emamian

emamian

أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي على ضرورة الاسراع في انتاج اللقاحات المحلية الصنع المضادة لكورونا ، مشيرا الى ان استيراد اللقاحات يجب ان يتم فقط تحت إشراف وزارة الصحة.

وخلال ترؤسه اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا اليوم السبت اعتبر رئيس الجمهورية، أن وضع البلاد مع تفشي كورونا أمر غير مقبول.
واضاف رئيسي: على الرغم من أنني يجب أن أقدر عاليا الجهود الدؤوبة التي يبذلها الطاقم الطبي وكل من شارك في مكافحة تفشي كورونا، وكذلك القوى الشعبية التطوعية، إلا أن التقارير الواردة ومشاهداتي وكذلك وزير الصحة تشير إلى أن الوضع بشأن انتشار کورونا ليس مقبولا على الإطلاق.

واشار رئيس الجمهورية الى ضرورة عدم تعطيل الانشطة الاقتصادية للمواطنين، لكن من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لمنع التجمعات والأنشطة في المراكز المزدحمة مثل المطاعم وقاعات المناسبات والمراكز التجارية والأسواق الداخلية وما إلى ذلك، وتنفيذها بعناية وجدية حتى يمكن من التعامل بفاعلية مع انتشار الوباء ومضاعفاته.
واعتبر رئيسي ان توفير امكانيات الرعاية الصحية لمرضى كورونا وتوفير اللقاحات ضمن الاولويات، وقال: ينبغي على القوات المسلحة وجميع المؤسسات الأخرى استخدام جميع منشآتها الصحية حتى لايبقى أي مصاب بكورونا في أي جزء من البلاد بحاجة الى العلاج خارج المستشفى بسبب قلة الأسرة الطبية.
وشدد رئيس الجمهورية على أن الجهة الوحيدة المخولة للموافقة على لقاح كورونا هي وزارة الصحة، وقال: من وجهة نظر الحكومة، فإن مسؤولية الموافقة على صحة اللقاح وأصالته تقع على عاتق وزارة الصحة وحدها كما ان استيراد اللقاحات يتم تحت إشراف هذه الوزارة.
ومضى قائلا: يجب متابعة قضية إنتاج اللقاحات في البلاد بجدية واتخاذ جميع التدابير اللازمة لتسريع وزيادة إنتاج اللقاحات المحلية.
وفي جزء آخر من حديثه، اعتبر رئيس الجمهورية أن فرض القيود على حركة المرور غير الضرورية ينبغي أن لا يكون مشروطًا بإعلان العطلة الرسمية، مضيفا: يجب فرض حظر أو وضع قيود على حركة المرور بما يتناسب مع أيام الاسبوع والعطل حتى في عطلة نهاية الأسبوع من خلال إقناع الرأي العام.
وثمن رئيس الجمهورية تشكيل لجنة خاصة في وزارة الخارجية للإسراع في استيراد اللقاحات، وقال: مضاعفة الجهود لحماية أرواح الناس هو أهم قضية بالنسبة لنا جميعًا.

 

(رويترز)

أدت هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان إلى تفكك القوة العظمى الثانية في العالم، فلقد اكتشفت الشعوب أنها تعرضت لعملية تضليل، فتفككت الإمبراطورية بعد أن قررت الجمهوريات السوفيتية الاستقلال.

لكن لماذا يتم استدعاء تلك التجربة السوفيتية بعد هزيمة أميركا في أفغانستان! لقد قررت أن أتابع ما يكتبه الإعلاميون والمفكرون الغربيون لمعرفة توقعاتهم للمستقبل، وكان من أهم هؤلاء الإعلاميين ديفيد هيرست وهو صاحب تجربة إعلامية طويلة، وخبرة بالشرق الأوسط.

وكانت أهم مفاجأة قدمها ديفيد هيرست في مقاله بموقع "ميدل إيست آي"، هي أن تكلفة التدخل في أفغانستان دليل على أن الحضارة الغربية في طريقها إلى التدهور.. لماذا؟

من الواضح أن مراكز البحث في أميركا وأوروبا قد استقرت منذ بداية التسعينيات على تقديم الإسلام كعدو للغرب، وصوّرته بأنه يشكل خطرا على حياة الغربيين الذين حققوا التقدم.. ولذلك طرح بوش سؤاله الشهير: لماذا يكرهوننا

كان العنوان الرئيس لتدخل أميركا وحلفائها في أفغانستان هو الحرب على الإرهاب.. وكان ذلك يشكل عملية إحلال التهديد الإسلامي محل الخطر السوفياتي.

بذلك يوضح ديفيد هيرست الهدف الرئيس لهذا التدخل، فالغرب لا بد أن يواجه دائما عدوا خارجيا لكي يتم توحيد الشعوب، ودفعها للتخلي عن الكثير من مطالبها وحقوقها في تحسين مستوى معيشتها.

وهذا لا يختلف عن أساليب الحكام المستبدين في دول الجنوب الفقيرة، حيث يتم توجيه مشاعر الشعوب وسخطها ضد عدو خارجي بدلا من التركيز على الفشل الداخلي والفساد.

ما الثمن؟

ومن الواضح أن مراكز البحث في أميركا وأوروبا قد استقرت منذ بداية التسعينيات على تقديم الإسلام كعدو للغرب، وصوّرته بأنه يشكل خطرا على حياة الغربيين الذين حققوا التقدم.. ولذلك طرح بوش سؤاله الشهير: لماذا يكرهوننا؟!! ومن الواضح أن وسائل الإعلام الغربية تبنت خطاب النظام الأميركي في الإجابة عن السؤال: إنهم يكرهوننا لأننا متقدمون ورائعون.

كان السؤال والإجابة عنه يشكلان عملية تضليل للشعوب الغربية دفعتها لتأييد العدوان الأميركي على أفغانستان والعراق.

لكن ما الثمن الذي دفعه الشعب الأميركي والشعوب الغربية؟!! فاجأ ديفيد هيرست جمهوره بتقدير تكلفة العدوان على أفغانستان بأنها بلغت تريليونين من الدولارات (التريليون ألف مليار)، وإن صح هذا التقدير -وهو بالتأكيد صحيح- فهو يعني أن النظام الأميركي قد ضلل الشعب الأميركي، وحاول أن يقدم تقديرات غير حقيقية، وأن يقلل التكلفة، فالتقدير الرسمي لا يتجاوز تريليونا واحدا فقط.

ماذا يمكن أن يحقق هذا المبلغ الضخم لو أنه تم استخدامه بشكل رشيد في تحقيق التنمية وتحسين أحوال البشر في أفغانستان؟!! هل كان يمكن أن يحقق قوة ناعمة لأميركا، ويبني علاقات سلام وتعاون طويلة المدى مع شعب أفغانستان.

وماذا لو تم استخدام هذه الأموال الضخمة في تقوية الاقتصاد الأميركي، وتوفير الوظائف وفرص العمل، وتحسين المنظومة الصحية التي عجزت عن مواجهة وباء كورونا، وأظهرت للعالم ضعف أميركا وزيف الدعاية عن قوتها وتقدمها؟!

الشعب الأميركي سيطرح هذه التساؤلات بقوة على نفسه وعلى إدارة بايدن التي ستعجز عن تقديم إجابات مقنعة لشعب أصبح يدرك أن دولته لا تستطيع بكل ما حققته من تقدم أن تواجه وباء مثل كورونا.. فماذا لو تعرضت لوباء أكثر خطورة؟

وشعوب الدول الغربية التي شاركت في التحالف مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سوف توجه تلك التساؤلات لحكوماتها التي ستضطر لتقديم إجابة تحمل في طياتها الاعتراف بأن العدوان على أفغانستان جريمة كما وصفه نعوم تشومسكي.

لكن الشعوب الغربية لن تقنع بإبداء حكوماتها الندم على قرارات ارتبطت بالعنصرية والرغبة الوحشية في الانتقام والإبادة والتدمير.

إنها جريمة وعار

والعدوان الأميركي على أفغانستان لا تقتصر تكلفته على أموال تم تبديدها، وإنفاقها بسفه، فهذه الأموال تم إنفاقها لارتكاب جريمة قتل فيها -طبقا لتقدير ديفيد هيرست- 241 ألفا من الأفغانيين، وهناك تقديرات تصل إلى ضعف ذلك الرقم.

لذلك لا يمكن تفسير انتصار طالبان السريع، وتفكك الجيش الأفغاني إلا بأن أغلبية الشعب الأفغاني يعتبر أميركا قوة احتلال غاشمة، ويرى أن طالبان حركة تحرر وطني هدفها تحقيق جلاء أميركا عن الأرض الأفغانية وتحرير الشعب الأفغاني، لذلك وفر الأفغانيون الحاضنة الشعبية لمقاتلي طالبان الذين لا يزيد عددهم على 75 ألفا.

وهذا يعني أن طالبان مجرد طليعة للشعب الأفغاني الذي لم ينسَ دماء الشهداء وأشلاء الضحايا، وفي الوقت نفسه فإنه يكره المتعاونين مع الاحتلال الأميركي ويحتقرهم، لذلك حاول هؤلاء المتعاونون الفرار لأنهم يعرفون أنهم سيواجهون احتقار شعبهم، وأنهم لن يستطيعوا الحياة مع شعب شاركوا في سفك دماء أبنائه.

لماذا فقد الجنود حياتهم؟

يقدر عدد الجنود الذين قتلوا في أفغانستان بـ2448 جنديا أميركيا، بالإضافة إلى 454 جنديا بريطانيا.

وهذا أيضا سيدفع الشعب الأميركي والبريطاني لطرح سؤال من الصعب تقديم إجابة عنه: لماذا فقد هؤلاء الجنود حياتهم، وما الهدف الذي من أجله تم الزج بهؤلاء الجنود للقتال في أرض بعيدة، وجبال لا يعرفونها؟

ومن المؤكد أن بايدن سيجد نفسه في مأزق خطير، وقد بدأ توجيه سهام النقد واللوم إلى صدره، وجاء أولها من خصمه ترامب الذي وصفه بأنه وضع أميركا في موقف مذل.

والشعب الأميركي سيزداد شعوره بالمرارة والألم، فهل فقد كل هؤلاء الجنود حياتهم ليتم ارتكاب جريمة تشكل عارا لأميركا ثم تعود أميركا مهزومة، ويتم وضعها في هذا الموقف المذل طبقا لتعبير ترامب؟!

انهيار الغرب

لذلك يرى هيرست أن الدور الأميركي يتعرض لكارثة، مهما حاول النظام الأميركي إنكار ذلك، فمن الذي يتحمل المسؤولية؟ ويعتذر للشعب الأفغاني عن تلك الكارثة، فقوة الطيران الأميركية البريطانية لم تضمن للنساء الأفغانيات حقوقهن، لكنها كانت آلة قتل استخدمت في إبادة الأفغانيين، ولم تكن طالبان تستهدف الطيارين الأميركيين الذين أصبحوا الآن يواجهون أزمة أخلاقية بعد انسحاب أميركا، لماذا قتلوا المدنيين؟!

لقد كانت الدعاية الغربية التي تقوم على أن الجيش الأميركي والبريطاني يقوم بعمل جيد في أفغانستان زائفة ومضللة وبعيدة عن الواقع، كما أن النظام الذي فرضته أميركا في أفغانستان لم تكن له شرعية، وهذا يفسر عدم قدرة أشرف غني على الاستمرار في مواجهة طالبان، فاضطر إلى الفرار.

الشعوب الغربية ستطرح الأسئلة عن معنى السياسة الخارجية الأميركية وأهدافها، وسيحمل ذلك رسالة إلى الأمراء والرؤساء في الشرق الأوسط الذي أصبح عليهم أن يسألوا أنفسهم: كم أسبوعا يمكن أن يصمدوا في مواجهة مقاومة إسلامية عندما تقرر أميركا الانسحاب من الشرق الأوسط؟

من صنع الكارثة؟

إن تلك الجريمة شارك في ارتكابها 4 رؤساء أميركيين، لذلك فإن الهزيمة في أفغانستان سيتجاوز تأثيرها حدود أميركا، وإذا كانت هزيمة الإمبراطورية السوفيتية في أفغانستان هي نهاية هذه الإمبراطورية، فإن هزيمة أميركا وحلفائها ستكون بداية النهاية للإمبراطورية الغربية، وللنظام العالمي الأميركي والعسكري.

وهذا النظام لم يتعرض للانهيار بسبب مواجهة العدو، لكنه ينهار بسبب الغرور، والعجز -كما يرى هيرست- عن فهم الشعوب التي تم احتلال أرضها.

إن النظام العالمي ينهار في اللحظة التي لم تكن هناك قوة تستطيع أن تواجهه، وعندما تمكّن من فرض احتكار على استخدام القوة الدولية.

هل يريد هيرست بذلك أن يقول إن النظام العالمي الذي تقوده أميركا وتسيطر عليه انهار، وهو في أوج قوته، وبسبب تلك القوة ذاتها؟

يقول هيرست "إن الاتحاد السوفياتي عندما انهزم في أفغانستان فقد الثقة في نفسه، وفي قياداته، وفقد الإحساس بالخدمة العامة، ولم يصبح لسياسته الخارجية معنى بعد أن أصابها الفساد".

رسالة إلى الحلفاء

ومن المؤكد أن الشعوب الغربية ستطرح المزيد من الأسئلة عن معنى السياسة الخارجية الأميركية وأهدافها، وسيحمل ذلك رسالة إلى الأمراء والرؤساء في الشرق الأوسط الذي أصبح عليهم أن يسألوا أنفسهم: كم أسبوعا يمكن أن يصمدوا في مواجهة مقاومة إسلامية عندما تقرر أميركا الانسحاب من الشرق الأوسط؟ وهل يشمل ذلك إسرائيل، وما أسباب الرعب الذي أصابها بعد هزيمة أميركا في أفغانستان؟!

إن أميركا -كما يرى هيرست- سوف تنسحب من مواجهة الإسلاميين، وتقبل الهزيمة كما فعلت مع طالبان، فالاعتقاد في تفوق الغرب وقيادته وسيادته افتقد المصداقية، وبدأت الولايات المتحدة تفقد تأثيرها تحت إدارة بايدن -كما حدث خلال فترة ترامب- لأنه لم يستطع أن يغير شيئا، وما زال يتجاهل الشعوب، ويدعم المستبدين بالأسلحة والأموال.

وهذا يؤدي إلى طرح سؤال: ماذا أصبح لدى أميركا من القوة الناعمة؟!

إن أهم نتيجة يراها العالم أن التحالف الغربي انهزم في أفغانستان، وأن كل ما نجح فيه الغرب هو نشر الوحشية والبؤس لعدة عقود مقبلة باستخدام الحرب التي لم يكن لها مبرر، وأن القوة لم تكن لها فائدة، وأن العالم كله أصبح يواجه تهديدا لوجوده، فهل يقوم العلماء والحكماء بدورهم في العمل لإنقاذ البشرية من غرور القوة، والبحث عن فرص لاحترام حقوق الشعوب في الاستقلال والحرية كمدخل لبناء عالم جديد؟!

المصدر:الجزیره

بدأت ظهر اليوم السبت فعاليات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة وذلك بمشاركة كل من الرئيس الفرنسي، والملك الأردني، وأمير قطر، والرئيس المصري، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي، ورئيس وزراء دولة الإمارات، ووزير الخارجية الإيراني، ووزير الخارجية السعودي، ووزير الخارجية التركي.

وأكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، ان انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورة إقامة أفضل العلاقات مع العالم، فيما بين ان العراق واجه تحديات كبيرة على مختلف المجالات.

وقال الكاظمي، في كلمته خلال انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة ان "انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورية إقامة أفضل العلاقات مع العالم"، مبينا، "تعهدنا أمام الشعب باستعادة دور الريادة للعراق".

واضاف، "دور العراق التاريخي يكمن في أن يكون أحد ركائز الاستقرار في المنطقة"، لافتا الى ان "العراق فتح الباب لاستقبال الشركات الاستثمارية ولمسنا جدية دولية في دعم الاستثمار في العراق ونأمل بتحقيق مشتركات اقتصادية في مؤتمر بغداد".

وذكر رئيس مجلس الوزراء، "نتمنى ان يكون مؤتمر بغداد محطة جديدة لتحقيق تطلعات الشعب العراقي وشعوب المنطقة ونسعى لتفعيل المشاريع وإعادة الحياة في جميع مدن العراق".

وتابع الكاظمي، "نرفض استخدام الأراضي العراقية ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية"، مشيرا الى ان "الإرهاب والتطرف بكل أشكاله يشكل خطرا على الجميع".

وقال الكاظمي، "الارهاب يمثل خطر مشترك على الجميع والقضاء عليه يتطلب مواجهة الظروف التي تسمح بتناميه"، مضيفا، "القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة الظروف والبيئات التي تسمح بنموه".

وأردف، "الشعب العراقي انتصر على داعش وهو انتصار لكل شعوب المنطقة"، مؤكدا ان "العراق واجه تحديات كبيرة في الفترة السابقة ونجح بتجاوزها جميعا وشعب العراق احتكم للمسار الديمقراطي لتحديد خياراته".

وأكمل ان "لقاء المرجع السيستاني مع البابا يمثل نقلة نوعية في التسامح والاخوة"،

واوضح الكاظمي أن: "الحكومة طلبت من المجتمع الدولي دعم انتخابات تشرين وتلقينا دعما دولياً الاجراء الانتخابات"، مشددا انه "لا عودة للمسارات غير الديمقراطية".

عبداللهیان : الامن لایستتب الا عبر الثقة المتبادلة بین دول المنطقة

وشارك في المؤتمر الاقلیمی لدعم العراق وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، وقال في كلمته التي القاها : "اوّد ان اعربُ عن سعادتی لمشارکتی الیوم فی مؤتمر دعم العراق فی بغداد نیابة عن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وفخامة السید الرئیس الدکتور رئیسی رئیس الجمهوریة . فهذا المؤتمر بمشارکة دول المنطقة یؤکد عی مساعی وجهود جمهوریة العراق فی توفیر مجالات التعاون والتعاطی بین دول المنطقه واتمنی فی ظل هذه الاجتماعات ان نتوصل الی منطقه عامرة ومتنامیة وحرة" .

واضاف عبداللهیان ان " العراق یلعب الیوم دورا هاما بفعل الجهود والرؤی البناءة فی المنطقة . فالجمهوریة الاسلامیة الایرانیة کانت من اول دول المنطقة التی اعترفت بالعراق الجدید و عملت من خلال دعم السیاقات والعملیات السیاسیة فی هذه البلاد علی تطویر انواع التبادل السیاسی والاقتصادی وادلتجاری معها".

وتابع ان " العراق الجدید المتحرر من الارهاب فی الحال الحاضر بحاجة الی اعادة الاعمار وتدعیم الامور المحلیة وکذا تنمیة علاقات التعاون فی المنطقة ، لذلك فان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة اذ تدعم امن واستقلال ووحدة اراضی العراق وعزته وقدرته ورفع مکانته الاقلیمیة والدولیة تعلن استعدادها لتنمیة اوجه التعاون الثنائی والاقلیمی" .

واشار الى انه "قد وصل انواع التبادل التجاری بین الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وجمهوریة العراق علی مدی السنوات الماضیة الی اکثر من 13 ملیار دولار . فتوفر ثمان ممرات عبور رسمیة ونشطة بین البلدین واستمرار شتی انواع التبادل التجاري عبر هذه الممرات رغم تفشي فایروس کورونا تعبّـر عن الترابط المتجذر الاقتصادي بین البلدین وقد ساهمت ایران عبر تصدیر الخدمات الفنیة والهندسیة والغاز والکهرباء بشکل ملحوظ وباهر في تنمیة العلاقات الاقتصادیة والتجاریة مع العراق".

ولفت الى ان " نشوء داعش کانت من جملة اهم المخاطر التی تعرضت الیها المنطقة مما ترکت خسائر لاتعوّض ومع الاسف تضرر العراق کثیراً بفعل ظهور الجماعات الارهابیة . فأن لم تکن الاراده الشعبیة العراقیة ودعم المرجعیة الرشیدة وتقارب ابناء المجتمع ومختلف شرائح الشعب العراقي متاحة لم یکن یُعرف ماذا کان سیحل بالعراق وبلدان المنطقة والی اي مدی تتعرض المنطقة والعالم الی التهدیدات المباشرة من قبل التیارات الارهابیة . ان الجمهوریة الاسلامیة سارعت لمد ید العون الی العراق الشقیق والصدیق علی مسار مکافحة الارهاب ولم تدّخر جهداً فی هذا السبیل . کما ان الشعب العراقي والاحزاب ومختلف الفئات والفصائل العراقیة وایضا الحکومة العراقیة قدموا الآف الشهداء علی طریق الاستقلال ومکافحة الارهاب ورغم ذلك ارتکبت الحکومة الامریکة جریمة کبری باغتیال الشهیدین المکافحین لجبهة الارهاب التکفیری وهما الشهیدین القائدین قاسم سلیمانی وابو مهدی المهندس . علی هذا فان الامریکیین لایجلبوا السلام والامن لشعوب المنطقة فحسب انما کانوا العامل الرئیس للانفلات الامنی واللاامن حیث یمکن رؤیة و استشعار هذا الموضوع فی الکثیر من دول المنطقه بکل جلاء ".مشددا على ان " دور ودعم دول المنطقة لاستقرار وامن العراق واخص بالذکر تحقیق الامن بمشارکة کافة الدول الجارة للعراق بما فیها الجمهوریة العربیة السوریة الشقیقة والصدیقة" .

واوضح ان"مصیر وحکومات وشعوب المنطقة علی ضوء الوشائج الدینیة والثقافیة والتقلیدیة والجغرافیة والتاریخیة المشترکة مرتبطة ببعضها البعض . فالجمهوریة الاسلامیة کانت ولازالت تؤکد علی تحقیق السلام دوماً عبر الحوار والتباحث الداخلی الاقلیمي وتتمنی ان تصل دول المنطقة الی قناعة مشترکة علی ان الامن لایستتب الا عبر الثقة المتبادلة بین دول المنطقة بعضها بعضا والاعتماد علی القدرات الوطنیة وتعزیز الاتصالات وحسن الجوار بین بلدان المنطقة وعدم تدخل الدول الاجنبیة فیها . فهذه القناعة المشترکة یمکن ان تمهد المجال للکثیر من علاقات التعاون السیاسي والاقتصادي والثقافي بالمنطقة وان تضمن فی ظل الامن المشترك والمستدام ومن خلال الاستعانة بالموارد الآلهیة اجواء الرقي والتنمیة الشاملة لبلدان المنطقة .ان المنطقة تمتلك جمیع المؤشرات الدینیة والثقافیة والحضاریة والطاقات المادیة والمعنویة للتعاون والتقارب الاقلیمی ولکن مع الاسف بفعل مظاهر التدخل الاجنبی وهیمنة الافکار المتمحورة حول الامن الی مشاکل عدیدة ومنها الحرب وعدم الاستقرار والتوتر الامنی . فما نحتاجه الیوم واکثر من ای وقت مضی هو الوصول الی (( الامن الاقلیمي المستدام )) بمشارکة دول المنطقة اذ ان تحقیقه رهن بانـــفاق الموارد الاقتصادیة للوصول الی التحالف من اجل السلام والتنمیة" .

وختم كلته قائلا "الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة اعلنت دعمها ومساعدتها للعراق حکومة وشعبا وکذلك مایتعلق بقراراتها الخاصة بشأنها المحلي ومنها خروج القوات العسکریة والاجنبیة واقامة الانتخابات المبکرة وترحب ثانیة بالدور البناء لهذه البلاد في اشاعة ثقافة الحوار وعلاقات التعاون الاقلیمي وتعتبر بان اوجه التعاون الاقلیمي فیما بین دولها هی رکیزة بناء السلام والاستقرار فی هذا المسار لان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة من خلال التأکید علی الدور الهام لبلدان المنطقة اعلنت استعدادها لدفع هذه الأهداف والغایات الی الامام ". متابعا "مرة ثانیة اتقدم بالشکر الجزیل للحکومة العراقیة لاستضافة هذا المؤتمر متمنیا کل النجاح والرفعة للحکومة العراقیة وللشعب العراقي الشقیق" .

ابو الغيط: آن الأوان أن تُمحى الطائفية من دول المنطقة ويسود السلام والاستقرار

من جانبه أكد أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، دعم الجامعة لجهود العراق الساعية إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة.

وقال أبو الغيط في كلمته خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة إن " العراق يسعى إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة وجامعة الدول العربية تدعم هذا الجهد وتريد أن يكون العراق جسرا للتواصل".

وأضاف إن "الجامعة لا تريد أن يكون العراق ساحة للصراعات وجمعتنا في مؤتمر بغداد محبة العراق ومن دواعي سرورنا أن نشارك في المؤتمر". مشددا على أنه آن الأوان أن تُمحى الطائفية من دول المنطقة ويسود السلام والاستقرار.

السيسي: ندعم جهود الحكومة لتحقيق استقرار العراق

هذا و أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، أن مؤتمر بغداد فرصة للتشاور والتعاون لمواجهة التحديات.

وقال السيسي في كلمته خلال انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة: إن"مصر تستمر في دعم جهود الحكومة لتحقيق استقرار العراق وترسيخ موقعه أنها تقف سنداً إلى جانب الحكومة العراقية في تحقيق الأمن".

وأضاف أن "مصر تنظر للإنجازات المتحققة برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وترحب بنقل تجربتها للعراق للسير معاً على الطريق نحو المستقبل".

ولفت الى أن "العراق شهد تدخلات خارجية متنوعة وأن مصر ترفض الاعتداءات على الأراضي العراقيّة".

وبين أن "مصر تتمنى نجاح الانتخابات المبكرة التي ستفتح الباب أمام الشعب العراقي للتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي يستحقه وتساند الحكومة في استعادة مكانة العراق التاريخية وترسيخ موقعه في العالم العربي ودوره في المنطقة وعلى صعيد المجتمع الدولي.

ملك الاردن: امن واستقرار العراق يعني امننا واستقرارنا جميعا

أكد ملك الأردني الملك عبد الله الثاني، ان عقد مؤتمر بغداد دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور وتعزيز الحوار، فيما بين ان العراق يعمل منذ أعوام بجد لترسيخ دولة الدستور والقانون.

وقال الملك عبد الله الثاني في كلمته "سعيدون بتواجدنا في مؤتمر بغداد"، مضيفا، "اجتماعنا في المؤتمر دليل على دور العراق المركزي".

وبين ان "العراق يعمل منذ أعوام بجد لترسيخ دولة الدستور والقانون"، لافتا الى ان "أمن واستقرار العراق من أمننا واستقرارنا جميعا".

وأكمل، "العراق القوي يشكل ركيزة للتعاون الاقليمي"، موضحا، "لا بد من فتح الأبواب أمام تحقيق التكامل الاقتصادي".

أمير قطر يدعو المجتمع الدولي لتقديم الدعم للعراق

وثمن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجهود المبذولة في ارساء الاستقرار في العراق.

وثمن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجهود المبذولة في ارساء الاستقرار في العراق.

وقال آل ثاني إن:"نؤمن بان العراق مؤهل في ارساء السلم في المنطقة ونؤكد على وحدة العراق".

واضاف: "سنواصل دعمنا للشعب العراقي وواثقون من استعادة قوة العراق"، داعيا "المجتمع الدولي لتقديم الدعم للعراق".

واعرب عن ثقته بأن "يعيد العراق اكتشاف مصادر قوته وأهمها الإنسان العراقي".

ماكرون: اجراء الانتخابات في موعدها سيكون نصرا للدولة العراقية

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن مؤتمر بغداد يبين الشراكات وتحقيق السلام في المنطقة، مشيراً إلى أن مؤتمر بغداد جاء لدعم سيادة العراق.

قال ماكرون في كلمته خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة "نحن هنا من اجل سيادة العراق وتنميته ورخاء شعبه"، مؤكدا أن "العراق يعود للامساك بمصيره".

وأضاف، أن "فرنسا ستبقى الى جانب العراق في مكافحة الارهاب".

وبين ماكرون، أن "اجراء الانتخابات المقبلة في موعدها سيكون نصرا للدولة العراقية"، مشيرا الى، ان " الاتحاد الاوروبي سيرسل مراقبين لانتخابات تشرين".

وتابع الرئيس الفرنسي، "سنساعد العراق في مجالات البنى التحتية والتدريب والصحة والطاقة"، لافتا الى ان "العراق يجب ان يلعب دوره كاملا في المنطقة والعالم".

واشار الى، أن "المنطقة بحاجة الى تنسيق جهودها والعمل معا ضد الارهاب".

ولفت ماكرون الى، ان "الشعب العراقي عانى الكثير". واردف، "احيي رؤساء الدول والحكومات بمشاركتهم في مؤتمر".

وختم، "شرف عظيم ل‍فرنسا ان تشارك في هذا المؤتمر ونحن ملتزمون بالوقوف مع العراق".

بن فرحان: ماضون في التنسيق مع العراق ودول المنطقة لمكافحة التطرف والإرهاب

شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اليوم السبت، على ضرورة احترام سيادة العراق وعدم التدخل بشؤونه.

وقال بن فرحان خلال كلمته ، أن "روابطنا مع العراق تاريخية نابعة من حسن الجوار والمصالح المشتركة". مؤكدا على "دعم الحكومة العراقية بما يضمن استقرار العراق ووحدة اراضيه".

واشار الى ان دولته "مستمرة بالتنسيق مع العراق لمواجهة التطرف". وان "ما تشهده المنطقة يستدعي رفع مستوى التنسيق".

وبين، ان "السعودية تدعم جهود العراق في محاربة داعش والسيطرة على السلاح المنفلت".

وختم بن فرحان، "ماضون في التنسيق مع العراق ودول المنطقة لمكافحة التطرف والإرهاب".

رئيس الوزراء الكويتي: نتطلع لتنفيذ كافة الاتفاقيات الثنائية مع العراق

هذا واكد رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الصباح، خلال كلمته التي القاها أن المنطقة العربية لن تنعم بالاستقرار طالما العراق يفتقدها.

هذا واكد رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الصباح، خلال كلمته التي القاها أن المنطقة العربية لن تنعم بالاستقرار طالما العراق يفتقدها.

وقال الصباح "العراق أحد الركائز الأمنية والاقتصادية في المنطقة"، مضيفا ان "الاستقرار الأمني بالعراق يسهم باستقرار المنطقة".

وطالب الرئيس الكويتي، بـ"عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق".

واشار الى، ان "العراق مقبل على مرحلة مصيرية من تاريخه في ظل الانتخابات المقبلة".

وبين الصباح، أن "العلاقات مع العراق تسير بخطى ثابتة ونتطلع إلى تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين".

واكد على "تجديد التزامنا بمساندة العراق لتجاوز الصعاب التي تعترض استقراره وأمنه".

ولفت الرئيس الكويتي الى، ان "الكويت حشدت لاعمار المناطق المتضررة من داعش في العراق".

وختم بالقول، "نتطلع لتنفيذ كافة الاتفاقيات الثنائية مع العراق".

وزير الخارجية التركي :إن لم يكن العراق مستقرا فإن منطقتنا لن تشهد الاستقرار

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن لم يكن العراق مستقرا فإن منطقتنا لن تشهد الاستقرار، فيما بين ان تركيا ستستمر بتقديم الدعم للعراق لتحقيق الاستقرار".

وقال أغلو في كلمته خلال "سعيد بتواجدي في مؤتمر بغداد"، مضيفا، "، إن لم يكن العراق مستقرا فإن منطقتنا لن تشهد الاستقرار"، لافتا الى ان "تركيا ستستمر بتقديم الدعم للعراق لتحقيق الاستقرار".

وبين ان "الكاظمي أتخذ خطوات لتحقيق مطالب المتظاهرين"، موضحا، "نؤيد نهج الكاظمي في احتضان جميع الفئات والورقة البيضاء خطوة مهمة لتحقيق الإصلاح الاقتصادي".

وتابع، "ماضون في دعم العراق واستقراره أمر حيوي لسائر دول المنطقة ومستعدون للمساعدة في إعادة إعمار العراق عبر تنفيذ مشاريع حيوية".

وذكر وزير الخارجية التركي، ان "العراق لا يجب أن يكون ساحة للتنافس بل للتعاون والشراكة"، مبينا، "لا مكان للإرهاب في مستقبل العراق".

وأردف، "دون الأمن لا تتحقق التنمية الاقتصادية وسنواصل الدعم لتقوية المؤسسات في العراق"، مشيرا الى ان "العراق وبغداد من اعظم مراكز حضارتنا وتاريخنا مشترك".

واختتم وزير الخارجية التركي بالقول، "نرفض أي وجود لحزب العمال الكردستاني في العراق".

وزير الطاقة الإماراتي يؤكد وقوف بلاده الى جانب العراق

أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة خطوة مهمة على طريق عودة العراق بين محيطه الإقليمي والدولي، فيما أشار إلى أن موقف بلاده الدائم هو دعم العراق.


وقال المزروعي إن " الحضور الدولي في المؤتمر يعبر عن دعم العراق والمؤتمر خطوة مهمة على طريق عودة العراق بين محيطه الإقليمي والدولي".

وأضاف، أن "الإمارات تقف إلى جانب العراق وتنظر لمؤتمر بغداد باهتمام كبير"، مشددا على أن "دعم العراق موقف دائم للإمارات".

من جانبه أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد، أن العراق مقبل على مرحلة جديدة تتمثل بالبناء والتنمية، داعياً الى دعمه إقليمياً ودولياً دون التدخل في شؤونه الداخلية.

وقال بن أحمد، إنه "من دواعي سروره أن يشارك في هذا المؤتمر المهم، الذي يمثل فرصة للمشاركة والحوار مع جميع الدول"، مبيناً أن "هذه المبادرة تأتي في وقت يحتاج فيه العراق لكل الدعم والمساندة لمواجهة التحديات التي يواجهها".

وأضاف، أن "السعودية تشجع جهود الشراكة بمختلف انواعها مع العراق، واعادة الاعمار ودحر الارهاب والتطرف، والتعاون مع الجميع في القضايا التي تشترك فيها مع المجتمع الدولي".

وأوضح أن "العراق يقف اليوم على مرحلة جديدة وهي مرحلة البناء والتنمية مما يطلب دعمه اقليميا ودوليا، دون التدخل في شؤونه وخياراته الداخلية"، داعياً "دول المنطقة العربية والاسلامية والمؤسسات الدولية الى دعم العراق في اطار احترام سيادته على ارضه وشعبه والاستجابة الجادة لدعوته الصادقة في المشاركة".

وختم حديثه بالقول: "نحن على ثقة بأن العراق وما يمتلكه من قدراته بشرية واقتصادية سيعيد مكانته في العالم".

في سياق متصل أكد أمين عام مجلس دول التعاون في الخليج الفارسي نايف فلاح مبارك الحجرف، اليوم السبت، الإعداد لعقد مؤتمر تحت عنوان (مؤتمر الإعمار والاستثمار الخليجي – العراقي) في الفترة المقبلة.

وقال الحجرف إن "المجلس يدعم العراق ويتطلع لتعزيز علاقته الاستراتيجية مع مجلس التعاون".

وأضاف إن "المجلس يعد العدة لعقد مؤتمر الإعمار والاستثمار الخليجي – العراقي في الفترة المقبلة في إطار دعم مجلس التعاون للعراق".

وشدد على "ضرورة متابعة مخرجات مؤتمر الكويت التي نصت على دعم العراق اقتصادياً" لافتاً إلى أن "علاقة مجلس التعاون مع العراق تأتي ضمن ثوابت".

أهم نقاط البيان الختامي لمؤتمر بغداد

اصدر مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المقام في العراق الذي عقد بمشاركة تسع دول هي مصر وإيران والسعودية والأردن وقطر والإمارات والكويت وتركيا وفرنسا، السبت، بيانه الختامي والذي حصلت قناة العالم على نسخة منه.

وجاء في البيان ، ان المشاركين شددوا على ضرورة توحيد الجهود الاقليمية والدولية بما ينعكس ايجابا على استقرار المنطقة وأمنها، فيما رحبوا بالجهود الدبلوماسية العراقية للوصول الى ارضية من المشتركات مع المحيطين الاقليمي والدولي.
واضاف، ان احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الايجابي في علاقاته الخارجية.
وجدد المشاركون دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة واجراء الانتخابات الممثلة للشعب العراقي، كما جددوا دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة واجراء الانتخابات الممثلة للشعب العراقي.

وتابع البيان، ان المشاركين أقروا بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي التعامل معها على اساس الامن المشترك والمصالح المتبادلة.
واكد المشاركون على دعم جهود جمهورية العراق في اعادة الاعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية.

واثنى المشاركون على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الارهاب مجددين رفضهم لكل اشكال الارهاب.

واشار البيان، الى ان المشاركين اكدوا ضرورة استمرار التعاون في مواجهة جائحة فيروس كورونا من خلال تبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة.
ولفت البيان الختامي الى انه،"تم الاتفاق على ضرورة توحيد الجهود للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري

المصدر:العالم"

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في أثناء ندوة صحفية ببغداد (رويترز)

 

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم السبت، إن اللقاءات السعودية الإيرانية مستمرة في بغداد، للتوصل إلى تفاهمات تنهي القطيعة بين الدولتين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في ختام "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، الذي شاركت فيه 9 دول من بينها السعودية وإيران.

وقال حسين إن "اللقاءات السعودية الإيرانية مستمرة، وهي بدأت في بغداد ومستمرة، وستستمر"، مردفا "ما فهمناه من الطرفين أن لديهما رغبة كبيرة في الوصول إلى نتائج إيجابية لحل المشاكل العالقة بين البلدين".

وكانت بغداد قد احتضنت مباحثات مباشرة سرية في أبريل/نيسان الماضي بين مسؤولي طهران والرياض للمرة الأولى منذ انقطاع العلاقات بينهما عام 2016.

وبشأن عدم دعوة سوريا للمؤتمر، قال حسين إن بغداد "لم تشأ طرح مسائل خلافية في المؤتمر"، مشيرا إلى أن المسألة السورية "خلافية على الصعيد الإقليمي والعربي والدولي". وأضاف "شرحت لدمشق سبب عدم دعوتها للمؤتمر".

واعتبر حسين أن مؤتمر بغداد "استطاع جمع قوى ودول مختلفة بين بعضها مشاكل كبيرة إلى حد المقاطعة"، مشيرا إلى "خلق حالة حوارية بدل حالة الصراعات، وللعمل المشترك في المحيط الإقليمي وحل المشاكل بينها عن طريق الحوار".

دعم العراق

وأضاف أن "المؤتمر مهم وسيؤثر مستقبلا على الوضع العراقي والإقليمي"، مشيرا إلى أن "استقرار العراق يعني استقرار المحيط الإقليمي والعالم، وكذلك يؤثر الاستقرار في المنطقة إيجابا على الوضع الداخلي العراقي".

ولفت إلى أن "البيان المشترك تطرق إلى دعم العراق اقتصاديا وأمنيا وسيادة البلد وكيفية التعامل مع الوضع الحالي العراقي والاستثمار فيه".

وشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء الكويتي خالد الحمد الصباح، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.

كما شارك وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وتسعى بغداد، عبر هذه القمة، إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة وتعزيز التعاون لمحاربة الجماعات الإرهابية وبناء شراكات اقتصادية

المصدر:الجزیره

نشاهد في الأفلام ونقرأ في القصص أنه عندما يهاجم العدو ويقتحم، تدبّ الحمية ويبادر أي شخص عادي يصيبه الحماس ]والغيرة[ ويتوجه ليقاتل العدو. فهل كل هؤلاء من النوابغ؟ هل أن كل المقاتلين في المعارك والحروب التي وقعت طوال التاريخ الذين برزوا لقتال أعدائهم وثبتوا إلى أن قتلوا، هل كل هؤلاء نوابغ؟ لا، فهؤلاء من الناس العاديين. فليس كل ذلك الحماس والحمية نبوغًا، سواء ما يأتي دفعة واحدة وينتهي أو ما يستمر أو كل ما يأتي بتبعه.

ليس هذا النوع من الاستقامة هو ما نذكره في حق الإمام الحسين عليه السلام. فاستقامة الامام الحسين عليه السلام هي في محلّ آخر. إذ ليس المقصود من استقامته (عليه السلام) في يوم عاشوراء، أن يتلقى السيوف لتبلغ جراح جسده الشريف سبعين جرحًا ونيفًا[1]. ليست هذه من نوع الاستقامة التي ننشدها وللإمام الحسين العظيم (عليه السلام). أجل! فكل جندي شجاع باستطاعته القيام بمثل هذا العمل.

إن استقامة الامام الحسين هي كما ترون في عمله، تكمن [في أنه مقبل] على طفل كعلي الأصغر مفتق النحر من شدة العطش، وعند سيدة مبجلة كزينب عليها السلام تُضرب بسياط عتاة الكوفة، تخرج أسيرة، يسلبونها جلبابها وحجابها وربما حليها وقلائدها! فكر في ذلك! هل بإمكانك لو كنت في هذا الموقف، وقالوا لك: "حسنٌ جدا! أنت شجاع، تريد الجهاد والمواجهة، لك ذلك، لكن انظر بأي ثمن وقيمة!" فكم سيكون بمقدورك أن تظهر من الاستقامة؟ هنا في هذا الموقف بعينه تعرف الاستقامة الحسينية.

 الاستقامة الحسينية هي أنه عندما يُعرف الهدف ويُشخّص ويقيّم ويعلم حجم قيمته وعظمتها فيصمد من أجله، في الوقت الذي ترتعد فرائص الأشخاص العاديين وأصحاب الكرم والشجاعة والنخوة وكرام الناس. لو كان هناك شخص آخر مكان الامام الحسين عليه السلام لوقف وقال: أنا في النهاية مستعد للتضحية بنفسي في هذا الطريق، لكن هنا في هذه الصحراء وفي هذا العطش، كيف لي الوقوف وفي البين طفل رضيع وسيدة مكرمة..؟![2] (28/2/1377)
 
تارة يقال للمرء: لا تسلك هذا الطريق لأنك قد تتعرض للتعذيب والألم. فالإنسان القوي يقول: إني سالك هذا الطريق! ولا ضير في ذلك. وتارة يقال لآخر: لا تسلك هذا المسلك لعلك تُقتل. ترى الإنسان الفذ يقول: إنّي سالكه ولا أبالي بالقتل. ولكن تارة أخرى قد لا يقتصر الحديث على مجرد القتل والتعذيب والحرمان، بل يقال: لا تذهب، فقد يُقتل على أثر حركتك هذه عدد من الناس. وهنا يُعرض على بساط البحث موضوع أرواح الآخرين، فيقال له: لا تَسِر في هذا الطريق، فمن المحتمل أن يواجه الكثير من النساء والرجال والأطفال مصاعب جمّة وعنتًا كبيرًا من جرّاء مسيرك هذا، وإن أرواح الناس هنا على المحك، وهنا ترتعد فرائص الذين لا يبالون بالقتل [المقبلون على الموت، فكيف بغيرهم]، أمّا الذين لا ترتعد فرائصهم، فهم أوّلًا: في أعلى درجة من البصيرة وعلى بيّنة من ضخامة العمل الذي يؤدونه.

 وثانيًا: لهم من قوة النفس [الصبر] ما لا يتسرب الوهن إليها. وهاتان الميزتان تجلّتا في شخص الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء. لذلك كانت واقعة كربلاء كشمس سطعت في دياجي التاريخ، وهي ما انفكت ساطعة وستبقى كذلك أبد الدهر[3].
 
الاستقامة والبصيرة، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة

[1] - تاريخ الطبري، ج4، ص346،الامالي، الطوسي، صص676-677، بحار الانوار، ج45، ص57.
[2] - كلمته في لقاء الهيئة المشرفة على إقامة مراسم ذكرى رحيل الامام الخميني، 28/2/1377- 18/4/1998
[3] - كلمته في جموع غفيرة من زوار مرقد الإمام الخميني، 14/3/1375 ش.

 

 

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) التي وجّهها للشعب والمسؤولين بخصوص كورونا 2021/08/11م

بسم‌ الله ‌الرحمن‌ الرحيم


السّلام علی الحسين وعلی عليّ بن الحسين وعلی أولاد الحسين وعلی أصحاب الحسين، الّذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع).

لم تكن لديّ نيّة لهذا الخطاب، لكن كان من اللازم توضيح بعض النقاط للمسؤولين ولشعبنا العزيز حول تفشّي وباء كورونا.
حسناً، لقد تفشّى الوباء المعدي بصورة كبيرة ليس في إيران فحسب، بل العالم كلّه تقريباً يشهد مرحلة تفشٍّ. بطبيعة الحال، عندما يتّخذ المرض والفيروس والعدو شكلاً جديداً، يجب تغيير اصطفافنا الدفاعي وطريقة عملنا أيضاً. هو قد دخل بأسلوب جديد، ونحن أيضاً يجب أن نتبنّى مقرّرات وأساليب جديدة ومُحكمة من أجل التصدّي للوباء الذي يُعدّ اليوم خطراً داهماً. في رأيي «كورونا» هي اليوم قضيّة البلاد الأولى، الملحّة والمستعجلة، وينبغي أن تُتابع.

الإصابات والوفيّات مؤلمة حقّاً. من السهل قول ذلك على اللسان، لكن في الواقع عندما ترى أن أكثر من خمسمئة شخص قد فقدوا أرواحهم في اليوم الواحد، وأُصيب عشرات الآلاف من الناس في يوم واحد، هل هذا أمر هيّن؟ هل هذا أمر صغير؟ ليست المشكلة الفقد فحسب، رغم أنّه مؤلم بالطبع، بل الإصابة والمرض أيضاً. أولئك الذين يصابون بالمرض يتحمّلون كثيراً من الصّعاب من أجل الدواء والعلاج والفحوص، ويعانون من مشكلات متنوعة. في الواقع قلوبُ المسلمين والمواطنين كلهم تشتعل وتحترق لهذه الأحداث، ولذلك علينا مسؤوليات.

 لحسن الحظ، حدّد رئيس الجمهوريّة الموقّر قبل أيام مهلة أسبوع واحد. كانت خطوة جيّدة ليُدرك المسؤولون كلهم أهميّة الموضوع، ويدرسوا ويقدّموا الأفكار والاقتراحات اللازمة لاتخاذ القرار والإقدام. وهنا أقول: فليبادر جميعهم فور الانتهاء من مهلة الأسبوع إلى عمل ما يلزم من الخطوات، وليتّخذوا القرارات الحاسمة، وليقدِموا على قرارهم -أيّاً كان قرارهم، كل ما يعتقدون أنه مناسب ويمكنهم فعله- وليراعوا الدقّة في جوانب هذه القضيّة، وليفعلوا كلّ ما هو ضروري.

عندما تحدّثت عن الآلام، فأحد جوانب القضية هو الإصابات والخسائر والمصائب التي تحدث [لكن] الجانب الآخر من القضيّة هو موضوع الإرهاق الشديد للمجموعات العلاجيّة. هذا مصدر قلق كبير حقّاً. في هذا الطقس الصيفي الحار، في هذه المستشفيات، إن مواجهة هذه المشكلات ليل نهار لهي قضية مهمّة حقّاً، إذ يتعرّضون لضغوطات جسدية ونفسية. إنّ المجموعات العلاجيّة والأطباء والممرضين والممرضات وأمثالهم في حال جهاد بحقّ. أتقدم بالشكر من صميم قلبي إلى الأطباء والممرضين والممرضات والفرق الطبية. بالطبع لا أهميّة لشكرنا، فالشكر الرئيسي هو من الله؛ ﴿إنّه شاكرٌ عليمٌ﴾[1]. إنّه يرى تعبهم.

 أودّ أن أشير إلى بعض النقاط للمسؤولين، وبضع نقاط للشعب. ما أقوله للمسؤولين هو أنه في بداية ظهور «كورونا» كانت اختبارات الكشف عنه رائجة، وكان ذلك عملاً جيّداً جداً. يجب عمل ذلك، أي ينبغي للشبكة الصحيّة بجدية توسيع الفحوصات بالتعاون مع التعبئة، وأن يساعدوا في تأمين اختبار الكشف للجميع مجّاناً وعلى نطاق واسع. اليوم [الفحص] ليس متاحاً للجميع. هناك مشكلات ويبدو أن هناك تكاليف على الناس، تكاليف باهظة على بعضهم. [يجب] أن يكون الفحص والاختبارات المتعلقة بتشخيص المرض متاحة للناس جميعاً. بالطبع لا بدّ من أن تساعد شركات الضمان الصحّي، وعلى الحكومة أن تساهم في تحقيق ذلك.

النقطة التالية هي مسألة اللقاحات. حسناً، لحسن الحظ، تم إنتاج اللقاحات محليّاً، كما أن الإنتاج المحلي سهّل بطريقة ما الواردات الأجنبية، طبقاً لما صرّح به المسؤولون. بعبارة أخرى: كانت مسألة الواردات على طريقة أن الحكومة ووزارة الصحة اشترتا اللقاح من بعض الأماكن -من بعض البلدان ومن «كوفاكس»[2] وغيرها- وحتى أنّه تمّ الدفع لكن أولئك نكثوا ولم يسلّموا [اللقاحات]. بعد دخول لقاحنا إلى السوق وبَدْء الناس تلقّيه تحسن الأمر، أي قد فُتح طريق الاستيراد. على أي حال، تجب مضاعفة الجهود لتأمين اللقاح بأي طريقة ممكنة، سواء بالاستيراد أو الإنتاج المحلي، كي يكون متاحاً للناس جميعاً. لا بدّ من توفير الملايين من لقاحات كورونا للناس جميعاً.

النقطة التالية هي موضوع الدواء. ما نسمعه هو أن الدواء غير متوافر في الصيدليات أو المستشفيات، أو أنه نادر أو يصعب الحصول عليه، ولكنه موجود في «السوق الحرّة» بتكلفة أضعاف مضاعفة. إنْ كان هذا صحيحاً، فإنه يشير إلى مشكلة أساسية في شبكة التوزيع. تجب معالجة هذه المشكلة ومنعها، وأن يكون الدواء متاحاً للناس.

نقطة أخرى هي مسألة مساعدة القوات المسلحة. في الأشهر والأيام الأولى من العمل، تدخلت القوات المسلحة -الجيش و«حرس الثورة الإسلاميّة»- وأدت أعمالاً مهمّة، كما كان لقوات التعبئة حضور جيّد جدّاً وقويّ. ومع أن هؤلاء ما زالوا مشغولين الآن ولديهم أعمالهم، لكن في رأيي عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم في هذا الأمر ويساعدوا الناس.

هذه الأمور كانت ذات صلة بالمسؤولين وضرورية. يجب ألّا يجاملوا أبداً. الآن لن أبدي رأيي تجاه ضرورة الإقفال أو عدمه، فهي مسألة تخصصيّة يجب النظر فيها في «المقر الوطني لمكافحة لكورونا». لكن إذا توصلوا إلى نتيجة، عليهم تنفيذها بطريقة حاسمة.
بالنسبة إلى الناس، شعبُنا العزيز يواجه هذا الحادث المرير وهذه المشكلة، لكنّ جزءاً من المشكلة يعود إلى أن بعض الناس لم يراعوا المقرّرات. يقال في بعض الأماكن أن التزام الناس يصل إلى 40% أو 35%! حسناً، هذا قليل جدّاً. على الناس الالتزام بنسبة 100%. الآن، إن كان لدى عدد من الأشخاص مشكلات، أي لا يمكنهم ارتداء الكمامة أو مراعاة التباعد وهكذا، فعلى الغالبية العظمى - على الأقل - الالتزام. هذه المشكلة ترتبط بنا. إذا لم نلتزم، نعرّض حياتنا وصحّتنا للخطر، وكذلك صحة الآخرين، وبخاصة أحباؤنا ومن حولنا. لذلك، إنّ جزءاً من المشكلة ناشئ عن قلة الالتزام. يتعيّن على الناس إبداء الحساسيّة نفسها التي أظهروها والتزموها في الأشهر الأولى.

وفقاً لما يقوله الخبراء، إذا تحمّل الناس القيود شهرين أو ثلاثة والتزموا، سيؤدي هذا إلى انكسار المرض وتنفّس الطاقم الطبي، ويمكن للجهات المعنية أداء المهمة على أفضل وجه. سيصل اللقاح إلى وضع مُطمئن، إن شاء الله. بإذن الله، سيكون اللقاح متاحاً للناس في غضون أشهر قليلة وعلى أفضل وجه، إن شاء الله. إذا تضاعفت الهمم، وستتضاعف، إن شاء الله، حينئذ سيقلّ الخطر. من الممكن أن يبقى المرض لكنّ الأزمة ستنحسر وسينخفض خطر الموت وابتلاء العائلات. وإذا التزم [الناس] بالكامل بضعة أشهر -واحد أو اثنين أو ثلاثة-، ستتضاءل المشكلة أو تزول.

هناك موضوع آخر هو مراسم العزاء الحسيني وعاشوراء، وهو في غاية الأهمية. بالطبع هذه المجالس مصدر نعمة ومصدر للرحمة الإلهية، ومصدر إنزال البركة الإلهيّة على البلاد والشعب. نحن بحاجة إلى هذه المجالس. تجب إقامة هذه المجالس ولكن يجب التزام هذه المقرّرات بعناية ودقة. هذا يعني أنه على المشرفين على المجالس والخطباء والرواديد والمشاركين جميعاً التزام المقرّرات الصحيّة والتباعد الاجتماعي. لا يسمحوا أن تصير هذه المجالس -لا سمح الله- سبباً لتفشي الوباء، فيتمكّن الأعداء من القول إنّ المجالس الحسينيّة أدت إلى تفشي الوباء. يجب ألّا تسمحوا لذلك أن يحدث. ولا بدّ من مراعاة [هذه الأمور] بدقّة في هذه المجلس. هذا أولاً.

الأمر الآخر هو التبرعات العامة. يحتاج بعض الناس إلى المساعدة حقّاً. نهضة الإحسان العامّة ونهضة المواساة التي حدثت بأفضل وجه خلال جزء من هذا العام ونصف العام، خاصة في الأيام الأولى حين دخل الخيّرون والأشخاص المهتمّون الميدان وقدّموا المساعدة -سواء المساعدة بأجسامهم أو بأموالهم- ومختلف أنواع المساعدة إلى الأفراد المستحقّين، يجب أن تستمر، وأن تصل هذه النهضة إلى الذروة مجدّداً. هناك أشخاص أُجبروا على ترك عملهم -سواء أغلقوا أم لا، وبعض الشركات تعيش مأزقاً حقيقياً- ولذلك يعانون من صعوبات. في رأيي، يجب أن يكون المركز في المساجد. من الممكن وضع مراكز العون ومساعدة الناس والإحسان إليهم في المساجد. في كل مسجد، يتم التعرف إلى المحتاجين المتعففين -هناك أشخاص متعفّفون حقّاً لكنهم في الوقت نفسه من المحتاجين- وتتم مساعدتهم، ويمكن للناس أن يساعدوا، وهم سيساعدون. هذه ملاحظاتي.

ملاحظتي الأخيرة هي مسألة الدعاء والتوسّل والتضرّع. كل هذه الأشياء التي ذكرناها هي أسباب، والله القادر الحكيم هو مسبّب الأسباب؛ «تَسَبَّبَت بِلُطفِكَ الأسباب»[3]. ينبغي للمرء أن يسأل الله -تعالى- ومجالس العزاء أيضاً هي المكان والمقام المناسبان للتضرّع والتوسّل والتوجّه إلى الله والطلب منه. فلندعُ، ولنستغفر، ولنطلب اللطف من الله -تعالى- والله سيتفضّل بلطفه، إن شاء.

نسأل الله -تعالى- أن يشمل الشعب الإيراني بلطفه، وأن يُنجي عاجلاً الشعب الإيراني والمؤمنين جميعاً والبشر كافة في أنحاء العالم من هذا المرض الخبيث والمليء بالمشكلات، وأن يرفع شرّ المرض عن الناس جميعاً، إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[1] سورة البقرة، الآية 158.
[2] كوفاكس (COVAX): خطة عالمية تهدف إلى تطوير مشترك وتوزيع عادل لأي لقاح مضاد لفيروس كورونا.
[3] الصحيفة السجّاديّة، الدعاء السابع.

 

قالت حركة طالبان، إنها تهدف إلى الكشف عن إطار حكم جديد لأفغانستان في الأسابيع القليلة المقبلة، لافتة إلى أنه "قد لا يكون ديمقراطيا بالتعريف الغربي الدقيق".

وقال متحدث باسم حركة طالبان، لوكالة رويترز للأنباء إن "خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في طالبان يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد في الأسابيع القليلة المقبلة".

وأضاف المسؤول إن "نموذج طالبان الجديد للحكم في أفغانستان قد لا يكون ديمقراطيا بالتعريف الغربي الدقيق ولكنه سيحمي حقوق الجميع".

ولفت المسؤول إلى أن الحركة "تواصل إجراء المشاورات مع كبار الزعماء الأفغان السابقين، وقادة الميليشيات الخاصة".

وحول خروج القوات الأجنبية من البلاد، قال إن "الحركة تناقش خلال محادثات كيفية ضمان مغادرة القوى الغربية لأفغانستان بشروط ودية"، لافتا إلى أن "الفوضى في مطار كابول لم تسببها طالبان وكان يمكن للغرب ترتيب خطة أفضل للإجلاء".

وأشار إلى أن "الحركة ستحقق في مشاكل القانون والنظام التي سببها أعضاء بعد علمها بارتكاب بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين".

وتحاول الولايات المتحدة يائسة إجلاء آلاف الأشخاص من أفغانستان بحلول موعد نهائي في 31 أغسطس/ آب، رغم أن بايدن قال هذا الأسبوع إن القوات الأمريكية في مطار كابول التي توفر الأمن للإجلاء قد تبقى لفترة أطول إذا لزم الأمر.

وتعهد الرئيس الأمريكي بإخراج أكبر عدد ممكن من الحلفاء الأفغان، حيث يواجه الكثيرون صعوبات في تجاوز نقاط التفتيش التابعة لطالبان إلى مطار كابول من أجل رحلات الإجلاء.

وسيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل، ومناطق واسعة من أفغانستان، فضلا عن معظم المعابر مع الدول المجاورة، جاء ذلك متزامنا مع إنتهاء الإحتلال الأمريكي وحلف الناتو في هذا البلد، والذي بدأ، مطلع أيار/ مايو الماضي؛ ومن المقرر انتهائه بحلول الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر القادم.

 

بعد أن وسع سيد المقاومة السيد حسن نصر الله معادلة الردع لتشمل السفن التي تصل الى لبنان، وأعلن خلال مراسم العاشر من محرم، أمس الخميس، انطلاق سفينة المحروقات الاولى من ايران الى لبنان، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مسمية ناقلة النفط الايرانية بسفينة الوعد الصادق.

السيد نصر الله في خطابه من على منبر الامام الحسين (عليه السلام)، أعلن ان السفينة الأولى المحملة بالمشتقات النفطية، والتي ستنطلق من إيران، “أنجزت كل أعمالها، وستبحر خلال ساعات”، مؤكداً أن “هذه السفينة ستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”. ولفت سيد المقاومة إلى أنه “أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت لأنها اولوية قصوى وترتبط بحياة الناس”.

وحذر سيد المقاومة الأميركيين والإسرائيليين من مغبة المساس بالناقلة الإيرانية، وقال إن السفينة بمجرد إبحارها من السواحل الإيرانية ستصبح أرضا لبنانية.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي اثر تصريحات السيد نصر الله وتصدرت وسوم #لبيك_يا_نصرالله و #سفينه_الوعد_الصادق ووصلت الى الترند الاول في لبنان.

"الشيخ صالح فياض" غرد قائلا: "خطوة السفينة هي جزء بسيط من التوجه شرقا .. فكيف لو اعقبتها بقية الاجزاء من التوجه شرقا ..صينيا ..وروسيا ..وهنديا ..الخ.. لفاضت واستفاضت الخيرات على لبنان . #سفينة_الوعد_الصادق #لبيك_يا_نصرالله".

 

اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي ضرورة الافراج عن الارصدة الايرانية من العملة الصعبة المجمدة في بنوك اليابان، معتبرا انه لا مبرر للتاخير في الافراج عن هذه الارصدة.

وخلال استقباله وزير خارجية اليابان توشيميتسو موتيغي في طهران اليوم الاحد، ثمّن الرئيس رئيسي مساعدات اليابان الانسانية لمواجهة فيروس كورونا، معربا عن امله بان يؤدي استمرار التعاون بين البلدين في هذا المجال الى اقتلاع جذور هذه الجائحة العالمية في البلدين والعالم.  

واكد رئيس الجمهورية ضرورة الافراج عن ارصدة العملة الصعبة الايرانية المجمدة لدى اليابان وقال: ان التاخير في الافراج عن الارصدة الايرانية في بنوك اليابان امر غير مبرر.

وفي الرد على تصريحات وزير خارجية اليابان حول ضرورة واهمية تنفيذ الاتفاق النووي كاتفاق دولي قال: ان ايران التزمت بجميع تعهداتها وان الاميركيين هم الذين لم يلتزموا بتعهداتهم وخرجوا من هذا الاتفاق الدولي بصورة احادية ووسعوا اجراءات الحظر.

واشار آية الله رئيسي الى ان الاوروبيين تخلوا ايضا بعد اميركا عن العمل بالتزاماتهم في الاتفاق النووي واضاف: من الطبيعي انه ينبغي الاشادة بالدولة الملتزمة بتعهداتها وان الدولة التي خرجت من الاتفاق النووي ولم تنفذ التزاماتها يجب مؤاخذتها ويتوجب على الاميركيين الرد على تساؤلات الراي العام العالمي انه لماذا لم تلتزم بتعهداتها في الاتفاق النووي وخرجت منه.    

واكد رئيس الجمهورية بان ايران لا مشكلة لها مع مبدا المفاوضات وتساءل قائلا: بأي مبرر يجب ان تستمر اجراءات الحظر الاميركية ضد الشعب الايراني؟.

وفي جانب آخر من حديثه اشار آية الله رئيسي الى التطورات الاخيرة في افغانستان ورحب بجهود اليابان وسائر دول المنطقة للمساعدة بارساء السلام والاستقرار في افغانستان والمنطقة واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمت وتدعم على الدوام السلام والاستقرار في افغانستان وبطبيعة الحال نعتقد بان الافغانيين هم من ينبغي ان يتخذوا القرار بشان بلادهم.

واكد رئيس الجمهورية بان تدخلات الاجانب ادت الى استمرار مشاكل افغانستان وقال: ان تواجد الاميركيين في دول المنطقة ومنها افغانستان لم يجلب الامن  بل شكل تهديدا ايضا واليوم فان الاميركيين وبعد 20 عاما يعترفون بان تواجدهم في افغانستان كان خطأ ولاشك اننا سنشهد مثل هذا الاعتراف في المستقبل القريب حول تواجدهم في الدول الاخرى في المنطقة وكذلك في الخليج الفارسي.

واعتبر آية الله رئيسي توفير الامن في المياه الاقليمية والدولية بانه يخدم مصالح الجميع وقال: اننا نعتبر اي زعزعة للامن في المنطقة بانه يشكل خطرا على الامن الاقليمي والدولي ونعارض ذلك.

واكد رئيس الجمهورية بان نهج الهيمنة باي طريق يتبلور في العالم لن يخدم اي شعب ومنطقة وقال: ان غطرسة الاميركيين تهدد استقلال وحرية وهوية الشعوب ومن الضروري التصدي لنهج الاحادية والتفرد من جانب قوى الغطرسة.   

من جانبه هنأ وزير خارجية اليابان خلال اللقاء لمناسبة بدء مهام آية الله رئيسي في منصب رئاسة الجمهورية واكد على تنمية وتعميق العلاقات العريقة بين البلدين وقال: ان ايران واليابان تربطهما علاقات ودية وطيبة منذ الماضي ولا يساورني الشك باستمرار هذه العلاقات في مرحلة الحكومة الجديدة وانها ستشهد المزيد من النمو والتطور.

واكد موتيغي جهود بلاده لارساء السلام والاستقرار في المنطقة واضاف: ان طوكيو تدعم الاتفاق النووي دوما كاتفاق دولي ونعتقد بان احياء هذا الاتفاق يخدم مصلحة الجميع وبامكانه حل وتسوية المشكلات عن طريق الحوار والتفاوض.

واعرب وزير خارجية اليابان عن القلق تجاه التطورات الاخيرة في افغانستان واكد ضرورة وقف العنف والحفاظ على ارواح الناس وقال: ان طوكيو تدعم الجهود الدبلوماسية لدول المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وان موقفنا المبدئي هو ان المشاكل والقضايا يجب حلها وتسويتها بالطرق السلمية والحوار.

 

الإثنين, 23 آب/أغسطس 2021 04:52

حسن السيرة حلية وزينة

 
السيرة: هي الطريقة والاُسلوب. وحسنها: يقصد به حُسن سيرة الإنسان في حياته، وطريقة معاشرته مع أهله وأولاده وأقربائه وأصدقائه، في بيته ومجتمعه.

فاُسلوب المتّقي والصالح يكون اُسلوباً طيّباً حسناً في جميع مجالات حياته، فيكون له حلية وزينة.

وقد رُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: (حُسن السيرة عنوان حسن السريرة).

فإنّ حُسن سيرة الإنسان مظهرٌ لحُسن باطنه وروحه.

فإذا كان الشخص حسن الباطن حسنت سيرته..

فيكون حسن سيرته كاشفاً عن حسن باطنه..
 
ومن مكارم أخلاق الصُّلحاء والأتقياء أن تكون سيرتهم في حياتهم حسنة مع جميع من يعيشون معه من بني نوعهم.

بل حتّى مع الحيوانات التي يلزم الإرفاق بها ومراعاتها. فإنّ الإسلام جعل أحكاماً وحدوداً حتّى بالنسبة إلى الحيوانات..

وبنى على الرفق حتّى في غير البشر.

ففي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ـ (للدابّة على صاحبها ستّ خصال: يبدأ بعَلفِها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضرب وجهها فإنّها تسبِّح بحمد ربّها، ولا يقف على ظهرها إلّا في سبيل الله عزّ وجلّ، ولا يحمّلها فوق طاقتها، ولا يكلّفها من المشي إلّا ما تُطيق)([1]).

 
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (قال عليّ بن الحسين لابنه محمّد (عليهم السلام) حين حضرته الوفاة: إنّي قد حججتُ على ناقتي هذه عشرين حجّة، فلم أقرعْها بسوطٍ قرعة، فإذا نفقَت ـ أي ماتت ـ فادفنها لا يأكل لحمها السباع)([2]).

هذه هي السيرة الحسنة، والطريقة المستحسنة في الحياة، وفي أسلوب المعاشرات.. حتّى مع البهائم والحيوانات، فكيف بالمعاشرة مع الناس، خصوصاً المؤمنين، خصوصاً الأرحام والأقربين.

فيلزم علينا تحسين السيرة قولاً وعملاً مع الآخرين، حتّى التكلّم بهدوء لا بصياح، والنظر بلطف لا بشَزَر.
 
وهذه السيرة الطيّبة من مكارم أخلاق المؤمن الصالح التقيّ، ومن مقوّمات صلاحه وتقواه، وممّا يدلّ على حُسن باطنه وطيب نفسه.

والمدرسة العليا لهذه السيرة هي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، والمَثَل الأعلى لهذه السجيّة هم النبيّ والعترة صلوات الله عليهم أجمعين. ولذلك تلاحظ:

1 ـ إنّ القرآن الكريم يمدح الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)([3]).

2 ـ والرواية الشريفة تفسّر سيرته صلوات الله عليه بأنّه: (كان يخدم في أهله، ويُجيب دعوة الحرّ والعبد ولو على كراع، ويشيّع الجنازة، ويعود المرضىٰ، ويُجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويناولهم بيده المباركة، ويبدأ بالسلام، ويبدأ المسلمين بالمصافحة، ويكرم الداخل عليه، وربما بسط له ثوبه ليجلس عليه، ويُؤثِر على نفسه فيكرمه بالوسادة، وما جفا على أحدٍ قطّ)([4]).

3 ـ والحديث يذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنّه حينما يشتري ثوباً يشتري ثوبين، يعطي أجودهما لقنبر ويختار دونه لنفسه([5]).

ويُوصي بالإرفاق حتّى عند شهادته بالأوز التي كانت في بيته، واُهديت للحسنين (عليهما السلام).

وقد جرىٰ شيعتهم الأبرار على سيرة قدوتهم الأطهار، في معاشراتهم الحسنة، وعدم تعاليهم على الناس.

كالذي يُنقل عن المرحوم المحدِّث القمّي (قدس سره) أنّه في أحد أسفاره من العراق إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، رافقه في السيّارة الحافلة بعض القرويّين الذاهبين إلى الزيارة أيضاً. والمحدّث القمّي بالرغم من كونه آيةً في العلم والتقوى والحديث والمعارف، لم يكن يتظاهر بالعظمة، ولم يتفوّق على اُولئك المسافرين، بل كان يعاشرهم كأحدهم.

فكان اُولئك في طيلة الطريق يطلبون من الشيخ أن يشتري لهم الخبز والفاكهة وغير ذلك، ظنّاً منهم أنّ الشيخ كسائر الناس العاديّين.

والشيخ أعلى الله مقامه كان يشتري لهم ما يريدون، وهم مستريحون في مكانهم، لا يتكلّفون بشيء، ولا يُتعبون أنفسهم بعمل.

وتمّ المسير وانتهى سير السفر على هذا المنوال، وهذه الطريقة..

وفي خراسان بعد أن وصل اُولئك وزاروا الإمام الرضا (عليه السلام)، ذهبوا لزيارة المرجع الديني السيّد حسين القمّي (قدس سره) الذي كان آنذاك مقيماً في مشهد الرضا (عليه السلام)، فسلّموا على السيّد، وجلسوا في طرف المجلس، والمجلس غاصّ بأهله.
وبينما هم كذلك إذ رأوا أنّ السيّد القمّي قام من مكانه، وقام معه جميع أهل المجلس لاستقبال شخص ورد إلى المجلس، فاستقبلوه بكلّ حفاوة وتكريم واحترام.

ونظر هؤلاء إلى ذلك الشخص الوارد، فإذا هو نفس صاحبهم في السفر الذي كانوا يكلّفونه الشراء والخدمة، فيخدمهم بكلّ رغبة، ويعاشرهم بأحسن سيرة.

فاعتذروا منه كثيراً على ما سلف منهم، لكنّه قال لهم إنّه لا داعي للاعتذار؛ لأنّه كان ما سلف من الخدمة لهم هو ما ينبغي له وحثّ الشارع المقدّس عليه، في آداب السفر، واُمور الطريق.

هذا نموذج من حسن السيرة الذي يلزم أن يكون عليه جميع الناس.. خصوصاً أصحاب العلم، وأصحاب الوجاهة، وأصحاب المقامات..

وقد كان علماؤنا الأبرار على أحسن سيرة، وأحسن طريقة، مع المؤمنين والمعاشرين.

من ذلك ما حكي عن المرحوم كاشف الغطاء الكبير تلميذ السيّد بحر العلوم، واُستاذ صاحب الجواهر، صاحب المقام العلمي الشهري، والدرجة المرجعيّة المعروفة، حيث لُقِّب بشيخ الفقهاء، ورئيس الإسلام، لتضلّعه وإحاطته بفقه الإسلام وأحكام الشرع.
حكي عنه (قدس سره) أنّه تأخّر يوماً عن صلاة الجماعة التي كان يُقيمها ظهراً في أحد المساجد الشريفة في النجف الأشرف.
واستوجب هذا التأخير أن يقوم كلّ واحدٍ من المصلّين المأمومين فيُصلّي صلاة الظهر فرادىٰ، لأنّهم يئسوا عن مجيء الشيخ.
وفجأةً دخل الشيخ كاشف الغطاء إلى المسجد، ورأى جمعاً من المأمومين يصلّون فرادىٰ..
فقال للباقين: أما كان فيكم رجلاً موثوقاً تصلّون خلفه؟!
ثمّ التفت الشيخ إلى أحد التجّار الذي كان رجلاً صالحاً موثوقاً، وكان هو أيضاً يُصلّي صلاة الظهر، فاقتدى به الشيخ واقتدى به الباقون كذلك.
والتفت ذلك التاجر بعد الصلاة أنّ الشيخ اقتدىٰ به فخجل كثيراً، وعرق من الخجل.
لكن الشيخ قال له: قُم فصلِّ العصر لنقتدي بك أيضاً.
فأبى ذلك التاجر، فكان من الشيخ الإصرار على ذلك، ومن التاجر الاستعفاء منه، حتّى انتهى الكلام بأن قال له الشيخ: اختر أحد اثنين: إمّا أن تصلّي بنا العصر، وإمّا أن تعطي مقداراً من المال للفقراء.
فتقبّل التاجر إعانة الفقراء، وأعفاه الشيخ عن صلاة الجماعة لتقبّله عمل الخير وعون المؤمنين، فقام هو وصلّى في المحراب([6]).
 
أخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، السيد علي الحسيني الصدر

([1]) الخصال / ص 330 / باب الستّة / ح 28.
([2]) الوسائل / ج 8 / ب 51 / من أحكام الدوابّ / ح 1.
([3]) سورة آل عمران: الآية 159.
([4]) بحار الأنوار / ج 16 / ص 226.
([5]) بحار الأنوار / ج 41 / ص 102.
([6]) لاحظ: الكنى والألقاب / ج 3 / ص 83