emamian

emamian

وتوجه رئيس مجلس الشورى الاسلامي "محمد باقر قاليباف"،  على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الثلاثاء، الماضي الی عاصمة اوزبكستان طشقند.
 ولدى عودته إلى طهران في ختام زيارته الى هذا البلد ، أستعرض قالیباف إنجازات هذه الزيارة وقال:  انه قام بهذه الزيارة، تلبية لدعوة نظيره الاوزبكي "نورالدین‌ جان اسماعیل‌ اوف" واضاف: عقدنا اجتماعات ولقاءات مختلفة مع المسؤولين الاوزبكيين ومنهم رئيس البرلمان "نور الدين جان إسماعيل أوف" ورئيس جمهورية أوزبكستان شوكت "ميرأمانوفيتش ميرضيايف"  ورجال الاعمال والمنتجين الإيرانيين المقيمين فيها.

وصرح: ناقشنا قضايا مهمة من بينها تطوير العلاقات البرلمانية والاقتصادية والثقافية بين البلدين خلال لقائي نظيره الاوزبكي.
وأشار إلى أهمية مكانة أوزبكستان في المنطقة، مضيفا يتمتع هذا البلد بقدرات اقتصادية وثقافية عالية، وشهد نموًا كبيرًا في مجال التعدين خلال السنوات الأخيرة.

واضاف : تربط البلدين روابط تاريخية وثقافية عميقة،ويمكن استخدام القدرات الثقافية للبلدين لتحقيق أهداف مشتركة.
وتابع قائلا أن أوزبكستان ترغب بتعزیز العلاقات مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بسبب عدم وصولها الی المياه الدولية الحرة معتبرة ايران بانها افضل واقصر واكثر الطرق امنا وجدوى اقتصادية لوصول هذا البلد الى المياه الحرة ومنها الخليج الفارسي وبحر عمان.

إلغاء التأشيرات لرجال الأعمال

وقال: تقرر أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة، إبرام الاتفاقات اللازمة في المجالات الاقتصادية حول إلغاء التأشيرات لرجال الأعمال وسائقي الترانزيت، وتسهيل تواجد الشعبین الإيراني والأوزبكي في البلدين في شكل رحلات سياحية.

وأكد: يمكننا زيادة حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين من 500 مليون دولار إلى ملياري دولار من خلال وضع خطة عمل مكتوبة.
وأضاف: من الموضوعات الأخرى التي تمت مناقشتها في الاجتماعات الثنائية کانت القضايا الأمنية، خاصة فيما يتعلق بأفغانستان، مضیفا أن البلدين لديهما حدود مشتركة مع أفغانستان ویرغبان في تشكيل حكومة شاملة في هذا البلد من أجل استقرار الأمن في المنطقة.

العلامة الفقيدالمرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)

لو درسنا تاريخ أكثر الأئمة (ع)، لرأينا الجواسيس تحيط بهم من كلّ جانب، ممن قد يخبرون صدقاً وممن قد يفترون كذباً، ورأينا أن الحاكمين آنذاك يعملون على التعسف في تصرفاتهم معهم، فقد يسجنون إماماً هنا، وقد يحصرون في بيته هناك، وقد يستقدمونه من بلده إلى أماكن سلطتهم ليكون تحت رقابتهم، حتى إنهم كانوا يبعثون بجماعتهم أو بموظفيهم ليهجموا عليهم في منتصف الليل، كما فعلوا ذلك مع الإمام الهادي (ع)، حيث وُشِيَ به إلى المتوكِّل بأن لديه أموالاً وأسلحة.. ودخل الزبانية عليه في الليل، وكان يصلي لربه في صحن الدار، وعندما أحسَّ بهم، تحدث معهم برفق، كأنه خاف عليهم أن يسقطوا وقد جاءوا متسلّقين الجدار، فقال لهم اصبروا حتى أبعث إليكم سراجاً، ثم قال لهم دونكم البيوت ـ أي الغرف ـ ففتشوها، ولم يجدوا إلا كتب العلم والمصاحف وما إلى ذلك.

وهكذا عانى الإمام الهادي (ع) الكثير من خلفاء بني العباس، فقد عاش مع المعتصم في بقية خلافته، ثم بعد ذلك عاش مع أكثر من شخص من هؤلاء، كما يتحدث "ابن الصباغ المالكي" في "الفصول المهمة" أنه عاش مدة في بقية ملك "المعتصم"، ثم مع "الواثق" خمس سنين وتسعة أشهر، ثم مع "المتوكل" أربعة عشر عاماً، ثم مع ابنه "المنتصر" ستة أشهر، ثم مع "المستعين" ابن أخ المتوكّل ثلاث سنين وتسعة أشهر، ثم مع "المعتز" وهو ابن الزبير بن المتوكل، وقد استشهد في آخر ملكه، لأنه (ع) كما في "الفصول المهمة"، مات مسموماً.

عاش الإمام (ع) كل حياته تلك معلماً هادياً مرشداً، يحتضن الناس كلهم في كل مواقع بؤسهم ليساعدهم، ولذلك لما جاء رسول المتوكّل إلى المدينة ليحمله إلى بغداد، قال المؤرخون وهم ينقلون عن الشخص الذي أرسله المتوكّل: "ضجّت المدينة ضجةً واحدة، لأنهم خافوا على الإمام"، وكان يتحدث في ذلك، فيقول عن ترحيل الإمام: "كما لو كانت السماء قد أطبقت على الأرض"، وحاول أن يطمئنهم بطريقة وبأخرى، وعمل المتوكل ـ كما أشرنا ـ على أن يتعسَّف به، بين سجن تارةً، وبين محاولة إضعاف موقعه وما إلى ذلك.

ومن المفاهيم الإسلامية [التي ركّز عليها الإمام (ع)]، التي قد توحي إلينا بالكثير مما قد نختلف فيه، وقد تصحح لنا الكثير مما أخطأنا فيه، ذلك بأن قيمة هذه الكلمات أنها كلمات النور والحقّ الذي يضيء للناس الطريق في كلّ زمان ومكان، لأنَّ الإمام لم يتحدَّث عن فكر ذاتي يمكن أن يخطئ فيه المفكِّر أو يصيب، بل تحدَّث عن إسلام نقيّ صافٍ يتحرك فيه من خلال ما قاله الشَّاعر:
                                  ووالِ أناساً قولهم وحديثهم روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري

وينقل بعض الذين عاصروه، كما يذكر ذلك "المسعودي" في"مروج الذهب"، في مسألة هذا الإسناد المتسلسل الذي يربط الفكرة برسول الله (ص)، على أساس أن الكلام كلامه، وأن الفكرة فكرته {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}[النَّجم: 3 -4]. قال المسعودي: "حدثني محمد بن الفرج بمدينة جرجان في المحلة المعروفة ببئر أبو عناب، قال حدثني أبو دعامة، قال أتيت علي بن محمد بن علي بن موسى، عائداً في علّته التي كات وفاته منها في هذه السنة". لاحظ أنَّ الإمام وهو في مرض الموت، لم يكن ليترك الفرصة في أن يعلّم الناس الذين يعودونه... "فلما هممت بالانصراف، قال لي: يا أبا دعامة، قد وجب عليّ حقّك، ألا أحدثك بحديث تسرُّ به؟ قال: فقلت: ما أحوجني إلى ذلك يابن رسول الله! قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال حدثني أبي علي بن موسى، قال حدثني أبي موسى بن جعفر، قال حدثني أبي جعفر بن محمد، قال حدثني أبي محمد بن علي، قال حدثني أبي علي بن الحسين، قال حدثني أبي الحسين بن علي، قال حدثني علي بن أبي طالب (ع)، قال: قال لي رسول الله: يا علي، اكتب، قال: فقلت ما أكتب؟ فقال: اكتب: "بسم الله الرحمن الرحيم، الإيمان ما وقر في القلوب وصدّقته الأعمال، والإسلام ما جرى على اللّسان وحلّت به المناكحة".. قال أبو دعامة: فقلت: يابن رسول الله، والله ما أدري أيّهما أحسن، الحديث أم الإسناد؟ فقال: إنها لصحيفة بخطّ عليّ بن أبي طالب (ع) وإملاء رسول الله (ص) نتوارثها صاغراً عن كابر".

الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 12:21

قضية الغدير: حاكمية الدين في حياة الناس

ونخلص من ذلك الى أن مسألة الحكومة في الإسلام لا تعني مجرد وجود سلطة تأخذ بمقاليد المجتمع الإسلامي وتدير شؤونه بدقة وانتظام، بل إنها تعني الإمامة.

إنّ معنى الإمامة هو قيادة الأبدان والقلوب، وليست مجرد الحاكمية على الأبدان أو إدارة شؤون الحياة اليومية للناس فحسب، بل إدارة القلوب، ومنح التكامل للأرواح والنفوس، والرقي بمستوى الأفكار والقيم المعنوية.

فهذا هو معنى الإمامة، وهذا هو ما يهدف إليه الإسلام، وكذلك كانت الأديان الأخرى، ومع أنه لم يبق بيد البشرية وثائق دقيقة على هذا الصعيد فيما يخص الأديان الأخرى، إلاّ أن الإسلام ما زال يمتلك أبرز الأدلة والوثائق دقة ووضوحاً.

إنّ الإسلام منذ ظهوره ونشأته يهدف الى إدارة شؤون البشرية وحياتها، وهنا نلمس فرقاً جوهرياً ومعنوياً بين الحركة الإسلامية وسواها من الحركات الأخرى.

فالإسلام يصبوا الى إدارة الحياة الدنيوية والأخروية لبني الإنسان، ويسعى الى منح البشرية ما ينبغي لها من كمال وسمو حقيقي فضلاً عن تنسيق وتنظيم حياتها اليومية المعهودة.

فهذا هو ما يأخذه الإسلام على عاتقه، وهذا هو معنى الإمامة على وجه الدقة.

لقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله) إماماً بهذا المعنى كما ورد في رواية عن الإمام الباقر(عليه الصلاة والسلام) عندما نادى بصوته بين الحجيج في (منى) قائلاً: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان هو الإمام).

إنّ معنى الإمام هو حاكمية الدين والدنيا في حياة الناس.

إنّ هذا هو أحد أبعاد القضية، وهو البعد العقائدي الذي يؤمن به الشيعة، حيث استطاعوا بهذا المشعل الزاهر وهذا المنطق القويم إثبات حقانيتهم لدى كافة الباحثين عن الحقيقة وجميع المنصفين على طول امتداد مراحل التاريخ الإسلامي.

إنّ بقاء الشيعة وتناميهم رغم كل ما واجهوا من عقبات ومشاكل وضغوطات على مر التاريخ كان بفضل استنادهم وتمسكهم بهذا المنطق القويم الواضح الذي لولاه لكان مصيرهم الى الاضمحلال والزوال. إنه لمنطق قوي وقويم للغاية.


* من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله لمناسبة عيد الغدير الأغر. الزمان: 8/10/1386هـ. ش ـ 18/12/1428هـ.ق ـ 29/12/2007م.

الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 12:18

مبدأ عيد الغدير الأغر

إن عهد عيد الغدير يمتد إلى أمد قديم متواصل بالدور النبويّ، فكانت البدأة به يوم الغدير من حجّة الوداع بعد أن أصحر نبيُّ الإسلام (صلى الله عليه وآله) بمرتكز خلافته الكبرى، وأبان للملأ الديني مستقر إمرته من الوجهة الدينيَّة والدنيويَّة، وحدَّد لهم مستوى أمر دينه الشامخ، فكان يوماً مشهوداً يسرُّ موقعه كلّ معتنق للاسلام، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة، ومنبثق أنوار أحكامها، فلا تلويه من بعده الأهواء يميناً وشمالاً، ولا يسفّ به الجهل إلى هوّة السفاسف وأيّ يوم يكون أعظم منه؟ وقد لاح فيه لاحب السنن، وبان جدد الطريق، وأكمل فيه الدين، وتمَّت فيه النعمة، ونوّه بذلك القرآن الكريم.
 
وإن كان حقّاً اتخاذ يوم تسنّم فيه الملوك عرش السلطنة عيداً يحتفل به بالمسرّة والتنوير وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات بين الأمم والأجيال، فيوم استقرّت فيه الملوكيّة الإسلاميّة والولاية الدينيّة العظمى لمن جاء النصّ به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، أولى أن يُتّخذ عيداً يُحتفل به بكلّ حفاوةٍ وتبجيلٍ، وبما أنّه من الأعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرّب إلى الله زلفى من صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البرّ، كما سنوقفك عليه في الملتقى إن شاء الله تعالى.
 
ولذلك كلّه أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مَن حضر المشهد من أُمته، ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الأنصار، كما أمر أُمَّهات المؤمنين، بالدخول على أمير المؤمنين (عليه السلام) وتهنئته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصَّة الولاية ومرتبة الأمر والنهي في دين الله.
 
حديث التهنئة:
أخرج الإمام الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم، مرّ شطر كبير منه ص 214 ـ 216([1])، وفي آخره فقال:
«معاشر الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلت لكم، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ﴾([2]) فإنَّ الله يعلم كلّ صوت وخائنة كلّ نفس، ﴿فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيم﴾([3])، قولوا ما يُرضي الله عنكم ف ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ﴾([4])».
قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا، وكان أوَّل من صافق النبيَّ (صلى الله عليه وآله) وعليّاً: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس، إلى أن صلّى الظهرين في وقت واحد، وامتد ذلك إلى أن صلَّى العشاءين في وقت واحد، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً([5]).
ورواه أحمد بن محمّد الطبريُّ الشهير بالخليلي في كتاب مناقب عليّ بن أبي طالب، المؤلَّف سنة 411 بالقاهرة، من طريق شيخه محمّد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وفيه:
فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لِما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا، ثمّ انكبّوا على رسول الله وعلى عليٍّ بأيديهم، وكان أوَّل من صافق رسول الله([6]) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم، إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد فوج يقول: «الحمد لله الذي فضَّلنا على جميع العالمين»، وصارت المصافقة سنّة ورسماً، واستعملها مَن ليس له حقٌّ فيها.
 
وفي كتاب النشر والطيّ([7]):
فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنّا به بقلوبنا، وتداكوا على رسول الله وعليّ بأيديهم، إلى أن صُلِّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صُلّيت العشاءان في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلّما أتى فوجٌ: «الحمد للهِ الذي فضّلنا على العالمين»([8]).
وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين في ذكر حديث الغدير ما معرّبه:
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت... إلى آخره، وكان يُهنّئ أمير المؤمنين كلُّ صحابيٍّ لاقاه([9]).
وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفّى 903 في روضة الصفا([10]) في الجزء الثاني من 1: 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثمّ جلس رسول الله في خيمة تختصّ به، وأمر أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) أن يجلس في خيمة أُخرى، وأمر اطباق الناس بأن يهنئوا عليّاً في خيمته، ولَمّا فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمّهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن، وممَّن هنَّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات([11]).
وقال المؤرِّخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير([12]) في الجزء الثالث من 1: 144 ما معرّبه:
ثمّ جلس أمير المؤمنين بأمر من النبيّ (صلى الله عليه وآله) في خيمة تختصّ به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم عمر بن الخطاب، فقال: بخٍ بخٍ يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، ثمّ أمر النبيّ أُمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له([13]).
وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمّة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنّة كثيرٌ لا يستهان بعدّتهم، بين راوٍ مرسلاً له إرسال المسلّم، وبين راوٍ إيّاه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة: كابن عباس، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.
 
عيد الغدير في الإسلام، العلامة الأميني


([1]) أي: 1: 214 ـ 216 من كتابه الغدير.
([2]) الأعراف: 43.
([3]) الفتح: 10.
([4]) الزمر: 7.
([5])كتاب الولاية: نقل عنه بواسطة كتاب ضياء العالمين، وروى الفتال في روضة الواعظين: مثله عن الإمام الباقر (عليه السلام).
([6]) فيه سقط تعرفه برواية الطبري الأول (المؤلّف (قدس سره))
([7]) قال السيد ابن طاوس: فمن ذلك ما رواه عنهم مصنّف كتاب الخالص، المسمّى بالنشر والطي، وجعله حجة ظاهرة باتفاق العدوّ والوليّ، وحمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن عليّ لمّا حضره بالري. الإقبال 2: 240.
([8]) النشر والطيّ: وعنه في الإقبال لابن طاوس 2: 247، ط مكتب الاعلام الإسلامي.
([9]) مرآة المؤمنين: 41.
([10]) ينقل عنه عبد الرحمن الدهلوي في مرآة الأسرار وغيره معتمدين عليه (المؤلّف (قدس سره)).
([11]) تاريخ روضة الصفا 2: 541، ط انتشارات خيام.
([12]) في كشف الظنون 1: 419: أنه من الكتب الممتعة المعتبرة، وعدّه حسام الدين في مرافض الروافض من الكتب المعتبرة، واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في الفوائد البهية وينقل عنه في: 86 و87 و90 و91 وغيرها (المؤلّف (قدس سره)). راجع: كشف الظنون 1: 629، ط وكالة المعارف الجليلة.
([13]) حبيب السير 1: 411.

 قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الإمامة في كلّ زمان لكونها لطفاً في فعل الواجبات والامتناع عن المقبّحات، فإَنّا نعلم ضرورة ان عند وجود الرئيس المهيب يكثر الصلاح من الناس ويقلّ الفساد، وعند عدمه يكثر الفساد ويقلّ الصلاح منهم، بل يجب ذلك عند ضعف أمره مع وجود هيبته.
 
وثبت أيضاً وجوب كونه معصوماً مقطوعاً على عصمته، لأنّ جهة الحاجة إلى هذا الرئيس هي إرتفاع العصمة عن الناس وجواز فعل القبيح منهم، فإن كان هو غير معصوم وجب أن يكون محتاجاً إلى رئيس آخر غيره، لأنّ علّة الحاجة إليه قائمة فيه، والكلام في رئيسه كالكلام فيه، فيؤدّي إلى وجوب ما لا نهاية له من الأئمّة أو الانتهاء إلى إمام معصوم وهو المطلوب.
 
فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام فالعصمة لا يمكن معرفتها إلاّ بإعلام الله سبحانه العالم بالسرائر والضمائر، ولا طريق إلى ذلك سواه، فيجب النصّ من الله تعالى عليه على لسان نبيّ مؤيّد بالمعجزات، أو إظهار معجز دالّ على إمامته. وإذا ثبتت هذه الجملة القريبة - التي لا تحتاج فيها إلى تدقيق كثير- سبرنا أحوال الاُمّة بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) فوجدناهم اختلفوا في الإمام بعده على أقوال ثلاثة:
فقالت الشيعة: الإمام بعده (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام)، بالنصّ على إمامته.
وقالت العبّاسيّة: الإمام بعده العبّاس، بالنصّ أو الميراث.
وقال الباقون من الاُمّة: الإمام بعده أبو بكر.
وكلّ من قال بإمامة أبي بكر والعبّاس أجمعوا على أنّهما لم يكونا مقطوعاً على عصمتهما، فخرجا بذلك من الإمامة لما قدّمناه، ووجب أن يكون الإمام بعده أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالنصّ الحاصل من جهة الله تعالى عليه والإشارة إليه، وإلاّ كان الحقّ خارجاً عن أقوال جميع الاُمّة وذلك غير جائز بالاتّفاق بيننا وبين مخالفينا، فهذا هو الدليل العقلي على كونه منصوصاً عليه صلوات الله عليه.
 
وأما الأدلّة السمعيّة على ذلك فقد استوفاها أصحابنا ـ رضي الله عنهم ـ قديماً وحديثاً في كتبهم، لا سيّما ما ذكره سيّدنا الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين قدّس الله روحه في كتاب الشافي في الإمامة، فقد استولى على الأمد، وغار في ذلك وأنجد، وصوّب وصعّد، وبلغ غاية الاستيفاء والاسقصاء، وأجاب على شُبَه المخالفين التي عوّلوا على اعتمادها واجتهدوا في إيرادها، أحسن اللهّ عن الدين وكافّة المؤمنين جزاءه، ونحن نذكر الكلام في ذلك على سبيل الاختصار والإجمال دون البسط والإكمال.
فنقول: إنّ الذي يدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله) نصّ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالإمامة بعده بلا فصل، ودل على فرض طاعته على كلّ مكلّف قسمان: أحدهما: يرجع إلى الفعل، وإن كان يدخل فيه أيضاً القول، والاخر يرجع إلى القول.

فأمّا النصّ الدال على إمامته بالفعل والقول: فهو أفعال نبينا (صلى الله عليه وآله) المبينة لأمير المؤمنين (عليه السلام) من جميع الاُمة، الدالة على استحقاقه التعظيم والإجلال والتقديم التي لم تحصل ولا بعضها لأحد سواه، وذلك مثل إنكاحه ابنته الزهراء سيّدة نساء العالمين، ومؤاخاته إيّاه بنفسه، وأنّه لم يندبه لأمر مهمّ ولا بعثه في جيش قطَ إلى آخر عمره إلآ كان هو الوالي عليه، المقدم فيه، ولم يولّ عليه أحداً من أصحابه وأقربيه، وأنّه لم ينقم عليه شيئاً من أمره مع طول صحبته إيّاه، ولا أنكر منه فعلاً، ولا استبطأه، ولا استزاده في صغير من الاُمور ولا كبير، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه إمّا تصريحاً وإمّا تلويحاً.

وأمّا ما يجري مجرى هذه الأفعال من الأقوال الصادرة عنه (صلى الله عليه وآله) الدالة على تميزه عمن سواه، المنبئة عن كمال عصمته وعلوّ رتبته فكثيرة:
منها: قوله (صلى الله عليه وآله) يوم اُحد وقد انهزم الناس وبقي عليّ (عليه السلام) يقاتل القوم حتّى فض جمعهم وانهزموا فقال جبرئيل: «إن هذه لهي المواساة» فقال (صلى الله عليه وآله) لجبرئيل: «عليّ مني وأنا منه» فقال جبرئيل: «وأنا منكما»([1]).
 فأجراه مجرى نفسه، كما جعله الله سبحانه نفس النبيّ (صلى الله عليه وآله) في آية المباهلة بقوله: ﴿وأنفسن﴾([2]).
ومنها: قوله عليه واله السلام لبريدة: «يا بريدة، لا تبغض عليّاً، فإنه منّي وأنا منه([3])، إنّ الناس خلقوا من أشجار شتّى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة»([4]).
ومنها: قوله: «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور حيثما دار([5]).
ومنها: ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر، وقوله عليه وآله السلام: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء عليّ (عليه السلام)([6]).
 ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله) لابنته الزهراء (عليها السلام) لمّا عيّرتها نساء قريش بفقر عليّ (عليه السلام): «أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، إنّ اللهّ عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيّاً، واطّلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيّاً، وأوحى إليّ أن اُنكحه، أما علمت يا فاطمة أنّك بكرامة الله إيّاك زوجتك أعظمهم حلماً، وأكثرهم علماً، وأقدمهم سلماً».
فضحكت فاطمة (عليها السلام) واستبشرت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا فاطمة إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأوّلين والآخرين، هو أخي في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس، وأنت يا فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة زوجته، وسبطا الرحمة سبطا يولده، وأخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء، وعنده علم الأوّلين والآخرين، وهو أوّل من آمن بي، وآخر الناس عهداً بي، وهو وصّي ووارث الوصيّين»([7]).
ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله) فيه: «أنت مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت من الباب»([8]).
وما رواه عبدالله بن مسعود: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) استدعى عليّاً فخلا به، فلمّا خرج إلينا سألناه: ما الذي عهد إليك؟ فقال: «علّمني ألف باب من العلم، فتح لي كلّ باب ألف باب»([9]).
ومنها: أنّه جعل محبّته علماً على الإيمان، وبغضه علماً على النفاق بقوله فيه: «لايحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافق»([10]).
ومنها: أنّه عليه وآله السلام جعل ولايته عَلَماً على طيب المولد، وعداوته عَلَماً على خبث المولد، بقوله «بوروا([11]) أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب، فمن أحبّه فاعلموا أنّه لرشدة، ومن أبغضه فاعلموا أنّه لغيّة([12]). رواه جابر بن عبدالله الأنصاري عنه.

 وروى عنه أبو جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ (عليه السلام): ألا أسرّك، ألا أمنحك، ألا آبشّرك؟ فقال: بلى يا رسول الله قال: خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس باسماء اُمّهاتهم، سوى شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مولدهم»([13]).
وروي عن جابر أنه كان يدور في سكك الأنصار ويقول: عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر، معاشر الأنصار بوروا أولادكم بحب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه ([14]).
ومنها: عن ابن عبَاس: أنَ النبي صلّى النبي عليه وآله وسلم قال: «إذاكان يوم القيامة دعي الناس كلّهم بأسمائهم ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مواليدهم»([15]).
ومنها: أنه جعله وشيعته الفائزون، رواه أنس بن مالك عنه (صلى الله عليه وآله): «يدخل الجنة من اُمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب» ثمّ التفت إلى علي (عليه السلام) فقال: «هم شيعتك وأنت إمامهم»([16]).
ومنها: أنه (عليه السلام) سد الأبواب في المسجد إلاّ بابه (عليه السلام)، روى أبو رافع قال: خطب النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: «أيّها النّاس إنّ الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون وابنا هارون شبر وشبير، وإنّ الله أمرني أن أبني مسجداً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ والحسن والحسين، سدوا هذه الأبواب الاّ باب عليّ».
فخرج حمزة يبكي وقال: يا رسول الله أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك! فقال: «ما أنا أخرجتك وأسكنته، ولكنّ الله أسكنه».
فقال بعض الصحابة ـ وقيل: هو أبو بكر: دع لي كوّة أنظر فيها، فقال: «لا، رأس إبرة» ([17]).
وروى زيد بن أرقم عن سعد بن أبي وقّاص قال: سدّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأبواب إلاّ باب عليّ([18]).
وإلى هذا أشار السيّد الحميري في قصيدته المذهّبة بقوله؟
صهرُ النبيّ وجارهُ في مسجدٍ
 طهر بطيبة للرسولِ مطيّب
 سيّان فيه عليهِ غير مذمّمٍ
 ممشاه إِن جنباً وإن لَم يجنب
([19])
 
وأمثال ما ذكرناه من الأفعال والأقوال الظاهرة التي جاءت بها الأخَبار المتظاهرة ولا يخالف فيها ولن ولا عد ـ كثير- يطول هذا الكتاب بذكرها، وإنّما شهدت هذه الأفعال والأقوال باستحقاقه (عليه السلام) الإمامة، ودلّت على أنّه (عليه السلام) أحقّ بمقام الرسول عليه وآله السلام، وأولى بالإمامة والخلافة من جهة أنّها إذا دلّت على الفضل الأكيد، والاختصاص الشديد، وعلوّ الدرجة، وكمال المرتبة، علم ضرورة أنّها أقوى الأسباب والوصلات إلى أشرف الولايات. لأنّ الظاهر في العقل أن من كان أبهر فضلاً، وأجلّ شأناً، وأعلى في الدين مكاناً، فهو أولى بالتقديم، وأحقّ بالتعظيم، والإمامة، وخلافة الرسول (صلى الله عليه وآله) هي أعلا منازل الدين بعد النبوّة، فمن كان أجلّ قدراً في الدين، وأفضل وأشرف على اليقين، وأثبت قدماً، وأوفر حظّاً فيه، فهو أولى بها، ومن دلّ على ذلك من حاله دل على إمامته.

ولأنّ العادة قد جرت فيمن يرشّح لجليل الولايات، ويؤهّل لعظيم الدرجات، أن يصنع به بعض ما تقدّم ذكره، يبيّن ذلك أنّ بعض الملوك لو تابع بين أفعال وأقوال في بعض أصحابه طول عمره وولايته يدل على فضل شديد، وقرب منه في المودّة والمخالصة والاتحاد، لكان عند أرباب العادات بهذه الأفعال مرشّحاً له لأفضل المنازل، وأعلى المراتب بعده، ودالاً على استحقاقه لذلك. وقد قال قوم من أصحابنا: إن دلالة العقل ربما كانت آكد من دلالة القول؛ لأنها أبعد من الشبهة، وأوضح في الحجة، من حيث إنّ ما يختصَ بالفعل لا يدخله المجاز ولا يتحمل التأويل، وأمّا القول فيحتمل ضروباً من التأويل ويدخله المجاز وبالله التوفيق.
 
إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي


([1]) تفسير فرات الكوفي: 22 و 25 تفسير القمي 1: 116، الكافي 8: 110 |90 و 328 | ضمن حديث 502، علل الشرائع: 7 | 3، عيون أخبار الرضا 7 1: 85، ارشاد المفيد 1: 85، الخصال: 556، مناقب ابن شهراَشوب 3: 124، فضائل أحمد: 171 | 241 و 172 | 242، تاريخ الطبري 2: 514، المعجم الكبير للطبراني 1: 318 | 941، ربيع الأبرار للزمخشري 1: 833، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام عليّ (عليه السلام) 167 / 214 و 215، الكامل في التاريخ 2: 154، كفاية الطالب: 274 و 275، ذخائر العقبى: 86، ونقله المجلسي فى بحار الأنوار 20: 95.
([2]) آل عمران3: 61.
([3]) مسند أحمد5: 356، خصائص النسائي: 110 | 90، مناقب ابن المغازلي: 225 | 217، مجمع الزوائد9: 128، وفي جميعها ضمن رواية.
([4]) مستدرك الحاكم 2: 241 شواهد التنزيل 1: 288 | 395، مناقب ابن المغازلي: 400 | 454، الفردوس بمأثور الخطاب 1: 44 | 9، مناقب الخوارزمي: 87، تاريخ ابنعساكر ـ ترجمة الاٍ مام علي 7 ـ 1: 142 | 176، مجمع الزوائد 9: 100.
([5]) مناقب ابن شهراشوب3: 62، تاريخ بغداد 14: 321.
([6]) أمالي الصدوق: 3 | 521، ارشاد المفيد1: 38، أمالي الطوسي 1: 259، فضائل أحمد: 42 | 68، صحيح الترمذي 5: 636 | 3721، خصائص النسائي 29 | 10، المعجم الكبير للطبراني 1: 352 | 730، مستدرك الحاكم 3: 130، تاريخ جرجان: 169 | 228، حلية الأولياء 6: 339، أخبار اصبهان 1: 232، تاريخ بغداد 3: 171 و 9: 369 و 11: 376، مناقب الخوارزمي: 59، مناقب ابن المغازلي: 156 | 189 ـ212، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام علي 7 ـ 2: 105 | 609 | 642، تذكرة الخواص: 44، تذكرة الحفاظ 2: 1042، اسد الغابة 4: 30، جامع الأصول 8: 653 | 6494، كفاية الطالب: 144، ذخائر العقبى: 61، سير أعلام النبلاء 13: 232، ميزان الأعتدال 1: 411 / 1505 و 3: 58 | 7671 و 4: 583 | 10703، لسان الميزان1: 42 | 85 و 7: 119 | 1297، مجمع الزوائد 9: 125.
وقد تواتر وروده بطرق شتى وأسانيد مختلفة، بالاضافة إلى أن الإمام علي (عليه السلام) احتج به في يوم الدار، فقال:
انشدكم بالله هل فيكم احد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء أحد غيري؟ فقالوا: اللهم لا، فقال: اللهم أشهد.
وقد روى هذا الحديث بضعة وتسعون نفساً كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 7: 452.
([7]) ارشاد المفيد1: 36 الخصال: 412 | 16، مناقب ابن المغازلي: 101 | 144، وأورد الخوارزمي في المناقب: 63 صدر الحديث.
([8]) تاريخ جرجان: 7 | 65، مستدرك الحاكم 3: 126، تاريخ بغداد 11: 49 مناقب ابن المنازلي: 80 | 120 و 81 | 121 و 122، مناقب الخوارزمي: 4، تاريخ دمشق ـ ترجمة الامام علي (عليه السلام) ـ 2: 466 | 985 و 469 | 988 و 470 | 991 و 473 | 992، تذكرة الخواص: 52، اُسد الغابة 4: 22، كفاية الطالب: 220ـ 221، ذخائر العقبى: 77
([9]) بصائر الدرجات: 333، الاختصاص 282، مناقب ابن شهرآشوب 2: 36 وذكره باختلاف في صدره ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الإمام علي (عليه السلام) ـ 2: 483 | 1003.
([10]) ارشاد المفيد1: 40، أمالي الطوسي 1: 264، مسند الحميري 1: 31 | 58، المصنف لابن أبي شبية 12: 57 | 12113، صحيح مسلم 1: 86 | 131، سنن ابن ماجة 1: 42 | 114 السنة لابن أبي عاصم 584 | 1325، مسند أحمد 1: 95 فضائل أحمد: 45 | 71 و 122 | 181 و 156 | 224 و 160 | 229 و 214 | 292، صحيح الترمذي 5: 643 | 3736، خصائص النسائي 118 | 100 و 101، سنن النسائي8: 116، الايمان لابن مندة 2: 7 06 | 532، حلية الأولياء 4: 5 8 1، تاريخ بغداد 2: 255 و 14: 426، تذكرة الخواص: 35 اُسد الغابة 4: 26، ذخائر العقبى: 91.
([11]) بوروا: أي امتحنوا. «انظر: الصحاح ـ بور ـ2: 597»
([12]) ارشاد المفيد 1: 45، ونقله المجلسي في بحار الأنوا ر 38: 189.
([13]) ارشاد المفيد 1: 44، أمالي المفيد: 311 | 3، أمالي الطوسي 2: 71، بشارة المصطفى: 14 و 20، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38: 189.
([14]) انظر: أمالي الصدوق 6 | 71، مائة منقبة لابن شاذان: 128 | 63 و 138 | 70، تاريخ بغداد7: 421، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ 2: 444 | 955 و 445 | 956 و 957، كفاية الطالب245، 246، سير أعلام النبلاء 8: 205، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38: 189.
([15]) ارشاد المفيد1: 44، ونقله المجلسي في بحار الأنوار38: 189
([16]) ارشاد المفيد 1: 42، بشارة المصطفى: 163، مناقب ابن المغازلي 293 | 335، مناقبالخوارزمي: 235.
([17]) مناقب ابن المغازلي: 252 | 301 و 299 | 343 صدر الحديث، ونقله المجلسي في بحارالأنوار 38 / 190، وانظر ما أورده ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الامام علي ـ1: 275 ـ 305 بالفاظ مختلفة عن عدة من الصحابة.
([18]) مسند أحمد 4: 369، فضائل أحمد: 72 | 109، خصائص النسائي: 59 | 38، مناقب ابن المغازلي: 255 | ذيل حديث 304، مناقب الخوارزمي: 234، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ 1: 279 | 324، كلها ضمن. رواية، ونقله المجلسي في بحار الأنوار38: 190.
([19]) نقله المجلسي في بحار الأنوار 38: 190.

الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 12:11

لماذا واقعة الغدير خالدة؟

لقد تعلّقت المشيئة الربانية بأن تبقى واقعة الغدير التاريخية في جميع القرون والعصور كتاريخ حيّ يجتذب القلوب والافئدة، ويكتب عنه الكتّاب الاسلاميون في كل عصر وزمان ويتحدثون حوله في مؤلفاتهم المتنوعة في مجال التفسير والتاريخ والحديث والعقائد، كما يتحدث حوله الخطباء في مجالس الوعظ ومن فوق صهوات المنابر، ويعتبرونها من فضائل الإمام «علي» الذي لا يتطرق إليها أي شك أو ريب.

ولم يقتصر هذا على الكتّاب والخطباء بل استلهم الشعراء من هذه الواقعة الكبرى التي فجرت بالتفكير حول هذه الحادثة، وبالاخلاص لصاحب الولاية ينابيع التعبير في وجودهم فأنشئوا أروع القصائد، وجادت قرائحهم بأنواع مختلفة من القصيد الجميل، وخلّفوا لمن بعدهم وبلغات مختلفة آثارا أدبية ولائية خالدة.

ولهذا قلّما نجد حادثة تاريخية حظيت في العالم البشري عامة وفي التاريخ الاسلامي والامة الاسلامية خاصة بمثل ما حظيت به واقعة الغدير، وقلما استقطبت اهتمام الفئات المختلفة من المحدّثين والمفسرين والكلاميين والفلاسفة، والشعراء والأدباء، والكتّاب والخطباء، وارباب السير والمؤرخين كما استقطبت هذه الحادثة، وقلّما اعتنوا بشيء مثلها اعتنوا بها.
 
إن من أسباب خلود هذه الواقعة الكبرى ودوام هذا الحديث هو: نزول آيتين من آيات القرآن الكريم فيها([1])، فما دام القرآن الكريم باقيا مستمرا يتلى آناء الليل وأطراف النهار تبقى هذه الحادثة في الاذهان والنفوس ولا تمحو خاطرتها من العقول والقلوب.
وحيث إن المجتمع الاسلاميّ في العصور الغابرة وكذا الطائفة الشيعية كانوا يعتبرون هذا اليوم عيدا كبيرا من الأعياد الدينية، وكانوا يقيمون فيها ما يقيمونه من المراسيم في الأعياد الاسلامية لهذا فإن هذه الحادثة التاريخية (حادثة الغدير) قد اتخذت طابع الابديّة والخلود الذي لا تمحى معه خاطرتها من الأذهان والخواطر.

هذا ويستفاد من مراجعة التاريخ بوضوح أن اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام كان معروفا بين المسلمين بيوم عيد الغدير وكانت هذه التسمية تخطى بشهرة كبيرة إلى درجة أن ابن خلّكان يقول حول «المستعلي بن المستنصر»: فبويع في يوم غدير خمّ وهو الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 487([2]).

وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي: وتوفي ليلة الخميس لا ثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين واربعمائة، قلت: وهذه هي ليلة عيد الغدير اعني ليلة الثامن عشر من شهر ذي الحجة وهو غدير خم([3]).

وقد عدّه ابو ريحان البيروني في كتابه «الآثار الباقية» ممّا استعمله أهل الاسلام من الأعياد([4]).
 
وليس ابن خلّكان وابو ريحان البيروني، هما الوحيدان اللذان صرّحا بكون هذا اليوم هو عيد من الاعياد، بل هذا الثعالبيّ قد اعتبر هو الآخر ليلة الغدير من الليالي المعروفة بين المسلمين([5]).
 
إن عهد هذا العيد الاسلامي وجذوره ترجع إلى نفس يوم «الغدير» لأن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر المهاجرين والانصار بل أمر زوجاته ونساءه في ذلك اليوم بالدخول على «عليّ» (عليه السلام) وتهنئته بهذه الفضيلة الكبرى.
يقول زيد بن ارقم: كان أول من صافق النبي (صلى الله عليه وآله) وعليا: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس([6]).
 
الدلائل الاخرى على أبديّة الغدير:
ويكفي في أهميّة هذا الحدث التاريخي أنّ هذه الواقعة التاريخية رواها مائة وعشرة صحابيّ، على أن هذه العبارة لا تعني أنّ رواية هذه الواقعة اقتصرت على هؤلاء المائة والعشرة من ذلك الحشد الهائل بل يعني أن هؤلاء جاء ذكرهم في كتب أهل السنّة ومصنفاتهم.
 
صحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألقى خطابه المذكور الذي تضمّن نصب عليّ (عليه السلام) للخلافة في مائة الف او يزيدون من الناس ولكن كثيرا منهم كانوا قد أتوا من مناطق نائية من الحجاز ولهذا لم يروعنهم هذا الحديث، كما ان كثيرا من الذين حضروا ذلك المشهد التاريخي العظيم رووا ونقلوا للآخرين هذا الحديث ولكن التاريخ لم يوفق لذكر أسمائهم، أو إذا تمّ ذلك لكن لم يصل إلينا.
 
ثم إنّه روى هذا الحديث في القرن الثاني الاسلاميّ وهو عصر التابعين تسعة وثمانون تابعيا.
وقد بلغ عدد من روى حديث «الغدير» في القرون اللاحقة في كتابه من علماء أهل السنة وفضلائهم ثلاثمائة وستون شخصا، وصحّحه جمع كبير منهم واعترفوا بتواتره.
ففي القرن الثالث رواه
اثنان وتسعون عالما.
وفي القرن الرابع رواه
أربعة واربعون.
وفي القرن الخامس رواه
أربعة وعشرون.
وفي القرن السادس رواه
عشرون.
وفي القرن السابع رواه
واحد وعشرون.
وفي القرن الثامن رواه
ثمانية عشر.
وفي القرن التاسع رواه
ستة عشر.
وفي القرن العاشر رواه
أربعة عشر.
وفي القرن الحادي عشر رواه
اثنا عشر.
وفي القرن الثاني عشر رواه
ثلاثة عشر.
وفي القرن الثالث عشر رواه
اثنا عشر.
وفي القرن الرابع عشر رواه
عشرون عالما.
ولم يكتف البعض بنقل ورواية هذا الحديث في كتبهم ومؤلّفاتهم بل ألّفوا حوله رسائل أو كتبا مستقلة.
وقد ألّف المؤرخ الاسلامي الكبير «الطبري» كتابا في هذا المجال أسماه «الولاية في طرق حديث الغدير» روى فيه هذا الحديث عن النبي بخمس وسبعين سندا.
 
ولقد روى «ابن عقدة» في رسالة «الولاية» هذا الحديث بمائة وخمسين حديثا.
وروى أبو بكر محمّد بن عمر البغدادي المعروف بالجمعاني هذا الحديث بخمس وعشرين سندا.
كما روى من علماء الحديث هذه الواقعة نظراء:
أحمد بن حنبل الشيباني
بـ 40 سندا
ابن حجر العسقلاني
بـ 25 سندا
الجزري الشافعي
بـ 80 سندا
أبو سعيد السجستاني
بـ 120 سندا
الأمير محمّد اليمني
بـ 40
النسائي
بـ 250 سندا
أبو العلاء الهمداني
بـ 100 سندا
أبو العرفان الحبان
بـ 30 سندا
 
وبلغ عدد من ألّف رسالة خاصة أو كتابا مستقلا حول هذه الواقعة وخصوصياتها وتفاصيلها 26 شخصا ولعلّ هناك غيرهم ممن ألّف كتابا أو رسالة مستقلّة حول هذه الحدث التاريخي الهامّ لم يذكر التاريخ أسماءهم، أو ضاعت مؤلفاتهم مع التطورات التي طرأت على الأمة الإسلامية وضيّعت الكثير من تراثها الفكريّ خلال عمليات الاغارة والنهب أو الهدم والإحراق (ولقد اقتبسنا كل هذه الاحصاءات من كتاب الغدير الجزء الاول).
ولقد كتب علماء الشيعة كتبا قيمة حول هذه الواقعة أجمعها واشملها كتاب «الغدير» بقلم العلامة الجليل والكاتب الاسلامي القدير المرحوم آية الله الشيخ الأميني (قدس سره)، والذي يقع في أحد عشر مجلدا في ما يقرب من ستة آلاف صفحة، وقد استفدنا كثيرا من تلك الموسوعة في تنظيم الفصل الحاضر.
 
ثم ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يلبث ان نزل عليه قوله تعالى بعد نصبه عليا لإمرة المسلمين في تلك الواقعة:
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً»([7]).
فكبّر النبي (صلى الله عليه وآله) بصوت عال ثم أضاف قائلا:
«الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الربّ برسالتي، وولاية عليّ بن أبي طالب من بعدى».
ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك المنبر المصنوع من حدائج الابل وأمر امير المؤمنين عليّا (عليه السلام) أن يجلس في خيمة وأمر أطباق الناس وكلّ من حضر المشهد من امته ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الأنصار كما أمر امّهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين (عليه السلام) وتهنئته على تنصيبه لمنصب الامامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ففعل الناس ذلك وانكبّوا على «علي» (عليه السلام) بأيديهم وكان أول من صافق وهنأ عليّا أبو بكر وعمر واصفين إياه بالولاية.
وهنا قام «حسان بن ثابت الأنصاري» شاعر الاسلام واستأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أن ينشد شعرا بهذه المناسبة، فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائلا: قل على بركة الله.

 
فقام حسان وقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم
 بخم وأسمع بالنبيّ مناديا
 وقد جاءه جبريل عن أمر ربّه
 بأنّك معصوم فلا تك وانيا
 وبلّغهم ما انزل الله ربهم
 إليك ولا تخشى هناك الأعاديا
 فقام به إذ ذاك رافع كفّه
 بكف عليّ معلن الصوت عاليا
 فقال فمن مولاكم ووليّكم
 فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا
 إلهك مولانا وأنت وليّنا
 ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا
 فقال له: قم يا عليّ فإنني
 رضيتك من بعدي إماما وهاديا
 فمن كنت مولاه فهذا وليّه
 فكونوا له أنصار صدق مواليا
 هناك دعا اللهم وال وليّه
 وكن للذي عادى عليّا معاديا
 فيا ربّ انصر ناصريه لنصرهم
 امام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

  
ولقد كان هذا الحديث على مدى التاريخ الاسلامي اكبر دليل على أفضلية علي (عليه السلام) على جميع صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) كافة، حتى أن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) احتج به مرارا فقد احتج به في مجلس الشورى الذي عقد لتعيين الخليفة عقيب وفاة الخليفة الثاني، وفي أيام خلافة عثمان وفي أيام خلافته (عليه السلام) أيضا، كما أن شخصيات كثيرة من وجوه المسلمين احتجوا به على منكري حق عليّ وأفضليته وكان ذلك دأبهم دائما وأبدا.
 
سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، آية الله الشيخ جعفر سبحاني


([1]) المائدة: 67 و 3.
([2])وفيات الأعيان: ج 1 ص 60.
([3])وفيات الأعيان: ج 1 ص 60.
([4])ترجمة الآثار الباقية: ص 395 الغدير: ج 1 ص 267.
([5])ثمار القلوب: ص 511.
([6]) راجع مصدره في الغدير: ج 1 ص 270.
([7]) المائدة: 1 و3.

الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 12:08

بالعدل تستقيم حياة الأسرة

ولأنّ الظّلم لا يطاق، ولأنّ الظّلم بشع، لهذا يصبح غياب العدل في الأسرة كما قال الشّاعر:

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً******على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنَّدِ

العدل أساس أيّ سلطة

إنَّ العلاقات داخل الأسرة محكومة بطبيعة عفويّة تلقائيّة؛ علاقة غير رسميّة، علاقة تحكمها مسبقاً المقبوليّة والخضوع وخفض الجناح وعدم الرّغبة بالتمرّد، وما إلى هنالك من احترام سلطة الأهل من قبل الأولاد، أو احترام موقعيّة الزّوج بالنّسبة إلى الزّوجة، أو الزّوجة بالنّسبة إلى الزّوج، وهكذا.

لهذا، يجب أن يحضر العدل بقوّة في كلّ تفاصيل جوّ البيت، وأن ينساب طبيعيّاً، ويجب أن يعي أصحاب هذه السّلطة الأمر جيّداً، لأنّ السّلطة خطرة، فكيف إذا كانت على أناسٍ أنت تنفق عليهم، ولا مجال للاعتراض، فيصبح حال أفراد البيت حال من لا يجد عليك ناصراً إلا الله. لهذا، مطلوب أن يشيع في الأسرة مناخ العدل، لأنّه يستحيل أن نُدخل القضاء والمحاكم والقوانين لتفصل بين الزّوج والزّوجة، أو بين الأب وأولاده، وبين الأولاد وأمّهم، وهكذا، كما يحصل الآن في المجتمعات الغربيّة، حيث باتت ساحة الأسرة كساحة المصنع أو المعمل أو المؤسّسات، بلا روح، والقوانين هي السّائدة فقط.

العلاقة الزّوجيّة عدل ورحمة

والبداية هي بالعلاقة الزّوجيّة، حيث إنّ هذه العلاقة، إن تحقّق فيها العدل، فإنّنا نستغني عن كثيرٍ من المطالبة بالقوانين لرفع الغبن عن الزّوجات، لأنّ الأمور لن تصل إلى هذا الحدّ. وعظمة الإسلام، أنّه أضاف إلى شروط العدل خلطةً أخرى، فهو جعل العدل في العلاقة الزّوجيّة ممزوجاً بالمودّة والرّحمة والمعروف والسّكن، فالزّوج الّذي يخاف الله ويخشى ألا يكون عادلاً، لن يغشّ زوجته، ولن يبخل عليها أو يقسو، وأيضاً لن يعنّفها. لا وجود للعنف في قاموس البيت المؤمن، لماذا؟ لأنّه بيت تحكمه الآية: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الرّوم/ 21) ، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الزّوجة، فهي إن قدّرت ظروف زوجها، وكانت عادلةً في الحكم على تصرّفاته، وفي تقدير حاجاته وتفهّمها، فإنّ الكثير من المشاكل ستزول ولن تستمرّ.

الزّوج شريك وليس حاكماً

قبل أن تفتّشوا عن القوانين الجامدة بموادّها المتشعّبة، فتّشوا عن العدل، ربّوا أولادكم عليه، اِجعلوه البوصلة لضبط كلّ مشاكل العلاقة في الأسرة. إنّ السّلطة الأبويّة أو الذّكوريّة في مجتمعنا، لا تزال، للأسف، تُمارس بكثير من التعنّت... فعندما يتعلّق الأمر بحقوق الرّجل، تصبح الأمور على المسطرة وبالميزان الدّقيق، وعندما يتعلّق الأمر بحقوق المرأة، فإنَّ الموضوع يتمّ غضّ النّظر عنه، فأين العدل في أن تعتبر وقت راحتك مقدّساً، ووقت راحتها ليس كذلك؟ أن تعتبر أنّ الطّريقة الّتي تفكّر فيها أنت هي التي يجب أن تحكم، ولا تستمع إلى من يشاركك هذه الحياة؟ فعدم أخذ الرّأي هو أيضاً ظلم، وعدم أخذ رغبات الآخر الّذي يعيش معك بعين الاعتبار، هو الظّلم بعينه...

وفي هذا المجال، ندعو الزّوج إلى النّظر بكلّ مسؤوليّة إلى شريكة حياته الّتي أفنت حياتها في سبيل تأمين الحياة الكريمة له ولأولاده، وعليه الالتفات إلى حفظها من بعده، كي لا تبقى عالةً على أولادها، وخصوصاً أنّها هي من ساعدته على تأمين ظروف الإنتاج.

العدل بين الأولاد

والحديث عن العدل في البيت أيضاً، يأخذنا إلى الحديث عن العدل مع الأولاد. وعظمة الإسلام في هذا الموضوع، أنّه لاحظ العدل في أبسط الأمور، بدءاً من النّظرة، وصولاً إلى العطاء والهديّة، إضافةً إلى الرّعاية، والاهتمام، والحبّ، والتّشجيع، والمكافأة، وإدخال الفرح والسّرور، وتبادل الحديث، وحتّى النّظرة والابتسام، وقد كثُرت الأحاديث في ذلك، ففي الحديث عن رسول الله (ص): «إنَّ الله يحبّ أن تعدلوا بين أولادكم، كما يحبّ أن تعدلوا مع أنفسكم».

ولذلك، عندما أبصر رسول الله (ص) رجلاً له ولدان قبّل أحدهما وترك الآخر، قال له رسول الله (ص): «هل واسيت بينهما؟»، أي هل ساويت؟

وفي الحديث أيضاً: «اعدلوا بين أولادكم في النُّحْل (أي العطاء)، كما تحبّون أن يعدلوا بينكم في البرّ واللّطف».

وورد في السّيرة عن النّعمان بن بشير، وهو أحد صحابة رسول الله (ص)، أنّه قال: أعطاني أبي عطيّةً، فقالت لي أمّي عميرة بنت رواحة: لا أرضى أن تأخذ هذه حتّى يشهد على ذلك رسول الله (ص)، (لاحظوا موقف هذه الأمّ التي لم ترض أن يتصرّف زوجها بظلم مع أولادها). يكمل الرّجل ويقول: فأتى والدي إلى رسول الله ليشهده على عطيّته ويثبّتها لي... فقال له رسول الله (ص): «أكلّ أولادك أعطيت؟»، قال أبي: لا. فقال رسول الله (ص): «اذهب، فإنّي لا أشهد على جور».

لقد كان رسول الله قاطعاً وحاسماً في رفضه التّمييز بين الأولاد، وكان يرى في التّمييز إخلالاً بكيان الأسرة وتماسكها وترابطها، فالولد الّذي يشعر بالغبن داخل الأسرة من أبيه أو أمّه، سيتحوَّل عنده هذا الشّعور إلى حقدٍ دفينٍ تجاه من عليه واجب احترامه وتقديره والإحسان إليه، وعلى إخوته الّذين يراهم أخذوا حقّاً له، فمن الجور أن تعطي بغير عدل، وهو خلاف التّقوى، والرّسول قال: «اتّقوا اللّه واعدلوا بين أولادكم».

الابنة قبل الابن

لا يمكن أن نتحدّث عن عدلٍ داخل الأسرة، إلا ونتحدّث عن العدل المطلوب بين الأولاد الذّكور والإناث. وإنَّه بحمد الله، ونتيجة الوعي، صارت مظاهر التذمّر من أن يرزق المرء بالبنت أقلّ من السّابق، ونريدها أن تُمحى نهائيّاً، فالله يرزقنا البنين كما البنات، وآن الأوان لأن نخلّف مظاهر التّمييز بين الذّكر والأنثى وراءنا.

وهنا، ندعو الأهل إلى إدخال مستقبل الفتاة في الحساب، ولا سيّما على مستوى التّعليم والعمل وتأمين حياتها، كما ندعوهم إلى عدم التدخّل في التّقسيم الشّرعيّ الدّيني للإرث، الّذي يراعي حقوق الذّكر والأنثى. وفي حال أرادوا أن يتدخّلوا، فلا بأس، ولكن ليتدخّلوا بالعدل ولحساب البنت، ليزيدوا من نصيبها وليس العكس، وخصوصاً أنّ الجميع بات يدرك، وبالتّجربة، أنّ البنت هي الّتي تحفظ أهلها، وغالباً أكثر من الابن، وتضحّي لأجل ذلك، وتنفق عليهم... علماً أنّ الإسلام رفع من مكانة البنت، عندما أعاد إليها إنسانيّتها المفقودة، وأشار إلى قدراتها وإمكاناتها، ودعا إلى إعطائها حقّها في الرّعاية والاهتمام والتّشجيع، وتوفير الفرص من دون تمييز... ففي الحديث عن رسول الله: «من كانت له ابنة فلم يهنها، ولم يؤثر ولده الذّكر عليها، أدخله الله الجنّة البتّة».

حقّ الخادمة

وفي حديثنا عن العدل داخل البيت، صار لزاماً علينا في أيّامنا هذه، بل أصبحت الحاجة ماسّةً إلى الحديث عن عدل كلّ أفراد الأسرة مع الّذين يخدمون في هذه المنازل، فقد يؤخذ على مجتمعاتنا أنّها تتصرّف مع الخادمات ومدبّرات المنازل بخلفيّات تمييزيّة، تصل إلى حدّ العنصريّة، فقد تعيش تحت رحمة حتّى الصّغار في الأسرة، الّذين يتعلّمون من الكبار، فلا يحترمون لها وقت راحة، ولا قدرات ذهنيّة أو جسديّة.

إنَّ علينا كمجتمع إيمانيّ أن نبرهن عن رقيّنا، فلا نظلم من هاجروا من أجل أقدس قيمة، وهي العمل وكسب العيش الكريم، ولأجله يعانون الغربة، ويبتعدون عن أهلهم وأوطانهم وأطفالهم. إنَّ ظلم أولئك لهو من الجور الّذي حذَّر الإسلام منه، إنَّنا مدعوّون إلى أن نقدّم أنموذجاً في حسن التّعامل مع هؤلاء، أن نؤدّي حقوقهم كاملة، وأن نحسن إليهم، فلا نتذاكى عليهم أو نلتفّ من أجل فرض شروطنا. إنَّ الموضوع يحتاج إلى تدقيق وإعادة نظر، وألا نكون من الذين يغصبون حقّ المستضعفين، وسنُطالب به يوم القيامة. والرّسول كان قد أوصى أصحابه بالخدم، حينما قال عنهم: «إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان له أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا يكلّفه ما يغلبه، فإن كلّفه ما يغلبه فليعنه».

لنجعل من أسرنا مدارس ومعاهد لبناء قيمة العدل، ننطلق منها لبناء وطن العدل، وأمّة العدل، فالأسرة التي لا يسود فيها جوّ العدل، ستُخرّج ظَلَمَةً صغاراً، والصّغار سيكبرون ويصبح الظّلم ديدنهم، إلّا من رحم ربّي.

 

ما هو عنصر المغنيسيوم؟

المغنيسيوم هو رابع أكثر المعادن وفرة في جسم الإنسان، ولا يمكن للجسم الحصول على هذا المعدن لوحده بل يحتاج الى نظام غذائي معين للحصول عليه.

ويمكن أيضاً الحصول عليه عن طريق مكملات المغنيسيوم إذا كانت مستوياته منخفضة في الجسم. وفيما يأتي نتناول فوائد المغنيسيوم المختلفة.

المصادر التي يتوافر فيها المغنيسيوم:

من الممكن التركيز على تناول المغنيسيوم من مصادره الطبيعية، ومن الممكن العثور على المغنيسيوم في الأطعمة الآتية:

السبانخ.

المكسرات.

الموز.

الشوكولاتة الداكنة.

الأفوكادو.

السمك.

دقيق الشوفان.

البقوليات.

كما يمكن أن يتوفر المغنيسيوم في بعض الأعشاب، مثل: البرسيم الحجازي، والأرقطيون، والكُنباث، وعرق السوس والقراص الكبير.

فوائد المغنيسيوم للجسم:

إن هذه الجزيئات المعدنية من المغنيسيوم عبارة عن معادن يحتاج الناس إلى استهلاكها بكميات كبيرة نسبياً نحو 100 ملليغرام على الأقل يومياً، وجرى ربط مستويات المغنيسيوم المنخفضة في الجسم بأمراض مثل:

هشاشة العظام.

ارتفاع ضغط الدم.

الشرايين المسدودة.

أمراض القلب الوراثية.

مرض السكري.

انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري:

هناك رابط مهم بين الوجبات الغذائية عالية المغنيسيوم وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري، حيث إن المغنيسيوم يلعب دوراً مهماً في السيطرة على الجلوكوز وأيض الأنسولين.

ونجد أن نقص المغنيسيوم قد يزيد من مقاومة الأنسولين، وهي حالة تحدث غالباً قبل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ويجري تناول مكملات المغنيسيوم لتحسين حساسية الأنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون انخفاض مستوى المغنيسيوم بعد استشارة الطبيب المختص.

تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية:

من ضمن فوائد حبوب المغنيسيوم في صحة القلب والعضلات أن نقص المغنيسيوم يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كما أن الأشخاص الذين يعانون قصور القلب الاحتقاني يكون لديهم نقص في مستويات المغنيسيوم.

ويلعب المغنيسيوم أيضاً دوراً مهماً في تنظيم ارتفاع ضغط الدم، أي هو يحمي من ارتفاعه، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على صحة القلب والأوعية الدموية.

التخفيف من أعراض الصداع النصفي:

يساعد المغنيسيوم على منع أو التخفيف من الأعراض المرافقة للإصابة بالصداع النصفي، حيث إن نقص المغنيسيوم يؤثر على الناقلات العصبية، ويقيد انقباض الأوعية الدموية وهي عوامل ترتبط بالصداع النصفي.

قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون الصداع النصفي مستويات أقل من المغنيسيوم في الدم وأنسجة الجسم مقارنة بالآخرين، كما قد تكون مستويات المغنيسيوم في دماغ الشخص منخفضة في أثناء الصداع النصفي.

فوائد المغنيسيوم لعضلات الجسم:

تتعدد فوائد المغنيسيوم للعضلات حيث وجد أنه يعمل على:

صنع البروتينات:

من أهم فوائد المغنيسيوم للعضلات أنه يقوم بعملية صنع البروتينات من الأحماض الأمينية، إذ إن البروتينات ضرورية لبناء العضلات والحفاظ على صحتها والحفاظ على الكتلة العضلية.

تنظيم حركة العضلات:

يُعد تنظيم حركة العضلات من الحركات الانبساطية والانقباضية من فوائد المغنيسيوم للعضلات، إذ إن المغنيسيوم يعمل حاصرًا طبيعيًّا للكالسيوم، ما يساعد على ارتخاء العضلات.

تزويد الجسم بالطاقة:

من فوائد المغنيسيوم للعضلات أنه يزود الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بعدد كبير من العمليات الحيوية في الجسم، مثل بناء العضلات، حيث يقوم المغنيسيوم بتحويل الطعام إلى طاقة ليستهلكها الجسم في شتى وظائفه.

تحسين الأداء الرياضي:

نجد فوائد المغنيسيوم للرياضيين تتمثل في التحسين من الأداء الرياضي، من خلال زيادة كمية الجلوكوز المتاحة في كل من الدماغ والدم والعضلات، والمساعدة على التخلص من اللاكتيت (Lactate) الذي يسبب الإرهاق العضلي.

حيث يسبب المغنيسيوم تحسنًا في القوة العضلية لكثير من الحركات الرياضية، مثل: قبضة اليد، وقوة الساق، وانحناء الجذع، ومد الكاحل، والدوران، والقفز.

فوائد المغنيسيوم للرجال:

إن فوائد حبوب المغنيسيوم للرجال كثيرة حيث نجد أنها:

تعزز حركة الحيوانات المنوية:

تحتاج الحيوانات المنوية إلى مقدار معين من مركبات الطاقة في الجسم التي تسمى الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (Adenosine triphosphate - ATP) الذي يرتبط بالمغنيسيوم في الجسم، ما يزيد من سرعة الحيوانات المنوية، ويزيد من إنتاج الحيوانات المنوية.

تحسن من مستويات هرمون التستوستيرون:

تسهم زيادة استهلاك المغنيسيوم في زيادة مستوى هرمون التستوستيرون (Testosterone) في الدم عند الرجال بشكل عام.

تبطئ من سرعة القذف:

أوضحت دراسة أن بعض الرجال يمكن أن يعانوا مشكلات سرعة القذف وذلك نتيجة انخفاض مستويات المغنيسيوم في بلازما السائل المنوي، ما يُسبب تضيقًا للأوعية الدموية نتيجةً للآتي:

زيادة مستوى الثرموبوكسان (Thromboxane).

زيادة الكالسيوم داخل الخلايا البطانية. انخفاض أكسيد النيتريك (Nitric oxide).

فإن من فوائد المغنيسيوم للرجال التقليل من سرعة القذف عند الرجال.

فوائد زيت المغنيسيوم للعظام:

يعمل المغنيسيوم على تقوية صحة العظام

ويؤدي إلى تحسين صحة العظام بشكل مباشر وغير مباشر، حيث يساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم وفيتامين د.

وهما عنصران ضروريان لصحة العظام، وهو ضروري لتكوين العظام بشكل صحي وسليم، كما قد يساعد على انخفاض خطر الإصابة بهشاشة العظام.

فوائد المغنيسيوم للشعر:

عند وضع زيت المغنيسيوم على فروة الشعر فيكون له مفعول سحري حيث إنه يمنع تساقط الشعر، ويغذي الشعر من جذوره، كما أنه يقلل من قشرة الرأس أيضاً.

وفي بعض الأحيان يؤدي وجود الكثير من الكالسيوم ، ونقص مستوى المغنيسيوم في الجسم إلى حدوث عدة مشكلات من ضمنها انسداد بصيلات الشعر، وهذا ما يتسبب في تساقط الشعر.

بالإضافة إلى ذلك فإن من فوائد زيت المغنيسيوم أنه يعمل على تحسين حالة المغنيسيوم في الجسم، ما يعزز بدوره نمو الشعر، وحالة فروة الرأس أيضاً.

فوائد المغنيسيوم للنوم:

إن من أهم خصائص المغنيسيوم أنه يساعد على الاسترخاء، وتخفيف التوتر، ما جعله ممتازاً لمن يعانون أي أرق أو قلق ، فالكثير من المتخصصين قد أكدوا ذلك.

وأكدوا أيضاً أن الحفاظ على مستويات المغنيسيوم بنسب صحية في الجسم يؤدي في الغالب إلى نوم أفضل، وهذا بسبب دور المغنيسيوم الفعال في الحفاظ على ناقل عصبي مهم، وهو مسؤول عن الاسترخاء والإبطاء في الجسم.

فوائد المغنيسيوم للدماغ:

وجد أن من فوائد المغنيسيوم للقلق والدماغ أنه يساعد على تهدئة الدماغ، وتقليل القلق وتهدئة العقل الذي لا يتوقف عن التفكير، لذا من فوائد المغنيسيوم الرائعة تعزيز النوم الجيد ليلاً، والمساعدة في علاج الأرق والتوتر.

فوائد المغنيسيوم للأعصاب:

1- يساعد في عمليات النقل العصبي:

يلعب المغنيسيوم دوراً هاماً في نقل الأعصاب والتوصيل العصبي العضلي، كما أنّه يقوم بوقاية الأعصاب من الإثارة والتحفيز المفرط اللذين يمكن أن يؤديا إلى موت الخلايا العصبية، ومن ثم الإصابة بالاضطرابات العصبية.

2- تقليل الإجهاد:

من فوائد المغنيسيوم للأعصاب أنه قد يُساهم في تقليل الإجهاد، حيث ترتبط مستويات المغنيسيوم في الجسم ارتباطًا وثيقًا بمستويات الإجهاد، إذ يعمل كل من الإجهاد ونقص المغنيسيوم في الدم على تقوية الآثار السلبية لبعضهما.

ويرتبط نقص المغنيسيوم في الدم ببعض الحالات المتعلقة بالأعصاب مثل (الصداع الحساس للضوء، الألم العضلي الليفي، متلازمة التعب المزمن، الإجهاد السمعي، الإجهاد البدني).

فوائد المغنيسيوم للمعدة:

بالإضافة إلى نظام غذائي شامل، يمكن أن تقدم مكملات المغنيسيوم العديد من الفوائد، إذا كنت تعاني من الإمساك، فقد يحسن المغنيسيوم انتظام الأمعاء جنبًا إلى جنب مع الترطيب الكافي، حيث تسمح سترات المغنيسيوم لزيادة الماء في الجهاز الهضمي واسترخاء عضلات الأمعاء.

فوائد المغنيسيوم في علاج القولون العصبي:

إن من فوائد المغنيسيوم للقولون أنه يساعد على تخفيف تقلصات البطن والقلق والإمساك لهذا السبب، قد يوصى بزيادة مكملات المغنيسيوم والمغنيسيوم الغذائية.

وذلك للمساعدة على تخفيف الأعراض التي يعانيها الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبى خاصة أنه يقلل من القلق كما ذكرنا، نظراً لأن القلق قد يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي ، فقد يساعد ذلك على تقليل الأعراض.

بالإضافة إلى كلّ هذه الفوائد وجد أن من فوائد المغنيسيوم للكلى أن الكى تقوم بتنظيم مستويات المغنيسيوم في الجسم حسب حاجته، إذ تقوم الكلى بإعادة امتصاص 95 - 99% من ما يقارب 2400 ملليغرام من المغنيسيوم الذي يترشح يوميّاً في البول عن طريق النيفرون.

وهذا يعني أن الكلى تزيد أو تقلل من إفرازالمغنيسيوم في البول بناءً على حاجة الجسم للمغنيسيوم في الأشخاص الأصحاء، وكمية المغنيسيوم التي يستهلكها الفرد يومياً.

الجرعة الموصى بها من المغنيسيوم:

1- الذكور المراهقون ما بين 14-18 سنة 410 ملليغرامات.

2- الرجال 400-420 ملليغراماً.

وأخيراً بعد كلّ فوائد المغنيسيوم المذكورة نستنتج أن عنصر المغنيسيوم وجوده ضروري ومهم بالنسبة للجسم وكلّ الأعضاء الخاصة به، لذلك يجب علينا الحفاظ على مستواه طبيعياً في الجسم، والحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي عليه لكي يكون الجسم بصحة جيدة وخالياً من الأمراض.

 

الشمندر وعصير الشمندر له فوائد غذائية وعلاجية كثيرة:

1- يمكن أن يساهم في تخفيض ضغط الدم العالي حيث يتواجد في الشمندر مادة النيترات الغذائية التي تتحوّل بالجسم إلى "أكسيد النيترات" الذي يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وبالتالي انخفاض ضغط الدم.

2- إن الشمندر غني جداً بمضادات الأكسدة التي تحمي أنسجة الدم من أضرار الجذور الحرة، وتساعد في محاربة الالتهابات. وهو مصدر لعدة عناصر غذائية مثل فيتامين B والحديد والمغنيزيوم والبوتاسيوم .

3- عصير الشمندر مهم للرياضيات المحترفات، كونه يحتوي على النيترات الغذائية التي توفر طاقة تعزّز القدرة على التحمّل. وقد ثبت أن أداءهن كان أفضل عندما تناولن كوب عصير الشمندر أثناء التمارين الرياضية.

4- يساعد على التركيز.

5- يدعم وظائف الكبد عبر تقليل الدهون في الكبد بسبب مادة البيوتين الموجودة في الشمندر ويخفض من نسبة الكوليسترول .

6- مفيد لعملية الهضم ويساعد في تقليل الإصابة بالإمساك.

7- عصير الشمندر مفيد لنضارة وحيوية البشرة.

8- يجب استشارة الطبيب قبل تناوله عند وجود أمراض للكلى.

9- الكمية يومياً لا يجب أن تتعدّى كوباً واحداً.

البرتقال وعصير البرتقال له فوائد غذائية وعلاجية كثيرة:

- يحتوي على أفضل الفيتامينات ومن بينها فيتامين سي C الذي يقي من البرد والإنفلونزا، لذا يفضل تناوله بشكل كبير في فصل الشتاء، إضافة إلى أنه يساعد على ترطيب البشرة ويقلل من ظهور التجاعيد والعلامات الدقيقة التي تظهر مع التقدّم في السن.

- يحتوي على فيتامين B9 أي حمض الفوليك، والذي بدوره يساعد على بناء كريات الدم الحمراء بالجسم وتنشيط الدورة الدموية بشكل عام، مما ينظّم عمليات ووظائف أجهزة الجسم المختلفة.

- يقي من الأمراض السرطانية المختلفة، بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة الهامة التي تحمي من الجذور الحرّة التي تهاجم خلايا الجسم وتسبب الأمراض السرطانية.

- يحمي من تساقط الشعر، إذ أنه يحتوي على أفضل الفيتامينات والمعادن المفيدة لصحته.

- يقوّي الأسنان ويحمي من بعض أمراض اللثة. يفتت الحصى ويذيبها ويطرد الرمل من الجسم.

- الفيتامين سي C الموجود في البرتقال مهم لنمو وإصلاح الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، يساعد في التئام الجروح والحفاظ على صحة العظام. ويدعم فيتامين C أيضاً إنتاج الكولاجين اللازم لتكوين الغضاريف والأربطة والأوتار والأوعية الدموية والجلد.

- فيتامين C له فوائد عظيمة لصحة العينين، فيساعد على الرؤية عن طريق تقليل خطر الإصابة بإعتام عدسة العين، وتعزيز صحة الأوعية الدموية في العين، وإبطاء تطوّر التنكس البقعي المرتبط بالعمر.

فوائد عصير الشمندر والبرتقال المنوعة:

بالإضافة إلى فيتامين C، يوفر عصير الشمندر والبرتقال أيضاً بيتا كاروتين وفيتامين أ A. تساعد الكاروتينات في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان الرئة لدى غير المدخنات.

إن فيتامين A الموجود يدعم الرؤية الصحية، ويمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى جفاف الملتحمة، وهو مرض تنكّسي يمكن أن يضرّ بالرؤية أثناء النهار ويجعل من الصعب جداً الرؤية بوضوح في الإضاءة المنخفضة وخاصة في الظلام.

يحتوي كل من الشمندر والبرتقال على نسبة عالية من فيتامين C، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تساعد في إزالة الجذور الحرّة من الخلايا، التي تظهر كمنتج ثانوي لعمليات التمثيل الغذائي مثل التنفس والهضم.

يدعم فيتامين C إنتاج الكولاجين، بالإضافة إلى دعم جهاز المناعة ومساعدة جسمكِ على امتصاص الحديد.

يحفّز تناول عصير الشمندر والبرتقال بانتظام الدورة الدموية المثلى ويحافظ على فروة رأس صحية.

يساعد غسل الشعر من حين لآخر بعصير الشمندر والبرتقال على التخلص من القشرة أيضاً. كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في عصير الشمندر والبرتقال مفيدة لتعزيز نمو الشعر ومنع تساقطه.

عصير الشمندر والبرتقال غني بمضادات الأكسدة مثل بيتا كاروتين وفيتاميني C و E، والتي تساعد في تجديد خلايا البشرة.

عصير الشمندر والبرتقال غني بالنترات. يمكن أن تساعد النترات الموجودة بشكل طبيعي، مثل تلك الموجودة في الفواكه والخضروات، على خفض ضغط الدم وزيادة القدرة على التحمل أثناء التدريبات وعلاج فقر الدم.

الثلاثاء, 12 تموز/يوليو 2022 16:38

وعليكم بالتين...

التين، عرفه الفينيقيون والفراعنة والإغريق كغذاء ودواء، موطنه الأصلي جنوب شبه الجزيرة العربية ثم انتقل إلى بلدان آسيا الصغرى في الأناضول وتركيا وأفغانستان ثم إلى أوروبا عن طريق الفينيقيين والإغريق، ثم انتقل إلى الشرق عن طريق سورية حتى وصل إلى الهند.

تنمو وتثمر شجرة التين في أماكن لا يمكن لأي نوع شجري مثمر آخر أن يعيش فيها، فنجدها في الأراضي الصخرية والمتحجرة، على الجدران، في الكهوف وعلى حواف الطرق.

إنّ قدرتها على التأقلم والعيش في ظروف التربة المختلفة لا حدود لها. التربة المفضلة لزراعتها هي التربة المتوسطة الطينية الرملية الدافئة والخصبة وجيدة البناء والصرف. تفضل درجات الحرارة المرتفعة. أمّا الانخفاض في درجة الحرارة عن -7م فيؤدي إلى موت المجموع الخضري.

وقد وجدت الدراسات العلمية أنّ أوراق التين الخضراء قبل سقوطها تستخدم كعلف للحيوانات بالإضافة إلى مخلفات الثمار الطازجة والجافة، فقد وجد أن 10 كجم من مخلفات ثمار وأوراق التين المجففة تعادل 186 كجم من تبن القمح و110 كجم من تبن البرسيم و97 كجم من النخالة و85 كجم من الشعير و89 كجم من القمح و50 كجم من كسبة بذور القطن. ولعل هذا ينبه البعض لمصدر من مصادر تغذية الحيوان من دون إضرار بأغذية الإنسان التي اشتعلت أسعارها وشحّت مصادرها.

إنّ شجرة التين غزيرة الإنتاج، وتتميز الثمار بقيمة غذائية كبيرة وهي ذات طعم ونكهة لذيذة مميزة. وتستخدم ثمار التين في كثير من الصناعات الغذائية، كالمربات والحلويات وتؤكل مجففة أيضاً وخاصة في شهر رمضان الكريم؛ لكن هل هناك اختلاف في التركيب الكيميائي للثمار الطازجة والمجففة؟ نعم، هناك بعض الاختلافات الكيميائية بينهما.

ويعتبر التين من أكثر الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، حيث تحتوي حبة واحد من التين على جرامين من الألياف (20% من الاحتياج اليومي الموصى به).

ويوجد بالتين نوعان من الألياف وهي الألياف القابلة للتحلل والذوبان في الماء والألياف غير القابلة للتحلل والذوبان في الماء. وقد أظهرت الدراسات خلال أكثر من خمسين سنة مضت أنّ الألياف الموجودة في الأغذية النباتية تؤدي دوراً فعالاً في تنشيط أداء الجهاز الهضمي، ولها دور مهم في أداء وظيفته الطبيعية وأيضاً تساهم في التقليل من خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطانات. وبما أنّ التين يعتبر غنياً بالألياف، فقد وصفه مختصو التغذية طريقة مثالية لزيادة نسبة ما يحتاج إليه جسم الإنسان من الألياف، حيث تعمل الألياف غير القابلة للتحلل على تهيئة الطريق للمواد بالخروج من الجسم من خلال الأمعاء وذلك بإضافة الماء إليها وبالتالي تساهم في زيادة سرعة الجهاز الهضمي وتكفل استمرار وظيفته الطبيعية. ولقد ثبت أيضاً أنّ الغذاء المحتوي على الألياف غير القابلة للذوبان تمتلك أثراً وقائياً ضد سرطان القولون.

ومن ناحية أخرى، فقد ثبت أنّ الغذاء ذا الألياف القابلة للذوبان تقلل من مستوى الكوليسترول في الدم بنسبة أكثر من 20%. وعليه، فإنها تعتبر ذات أهمية كبيرة في الحد من خطورة الإصابة بالنوبات القلبية. لذا فإنّ وجود الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان في التين يجعل هذه الفاكهة ذات أهمية كبيرة.

وفي دراسة للدكتور أوليفر الباستر مسؤول جمعية الوقاية من الأمراض في المركز الطبي التابع لجامعة جورج واشنطن، تبين أنّ التين المجفف الذي يعد من أكثر الفواكه الغنية بالألياف فيه مستوى عال من مركب الفينول الذي يتوافر بنسب كبيرة في التين ويستخدم كمطهر لقتل البكتيريا والجراثيم.

وأظهرت دراسة أخرى أجرتها جامعة رتجرز في نيوجرسي، أنّ التين المجفف يحتوي على المركبين (أوميغا3) و(أوميغا6) وهما يلعبان دوراً كبيراً في التقليل من نسبة الكولسترول، ولقد ثبت أيضاً أنّ المركبين السابقين لا يمكن للجسم إنتاجهما؛ لكنهما يُمتصان مع الغذاء. كما أنّ التين يعتبر علاجاً يمد الجسم بالقوة والطاقة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يريدون استعادة صحتهم، حيث يحتوي التين على أكثر العناصر الغذائية أهمية ألا وهو السكر، ويوجد في السكر في جميع الفواكه بنسبة 51 – 74%، إلّا أنّ النسبة الأعلى توجد في التين.

الجدير بالذكر أنّ نسبة الكالسيوم الموجود في التين عالية جداً، حيث يحتل التين المرتبة الثانية بعد البرتقال في ما يتعلق باحتوائه للكالسيوم. كما تزود علبة من التين المجفف الجسم بالكالسيوم بنفس ما تزوده علبة من الحليب.