
emamian
مكانة المرأة في فكر الامام الخميني (ره)
كان الامام الخميني (ره) ينظر للمرأة من أهم المؤثرت في المجتمع ولها تاثير ايجابي او سلبي على اركان النظام الاجتماعي سواء ان تسعى لاصلاح او فساد المجتمع، كتاب مكانة المرأة في فكر الامام الخميني (ره) یتضمن آراء مفجر الثورة الإسلامیة في ایران تجاه المرأة.
وكالة مهر للأنباء، انه نشرت مؤسسة تنظيم ونشرالتراث الامام الخميني كتاب مكانة المرأة في نظر الامام الخميني (ره) تجاه أهميت دورالمرأة في المجتمع الاسلامي.
يتمضن الكتاب بالرغم من أنَّ التشيع لم يطرد المرأة من مسرح الحياة، بل وضعها في مكانتها الانسانيّة الرفيعة في المجتمع.
من هذه الناحية فإنّ نظرة الامام( ره)الانسانيّة – الاسلاميّة للمرأة تفسَّر ضمن إطار نظرة الاسلام الرفيعة للمرأة.
حقيقة الانسان متجلِّيِة في روحه ووجوده لا في جسده و بدنه يجب معرفة الرجل والمرأة من الناحية الانسانيّة و ليس من الناحية الجسمانيّة الظاهريّة.
ويعتقد الامام( ره) لكونه من ابناء مذهب تحرير الأسلام في عصر الجاهلية الحديثة بإحقاق الحقوق الفرديّة والاجتماعية للمجتمع النسويِّ وقد حاول إعادة الهوية الحقيقية للمرأة.
في توضيح مكانة المرأة من وجهة نظر الامام (ره) توجد محاور متعددة في رؤيته سنتاول باختصار بعض النماذج منها:
توضيح نموذج المرأة المسلمة:
أكّد الامام( ره) في هذا المجال علي محور توضيح الشخصية النموذجيّة لنساء الأسلام الخالدات، كالسيّدة فاطمة الزهراء(س) والسيدة زينب(س) و في صياغة النموذج الأمثل للمرأة المسلمة في دورها الاجتماعي يؤكِّد على حضورها الموثّر و الفعّال ضمن رعاية القوانين والقواعد الاسلاميّة.
وصف الحالة الاجتماعيّة والثقافيّة قبل وبعد الثورة الاسلاميّة:
تتركز أفكار الامام(ره) في هذا المجال حول أضرار الوضعيّة الاجتماعيّة – الثقافيّة للنساء قبل الثورة الاسلاميّة وتوضيح مكانة و دور المرأة المسلمة القيّم في الحركات الاسلاميّة.
طرح الحلول الاجتماعيّة، السياسيّة والثقافيّة المرتبطة بمسألة المرأة:
يعتقد الامام( ره) في معرض طرح آرائه بالنسبة للمرأة وفي مختلف أزمنة النهضة الاسلاميّة أنّ " للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع المرأة مظهر تحقيق آمال البشر، المرأة مربِّيةُ النساء و الرجال العظام، المرأة مربِّيةُ المجتمع، مربيّة البشر هي المرأة، سعادة وشقاء الدول مرتبط بوجود المرأة. المرأة بتربيتها الصحيحة تصلح الأنسان، وبتربيتها الصحيحة تُعمِّر البلاد".
أساس كلِّ السعادات حضن المرأة:
" المرأة منشأ كلِّ الخيرات. دور المرأة في العالم يمتازُ بخصوصيات ٍ معينةٍ. صلاح ُ وفسادُ ايِّ مجتمعٍ مربوطٌ بصلاحِ وفسادِ المرأة في ذلك المجتمع".
نساءُ عصرنا أثبتن دورهُّن الجتهادي إلى جانب الرجال بل تقدّمن عليهم. هؤلاء إذ هُّن مظهر العفة و الطهارة، كُنّ السبّاقات في النهضة وكُنّ السبّاقات في التضحية بأموالهنّ".
إشارة الامام ( ره) إلي دور المرأة الأمِّ:
" القرآن الكريم صانع الشخصية الأنسان، والنساءُ أيضاً يصنعن شخصية الانسان" وفقاً لهذا القول يري الامام الخمينيّ(قدس سرّه) أنّ وظيفة الأمهات مساويةٌ لوظيفة الأنبياء، وسعادةُ وشقاءُ الأمة، الدولة والدين مرتبطة بتربية الأمهات.
إشارة الامام إلى الحضور ودور المرأة في المجالات الاجتماعيّة و...
من جهةٍ أخرى أكّد الامام( ره) على الثقافة التربويّة المناسبة لأجل توفير الشروط المناسبة لحضور النساءِ المسلمات الفعّال في المجالات الأجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة، و التي يمكن تلخيصها بما يلي:
- دور المرأة في تربيةِ وبناءِ أبناء المجتمع الاسلاميِّ وسهمها البارز في الثورة الاسلاميّة.
- حاجةُ المجتمع الاسلاميِّ إلى وجود وحضور وجهاد النساء من أجل تطوير وبناء مجتمعٍ سليم.
- حريةُ المرأة ومشاركتها في مختلف المجالات، ومن جملتها النشاطاتُ الاقتصاديّة.
و نستنتجُ من مجموع آراء وبيانات الامام ( ره) أنّ المرأة المسلمة ليست قادرة فقط على أداء دورها السياسيّ والثقافيّ في المجتمع الاسلاميِّ ، وإنّما تستطيع وبشكلٍ جيدٍ أن يكون لها تأثيرَها ودورها في النشاطات والفعاليات الاقتصاديّة.
وكالة مهر للأنباء،
الشباب وانتاج وعي مقاوم
منذ عقود عمل الغرب سيما الاستعماري منه على تسويق افكار ودراسات وابحاث تتحدث عن فقدان الشباب العربي والمسلم للأمل بأنظمته وبأوطانه، وبأنه يعيش في حالة احباط وصراع بينه وبين مجتمعه، وحتى بينه وبين ذاته، وبأنه شباب استهلاكي لا انتاجي.
الشباب وانتاج وعي مقاوم
منذ عقود عمل الغرب سيما الاستعماري منه على تسويق افكار ودراسات وابحاث تتحدث عن فقدان الشباب العربي والمسلم للأمل بأنظمته وبأوطانه، وبأنه يعيش في حالة احباط وصراع بينه وبين مجتمعه، وحتى بينه وبين ذاته، وبأنه شباب استهلاكي لا انتاجي.
- نسرين نجم(*)
: منذ عقود عمل الغرب سيما الاستعماري منه على تسويق افكار ودراسات وابحاث تتحدث عن فقدان الشباب العربي والمسلم للأمل بأنظمته وبأوطانه، وبأنه يعيش في حالة احباط وصراع بينه وبين مجتمعه، وحتى بينه وبين ذاته، وبأنه شباب استهلاكي لا انتاجي، وعمم على ادواته الاعلامية بمختلف وسائلها بتطبيق مفهوم "غسل الدماغ" القائم على قتل العقل وتغييبه، عبر التفنن بالكلمة.
فتأثير الكلمة في الآخر يتم عن طريق اساليب متقنة مدروسة متفننة بعرضها، وعبرها يتم الوصول الى نقاط الضعف لدى كل فرد ليتلاعبوا بها وفق غاياتهم، وهذا ما استغلته الجماعات الارهابية وغيرها من الجهات التي قامت بتجنيد العديد من الشباب سيما اولئك الذين يفتقرون للشعور بالامان النفسي، وغير مندمجين اجتماعيا في مجتمعاتهم ومع محيطهم.
وللاسف نجح الى حد ما الغرب بزرع هذه الافكار في مجتمعاتنا، وساعد بذلك ان بعض الجهات المعنية ان كان من وزارات او جمعيات او مؤسسات المجتمع المدني وتلك التي تعنى بالاحصاءات قامت بنقل دراسات وأبحاث الغرب عن الشباب دون القيام بدراسات دقيقة وابحاث واقعية، معتبرة ان المعلومات والارقام التي يجمعها الغرب اكثر دقة وشفافية، متناسين بأن الغرب المدعي يصنع المعلومة والمفردة كما تريد سياسته.
ووفق مخطط مدروس وممنهج وبعيد كل البعد عن الواقع المعاش، فتنقل هذه المعلومات وتعززها داخل المنظومة القيمية لكل مجتمع، والأخطر ان بعض الشباب صدقها لا بل واعتنقها، بظل تقاعس عدد كبير من الحكومات بإستيعاب هذه الفئة النابضة بالعطاء والتغيير والتجديد.
لكن ما حصل في الاونة الاخيرة من المقاومة البطلة للشباب اليمني والبسالة لدى شباب الحشد في العراق، والانتصارات التي حققها الشباب اللبناني في المقاومة الاسلامية والوطنية على العدو الصهيوني، والابداعات والابتكارات والانجازات التي حققها الشباب الايراني في مواجهة العقوبات القصوى وخلق مفهوم اقتصادي جديد هو "اقتصاد مقاوم"، والمواجهات البطولية للشباب في الجيش السوري ضد الجماعات الارهابية والتكفيرية.
انتصار الشعب الفلسطيني فضح الضعف والتهالك في المؤسسة العسكرية والسياسية للكيان الصهيوني
واخيرا وليس آخرا الصدمة التي تلقاها جيش العدو ومن خلفه الولايات المتحدة والدول المستعربة المطبعة نتيجة المواجهات النضالية المشرفة التي جرت على يد الشباب الفلسطيني في وجه كيان الاحتلال، والتي استطاع هؤلاء الشباب ان يفضحوا الضعف والتهالك في المؤسسة العسكرية والسياسية للكيان المحتل.
كل هذه المواجهات والمواقف البطولية لهؤلاء الشباب، اضف الى ذلك النقطة الاهم والتي لا يمكن ان نغفل عنها الا وهي الوعي الجمعي والذي تمثل بالمسيرات والاعتصامات والتظاهرات التي قادها الشباب العربي والمسلم وشارك فيها الكثير من النشطاء من مختلف الجنسيات وفي كافة انحاء العالم تنديدا ورفضا للعدوان الصهيوني على غزة، وعلى المقدسات الدينية في الاقصى، وصولا الى تمزيق العلم "الاسرائيلي" على اسطح السفارات الصهيونية كما حصل في فرنسا.
وحتى ان الرأي العام العالمي تغيرت نظرته بالمجمل تجاه الكيان الغاصب نتيجة الجرائم التي ارتكبها بفلسطين المحتلة والتي تم توثيقها ونقلها عبر وسائل مواقع التواصل الاجتماعي.
كل هذه التحركات وحركات المقاومة والتحرر التي يقودها الشباب تدل على نهضة قومية واعية، وتشير للانتماء للارض بعكس ما روجت له الماكينات الاعلامية التابعة لمحور الشر، وتثبت على مدى تمسك هؤلاء بهويتهم الوطنية، وبأنهم ابناء عقيدة وأصالة ومبادئ وقناعات لا تهتز بكلمة ولا بدراسة.
التجربة الاخيرة اظهرت ان الحلفاء في محور المقاومة هم قلب واحد، ويد واحدة
ما حصل سيما في الفترة الاخيرة من المواجهات البطولية لهؤلاء الشباب الذين كانوا كبنيان مرصوص من فلسطين المحتلة الى الجمهورية الاسلامية ولبنان والعراق وسوريا واليمن العزيز، سيما انه كانت هناك غرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة وهذا يعطي زخما واندفاعا اكثر واكثر لشباب المحور، ما حصل ان هذه التجربة الناجحة اظهرت محور المقاومة بقلب واحد ويد واحدة.
وما لفت الانظار والقلوب تلك الشهامة اليمنية التي هزت مشاعرنا وأبكتنا، فهم رغم الحصار القاسي ورغم فقدانهم لأدنى مقومات العيش، وجدناهم يقيمون حملات مالية للتبرع لأهل غزة، ويطل علينا قائدهم الشاب الفذ ليطلعنا بأنه مستعد ان يقسم الخبز بالتساوي بينه وبين الشعب الفلسطيني.
هذه الروح القتالية الرائعة تعجز العلوم والكتابات عن وصفها، ويقف علم النفس حائرا امام عظمة ما حصل، وكيف ان فئة قليلة استطاعت ان تغلب اقوى واعتى دول العالم، وكيف نجحت في 11 يوما ان تنسف عمليات التطبيع مع العدو.
قالت نسرين نجم ان ما نحتاجه هو استثمار الطاقات والكفاءات وتحصين هذه الانتصارات عبر تعزيز ثقافة المقاومة ليس فقط العسكرية بل الثقافية والفكرية والنفسية
ما حصل ليس بسهل ولا بيسير انما هو يدل على ان شبابنا أصيل، هويته واضحة، يرفض الظلم والطغيان، ما يحتاجه هو الاهتمام والرعاية والاستفادة لا بل استثمار طاقاته وكفاءاته وابداعاته، كما حصل في الجمهورية الاسلامية، ما نحتاجه هو تحصين هذه الانتصارات عبر تعزيز ثقافة المقاومة ليس فقط العسكرية بل الثقافية والفكرية والنفسية، لان الحرب الحالية والقادمة ستكون اصعب واشرس واقسى لانهم سيتوجهون نحو دواخلنا نحو ذواتنا.
ولنعمل كما قال سماحة القائد السيد الخامنئي (دام ظله الشريف):" ما اؤكد عليه هو الروحية الثورية، معناها ان الانسان الثوري، الذي يمتلك الشجاعة والمبادرة، ان يكون ايضا من اهل العمل، ان يبدع ويبتكر، ان يخترق الطرق المسدودة، يفكك العقد الصعبة، لا يخاف من اي شيء، يتمتع بالامل بالمستقبل، يتحرك بوضوح وأمله بالله نحو المستقبل، هذه هي الثورية، هذا هو الانسان الثوري، يجب المحافظة على هذه الروحية الثورية"./انتهى/
منذ عقود عمل الغرب سيما الاستعماري منه على تسويق افكار ودراسات وابحاث تتحدث عن فقدان الشباب العربي والمسلم للأمل بأنظمته وبأوطانه، وبأنه يعيش في حالة احباط وصراع بينه وبين مجتمعه، وحتى بينه وبين ذاته، وبأنه شباب استهلاكي لا انتاجي، وعمم على ادواته الاعلامية بمختلف وسائلها بتطبيق مفهوم "غسل الدماغ" القائم على قتل العقل وتغييبه، عبر التفنن بالكلمة.
فتأثير الكلمة في الآخر يتم عن طريق اساليب متقنة مدروسة متفننة بعرضها، وعبرها يتم الوصول الى نقاط الضعف لدى كل فرد ليتلاعبوا بها وفق غاياتهم، وهذا ما استغلته الجماعات الارهابية وغيرها من الجهات التي قامت بتجنيد العديد من الشباب سيما اولئك الذين يفتقرون للشعور بالامان النفسي، وغير مندمجين اجتماعيا في مجتمعاتهم ومع محيطهم.
وللاسف نجح الى حد ما الغرب بزرع هذه الافكار في مجتمعاتنا، وساعد بذلك ان بعض الجهات المعنية ان كان من وزارات او جمعيات او مؤسسات المجتمع المدني وتلك التي تعنى بالاحصاءات قامت بنقل دراسات وأبحاث الغرب عن الشباب دون القيام بدراسات دقيقة وابحاث واقعية، معتبرة ان المعلومات والارقام التي يجمعها الغرب اكثر دقة وشفافية، متناسين بأن الغرب المدعي يصنع المعلومة والمفردة كما تريد سياسته.
ووفق مخطط مدروس وممنهج وبعيد كل البعد عن الواقع المعاش، فتنقل هذه المعلومات وتعززها داخل المنظومة القيمية لكل مجتمع، والأخطر ان بعض الشباب صدقها لا بل واعتنقها، بظل تقاعس عدد كبير من الحكومات بإستيعاب هذه الفئة النابضة بالعطاء والتغيير والتجديد.
لكن ما حصل في الاونة الاخيرة من المقاومة البطلة للشباب اليمني والبسالة لدى شباب الحشد في العراق، والانتصارات التي حققها الشباب اللبناني في المقاومة الاسلامية والوطنية على العدو الصهيوني، والابداعات والابتكارات والانجازات التي حققها الشباب الايراني في مواجهة العقوبات القصوى وخلق مفهوم اقتصادي جديد هو "اقتصاد مقاوم"، والمواجهات البطولية للشباب في الجيش السوري ضد الجماعات الارهابية والتكفيرية.
انتصار الشعب الفلسطيني فضح الضعف والتهالك في المؤسسة العسكرية والسياسية للكيان الصهيوني
واخيرا وليس آخرا الصدمة التي تلقاها جيش العدو ومن خلفه الولايات المتحدة والدول المستعربة المطبعة نتيجة المواجهات النضالية المشرفة التي جرت على يد الشباب الفلسطيني في وجه كيان الاحتلال، والتي استطاع هؤلاء الشباب ان يفضحوا الضعف والتهالك في المؤسسة العسكرية والسياسية للكيان المحتل.
كل هذه المواجهات والمواقف البطولية لهؤلاء الشباب، اضف الى ذلك النقطة الاهم والتي لا يمكن ان نغفل عنها الا وهي الوعي الجمعي والذي تمثل بالمسيرات والاعتصامات والتظاهرات التي قادها الشباب العربي والمسلم وشارك فيها الكثير من النشطاء من مختلف الجنسيات وفي كافة انحاء العالم تنديدا ورفضا للعدوان الصهيوني على غزة، وعلى المقدسات الدينية في الاقصى، وصولا الى تمزيق العلم "الاسرائيلي" على اسطح السفارات الصهيونية كما حصل في فرنسا.
وحتى ان الرأي العام العالمي تغيرت نظرته بالمجمل تجاه الكيان الغاصب نتيجة الجرائم التي ارتكبها بفلسطين المحتلة والتي تم توثيقها ونقلها عبر وسائل مواقع التواصل الاجتماعي.
كل هذه التحركات وحركات المقاومة والتحرر التي يقودها الشباب تدل على نهضة قومية واعية، وتشير للانتماء للارض بعكس ما روجت له الماكينات الاعلامية التابعة لمحور الشر، وتثبت على مدى تمسك هؤلاء بهويتهم الوطنية، وبأنهم ابناء عقيدة وأصالة ومبادئ وقناعات لا تهتز بكلمة ولا بدراسة.
التجربة الاخيرة اظهرت ان الحلفاء في محور المقاومة هم قلب واحد، ويد واحدة
ما حصل سيما في الفترة الاخيرة من المواجهات البطولية لهؤلاء الشباب الذين كانوا كبنيان مرصوص من فلسطين المحتلة الى الجمهورية الاسلامية ولبنان والعراق وسوريا واليمن العزيز، سيما انه كانت هناك غرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة وهذا يعطي زخما واندفاعا اكثر واكثر لشباب المحور، ما حصل ان هذه التجربة الناجحة اظهرت محور المقاومة بقلب واحد ويد واحدة.
وما لفت الانظار والقلوب تلك الشهامة اليمنية التي هزت مشاعرنا وأبكتنا، فهم رغم الحصار القاسي ورغم فقدانهم لأدنى مقومات العيش، وجدناهم يقيمون حملات مالية للتبرع لأهل غزة، ويطل علينا قائدهم الشاب الفذ ليطلعنا بأنه مستعد ان يقسم الخبز بالتساوي بينه وبين الشعب الفلسطيني.
هذه الروح القتالية الرائعة تعجز العلوم والكتابات عن وصفها، ويقف علم النفس حائرا امام عظمة ما حصل، وكيف ان فئة قليلة استطاعت ان تغلب اقوى واعتى دول العالم، وكيف نجحت في 11 يوما ان تنسف عمليات التطبيع مع العدو.
قالت نسرين نجم ان ما نحتاجه هو استثمار الطاقات والكفاءات وتحصين هذه الانتصارات عبر تعزيز ثقافة المقاومة ليس فقط العسكرية بل الثقافية والفكرية والنفسية
ما حصل ليس بسهل ولا بيسير انما هو يدل على ان شبابنا أصيل، هويته واضحة، يرفض الظلم والطغيان، ما يحتاجه هو الاهتمام والرعاية والاستفادة لا بل استثمار طاقاته وكفاءاته وابداعاته، كما حصل في الجمهورية الاسلامية، ما نحتاجه هو تحصين هذه الانتصارات عبر تعزيز ثقافة المقاومة ليس فقط العسكرية بل الثقافية والفكرية والنفسية، لان الحرب الحالية والقادمة ستكون اصعب واشرس واقسى لانهم سيتوجهون نحو دواخلنا نحو ذواتنا.
ولنعمل كما قال سماحة القائد السيد الخامنئي (دام ظله الشريف):" ما اؤكد عليه هو الروحية الثورية، معناها ان الانسان الثوري، الذي يمتلك الشجاعة والمبادرة، ان يكون ايضا من اهل العمل، ان يبدع ويبتكر، ان يخترق الطرق المسدودة، يفكك العقد الصعبة، لا يخاف من اي شيء، يتمتع بالامل بالمستقبل، يتحرك بوضوح وأمله بالله نحو المستقبل، هذه هي الثورية، هذا هو الانسان الثوري، يجب المحافظة على هذه الروحية الثورية"./انتهى/
المصدر:وكاله انباء مهر
قصيدة بمناسبة الذكرى الـ28 لرحيل الإمام الخميني (قدس سره)
بمناسبة اقتراب الذكرى السنویة الثامنة والعشرين لرحيل مفجر الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره الشريف) أتحفنا الزميل حميد حلمي زادة بهذه القصيدة، والتي تحمل عنوان (مُحْيِي الإيمان) :
(مُحْيِي الإيمان) :
ماتَ الطِّغامُ ولمْ تَمُتْ يا سُؤدَدُ
ولأنتَ فی دنیا الصُّمُودِ محمدُ
يَحيا رَسُولُ اللهِ نَسْلاً إنّهُ
بِبَنِي النُبُوَّةِ دِينُهُ يتجَدَّدُ
لمّا خبَا نورُ الجِهادِ رِسالةً
خرَجَ الخُمينيْ بالجُمُوعِ يُوَحِّدُ
يُهدِي الجماهيرَ الابيَّةَ ثَورَةً
باللهِ تهتِفُ بالشَّهادةِ تَسْعَدُ
هوَ ذا نَشيدُ اللهِ عندَ المُلتَقى
ما ماتَ إسلامٌ بَنُوهُ المُجَّدُ
ما ضاعَ إسلامٌ إمامٌ نَذْرُهُ
مِن يومِ عاشوراءَ وهوَ يُحَشِّدُ
وكأنَّهُ أعطى الشُعُوبَ علامَةّ
أنْ سوفَ تَشرِقُ آيةٌ تُستَرْشَدُ
هو مَنهجُ الهادي البشيرِ تفانِياً
عَلَمٌ فقيهٌ حَيدريٌّ أَصْيَدُ
موسى بنُ جعفرَ جدُّهُ وإمامُهُ
ومُحَطِّمُ الطغيانِ وهو مُصَفَّدُ
قد ذابَ في ذاتِ الإلهِ مُجاهداً
لمْ يَسترِحْ أبداً وظُلمٌ يَحْصُدُ
وثرَى فلسطينَ السليبةِ دَمعَةٌ
وصلاحُ ذاتِ البَينِ أمْرٌ مُبعَدُ
وخزائِنٌ للمُسلمينَ تبعْثَرَتْ
وشعوبُ أبناءِ العقيدةِ تُصْفَدُ
وبلادُ وَحْيِ اللهِ رَهنُ قبيلةٍ
خَضعَتْ .. عَقيدَتُها المُرُوقُ المُفسِدُ
ما كانَ رُوحُ اللهِ يَرضى ذِلَّةً
وهو اْبنُ أحمدَ والخَلائِقُ شُهَّدُ
فمضى ولم يَخشَ الطُّغاةَ ضَراوَةً
وسَعى وكلُّ نِضالِهِ يَتوَقَّدُ
وهَبَ العقيدةَ مُهجَةً ومَحجَّةً
يَسعى إليها العالِمُ المُستَرْشِدُ
ما كانَ رُوحُ اللهِ راهِبَ مَعبَدٍ
بل كان مِقدامَاً بَناهُ المَسجِدُ
مِنْ عزمِه انتصبَتْ بَيارقُ دَولةٍ
تَطوي طريقَ النَّصرِ لا تتَردَّدُ
دانتْ لإيرانَ الجبابِرُ رَهبَةً
فاْسمُ الخمينيِّ العظيمِ يُشرِّدُ
فهو الشجاعةُ والصلابةُ والإبا
وأمينُ دينِ اللهِ عَيْنَاً تَرْصُدُ
قادَ البلادَ وثورةَ الحقِّ التي
عصَفَتْ بطغيانٍ شقيٍّ يُفسِدُ
وأطاحَ بالحَرْبِ الحَقُودَةِ غايةً
نُفِخَتْ بكُلِّ مَحارِقٍ تُسْتَوقَدُ
فزِعَتْ طُغاةُ الغربِ مِنْ إيمانِهِ
مُذْ سَامَها خِزْياً اُذِلَّ به العَدُو
خرَجَتْ بهِ ايرانُ هامَةَ واثِقٍ
وأمامَها فَتحٌ قريبٌ يُنشَدُ
منّا السلامُ عليهِ قائِدَ نهْضةٍ
عزَّتْ بَني الإسلامِ حِينَ تَجَلَّدُوا
وتألَّقَ الايمانُ صارَ مَثابَةً
يأوي اليها التائِهونَ السُهَّدُ
هوَ ذا الخُمينيُّ المُفجِّرُ ثورةً
حَملَتْ الى الدنيا مَفاخرَ تُحْمَدْ
لكنَّ أعداءَ الفضِيلةِ خاتَلُوا
ورَمَوا عقيدتَنا بِرجْسٍ يُفْنَدُ
جاؤُوا بداعشَ والمُرُوقِ وعَرَّضُوا
بالمؤمِنينَ مُؤامَراتٍ تَحْقِدُ
ليَضِيعَ اسلامٌ نتيجةَ سافِلٍ
ويُعابَ قرآنٌ بِجُرْمٍ يُرعِدُ
وتحالَفَ الأوغادُ حتى يَقْتُلُوا
دِيناً هو اللُّطْفُ العَمِيمُ المُسْعِدُ
دِينُ الإلهِ البَرِّ ضَحَّى دُونَهُ
بالأهلِْ بَل كلِّ النَفائسِ أحمدُ
لا لنْ تمُرَّ خَديعَةٌ وحَبائِلٌ
فالحقُّ يَعلُو والنوائبُ مَصْعَدُ
سيَظَلُّ إسلامُ السَّماحَةِ غالِباً
أَبداً ولا يَفْنِيهِ مَكْرٌ أنْكَدُ
ويظَلُّ مِنهاجُ الخُمينيْ رايةً
للمكرُماتِ إليهِ دَومَاً يُقصَدُ
فهو الذي صَانَ المَسيرَةَ زاهِداً
حتى بِيَومِ وَفاتِهِ هو مُرْشِدُ
رَفعَتْهُ نَعشاً أعيُنٌ وَجَدَتْ بهِ
فخْرَ الجِهادِ لاُمَّةٍ تُستَعْبَدُ
لمّا رَحَلْتَ إلى الخُلُودِ مُشَيَّعاً
كنتَ الزَعيمَ ومَنْ وَرَاكَ تَجَنَّدَوا
فكتائبٌ زحفَتْ وَرَاءَكَ راحِلاً
حيثُ السلامُ وجنةٌ تتَمَدَّدُ
وعُيونُ عُشّاقٍ سَقتْكَ بِلَحْظِها
حُزْناَ فهُمْ عَبْرَ الأثيرِ توَدُّدُ
سَقْياً لرَمْسِكِ قد بَنَيْتَ مَنارَةً
وضَمِنْتَ رِفعَتَها بِفَذٍّ يَصْمُدُ
هو ذا أمِينُكَ نَستَزيدُ عَلاءَنا
بِعُلُوِّ هِمَّتِهِ إماماً يُرْشِدُ
بالخامنائِيِّ المَسيرةُ حُصِّنَتْ
شِبلُ الحسينِ وفي الغياهِبِ فَرْقَدُ
* بقلم : حميد حلمي زادة
7 رمضان المبارك 1438
2 حزيران/يونيو /2017
قائد الثورة يلقي خطابا الجمعة بمناسبة ذكرى رحيل الامام الخميني (رض)
بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخميني (رض) ، سيلقي قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، خطابا يوم الجمعة المقبل.
وسيبث خطاب قائد الثورة الاسلامية مباشرة في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الجمعة 4 يونيو/حزيران عبر القناة الاولى وقناة خبر بالتلفزيون الايراني والاذاعة الايرانية.
فيتامينات تحسن المناعة لمقاومة الالتهابات المزمنة
يستطيع جهاز المناعة الانتصار على بعض الأمراض، وتجنب حدوث التهاب مزمن، عن طريق تلقي المساعدة من الفيتامينات.
وبحسب اختصاصية التغذية ميا سين: الالتهاب الحاد هو طريقة محاربة الجسم للعدوى وليس حدثا يجب أن يشكل مصدر قلق. وتضيف: لكن عندما يحدث التهاب مزمن، فإن الجهاز المناعي يحارب إلى أجل غير مسمى.
وبحسب المقال المنشور في موقع "yahoo"، يساعد تناول فيتامينات معينة يوميا بشكل فعال في تقليل الالتهابات الحادة والمزمنة، فضلاً عن تحسين الصحة العامة ومنح مناعة مستمرة عند الحرص على تواجدها الدائم، وهذه الفيتامينات بحسب خبراء الصحي هي:
أوميغا 3 زيت السمك
تشتهر زيوت السمك الغنية بالأحماض الدهنية بفوائدها الصحية للقلب، ولكن قد لا تعلم أنها تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في مكافحة الالتهاب وتخفيف آلام المفاصل، حيث يحتوي زيت السمك على حمض eicosapentaenoic EPA وحمض DHA docosahexaenoic، وهما أحماض أوميغا 3 الدهنية الشهيرة قد تساعد في تقليل إنتاج السيتوكينات، وهي مجموعة من البروتينات التي تسبب الالتهاب في جميع أنحاء الجسم، بحسب الخبيرة.
وبدورها تشدد خبيرة التغذية المتخصصة بالأعشاب إيمي جورين، على ضرورة اختيار النوعيات الصحيحة من هذه الأحماض والمنتجات الموثوقة لأنها تلعب دورا محوريا في صحة القلب والدماغ.
مركب الكركمين
الكركمين هو مركب مستخلص من الكركم وكان يستخدم في الطب الهني القديم، ويُعرف هذا المركب الطبيعي بآثاره القوية المضادة للالتهابات وخصائصه المضادة للأكسدة، وقد وجدت الأبحاث أن هذا المركب يحارب الالتهابات المزمنة، ويخفف من تورم المفاصل ويقلل من نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من الفئة الثانية.
فيتامين أ
يقول اختصاصي التغذية، نيجيا سافو، إن فيتامين (أ) له دور في الوظيفة المناعية والتواصل الخلوي وهو مضاد للأكسدة يمكنه عكس الضرر الخلوي الناتج عن الإجهاد التأكسدي. أظهرت الدراسات أن فيتامين (أ) ليس ضروريًا فقط من أجل جهاز المناعة، ولكنه يمكن أن يساعد أيضًا في النمو السليم للعظام.
فيتامين سي
عند الشعور بأعراض نزلة البرد الطبيعية، يفضل تناول فيتامين سي بشكل عاجل بسبب خصائصه المعززة للمناعة، وتعمل مضادات الأكسدة القوية على تحييد الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا والالتهابات، مما يجعل فيتامين "سي" مثاليا للصحة العامة.
فيتامين د
يساعد فيتامين د على تنظيم إنتاج البروتينات الالتهابية في الجسم، ويحصل الجسم عليه من خلال الأطعمة المدعمة به والتعرض لأشعة الشمس.
وتظهر الأبحاث أن المستويات المنخفضة من فيتامين "د" قد ارتبطت بالأمراض الالتهابية مثل متلازمة القولون العصبي والاضطرابات المرتبطة بالمناعة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. يمكن أن يساعد إدخال فيتامين "د" إلى النظام الغذائي في تخفيف الالتهاب وكذلك الحفاظ على عظام قوية وصحية.
فيتامين "هـ"
فيتامين "هـ" هو فيتامين آخر غني بمضادات الأكسدة. مثل فيتامين "أ"، ويمنع فيتامين "هـ" البروتينات الالتهابية ويمنع الجهاز المناعي من المبالغة في رد الفعل المضادة والتسبب في الاستجابة الالتهابية القاسية.
الزنجبيل
يستخدم الزنجبيل منذ فترة طويلة في الطب البديل والحديث على حد سواء لعلاج كل شيء تقريبا من الغثيان إلى التهاب المفاصل.
ويحتوي الزنجبيل على "جينجيرول"، وهو مركب غني بمضادات الأكسدة والخصائص المضادة للالتهابات. وتظهر بعض الأبحاث أنه عند تناول هذا الجذر الحار، تنخفض آلام المفاصل والتيبس الناتج عن أمراض المفاصل التنكسية، وهشاشة العظام.
مركب "الكابسيسين"
الكابسيسين هو مركب موجود في الفلفل الحار، وتمنح بهارات الفلفل نكهته الحارة، ولا يعتبر الكابسيسين شائعا في العديد من الأطباق الحارة فحسب، بل إنه معروف أيضًا بخصائصه في تخفيف الآلام.
وتظهر الأبحاث أن الكابسيسين يعمل بشكل أساسي عن طريق تقليل مادة (P -) وهي ناقل للألم في الأعصاب والتي يمكن أن تقلل بشكل كبير من الانزعاج والآلام في المفاصل، نظرًا لآثاره المسكنة.
مركب "ريسفيراترول"
وتواجد مركب الريسفيراترول في النبيذ الأحمر والعنب والفول السوداني وقد أظهر أنه يقلل الالتهاب ويخفف آلام المفاصل؛ كما تم ربطه بتقليل شدة بعض أمراض الأمعاء الالتهابية وله خصائص مضادة للأكسدة.
مركب "البروبيوتيك"
تساعد مادة البروبيوتيك في تعزيز التوازن الصحي للبكتيريا الجيدة في الأمعاء وتعزز صحة الجهاز الهضمي ووظائف المناعة. ويحتوي مركب البروبيوتيك المستخلص من البذور على 24 سلالة عضوية مختلفة تدعم صحة الجسم بالكامل.
في ذكرى رحيل مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني
في ذكرى رحيل مفجر الثورة الاسلامية الايرانية الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه، ينبغي لنا ان نعيد النظر في أفكار هذا القائد الفذ.
الخميني رضوان الله تعالى عليه، ينبغي لنا ان نعيد النظر في أفكار هذا القائد الفذ، وهي أفكار سامية تحث المسلمين بل جميع المستضعفين في أنحاء العالم على التوجه الى الذات والاعتماد على قدراتهم الهائلة.
وكما نجح الامام ان يعبئ الشعب الإيراني ليثور على النظام الملكي المستبد ومن ثم تشكيل حكومة شعبية، فيمكن ان تتخذ بقية الشعوب من هذا النموذج قدوة لتسير نحو الاستقلال والسيادة الحقيقية خاصة ون الاغلبية من بلدان العالمين العربي والاسلامي تخضع للأنظمة المستبدة وتتبع لسياسات القوى الكبرى.
من هنا ظهرت في الأدب السياسي للامام الخميني مقولة "تصدير الثورة" وسرعان ما تداولت هذه المقولة في أوساط العالم وهي تعبير جديد يفسره الاعداء بالتوسع وسيطرة الحكم الايراني على سائر البلدان، ولكن الامام الخميني كان يؤكد بان تصدير الثورة عبارة عن حملة اعلامية وثقافية تهدف إلى صحوة المسلمين وتمهيد الأرضية لخروجهم من تبعية الأجانب والتحرر من براثن الاستبداد والدكتاتورية وهذا ما تحقق خلال السنوات الأخيرة في حركة الصحوة الاسلامية.
هذا وان الشجرة الطيبة التي غرسها الامام الخميني في أرض ايران الاسلامية لم يجن ثمارها الشعب الايراني فحسب بل اقتطف منها المستضعفون والمضطهدون وكثير من الشعوب والأمم على أرجاء المعمورة، لانها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
ان النفس المسيحائي للامام الخميني قد أحيت النفوس الراقدة من جديد وزعزع قصور الفراعنة والنماردة وذلك حين كان العالم الاسلامي يغط في سبات عميق وكان المسلمون لعبة تتقاذفها القوى الكبرى فظهر محيي الإسلام المحمدي الاصيل في القرن العشرين ونادى بأعلى صوته: "قد حان موعد غلبة المستضعفين على المستكبرين بإذن الله تعالى".
ان الاميركيين يتحدثون كذلك عن الديمقراطية والحرية ولكن ما يثير القلق هو ان الاميركيين يرفعون هذه الشعارات المغرية لتضليل الرأي العام، ولكن الامام الخميني قد أماط اللثام عن وجه الولايات المتحدة الحقيقي وعبر عنها بـ" الشيطان الاكبر " والان بعد مضي سنوات على بزوغ فجر الثورة الاسلامية نرى ان الاميركيين لا يزالون يستمرون في نفس السياسات التي تبنوها منذ البداية ولو تحت شعارات جديدة.
هنا يجب الاشارة الى ان هؤلاء الذين ينادون بالسلام ويدعون الديمقراطية وحقوق الانسان هم الذين يساندون الأنظمة الدكتاتورية في ارجاء العالم كما لا يخفى دعمهم الكبير للطاغية صدام خلال سنوات حكمه على العراق وزودوه بشتى الاسلحة والذخائر الفتاكة، كما يمارسون حاليا أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الشعوب المظلومة في فلسطين وافغانستان وغيرها.
ان تعاليم الامام الخميني الخالدة وآراءه المشرقة وتراثه الكبيرة تنور طريقنا في هذه الظروف الخطيرة، حيث انه كان يشدد على عدم الوثوق بالاميركان وحلفائهم كما يشجع الشعوب المسلمة على الاعتماد على نفسها وتقرير مصيرها بيدها دون تدخل الأجانب وبذلك ستعود الامة الاسلامية الى سابق عزها وكرامتها.
في ذكرى استشهاد الإمام جعفر الصادق عليه السلام
الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام، هو الإمام السادس الذي يشکل مع آبائه الطاهرين حلقات متواصلة مترابطة متفاعلة، حتی تتصل برسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، فهي تشکل مدرسة وتجربة حية يتجسد فيه الاسلام الاصيل وتطبق فيها احکامه وتحفظ مبادؤه.
ان الإمام الصادق عليه السلام، هو معجزة الدنيا الخالدة ومفخرة الانسانية الباقية على مر العصور وعبر الاجيال والدهور لم يشهد العالم له نظيرا ولم تسمع الانسانية بمثله، جمع الفضائل كلها وحاز المكارم جميعها، وسبق الدنيا بعلومه ومعارفه.
كانت ولادته عليه السلام، في المدينة المنورة في السابع عشر من شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثمانين من الهجرة، وترعرع الصادق في ظلال جده الامام السجاد عليه السلام وابيه الامام الباقر عليه السلام وعنه اخذ علوم الشريعة ومعارف الاسلام.
وتزامنت ولادته عليه السلام مع عهد عبد الملك بن مروان بن الحكم ثمّ عايش الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، والوليد بن زيد، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، ومروان ، حتّى سقوط الحكم الاموي (سنة 132 هـ )، ثمّ آلت الخلافة إلى بني العباس، فعاصر من خلفائهم أبا العباس السفّاح، وشطرا من خلافة أبي جعفر المنصور تقدّر بعشر سنوات تقريبا، وعاصر الامام الصادق (عليه السلام) كل هذه الأدوار وشاهد بنفسه محنة آل البيت (ع) وآلام الاُمّة وآهاتها وشكواها وتململها.. وكان عميد آل البيت ومحطّ أنظار المسلمين.. لذا فقد كان تحت الرقابة الامويّة والعباسيّة وملاحقة جواسيس الحكّام، يحصون عليه حركاته واتصالاته، فقد عاصر الإمام الصادق (عليه السّلام) الدولتين في هذه المدة الطويلة، مع جده وأبيه اثنتي عشرة سنة، ومع أبيه بعد جده تسع عشرة سنة وبعد أبيه أيام إمامته أربعا وثلاثين سنة، وكان في أيام إمامته بقية ملك هشام بن عبدالملك، وملك الوليد بن يزيد بن عبدالملك، وملك يزيد بن الوليد الناقص، وملك إبراهيم بن الوليد وملك مروان بن محمد الحمار، ثم صارت المسوّدة لاتّخاذهم شعار السواد، مع أبي مسلم سنة اثنتين وثلاثين ومئة فملك أبو العباس الملقب بالسفاح، ثم ملك أخوه أبو جعفر الملقب بالمنصور، واستشهد الصادق بعد عشر سنين من ملكه.
لقد تفاقم الأمر في السنوات الأخيرة للحكم الأموي وبالتحديد بعد وفاة هشام بن عبدالملك واستيلاء الوليد على الخلافة ثم مقتله، وما حدث من فتن واضطرابات واهتزاز لأركان الحكم الأموي وبالتحديد بعد موت هشام بن عبدالملك واستيلاء الوليد على الخلافة واهتزاز أركان الحكم الأموي وحبل بني مروان حتّى حُكم آخر ملوكهم; مروان الحمار، وانتصار الحركة العباسية عليهم في خراسان والعراق 11هـ.
وفي خضم انتفاضات العلويين والزيديين والقرامطة والزنج وسواهم من طالبي السلطة.. الى جانب ذلك ظهرت الزنادقة والملاحدة في مكّة والمدينة، وانتشرت فرق الصوفية في البلاد، وتوزّع الناس بين أشاعرة ومعتزلة وقدرية وجبرية وخوارج... ولهذا ركّز الإمام (عليه السلام) في حركته على تمتين وتقوية الأصول والجذور الفكرية والعلمية مع أخذ دوره الرسالي كمعصوم من ال بيت النبوّة. وقد تسربت التفسيرات والتأويلات المنحرفة إلى علوم القران الكريم وطالت مباحث التوحيد والصفات والنبوة وحقيقة الوحي والقضاء والقدر والجبر والاختيار.. ولم تسلم السنة النبوية بدورها من التحريف ووضع الأحاديث المكذوبة والمنسوبة إلى نبي الإسلام.. وكان الامام الصّادق (ع) منصرفا عن الصراع السياسي المكشوف إلى بناء المقاومة بناء علميّا وفكريّا وسلوكيّا يحمل روح الثورة، ويتضمن بذورها، لتنمو بعيدة عن الانظار وتولد قويّة راسخة .وبهذه الطريقة راح يربِّي العلماء والدُّعاة وجماهير الاُمّة على مقاطعة الحكّام الظّلمة، ومقاومتهم عن طريق نشر الوعي العقائدي والسياسي، والتفقّه في أحكام الشريعة ومفاهيمها، ويثبت لهم المعالم والاُسس الشرعية الواضحة، فاستطاع أن يعطي الفكر الشيعي زخما خوّله الصمود أمام التيارات الفكرية المختلفة وسمح له بالبقاء الى يومنا هذا، ولذلك يسمى المذهب الشيعي الفقهي بالمذهب الجعفري.
لقد عانی العلويون اشد المعاناة کما عانی غيرهم من ظلم بني العباس وجورهم واستبدادهم حتی ان خليفتهم الاول (ابا العباس) سمي بالسفاح لکثرة ما اراق من دماء واشتدت المحنة علی الامام الصادق عليه السلام وضيق عليه .
وحينما تولی ابو جعفر المنصور الخلافة ازدادت مخاوفه من الامام الصادق (ع) واشتد حسده لتفوق شخصية الامام عليه السلام وعلو منزلته في النفوس وذيوع اسمه في الآفاق وشموخ مکانته العلمية. لذلك عمد المنصور الی استدعاء الامام الصادق (ع) وجلبه من المدينة الی العراق عدة مرات ليحقق معه ويتاکد من عدم قيادته لحرکات سرية ضد الحکم العباسي وکم حاول المنصور ان يستميل الامام الصادق (ص) الی جانبه، إلا انه فشل لان الامام عليه السلام کان يفرض مقاطعة علی الحکم العباسي وکان يعرف ان مقاطعته ترسم موقفا شرعيا للمسلمين وتکشف انحراف السلطة فتضعف مرکزها في النفوس .
بعد هذا العمر الملیء بالعلم والعمل والسعي والجهاد والفضل والتقوی فارق حفيد الرسول الاعظم الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الحياة مسموما مظلوما محتسبا منيا الی الله تعالی صابرا علی کل ما اصابه من ظلم وجور منيرا للامة طريق سعادة الدارين، رافعا للاجيال راية الکفاح من اجل الحفاظ علی شريعة الله تعالی، ومقاومة کل ضلال وانحراف او بدعة او هوی. ودُس إلى الإمام الصادق عليه السلام السم في زمن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الدوانيقي، فاستشهد مسموما في الخامس والعشرين من شوال 148 هـ، وکانت شهادته عليه السلام بالمدينة المنورة ودفن في مقبرة البقيع مع ابيه وجده وجدته فاطمة الزهراء عليها السلام وعمه الحسن السبط بن علي عليه السلام .
بعد اتفاق 7 أحزاب بينها القائمة العربية.. لبيد يطيح بآمال نتنياهو ويبلغ الرئيس الإسرائيلي تشكيل حكومة ائتلافية
نجح زعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد، المفوض بتشكيل الحكومة الإسرائيلية في التوصل لأغلبية ائتلافية لتشكيل الحكومة الجديدة قبل ساعة من نفاد المهلة الرئاسية الممنوحة له منتصف الليلة الماضية، حيث وقّعت له سبعة أحزاب على اتفاقات ائتلافية توفر له الأغلبية البرلمانية اللازمة.
وقالت مراسلة الجزيرة إن يائير لبيد أبلغ الرئيس الإسرائيلي بأنه تمكّن من تشكيل حكومة، وذلك قبل نصف ساعة من انتهاء المهلة الممنوحة له.
ونقلت وكالة رويترز عن مكتب الرئيس الإسرائيلي إن نفتالي بينيت، ويائير لبيد سيتناوبان على تولي منصب رئيس الوزراء.
ووقّع رئيس القائمة العربية الموحدة النائب منصور عباس، على وثيقة مع زعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد يدعمه فيها بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وجاء توقيع منصور بعد اجتماع ثلاثي ضم منصور ولبيد وزعيم حزب يمينا نفتالي بينيت المرشح لمنصب رئيس هذه الحكومة في إطار تناوب مع لبيد.
وفي أول رد فعل بعد هذه التطورات، وصف رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، المشاركة في توقيع اتفاق تشكيل الحكومة مع لبيد بأنه اختراق لأجل مصلحة المجتمع العربي.
ألفاظ يتشدق بها الادعياء المستكبرون
إننا نحيا في عصر يكافأ فيه الجناة بدلاً من أن يحاسبوا و يدانوا .. إننا نحيا في عصر تتطوع فيه ما يسمي بمنظمات حقوق الانسان، لحماية المصالح الظالمة لكبار المجرمين والدفاع عن ظلمهم و ظلم أعوانهم .
إننا نحيا في عصر يكافيء فيه الجناة بدلاً من أن يحاسبوا و يدانوا .. إننا نحيا في عصر تتطوع فيه ما يسمي بمنظمات حقوق الانسان، لحماية المصالح الظالمة لكبار المجرمين والدفاع عن ظلمهم و ظلم أعوانهم .
( صحيفة الامام ، ج7 ، ص 500 )
ثمة مذاهب عديدة ممن تدعي قيادة الانسان وتحقيق سعادته، تتحدث في ضوء رؤيتها الكونية عن تفاصيل مناهج وأنظمة تلبي احتياجات الانسان الاساسية، آخذة بنظر الاعتبار تعدد أبعاد حياة الانسان علي الصعيد الشخصي والاجتماعي، ولافتة الي أن بوسع كل واحد من هذه الانظمة تناول أحد جوانب حياة الانسان والتمهيد لنموه وتكامله. ومن جملة هذه الانظمة يمكن الاشارة الي النظام الحقوقي والسياسي والاقتصادي والثقافي الي غير ذلك.
المنهج الفكري لكل مدرسة هو الآخر يعد من جملة الانظمة التي تحتل موقعها بشكل منطقي وهادف، في ضوء الاهداف الشاملة للمدرسة الفكرية ورؤيتها الكونية، رغم استقلالية اهدافها وغاياتها .
كما أن كل واحد من هذه الانظمة يحقق وجوده وكيانه من خلال منهجية المدرسة الفكرية ورؤيتها الشاملة الي عالم الوجود وكائناته (التعرف علي الكون)، والي وجود الانسان (علم الانسان)، و من خلال طريقة التعرف علي هذا المخلوق علي الصعيدين الباطني و الظاهري علي حد سواء (علم المعرفة)، و كيفية تحليل ابعاد الانسان الاجتماعية (علم الاجتماع)، وبالتالي تتباين عن بعضها البعض بناءً علي الرؤية الكونية، وفي ضوء ذلك يتم تنظيم قواعد هذا النظام واهتماماته الداخلية .
الفكر الاسلامي هو الآخر ، و من خلال إدعائه ارساء أسس شاملة و كاملة لأكثر الحضارات الالهية – الانسانية أصالة في العالم علي الصعيدين الفكري و العملي معاً ، بني رؤيته الكونية علي أساس تبيان حقائق الوجود ، وتوضيح وجود الكائنات بدءً من أسمي مراتب الوجود (خالق الكون)، وانتهاءً بأدناها، وتابع في ضوء ذلك نظامه القيمي انطلاقاً من أسمي المراتب (الحقيقية) ونزولاً الي أدني مستوياتها (اللذة والمنفعة الشخصية)، ومن ثم ترتيب أنظمته القانونية والاقتصادية والسياسية ...الخ ، في إطار الجانب العيني والقيمي .
ومن الواضح تماماً في ظل هذا النظام ، أن كل مفهوم حقوقي و فضلاً عن انضمامه تحت لواء النظام الحقوقي ، يستمد وجوده من النظام القيمي لهذه المدرسة الفكرية وتوضيحها وتفسيرها لحقائق الوجود(معرفة الكون). ولهذا فإن التحليل الدقيق و المتقن لأبعاده و غاياته ، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاصول والمباني المستمد منها .
الآفاق التي تتحدث عنها المدرسة الاسلامية السامية والانظمة التابعة لها ، شكّلت الملامح العامة لرؤية واحد من أبرز الذين عملوا علي احياء الفكر الاسلامي في العصر الحاضر وأكثرهم تأثيراً، ألا و هو سماحة الامام الخميني ( قدس سره )، التي تجلت بوضوح في مختلف أبعاد اهتماماته الفكرية وجسدتها سيرة هذا الرجل الرباني ..ان مقولات من قبيل: حقوق الانسان، حقوق الاقليات، حقوق المرأة، ومفاهيم نظير: الوطنية والجمهورية والديمقراطية والاحزاب والتنظيمات السياسية، ومفاهيم أخري كثيرة، يمكن اكتشافها من جديد وتعريفها بشكل سليم في ضوء أفكار سماحة الامام الخميني وآرائه ومواقفه.
و كما هو واضح، أن تعاطي سماحة الامام الخميني ( قدس سره ) مع هذه المفاهيم والمقولات لم يكن بشكل مباشر وبمثابة نصوص محددة، وأساساً أن كافة الابعاد الفكرية لمقولة ما ، أو حتي قاعدة عامة ، تستحوذ علي اهتمام سماحته بما يتناسب مع ابعاد أكثر شمولية ومن ثم مع الرؤية الكونية للمدرسة الفكرية التي يؤمن بها. ولهذا فإن دراسة مفهوم (حقوق الانسان) - علي سبيل المثال – يمكن التعرف علي أبعاده من زاويتين مختلفتين وفقاً للرؤية الكونية الاسلامية التي يؤمن بها سماحة الامام .
ومما يذكر في هذا الصدد أن سماحة الامام ينظر الي منشور حقوق الانسان في اطار منظومة عامة من النظام الحقوقي والقيمي و الرؤية الكونية، و يلفت الي نقاط ضعفه ونواقصه وتناقضاته وعدم أحقيته ومشروعيته، مستنداً في ذلك الي سببين :
الاول، عدم استناد اعلان حقوق الانسان الي رؤية كونية الهية متقنة.(صحيفة الامام، ج4، ص402 و403). الثاني، افتقار المشرّع للمؤهلات المطلوبة كما ينبغي : نظراً لحرمانه من نعمة الوحي وجهله بالعالم والانسان والمجتمع، اضافة الي أنه غير منزّه من الانانية والنفعية وامكانية الخطأ والسهو في علمه ومعرفته، لذا فهو يفتقر الي المؤهلات اللازمة لتدوين الحقوق الانسانية. (صحيفة الامام، ج7، ص361 و ج8، ص332).
من جهة أخري تكتسب منظومة حقوق الانسان مصداقيتها بمثابة نظام مستقل، وأن سماحة الامام يؤيدها بشكل عام لسببين:
الاول: اعتماد علم الانسان وعلم المعرفة، إذ يمكن التوصل الي بعض الامور الحسنة والسيئة في ضوء العقل الانساني.
الثاني: صحة واعتبار بعض بنود إعلان حقوق الانسان، واشتراك وانسجام العديد من فقراته مع تعاليم الانبياء خاصة الدين الاسلامي.
و بناء علي ذلك، ومع الأخذ بنظر الاعتبار المكانة العالمية التي يحظي بها إعلان حقوق الانسان، واستناداً الي فحوي بنوده وفقراته السليمة، وتأسّياً بقاعدة الالزام (كل شخص ملزم بما يؤمن به)، يوجّه سماحة الامام عتابه للذين دوّنوا هذا الاعلان ووقّّعوا عليه، ويدعوهم لمراعاة الحقوق التي نص عليها هذا الاعلان، ويرفع صرخته احتجاجاً علي مظلومية المستضعفين في العالم داعياً الي إحقاق حقوقهم، وكاشفاً القناع عن الوجه القبيح لأدعياء حماة حقوق الانسان والمدافعين عنها كذباً وبهتاناً.
وفي هذا الصدد يقول سماحته :
«اذا كان الغرب يزعم حقاً الدفاع عن حقوق الانسان، ينبغي له مناصرة الشعب الايراني .. يجب عليه سحب اعترافه بحكومة الشاه ورفض حكم شخص لا يتواني عن ارتكاب المجازر بين فترة وأخري».
(صحيفة الامام، ج4، ص 224) .
وفي موضع آخر، واستناداً لما ورد في اعلان حقوق الانسان، يوجّه سماحة الامام خطابه الي المتغطرسين أدعياء حقوق الانسان، موضحاً :
«ان من حق هذه الامة - و كل أمة - أن تقرر مصيرها بنفسها. فهذا أحد حقوق الانسان وقد نص عليه إعلان حقوق الانسان أيضاً. وأن شعبنا نهض اليوم بمختلف فئاته وهو يتطلع لأن يتحكم بمصيره».
(صحيفة الامام، ج3، ص 503) .
ويقول سماحته:
«أن كلاً من حرية التعبير ، و حرية الانتخابات ، و حرية الصحافة ، و حرية الاذاعة و التلفزيون ، و حرية الاعلام ، كل ذلك يعد من حقوق الانسان بل من اولوياتها . ألا تعلم اميركا بأننا نفتقر للاعلام الحر و لا توجد لدينا صحافة حرة ؟» .
(صحيفة الامام، ج4، ص400) .
يؤمن سماحة الامام بأن مزاعم الدفاع عن حقوق الانسان، ليست أكثر من ألفاظ يتشدق بها الادعياء المستكبرون: « لنهب ثروات الشعوب المستضعفة »(صحيفة الامام، ج3، ص518)، و صيانة مطامع القوي العظمي (صحيفة الامام ، ج6 ، ص 460 ) ، و للتمويه علي جرائمهم (صحيفة الامام، ج5، ص 342)، و بلوغ مطامعهم الشخصية و الحزبية (صحيفة الامام ، ج5 ، ص 297) ، و التي تتلخص في الهيمنة علي المستضعفين و مص دماء المحرومين .
(صحيفة الامام ، ج12 ، ص 258) .
و يري سماحة الامام لدي الخوض في الجانب الإيجابي من إعلان حقوق الانسان، بأن من مستلزمات تدوين حقوق الانسان الالهية بصورة شاملة وتطبيقها بشكل كامل، الاستعانة بالوحي في التعرف علي أبعاد الكون والانسان وخالق الوجود. كما أن سماحته يعد استلهام النظام الحقوقي ومجموعة حقوق الانسان من منظومة العقائد الدينية الالهية، والتفسير الالهي لوجود الانسان ونشأته الاولي ومعاده، والأخذ بنظر الاعتبار الغاية الحقيقية من وجود الانسان وعالم الوجود، وتمسك المؤمنين الحقيقيين وأتباع التعاليم الالهية الصادقين، يعد كل ذلك من أهم وأبرز المؤهلات التي ينبغي توافرها لدي المدوّنين لإعلان حقوق الانسان.
يقول سماحته:
«ان الدولة التي يحق لها التشدق بالدفاع عن حقوق الانسان وصيانتها، هي التي تكون حكومتها قائمة علي أساس العقائد الدينية الالهية ... فإذا لم يكن الله حاضراً، وإذا لم تتوافر الخشية منه، وإذا لم يكن ثمة خوف من يوم الجزاء .. فسوف تعم الفوضي و ينتهي الانسان الي التيه والانحراف».
(صحيفة الامام، ج4، ص 402).
الإمام جعفر الصادق عليه السلام وفاجعة إستشهاده
هو الإمام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهو جعفر بن الامام محمد بن الامام علي بن الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وامه هي السيدة الفاضلة الزكية أم فروة وهي من افضل نساء عصرها وهي عالمة تقية ذات شرف وفضل وقد ولد عليه السلام في سنة 83 للهجرة ونشأ في رعاية والده وجده الامام علي بن الحسين زين العابدين وورث علمهما وفقههما وأخلاقهما العظيمة وحكمتها المنيرة وتسلّم الامامة في سنة 114للهجرة بعد وفاة والده واستمرت مدة إمامته الى سنة 132للهجرة.
وامتاز عصر الامام الصادق عليه السلام بفترة من الزمن انشغلت فيها الدولة العباسية الفتية حينها بتتبع بقايا الدولة الاموية ومحاربتها وحيث انشغل حينئذ الحكام العباسيون الأمويون عن تتبع الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فاستثمر الامام عليه السلام تلك الفرصة لنشر مختلف العلوم فبدأ بتدريس طلبته الذين كانوا يقدّرون بالآلاف وعلمهم مختلف العلوم كالعلوم الفقهية والقرآنية وحكمة الوجود والطب والكيمياء والمناظرات وبرز لديه الكثير من الطلبة ومنهم يحيى بن سعيد ، وزرارة بن أعين وجميل بن دراج ، ومحمد بن مسلم ، واسحاق بن عمار ، وأبو بصير ، وعبد الله الحلبي ، وأبان بن تغلب ، والفضيل بن يسار ،وسفيان الثوريّ ، وأبو حنيفة ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، وسفيان بن عيينه وكذلك المفضّل بن عمر والذي وله الكتاب المشهور (توحيد المفضّل ) وهشام بن الحكم الذي كان هو البارز في المناظرات والعالم الكبير جابر بن حيان الكوفيّ الذي برز بعلم الكيمياء وكذلك ابو حنيفه النعمان ، وبهذا اراد الامام عليه السلام ان ينشر نور العلم في العالم الاسلامي والعالم الانساني ليبني بذلك عقل الانسان بناءً رصينا ويوصل الإنسانية الى الكمال الّائق بها وحيث الإنسان نواة المجتمع الإنساني ، وقد تصدى الإمام عليه السلام لظاهرة التيارات الفكرية المنحرفة ولاسيما تلك التي تضرب بإنحرافها عمقا دينيا سواء أكان عقائديا كالجبر والتوفيض حيث صرح الإمام عليه السلام فيما روي عنه بأنه (لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين) وكذلك افكار الإلحاد والزندقة وكذلك الإعتزال الذي تطرّف اليه الخوارج أم كان فقهيا كالقياس بالرأي وأبطل بذلك آراء جميع المنظرين لهذه التيارات الفكرية الخاطئة ، وبهذا يمكن القول ان الامام عليه السلام اسس جامعة علمية متكاملة يمكن تسميتها بجامعة أهل البيت عليهم السلام والتي توفر جميع العلوم التي يحتاجها الانسان وتضمن إثبات بطلان افكار وأراء المنظرين للتيارات الفكرية المخالفة لها بدلالة العقل الإنساني قبل الأدلة النصية ، واستطاع الامام عليه السلام ان يوفر البناء العلمي والاجتماعي والاخلاقي وتعزيز بناء الايمان وعلاقة الأخوة والمحبة والود بين المؤمنين وتفعيل لغة العلم الأخلاق الحسنة في الخطاب الإنساني فكانت كلمات الامام عليه السلام وأحاديثه أعظم من الجبال الصم الرواسي.
وقد قال في حقه والده الامام محمد الباقر عليه السلام (هذا خير البريّة)(1) ، وقال في بيان فضله عمه زيد الشهيد قبل استشهاده (في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتجّ الله به على خلقه ؛ وحجّة زماننا ابن أخي جعفر لا يضلّ مَن تبعه ولا يهتدي مَن خالفه)(٢) ، وقال مالك بن أنس في حقه ما رأت عين ولا سمعت أُذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق علماً وعبادة وورعاً(٣) ، وقال المنصور الدوانيقي مؤبناً الإمام الصادق عليه السلام إنّ جعفر بن محمّد كان ممّن قال الله فيه :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) وكان ممّن اصطفى الله وكان من السابقين بالخيرات(٤) ، و قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (٣٢٧ هـ) سمعت أبي يقول جعفر بن محمّد ثقة لا يُسأل عن مثله ، وقال سمعت أبا زرعة وسئل عن جعفر بن محمّد عن أبيه ، وسهيل بن أبي صالح عن أبيه ، والعلاء عن أبيه أيّما أصح ؟ قال لا يقرن جعفر بن محمّد إلى هؤلاء(5) ، قال أبو حاتم محمّد بن حيّان ( ت ٣٥٤ هـ ) عنه كان من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً(6) ، وقال أبو عبد الرحمن السلمي ( ٣٢٥ ـ ٤١٢ هـ ) عنه فاق جميع أقرانه من أهل البيت عليه السلام وهو ذو علم غزير وزهد بالغ في الدنيا وورع تام عن الشهوات وأدب كامل في الحكمة(7) ، وعن صاحب حلية الأولياء (٤٣٠هـ ) ومنهم الإمام الناطق ذو الزمام السابق أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق ، أقبل على العبادة والخضوع ، وآثر العزلة والخشوع ، ونهى عن الرئاسة والجموع(8) ،و أضاف الشهرستاني ( ٤٧٩ ـ ٥٤٨ هـ ) على ما قاله السلمي عنه وقد أقام بالمدينة مدّة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ثمَّ دخل العراق وأقام بها مدَّة ، ما تعرّض للإمامة قط ، ولا نازع في الخلافة أحداً(9) ، ومَن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلّى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حطّ (10) ، وذكر الخوارزمي ( ت ٥٦٨ هـ ) في مناقب أبي حنيفة أنّه قال ما رأيت أفقه من جعفر بن محمَّد وقال لولا السنتان لهلك النعمان مشيراً إلى السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق(11) ، وقال ابن الجوزي ( ٥١٠ ـ ٥٩٧ هـ ) جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين كان مشغولاً بالعبادة عن طلب الرئاسة(12) .
وبعد ما استقر سلطان الدولة العباسية بدأ الحاكم المنصور الدوانيقي بالتضييق على الامام عليه السلام وتوجيه الاستدعاء اليه بين فترة وأخرى ورصد كل تحركاته حتى ضيق عليه ولم يرقب كونه من أولياء الله ولا منزلته العلمية في العالم الاسلامي ولم يشفق على نحوله بسبب عبادته ولا بياض شيبته الكريمة، وحينها نعى الامام عليه السلام نفسه وشكى مايعانيه من الآلام والمحن والضيق ، حتى قال :(عزّت السلامة ، حتى لقد خفي مطلبها ، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول ، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت ، والسعيد مَن وجد في نفسه خلوة يشتغل بها ) (14) ، ولكن المنصور اصر على اختياله فحاول صديقه المقرب وصاحب سره محمد بن عبد الله الاسكندري منعه عن ذلك وصرف فكره عنه قائلا له: إنّه رجل أنحلته العبادة ، واشتغل بالله عن طلب الملك والخلافة ولكن لم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه: يا محمد قد علمتُ أنّك تقول به ، وبإمامته ولكنّ الملك عقيم! (15) ، فشدد الحاكم المنصور الدوانيقي الخناق حتى عزم على اختياله وقتله تحت تأثير دافع الملك والسلطان فدس اليه السم الفاتك على يد عامله وحينما سقى عامل المنصور الامام عليه السلام بالسم شعر الامام بآلام قاسية وأحس بتقطع أمعائه حتى استشهد على إثر ذلك في الخامس والعشرين من شهر شوال رحل الى جوار ربه شهيدا مظلوما صابرا محتسبا وعم الحزن والأسى بين الناس حتى دفن في البقيع الغرقد بجوار والده الامام محمد الباقر وجده الامام زين العابدين عليهما السلام وسادت أجواء الأحزان والآهات ورثاه أحد أصحابه وهو أبي هريرة العجلي بقوله:
أقول وقد راحوا به يحملونه على كاهل من حامليه وعاتق
أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهق
غداة حثى الحاثون فوق ضريحه تراباً ، وأول كان فوق المفارق (16)
الكاتب مهند آل حسين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) الكافي ١ ٣٠٧ .
(٢) المصدر السابق ٣٠٦ .
(٣) تهذيب التهذيب ٢ ١٠٤ .
(٤) تاريخ اليعقوبي ٣ ١٧ .
(5) الجرح والتعديل ٢ ٤٨٧ .
(6) الثقات ٦ ١٣١ .
(7) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ١٥٨ .
(8) حلية الأولياء ١٧٢ .
(9) إن كان يقصد بذلك التعرّض الظاهر للإمامة الظاهرة كما يفهم من قول ( ولا نازع في الخلافة ) فهذا صحيح وإلاّ فلا .
(10) الملل والنحل ١ ١٤٧
(11) مناقب أبي حنيفة ١ ١٧٢ ، والتحفة الاثني عشرية ٨ .
(1٢) صفوة الصفوة ٢٩٤ .
(13) ينابيع المودّة ٣٨٠ ، وهذا البخاري هو محمد خواجه بارساي .
(14) الكافي ٨ ٢١٥ ورجال الكشي ٣٦٥ وبحار الأنوار ٤٧ ٨٥ .
(15) مهج الدعوات ٢٤٧ .
(16) مقتضب الأثر في النصّ على الأئمة الاثني عشر ، للجوهري ٥٢ .