emamian

emamian

اكد الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي أن دعم إيران لمحور المقاومة سيستمر وقال: إن إيران تدعم إرساء السلام والاستقرار وتعارض أي تدخل خارجي في سوريا.

 

 

وهنأ الرئيس رئيسي ، في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد، مساء السبت، الحكومة والشعب السوري الصديق والشقيق بحلول عيد الأضحى ، راجيا الباري تعالى ان يمن ببركة هذا العيد السعيد، برحمته ونعمه على الشعوب الإسلامية ، ولا سيما الشعبين المقاومين الايراني والسوري.

وأشار إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقات السابقة بين البلدين ، واعتبر زيارة الرئيس السوري الأخيرة إلى طهران بأنها كانت ناجحة ، مؤكداً أنه تم خلال هذه الزيارة التوصل إلى اتفاقات جيدة يجب متابعة تنفيذها بجدية.

وصرح آية الله رئيسي بأن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمحور المقاومة ، وخاصة سوريا ، سيستمر وقال: إن إيران تدعم إحلال السلام والاستقرار وتعارض أي تدخل اجنبي في سوريا.

وأعرب الرئيسان خلال الاتصال الهاتفي عن تمنياتهما بدوام الازدهار للعلاقات السورية الإيرانية ولشعبي البلدين موفور الخير والتقدم.

كما وجه الرئيس الأسد خالص التهاني لقائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي.

وبحث الرئيسان التعاون الثنائي وآفاق تطويره وتوسيعه ليشمل مجالات جديدة تسهم في تحقيق مصالح البلدين وشعبيهما إضافة إلى متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

كما بحثا المواضيع ذات الاهتمام المشترك والأوضاع في المنطقة والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية حيث تم التأكيد على أهمية العمل المشترك والدعم المتبادل بين سورية وإيران إزاء العديد من القضايا والذي ينطلق من المواقف والرؤى المشتركة للتحديات التي تواجه البلدين والمنطقة.

دعا الرئيس الإيراني آية الله ابراهيم رئيسي، في رسائل التهنئة بحلول عيد الاضحى المبارك الى نظرائه في دول العالم الاسلامي، المسلمين إلى مواصلة المضي بجدارة على نهج الوحدة والتماسك فيما بينهم.

واعتبر رئيس الجمهورية، "عيد الاضحى المبارك" بانه اكثر المناسبات الاسلامية صفوا ويوم التذلل والعبودية الى الله تعالى، ويوم فخر النبي ابراهيم الخليل (عليه السلام) بعد اجتيازه الاختبار الالهي، ليتقبل الباري تعالى تضحياته ويختاره اماما وقدوة للمؤمين. 

وتطلع رئيس الجمهورية بالمناسبة، الى تآلف القلوب والتقارب بين المسملين اكثر فاكثر ببركة عيد الاضحى السعيد، وفي ظل تعاليم الدين الاسلامي المبين وسنة النبي الاكرم "محمد بن عبد الله" (صلى الله عليه واله وسلم)، وان يواصل العالم الاسلامي المضي بجدارة على نهج الوحدة والتماسك، ويحقق الرقي في كافة الاصعدة.

جرت صباح اليوم الجمعة قراءة نداء الإمام خامنئي الصادر في 5/7/2022 إلى حجّاج بيت الله الحرام من أنحاء العالم الإسلاميّ لمناسبة حلول موسم الحجّ 1443.

وفي ندائه، شدّد قائد الثورة الإسلاميّة على أنّ وحدة المسلمين لو ترافقت مع الروحانيّة، فستصل الأمّة الإسلاميّة إلى ذروة العزّة والسعادة، مشيراً إلى أن العالم الإسلامي مليءٌ بالشباب المفعمين بالدوافع والنشاط، كما أكد أهمية تجنب الغفلة لحظة واحدة عن كيد العدوّ، واستمداد العون باستمرار من الله القادر والحكيم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد المصطفى وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

 

نشكر الله العزيز الحكيم أن جعل مرّة أخرى الموسم المبارك للحجّ ميعاداً للشّعوب المسلمة، وشرّع أمامهم مسار الفضل والرّحمة هذا. الأمّة الإسلاميّة قادرة الآن على مشاهدة وحدتها وتلاحمها من جديد في هذه المرآة الشفّافة والأبديّة، وأن تشيحَ بوجهها عن دوافع التشتّت والتفرّق.

 

وحدة المسلمين هي إحدى الركيزتين الأساسيّتين للحجّ، وعندما تترافق مع الذّكر والروحانيّة - التي هي الرّكيزة الأساسيّة الأخرى لهذه الفريضة الزّاخرة بالرموز والأسرار- يكون بمقدورها إيصال الأمّة الإسلاميّة إلى ذروة العزّة والسعادة، وجعلها مصداقاً لـ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون، 8). الحجّ تركيبٌ من هذين العنصرين السياسيّ والروحانيّ، ودين الإسلام المقدّس مزيجٌ عظيمٌ وسامٍ من السياسة والروحانيّة.

 

لقد بذل أعداء الشّعوب المسلمة خلال الحقبة التاريخيّة الأخيرة مساعيَ ضخمة من أجل زعزعة هذين الإكسيرين الواهبين للحياة - أي الوحدة والروحانيّة – في أوساط شعوبنا. وهم يجعلون الروحانيّة باهتة اللون وبلا رمق عبر التّرويج لنمط الحياة الغربيّة الفارغة من الرّوح المعنويّة والمنبثقة عن قصر النظر الماديّ، ويجعلون الوحدة تواجه التحدّيات عبر نشر دوافع التفرقة الوهميّة و تشدیدها كالعرق واللون والجغرافيا واللسان.

 

الأمّة الإسلاميّة التي يُشاهد الآن نموذجٌ صغيرٌ لها في مراسم الحجّ الرمزيّة ينبغي لها أن تنهض للمواجهة بكامل وجودها. أي أن تقوّي ذكر الله والعمل من أجله والتدبّر في كلامه والثّقة بوعوده في ذهنيّتها العامّة من جهة، وتتفوّق على دوافع التفرقة والخلاف من جهة أخرى.

 

ما يُمكن قوله اليوم بشكل حاسم هو أنّ الظروف الحاليّة للعالم والعالم الإسلاميّ باتت مؤاتية أكثر من أيّ زمنٍ مضى لإنجاز هذا المسعى القيّم.

 

والسّبب أوّلاً هو أنّ النّخب والكثير من الجماهير الشعبيّة في البلدان الإسلاميّة التفتوا اليوم إلى ثروتهم المعرفيّة والروحانيّة العظيمة، وأدركوا مدى أهميّتها وقيمتها. لم تعد الليبراليّة والشيوعيّة اليوم - بصفتهما أهمّ تحفتين قدّمتهما الحضارة الغربية - تملكان حضور ما قبل مئة عام أو الأعوام الخمسين الماضية. إن سمعة الديمقراطيّة الغربيّة القائمة على المال تواجه أسئلة حقيقيّة، والمفكّرون الغربيّون يقرّون بإصابتهم بالتّيه المعرفيّ والعمليّ. وفي العالم الإسلاميّ، يكتسب الشباب والمفکرون ورجال العلم والدين بعد رؤيتهم هذه الأوضاع، رؤية حديثة تجاه ثروتهم المعرفيّة وأيضاً حيال المناهج السياسيّة الرائجة في بلدانهم... وهذه هي عينها الصّحوة الإسلاميّة التي نردّد ذكرها باستمرار.

 

ثانياً، هذا الوعي الذاتي الإسلاميّ أنشأ ظاهرة مذهلة وإعجازيّة في قلب العالم الإسلاميّ، إذْ إنّ القوى الاستكباريّة تواجه مأزقاً كبيراً في التعامل معها. هذه الظاهرة اسمها «المقاومة» وحقيقتها هي ذاك التجلّي لقوّة الإيمان والجهاد والتوكّل. هذه الظاهرة هي نفسها التي نزلت في مرحلة صدر الإسلام حول إحدى نماذجها هذه الآية الشريفة: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} (آل عمران). والساحة الفلسطينيّة من التجلّيات لهذه الظاهرة المُذهلة التي استطاعت جرّ الكيان الصّهيوني الطاغي من حالة الهجوم والعربدة إلى حالة الدّفاع والارتباك، وتمكّنت من فرض هذه المشكلات السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة الواضحة عليه الآن. كما يُمكن مشاهدة نماذج لامعة أخرى للمقاومة في لبنان والعراق واليمن وبعض النقاط الأخرى بوضوح.

 

ثالثاً، إلى جانب كلّ هذا، يشهد العالم اليوم نموذجاً ناجحاً وتجلیاً شامخاً من القوّة والسيادة السياسيّة للإسلام في إيران الإسلاميّة. إنّ ثبات الجمهوريّة الإسلاميّة واستقلالها وتقدّمها وعزّتها حدثٌ بمنتهى العظمة ومفعمٌ بالمعاني وجذّاب يُمكنه أن يستقطب فكر ومشاعر أيّ مسلمٍ يقظٍ. وإنّ أنواع العجز والممارسات الخاطئة في بعض الأحيان والتي تصدر عنّا نحن المسؤولین في هذا النظام التي أخّرت الاكتساب الكامل لبركات الحكومة الإسلاميّة كافّة، لم تستطع إطلاقاً زعزعة الأسس المتينة والخطوات الراسخة النابعة من المبادئ الأساسيّة لهذا النّظام، وعجزت عن إيقاف التقدّم المادّي والمعنويّ. وتقع على رأس القائمة لهذه المبادئ الأساسيّة: حاكمية الإسلام في تشريع القوانين وتطبيقها، والاعتماد على الآراء الشعبيّة في أهمّ شؤون إدارة البلاد، والاستقلال السياسيّ الكامل، وعدم الرّكون إلى القوى الظالمة. وهذه المبادئ هي القادرة على أن تحظى بإجماع الشّعوب والحكومات المسلمة، وأن توحّد الأمّة الإسلاميّة في التوجّهات وأنواع التعاون، وتجعلها متلاحمة.

 

هذه هي المجالات والعناصر التي وفّرت الظروف الحاليّة الملائمة من أجل قيام العالم الإسلاميّ بتحرّك مُتّحد ومتلاحم. لا بدّ أن تفكّر الحكومات المسلمة والنّخب الدينيّة والعلميّة والمثقّفون المستقلّون والشباب الباحثون عن الحقيقة أكثر من الجميع في الاستفادة من هذه المجالات المؤاتية.

 

من الطبيعيّ أن تقلق القوى الاستكباريّة وعلی رأسها أمريكا أكثر من مثل هذه التوجه في العالم الإسلاميّ، وتُسخّر كلّ إمكاناتها من أجل التصدّي لها... وهذه هي الحال اليوم. بدءاً من الامبراطوريّة الإعلاميّة وأساليب الحرب النّاعمة، مروراً بإشعال الحروب والحروب بالنيابة، وصولاً إلى إلقاء الوساوس والنّميمة السياسيّة، وانتهاءً بالتهديد والتطميع والرّشوة... كلّها وجميعها تُستخدم من قبل أمريكا وسائر المستكبرين كي تفصل العالم الإسلاميّ عن مسار صحوته وسعادته. إن الكيان الصّهيوني المُجرم والمخزيّ هو أيضاً من أدوات هذا المسعى الشامل في هذه المنطقة.

 

لقد باءت هذه المساعي بالفشل في أغلب الحالات بفضل الله وإرادته، وإنّ الغرب المستكبر صار أضعف يوماً بعد يوم في منطقتنا الحسّاسة، وفي كلّ العالم أخيراً. ويُمكن مشاهدة اضطراب أمريكا وحليفها المجرم أي الكيان الغاصب وفشلهما في المنطقة بوضوح ضمن مشهد الأحداث في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان.

 

وفي المقابل، إن العالم الإسلاميّ مليءٌ بالشّباب المفعمين بالدّوافع والنشاط. وإنّ أعظم ذخر من أجل بناء المستقبل هو الثقة بالنّفس والأمل اللذان يلوحان اليوم في العالم الإسلاميّ، وخاصة في بلدان هذه المنطقة... ونتحمّل جميعاً مسؤوليّة الحفاظ على هذا الذخر ومضاعفته.

 

مع كلّ هذا، لا ينبغي الغفلة للحظة واحدة عن كيد العدوّ. فلنجتنب الغفلة والغرور، ونضاعف سعينا ويقظتنا... ولنطلب العون من الله القادر والحكيم في الأحوال كلّها بالتضرّع والإنابة. إنّ المشاركة في مراسم الحجّ ومناسكه فرصة عظيمة للتوكّل والتضرّع، وکذلك التفكّر والعزم.

 

فلتتوجهوا إلی الله بالدعاء لإخوتكم وأخواتكم المسلمين في أنحاء العالم، ولتطلبوا لهم النّصر والتوفيق من الله. ولتضمّنوا أدعيتكم الزّاكية طلب الهداية والعون الإلهيّ لأخیكم هذا.

وقال أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري في طهران، إنّ مفاوضاتنا تجري على أساس الاتفاق النووي، ونحن في المفاوضات أكدنا للطرف الأميركي أن عليه إزالة كل ما يمنع انتفاع إيران الكامل من الاتفاق النووي.

وأضاف: أي طرح يمنع إيران من الاستفادة من المزايا الاقتصادية من الاتفاق النووي فإننا سنرفضه، نريد ضمانات بأننا سنستفيد بالكامل من المزايا الاقتصادية في أي اتفاق مقبل.

ونوه وزير الخارجية الإيراني الى ان قطر تلعب دورا مهما في تعزيز التعاون الإقليمي ولعبت دورا بناء في المحادثات غير المباشرة مع الجانب الأميركي أخيرا في الدوحة.

بدوره قال وزير الخارجية القطري: زيارتي لطهران اليوم تأتي في إطار أجواء إقليمية وتحديات دولية كبيرة، من المهم أن تكون هناك جهود بناءة لإنجاح الاتفاق النووي و تشجيع الحوار الإقليمي، مؤكدًا سعي بلاده لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

وأضاف وزير الخارجية القطري: ندعم أي حوار بين طهران ودول الإقليم، وندعم أي مفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاق عادل يراعي مخاوف كل الأطراف.

وكان وزير الخارجية القطري قد وصل إلى طهران ظهر اليوم الأربعاء استكمالا لجهود إحياء الاتفاق النووي، ومن المقرر أيضا أن يلتقي مساء اليوم، علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني.

ان ابو جعفر محمّد بن زين العابدين، الملقّب بالباقر، أحد الأئمة الإثني عشر في اعتقاد الإمامية، وهو والد جعفر الصادق. كان الباقر عالماً سيّداً كبيراً، وإنّما قيل له الباقر لانّه تَبقَّر في العلم أي توسّع، وفيه يقول الشاعر: يا باقر العلم لاهل التُقى وخير من لبّى على الأجبل.

ولد الامام محمد الباقر عليه السلام بالمدينة غرة رجب سنة 57 هجري وقيل 56 هجري، عاش مع جدّه الحسين عليه السلام 4 سنين، ومع ابيه عليه السلام بعد جدّه عليه السلام تسعاً وثلاثين سنة، وكانت مدة إمامته عليه السلام 18 سنة. ولقب الإمام الخامس بباقر العلوم لسعة علمه الذي ورثه من أبيه الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

وقام الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في فترة إمامته بنشر الثقافة الإسلامية، وتعليم الطلاب، وإرشاد الصحابة والناس، وتطبيق تعاليم جده النبي الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. وايضا تولى بعد مضي 19 سنة و10 أشهر على استشهاد والده الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) منصب الإمامة الإلهي.

وأمّا النصوص الدالة على إمامته من أبيه وأجداده والتي ذكرها المحدّثون والمحقّقون من علمائنا الاعلام فهي مستفيضة نقلها الكليني رضي الله عنه وغيره. قال ابن سعد: محمّد الباقر من الطبقة الثالثة من التابعين من المدينة، كان عالماً عابداً ثقة. قال أبو يوسف: قلت لابي حنيفة: لقيت محمّد بن علي الباقر؟ فقال: نعم وسألته يوماً فقلت له: أراد الله المعاصي؟ فقال: "أفيعصى قهراً"؟ قال ابو حنيفة: فما رأيت جواباً أفحم منه. وقال عطاء: ما رأيت العلماء عند احد أصغر علماً منهم عند ابي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنّه مغلوب، ويعني الحكم بن عيينة، وكان عالماً نبيلاً جليلاً.

وقد شهد الامام محمد الباقر عليه السلام واقعة كربلاء وهو صغير، كما أنه يعتبر المؤسس للثورة العلمية الشيعية الكبرى التي بلغت ذروتها في زمن نجله الإمام الصادق (عليه السلام). روي عنه (عليه السلام) روايات كثيرة في مجالات شتی كالفقه، والتوحيد، والسنة النبوية، والقرآن، والأخلاق، كما بدأت المعتقدات الشيعية تتبلور في فترة إمامته وذلك في مختلف الفروع كالفقه والكلام، والتفسير.

واعترف علماء أهل السنة بفقه الإمام الباقر (ع)، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علَمه وأنّه عمّر أوقاته بطاعة الله وكان يحظى بمراتب عالية في مقامات العارفين. إنّ شخصية الإمام الباقر (عليه السلام) لم تكن الفريدة من نوعها في رأي الشيعة الإمامية فحسب، بل إنّ علماء أهل السنة أيضاً يعتبرونه فريداً من نوعه.

فيقول ابن حجر الهيتمي في وصفه (عليه السلام): أبو جعفر محمد الباقر سمّي بذلك من بقر الأرض أي شقّها وأثار مخبآتها ومكامنها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة. وتحدّث عبدالله بن عطاء عن إكبار العلماء وتعظيمهم للإمام الباقر (عليه السلام) وتواضعهم له، وهو من الشخصيات البارزة والعلماء العظام ما قوله: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي لتواضعهم له.

أما الذهبي فقد كتب في وصف الإمام الباقر (عليه السلام) قائلاً: كان الباقر أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤود والشرف والثقة والرزانة، وكان أهلاً للخلافة. من ألقاب الإمام الباقر(عليه السلام) الكريمه: الباقر والشاكر والهادي وأشهرها الباقر، الذي تلقاه من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعنى الباقر كما في المعاجم اللغوية المتبحّر بالعلم والمستخرج غوامضه وأسراره والمحيط بفنونه.

واستشهد الإمام الباقر بالسم في السابع من ذي الحجة عام 114 هـ.قـ عن عمر57 عامًا بالمدينة المنورة على يد هشام بن عبد الملك أحد الخلفاء الأمويين.

الأربعاء, 06 تموز/يوليو 2022 12:30

من وصايا الباقر (عليه السلام) قبل استشهاده

عهد الامام محمد الباقر (عليه السلام) إلى ولده الامام جعفر الصادق (عليه السلام) بعدة وصايا كان من بينها ما يلي:

1 ـ إنه قال له: يا جعفر أوصيك بأصحابي خيراً، فقال له الإمام الصادق: جعلت فداك والله لأدعنهم، والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا([1]).
 لقد أوصى (عليه السلام) ولده بأصحابه ليقوم بالانفاق عليهم، والتعهد بشئونهم ليتفرغوا للعلم، وتدوين حديثه وإذاعة معارفه، وآدابه بين الناس.

2 ـ أوصى (عليه السلام) ولده الصادق (عليه السلام) أن يكفنه في قميصه الذي كان يصلي فيه([2]) ليكون شاهد صدق عند الله على عظيم عبادته، وطاعته له.

3 ـ إنه أوقف بعض أمواله على نوادب تندبه عشر سنين في منى([3]) ولعل السبب في ذلك يعود الى أن منى أعظم مركز للتجمع الاسلامي، ووجود النوادب فيه مما تبعث المسلمين الى السؤال عن سببه، فيخبرون بما جرى على الامام أبي جعفر (عليه السلام) من صنوف التنكيل من قبل الأمويين واغتيالهم له، حتى لا يضيع ما جرى عليه منهم ولا تخفيه أجهزة الاعلام الأموي.

أما نص وصيته فقد رواها الامام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال (عليه السلام): لما حضرت أبي الوفاة قال: أدع لي شهودا فدعوت له أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر، فقال: اكتب: «هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون» وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد، وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة، وأن يعممه بعمامته، وأن يربع قبره، ويرفعه أربع أصابع، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه.

والتفت (عليه السلام) إلى الشهود فأمرهم بالانصراف، وقال الامام الصادق (عليه السلام): يا أبة ما كان في هذا بأن تشهد عليه؟ فقال (عليه السلام): كرهت أن تغلب، وأن يقال إنه لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة([4]).
 
حياة الإمام الباقر (عليه السلام)، الشيخ باقر شريف القرشي (رحمه الله)


([1]) أصول الكافي 1 / 306.
([2]) صفة الصفوة 2 / 63، تأريخ ابن الوردي 1 / 184، تأريخ أبي الفداء 1 / 214، المنتظم لابن الجوزي الجزء السابع مصور.
([3]) بحار الأنوار 11 / 62.
([4]) أصول الكافي 1 / 307.

الأربعاء, 06 تموز/يوليو 2022 12:28

الحج ضيافة الله

قال الله في محكم كتابه المجيد: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا﴾([1]).

حيث أٌننا على أبواب التوجه إلى بيت الله الحرام لتأدية فريضة الحج المقدسة ناسب ذلك أن أتحدث عن فلسفة هذه الفريضة وأبين ما يترتب عليها من الفوائد العديدة والمنافع الكثيرة التي أشار الله سبحانه إليها إجمالاً بقوله: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ ([2]).
 
وهذا يقتضي بيان العبادة بمعناها العام ودورها التربوي في حياة الإنسان فرداً ومجتمعاً نظراً لمساهمة ذلك في معرفة الدور الذي تؤديه فريضة الحج في هذا المجال فأقول:

المراد من العبادة بمعناها العام الذي اعتبره الله سبحانه العلة الغائية الداعية لخلق الجن والإنس على ما صرح به سبحانه في كتابه الكريم بقوله عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ ([3]).

الخضوع الكلي والانقياد المطلق لإرادة الله سبحانه بكل عمل اختياري يصدر من المكلف بإرادته واختياره سواء كان هذا العمل باطنياً كالتفكر في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار من أجل التوصل به إلى تحصيل الإيمان الراسخ بوجود الله ووحدانيته وعدله وضرورة إرساله للأنبياء وتعيينه للأوصياء وحشره للناس غداً للحساب يوم الجزاء.

أم كان عملاً ظاهرياً وموقفاً خارجياً منطلقاً من ذلك الإيمان من أجل أن يتوصل الإنسان بهذه العبادة بكل شقيها الباطني والظاهري إلى ما أراد الله سبحانه له أن يصل إليه ويحصل عليه من السعادة في الدنيا والآخرة.

وذلك لأن العبادة الظاهرية تتمثل بفعل ما أمر الله به من الواجبات والمستحبات وترك ما نهى عنه من المحرمات والمكروهات وحيث أن الله حكيم رحيم لا يأمر إلا بما فيه المصلحة والمنفعة المادية والمعنوية ولا ينهى إلا عما فيه المضرة والمفسدة المادية والمعنوية فإذا حقق العبد ذلك واتقى الله حق تقاته وحصَّل المنافع والفوائد وسلم من المضار والمفاسد فهو يدخل جنة الدنيا ومنها ينطلق إلى جنة البقاء والخلود ـ قال سبحانه: ﴿وَلَو أَنَّ أَهْلَ القُرَى ءامَنُوا واتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَآءِ والأرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ ([4]).
 
وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾([5]). والعبادة بهذا المعنى العام المتمثل بالاستقامة في طريق التقوى وعدم الانحراف عنه مهما كانت الضغوطات أو الإغراءات المؤدية بطبيعتها إلى التحلل من نظام العبودية حيث أنها محتاجة إلى قوة إيمانية وبطولة روحية تساعد المؤمن على الثبات في ساحة الجهاد الأكبر لذلك شرعت العبادات الخاصة المعهودة بكيفيتها المرسومة واشترط في صحتها وترتب الأثر عليها الإتيان بها بقصد التقرب بها لله سبحانه لأن ذلك يعمق الإيمان في النفس ويقويه في القلب ليبقى صاحبه على صلة بالله تعالى وانشداد إليه برابطة التقوى فيظل دائماً في إطار عبادته له بكل ما يصدر عنه من تصرفات اختيارية سواء كانت فعلاً لما أمر به أو تركاً لما نهى عنه ونتيجة ذلك هي بقاء هذا المؤمن العابد في نطاق مصلحته وسعادته كما أراد الله له على ضوء ما تقدم بيانه من فلسفة العبادة وما يترتب عليها من معطيات إيمانية كثيرة وبعد ذكر هذه المقدمة التمهيدية يأتي دور الحديث عن الحج وبيان ما يترتب على تأدية فريضته من الفوائد الجليلة والمنافع العديدة فأقول:

الفوائد المترتبة على هذه الفريضة المقدسة كثيرة وسأقتصر على ذكر أهمها وابرزها وهو الزهد في كل ما يبعد الإنسان عن رحمة الله سبحانه ويشغله عن الاهتمام بما ينفعه في دنياه وآخرته من الواجبات والمستحبات وعن التجمل بما يرفعه من الفضائل والكمالات ـ والوجه في ترتب فائدة الزهد على تأدية فريضة الحج هو أن الإنسان المؤمن إذا عزم على تأدية هذه الفريضة يرتسم نصب عينيه شبح الموت بسبب ما يحصل له ويصيبه في الطريق وبعد وصوله إلى أماكن تأدية المناسك الواجبة من المتاعب والحوادث الخطيرة التي أدت فيما سبق إلى موت بعض الحجاج ـ وخوفه من ذلك يُظهر بصورة تفصيلية طبيعة هذه الحياة الدنيا وأنها دار ضيافة والإنسان فيها ضيف يُقيم فترة محدودة ثم يرحل عنها إلى مقره الأخير وداره الأخرى التي خلق من أجلها وفيها يتقرر مصيره على ضوء أعماله التي كان يمارسها في هذه الدار العاجلة الزائلة فإن كانت خيراً منسجمة مع الوظيفة الشرعية المحددة له من قِبَل الله تعالى كانت النتيجة خيراً وجنةً عرضها السموات والأرض وإن كانت شراً ومخالفة لتلك الوظيفة كانت النتيجة من جنسها قال سبحانه: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِيثقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ﴾ ([6]).

وخوفه من المصير الثاني المؤلم يجعله زاهداً في الممارسات اللاشرعية وراغباً فيما يؤدي إلى المصير الأول.

ومما تقدّم يظهر جلياً أن المراد بالزهد المأمور به والمرغوب فيه إسلامياً ـ هو الزهد فيما يضر الإنسان فرداً ومجتمعاً دنيا وآخرة وينحصر ذلك بالمحرمات وتلحق بها المكروهات على وجه الأفضلية التي لا تمنع من الفعل كما هو المعلوم وذلك باعتبار عدم الاستفادة منها في الآخرة بخلاف ما لو تُركت امتثالاً للنهي الكراهتي فإن ذلك يُعتبر عبادة يحصل بها الثواب في الآخرة والتوفيق في الدنيا. وإلى ما ذكرناه في بيان المراد من الزهد أشار الإمام علي (عليه السلام): ليس الزهد أن لا تملك شيئاً ولكن الزهد أن لا يملكك شيء.

وعلى ضوء هذا المفهوم الواعي لمعنى الزهد في الإسلام ـ ندرك أن الإنسان المؤمن لو ساعدته ظروفه على أن يملك الثروة الطائلة من الحلال ودفعه التزامه الديني لأن يخرج ما تعلق بها من الحق المعلوم للسائل والمحروم فهذا الشخص يكون من الزاهدين المقدرين عند الله سبحانه وعند المؤمنين الواعين.
 
فلسفة الحج في الإسلام، العلامة الشيخ حسن طراد العاملي


([1]) سورة آل عمران، الآية: 97.
([2]) سورة الحج، الآية: 28.
([3]) سورة الذاريات، الآية: 56.
([4]) سورة الأعراف، الآية: 96.
([5]) سورة الطلاق، الآيتان: 2 و3.
([6]) سورة الزلزلة، الآيتان 7 و8.

وتشير المصادر التاريخية بحسب (موقع مركز الابحاث العقائدية) ان السيدة الزهراء عليها السلام تقدم لخطبتها اشراف قريش فردهم النبي "صلى الله عليه وآله"، لكن حينما تقدم الامام علي عليه السلام لخطبتها فزوجه النبي اياها.
وجاء في احاديث كثيرة عن النبي "صلى الله عليه وآله" بأنه إنما زوجه إياها بأمر من السماء، كما جاء في عدد من المصادر التاريخية.
وتوضح الروايات ان البعض ممن جاء للامام علي عليه السلام وطلب منه ان يتقدم لخطبتها كان بهدف أن يرده رسول الله "صلى الله عليه وآله" كما ردّهم؟! وبذلك تتساوى الأقدام، ويرد النقص الجميع؟!، حتى جاءهم الجواب من الرسول الاكرم "ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه".
ويرى عدد من المتخصصين إن التزويج الإلهي لعلي بفاطمة، "عليهما السلام" يمثل شهادة له بأن لديه من المزايا ما يجعله في موقع النقيض لأولئك الخاطبين الذين منعهم الله تبارك وتعالى؟!، وان هذه الشهادة الإلهية من أدلة انحصار الأهلية للإمامة والخلافة بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله" به "عليه السلام"، مؤكدين ان هذا التزويج الإلهي لم يكن استجابة لداعي النسب، أو التعصب للعشيرة، أو الرحم، أو لأجل الإلفة والمحبة، والإندفاع العاطفي، وإنما كان سياسة الهية لخصها رسول الله "صلى الله عليه وآله" بقوله: "إنما أنا بشر مثلكم، أتزوج فيكم، وأزوجكم، إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء".
وجاء في حديث صحيح عن أبي جعفر "عليه السلام": لولا أن الله خلق فاطمة لعلي، ما كان لها على وجه الأرض كفؤ، آدم فمن دونه.  
وتؤكد تلك المصادر ان البساطة تمثل ميزة مهمة من مميزات هذا الزواج على بنت أعظم إنسان على وجه الأرض، وهي في ذاتها أعظم إنسانة على وجه الأرض بعد أبيها وبعلها، وعلى رجل هو أعظم وأفضل الناس بعد النبي "صلى الله عليه وآله"، حتى جاء: أن فراشهما كان إهاب كبش، ينامان عليه ليلاً، ويعلف عليه الناضح نهاراً، فينام الامام علي على ناحيته، وتعجن فاطمة على ناحيته الاخرى.

وأوضح أن عدد المسجلين بالداخل إداريا 8.939.773، وعدد المسجلين آليا 358.291، ليصل العدد الجملي للمسجلين للاستفتاء 9.069.460 مسجلا.

ومن جهة ثانية، يبحث الرئيس التونسي قيس سعيد، مع رئيسة مجلس الوزراء التونسي نجلاء بدون رمضان، الاستعدادات الجارية لتنظيم الاستفتاء الدستوري في الموعد المقرر 25 يوليو المقبل.

وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية أن الرئيس قيس سعيد ناقش مع رئيسة الحكومة مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالوضع العام بالبلاد، وسير المرافق العمومية.

كما تم خلال اللقاء مناقشة أهمية توفير كافة أوجه الإحاطة الشاملة للحجيج الذين سيؤدون فريضة الحج في أفضل الظروف، إلى جانب مناقشة انطلاق موسم الحصاد وتوفير الأماكن اللازمة لتخزين الحبوب.

كذلك تم التطرق إلى سير الامتحانات الوطنية حتى تتم في أحسن الظروف وضرورة أن يعامل الجميع على قدم المساواة والتصدي في هذا الإطار إلى كل محاولات الغش.

الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) هو التاسع من أئمة أهل البيت الذين أوصى اليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ بأمر من الله سبحانه ـ لتولّي مهام الإمامة والقيادة من بعده، بعد أن نصّ القرآن على عصمتهم وتواترت السنة الشريفة بذلك .

ولد الإمام محمّد بن علي الجواد عام ( 195 هـ ) أي في السنة التي بويع فيها للمأمون العباسي، وعاش في ظلّ أبيه الرضا (عليه السلام) حوالي سبع سنين، وعاصر أحداث البيعة بولاية العهد لأبيه الرضا (عليه السلام(

1ـ نسبه : الإمام محمد الجواد (عليه السلام) من الاُسرة النبوية وهي أجلّ وأسمى الاُسر التي عرفتها البشرية ، فهو ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي السجاد ابن الإمام الحسين سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .

2 ـ اُمه : هي من أهل بيت مارية القبطية ، نوبيّة مريسية ، امها : سبيكة أو ريحانة أو درّة ، وسمّاها  الرضا (عليه السلام)  خيزران .

وصفها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنها خيرة الإماء الطيبة . وقال العسكري (عليه السلام) : «خُلقت طاهرة مطهّرة وهي اُم ولد تكنّى باُم الجواد ، واُم الحسن ، وكانت أفضل نساء زمانها »

3 ـ ولادته : ولد (عليه السلام) في المدينة في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة لسبع عشر ليلة مضت من الشهر.

وغمرت الإمام الرضا (عليه السلام) موجات من الفرح والسرور بوليده المبارك، وطفق يقول : « قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار ، وشبيه عيسى بن مريم ، قدّست اُم ولدته..»

4 ـ كنيته : أبو جعفر ، وهي كنية جده الباقر(عليه السلام) وللتمييز بينهما يكنّى بأبي جعفر الثاني .

5 ـ ألقابه : أمّا ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة وسمو ذاته وهي :

1 ـ الجواد : لُقب به لكثرة ما أسداه من الخير والبر والاحسان الى الناس .

2 ـ التقي : لقب به لأنه اتّقى الله وأناب اليه ، واعتصم به ولم يستجب لأي داع من دواعي الهوى .

3 ـ المرتضى 4 ـ القانع  5 ـ الرضي 6 ـ المختار 7 ـ باب المراد

نقش خاتمه : يدل نقش خاتمه(عليه السلام) على شدة انقطاعه(عليه السلام) الى الله سبحانه، فقد كان « العزّة لله ».

وتقلّد الإمامة العامة وهو في السابعة من عمره الشريف وليس في ذلك ما يدعو إلى العجب فقد تقلّد عيسى بن مريم (عليه السلام) النبوّة وهو في المهد .

6- تكلّمه في المهد :

ذكر المؤرخون أن الإمام الجواد (عليه السلام) تشهّد الشهادتين لمّا وُلد ، وانه حمد الله تعالى وصلّى على الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الراشدين في يومه الثالث .

فعن حكيمة ابنة موسى بن جعفر الكاظم(عليهما السلام) قالت : لمّا حملت اُم أبي جعفر الجواد (عليه السلام) به كتبتُ اليه يعني: الى الإمام الرضا(عليه السلام)  جاريتك سبيكة قد علقت. فكتب اليّ : انّها علقت ساعة كذا ، من يوم كذا ، من شهر كذا ، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام .

قالت : فلمّا ولدته ، وسقط الى الأرض ، قال : اشهد ان لا إله إلاّ الله ، وان محمداً رسول الله .

فلمّا كان اليوم الثالث ، عطس ، فقال : الحمد لله ، وصلّى الله على محمد وعلى الأئمة الراشدين .

لقد أثبت التاريخ من خلال هذه الإمامة المبكرة صحة ما تذهب اليه الشيعة الإمامية في الإمامة بأنّه منصب إلهي يهبه الله لمن يشاء ممّن جمع صفات الكمال في كل عصر ، فقد تحدّى الإمام الجواد(عليه السلام) ـ على صغر سنّه ـ أكابر علماء عصره وعلاهم بحجته بما أظهره الله على يديه من معارف وعلوم أذعن لها علماء وحكّام عصره.

لقد وصف الإمام الرضا (عليه السلام) ابنه الجواد بما يلي :

قال عنه قبل ولادته للحسين بن بشار : (والله لا تمضي الأيّام والليالي حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرّق به بين الحقّ والباطل)

وقال أيضاً : (هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني).

وقال أيضاً لصفوان بن يحيى : (كان أبو جعفر محدَّثاً)

قال محمد بن الحسن بن عمّار : دخل أبو جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) فوثب علي بن جعفر (عم الامام الرضا) بلا حذاء ولا رداء، فقبّل يديه وعظّمه . فقال له أبو جعفر : يا عمّ اجلس رحمك الله ، فقال : يا سيّدي كيف أجلس وأنت قائم ؟ !

فلّما رجع علي بن جعفر الى مجلسه جعل أصحابه يوبّخونه ويقولون : أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل ؟

فقال : اسكتوا إذا كان الله عزّوجلّ ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه ، اُنكِرُ فضله؟! نعوذ بالله ممّا تقولون ! بل أنا له عبد .

قال الشيخ المفيد : وكان المأمون قد شغف بأبي جعفر (عليه السلام) لِما رأى من فضله مع صغر سنّه وبلوغه في العلم والحكمة والأدب وكمال العقل ما لم يساوه فيه أحد من مشايخ أهل الزمان ، فزوّجه ابنته أمّ الفضل وحملها معه الى المدينة ، وكان متوفّراً على إكرامه وتعظيمه وإجلال قدره .

حينما أراد المأمون ان يزوج ابنته  للامام الجواد (عليه السلام) اعترض عليه العباسيون  قال المأمون في وصف الإمام أبي جعفر (عليه السلام) : (وأما أبو جعفر محمد بن علي قد اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنّه والاُعجوبة فيه بذلك . . ثم قال لهم : وَيْحَكم إني أعرف بهذا الفتى منكم ، وإنّ هذا من أهل بيت علمهم من الله ، ومواده وإلهامه، لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال).

وقال الذهبي : ( كان محمّد يلقّب بالجواد وبالقانع والمرتضى ، وكان من سروات آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) . . وكان أحد الموصوفين بالسخاء فلذلك لقّب بالجواد)

وقال عنه ابن الصبّاغ المالكي المتوفّى سنة ( 855 هـ ) : )وهو الإمام التاسع . . عرف بأبي جعفر الثاني ، وإن كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا . . للنص عليه والإشارة له بها من أبيه كما أخبر بذلك جماعة من الثقات العدول(

كان الإمام الجواد (عليه السلام) أعبد أهل زمانه ، وأشدهم حبّاً لله عزّوجلّ وخوفاً منه ، وأخلصهم في طاعته وعبادته ، شأنه شأن الأئمة الطاهرين من آبائه (عليهم السلام) الذين عملوا كلّ ما يقرّبهم إلى الله زلفى .

استشهاده عليه السلام:

بعد ان تربع المعتصم العباسي اخو المامون العباسي_الذي انتهى عهده في سنة ( 218 هـ )_على كرسي الخلافة لم يسمح للإمام الجواد(عليه السلام) بالتحرّك ويراقب ـ بكل دقّة ـ النشاط الاجتماعي والسياسي للإمام(عليه السلام) ثمّ يغتاله على يد ابنة أخيه  المأمون، المعروفة باُم الفضل والتي زوّجها المأمون من الإمام الجواد(عليه السلام) ولم تنجب له من الأولاد شيئاً، وذلك في سنة (220 هـ )، وهكذا قضى المعتصم على رمز الخط الهاشمي وعميده، الإمام محمّد التقي أبي جعفر الجواد(عليه السلام) .

اذن تنقسم الحياة القصيرة لهذا الإمام المظلوم الى قسمين وثلاث مراحل :

القسم الأول : حياته في عهد أبيه وهي المرحلة الاولى من حياته القصيرة والمباركة  وتبلغ سبع سنوات تقريباً .

والقسم الثاني : حياته بعد استشهاد أبيه حتى شهادته . وتبلغ حوالي سبع عشرة سنة .

المرحلة الاُولى: سبع سنوات وهي حياته في عهد أبيه الرضا(عليه السلام) حيث ولد سنة (195 هـ  ) ـ وفي حكم محمد الأمين العبّاسي ـ واستشهد الإمام الرضا(عليه السلام) في صفر من سنة (203 هـ )  .

المرحلة الثانية: خمس عشرة سنة وهي حياته بقية حكم المأمون من سنة (203 هـ ) الى سنة (218هـ ).

المرحلة الثالثة: حياته بعد حكم المأمون وقد بلغت حوالي سنتين من أيّام حكم المعتصم أي من سنة (218 ـ 220 هـ ).

لم تكن المدة التي قضاها الإمام الجواد (عليه السلام) في خلافة المعتصم طويلة فهي لم تتجاوز السنتين ، كان ختامها شهادة الإمام (عليه السلام) على يد النظام المنحرف .

لقد خشي المعتصم من بقاء الإمام الجواد (عليه السلام) بعيداً عنه في المدينة ، لذلك قرر استدعاءه الى بغداد ، حتى يكون على مقربة منه يحصي عليه انفاسه ويراقب حركاته ، ولذلك جلبه من المدينة، فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومائتين ، واستشهد بها(عليه السلام) في آخر ذي القعدة من هذه السنة .

فسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيا

اعلام الهداية / ج 11/ مع التصرف

اعداد/ الشيخ عبد الحسين الاخوند