
emamian
آثار سوء الخلق وعاقبته
آثار سوء الخلق وعاقبته
من آثار سوء الخلق التي يلقاها صاحب الخلق السيء ما يلي:
1- العذاب النفسيّ
عن الإمام عليّ (عليه السلام): «سوء الخلق نكد العيش وعذاب النفس«([1]).
وعنه (عليه السلام): »سوء الخلق يوحش النفس، ويرفع الأنس»([2]).
وسئل (عليه السلام) عن أَدْوَمِ الناس غمًّا، فقال: «أسوأهم خُلقًا»([3]).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): »من ساء خلقه عذّب نفسه»([4]).
2- بُعد الناس
عن الإمام عليّ (عليه السلام): «سوء الخلق يوحش القريب، وينفِّر البعيد»([5]).
3- ضِيق الرزق
عن الإمام عليّ (عليه السلام): «من ساء خلقه ضاق رزقه»([6]).
4- فساد العمل
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ سوء الخلق لَيُفسِد العمل كما يُفسد الخلّ العسل»([7]).
5- إعاقة التوبة
عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): «أبى الله لصاحب الخلق السيّىء بالتوبة، فقيل: يا رسول الله، وكيف ذلك؟ قال (صلى الله عليه وآله): لأنّه إذا تاب من ذنب وقع في أعظم منه»([8])
6- عذاب القبر
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) قال: «أُتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقيل له: إنّ سعد بن معاذ قد مات. فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقام أصحابه معه، فأمر بغسل سعدٍ، وهو قائم على عضادة الباب، فلمّا أن حُنِّط وكُفِّن وحُمل على سريره، تبعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا حذاء ولا رداء، ثمّ كان يأخذ يمنة السرير مرّة، ويسرة السرير مرّة، حتّى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى لحده، وسوَّى اللِّبن عليه، وجعل يقول: ناولوني حجرًا، ناولوني ترابًا وطينًا، يسدّ به ما بين اللِّبن، فلمّا أن فرغ وحثا التراب عليه، وسوىَّ قبره، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّي لأعلم أنّه سيُبلى، ويصل البلى إليه، ولكنَّ الله يحبّ عبدًا إذا عمل عملاً أحكمه. فلمّا أن سوّى التربة عليه، قالت أمّ سعد: يا سعد، هنيئًا لك الجنّة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أمّ سعد، مه، لا تجزمي على ربّك، فإنّ سعدًا قد أصابته ضمّة. فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورجع الناس، فقالوا له: يا رسول الله، لقد رأيناك صنعتَ على سعدٍ ما لم تصنعه على أحد، إنّك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء؟! فقال (صلى الله عليه وآله): إنّ الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء، فتأسّيت بها، قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرّة، ويسرة السرير مرّة؟ قال (صلى الله عليه وآله): كانت يدي في يد جبرئيل (عليه السلام)، آخذ حيث يأخذ. قالوا: أمرت بغسله، وصلَّيت على جنازته، ولحدته في قبره، ثمّ قلت: إنّ سعدًا قد أصابته ضمّة؟ فقال (صلى الله عليه وآله): نعم، إنّه كان في خُلُقه مع أهله سوء«([9]).
7- براءة النبيّ (صلى الله عليه وآله)
عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): ثلاث من لم تكن فيه فليس منّي، ولا من الله عزّ وجلّ، قيل: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: حلم يردّ به جهل الجاهل، وحسن خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ»([10]).
كيف نتواصل مع الناس؟، الشيخ أكرم بركات
([1]) الواسطيّ، عليّ، عيون الحكم والمواعظ، ص285.
([2]) المصدر السابق، ص286.
([3]) البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج13، ص512.
([4]) الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص321.
([5]) الواسطيّ، عليّ، عيون الحكم والمواعظ، ص283.
([6]) المصدر السابق، ص431.
([7]) الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص321.
([8]) المصدر السابق نفسه.
([9]) الصدوق، محمّد، الأمالي، ص468.
([10]) الصدوق، محمّد، الخصال، ص146.
عقيدتنا في الصفات الإلهية
آيات قرآنية:
1ـ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى/ 11).
إنّ الله تعالى لا شبيه ولا نظير له، فلا الأشياء تشبهه ولا هو يشبه الأشياء، وهو محيط بعباده، ولا يعزب عنه، ولا يخفى عليه علم شيء.
2ـ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (سورة الأخلاص).
فهو تعالى متفرد أحدٌ لا يوجد له مثيل أو نظير في أي شيء.
3ـ (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد/ 3).
لا ابتداء قبله، فهو الأوّل، ومنه مبدأ كلّ شيء، ولا انتهاء بعده، فهو الآخر، وإليه منتهى كلّ شيء. الظاهر بآثاره وعجائب تدبيره، والباطن الخفيُّ عن الأبصار والأوهام بكنه ذاته وصفاته. وهو المحيط بكلّ الوجود، فلا يخفى، ولا يغيب عنه شيء.
4ـ (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام) (الرحمن/ 78).
«تبارك» لها عدّة معان، منها: الدوام والزيادة للخيرات، والنِّعم الإلهية، ومنها: التقديس والتنزيه لله عزّوجلّ. وفي قوله تعالى: (ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام). إشارة إلى جميع الصفات المنزَّه عنها، وجميع صفات كماله.
5ـ (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
متمكن من كلّ شيء، فاعل لما يشاء، يدبّر شؤون الخلق بحكمته دون أن يشاركه أحد، ولا ينسب إليه العجز مطلقاً.
6ـ (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر/ 22-24).
لا معبود سواه تعالى، صفاته تعالى تدلّ على كماله، وتنزهه عن كلّ شريك، ولا يشبهها ولا يحيط بها شيء، ولا يتعلّق بها نقص.
أمير عبد اللهيان: إيران لم تغادر طاولة المفاوضات أبداً
وقيم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على صفحته الشخصية على انستغرام إيجابياً نتائج المحاديات مع جوزيف بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي.
وقال، سنواصل المفاوضات الآن دون التراجع عن حقوق الشعب الإيراني العزيز، ونأمل أن يتخذ الجانب الأمريكي هذه المرة إجراءات مسؤولة وملتزمة بشكل واقعي ومنصف في مسار المفاوضات والوصول إلى نقطة انجاز الاتفاق.
دول "بريكس" : ندعم المفاوضات الروسية الأوكرانية وحل الملف النووي سلمياً
ناقش قادة دول "بريكس" في قمتهم المنعقدة، اليوم الخميس، عدداً من الملفات الإقليمية أبرزها المفاوضات النووية بين الدول الغربية وإيران، والعملية الروسية في أوكرانيا، والوضع في أفغانستان، إضافة إلى الوضع الاقتصادي في العالم.
وحول الملف النووي الإيراني، طالب قادة دول "بريكس" اليوم الخميس، بحل القضية النووية الإيرانية بالوسائل السلمية والدبلوماسية.
وأكدت دول "بريكس" في البيان الختامي لقمتها، "ضرورة حل القضية النووية الإيرانية بالوسائل السلمية والدبلوماسية وفقاً للقانون الدولي، وعلى أهمية الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن رقم 2231 من أجل عدم انتشار الأسلحة النووية".
وبشأن العملية الروسية في أوكرانيا، ناقش قادة دول "بريكس" المسألة، مع التأكيد على دعم المفاوضات بين كييف وموسكو.
أما بشأن أفغانستان، فقد أيد القادة سلمية واستقرار البلد، مع احترام سيادتها وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وفي بيان القمة الختامي شددت دول "بريكس"، على أن "أراضي أفغانستان يجب ألا تستخدم لتهديد أو مهاجمة أي دولة، أو لإيواء أو تدريب الإرهابيين، أو لتخطيط أو تمويل أعمال إرهابية، ونعيد التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب في أفغانستان".
وفي السياق نفسه، أعلن القادة رفضهم للمعايير المزدوجة في مكافحة الإرهاب. ودعت هذه الدول، إلى "الإسراع بإتمام واعتماد اتفاقية شاملة في إطار الأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب الدولي، وكذلك إطلاق مفاوضات حول اتفاقية لمكافحة الإرهاب الكيميائي والبيولوجي في إطار مؤتمر نزع السلاح".
اقتصادياً، دعت دول "بريكس" الدول المتقدمة الكبرى إلى تبني سياسة اقتصادية مسؤولة، والتغلب على العوامل السياسية الثانوية السلبية.
وجاء في إعلان بكين للقمة الرابعة عشرة لدول "بريكس"، التأكيد على أن "الحوكمة الاقتصادية العالمية ضرورية للبلدان لتحقيق التنمية المستدامة، ونذكر بشأن دعم توسيع وتعزيز مشاركة البلدان النامية والدول ذات الأسواق الناشئة في عمليات صنع القرار الاقتصادي الدولي و وضع المعايير".
وشددت على أن "مجموعة العشرين" يجب أن تحافظ على سلامتها والاستجابة للتحديات العالمية الحالية.
كما دعت الأطراف المجتمع الدولي إلى "تعزيز الشراكات مع التأكيد على الحاجة إلى تعزيز تنسيق سياسة الاقتصاد الكلي لإخراج الاقتصاد العالمي من الأزمة وبناء انتعاش اقتصادي قوي ومستدام ومتوازن وشامل بعد انتشار الوباء ".
وفي الإطار نفسه، أعلنت دول "بريكس"، أنها ستساهم في مشاركة أكثر جدوى للبلدان النامية والأقل نمواً، وخاصة أفريقيا، في العمليات العالمية.
واستضافت بكين قمة "البريكس" الرابعة عشرة، التي عقدت إفتراضياً تحت عنوان "تعزيز شراكة بريكس عالية الجودة ـ بداية عصر جديد للتنمية العالمية".
المصدر: الميادين
تأثير مواقع التواصل على البنية الثقافيّة للفرد
هناك ثلاثة مستويات بين الاستقلال والانغماس الثقافيّ للأفراد على الشبكة:
الأوَّل: هو الأقل حجمًا والأكثر فكرًا وثقافةً وسيبقى محافظًا على وضعه أو قد يزداد تألّقًا إذا ما انخرط في منصَّات ووسائل التواصل الاجتماعيّ، وهذه المجموعة هي الأكثر إنتاجيَّة في الواقع والأكثر تأثيرًا على الشبكة ويسمّون بالمؤثّرين حسب مايكل زوكربرغ في رسالته الشهيرة للعالم وقدَّرهم بـ «100 مليون شخص مؤثّر في مجموعات مؤثّرة أي 100 مليون ناشط ومُحرك يوجِّه سائر المجموعات على الشبكة»[1]، فيما البقيَّة هم من المتلقين والمتفاعلين غير المنتجين للمحتوى الرقميّ بطبيعة الحال.
الثاني: هو أقل من المستوى الأوَّل ثقافيًّا ولكنَّه الأكثر حجمًا وسيبقى متأرجحًا بين المستوى الأوَّل والتزوّد منه والانخراط مع المستوى الثالث والاندماج معه، لكن بشكل عام هذا المستوى متّجه نحو الأعلى على الرغم من حثيث سيره.
الثالث: هو الأعمّ الشائع المنغمس مع شبكات التواصل الاجتماعيّ ويسير مع كل ما يُطرح لكن من دون تأمّل وتفحّص ويمكن القول عنه أنَّه «يسير مع الهواء» وهو بشكل عامّ لا يبشر بخير ومتّجه نحو الأسفل مع شديد الأسف[2].
وقد رصد بعض الخبراء والباحثين آثارًا سلبيَّة لشبكات التواصل الاجتماعيّ والإنترنت على البنية الثقافيّة للفرد، نورد بعضًا منها:
1. تسطيح الثقافة: إذ يمتلك كلّ فرد معلومات طفيفة عن الموضوعات والظواهر المهمَّة وذلك بسبب كثرة عرض المعلومات التي تقلِّل من التركيز على مادَّة معيَّنة.
2. ذوبان الثقافات المحلّيَّة وسط بحر الثقافات العالميَّة: وبالتالي غلبة الثقافة الغربيَّة المستوردة ذات المحتوى الهائل في ظل قلَّة وندرة المحتوى العربيّ والإسلاميّ الرصين على الإنترنت ووسائل التواصل؛ وهو ما أثبته عدد من الدراسات لمؤسَّسة الفكر العربي التي نُشرت في التقارير الثقافيّة السنوية[3] وتحوِّل الثقافات المحليَّة إلى مجرد شعارات وقشور.
3. الاغتراب: هي الحالة التي يشعر بها الفرد أنَّه غريب وسط العالم. ثقافته المحليَّة قديمة وعاجزة عن مسايرة التطور.. والثقافة المستوردة مستعجلة وليس من السهولة تطبيقها في مجتمعه.
4. عجز وسائل التنشئة والتعليم القديمة: أي نكوصها أمام قوَّة تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ التي باتت تشكل 85% من ثقافة الطلبة.
5. تراجع مكانة العائلة: أضعفت شبكات التواصل الاجتماعيّ مكانة ومقدرة الأب والأم على التربية السلوكيَّة، بسبب فقدان السيادة على العائلة (الأولاد) التي أصبحت تُربَّى من قبل شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ؛ مع وجود استثناءات من دون شك.
6. كثرة الأفكار المطروحة: تجعل شبكات التواصل الاجتماعيّ قيمة الأفكار الجديدة معدومة أو ضئيلة، بمعنى أنَّ الفرد لا يجد حاجة للتفكير ما دام كلّ شيء قد تمَّ طرحه ونشره بغزارة لا توصف.
7. موت الايديولوجيا: لأنَّ الأفكار قد تلاقحت واختلطت وباتت العقول الإنسانيَّة رقميَّة لغةً وتفكيرًا وهي متقاربة إلى حدٍّ كبير، وبالمقابل تولَّدت ايديولوجيَّات أو قناعات هجينة جرَّاء تيَّار شبكات الإنترنت ومواقع التواصل مكانها، كما سنبيِّن في فقرة مستقلَّة.
8. مخاطر الانتشاريَّة: هو ما يصطلح عليه في الغرب (Proliferation) أو الانتشاريَّة التي تحقق للمنتّج الثقافيّ الوصول إلى ملايين المشتركين حتى من غير المتابعين وهو ما يثير الفضول (Curiosity) لدى الكثير منهم. وهنا لا بدَّ من التمييز بين عالمين يختلفان في التلقي أوَّلهما راسخٌ وله تقاليد قديمة في المتابعة (الغرب) والثاني لديه فوضى في التلقّي لم ترسّخها التقاليد المجتمعيَّة (الشرق)، والدليل أنَّ السويد مثلًا وبقيَّة الدول الاسكندنافية توزِّع أجهزة iPad على جميع المراحل الدراسيَّة وتدخلهم دورات في صناعة البرامجيَّات وتقيم لهم المعارض النصف سنويَّة لإبراز انتاجاتهم، في حين أن قياس الحصيلة في العالم العربي يعطي نتائج سلبيَّة على مستوى إنتاج المحتوى.
9. إضعاف الذاكرة المؤقَّتة: يؤدِّي التعرّض الدائم لمواقع التواصل الاجتماعيّ إلى ضعف في الذاكرة المؤقَّتة للإنسان «short-term memory»، فالتعرّض للكلام المستمر على الفيسبوك والتغريدات السريعة على تويتر يضعف من قدرة الدماغ على تخزين المعلومات، ولا يسمح لها بالراحة من أجل المواصلة على تخزين كمّ كبير من المعلومات، فبالإضافة إلى التأثير المباشر على الذاكرة المؤقتة، تمنع مواقع التواصل الاجتماعيّ كذلك العقل من الدخول في حالة «الراحة» أو «Down Time»، وهو الوقت الذي يستغلُّه الدماغ لنقل وتخزين المعلومات التي تعرض لها الفرد طوال اليوم، لذا يقول الأطبَّاء إنَّ التحديق من نافذة الحافلات في الشارع أكثر صحيَّة للدماغ من التحديق المستمر في شاشة المحمول.
10. جعل الفرد أكثر عرضة للضغط العصبيّ: تُعرِّض مواقع التواصل الاجتماعيّ الفرد لآراء آلاف وعشرات آلاف بل ربما لملايين البشر في اللحظة نفسها، فإذا قرَّرت شراء أي منتج معيَّن من الإنترنت، ربما لن يعجبك المنتج في البداية، إلَّا أنك وبعد أن تقرأ تعليقات مختلف المستخدمين على المنتج، يمكنك أن تغيّر رأيك بمنتهى السهولة، حيث جاءت إحدى الدراسات الاجتماعيّة بنتيجة مفاجئة، أنَّه يمكن لبضعة نقرات على زر الإعجاب في الفيسبوك أن يغير رأي الكثير من الأفراد، ولا يحتاج الأمر لآلاف من الأعداد، هذا أيضًا ما يفسِّر طريقة تعامل الجيل الحديث مع ما ينشرونه على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعيّ، فإن لم تأت صورة لهم بعدد معين من نقرات الإعجاب، فإنَّهم سيقومون بحذفها من الصفحة، والعكس صحيح.
11. إفساد التفكير النقديّ: تدفع مواقع التواصل الاجتماعيّ إلى إعادة التغريد، وإعادة النشر، والإعجاب بما يفعله مشاهير مواقع التواصل الاجتماعيّ، كما تدفعك بدون وعي إلى أن تتبنَّى رأيهم، فتقلِّل من التفكير الذاتيّ والتفكير النقديّ، وتجعلك وسيلة لإعادة النشر فحسب، كما لا تسمح لك بالتعبير المفتوح عن آرائك مع تحديد عدد الكلمات المسموح لك بنشرها، وهنا تختصر كلامك وتبسّطه ليصل إلى أبسط المستويات، ولا يكون في الواقع ما تريد حقًا أن تعبِّر عنه.
12. أوهام نمط الحياة المثاليَّة: لم تعد وسائل التواصل الاجتماعيّ مجرَّد وسيلة لمشاركة الأفكار والأفعال بين الأقران، لكنَّها أصبحت وسيلة لتأسيس سمات ومشاركات لأنماط الحياة، ومع ذلك، فهذا النمط من الحياة قد يكون مختلقًا وملفَّقًا في أوقات كثيرة، وهؤلاء الأشخاص الذين يتابعون مشاهير وسائل التواصل الاجتماعيّ يعتقدون بصدق أن هؤلاء الناس يعيشون حياة مثيرة لا تشوبها شائبة. وبدرجةٍ ما، فهؤلاء الذين شحذوا مشاعر نمط حياتهم المهنيَّة يبدو كأنَّهم اكتشفوا الأمر برمَّته وحقَّقوا الحريَّة المطلقة، لذا أصبحت حياتهم هي مهنتهم وكلّ ما يقومون به في حياتهم غرضه العرض، لكن لا شيء منه أصيل حقًا[4]. وبلا شك أنَّ وسائل التواصل الاجتماعيّ لها العديد من المميِّزات، إعلانات مجانيَّة وفرص لا نهائيَّة من التواصل خاصَّة مع الأصدقاء القدامى، لكن هناك جانب شرير تزداد خطورته عند البقاء «متّصلًا» طول الوقت، فوسائل التواصل الاجتماعيّ غيَّرت بشكل سلبي من نظرتنا لأنفسنا وللآخرين، والأمر يزداد سوءًا.
الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ، مركز الحرب الناعمة
[1] الترجمة الكاملة لمانيفيستو زوكربرغ..رؤية مؤسس فيسبوك، نشرت بتاريخ 21/2/2017، موقع ساسة بوست.
[2] مستقبل الثقافة والفكر في ظل هيمنة شبكات التواصل الاجتماعي، موقع النبأ، نشر الأحد 26 اذار 2018، رابط المقال : https://annabaa.org/arabic/informatics/14678
[3] التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية الصادر عام 2011 / الشباب العربي على الانتنرت مؤشرات ودلالات، ومشروع المحتوى الرقمي العربي
[4] كيف تؤثر السوشيال ميديا على تقديرنا لذواتنا؟، جينيفر بيتش، ترجمة حفصة جودة، نشر بتاريخ 22/5/2017 موقع نون بوست
التربية بالحب وأساليب التعامل مع أولادنا
إنّ الشعور بالحب ليس عنصراً كافياً في عملية التربية بالحبّ، بل الأهمّ هو إبراز هذا الشعور الداخليّ ونقله إلى الآخرين، يتمّ هذا الأمر من خلال أساليب عدّة، نستوحي معظمها من النصوص الدينية.
- أسلوب نظرة الحبّ: إنّ نظر المربّي إلى المتربّي بحب يدخل الفرح والسرور على قلبه، ويجعله يشعر أنّه موضع عناية واهتمام وحبّ. وقد جعل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نظرة الحبّ من الوالد إلى الطفل عبادة. عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "نظر الوالد إلى ولده حبّاً له عبادة"[1].
- أسلوب كلام الحبّ: يجب على المربّي أن يعبّر عن حبّه للطفل من خلال إسماعه العبارات التي تُظِهر الحبّ، لما لذلك من أثر طيّب على الطفل. ومن جملة كلام الحبّ أن يطلب المربّي من الطفل بلطف مثل: لو سمحت، من فضلك، ممكن....فإن لذلك دوراً كبيراً في تربية الطفل، فضلاً عن الارتباط العاطفيّ بالمربّي.
- أسلوب قبلة الحبّ والرحمة: إنّ القبلة على خدّ الطفل أو جبينه أو يده من أسمى أنواع التعبير عن الحبّ والرحمة، وقد ركّز المنهاج التربويّ النبويّ على هذا الأسلوب قولاً وعملاً، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديم تقبيل طفليه الحسن والحسين عليهما السلام.
- أسلوب ضمّ الطفل: إنّ ضمّ الطفل وشمّه من أساليب أصل الحبّ والرحمة. وإنّ حاجة الطفل إليهما على حدّ حاجته إلى الهواء والطعام والشراب. وقد كان من أخلاق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يجلس الحسن والحسين على فخذيه ويضمهما إليه، تعبيراً عن حبّه وارتباطه العاطفيّ بهما.
- أسلوب البسمة: ويعدّ من الأساليب المعبّرة عن الحبّ. وقد ركّز المنهاج النبويّ على عموم تبسّم المؤمن في وجه إخوانه، عن الإمام الصادق عليه السلام: "تبسّم المؤمن في وجه أخيه حسنة"[2]، فكيف الحال بالتبسّم في وجه الأطفال؟!
- أسلوب المسح على رأس الطفل: فقد كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا أصبح مسح على رؤوس ولده وولد ولده[3].
- أسلوب الرفق بالطفل: وهو من الأساليب المهمّة في تربية الطفل. والرفق بمعنى لين الجانب. واستعمال أسلوب الرفق في التربية يؤدّي إلى تحقيق الأهداف المرجوّة، ويوصل إلى الأغراض المنشودة، وهذا ما أكدت عليه الروايات.عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "إنّ الله يحب الرفق، ويعين عليه"[4].
- أسلوب العفو عن الطفل: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رحم الله من أعان ولده على برّه، وهو أن يعفو عن سيئته، ويدعو له فيما بينه وبين الله"[5].
- أسلوب الستر على أخطاء الطفل: ومن ضمن أساليب التربية بالحبّ، أسلوب الستر على أخطاء الطفل وزلاته وهفواته، خصوصاً أنّ الستر من الأخلاق الإلهية، عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله ستير يحبّ الستر"[6].
فإذا ارتكب الطفل خطأً معيناً ينبغي عدم التشهير به، لأنّ ذلك يؤدّي إلى جرح مشاعره وأذيته، ونفوره من المربّي، فلا يصرّح له بأخطائه ويخفي عنه كلّ شيء، فيُحرم المربّي من فرصة تعديل سلوك الطفل.
- أسلوب التغافل: يعتبر أسلوب التغافل عن بعض أخطاء الطفل وعدم المحاسبة على كلّ صغيرة ودقيقة من أهمّ أساليب التربية بالحبّ، وعن الإمام زين العابدين عليه السلام، قال: "اعلم يا بنيّ، أنّ صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين: إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل، لأنّ الإنسان لا يتغافل إلّا عن شيء قد عرفه ففطن له"[7].
- أسلوب إكرام الطفل: من أساليب التربية بالحبّ أيضاً، إكرام الطفل وإشعاره أنّه موضع تقدير واحترام، وأنّ له شأنية وموقعية في قلب المربّي. عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يغفر لكم"[8].
- أسلوب الهدية: إنّ الهدية أسلوب من أساليب التربية بالحبّ أيضاً، خصوصاً في بعض المناسبات التي تقتضي ذلك، كنجاحه وإنجازه أمراً ما، فعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تهادوا تحابّوا، تهادوا فإنّها تذهب بالضغائن"[9].
- أسلوب إرضاء الطفل: من المرغوب فيه أن يعمد الأب أو الأم إلى المبادرة لإرضاء الطفل وتفريحه وإدخال السرور على قلبه، خصوصاً قبل النوم، فمن الخطير جعل الطفل ينام وهو يعيش طاقة سلبية من الحزن والكآبة.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "... إنّه من يُرضي صبياً له صغيراً من نسله حتّى يرضى ترضّاه الله يوم القيامة حتى يرضى"[10].
- أسلوب الوفاء بالوعد: عادة ما يعد الإنسان أطفاله بأمر ما كأن يشتري لهم شيئاً ثمّ يتراجع عن وعده، فعلى المربّي أن يلتفت إلى خطورة التراجع عن الوعد وعدم الوفاء به، من ناحية كسر صورة الصدق والثقة به في ذهن الطفل، ومن جهة التأثيرات العقائدية على معنى الرازقية لهذا السلوك الخاطئ من المربّي، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أحبّوا الصبيان، وارحموهم، وإذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم، فإنّهم لا يدرون إلّا أنّكم ترزقونهم"[11].
- أسلوب اللعب والتصابي مع الطفل: ينبغي للمربّي أن يشارك أطفاله اللعب ويتفاعل معهم إيجاباً في نشاطاتهم المتعلّقة بمختلف الألعاب، وهناك أحاديث عدّة تحثّ الوالد على اللعب مع الطفل، والتصابي معه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان عنده صبي فليتصاب له"[12].
- أسلوب الدعاء للطفل لا عليه: من أساليب التربية بالحبّ أسلوب الدعاء للطفل، واستحضاره دائماً في أدعية الوالدين، وعدم الدعاء عليه عند الغضب منه لأيّ سلوك صدر عنه، بل ينبغي الدعاء له بالهداية والصلاح. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رحم الله من أعان ولده على برّه، وهو أن يعفو عن سيئته، ويدعو له فيما بينه وبين الله"[13].
- أسلوب العدل والمساواة بين الأطفال: ينبغي للمربّي أن لا يميّز بين الأطفال ويعدل بينهم حتّى في القبل أو العطية كما ورد في الروايات، فقد رُوي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلاً من الأنصار له ولدان، قبّل أحدهما وترك الآخر، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "هلّا واسيت بينهما"[14].
- أسلوب حسن استقبال الطفل عند قدوم الوالدين أو قدومه إلى المنزل: وكذلك توديع الطفل قبل الخروج من المنزل... وبهذا الأسلوب كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يتعامل مع الأطفال من أهل بيته.
عن عبد الله بن جعفر، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قدم من سفر تلقّى بصبيان أهل بيته، قال: وإنّه قدم من سفر فسبق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة فأردفه خلفه، قال: فأدخلنا المدينة ثلاثة على دابة"[15].
- أسلوب برّ الولد وإعانته على البر: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "رحم الله والداً أعان ولده على البرّ"[16].
- أسلوب تكليف الطفل على قدر الوسع: وهو من الأساليب المهمّة في التربية بالحبّ، فلا ينبغي تحميل الطفل مسؤوليات فوق قدرته على التحمّل. عن يونس بن رباط، عن الإمام الصادق، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رحم الله من أعان ولده على برّه.
قال: قلت: كيف يعينه على بره؟ قال: يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه، ولا يخرق به"[17].
- أسلوب التآلف مع الطفل: وعنه، قال: "رحم الله عبداً أعان ولده على بره بالإحسان إليه، والتآلف له، وتعليمه وتأديبه"[18].
- أسلوب الشفقة: عن الإمام عليّ عليه السلام قال: "يجب عليك أن تشفق على ولدك أكثر من إشفاقه عليك"[19].
التربية الإسلامية للطفل، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج15، ص170، ح17894.
[2] الشيخ الطبرسي، مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، ص316.
[3] الحلي، أحمد بن فهد، عدة الداعي ونجاح الساعي، العراق، مؤسسة الرسول الأعظم، 2010م، ط1، ص87.
[4] الشيخ الكليني، الكافي، ن.م، ح12.
[5] الحلي، أحمد بن فهد، عدة الداعي ونجاح الساعي، ص86.
[6] الشيخ الكليني، الكافي، ج5، ص555.
[7] الخزاز القمي، علي بن محمد، كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر، تحقيق عبد اللطيف الحسيني، قم، انتشارات بيدار، مطبعة الخيام، 1401ه، لا.ط، ص240.
[8] الشيخ الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص222.
[9] م.ن.
[10] ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، دراسة وتحقيق علي شيري، بيروت، دار الفكر، 1415ه، لا.ط، ج52، ص363.
[11] الشيخ الكليني، الكافي، ج6، ص 49.
[12] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج3، ص483، ح4707.
[13] الحلي، أحمد بن فهد، عدة الداعي ونجاح الساعي، ص86.
[14] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج101، ص99.
[15] النيسابوري، صحيح مسلم، ج7، ص132.
[16] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج15، ص168، ح17885.
[17] الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، تحقيق حسن الموسوي الخرسان، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1365هـ.ش، ط4، ج8، ص113، ح390. شرح مفردات الحديث: "لا يرهقه": أي لا يسفه عليه ولا يظلمه، أو يحمل عليه ما لا يطيقه. و"الخُرق" بالضم: الحمق والجهل، أي لا ينسب إليه الحمق.
[18] السيد البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج21، ص411.
[19] شرح نهج البلاغة، ج20، الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام، ح152.
ما هي علامات صدق الإيمان؟
هناك أربع علائم لمعرفة صدق الإيمان:
الأولى: علائم عباديّة:
أ- العبادة هي التجسيد الحقيقيّ للإيمان وتحتلّ مركز الصدارة في الكشف عن حقيقة إيمان الإنسان. يقول أمير المؤمنين: "لا عبادة كأداء الفرائض"[1].
ب- هناك علاقة طرديّة بين الإيمان والعبادة، كلّما أزداد إيمان العبد أقبل على العبادة أكثر فأكثر، وظهرت عليه علائم التفاعل معها والانفعال بها. كما هي حال أهل البيت عليهم السلام، الذين ضربوا بعبادتهم أروع الأمثلة. عن أبي عبدالله قال: "كان أبي يقول: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ كَأَنَّه سَاقُ شَجَرَةٍ لَا يَتَحَرَّكُ مِنْه شَيْءٌ إِلَّا مَا حَرَّكَته الرِّيحُ مِنْه"[2].
ج- والعبادة لا ينحصر مصداقها في الصلاة والصيام، وما إلى ذلك من الفرائض العباديّة، فعن أمير المؤمنين أنّ: "التفكّر في آلاء الله نعم العبادة"[3]، وعنه أيضاً: "التفكّر في ملكوت السماوات والأرض عبادة المخلصين"[4].
الثانية: علائم نفسيّة: ومنها
أ- الصلابة والثبات: روي عن الإمام الصادق في وصف المؤمن أنّه قال: "... وَقُورٌ عِنْدَ الْهَزَاهِزِ صَبُورٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ شَكُورٌ عِنْدَ الرَّخَاءِ قَانِعٌ بِمَا رَزَقَه اللَّه،.. "[5].
ب- التزام الحقّ عند الرّضا والغضب: عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّه فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّه: ثَلَاثُ خِصَالٍ، مَنْ كُنَّ فِيه اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الإيمان، إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْه رِضَاه فِي بَاطِلٍ، وإِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْه الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ، وإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَه"[6].
ج- البشر وانشراح الصدر: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "بِشْرُه فِي وَجْهِه وحُزْنُه فِي قَلْبِه أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً وأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً،.."[7].
د- قوّة الإرادة: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنَّ المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سكت تذكّر، وإذا تكلّم ذكر، وإذا استغنى شكر، وإذا أصابته شدّة صبر، فهو قريب الرضى بعيد السخط، يرضيه عن الله اليسير، ولا يسخطه الكثير، ولا يبلغ بنّيته إرادته في الخير، ينوي كثيراً في الخير، ويعمل بطائفةٍ منه، ويتلهّف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به"[8].
هـ- الاستغلال الأمثل للزمن: عن أمير المؤمنين: "لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّه وسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَه وسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِه وبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ ويَجْمُلُ ولَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِي ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ"[9].
الثالثة: علائم أخلاقيّة:
لا يخفى أنّ هناك علاقة وطيدة بين الإيمان والأخلاق، كلّما سما المؤمن في إيمانه حسنت أخلاقه، يقول عليه السلام: "لَا تَنْظُرُوا إِلَى طُولِ رُكُوعِ الرَّجُلِ وسُجُودِه، فَإِنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ اعْتَادَه، فَلَوْ تَرَكَه اسْتَوْحَش لِذَلِكَ، ولَكِنِ انْظُرُوا إِلَى صِدْقِ حَدِيثِه وأَدَاءِ أَمَانَتِه"[10].
الرابعة: علائم اجتماعيّة:
من الأمور الهامّة التي تكشف عن مدى إيمان الفرد، شعوره نحو أبناء جنسه، وعلاقته معهم. ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "الْمُؤْمِنُ حَسَنُ الْمَعُونَةِ، خَفِيفُ الْمَؤونَةِ، جَيِّدُ التَّدْبِيرِ لِمَعِيشَتِه، لَا يُلْسَعُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ"[11].
وقد اعتبر الرسول الأكرم أنّ: "مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش"[12].
قد أفلح المؤمنون، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الواسطي، عليّ بن محمد الليثيّ، عيون الحكم والمواعظ، تحقيق الشيخ حسين الحسينيّ البيرجنديّ، دار الحديث، إيران - قم، ط1، ص 533، الفصل الثاني: ما ورد بلفظ النفي.
[2] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج3، ص 300، باب الخشوع في الصلاة، ح4.
[3] الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص 29.
[4] المصدر نفسه، ص 53.
[5] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص 231، باب المؤمن وعلاماته، ح2.
[6] المصدر نفسه، ص 239، ح 29.
[7] الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ص 226، ح 1.
[8] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج75، ص 50، ح 79.
[9] نهج البلاغة، مصدر سابق، غريب كلامه، ص 545، ح 390.
[10] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص 105، باب الصدق وأداء الأمانة، ح12.
[11] المصدر نفسه، ص 241، باب المؤمن وعلاماته، ح 38.
[12] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج 74، ص 145، ح48.
هوى النفس وآثاره السيئة على الإنسان
الهوى هو حبّ الشيء والميل إليه والتعلّق به واشتهاؤه، من دون فرقٍ بين أن يكون متعلّقه أمراً حسناً أو قبيحاً. وهوى النفس هو عبارة عن حبّ النفس وميل الإنسان إلى اتّباع الأوامر الصادرة عنها، سواء كانت خيراً أم شراً. واتّباع أوامر النفس يعدّ شركاً بالله، لأنّ المطاع فيه هو النفس وليس الله. فالأمر الصادر عن النفس، إن كان خيراً ولم يكن في طاعة الله ولأهدافٍ إلهية فهو مخالفٌ لإرادة الله، وبالتالي باطل، وإن كان شراً فهو صادرٌ عن النفس الأمّارة بالسوء التي تأمر الإنسان بالسوء دائماً وتدفعه إلى معصية الربّ ومخالفة أمره. وقد تحدّث الله تعالى عن هذه الحقيقة وأشار إلى أنّ المتّبع لهواه في الحقيقة عابدٌ لغير الله: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾[1]، فأشار بشكلٍ واضحٍ إلى أنّ الإنسان يمكن أن يتسافل إلى الحدّ الذي تصبح فيه نفسه هي المعبودة والمطاعة وليس الحقّ عزّ وجلّ.
والمؤمن الصادق يكفيه أن يعرف الأضرار والمساوئ الناجمة عن اتّباع الهوى وحبّ النفس، وما وعد الله به الذين يخافونه في الغيب من الجنان، حتى يقلع عنه: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾[2].
آثار اتّباع هوى النفس
أ- عدم الإيمان بالآخرة: اتّباع الهوى يمكن أن يحول بين الإنسان والإيمان الصحيح بالآخرة: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى﴾[3].
ب- أسوأ الضلال: اتّباع الهوى أسوأ الضلال، فهو يخرج الإنسان عن طريق الله: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[4].
ج- انتفاء العدالة: اتّباع الهوى مانعٌ من العدل والإنصاف: ﴿فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُو﴾[5].
د- فساد الكون: إنّ نظام السماء والأرض خاضعٌ لإرادةٍ حكيمة وعادلة، فلو دار حول محور أهواء الناس وشهواتهم لعمّ الفساد كلّ ساحة الوجود: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ﴾[6].
هـ مصدر الغفلة: اتّباع الهوى يحجب عن سبيل الحق ويورث الغفلة: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطً﴾[7].
و- فساد العقل: اتّباع الهوى يفسد العقل ويضعفه ويمنعه من التمييز بين الحق والباطل: عن الإمام علي عليه السلام، قال: "طاعة الهوى تفسد العقل"[8]، وفي حديثٍ آخر عنه، قال: "الهوى عدوّ العقل"[9].
ز- التلوّث بالكبائر: إنّ الإفراط في طلب اللذّة وعبادة الهوى يسوق الإنسان نحو منزلقات الإثم وارتكاب الذنوب، كما حدث مع بني إسرائيل: ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾[10].
ح- أسّ المحن: اتّباع الهوى سببٌ أساسي للمحن والبلاءات التي تصيب الإنسان في هذه الحياة كما أخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام: "الهوى أسّ المحن"[11].
أنوار الحياة، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] سورة الجاثية، الآية 23.
[2] سورة النازعات، الآيتان 40 – 41.
[3] سورة طه، الآيتان 15 – 16.
[4] سورة القصص، الآية 50.
[5] سورة النساء، الآية 135.
[6] سورة المؤمنون، الآية 71.
[7] سورة الكهف، الآية 28.
[8] التميمي الآمدي، عبد الواحد بن محمد، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، تحقيق وتصحيح مصطفى درايتي، إيران، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، 1407 هـ، ط 1، ص 64.
[9] م. ن.
[10] سورة المائدة، الآية 70.
[11] ميرزا حسين النوري الطبرسي، مستدرك الوسائل، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - بيروت - لبنان، 1408 - 1987م، ط1، ج12، ص113.
15-06-2022
ما هي أفضل مراتب الصبر؟
ما هو معنى الصبر؟
الصبر هو الامتناع عن الشكوى على الجزع الكامن، والمراد من الامتناع عن الشكوى، هو الشكوى إلى المخلوق، أمّا الشكوى عند الحقّ المتعالي وإظهار الجزع والفزع أمام قدسيّته، فلا يتنافى مع الصبر، فهذا النبيّ أيوب يشكو إلى الله سبحانه قائلاً: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾[1]، على الرغم من أن الله تعالى أثنى عليه بقوله: ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾[2]، وقال النبيّ يعقوب عليه السلام ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ﴾[3]، مع أنّه كان من الصابرين.
درجات الصبر
إنّ المفهوم من الأحاديث الشريفة أنّ للصبر درجات، ويختلف الأجر والثواب بحسب الدرجة، كما في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية. فمن صبر على المصيبة حتّى يردها بحُسْن عزائها، كتب الله له ثلاثمئة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستّمئة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمئة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش"[4].
ويُفهم من هذا الحديث أنّ الصبر على المعصية أفضل من مراتب الصبر كلّها.
وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيأتي على الناس زمان لا يُنال فيه المُلك إلّا بالقتل والتجبّر، ولا الغنى إلّا بالغضب والبخل، ولا المحبّة إلّا باستخراج الدين واتّباع الهوى،، فمن أدرك ذلك الزمان، فصبر على الفقر، وهو يقدر على الغنى، وصبر على البِغضة، وهو يقدر على المحبّة، وصبر على الذلّ، وهو يقدر على العزّ، أتاه الله ثواب خمسين صدِّيقاً ممَّن صدَّق بي"[5].
ما هي نتائج الصبر؟
إنّ للصبر نتائج كثيرة، فهو مفتاح أبواب السعادات، وباعثٌ للنجاة من المهالك، يهوّن المصائب ويخفّف الصعاب، ويقوّي العزم والإرادة، ويبعثُ على استقلاليّة مملكة الرّوح.
كما أنّه يروّض النفس ويربّيها، فإذا صبر الإنسان حيناً من الوقت على مصائب الدهر، وعلى مشاقّ العبادات والمناسك، وعلى مرارة ترك الملذّات النفسيّة امتثالاً لأوامر وليّ النعم، وتحمّل الصعاب، تروّضت النفس شيئاً فشيئاً، واعتادت وتخلّت عن طغيانها، وحصلت للنفس صفات راسخة نورانيّة، بها يتجاوز الإنسان مقام الصبر ليبلغ المقامات الأخرى الشامخة.
ولكلّ درجة من درجات الصبر فائدة خاصّة: فالصبر على المعصية يبعث على تقوى النفس، والصبر على الطاعة يسبّب الاستيناس بالحقّ عزّ وجلّ، والصبر على البلايا يوجب الرضا بالقضاء الإلهيّ.
وللصبر في الآخرة ثواب جزيل وأجر جميل، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[6].
كما ورد في الحديث: "وطِّنوا أنفسكم على الصبر، تؤجروا"[7]. وهذا ما تشير إليه سيّدتنا الزهراء عليها السلام بقولها: "والصبر معونة على استيجاب الأجر"[8].
ويتجسّد الصبرُ في عالم البرزخ بصورة بهيّة شريفة، ففي الرواية عن الصادق عليه السلام: "إذا دخل المؤمن في قبره، كانت الصلاة عن يمينه، والزكاة عن يساره، والبرّ مطلّ عليه، ويتنحّى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته، قال الصبر للصلاة والزكاة والبرّ: دونَكم صاحبَكم، فإنْ عجزتم منه، فأنا دونَه"[9].
ذلك الدّين القيِّم، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] سورة ص، الآية 41.
[2] سورة ص، الآية 44.
[3] سورة يوسف، الآية 86.
[4] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص91.
[5] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص91.
[6] سورة الزمر، الآية 10.
[7] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج3، ص257.
[8] العلّامة المجلسيّ، بحار الانوار، مصدر سابق، ج29، ص 223.
[9] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص90.
هل الإعتقاد بالإمام المهدي (عج) من مختصّات الشيعة؟
الإعتقاد بظهور مصلح عالمي مسألة قرآنيّة، ولهذا فإنّ جميع المسلمين ـ سنّة وشيعة ـ يعتقدون بهذا الأمر، ويعدّ أيضاً من المعتقدات الأساسيّة للمسلمين، حيث يعتقد الشيعة نظراً للروايات الكثيرة المرويّة عن النبيّ والأئمّة الطاهرين بأنّ المهدي هو الإمام الثاني عشر، ويعتقدون أيضاً أنّه من الذريّة الطاهرة لفاطمة الزهراء، وهو الإبن التاسع للإمام الحسين عليهالسلام، ولأجل هذه العقيدة الراسخة فقد بذل الشيعة جهوداً كبيرة لحفظها وتكريمها.
ولقد قام الشيعة علی مدى التاريخ من أجل الحفاظ علی هذا المعتقد ببحثه وتحليله، سواءً من الجهة العلميّة أو الروائيّة، وهكذا من الناحية التفسيريّة والكلاميّة، وكتبوا كتاباً كثيرة على هذا الصعيد. وقد بذلت هذه الجهود من قبل ولادة الإمام المهدي عليهالسلام، ولا زالت مستمرّة إلى يومنا هذا. وكتب أيضاً كبار العلماء من العامّة منذ أزمنة بعيدة وذلك لشدّة عنايتهم بهذه العقيدة.
فعقدوا لذلك فصولاً في كتبهم وأشاروا إلى ما ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآله، حيث نقلوا عنه ما يقارب من 400 رواية حول المهدي المنتظر عليهالسلام، فلو جمعنا ما رواه الشيعة والسنّة عن النبيّ وسائر المعصومين لوصل إلى 6000 رواية[1].
وإليك قائمة بأسماء مجموعة من الكتب العلميّة والتاريخيّة والروائيّة لدى العامّة، والتي ذكرت ضمن فصول حول القضيّة المهدويّة، وهي:
1 ـ مسند أحمد: 3 / 36.
2 ـ مسند أبي يعلى: 3 / 274.
3 ـ سنن الترمذي: 2 / 274.
4 ـ سنن أبي داود: 4 / 107.
5 ـ سنن ابن ماجة: 2 / 1368. 6 ـ المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري: 4 / 577.
7 ـ ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة: 273.
8 ـ القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة: 241.
9 ـ الشبلنجي في نور الأبصار: 186.
10 ـ ابن الصبان المصري في إسعاف الراغبين: 140.
11 ـ دستور العلماء للنگري: 3 / 291.
12 ـ ابن خلّكان في تاريخه: 2 / 451.
13 ـ ابن الأثير الجزري في النهاية: 1 / 174.
14 ـ محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤل: الباب 12.
15 ـ سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ: 378.
16 ـ السيّد أحمد زيني دحلان في الفتوحات: 322.
17 ـ ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة: 205.
18 ـ محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى: 136.
وتعرّض أيضاً عشرات من كتّاب العامّة إلى خصوصيّات الإمام المهدي عليهالسلام وكيفيّة ظهوره[2].
ومنهم من كتب كتاباً مستقلاًّ حول الإمام المهدي عليهالسلام، وكتب عن خصائصه من ولادته إلى ظهوره، وإليك أسماءهم بالتفصيل:
1 ـ البرهان للعلاّمة المتّقي الهندي.
2 ـ تحديق النظر لمحمّد بن عبدالعزيز.
3 ـ تلخيص البيان لابن كمال باشا.
4 ـ العرف الوردي لجلال الدين السيوطي.
5 ـ العطر الوردي لمحمّد بن محمّد الحسيني.
6 ـ عقد الدرر ليوسف بن يحيى الشافعي.
7 ـ علامات المهدي لجلال الدين السيوطي.
8 ـ فرائد فوائد الفكر لمرعي بن يوسف الحنبلي.
9 ـ القطر الشهدي لشهاب الدين الحلواني.
10 ـ القول المختصر لأحمد بن عليّ الهيثمي.
11 ـ المشرب الوردي للملاّ سلطان الحنفي.
12 ـ مناقب المهدي لأبي نعيم الأصبهاني.
13 ـ نعت المهدي لأبي نعيم الأصبهاني.
14 ـ البيان في أخبار صاحب الزمان لمحمّد بن يوسف الكنجي الشافعي.
وبهذا اتّضح أنّ الإعتقاد بخروج رجل من نسل فاطمة في آخر الزمان، ويكون القضاء على الظلم والجور على يديه لا يختصّ بالشيعة فحسب، بل هو اعتقاد عامّ يعترف به جميع المسلمين، بل ـ كما مرّ عليك ـ أنّه يعتبر اعتقادا عالميا وعامّا موجودا لدى جميع الديانات والمذاهب، وأنّه ما زال باقياً إلى اليوم.
فكلّ الديانات بشّرت أتباعها بظهور مصلح عظيم في آخر الزمان، حتّى النظم الإلحاديّة، فإنها أخبرت بوصول المجتمع إلى مستوى تنعدم فيه الطبقيّة والتمايز الاجتماعي، ومع هذا كلّه فإنّ الإسلام الحنيف، والمذهب الشيعي، بالخصوص ذكر القضيّة المهدويّة وبيّن فلسفة ذلك ما لم تبيّن في دين آخر.
المصدر: الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر، الشيخ محمد جواد الطبسي
[1] نور المهدي: 37.
[2] راجع معجم أحاديث الإمام المهدي عليهالسلام: 1 / 5.