسانية.

ولو لاحظنا كيف أنّ المُبدعين أو العاملين المُخلصين يحتفظون بأوسمة التكريم ودُروعه وكُتُبه في أماكن بارزة من واجهات مكتباتهم وغرفهم الخاصّة، أو في عياداتهم، أو في معارضهم الشخصية، لعرفنا أنّ المُكرَّمَ في حياته، كما يعتز بأساتذته وبكُتُبه التي تَعلَّم منها، وكُتُبه التي ألَّفها، أو لوحاته التي أبدعها، أو فعّالياته الكبيرة التي أنتجها، يفتخر بهذه الألوان التكريمية التي تعتبر (شهادات فخريّة) من لدن أُناس أوفياء، انتفعوا بعطاء القائد، أو المربِّي، أو المعلِّم، أو العالم، أو الكاتب، أو المُصلح، أو القائد، أو العامل، أو الشهيد.. إنّها تُذكِّره أنّ (جميلَه) قُوبِلَ ذات يوم بـ(جميل)، وأنّ قومه كُرماء عُرفاء يعرفون قيمة العطاء والمُعطي فيُكرِّمونهما.

 

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ان المقاومة اليوم كلمة بارزة في الأدبيات السياسية في العالم.

وأكد قائد الثورة الاسلامية في كلمته خلال مراسم احياء الذكرى الـ33 لرحيل الامام الخميني (ره) عند مرقده الطاهر : ان جيل الثورة الراهن لايعرف الامام العزيز بشكل صائب ولايقف على عظمته فالامام كان شخصية فريدة بمعنى الكلمه .

واكد قائد الثورة ان التعريف بشخصية الامام الراحل للجيل الصاعد مهم من جهة انه سيساعدهم في الادارة الرشيدة للبلاد في المستقبل لان الامام لم يكن اماما بالامس فقط بل هو امامنا اليوم وغدا.

وتابع سماحته ان جيلنا الصاعد والواعي الذي من المقرر ان يتصدى للمسؤوليات الوطنية والثورية في المرحلة الثانية لهذه الثورة وادارة شؤون البلاد مستقبلا يحتاج الى الية حقيقية لكي يواصل مسيرة الثورة بشكل صائب .

واوضح ان هذه الالية التي بامكانها ان تعطي زخما وتحدث تحولا هي عباره عن الدروس التي يمكن ان نعثر عليها في كلام وسلوك الامام الراحل .

وتابع سماحته ان النقطة الاولى حول شخصية الامام الراحل هي انه قاد اكبر ثورة في تاريخ الثورات فأشهر هذه الثورات هي الثورة الفرنسية عام 1789 والثورة السوفيتية عام 1917 ، لكن الثورة الإسلامية أكبر من الثورتين ، ولأسباب متنوعة.

واضاف: ان هاتين الثورتين الفرنسية والسوفيتية انتصرتا بمواكبة الشعبين الا انه بعد انتصارهما تم تهميش شعبي البلدين وبالتالي انحرفت هاتين الثورتين اللتين ساهم الشعب في انطلاقهما من خلال حضورهما في الشوارع.

وأكد قائد الثورة الاسلامية ان الثورة الفرنسية تحولت الى ملكية بعد حوالي 12 الى 13 عاما وجاء نابليون الى الحكم وبقي في سدة الحكم لمدة 15 عاما وعاد الاسرة التي ثار الشعب ضدها الى الحكم وتسلموا تقاليد الامور وكان ذلك نتيجة عدم حضور الشعب في الساحة.

واستطرد قائلا: ان الثورة السوفيتية ايضا تحولت الى استبدادية بعد 12 عاما حيث مارس ستالين وخلفاؤه استبدادا لم تشهده الملكيات التي سبقتهم والنتيجة كانت تهميش الشعب من جديد .

وتابع سماحته قائلا: ان الثورة الاسلامية في ايران انتصرت بفضل حضور الشعب الايراني في الساحة ولم يتم تهميشه كما جرى في الثورات الاخرى في العالم حيث انه تم اجراء استفتاء عام بعد اشهر في البلاد لانتخاب النظام الذي يريده.

وقال قائد الثورة الاسلامية انه : وتم انتخاب اول رئيس للجمهورية من قبل الشعب الايراني بعد حوالي عام من انتصار الثورة ثم انتخب الشعب نوابه في اول برلمان له حيث جرت في البلاد حتى الان حوالي 50 انتخابات بحضور الشعب .

واعتبر اية الله خامنئي التوجه المعنوي في الثورة من الصفات الاخرى لعظمة هذه الثورة حيث ان الثورتين الفرنسية والروسية والثورات الصغيرة الاخرى التي جرت في القرنين 19 و 20 كانتا تفتقدان الى المشاركة الشعبية الا ان الثورة الاسلامية تولي اهتماما خاصا للبعدين المادي والمعنوي للانسان ايضا.

وقال سماحته: ان الامام الخميني قاد نهضة تحولت الى هذه الثورة وليس هناك اي شك ان الشعب الايراني هو الذي ادى الى انتصار هذه الثورة ولولا حضوره في الساحة لما انتصرت الثورة وان اليد القوية التي استطاعت تحشيد هذا البحر المتلاطم والشخص الذي كان لسانه كسيف ذوالفقار وتمكن من استقطاب ملايين الناس الى الساحة والحفاظ عليهم هو الامام الخميني طاب ثراه.

واشار سماحته الى اعلان النظام الملكي المقبور فرض الاحكام العرفية في طهران بأمر اميركي كي يستطيع الانقضاض على الثورة واسقاطها من خلال غياب ابناء الشعب مشددا على ان الامام احبط هذه المؤامرة بامداد الهي تحدث عنه الامام فيما بعد.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى ان الجبهة الواسعة للاعداء منذ انطلاق الثورة المباركة دخلت الساحة بقوة وتابع : الذين اعتادوا على الرذيلة لايمكنهم ان يفصلوا انفسهم عنها ، و على شبابنا الانتباه الى ان الغرب نهب العالم لثلاثة قرون واوجد الكثير من المجازر الجماعية والاستعباد . ورغم ذلك نرى اليوم ان علماء الغرب انبروا ليحددوا ويرسموا لنا قانون حقوق الانسان وهذا مايبين مدى الخداع لدى الغرب .

وجدد التاكيد على ان الغرب يرتكب مختلف الجرائم التي يندى لها الجبين واضاف : الامام الراحل كان يعرف هذه الامور بشكل جيد ، ولذلك جعل الشعب يتعرف على مفهوم المقاومة ورباه على روح المقاومة والصمود والثبات .

واكد قائد الثورة الاسلامية على ان عنوان المقاومة اصبح اليوم عنوانا عريضا واضاف : الامل الوحيد للاعداء اليوم لتوجيه الضربات للشعب هو الاحتجاجات الشعبية، لكن عليهم ان يعرفوا ان الجمهورية الاسلامية اصبحت اليوم شجرة ثابتة وان حساباتهم كانت خاطئة .

وقال اية الله خامنئي ، إنّ "الغربيين يحاولون وضع قانون لحقوق الإنسان لإيران، وهذا خداع"، لافتاً إلى أنّهم "نهبوا العالم لثلاثة قرون وارتكبوا المجازر، وعلى الشباب التنبّه لهذا الأمر".

وأشار إلى أنّ هناك "أملاً لدى الأعداء بتوجيه ضربة للشعب الإيراني عبر الاحتجاجات واستخدام الساحة الافتراضية والحرب النفسية"، متابعاً: "الأعداء يريدون أن يروّجوا أنّ الشعب ابتعد عن القيادة"، واصفاً هذا الادعاء بـ"الكلام التافه الذي يصدّقه بعض السُذّج".

واعتبر سماحته إنّ "الأعداء مخطئون في تقويمهم لمشاعر الشعب الإيراني ووفائه وصموده"، مشدداً على أنّ "الثورة الإيرانية باتت شجرة ثابتة بعد أن خسر الغربيون رهاناتهم".

وأضاف أنّ "الشعب الإيراني اليوم مقاوم بكل معنى الكلمة، وعنوان المقاومة بات واضحاً في الثقافة السياسية في العالم"، مشدداً على أنّ "الشعب الإيراني ينتمي إلى الثورة، ومن يرد أن يلمس ذلك فلينظر إلى التشييع المليوني للشهيد قاسم سليماني"، داعياً النّشطاء إلى "عدم السماح للأعداء بتشويه الثورة وعدم الالتفات إلى الرجعيين في الداخل".

وقال قائد الثورة الاسلامية إنّ "الأميركيين هم من أمر الحكومة اليونانية للقيام باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية وسرقة النفط الإيراني".

وأضاف: سرقوا النفط الإيراني في سواحل اليونان، وقامت القوات الباسلة الايرانية في المقابل باستعادة نفطنا بينما الإعلام الغربي يتهمنا نحن بالسرقة..يجب مواجهة قلب الحقائق..يجب عدم السماح للقوات الرجعية بتشويه صورة الثورة.. كما يجب ان نواجه من يحاول بث اليأس بين الشعب.

الإثنين, 06 حزيران/يونيو 2022 16:55

مميّزات ثورة الإمام الخميني

بنظرةٍ علميّة لا تعتمد العاطفة والتهويل والحماس نجد أنّ تجربة الإمام الخميني وبعد عقودٍ من الزمن سجّلت حقائق، وأثارت تساؤلات، وعمّقت أفكاراً، واستحدثت مفاهيم لنا ذكر بعضها بنحوٍ مختصر، ويمكن أن تكون عناوين لبحوث موسّعة، وهي :

١- الثورة تمكّنت من نقل الفقه من النظرية والمطوّلات الفقهية الى الواقع والتطبيق، ونقل الإسلام من الجدران الى المؤسسات، ومن الحسينيات والمساجد إلى عمق الأُمة .

٢- أثبتت الثورة وجود نظرية سياسية إسلامية عملية وعملية تصمد وتنجح في التطبيق وهذا رد عملي على كلّ مدارس الاستشراق.

٣- أكّدت الثورة أنّ قيادة الفقيه المباشرة تكون نتائجها أفضل بكثير من تجربة التوجيه العام.

٤- شهدت التجربة الإسلاميّة في إيران تطور واضح ولا غبار عليه وفي كلّ المجالات ممّا يعني أنّ التجربة تعتمد التخطيط والمشروع الحضاري العميق .

٥- منحت الثورة المسلمين مكانتهم وهويّتهم وموقعهم المؤثّر؛فَهُمْ مَن يؤثّر في الأحداث .

٦- التجربة الإسلامية (ولاية الفقيه) هي التجربة الإسلامية الوحيدة التي تمكّنت من البقاء والرسوخ، بينما التجارب الإسلامية الاخرى تعاني الفشل بما فيها تجربة الإخوان،أمّا السلفية الوهابية فهي ليست من الإسلام بشيء .

٧- القدرة على استنهاض المسلمين ومساندتهم مع قطع النظر عن المذهب .

٨- اعتمدت الثورة الإسلامية على قاعدة الاقتصاد المتعدّد والعلم والإنسان .

٩- جعلت الثورة الإسلامية الشيعة في قلب الحدث العالمي وليس على الهامش.

١٠- لم تتنازل التجربة الإسلامية عن ثوابتها واستراتيجيتها، ولم تهادن الغرب مع كلّ التحديات كما يفعل الإخوان المسلمين وغيرهم .

١١- تمكّنت الثورة أن توفر غطاءً سياسيّاً دستوريّاً عامّاً يجمع الشعب الإيراني بمختلف توجهاته .

١٢- أثبتت الثورة الإسلامية جدّية الشعار الذي رفعه الإمام الخميني (لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلاميّة) وقد حلّت الجمهورية ومن معها مكان الشرق لمواجهة الغرب بعد انهيار المحور الشرقي إبّان تفكّك الاتحاد السوفييتي زمن ريغان في التسعينيات .

١٣- أثبت الثورة قدرتها في الانتقال من الثورة إلى الدولة وهي تتجه إلى بناء الحضارة .

١٤- أثبت الإمام الخميني أنّ الثورة الإسلامية عابرة للخريطة الإيرانية .

١٥- كشفت التجربة عن الفهم والإدارة العميقة التي يمتاز بها الفقيه في إدارة الأحداث الداخلية والإقليميّة والدوليّة .

١٦- لم تعتمد الدولة الإسلامية على مفهوم العسكرة والسلاح فقط؛ بل التطور العلمي هو الثابت الكبير والحامي للثورة والدولة والإسلام والمسلمين .

١٨- سخّرت الثورة الاقتصاد الحر المستقل للتنمية الإسلامية في الإعلام والتربية وبناء الشخصية الإسلامية وتربية الأجيال ومواجهة الاختراق الثقافي .

١٨- تمكّنت الثورة أن تصمد بجيلها الأول، وأن تولد أجيالا مؤمنة بها وحامية لها بعد أن كان الغرب يعتقد أنّ الثورة الإسلامية تنقرض مع الجيل القديم وفق نظرية ( الثورة تأكل أبنائها ).

١٩- رسمت الثورة الخط الفاصل بين المشروع الصهيوني والمشروع الإسلامي في المنطقة والعالم .

٢٠- تمكّنت إيران من تشريك علاقات دولية وإقليمية متينة مع الصين والروس ودول الجوار تعتمد احترام الخصوصيات المحلية للمسلمين والسيادة .

٢١- كشفت الثورة الإسلامية أنّ القوة الغربية وهمٌ لا يصمد أمام قوة الشعوب القائمة على العقيدة والبناء والتنمية والتطور .

٢٢- حوّلت الثورة المقاومة من سلاح الى تطور وتنمية وإبداع ومشروع مختلف الأبعاد وأنهتْ الجدل القائم على أساس التعايش السلبي مع الاسكبار وانتهت الى أنّ المسلمين ليس لهم إلّا التواجد في بناء الدولة .

٢٣- أعطت الثورة للمراة مكانتها .

٢٤- ناصرت الشعوب المستضعفة وأنهضت الأمة الإسلامية .

٢٥- تمكنت من إيجاد قطب إسلامي في الشرق لايقلّ عن أيّ قطب قادم في ظل الاتجاه الى القطبية المتعددة .

٢٦- غيّرت الثورة الإسلامية موازين العالم والمنطقة والخليج بنحوٍ خاص في كلّ المجالات الأمنيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والآيدولوجيّة والعسكريّة وهي تساير التحولات الكبيرة حتى في الأَحلاف الاقتصادية والعملات والمصارف والطاقة .

٢٧- أنهت الثورة الإسلامية الحدود والجغرافيا المفتعلة وأوجدت جغرافية إسلامية وأخرى وفق مشتركات دينية و إنسانية ومذهبية .

٢٨- أسقطت هيبة إسرائيل ومنحت الشعب الفلسطيني قدرة جديدة في المواجهة جعلته يتفوق في الكثير من المواقف على السلاح الإسرائيلي.

٢٩- لازم وجود الجمهورية الدعوة الى الوحدة الإسلامية بين الأمة الاسلامية .

٣٠- تمكّنت من إلحاق الهزيمة بالمشروع الأمريكي في لبنان والعراق وإيران وسوريا واليمن .

٣١- أظهرت وكشفت تجربة الثورة الإسلامية عن وجود العقول البنّائة في كلّ المجالات النهضوية والتنموية .

٣٢- أظهرت القدرة على فهم التعقيدات والتضاريس الدولية ونجحت في مجال الدبلوماسية بما فيها المفاوضاتالنووية .

٣٣- أوجدت متغيّراً في النظام الدولي بما فيه مجلس الأمن والأمم المتحدة بدفع القرار الصيني والروسي لصالح المسلمين في الأُمم ومجلس الأمن .

٣٤- استثمرت الثورة ــ وما زالت ــ في الصراع العالمي لصالح المسلمين وما يحصل بين الروس والغرب عبر أوكرانيا خير دليل .

٣٥- كسرت الثورة الإسلامية الهزيمة والإحباط في الشخصية الإسلامية وأوجدت عزيمة وعقيدة راسخة .

٣٦- تمكّنت إيران من الصمود ولم تهتز بفعل المتغيرات العالمية والمحلّية فلم تتأثر سلبًا بانهيار جدار برلين وسقوط الاتحاد السوفييتي ولا في الربيع الغربي العربي .

٣٧- أثبتت أنّ الثورة متصالحة مع جمهورها وأنّ نظامها السياسي نظام صالح ومقبول من الجمهور الإيراني.

٣٨- تمكّنت الثورة أن تجعل الخط الولائي هو الوحيد القادر على الثبات ضد التطبيع والصهيونية وصفقة القرن.

٣٩- تمكّنت الثورة الإسلامية في إيران من التعامل مع التعقيدات الإقليمية وهي تمارس الآن الانضباط الكبير في ترويض الأتراك ومنع الانفصال الكردي القومي في المنطقة؛ بل بنحوٍ عام تمكنت أن تمنع تفكك المنطقة ومنعت اندلاع الحروب؛ بل عمدت الى نزع فتيل الفتن وإخماد الحرائق مع أنّ هذا الأمر كلّفها الدم والمال والرجال .

٤٠- تمكّنت الثورة من ربط المنطقة بمنظومة أمنية واحدة وتجربة الحشد الشعبي وحزب الله لبنان والجيش العربي السوري وشعب اليمن خير دليل، ولهذا الربط أثره في تغيير موازين القوى الأمنية والاقتصادية والجيبولتيكية ومنافذ التجارية العالمية.

ألقى الإمام الخامنئي كلمة في الجموع المحتشدة في حرم الإمام الخمينيّ (قده) صباح اليوم السبت 4/6/2022، وذلك في الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيله. وأشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ الإمام الخمينيّ العظيم هو روح الجمهوريّة الإسلاميّة، وأنه «ليس إمام الأمس فقط، بل إمام الحاضر والمستقبل». وأشار سماحته إلى أنّ الإمام الخمينيّ «قاد أعظم ثورة في تاريخ الثورات»، لافتاً إلى أنّ تأكيد الإمام رأيَ الناس «نابع من معرفته بالإسلام». كما تحدّث الإمام الخامنئي عن واحدة من أهمّ ميزات الإمام الخمينيّ، وهي تعريفه الناس إلى مفهوم المقاومة.
رأى قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي في خطاب أمام جموع غفيرة من الناس صباح اليوم السبت 4/6/2022، في المرقد المطهر لمؤسس الثورة الإسلامية، أن الإمام الخميني هو «روحُ الجمهورية الإسلامية وشخصية استثنائية وإمام الشعب الإيراني في الأمس واليوم والغد»، قائلاً: «الجيل الشاب والذكي اليوم بحاجة إلى دروس الإمام وكلامه وسلوكه من أجل إدارة البلاد وإيصالها إلى القمم المجيدة».
وفي إشارة إلى أبعاد شخصية الإمام الخميني التي لا تزال مجهولة، قال الإمام الخامنئي إنه «رغم الأقوال والكتابات الكثيرة حول ذلك الحكيم المرشد، فثمة كلام كثير لم يُقل عن عظمة شخصيته وقوتها وقيادته».
ورأى سماحته أن الثورة الإسلامية هي «أعظم ثورة في تاريخ الثورات» بمقارنتها مع مسار الثورتين المعاصرتين الشهيرتين، وهما الثورة الفرنسية والسوفييتية. وقال: «أغفلوا الروحانية في هاتين الثورتين فانحرفتا بعد ذلك في وقت قصير، كما جرت تنحية الناس الذين أدّوا إلى انتصارهما، فعادوا عملياً إلى الماضي، ولكن الثورة الإسلامية تابعت تقدّمها بعد الانتصار بالانتخابات المتتالية والاعتماد المتواصل على الناس والاهتمام المتزامن بالجوانب المادية والروحية للإنسان، وهذه الحقائق هي من أبرز الأسباب لتفوّق الثورة الإسلامية على الثورات كافة في التاريخ، وتُظهر عظمة قيادة الإمام».
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن حضور الناس كان «العامل الحاسم في انتصار الثورة». وقال: «اليدُ القوية والقلب المطمئن واللسان الذوالفقاري الذي استطاع أن يجلب المحيط العظيم للشعب إلى الميدان ويُبقيه فيه بلا يأس ويعلّمهم اتجاه الحركة... كان الخميني العظيم». وتابع سماحته تبيين الأسس والأصول لمدرسة الإمام بالقول: «البنية التحيتة لمدرسة الإمام، سواء خلال مرحلة النضال أو الثورة، كانت القيام لله، وهذه البنية لها أساس قرآني».
وقال الإمام الخامنئي إن الهدف من القيام لله في المراحل كلها هو «إقامة الحق وإقامة العدل والقسط وترويج المعنوية»، مضيفاً: «كان الإمام مناضلاً حقيقياً وله حضور دائم في ميدان القيام لله». كما ذكر النقاط البارزة في حركة الإمام خلال مرحلة إنشاء الجمهورية الإسلامية، إذ «كان أهم الهواجس وخريطة الطريق للإمام خلال تلك المرحلة إيجاد مسافة بين مشروع الجمهورية الإسلامية، والثقافة والقاموس الغربيين، فأصرّ الإمام على أن الجمهورية الإسلامية ليست مستعارة من "الجمهورية" و"السيادة الشعبية" الغربية، بل مأخذوة من مبدأ الإسلام».
كذلك، رأى سماحته أن إحدى الميزات البارزة لأنموذج الإمام الجديد هي التناسق بين الثنائيات المتناقضين في الظاهر، وقال: «يوجد في النموذج والنظام السياسي الجديد الذي قدمه الإمام كلّ من الروحانية ورأي الناس، وكل من تنفيذ الأحكام الإلهية ومراعاة المقتضيات والمصالح العامة، وكل من الإصرار على العدالة الاقتصادية ومراعاة حال الضعفاء وأيضاً الإصرار على إنتاج الثروة، وكل من رفض الظلم ورفض الخضوع للظلم، وكل من تعزيز العلم والاقتصاد وتقوية البنية الدفاعية للبلاد، وكل من الانسجام والوحدة الوطنية وقبول تنوّع الآراء والتوجهات السياسية المختلفة، وكل من تأكيد تقوى المسؤولين وطهارتهم وأيضاً الخبرة والكفاءة لديهم».
في السياق، قال قائد الثورة الإسلامية، إن «الجمهورية الإسلامية حققت نجاحات كبيرة في العناوين الأساسية كافة مثل السيادة الشعبية، والتقدم العلمي، والشؤون الدبلوماسية والاقتصادية والخدمات العامة، ولذلك إنكارها أمر غير منصف، وبالطبع لم تكن الإخفاقات قليلة أيضاً». لكنه قال في تبيانه أسباب الأداء الضعيف والإخفاقات: «الإمام يرشدنا من أجل إيجاد الأسباب ويقول إن صحيفة أعمالكم مرهونة بسعيكم ومجاهدَتكم».
وأشار سماحته إلى دور الجبهة الواسعة للأعداء في بعض إخفاقات الجمهورية الإسلامية، موضحاً: «لأن جوهر الجمهورية الإسلامية معارضٌ للظلم والاستكبار والمنكرات ويتفق مع الروحانية، بطبيعة الحال يعاديها الظالمون والمستكبرون والعاملون بالمنكر والمعارضون للروحانية».
العامل الآخر للعداوة مع الجمهورية الإسلامية، كما قال الإمام الخامنئي، هو وضع الإمام الخميني مسافة جادة مع الغربيين. وتابع: «الدفاع عن فلسطين وإعطاء سفارة الكيان الغاصب للشعب الفلسطيني، وانتقاد نفاق الدول الأوروبية وأمريكا وجرائمها، أمثلة على هذه المسافة». كما رأى سماحته أن الامتياز الكبير للإمام الخميني هو «تعريف الناس إلى مفهوم المقاومة وبث روح الصمود في الشعب»، فقال: «ببركة الإمام، صار الشعب الإيراني اليوم مقاوماً وقوياً تماماً، وتحوّلت المقاومة إلى واحد من المصطلحات البارزة في الأدبيات السياسية في العالم».
كذلك، تحدث سماحته عن مؤامرتَي أعداء الشعب الإيراني، وقال إن الجزء الأول من هذه الخطة هو «عقد آمال الأعداء على الاحتجاجات الشعبية بهدف توجيه ضربة إلى البلاد، فهم يسعون بالعمل النفسي والنشاط في الفضاء المجازي وبتربية المرتزقة إلى جعل الناس في مواجهة النظام الإسلامي». أما الجزء الثاني من هذه المؤامرة، فهو إلقاء حسابات غير صائبة حول اتجاه الجمهورية الإسلامية نحو السقوط. وتابع: «في بداية الثورة، كان الذين يضمرون السوء يقولون إن الثورة ستسقط في غضون ستة أشهر، وبعدما كانت تفضي حساباتهم إلى نتيجة غير صائبة، يعدون بستة أشهر أخرى، في حين أنه قد مرّ اليوم أكثر من ثمانين "ستة أشهر" على الثورة، وصارت تلك الشتلة الرفيعة شجرة قوية ومقتدرة».
لهذا، رأى قائد الثورة الإسلامية أن عنصر الناس في الجمهورية الإسلامية «عامل مهم للغاية، ولن يتمكن الأعداء من وضع الشعب في مواجهة النظام الإسلامي». وفي تحليله حسابات الأعداء، أشار إلى دور عدد من «المستشارين الإيرانيين الخونة» في تشكيل هذه الحسابات، قائلاً: «هؤلاء المستشارون الخائنون لا يخونون بلادهم فحسب، بل يخونون الأمريكيين أيضاً، لأنهم بهذه المشورات غير الصحيحة يتسببون في إخفاقهم».
وكان «ابتعاد الشعب الإيراني عن الدين وعلماء الدين والنظام الإسلامي» مثالاً على المشورات والحسابات التي ذكرها سماحته، منبهاً إلى أن «التشييع المليوني لجثمان الشهيد سليماني، أو تشييع الجثامين وتعبير الناس عن مشاعرهم خلال وفاة المراجع والفقهاء ذوي المقام العالي»، لا يمكن مقارنته بإحياء ذكرى أي شخصية سياسية وفنية أخرى في البلاد، «وهذا يظهر اعتقاد الناس بعلماء الدين وبالدين وبالجهاد وبالمقاومة».
أيضاً رأى الإمام الخامنئي أن حضور الشباب باشتياق في الاجتماعات المعنوية والسياسية العظيمة من العلامات الأخرى على وفاء الشعب تجاه نهج الإمام الجليل، وأضاف: «مثال آخر على الإخلاص الديني للناس هو التعبير عن الشوق والإخلاص لدى أفراد الناس تجاه محضر ولي العصر (عج) في إطار نشيدة تم إنشادها في هذه الأيام».
في المقطع الأخير من كلمته، قدّم قائد الثورة الإسلاميّة توصيات مهمّة خاطب بها الناشطين في المجالات الثوريّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. وفي توصيته الأولى للشّباب، لفت سماحته انتباههم إلى «الحذر من سلب الهويّة وعرض الحقيقة بشكل معاكس». وتابع موصياً الشباب بـ«منع تغلغل الرجعيّة... بمعنى العودة إلى السياسة الغربيّة ونمط العيش الغربيّ، فلا ينبغي السّماح للبلاد بالاتجاه نحو الرجعيّة عبر تغلغل نمط العيش الغربيّ الذي كان مشهوداً خلال المرحلة البهلويّة الفاسدة».
في توصية أخرى، أكّد سماحته «فضح أكاذيب العدوّ وحيَله وحربه النفسيّة»، مشيراً إلى نموذج حديث لهذه الحرب النفسيّة بالقول: «قبل مدّة سرقت حكومة اليونان بأمر من الأمريكيّين نفط بلدنا، لكن حين بادر شجعان الجمهوريّة الإسلاميّة الحاملين أرواحهم على الأكفّ وضبطوا ناقلة النفط التابعة للعدوّ، اتّهموا إيران بالسرقة في الدعاية الإعلاميّة الواسعة، مع أنهم مَن سرقوا نفطنا، واسترداد المال المسروق ليست سرقة».
في ختام كلمته، أشار الإمام الخامنئي إلى بعض التصرّفات الهامشيّة التي رافقت كلمة حجّة الإسلام السيّد حسن الخمينيّ، وشدّد قائلاً: «لقد سمعت أن هناك من أثاروا البلبلة أثناء إلقاء الحاج السيّد حسن الخمينيّ كلمته، فليعلم الجميع بأنّني أعارض هذه الأفعال وإثارة البلبلة».
يُشار إلى أنه في بداية هذه المراسم، ألقى حجّة الإسلام السيّد حسن الخمينيّ كلمة وصف فيها الإمام الجليل الشأن بالمنادي بالاستقلال والعزّة للشّعب الإيراني، وقال: «كان الإمام حقيقة أصيلة وروحاً مطهّرة ورمزاً وتجلّياً للأهداف الإسلاميّة والشعبيّة المشرقة».

لقاء سابق في طهران بين الرئيس الإيراني (الأول يمين) ووزير الخارجية القطري (الثاني يسار)

قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن القيادة الإيرانية أخبرت الجانب القطري أنها مستعدة لحل وسط بشأن الملف الإيراني، وذلك في وقت توقفت منذ مارس/آذار الماضي مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بسبب خلافات متبقية بين طهران وواشنطن.

وأضاف الوزير القطري في حديث مع صحيفة "هاندلسبلات" (Handelsblatt) الألمانية أن التوصل إلى حل في الملف الإيراني سيدعم الاستقرار في الخليج، مضيفا أن ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني للأسواق سيساعد على استقرار أسعار الخام وخفض التضخم.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قال أمس الجمعة خلال مؤتمر مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز إن الدوحة مستعدة للمشاركة في جهود توصل مختلف أطراف الاتفاق النووي إلى اتفاق.

تصريح بوريل

وفي سياق متصل، ناقش منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخطوات القادمة لإحياء الاتفاق النووي.

وقال بوريل في تغريدة على تويتر "من المهم أن تستأنف المحادثات النووية لأنه كلما طال الانتظار أكثر أصبح إنهاء المفاوضات أكثر صعوبة".

وكانت إيران والقوى المنضوية في اتفاق عام 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) قد بدأت قبل أكثر من عام مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتوقفت المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني لأسباب عدة، أبرزها إصرار طهران على أن ترفع واشنطن الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، في حين تقول واشنطن إن العقوبة المفروضة على الحرس لا علاقة لها بالملف النووي ولا يمكن مناقشتها ضمن مفاوضات فيينا.

مقترحات إيرانية

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قالت الاثنين الماضي إن طهران قدمت مبادرات ومقترحات خاصة بالاتفاق النووي خلال زيارة مبعوث الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا إلى طهران.

ووصفت الخارجية الإيرانية محادثات المبعوث الأوروبي في طهران الأسبوع الماضي بالجيدة، موضحة أنها بانتظار رد واشنطن على بعض المقترحات الإيرانية التي قدمت إلى المبعوث الأوروبي.

وقال المسؤولون الأوروبيون والإيرانيون إنهم اتفقوا على استئناف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وسبق لسيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن صرح بأن نص استئناف الاتفاق النووي الإيراني جاهز تقريبا، وأن المشكلة في القرار السياسي.

وكان مسؤول إيراني قد صرح للجزيرة في وقت سابق بأن 6 قضايا تشكل صلب الخلافات الرئيسية مع الولايات المتحدة في المفاوضات النووية، وأن تحقيق الاتفاق مرهون بجدية وحسن نوايا أميركا.

وفي السياق نفسه، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء الماضي كلا من طهران وواشنطن إلى "اعتماد نهج مسؤول" يساعد على إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وأوضحت الوزارة في مؤتمر صحفي أن "مسودة اتفاقية العودة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) جاهزة منذ أكثر من شهرين"، لكن "موضوعا يخص الولايات المتحدة وإيران ولا علاقة له بخطة العمل المشتركة الشاملة لم يسمح بذلك في الوقت الحالي"، في إشارة إلى موضوع تصنيف الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب الأميركية.

يذكر أن الاتفاق النووي الإيراني فرض قيودا صارمة على البرنامج النووي الإيراني للحيلولة دون امتلاك طهران سلاحا نوويا، وفي مقابل هذه القيود جرى رفع العقوبات الدولية عن إيران.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

أجرى رئيس منظمة التنمية التجارية الايرانية، مباحثات مع الجانب العماني لمعالجة معوقات التعامل المصرفي والشحن والنقل بين البلدين.

جاء ذلك في اجتماع ضم رئيس المنظمة " علي رضا بيمان باك" مع وزير الصناعة والتجارة وترويج الاستثمار العماني في مسقط نُشرت تفاصيله اليوم السبت.

وأكد استعداد المنظمة ووزارة التجارة والصناعة الايرانيتين، تجهيز البنى التحتية التجارية بين البلدين، مشيرا الى زيارة وفد تجاري يضم شركات هامة الى عمان وعقد مؤتمر تجاري في غرفة تجارة مسقط فضلا عن اقامة الجناح الايراني في المعرض الدولي للديكور والاضاءة والاجهزة المنزلية.

وأقترح بيمان باك تشكيل لجنة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين وزارتي التجارة والصناعة للبلدين وتوقيع خارطة طريق تعنى بالتعاون التجاري البيني. داعيا ضرورة ابداء وزير التجارة والصناعة العماني الدعم والمتابعة لمشروع انشاء مركز تجاري ايراني في السلطنة.

من جهته إعتبر وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قيس بن محمد اليوسف، الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني الى السلطنة الاثنين المقبل، بانها فرصة، ومن شأنها أن تؤثر على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.

وأعرب عن أمله بان تسفر الزيارة المرتقبة عن ابرام وثائق اقتصادية وتجارية تمهد بدورة لتطوير العلاقات بين البلدين.

يشار أن رئيس منظمة التنمية التجارية الايرانية يجري زيارة الى مسقط على رأس وفد رفيع يضم ممثلين عن 30 شركة خاصة بجانب مندوبين عن الموانئ وصندوق ضمان الصادرات منذ الاثنين الماضي.