emamian

emamian

  • شارل أبي نادر 

الأمر يستحق التوقف عنده لناحية مستوى الاشتباك وخصوصية الأطراف المنخرطين فيه، كذلك لناحية حساسية المسرح الذي حضن الحدث في بحر عمان.

  • لا يمكن أن ننظر بتاتاً إلى العملية بشكل مستقل ومنعزل عن ارتباطها بمناورة مُعدّة وبخطط مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار جميع الاحتمالات.

لم تكن عادية المشاهد التي عرضتها وحدات حرس الثورة الإيرانية لعملية إحباط محاولة القرصنة الأميركية لناقلة نفط إيرانية في بحر عُمان، والتي تُظهر تصويب وحدات زوارق الحرس أسلحتها نحو بارجة حربية أميركية، وإجبارها على الانسحاب من بقعة عمل هذه الوحدات، أثناء قيامها باقتياد الناقلة الإيرانية وتوجيهها.

الأمر يستحق طبعاً التوقف عنده لناحية مستوى الاشتباك وخصوصية الأطراف المنخرطين فيه، أو لناحية حساسية المسرح الذي حضن الحدث، وما يعنيه على صعيد المواجهة الاستراتيجية المفتوحة بين إيران وخصومها في تلك المنطقة.

النقطة اللافتة والتي تستحق التركيز في المتابعة والتحليل، تتجاوز الحدث الظاهر بذاته، الذي رأى الجميع في الإقليم والعالم تفاصيله ومحطاته، خاصة أن نموذج الحدث أصبح مألوفاً في تلك المنطقة، بقيام وحدات حرس الثورة الإيراني بالتدخل في مواجهة وحدات غربية، وبنوع خاص أميركية، بحرية أو مسيّرة جواً، والاحتكاك بها وتوقيف بعضها أحياناً، حين كانت تتجاوز المياه أو الأجواء الإقليمية الإيرانية، أو حين كانت تتجاوز قواعد التجارة البحرية أو قواعد المرور البحرية المتعارف عليها بحسب القوانين الدولية.

هذا الحدث الذي يستحق التوقف عنده بقوة، يمكن وضعه في خانة إيجاد معادلة جديدة في الخليج استطاعت وحدات حرس الثورة الإيراني رسمها بتأنٍ وبدقة بين خطوط النار التي تتشابك وتتشعب مصادرها، بشكل يحمل مستوى مرتفعاً من الأخطار، وفي بقعة استراتيجية يمكن وصفها بالأكثر حساسية في العالم. تبعاً لذلك يمكن الإشارة إلى النقاط التالية: 

أولاً: يمكن وضع العملية في خانة العمليات الخاصة، التي قامت بها وحدات مجوقلة نفّذت مناورة إهباط لمجموعة مجوقلة على سطح ناقلة النفط "الهدف"، وأجبرت طاقمها على التوجه نحو عمق المياه الإقليمية الإيرانية، وقد تمت عملية الإهباط في ظروف حساسة، تحمل مستوى مرتفعاً من الأخطار، في منطقة مكشوفة وممسوكة ومرصودة ضمن قطاع عمل وحدات الأسطول الخامس الأميركي في بحر عمان، والتي تعمل استناداً إلى قدراتها البحرية والصاروخية والجوية الموضوعة في تصرّفها، ضمن قطاع عمل يتجاوز آلاف الكيلومترات، بين أجواء أفغانستان وباكستان حتى كامل أجواء ومياه الخليج وبحر العرب حتى شمال المحيط الهندي وجنوب غرب البحر الأحمر، وصولاً إلى مشارف البحر المتوسط.

ثانياً: أثبتت وحدات حرس الثورة في المرحلة الثانية من هذه العملية، والتي قامت على طرد الزوارق والقطع البحرية الأميركة من بقعة العملية، ومن خلال ردّ فعلها السريع، واستجابتها الفورية للتعامل مع حدث طارئ وغير مألوف، أنها تتميز بجاهزية لافتة، عبر قيامها برصد سريع لبقعة بحرية فيها حركة ضخمة من مئات السفن التجارية والعسكرية التي تتداخل مساراتها بعضها مع بعض، بنحو يحتاج أي متابع أو معني أو مراقب إلى مروحة واسعة من المعطيات البحرية والاستعلامية والتقنية، كي يحدّد أو يفرز الصديق منها عن المشتبه فيه الذي تجب مراقبته ومتابعته، وعن العدو، مبرهنة هذه الوحدات أيضاً، أنها تنفّذ مهمتها بشكل كامل وواعٍ، حيث تتأهب مستنفرة ومتربصة لمسك بقعة بحرية هي الأكثر خطراً وتأثيراً على أمن إيران بشكل عام.

ثالثاً: حساسية التدخل الإيراني عبر هذه العملية الخاصة، أنها نُفِّذت تحت ضغط ضرورة التصرف والتنفيذ بسرعة، وإنهاء المهمة في مرحلتها الأولى قبل أن ينتقل العمل إلى مرحلة ثانية ستكون حتماً أخطر، وقبل أن تصبح المواجهة اشتباكاً أوسع، يتطلب تدخلاً بمستوى أعلى، في الوسائل وفي الجغرافيا، والتي قد تتطور وتنتقل إلى منطقة أو أكثر خارج بقعة العملية، فيما لو تمّ اقتياد الباخرة التي نُقلت إليها شحنة النفط الإيراني إلى سواحل دولة محيطة أو إلى مياهها الإقليمية، بعيداً عن المياه الإقليمية الإيرانية، حيث يصبح الاشتباك حينها أخطر وله خصوصية حساسة مرتبطة بالقانون الدولي، الذي استطاعت الوحدات الإيرانية الالتزام به حين اختارت العمل داخل مياهها الإقليمية. 

رابعاً: لا يمكن أن ننظر بتاتاً إلى العملية بشكل مستقل ومنعزل عن ارتباطها بمناورة مُعدّة وبخطط مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار جميع الاحتمالات، التي في مواجهة وحدات الأسطول الخامس الأميركي لن تكون (هذه الاحتمالات) بسيطة أو سهلة أو تقليدية، فيما لو قررت قيادة هذا الأسطول التعامل مع الحدث، المؤلم معنوياً لها، بما تملكه من قدرات، وبما يحفظ موقعها ومعنوياتها، وهذه الخطط المُعدّة من قبل الوحدات الإيرانية، والتي من الطبيعي أنها مستنتجة من قبل الوحدات الأميركية في حالات الاشتباك أو المواجهة المباشرة، حدّدت لهذه الوحدات أو ساعدتها على اتخاذ قرارها السريع والمناسب، بالانكفاء الفوري عن مهمة تخليص الناقلة من براثن وحدات الحرس الثوري، والانسحاب من بقعة العملية ومحيطها، أمام مرأى الحرس الإيراني والعالم. 

من هنا، يمكن القول إن إيران عبر هذه العملية، ومن خلال ما قامت به، أولاً، أثبتت التالي: 

- أنها لاعب أساسي ومؤثر في منطقة من الأكثر حساسية في العالم، لا بل أثبتت أنها اللاعب الأول من دون منازع في مسرح اشتباك استراتيجي، تنخرط فيه أقوى القوى والجيوش على الصعيد الدولي. 

- أنها، وعند تعرّض مصالحها وأمنها القومي ومكانتها لأي خطر أو استهداف، جاهزة للذهاب بعيداً حتى النهاية، غير آبهة بأيّ مواجهة مهما كان مستواها. وفي الوقت الذي نرى فيه أن هناك قوى كبرى، تجد صعوبة في مواجهة الوحدات الأميركية المصنّفة من أقوى الوحدات عالمياً، نرى أن إيران تعتبر المواجهة مسؤولية وواجباً وحقاً وخياراً.

- حيث يصعب على دول كبرى التدخل بتحدٍّ وبقوة، في بقعة تشهد أكبر حشد عسكري برّي وبحري وجوّي في العالم، نجد إيران، رغم كل ذلك، تتدخل كما يجب، وبما يحفظ ويحمي حقوقها الطبيعية والبديهية، وبما يثبت قدرتها في تلك المنطقة، حافظة موقعها، لاعباً أساسياً في الاشتباك الإقليمي من ضمن الاشتباك الدولي، المرتبط بقوة بالصراع الدائر حالياً حول الاتفاق النووي مع أغلب القوى العالمية.

أخيراً، من خلال كامل مسار هذه العملية ومعطياتها وارتباطاتها بالاشتباك الدولي، فرضت إيران معادلة جديدة ولافتة مفادها: لا يمكن لأيّ قوى إقليمية أو غربية، وبالتحديد لا يمكن للأميركيين، فرض المعادلات بمعزل عن إيران، وأي معادلة كانت، في منطقة الخليج أو مرتبطة بمنطقة الخليج، إذا كانت عسكرية أو تجارية أو بحرية أو استراتيجية، لا تكتمل ولن يكتب لها النجاح، من دون أن يكون لإيران دور رئيسي في صياغتها وبلورتها والعمل بها

المصدر:المیادین.

 

احتكاك بين المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات وقوات مكافحة الشغب عند بوابة المنطقة الخضراء في بغداد، وقوات الأمن تعمل على تفريق المتظاهرين.

  • قوات الأمن تعمل على تفريق المتظاهرين بواسطة الغاز المسيل للدموع (وسائل التواصل الاجتماعي).

أفاد المراسلون بوفاة أحد المتظاهرين متاثراً بجروح أصيب بها في الصدامات التي وقعت في بغداد.

واستقبلت مؤسسات وزارة الصحة في بغداد عدداً من الجرحى من القوات الأمنية والمتظاهرين بلغ مجموعهم 125 جريح، 27 منهم من المدنيين والباقين من القوات الأمنية وكانت أغلب الإصابات بسيطة إلى متوسطة.

وأكّدت الوزارة استنفار كافة مؤسساتها ومنتسبيها لتقديم جميع الخدمات الطبية المطلوبة.

وفي مساء اليوم الجمعة، أصيب بعض المتظاهرين المحتجين رفضاً لنتائج الانتخابات بجروح إثر احتراق خيمهم، قرب مدخل المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق.  

وفي وقت سابق من اليوم، بتجمّع جمهور القوى المعترضة على نتائج الانتخابات عند جميع بوابات المنطقة الخضراء بهدف إغلاقها.

 وعملت قوات الأمن على تفريق المتظاهرين بواسطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، فيما رشق المحتجون قوات مكافحة الشغب عند مدخل المنطقة الخضراء.

وبحسب مراسلنا، فقد هدأت المواجهات التي نشبت بين رافضين لنتائج الانتخابات والشرطة في بغداد وذلك بعد مساعٍ أدت لاحتواء التوتر. 

اللجنة التحضيرية للتظاهرات: شعبنا لن يخضع لمؤامرة التزوير

بالتزامن، أصدرت اللجنة التحضيرية للتظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات في بغداد والمحافظات بياناً قالت فيه إنّ "ما حصل من تزوير في نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة بإشراف الكاظمي وبتنفيذ المفوضية ودويلة إمارات الشر، قد لاقى رفضاً شعبياً بمختلف الفعاليات من اعتصامات وتظاهرات سلمية، ومنها تظاهرات اليوم التي خرجت في 9 محافظات من البلاد".

وأضافت أنّ "المتورطين بالتزوير ومن يقف خلفهم لم يستمعوا إلى صوت الحق بل وتمادوا ضد التظاهر السلمي بإعطاء الأوامر لإطلاق النار الحي تجاه المحتجين العزل في بغداد"، محملةً "الكاظمي ومن خلفه عبد الوهاب الساعدي وحامد الزهيري المسؤولية المباشرة لسقوط العشرات من الشهداء والجرحى جراء تعاملهم الوحشي مع أبناء شعبنا الأبي المطالبين بإعادة الحق لأهله".

وأكّدت اللجنة في بيانها على أنّ "شعبنا العزيز لن يخضع أبداً لمؤامرة التزوير، ولن تردعه أدوات الإجرام، ويمتلك من الإرادة والعزم ما يضمن استمرار مطالبته الحقة وبكل الوسائل المتاحة لاسترجاع ما تم سرقته من أصواتهم".

وكانت تنسيقية المتظاهرين في بغداد أعلنت في بيانها أمس أن اليوم الجمعة هو يوم "الفرصة الأخيرة".

مفوضية الانتخابات في العراق التي تعنى بعملية إعادة فرز يدوية للأصوات، كانت أعلنت عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية، عدم ثبوت حصول أي تغيير في النتائج أو تزوير حتى الآن.

وتستمر التظاهرات في العراق رفضاًَ لنتائج الانتخابات العراقية، وطالبت اللجنة التحضيرية للتظاهرات، الرافضة لنتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، باعتماد آلية العدّ والفرز اليدويَّين في أي انتخابات مقبلة، كما  دعت إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي.

وفي الـ25 من تشرين الأول / أكتوبر، دعت القوى الوطنية، المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية، رئيس الجمهورية برهم صالح إلى التدخل "لمنع اتجاه الأحداث نحو ما هو أخطر". وجاءت الاحتجاجات في البلاد عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي اعتبرتها مجموعة كبيرة من القوى السياسية غير صحيحة، مشكّكةً في نزاهة عملية فرز الأصوات وصدقيتها.

المصدر:المیادین

قالت مصادر لوكالة "بلومبيرغ" إن العسكريين والسياسيين في السودان يقتربون من التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة، مع تكثيف الجهود الدولية لعكس الانقلاب الذي وقع الأسبوع الماضي.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن "المفاوضات بين زعيم الانقلاب عبد الفتاح البرهان وجماعات متمردة سابقة ورئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك استمرت يوم الثلاثاء في العاصمة الخرطوم"، مشيرا إلى أنه "على الرغم من إحراز تقدم، فإن الاختلافات الرئيسية لا تزال قائمة والنتيجة غير مضمونة".

وقال عماد عدوي، رئيس الأركان السابق للجيش السوداني، بعد إطلاعه على المحادثات من قبل كبار قادة الجيش: "أعتقد أنهم سيتوصلون إلى نتيجة في القريب العاجل".

وبحسب المصادر، فإن أحد الاقتراحات التي يتم مناقشتها هي منح الحمدوك صلاحيات أكبر ولكن مع حكومة جديدة تحظى بقبول من الجيش".

المصدر: "بلومبيرغ"

 

 

محمود جباعي
تداعيات عدة أثارتها الأزمة السعودية المفتعلة مع لبنان. بغض النظر عن المفاعيل السياسية لهذه الأزمة، لا بد من التركيز على الجانب الاقتصادي منها لما له من أهمية ولما حازه من نقاش خلال الأيام الأخيرة.

* لبنان يستورد من السعودية أكثر مما يصدر اليها
لا شك بأن لبنان اليوم بحاجة الى كل أنواع المساعدات المالية والاقتصادية وبحاجة الى فتح أسواق اقتصادية جديدة لا اقفال أسواق مفتوحة بوجهه. وتختلف الآراء حول حجم التأثير الاقتصادي على لبنان بفعل قطع العلاقات الخليجية معه وخاصة السعودية، ولكن بكل تأكيد أن لهذه الاجراءات انعكاسات سلبية على لبنان. بكل الاحوال، سنلخص طبيعة العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، مع الاشارة مسبقًا الى أن لبنان بدوره، يمثل سوقًا هامة للصادرات السعودية. كما لا بد من الاشارة الى قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتقييد حركة التحويلات المالية من السعودية الى كل دول العالم منذ 3 سنوات، وهو بالطبع، ما أثر مسبقًا على حجم الحوالات من السعودية الى لبنان بالدولار:
1 - يبلغ عدد المستثمرين اللبنانيين في السعودية أكثر من 600 مستثمر، تتركز استثماراتهم في أعمال المقاولات والديكورات والمطاعم وكذلك يساهمون في انتاج بعض الصناعات الغذائية.
2 - تعتبر العمالة اللبنانية محركًا هامًا للاقتصاد السعودي.
3- يعتبر العمال اللبنانيون من الأمهر في مجالاتهم ويفيدون بذلك الدول المستضيفة من خلال زيادة نسبة الانتاجية لديها، مقابل حصولهم على مداخيل عالية ومحترمة.
4- يسكن في المملكة العربية السعودية حوالي 300 ألف لبناني أي ما يعادل 75% من مجمل الجالية اللبنانية في الخليج الفارسي. ويعملون في شتى المجالات في المملكة.
5- تقدر التحويلات المالية من دول الخليج الفارسي ككل وليس من السعودية حصرًا، الى لبنان، بحوالي 3 مليارات دولار سنوياً.
6- في المقابل، تقدر قيمة الصادرات اللبنانية الى دول الخليج الفارسي بحوالي 900 مليون دولار سنوياً، تستقبل منها المملكة العربية السعودية بقيمة تقدر بحوالي 400 مليون دولار اي بنسبة تصل الى 45% من مجمل الصادرات اللبنانية الى دول الخليج الفارسي.
7- يبلغ حجم التبادل التجاري اللبناني مع السعودية قيمة تقدر بحوالي 600 مليون دولار سنوياً كمعدل وسطي في آخر 10 سنوات.
8- تستورد السعودية من لبنان بقيمة 220 مليون دولار سنوياً كحد تقريبي بينما يستورد لبنان من المملكة بقيمة تصل الى 380 مليون دولار سنوياً.
تظهر الأرقام السابقة الأهمية المتبادلة للعلاقات الاقتصادية بين السعودية ولبنان. والواضح من هذه الاحصاءات والمعلومات أن لبنان ليس الخاسر الوحيد من وقف التبادل التجاري، لا سيما أنه يستورد من السعودية أكثر مما يصدر اليها.

* السوق السعودية ليست آخر المطاف.. السوق البديل متوفر
على المقلب الآخر، فإن اغلاق الأسواق السعودية بوجه الصادرات اللبنانية، لن يكون آخر المطاف. فعلى الدولة اللبنانية اليوم التفكير جديًا بتوسيع حجم الأسواق اللبنانية من أجل ايجاد بدائل متوفرة فعليًا في بلدان كالعراق وسوريا اللتين يمكن لهما معاً أن تمدا السوق اللبناني بمختلف حاجاته التي يستوردها من السعودية وكذلك يمكن لهما أن تستوعبا كل الصادرات اللبنانية المصدرة الى المملكة وبعض دول الخليج الفارسي الأخرى وخاصة ان معظم هذه الصادرات اللبنانية هي سلع زراعية تحتاجها أسواق الدول المجاورة وبكلفة نقل أقل على المصدرين اللبنانيين.
خلاصة القول إن ما يتعرض له لبنان اليوم من ابتزاز يمكن له ببساطة أن يجد بديلًا تجاريًا عنه مع التأكيد على أهمية تصحيح العلاقات مع جميع الدول العربية ابتداءً من الشقيقة والجارة سوريا مرورًا بدول الخليج الفارسي التي تربطنا بها علاقات تاريخية، ولكن بالتأكيد ليس على حساب كرامة لبنان وسيادة قراره وحرية مواطنيه.

 

المصدر:فارس

 

أكد مصدر مسؤول في مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني، اليوم الثلاثاء، عدم تدخل السيد في تشكيل الحكومة المقبلة.

وقال المصدر في بيان نشره مكتب السيد السيستاني، "نؤكد ان المرجعية الدينية العليا ليست طرفاً في أي اجتماعات أو مباحثات او اتصالات او استشارات بشأن عقد التحالفات السياسية وتشكيل الحكومة القادمة".

وأضاف، "لا اساس من الصحة بتاتاً لأي من الاخبار التي تروج بخلاف ذاك من قبل بعض الاطراف والجهات في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي

المصدر:العالم".

 

الأطفال الأصحاء الذين يتناولون نظاما غذائيا متوازنا، لا يحتاجون عموما لمكملات الفيتامينات باستثناء فيتامين دي (بيكسابي)

محمد صلاح

في الوقت الذي بلغت فيه مبيعات الولايات المتحدة من الفيتامينات والمكملات الغذائية المُصنعة قرابة 56 مليار دولار في عام 2020، كشفت دراسة أجريت على ألفي شخص في المملكة المتحدة أن 37% منهم غير متأكدين من الفيتامينات التي تحتاجها أسرهم، في حين اعترف ثلثهم بأنهم لا يعرفون فائدة العناصر الغذائية ولا يعتبرون فيتامين "سي" (C) ضروريا لصحة الجسم، ويدرك أقل من نصفهم (43%) أنه يساعد في الحفاظ على صحة الجلد.

كما اتضح أن 3 من كل 10 أشخاص غير مدركين لأهمية فيتامين "دي" (D)، ويعتقدون أنه يمكن الحصول عليه عن طريق تناول أي فاكهة أو خضروات تزرع في بلد تسطع فيه الشمس، وفقا لصحيفة "ميرور" (Mirror) البريطانية.

 

وخلصت الدراسة إلى أن ملايين الأشخاص ليس لديهم فكرة عن العناصر الغذائية المختلفة التي تحتاجها أجسامهم، وأن 45% منهم لا يعتقدون أنهم يحصلون على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها من وجباتهم الغذائية، وأن نصف الآباء فقط واثقون من أنهم يعرفون العناصر الغذائية الأساسية لأطفالهم.

أغلبية الآباء لا يهتمون بالفيتامينات

وجدت الدراسة أيضا أن ثلث الأشخاص لا يعرفون دور النحاس في إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء. وخُمسهم فقط يعرفون أن الجبن يُعد مصدرا جيدا لفيتامين "إيه" (A)، وأن الكالسيوم ضروري لبناء عظام وأسنان قوية. أما ثلثاهم فلم يكونوا على دراية بأنهم يحتاجون إلى 40 ملغ من فيتامين سي في نظامهم الغذائي اليومي في المرحلة من 19 إلى 64 عاما، وفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية "إن إتش إس" (NHS).

وفي حين أن 69% من الآباء لا يفكرون في الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الأبناء عند شراء مكونات وجباتهم لأنهم لا يعرفون ما يحتاجون إليه، وكان من المثير للقلق أن 38% ممن شملهم الاستطلاع ليسوا واثقين من قدرتهم على اكتشاف العلامات التي تدل على أن أطفالهم بحاجة إلى المزيد من الفيتامينات.

لكل مرحلة عمرية احتياجاتها

على ضوء تلك النتائج الصادمة، أنشأت استشارية التغذية والأكاديمية المشرفة على الدراسة صوفي ميدلين، بالتعاون مع مؤسسة "فيتابيوتيكس" (Vitabiotics) للفيتامينات والمكملات، دليلا بالاحتياجات الغذائية لكل فرد من أفراد الأسرة حسب مرحلته العمرية، موضحة أن "البشر يحتاجون إلى فيتامينات ومعادن مختلفة لأجسامهم، ليواصلوا أداء وظائفهم بشكل صحي، ولكن هذه الفيتامينات يمكن أن تختلف باختلاف الأعمار".

الأطفال الذين يمرون بمراحل من صعوبة الأكل، قد يستفيدون من مكملات الفيتامينات التي تشمل الحديد وفيتامين "بي" (B) نظرا لأهميتها للنمو والتطور. وعندما يكونون في سن المدرسة، تكون وظائف المخ والمناعة على رأس جدول أعمال الآباء. أما عندما يكبرون إلى سن المراهقة، فتكون احتياجاتهم الغذائية عالية، حيث يصابون بطفرات النمو والبلوغ. كذلك الأشخاص البالغون تتغير احتياجاتهم، سواء في فترات الحمل بالنسبة للنساء، أو عندما يصلون إلى منتصف العمر، أو الشيخوخة.

أهم ما يحتاجه أطفالك

على الرغم من أن أكاديمية التغذية الأميركية "إيترايت" (Eatright) تقول إن "الأطفال الأصحاء الذين يتناولون نظاما غذائيا متوازنا، لا يحتاجون عموما إلى مكملات الفيتامينات، باستثناء فيتامين دي"، فإن هذا لا يمنع أن هناك من يختارون إعطاء أطفالهم مكملا من الفيتامينات والمعادن لضمان تلبية احتياجاتهم الغذائية، وتحسين صحتهم العامة، وتقليل مخاطر إصابتهم بالأمراض. لذا تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بإعطاء الأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات مكملات فيتامينات إيه وسي ودي يوميا.

فيتامين "إيه" (A)، يوجد في عدد كبير من الأطعمة كالألبان والأجبان والفواكه والخضروات والكبد والبيض والأسماك الزيتية، وله العديد من الوظائف المهمة، وعلى رأسها أنه يقود مهمة الدفاع الطبيعي عن الجسم ضد المرض والعدوى، عبر مساعدة جهاز المناعة على العمل بشكل صحيح. ومن غير المحتمل أن يتسبب تناول 1.5 ملغ أو أقل يوميا من فيتامين إيه، من خلال النظام الغذائي والمكملات معا، في حدوث أي ضرر، بحسب "إن إتش إس".

فيتامين "سي" (C)، حيث تؤكد أخصائية التغذية المعتمدة كارا سوانسون أنه "أكثر من مجرد علاج لنزلات البرد، فهو يساعد في مكافحة قصور الجهاز المناعي وأمراض القلب". ويمكنك الحصول عليه من مصادر غذائية مختلفة، فيكفي أن كوبا واحدا من البروكلي يحتوي على نفس كمية فيتامين سي التي في البرتقال. ولكن سوانسون توصي بإعطاء جرعة أعلى قليلا عند الشعور بنوبة برد قادم، للحفاظ على صحة أطفالك.

فيتامين "دي" (D)، وهو من العناصر الغذائية التي تلعب دورا في صحة القلب ومكافحة العدوى، ويساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم من الأطعمة التي نتناولها، ويحتاجه الأطفال لبناء عظام قوية.

وينصح مستشفى جونز هوبكنز للأطفال بإعطائه لهم في صورة مكمل من باب "التحصين"، لأنه من الصعب الحصول على ما يكفي منه عن طريق التعرض للشمس، حيث يقضي معظم الأطفال الكثير من الوقت داخل المنزل أو في المدرسة. كما أن القليل من الأطعمة تحتوي عليه بشكل طبيعي. ولهذا السبب تضيفه شركات الأغذية إلى الحليب والزبادي وحليب الأطفال والعصير والحبوب والأطعمة الأخرى.

ويحتاج الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة إلى 400 وحدة منه يوميا. أما الأطفال الأكبر من عام واحد فيحتاجون إلى 600 وحدة أو أكثر يوميا. وبشكل عام يُفضل مقدمو الرعاية الصحية أن يأخذ الأطفال الأصحاء من 600 إلى ألف وحدة يوميا، وفقا لمستشفى جوبز هوبكنز.

وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بتناول فيتامين دي كمكمل بين شهري سبتمبر/أيلول ومارس/آذار لضمان الوفاء بهذه المعدلات.

ولا ننسى الكالسيوم، فهو يعد اللبنة الأساسية لعظام قوية، وعلى عكس فيتامين دي، يمكن للأطفال الحصول عليه من خلال الأطعمة الغنية به كالحليب والجبن والزبادي. وغالبا ما يقوم صانعو أغذية مثل الحبوب أو الخبز أو العصير بتدعيمها بالكالسيوم، وفقا لمستشفى جوبز هوبكنز.

المصدر : مواقع إلكترونية

 

الثلاثاء, 02 تشرين2/نوفمبر 2021 19:33

‏من يُرد الله أن يهديه..

﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ﴾([1])

إشارات:
‏- سُئل رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم: کيف يشرح صدره للإسلام؟ فقال: "الإنابة إلی دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الفوت"([2]).
‏والإمام زين العابدين عليه السلام کان يکثر من قراءة دعاء بهذا المضمون نفسه في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان([3]).
‏- المقصود بالهداية أو الضلالة الإلهية هو تهيئة أسباب الهداية للجديرين بها وحرمان الضالّين منها.
‏- "الصدر" هنا تعني الروح أو الفؤاد، وانشراح الصدر هو توسيع آفاق العقل والفکر، وهمّة الروح وعلوّها لاحتضان الحقّ والدخول في الهداية، ويتطلّب ذلک تجاوز الأهواء والآمال العريضة للقلب. إنّ من افتقد انشراح الصدر يظلّ متقوقعاً علی نفسه، ومنکفئاً علی ذاته لا يتعدّاها. إنّ من أهمّ آثار انشراح الصدر امتلاک البصيرة والنورانية، مضافاً إلی قلب رؤوف يسعی وراء الحقّ.
‏- تعدّ هذه الآية من المعاجز العلمية للقرآن حيث توضّح آثار العروج إلی السماء وتقول: من لا يتّسع صدره لقبول الحقّ، ستضيق عليه روحه وتنحسر إرادته، کالذي يريد التحليق في السماء حيث ضاق صدره واحتبس نفسه بسبب قلّة الأوکسجين.
‏- يقول الإمام الرضا عليه السلام: "من يرد اللـه أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلی جنّته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلی ما وعده من ثوابه حتی يطمئن إليه، ومن يرد أن يُضلّه عن جنّته ودار كرامته في الآخرة لكفره به وعصيانه إياه في الدنيا يجعل صدره ضيّقاً حرجاً حتی يشكّ فـي كفره ويضطرب من اعتقاده قلبه حتی يصير كأنّما يصّعّـد في السماء"([4]).
‏- من السنن الإلهية أنّ الله تعالی شرح للحقّ صدور أصحاب القلوب النقيّة، وفي المقابل، حرم المعاندين اللجوجين الفارّين من الإيمان توفيق الانشراح وابتلاهم بالرجس.
‏- إنّ النبي موسی عليه السلام عندما اُمر بحمل الرسالة دعا الله قائلاً: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْري»([5])، لکنّ الله سبحانه وتعالی تفضّل علی نبيّه الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم بأکثر من هذا، حين أنعم عليه بالانشراح وسعة الصدر قبل أن يطلب ذلک، «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»([6]).

التعاليم:
‏١- التسليم للحقّ يتطلّب سعة الصدر والاستعداد الباطني، «يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ«.
‏٢- انشراح الصدر عطيّة إلهية، «يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ«.
‏٣- تجاوز دائرة الفطرة والعقل مدعاة لضيق الروح وحرجها وانسدادها، «يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ«.
‏٤- ربّما وجد المنحرفون أنفسهم، في الظاهر، في بحبوحة واستقرار، لکنّهم في الحقيقة، مبتلون بالضيق والحرج، «ضَيِّقًا حَرَجًا«.
‏٥- ضيق الصدر وحرجه هو نوع من رجس الروح، «صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ... الرِّجْسَ«.
‏٦- من لا يؤمن بالحقّ، سيبتلی بالرجس شيئاً فشيئاً، «كَذٰلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ«.
 
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قرائتي

([1]) سورة الأنعام: ١٢٥.
([2]) تفسير الميزان.
([3]) مفاتيح الجنان.
([4]) تفسير کنز الدقائق.
([5]) سورة طه، الآية ٢٥.
([6]) سورة الانشراح، الآية ١.

 

درس قرداحي العلوم السياسية والقانون ونال جوائز متعددة وشغل مناصب في شبكات وإذاعات دولية، ويتقن الإنجليزية والإيطالية والفرنسية، كما يحفظ آيات من القرآن الكريم

وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (مواقع التواصل الاجتماعي)

عرفه الجمهور العربي بـ"من سيربح المليون؟" و"المسامح كريم"، قبل أن يتحول إلى حديث الساعة ويتصدر مواقع التواصل الاجتماعي إثر تصريحاته الأخيرة عن حرب اليمن.

إنه وزير الإعلام اللبناني والمذيع المعروف جورج قرداحي الذي ما زالت تصريحاته تثير أزمة مشتعلة مع السعودية والإمارات، خاصة بعد رفضه الاعتذار.

 

ورغم إعلان الحكومة اللبنانية تبرؤها من هذه التصريحات واعتبارها شخصية لا تمثل الحكومة، استدعت السعودية سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت حظر كل الواردات اللبنانية.

وحذت البحرين ثم الكويت حذو السعودية في طلب مغادرة السفير اللبناني، كما قررت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت، ودعت جميع مواطنيها الموجودين في لبنان إلى المغادرة "في أقرب وقت".

النشأة وبداية رحلة الشهرة

ـ 1 مايو/أيار 1950: ولد جورج فؤاد قرداحي في قرية فيطرون بقضاء كسروان في محافظة جبل لبنان.

ـ أمضى هناك سنوات طفولته، وتلقى تعليمه في كلية سيدة اللويزة بالجامعة اللبنانية، فدرس العلوم السياسية والقانون.

ـ بدأ العمل الإعلامي خلال دراسته الجامعية، وحصل على العديد من الشهادات في دوراتٍ تطبيقية ودبلوم في الإعلام المكتوب والمسموع والمقروء من معهد لوفر في فرنسا.

ـ عام 1970: خلال دراسته الجامعية بدأ العمل مع جريدة "لسان الحال".

ـ عام 1973: انتقل إلى تلفزيون لبنان ليعمل مقدمًا للأخبار والبرامج السياسية.

ـ عام 1979: التحق بإذاعة مونت كارلو في باريس، حيث عمل فيها معدًّا ومقدمًا للبرامج الإذاعية السياسية واستمر في نشرة الأخبار لمدة 12 عامًا.

ـ عام 1991: انتقل للعمل في منصب سكرتير تحرير أول ثم رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو، وحقق شهرةً واسعةً ونجاحًا كبيرًا.

ـ عام 1993: أصبح رئيسا لتحرير إذاعة الشرق في باريس، التي قضى معها عامين من مشواره الإعلامي.

ـ عام 1995: انتقل إلى إذاعة (MBC.FM) في لندن التي كانت تمر حينها بظروف قاسية إلا أنه استطاع أن يعبر بها إلى بر الأمان.

ـ تزوج من إيدا قرداحي ولديه 3 أبناء هم غبريال، باميلا وباتريسيا.

ـ أتقن قرداحي الإنجليزية والإيطالية والفرنسية، بالإضافة إلى اللغة العربية التي أولاها اهتمامًا خاصًا بدراسة ثقافة الأدب العربي.

الانطلاقة الحقيقية.. "من سيربح المليون؟"

ـ عام 2000: كانت الانطلاقة الحقيقية لجورج قرداحي حين انتقل للعمل في قناة "إم بي سي 1" (MBC1) وبدأ برنامجه الشهير "من سيربح المليون؟"، وهو برنامجٌ للمسابقات والثقافة العامة، واستمر عرض البرنامج 3 سنوات ونال شهرةً لا مثيل لها.

ـ عام 2004: انتقل قرداحي إلى قناة (LBC) اللبنانية ليقدم برنامجه الجديد "افتح قلبك"، لكنه ما لبث أن عاد إلى محطة (MBC) مرة أخرى وأعاد إحياء برنامج "من سيربح المليون؟" لكن مع جائزة مضاعفة ليصبح اسمه (من سيربح المليونين؟).

ـ عام 2006: انتقل جورج قرداحي بعد ذلك إلى برنامج آخر بعنوان "التحدي".

ـ عام 2007: قدم جورج قرداحي برنامج "القوة العاشرة" لمدة عامين.

ـ يوليو/تموز 2011: أعلن قرداحي في مؤتمر بدمشق أن موجة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد هي "مؤامرة خارجية"، وأن "الربيع العربي" قد "نشر الفوضى في أنحاء العالم العربي"، فأدرج اسمه على "لوائح العار" التي يتم تناقلها عبر الإنترنت، والتي تتضمن أسماء ممثلين وشخصيات إعلامية تدعم الأنظمة العربية.

ـ عام 2011: غادر قناة (MBC) بسبب خلافاته مع إدارة القناة، بعد أن أدلى ببيانٍ أيّد فيه الحكومة السورية.

ـ عام 2012: انتقل للعمل في قناة الميادين التلفزيونية، ثم قناة الحياة، ثم قدم برنامج "المسامح كريم" بقناة أبو ظبي.

ـ ديسمبر/كانون الأول 2018: اختاره الرئيس السوري بشار الأسد شخصية العام على المستوى العربي، بالإضافة إلى اختيار الأمين العام لحزب الله ، حسن نصر الله، كشخصية العام في لبنان.

ـ قرداحي قال وقتها في برنامج بثته قناة المنار التابعة لحزب الله: "على الصعيد العربي أنا أقول ودون أي تردد واللي بحب (والذي يحب) يسمع يسمع، رجل العام هو الرئيس بشار الأسد، لأنه بصموده على هالحرب (هذه الحرب) الكونية اللي (التي) صارت على سوريا من 2001 إلى اليوم أثبت أنه رجل من طينة أخرى".

ـ 10 سبتمبر/أيلول 2021: إعلان تشكيلة حكومة نجيب ميقاتي وتعيين جورج قرداحي وزيرا للإعلام وفي 20 سبتمبر/أيلول 2021، منحها مجلس النواب الثقة.

"برلمان شعب".. أزمة التصريحات

ـ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021: ضمن حلقة مسجلة من برنامج "برلمان شعب" وهو برنامج تلفزيوني مجتمعي بدأ بثه عبر المنصات الإلكترونية لقناة الجزيرة عام 2020 ويقدمه الإعلامي الكويتي شعيب راشد وردا على سؤال: "هل تتمنون حصول انقلاب عسكري في لبنان؟"، قال جورج قرداحي: "يا ريت"، مطالبًا بانقلاب عسكري مؤقت، لمدة 5 سنوات لتنظيم الأمور والدفاع عن حقوق الناس.

ـ وقال قرداحي في معرض إجاباته إن "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم أمام عدوان خارجي".

ـ عندما سئل قرداحي إذا ما كان يعتقد أن ما تفعله السعودية والإمارات هو اعتداء على اليمن؟ قال "هناك اعتداء بالتأكيد، والحرب في اليمن حرب عبثية يجب أن تتوقف".

ـ بعد بث الحلقة المسجلة في 5 أغسطس/آب 2021، استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني في الرياض وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات قرداحي، التي وصفتها بالمسيئة تجاه المملكة ودول "تحالف دعم الشرعية في اليمن".

ـ كما استدعت الإمارات السفير اللبناني لديها على خلفية تصريحات قرداحي، معتبرة إياها "مهاترات" تنم عن ابتعاد لبنان بشكل متزايد عن الدول العربية.

ـ 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021: أصدر مجلس التعاون الخليج(الفارسي)، بيانا عبر عن رفضه التام لتصريحات قرداحي، مطالبًا إياه بالاعتذار.

ـ عقب قرداحي بمؤتمر صحفي على الضجة قائلا: "أنا لم أخطئ في حق أحد. فلماذا أعتذر؟! وأنا كنت واضحا في كلامي ولم أتهجم على أحد".

ـ وزارة الخارجية اللبنانية أصدرت بيانا قالت فيه إن الكلام "الشخصي" الذي صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا "لا يعكس موقف الحكومة".

ـ وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيانا قال فيه إن كلام قرداحي، الذي صدر قبل انضمامه للحكومة، "كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا".

ـ 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021: قررت إدارة مجموعة "إم بي سي" (MBC) السعودية إغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض.

مسيحي يحفظ آيات من القرآن

ـ عام 2014: في حواره مع الإعلامية المصرية منى الشاذلي ردد قرداحي بعضا من آيات القرآن وسط دهشة الحضور، وسألته الإعلامية المصرية إذا كان حفظ هذه الآيات يعود لأيام الدراسة فرد بالنفي، موضحا أنه يحفظ آيات من القرآن لرغبته ولاجتهاده الشخصيين.

ـ استرسل جورج قائلا إنه اكتشف طفلا أنه مسيحي من جانب، لكنه من جانب آخر ابن بيئته الإسلامية، معتبرا أنه لا يجوز أن يقتصر علمه على دينه فقط، وأنه يجب أن يكون ملما بالدين الإسلامي.

ـ أضاف أن رغبته في التعرف على الإسلام نابعة من أنه يعيش بين مسلمين وبينهم أصدقاؤه، داعيا كل مسيحي إلى أن يعرف هذه البيئة.

ـ نفى جورج قرداحي اعتناقه الإسلام كما تداولت سابقا مواقع إلكترونية مصرحا آنذاك بأن له الشرف أن يعتنق الإسلام، وبأنه معجب بشخصية النبي محمد الذي يكنّ له المحبة ويعتبره الإنسان الذي غيّر مجرى التاريخ، لكنه نوّه إلى أنه لا يرى فرقا بين المسيحية والإسلام وأنه لا يرى ضرورة لأن يغيّر المسيحي دينه، لأن هذين الدينين يكمل أحدهما الآخر.

جوائز وألقاب

ـ حاز على عدة جوائز وألقاب كجائزة "الموريكس دور" (Murex d’Or) كأفضل إعلامي في العالم العربي لعام 2007.

ـ حصل أيضا على لقب سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للبيئة، كما ظهر في عدة إعلانات تلفزيونية، منها عطر باسمه "عطر جورج قرداحي" و"شوفان هارفست" هو وعائلته.

ـ يحمل قرداحي أيضا "ميدالية الأرز" اللبنانية من الرئيس إميل لحود مع رتبة قائد، بالإضافة إلى العديد من الجوائز من مختلف المنظمات سواء لإنجازاته المهنية، أو لمساهماته في المجتمع.

المصدر : الجزيرة + ويكيبيديا

 

بعد نحو 4 عقود من الغزوات والحروب الخارجية والاقتتال الداخلي تقف أفغانستان في مفترق الطرق نحو المستقبل؛ أخفقت الولايات المتحدة خلال عقدين من التدخل العسكري في إزاحة طالبان من المشهد السياسي وعادت الحركة لتحكم البلاد مجددا محاولة التخفف من أعباء الأيديولوجيا التي أقصتها عن الحكم، وفي ظل توازنات دولية مختلفة.

ما يبدو مغايرا في رسم مستقبل أفغانستان ورؤية العالم لها هي الثروات المعدنية الضخمة والواعدة التي اكتشفت فيها، وقد تؤدي المصالح الدولية القائمة على الأولويات الاقتصادية دورها في تحديد طبيعة الصراع على أرض الأفغان في اتجاه قبول الحالة السياسية الراهنة بوجود حركة طالبان، بما قد يحوّل أفغانستان من بلد الحرب والأفيون إلى بلد الليثيوم والثروة.

بلاد حبيسة وعصية

بجبالها الشاهقة وجغرافيتها الصعبة التي تمتد على مساحة 652 ألف كيلومتر مربع، تعدّ أفغانستان أرضا حبيسة بطبيعة قاسية، رسمت تضاريسها شكل العلاقات بين كياناتها الاجتماعية القبلية، وشكلت السمة العامة لسكانها ومفاصل تاريخ البلاد قديما وحديثا.

كان موقع أفغانستان في مفترق طرق الحضارات الكبرى للعالم القديم سببا للصراع عليها وتطاحن الإمبراطوريات الذي امتد إلى العصر الحديث؛ فشلت الحملات البريطانية في القرن الـ19 (1838-1842) والسوفياتية في القرن الـ20 (1979-1989) والأميركية (2001-2021) في السيطرة النهائية على البلد الذي مر بفترات قصيرة من الاستقرار النسبي، قد تكون أهمها حقبة الملك محمد ظاهر شاه (1933-1973)، قبل انقلاب ابن عمه رئيس الوزراء محمد داود خان عليه وإدخال البلاد في الفلك السوفياتي منذ أواخر السبعينيات.

واجه الغزو السوفياتي (1979-1989) مقاومة شرسة من الأفغان -في أوج الصراع خلال الحرب الباردة- أدّت إلى انسحابه بعد تكبد خسائر كبيرة، ولم يستطع النظام الموالي للسوفيات بقيادة محمد نجيب الله (1987-1992) الصمود أكثر من 3 أعوام، إذ سيطرت حركة طالبان على معظم أنحاء أفغانستان في ظل حرب أهلية شاركت فيها فصائل عدة بتلوينات عرقية وسياسية مختلفة، واستطاعت الحركة السيطرة على كابل عام 1996.

عقب هجمات سبتمبر/أيلول 2001، اتهمت الولايات المتحدة الحركة بإيواء تنظيم القاعدة وغزت أفغانستان بمشاركة دول غربية، حيث أسقطت نظام طالبان التي قادت مقاومة ضد الجيش الأميركي والحكومات الأفغانية طوال 20 عاما من الوجود الأميركي (2001-2021). وبعد مفاوضات مع الحركة، وقعت واشنطن والحركة في فبراير/شباط 2021 اتفاقا يقضي بخروج القوات الأميركية من البلاد بحلول سبتمبر/أيلول 2021، ولكن قبل اكتمال خروج هذه القوات انهار الجيش الأفغاني والحكومة الموالية لواشنطن واستطاعت طالبان السيطرة مجددا على البلاد في ظل مشهد مرتبك لإجلاء الولايات المتحدة لدبلوماسييها وجنودها ورعاياها والمتعاونين معها.

حكم الجغرافي

رغم أن أفغانستان تعدّ دولة حبيسة ذات تضاريس صعبة فإنها تحتل موقعًا حساسا له أهمية جيو-إستراتيجية كبرى في آسيا الوسطى، فهي تقع في وسط المناطق الآسيوية الرئيسة مثل آسيا الوسطى وجنوب القارة وغربها والشرق الأقصى، وقد كانت إحدى نقاط طريق الحرير القديم، كما أنها على تماس حدودي مع قوى دولية كبرى كالصين (76 كيلومترا فقط) والفضاء السوفياتي السابق (طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان) وإيران وباكستان.

ولعل هذا الموقع، مع هشاشة البنية السياسية والاجتماعية -رغم عدم وجود ثروات معلومة حتى وقت قريب- جعل منها مطمعا لللاعبين الكبار على الساحة الدولية وفضاء لتصفية الحسابات بين الدول العظمى، مما وصمها بعدم الاستقرار طوال عقود.

ما يعطي أفغانستان أهمية أكبر هو اعتبارها ممرا مهما ومحتملا لصادرات النفط والغاز الطبيعي من وسط آسيا في إطار الصراع الدولي على منابع الطاقة وطرق مرورها، كما أن التقارير التي تؤكد حيازة أفغانستان ثروات طائلة من المعادن تعزز أهمية هذا البلد في المستقبل، ولكن حتى ذلك الحين تبقى أفغانستان مصنفة في أسفل ترتيب مؤشرات التنمية عالميا كما تظهر المؤشرات.

بلدمنهمك بالحروب:

 

جندي أميركي على أطراف مطار حامد كرزاي في كابل (رويترز-أرشيف)

طوال عقود، لم تلتقط أفغانستان أنفاسها لنسج منوال تنموي محدد أو ترتيب أوضاعها الاقتصادية وإدارة ثرواتها، فالحروب والصراعات الداخلية أنهكت البلد وجعلته من بين الدول الأشد فقرا والأقل تنمية على الصعيد العالمي، ولم تنجح نحو تريليون دولار صرفتها الولايات المتحدة -معظمها نفقات عسكرية- في زحزحة البلاد من مربعات الفقر والفساد، كما لم تغير البنى الاجتماعية والسياسية أو الاقتصادية فيها.

معلومات أفغانستان

 

الثروة الموعودة.. هل تنهي الحروب أم تؤججها؟

لم يكن الغزاة أو أطراف الحرب الأهلية في أفغانستان يدركون أن الأرض التي يتصارعون عليها للسيطرة على طرق التجارة أو تأمين تخوم إمبراطورياتهم أو إغراق عدوهم الأيديولوجي في مستنقع الحرب ليست مجرد سلسلة من الجبال الوعرة، بل هي مكمن ثروات ضخمة من المعادن قد تغير وجه أفغانستان إذا ما توفرت الظروف الملائمة لاستغلالها.

اكتشف الخبراء الجيولوجيون السوفيات خلال غزو بلادهم لأفغانستان بعض مكامن الثروات، وقام الأميركيون من بعدهم بعمليات مسح بلغت كلفتها نحو 17 مليون دولار مكنتهم من الحصول على معطيات مؤكدة عن وجود ثروة معدنية وهيدروكربونية كبيرة تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار وفق تقديرات أميركية، تشمل خصوصا عناصر معدنية نادرة شديدة الأهمية للصناعات الدقيقة.

ووفقا لبيانات أبحاث الجيولوجيين الأميركيين التي وردت في تقارير وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون، تحوي الصحراء والجبال الأفغانية كميات ضخمة من معادن الأرض النادرة مثل الليثيوم والنيوداميوم والسيريوم واللانثانوم الكوبالت والنحاس، فضلا عن كميات هامة من اليورانيوم والزئبق والزنك والفضة والذهب والألمنيوم، وكذلك النفط والغاز الطبيعي وغيرها. ويعدّ الليثيوم من أكثر هذه المعادن أهمية، وقد ارتفع الطلب العالمي عليه في السنوات الأخيرة بنحو 40 ضعفًا نظرا لقيمته في ما يسمى "الاقتصاد الأخضر" أو الصناعات الصديقة للبيئة.

وتشير الوكالة الأميركية للمسح الجيولوجي إلى وجود تنوع مذهل من المعادن الدفينة وعناصر التربة النادرة في أفغانستان، وأن تركيز هذه المعادن وسهولة الوصول إليها يمكن أن يجعلا البلاد واحدة من أهم مراكز التعدين في العالم.

الأفيون والليثيوم

ساهمت الحرب الطويلة والفقر وغياب الاستقرار في جعل أفغانستان أرضا خصبة لزراعة الخشخشاش وتوزيعه عالميا، وقدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) إنتاج الأفيون في أفغانستان عام 2017 بنحو 9.9 آلاف طن بقيمة نحو 1.4 مليار دولار من مبيعات المزارعين أو ما يناهز 7% من الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان.

توفر أفغانستان – وفق تقريرسنة 2020 الصادر عن المكتب- نحو 80% من صادرات العالم من الأفيون، في حين بلغت المساحة المزروعة بالخشخاش 224 ألف هكتار (نحو 2250 كم2) عام 2020، مقابل 163 ألف هكتار (نحو 1800 كم2) عام 2019، في حين كانت المساحة المزروعة تقدر بـ8 آلاف هكتار فقط (80 كلم2) عام 2001.

ورغم إخفاق حركة طالبان في وقف زراعة وتجارة الأفيون في فترة حكمها الأولى بعد أن حظرته، فإن رغبتها في الاندماج في المجتمع الدولى قد تدفعها إلى بذل جهد أكبر في هذا السياق، في اتجاه أن تصبح أفغانستان أكبر مصدر لمعدن الليثيوم والمعادن الأخرى النادرة بدل الأفيون.

وتقف أمام ذلك عراقيل جمة أهمها صعوبة القطع مع زراعة الأفيون، التي أضحت جزءا من النسيج الاقتصادي للبلاد والزراعة الرئيسية فيها. وقد فشلت الولايات المتحدة بدورها في تدمير هذه الصناعة رغم إنفاقها مبالغ طائلة لتحقيق ذلك، كما أن الاقتصاد الأفغاني الهش، وفي ظل غياب التمويل وبنى وأنماط إنتاج مختلفة ومصادر دخل بديلة يصعب عليه التخلص من تأثيرات الأفيون سريعا.

أما التحول إلى صناعات التعدين واستخراج الثروة المعدنية الواعدة، فيستوجب بنى تحتية ليست متوفرة في البلاد وخبرات وكفاءات واستثمارات ضخمة قد تتسابق عليها الدول والشركات العالمية، لكن ذلك يرتبط بالوضع الأمني وبطبيعة النظام السياسي الذي سيتركز في البلاد، ومدى القبول الدولي لقرارات وتوجهات حركة طالبان، والاستقرار الداخلي والدعم الخارجي.

من يغنم الكنز؟

وزير الخارجية الصيني ونغ يي مع زعيم حركة طالبان عبد الغني برادر (غيتي)

وفقا للبيانات الرسمية، أنفقت الولايات المتحدة خلال حربها في أفغانستان التي استمرت 20 عاما 978 مليار دولار، شاملة الدعم اللوجستي من باكستان ومخصصات 2020، كما قتل 2300 من جنودها، وأصيب 20 ألفا و660 جنديا، وهي تكلفة بشرية باهظة زادها مرارة خروجها المرتبك من البلاد وفقدان أي وجود عسكري أو دبلوماسي بالبلاد وعودة طالبان للحكم.

هذه الخسارة العسكرية، قد تقود واشنطن أيضا إلى التفريط في استثمار الثروات الهائلة التي اكتشفتها لمصلحة قوى دولية منافسة كالصين وروسيا أو أخرى إقليمية كإيران وباكستان والهند. وتلك الدول تحكمها جميعا مخاوف أمنية من حكم طالبان، لكن الأبعاد الاقتصادية قد تكون فاعلة في مسألة الاعتراف بالحركة واحتوائها ودمجها في المجتمع الدولي، خصوصا إذا أبدت الحركة مرونة وتفهما للهواجس الأمنية لهذه الدول، وهو ما تحاول القيام به.

وتحتاج الولايات المتحدة وشركاتها التكنولوجية الكبرى إلى المعادن الأفغانية النادرة بشكل أكبر، فالاحتياطات الأميركية منها لا تزيد على 1.4 مليون طن متري، في حين تعدّ الصين الدولة المنافسة في جميع المجالات صاحبة أكبر احتياطي عالمي بنحو 44 مليون طن متري.

ما يقلق الأميركيين أكثر من غيره الآن هو التقارب الصيني مع طالبان، الذي قد يعطي بكين اليد الطولى في التحكم بتلك الثروات المعدنية الثمينة واستغلالها مستقبلا. فالصين -كما يرى الغرب- لا تهتم في علاقاتها مع دول العالم بقيم حقوق الإنسان والديمقراطية، في حين تنسج الصين تلك العلاقات على "أساس المنفعة المتبادلة واحترام اختيارات جميع الشعوب"، ولذلك مدّت منذ فترة جسور تعاون مع حركة طالبان.

سبق صيني ومخاوف أميركية
وفي حين أغلقت الولايات المتحدة وحلفائها سفاراتها وسحبت كل قواتها العسكرية، أبقت الصين -كما روسيا وتركيا وبعض الدول الأخرى- على تمثيلها الدبلوماسي، واستقبل وزير الخارجية الصيني وانغ يي وفدا من قادة حركة طالبان في بكين أواخر يوليو/تموز 2021، وفي أعقاب سيطرة طالبان على كابل. واستقبل سفيرها وزير الخارجية المكلف في "حكومة طالبان" أمير خان متقي، كما تعهدت بكين بتقديم مساعدة إنسانية تقدر بـ15 مليون دولار للحكومة الجديدة.

تقارب الصين علاقاتها مع حركة طالبان من بوابة "السياسة والأمن والاقتصاد"، فالعلاقات السياسية تهدف بالأساس إلى تأمين حدودها، وعدم اتخاذ الأجنحة المسلحة للحركات الإسلامية للشعب الإيغوري المسلم من الأراضي الأفغانية المتاخمة لإقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) في ولاية بدخشان وجبال بامير منطلقا لهجمات داخل الصين، لتأتي بعد ذلك المصالح الاقتصادية والاستثمارات التي تغري طالبان أيضا.

وقد سجلت بكين نقاطا أكبر في مسار ترتيب العلاقة مع حكام أفغانستان الجدد، بقطع النظر عن التنافر الأيديولوجي بينها وبين حركة طالبان، سعيا إلى توطيد نفوذها في جنوب آسيا ووسطها. كما أن الحركة نفسها تسعى للاستفادة من الصين كقوة اقتصادية وتكنولوجية وسياسية كبرى لنيل الدعم والحماية وتطوير الاقتصاد؛ وتبدو فرص الصين حينئذ للوصول إلى الثروات الأفغانية أكبر بكثير من فرص واشنطن وحلفائها.

من جهتها، تهتم روسيا أكثر بالمسألة الأمنية في أفغانستان وكذلك بثرواتها، وقد استقبلت وفدا من طالبان في موسكو، وربما تكون على استعداد للتعامل مع الحركة سياسيا واقتصاديا إذا تم تبديد المخاوف الأمنية تجاه الجمهوريات الدائرة في فلكها والمحاذية لأفغانستان بخصوص ضبط الحدود وما تصفه بـ"تصدير الإرهاب"، وهي أيضا بديل محتمل للتعاون العسكري إذا ما فقدت حركة طالبان الأمل في واشنطن.

فالولايات المتحدة والدول الغربية تشترط تنازلات كثيرة على طالبان تتراوح بين السياسي والأمني والاجتماعي والحقوقي مقابل تطبيع العلاقات معها وإدماجها في المنظومة الدولية، في حين تحكم الحركة هواجس كثيرة تجاه المحتل السابق، لكنها تبدي في المقابل استعدادا للتعاون مع جميع الدول، وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رغبة في رفع الحظر والعقوبات عنها.

وقد تدفع المخاوف الأميركية والغربية من الدور الصيني والروسي بدرجة أقل، وإمكانية اعترافهما بحكومة طالبان ودعمها دوليا إلى مراجعة موقفها من الحركة، كما أن ضغوط الشركات الكبرى في صناعة السيارات والتكنولوجيات الحديثة قد تقنع واشنطن والعواصم الغربية بسرعة مراجعة هذه المواقف خوفا من ضياع نصيبها من الثروة المعدنية الأفغانية.


الشرعية والأمن والثروة

 

مقاتل من طالبان في دورية تجوب شوارع جلال آباد (الأوروبية)

رغم سيطرتها على كامل أفغانستان تقريبا وإعلانها حكومة تسيير أعمال فإن حركة طالبان لم تنل (حتى أكتوبر/تشرين الأول) اعترافا دوليا تكتسب به الشرعية، وما زالت تصنف "حركة إرهابية" حتى من الدول التي أبدت بوادر تعامل إيجابية تجاهها (روسيا). ويبقى كسب الشرعية الدولية الطريق الرئيس للاستقرار ومن ثم المرور إلى البناء الاقتصادي.

وتظل الهواجس الأمنية وعدم الاستقرار سياسيا وعسكريا العائق الرئيس أمام تحقيق التنمية الاقتصادية في البلد المتعدد الأعراق (البشتون والطاجيك والهزارة والأوزبك والأيماق والتركمان والبلوش والقرغيز والنورستان والعرب) والذي تحكمه صراعات وتوازنات داخلية هشة أسهمت، فضلا عن التدخل الخارجي، في استمرار الحرب منذ 1979.

فرغم أن حركة طالبان قدمت نفسها في ثوب جديد أكثر انفتاحا على الداخل والخارج،  فإنها لا تحظى بإجماع داخلي، كما توجد خلافات وانقسامات بين قادتها (الجناح العسكري والسياسي) على أسلوب إدارة الدولة والمجتمع في علاقتها بالمسألة الدينية وطريقة الحكم والنظرة إلى العلاقات الخارجية.

كما يصعب المرور إلى دولة مستقرة في وقت وجيز في بلد شهد 4 عقود من الاقتتال، وتحكمه تناقضات مختلفة بينها القبلي والديني والسياسي، تؤرق دول الجوار أمنيا (إيران وباكستان وطاجيكستان والصين وتركمنستان) وتثير قلقها بحكم التداخل في التركيبة السكانية والدينية.

ويعدّ دعم وإيواء "الحركات الجهادية" المسألة الأبرز في تقييم القوى الكبرى والإقليمية لطالبان، فرغم أن الحركة قدمت تعهدات بالقطع مع التنظيمات "المتطرفة" ومحاربتها، والحفاظ على علاقة حسن الجوار، فإن حالة عدم الاستقرار وخبرة بعض هذه التنظيمات في الأرض الأفغانية وتضاريسها، بحكم وجودها الطويل هناك (تنظيم القاعدة)، وبحث تنظيمات أخرى عن بناء قواعد جديدة (تنظيم الدولة ولاية خراسان)، وتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وانتشار السلاح قد تعرقل جميعها محاربة هذه التنظيمات على المدى القصير وربما المتوسط.

وتبنى التنظيم في سبتمبر/ أيلول عدة تفجيرات في جلال آباد (شرقي أفغانستان) وكابول، وأخرى في قندوز(شمالي البلاد) وقندهار(جنوب غرب على الحدود مع باكستان) في أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد حالة من الاستقرار النسبي الذي أعقب تفجير مطار كابول يوم 29 أغسطس/آب وأدى لمقتل وجرح العشرات، بينهم 13 جنديا أميركيا.

هذه التفجيرات المتواترة، تؤكد خطورة التحديات الأمنية التي ستواجه الحركة في محاولتها بسط الاستقرار في البلاد وإقناع المجتمع الدولي وخصوصا دول الجوار كونها الطرف القادر على بناء أفغانستان جديدة مستقرة، وتبديد الهواجس الدولية بشأن عودة أفغانستان إلى مربع العنف الدامي مجددا.

المبعوث البريطاني الخاص إلى أفغانستان سايمن غاس التقى نائب رئيس الوزراء  في حكومة طالبان عبد الغني برادر

في محّصلة 40 عاما من الأزمة الأفغانية، تدرك حركة طالبان والأطراف الداخلية والخارجية المعنية  صعوبة رؤية تدخل عسكري آخر مباشر من القوى العظمى أو الإقليمية لفرض خيارات معيّنة بالقوة، بفعل دروس التورط السوفياتي والأميركي البليغة.

كما يدرك المجتمع الدولي أن حركة طالبان رقم صعب في المعادلة الأفغانية، لذلك فإن استيعاب الوضع الراهن ومحاولة تقليل الخسائر من جميع الأطراف يبدو السيناريو المرجح في التعامل مع هذا الملف، كي لا تبقى أفغانستان بؤرة توتر مزمنة في منطقة حيوية من العالم، وتتحول إلى مصدر لموجات لجوء يخشاها الغرب ودول الجوار.

وتتواتر المبادرات في هذا الاتجاه، حيث احتضنت الدوحة اجتماعا بين طالبان ومسؤولين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأول مرة بعد انسحاب القوات الأميركية من كابل، كما أرسلت بريطانيا مبعوثا خاصا إلى كابل، ودعت روسيا ممثلي طالبان إلى محادثات دولية في موسكو، فيما تتواتر اللقاءات الصينية مع الحركة، واستقبلت إيران وتركيا وفودا من الحركة أيضا، بينما تحتفظ باكستان بعلاقات جيدة مع طالبان. وتتحرك حركة طالبان دبلوماسيا على أكثر من صعيد، كما تبذل مساع من عدة أطراف لتهدئة الأوضاع الداخلية في أفغانستان وإطلاق حوار، خصوصا بين طالبان وقوى المعارضة في بنجشير (جبهة المقاومة الوطنية)، والتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة شاملة كمدخل للاستقرار السياسي والأمني، يسبقه أو يليه اعتراف دولي يمكن أن ينقل أفغانستان من "حقبة الأفيون" والحروب بمراراتها إلى "عصر الليثيوم" الذي يلوح وميضه في مستقبل أفغانستان الغائم.

سيناريوهات المستقبل 

حدد الأستاذ المشارك في معهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور ابراهيم فريحات شروط تقارب أفغانستان في حقبتها الطالبانية مع كل من واشنطن وبكين. واستعرض الباحث في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور شفيق شقير من جهته معالم التغييرات المتوقعة إذا أريد لأفغانستان أن تستقر وأن ينمو اقتصادها.

المصدر : الجزيرة

 

الخبر:

تتواصل ردود الأفعال الإيجابية والسلبية على تصريحات جورج قرداحي وزير الإعلام في حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

إعرابه:

- فيما جاءت تصريحات قرداحي قبل تسنمه منصب الوزارة، لكنها أثيرت على الملأ خلال وزارته واستغلت إعلاميا ودعائيا ضد اللبنانيين.. فلا ينبغي تفسير ذلك بمعزل عن الرؤية السعودية للبنان وسياسات الرياض المتغطرسة تجاه بيروت. ففيما تكونت الحكومة اللبنانية ومن بعد تسعة أشهر واصلها لبنان من دون حكومة، ما قد أوقد شعلة الأمل بأن يرى لبنان مستقلبا مستقرا أمامه.. لكن هذه الأعذار السعودية المساقة عقب إخفاقها في مصادرة لبنان، جاءت خير دليل على تكميل الرياض لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان، وبالأحرى جاءت في سياق السيناريو الذي انتهجته السعودية للبنان منذ عامين، والذي قد أخفقت به بالطبع.

- موقف قرداحي الجدير بالإشادة والثناء والذي كان رداً على المواقف السعودية وبضع دول مطلة على الخليج الفارسي من جانب، وتأييد الشعب اللبناني لهذه المواقف المبدئية من جانب آخر، أظهر أن الشعب اللبناني لا يستبدل استقلاله وسيادته بأي شيء.. فالأجواء الافتراضية تزخر بالهاشتاغات الداعمة لهذا الموقف.. هاشتاغات مثل: #الكرامه_ما_بتستقيل.. و #درب_يسد_ما_يرد.. و #جورج_قرداحي.

- في حين يرى بعض السياسيين اللبنانيين السابقين وبعض المسؤولين اللبنانيين استقالة قرداحي كوسيلة للخروج من الأزمة مع السعودية ودول عربية أخرى، ففي المقابل تنوي العديد من الفصائل اللبنانية ودعما للسيادة اللبنانية سحب نوابها من البرلمان إن أدت الضغوط إلى استقالة قرداحي.

- واقع الجدل الأخير في لبنان يتركز فقط على الرؤية السعودية السلطوية تجاه لبنان، وهي رؤية ظهرت بشكل خاص في قضية تحفظ السعودية على رئيس الوزراء اللبناني الشرعي سعد الحريري في الرياض. وظهرت مرة أخرى في قضية تصريحات وزير الخارجية اللبناني الأسبق "شربل وهبة" حول دعم بعض دول الخليج الفارسي العربية لزمرة داعش.. وهذه المرة تجلت مرة أخرى في قضية قرداحي. فالسعودية وفضلا عن استدعاء سفيرها في بيروت عمدت وفي إجراء غير إنساني إلى تمديد حظرها للواردات من لبنان، وبالضبط في هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون.

- يبقى أن ننتظر لكي نرى أي طرفي القضية سيتراجع أو سوف يضطر إلى التراجع.. لكن الحقيقة أن تجربة ثلاث سنوات ونصف من الضغوط والعقوبات من قبل الإمارات والبحرين ومصر تحت قيادة وتنفيذ السعودية على قطر لم تجد أي نفع، واضطرت هذه الدول الأربع إلى التخلي عن شروطها المزعومة الـ13، وتدخل في منافسات لكسب ود دولة قطر الصغيرة، لكي تحسن علاقاتها معهم.

المصدر:العالم