
emamian
واقعة كربلاء التي سطعت في دياجي التاريخ
نشاهد في الأفلام ونقرأ في القصص أنه عندما يهاجم العدو ويقتحم، تدبّ الحمية ويبادر أي شخص عادي يصيبه الحماس ]والغيرة[ ويتوجه ليقاتل العدو. فهل كل هؤلاء من النوابغ؟ هل أن كل المقاتلين في المعارك والحروب التي وقعت طوال التاريخ الذين برزوا لقتال أعدائهم وثبتوا إلى أن قتلوا، هل كل هؤلاء نوابغ؟ لا، فهؤلاء من الناس العاديين. فليس كل ذلك الحماس والحمية نبوغًا، سواء ما يأتي دفعة واحدة وينتهي أو ما يستمر أو كل ما يأتي بتبعه.
ليس هذا النوع من الاستقامة هو ما نذكره في حق الإمام الحسين عليه السلام. فاستقامة الامام الحسين عليه السلام هي في محلّ آخر. إذ ليس المقصود من استقامته (عليه السلام) في يوم عاشوراء، أن يتلقى السيوف لتبلغ جراح جسده الشريف سبعين جرحًا ونيفًا[1]. ليست هذه من نوع الاستقامة التي ننشدها وللإمام الحسين العظيم (عليه السلام). أجل! فكل جندي شجاع باستطاعته القيام بمثل هذا العمل.
إن استقامة الامام الحسين هي كما ترون في عمله، تكمن [في أنه مقبل] على طفل كعلي الأصغر مفتق النحر من شدة العطش، وعند سيدة مبجلة كزينب عليها السلام تُضرب بسياط عتاة الكوفة، تخرج أسيرة، يسلبونها جلبابها وحجابها وربما حليها وقلائدها! فكر في ذلك! هل بإمكانك لو كنت في هذا الموقف، وقالوا لك: "حسنٌ جدا! أنت شجاع، تريد الجهاد والمواجهة، لك ذلك، لكن انظر بأي ثمن وقيمة!" فكم سيكون بمقدورك أن تظهر من الاستقامة؟ هنا في هذا الموقف بعينه تعرف الاستقامة الحسينية.
الاستقامة الحسينية هي أنه عندما يُعرف الهدف ويُشخّص ويقيّم ويعلم حجم قيمته وعظمتها فيصمد من أجله، في الوقت الذي ترتعد فرائص الأشخاص العاديين وأصحاب الكرم والشجاعة والنخوة وكرام الناس. لو كان هناك شخص آخر مكان الامام الحسين عليه السلام لوقف وقال: أنا في النهاية مستعد للتضحية بنفسي في هذا الطريق، لكن هنا في هذه الصحراء وفي هذا العطش، كيف لي الوقوف وفي البين طفل رضيع وسيدة مكرمة..؟![2] (28/2/1377)
تارة يقال للمرء: لا تسلك هذا الطريق لأنك قد تتعرض للتعذيب والألم. فالإنسان القوي يقول: إني سالك هذا الطريق! ولا ضير في ذلك. وتارة يقال لآخر: لا تسلك هذا المسلك لعلك تُقتل. ترى الإنسان الفذ يقول: إنّي سالكه ولا أبالي بالقتل. ولكن تارة أخرى قد لا يقتصر الحديث على مجرد القتل والتعذيب والحرمان، بل يقال: لا تذهب، فقد يُقتل على أثر حركتك هذه عدد من الناس. وهنا يُعرض على بساط البحث موضوع أرواح الآخرين، فيقال له: لا تَسِر في هذا الطريق، فمن المحتمل أن يواجه الكثير من النساء والرجال والأطفال مصاعب جمّة وعنتًا كبيرًا من جرّاء مسيرك هذا، وإن أرواح الناس هنا على المحك، وهنا ترتعد فرائص الذين لا يبالون بالقتل [المقبلون على الموت، فكيف بغيرهم]، أمّا الذين لا ترتعد فرائصهم، فهم أوّلًا: في أعلى درجة من البصيرة وعلى بيّنة من ضخامة العمل الذي يؤدونه.
وثانيًا: لهم من قوة النفس [الصبر] ما لا يتسرب الوهن إليها. وهاتان الميزتان تجلّتا في شخص الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء. لذلك كانت واقعة كربلاء كشمس سطعت في دياجي التاريخ، وهي ما انفكت ساطعة وستبقى كذلك أبد الدهر[3].
الاستقامة والبصيرة، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة
[1] - تاريخ الطبري، ج4، ص346،الامالي، الطوسي، صص676-677، بحار الانوار، ج45، ص57.
[2] - كلمته في لقاء الهيئة المشرفة على إقامة مراسم ذكرى رحيل الامام الخميني، 28/2/1377- 18/4/1998
[3] - كلمته في جموع غفيرة من زوار مرقد الإمام الخميني، 14/3/1375 ش.
لماذا وقعت الثورة في زمن الإمام الحسين (عليه السلام)؟
إنّ الإمام الحسين عليه السلام هو أوّل من قام بهذا التحرّك، ولم يقم به أحدٌ قبله، لأنّه في زمن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وزمن أمير المؤمنين عليه السلام ما كانت مثل هذه الأرضيّة وهذا الانحراف موجودين، وإذا كان هناك انحراف في بعض الموارد، فلم تكن الأرضيّة مناسبة ولا المقتضى موجوداً (للثورة)، أمّا في زمن الإمام الحسين عليه السلام، فكلا الأمرين قد وُجدا، فهذا هو أساس القضيّة في مورد نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
إنّ الإسلام في عصر الإمام الحسين عليه السلام قد تعرّض للتحريف، وكان الوقت مناسبًا، والأرضيّة ممهّدة، لذا وجب على الحسين عليه السلام أن يثور.
الشّخص الّذي تولّى السّلطة بعد معاوية، لم يُراعِ حتّى ظواهر الإسلام، وكان منغمسًا في الخمر والمجون والتهكّم على القرآن، وترويج الشّعر المخالف للقرآن، والّذي يتهجّم على الدّين، ويُجاهر بمخالفة الإسلام، غاية الأمر، لأنّ اسمه رئيس المسلمين لم يُرِد أن يحذف اسم الإسلام. فهو لم يكن عاملًا بالإسلام، ولا محبّاً له، وكان بعمله هذا كنبع الماء الآسن الّذي يُفسد ما حوله، ويعمّ المجتمع الإسلاميّ. هكذا يكون الحاكم الفاسد، فبما أنّه يتربّع على قمّة المرتفع، فما يصدر عنه لا يبقى في مكانه، بل ينتشر ليملأ ما حوله، خلافًا للنّاس العاديّين، حيث يبقى فسادهم لأنفسهم أو لبعضٍ ممّن حولهم. وكلّ من شغل مقامًا ومنصبًا أرفع في المجتمع الإسلاميّ، كان ضرره وفساده أكبر. لكن لو فسد من يقع على رأس السّلطة، لانتشر فساده وشمل الأرض كلّها، كما أنّه لو كان صالحًا، لامتدّ الصّلاح إلى كلّ مكان. فشخصٌ مفسدٌ كهذا أصبح خليفة المسلمين بعد معاوية، وخليفة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم! فهل هناك انحرافٌ أكبر من هذا؟
هل إنّ معناه عدم وجود الخطر؟ كلّا، فالخطر موجود. فلا معنى أن يبقى من هو على رأس السّلطة ساكتًا أمام معارضيه، ولا يخلق لهم المخاطر، بل من البديهيّ أن يوجّه لهم الضّربات. فعندما نقول "الوقت المناسب"، فمعناه أنّ الظروف في المجتمع الإسلاميّ مؤاتية لأن يُبلّغ الإمام الحسين عليه السلام نداءه إلى النّاس في ذلك العصر، وعلى مرّ التاريخ.
لو أراد الإمام الحسين عليه السلام الثّورة في عصر معاوية لدُفن نداؤه، وذلك لأنّ وضع الحكم في زمن معاوية، والسياسات كانت بحيث لا يُمكن للنّاس معها سماع قول الحقّ، لذلك لم يقل الإمام الحسين عليه السلام شيئًا طيلة السّنوات العشر الّتي كان فيها إمامًا في زمن معاوية، فهو لم يفعل شيئًا، ولم يُقدّم، ولم يثُر، لأنّ الظّروف لم تكن مؤاتية. الإمام الحسن عليه السلام كان قبله ولم يثر، لأنّ الظروف لم تكن مؤاتية أيضًا، لا أنّ الإمام الحسن عليه السلام لم يكن أهلًا لذلك. فلا فرق بين الإمام الحسن عليه السلام وبين الإمام الحسين عليه السلام، ولا بين الإمام الحسين عليه السلام وبين الإمام السجّاد عليه السلام، ولا بين الإمام الحسين عليه السلام وبين الإمام عليّ النقيّ عليه السلام، أو الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام. بالطّبع، فإنّ منزلة الإمام الحسين عليه السلام - الّذي أدّى هذا الجهاد - هي أرفع من الّذين لم يؤدّوه، لكنّهم سواء في منصب الإمامة. ولو وقع هذا الأمر في عصر أيّ إمام، لثار ذلك الإمام، ونال تلك المنزلة.
فالإمام الحسين عليه السلام واجه مثل هذا الانحراف، وكانت الظّروف مؤاتية، فلا محيص له عليه السلام من تأدية هذا التكليف، فلم يبقَ هناك أيّ عذر. لهذا، عندما قال له عبد الله بن جعفر، ومحمد ابن الحنفية، وعبد الله بن عباس - الّذين كانوا من العلماء والعارفين بأحكام الدين، ولم يكونوا من عامّة النّاس - إنّ تحرّكك فيه خطرٌ فلا تذهب، أرادوا أن يقولوا: إنّ التكليف قد سقط عنك لوجود الخطر، لكنّهم لم يُدركوا أنّ هذا التكليف ليس بالتكليف الّذي يسقط بوجود الخطر، لأنّ مثل هذا التكليف فيه خطر دومًا، فهل يمكن لإنسان أن يثور ضدّ سلطة مقتدرة في الظاهر، ولا يواجه خطرًا؟!
لماذا صلاتنا من دون خشوع؟!
من أجل تحصيل الخشوع في العبادات ولا سيّما في الصلاة لا بدّ للعابد من سلوك طريق العلم والإيمان، فإنْ كان الخشوع ناتجاً عن إدراك عظمة العظيم المطلق وهيمنة هذه العظمة على قلب الإنسان، فإنّ إدراك هذه العظمة لمن هم أمثالنا يتأتّى عن طريق العلم بها وإيصال هذا العلم إلى القلب لتحقيق الإيمان بها، والحقّ أنّ العلم بمفرده لا يوجد خشوعاً في القلب، وكلّ فردٍ يُدرك ذلك، فمع كوننا معتقدين بالمبدأ والمعاد، ومع اعتقادنا بعظمة الله وجلاله وجماله، فإنّنا لا نتذوّق طعم الخشوع في قلوبنا، وما ذلك إلا لأنّ ما اعتقد به العقل لم يصل إلى القلب، ولم ينطوِ على الإيمان به.
ومع أنّنا نُصلّي كلّ يومٍ خمس مرّات ومنذ سنين عديدةٍ من عمرنا، إلّا أنّنا لم نستشعر الخشوع في صلاتنا رغم أنّ الله تعالى يقول في كتابه المجيد مادحاً المؤمنين: ﴿قَد أَفلَحَ ٱلمُؤمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُم فِي صَلَاتِهِم خَٰشِعُونَ﴾[1]، فجعل الخشوع في الصلاة من حدود الإيمان وعلائمه. فمن لم يكن خاشعاً في الصلاة فهو خارج زمرة أهل الإيمان طبقاً لما قاله الله تعالى شأنه. قال إمامنا الصادق عليه السلام: "فإذا دخلتَ في صلاتك فعليك بالتخشّع والإقبال على صلاتك، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: ﴿ٱلَّذِينَ هُم فِي صَلَاتِهِم خَٰشِعُونَ﴾"[2]. من هنا نستنتج أنّه لتحصيل الخشوع في الصلاة ينبغي لنا أن نعمل على تحقيق الإيمان في ما نعتقد به عقلاً، وحتى نُحّصل الخشوع في الصلاة لا بدّ لنا من سلوك مسلكٍ معيّن يُصبح عادةً مرافقة لنا في حياتنا لأنّه "إذا قام العبد إلى الصلاة، فكان هواه وقلبه إلى الله تعالى انصرف كيوم ولدته أمّه"[3]، أمّا الأدب "والخشوع" المتأتّي نتيجة حدث أو خوف أو تأثّر دون أن يتمكّن من النفس ويُصبح ملكة... لا يدوم، ويرحل سريعاً. لذلك يُنصح المصلّي بعدّة أمور، منها:
أوّلاً: ذكر الله تعالى:
إنّ الاهتمام من عوامل الانتباه والتركيز، وكلّما يكون اهتمام الإنسان بأمرٍ أكثر يكون انتباهه له أكثر. وبالعكس فالقضية التي لا تأخذ من اهتمام الإنسان لا يَصرِفُ انتباهه إليها. ولمّا كانت الدنيا أكثر اهتمامات الناس فإنّها لا محالة تُشغلهم عن صلاتهم وتصرّفهم عنها، فإذا أقبل الإنسان على صلاته يبقى قلبه مشغولاً بما يهمّه من أمر دنياه، وهذه قضية واضحة، فإنّ الإنسان إذا واجه أمرين وكان اهتمامه إلى أحدهما أعظم من الآخر انصرف إليه بقلبه، وإن كان مشغولاً بالآخر.
وإنّما ينصرف الناس عن صلاتهم إلى ما يهمّهم من أمور دنياهم؛ لأنّ اهتمامهم بها أعظم من اهتمامهم بالصلاة. فإذا وعى الإنسان قيمة الصلاة، وما أودع اللّه تعالى في هذه الرحلة من مباهج ولذّاتٍ للعقل والرُّوح، ومن الثّواب في الآخرة، ووعى ﴿وَٱلأخِرَةُ خَير وَأَبقَىٰ﴾[4]. انقلب الأمر لا محالة، وانصرف إلى صلاته وذكره. ولم تؤثّر به موانع حضور القلب، وموانع حضور القلب في العبادات هي كلّ ما يستدعي غفلة القلب عن محضر العبادة ويُذهله عن معاني حركات وأذكار وطقوس العبادات ويسرح به بعيداً عن الحضور في موعد لقاء المعبود عزّ وجلّ.
إذاً؛ تحضير القلب يتمّ بتحويل الاهتمامات، وإذا تمكّن الإنسان أن يُحوّل اهتمامه من الدنيا ومتاعها إلى اللّه تعالى، وجعل اهتمامه للدنيا تبعاً لمرضاة اللّه تعالى وأمره ونهيه كانت صلاته إقبالاً على الله، وذكراً للّه وانصرافاً وانقطاعاً إلى الله تعالى. قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ اللّه سبحانه جعل الذّكر جلاء للقلوب"[5].
ثانياً: تفريغ القلب:
لا علاج لإحضار القلب إلا بالابتعاد عن الغفلة، وبصرف الهمّة إلى الصلاة قولاً وفعلاً، والهمّة لا تنصرف إليها ما لم يتبيّن أنّ الغرض المطلوب منوط بها (أهداف الصلاة)، وذلك هو الإيمان والتصديق بأنّ الآخرة خير وأبقى، وأنّ الصلاة وسيلة إليها، فإذا أُضيف هذا إلى حقيقة العلم بحقارة الدنيا ومهمّاتها حصل من مجموعها حضور القلب في الصلاة، وما دام القلب متعلّقاً، ومنغمساً في حبّ الدنيا فالطريق لإصلاح القلوب مسدودٌ، وباب جميع السعادات مغلقٌ في وجه الإنسان. والسبب في ذلك أنّ القلب يتوجّه إلى محبوبه بمقدار تمكّن حبّه منه، فإنْ كانت الدنيا هي محبوبته وقد استحوذت عليه فإنّها تأخذ بشِغافِهِ وعنايته في كافّة حالاته وهُنيهاته، وتُشغله بفتنتها، فسيبقى قلب الإنسان مشغولاً بشواغل الدنيا، وتبقى هذه الشّواغل تُلاحقه، وتُطارده، وهو يستسلم لها في صلاته، فالقلب معلّقٌ بها، وبالتّالي لا يستطيع أن ينصرف إلى ذكر اللّه تعالى، وهذا من سوء الأدب وتضييع حرمة الصلاة.
وروي عن الإمام أبي مُحمد الحسن عليه السلام: "إنَّ اللهَ عزّ وجلّ أقربُ إلَيَّ مِن أن يحظُرَ، فيما بَيني، وبينهُ أحد"[6].
ومن كلامٍ لإمامنا السجّاد زين العابدين في حادثة مفصّلة قال عليه السلام: "... ولولا أنّ لأهلي عليّ حقّاً ولسائر الناس من خاصّهم وعامّهم عليّ حقوقاً لا يسعني إلّا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتّى أؤدّيها إليهم، لرميت بطرفي إلى السماء وبقلبي إلى الله ثمّ لم أردِّدها حتّى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين..."[7].
ثالثاً: الإعراض عن اللغو:
إنّ الاشتغال باللغو والتكلّم به من العوامل الاختياريّة للوقوع في الغفلة والنسيان. فاللغو يُضعف إرادة الإنسان في المحافظة على القيم الإنسانيّة والإسلاميّة، ويسلب منه توفيق الذكر وحضور القلب في الصلاة، في حين أنّ حضور القلب في الصلاة أساس القيم المذكورة.
إنّ الشخص الّذي يُوفَّق إلى حضور القلب الكامل في الصلاة لا يجتنب الذنب فحسب، بل يجتنب أعمال اللَّغو كلّها. ولعلّ تقارُن الإعراض عن اللَّغو مع الخشوع في الصلاة في سورة المؤمنون إشارة إلى هذه النقطة، قال الله تعالى: ﴿قَد أَفلَحَ ٱلمُؤمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُم فِي صَلَاتِهِم خَٰشِعُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم عَنِ ٱللَّغوِ مُعرِضُونَ﴾[8]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغوِ مَرُّواْ كِرَاما﴾[9].
[1] سورة المؤمنون، الآيتان 1 - 2.
[2] الشيخ الكليني، الكافي، ج 3، ص 300، باب الخشوع في الصلاة وكراهية العبث، ح3.
[3] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 81، ص 261.
[4] سورة الأعلى، الآية 17.
[5] الآمدي التميمي، غرر الحكم و درر الكلم، ص 235.
[6] الصدوق، الشيخ محمد بن علي، التوحيد، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، إيران قم المشرفة، ط1، ص 184.
[7] ابن طاووس، السيد علي بن موسى، فتح الأبواب، تحقيق حامد الخفاف، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، لبنان بيروت، 1989م، ط1، ص171.
[8] سورة المؤمنون، الآيات 1 - 3.
[9] سورة الفرقان، الآية 72.
لماذا من المهم الوعي بصفات الأصحاب الولائيّة؟
يمكننا استخلاص جملة من الصفات الولائية، التي علينا العمل لنتحلى بها، من خلال الاطلاع على سيرة بعض العظماء وأصحاب المقامات والهمم العالية من المؤمنين والأولياء من الذين كانوا تبّعاً لخط الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وعلى رأس هؤلاء ما امتاز به أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام). فقد امتازوا بصفات ومزايا كثيرة، نذكر منها ما يدلّ على ولائهم المطلق لإمام زمانهم، ويقينهم وتسليمهم التامّ:
1- الوعي:
لم تكن المواقف الكربلائيّة، ليلة العاشر ويومه، نابعةً من عواطف جيّاشة فحسب، بل إنّها كانت ترتكز على معرفة يقينيّة قاطعة، تعتبر أنّ الطاعة لوليّ الأمر، حتى لو كان فيها بذلٌ للأرواح، هي السبيل الوحيد لحفظ الدين والإسلام، لذلك تراهم يرفضون أيّ أمانٍ يضمن لهم نجاتهم وحياتهم، ويصدّون أيّ خوف يمنعهم من الوصول إلى غايتهم، فترى الأحاسيس والعواطف تتحوّل إلى إدراك ووعي على مستوى الرسالة والقضيّة.
فهذا العبّاس بن عليّ عليهم السلام، نافذ البصيرة، يردّ أمان الشمر قائلاً: "لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟!" وفي رواية: فناداه العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام: "تبّت يداك، ولعن ما جئتنا به من أمانك يا عدوّ الله. أتأمرنا أن نترك أخانا وسيّدنا الحسين بن فاطمة، وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء؟!"[1].
وهذا زهير بن القين، يخاطب الشمر حين هدّده ورماه بالسهم، فيقول: أفبالموت تخوّفني؟! فواللَّه، لَلموتُ أحبُّ إليّ من الخلد معكم[2].
2- الإخلاص:
إنّ من أهمّ المزايا والصفات التي اتّصف بها الأصحاب في كربلاء، هو الإخلاص بأرقى معانيه، فتراهم حين اشتدّ البأس، وعاينوا الحتوف والمنايا، ثبتوا مخلصين موقنين. فهذا عابس بن أبي شبيب الشاكريّ، الذي خاطب الإمام عليه السلام، قائلاً: أمّا بعد، فإنّي لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما في أنفسهم، وما أغرَّك منهم. والله أحدّثك عمّا أنا موطّن نفسي عليه، والله لأجيبنّكم إذا دعوتم، ولأقاتلّن معكم عدوّكم، ولأضربّن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلا ما عند الله"[3].
إنّ عبارة "لا أريد بذلك إلا ما عند الله"، لهي خير شاهد على نوايا هؤلاء الأصحاب، وشدّة إخلاصهم في نواياهم تلك. وما عبارة عابس إلا لسان حال كلّ فرد من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، وهذا ما عبّر عنه حبيب بن مظاهر حيث قال: رحمك الله! قد قضيت ما في نفسك بواجزٍ من قولك"، ثمّ قال: "وأنا، والله الذي لا إله إلا هو، على مثل ما هذا عليه"[4].
نعم، هذا هو الإخلاص لله تعالى الذي لا يكون إلا برضى وليّه عليه السلام، هذا هو الإخلاص الذي يبيع الدنيا وحطامها بالنعيم الأبديّ في جنان الخلد مع الأولياء.
3- التفاني:
إنّ مواقف التفاني في كربلاء كثيرة وعديدة، وكلٌّ عبّر عن ذلك بأسلوبه وبيانه. هذا الأسلوب والبيان الذي يستخدم فيه الأعداد والتكرار ليدلّ على قصور الألفاظ عن إدراك ما يختلج في صدره من مشاعر وأحاسيس، فتراهم يعبّرون (سبعين مرّة، ألف مرّة...) .
4- الحزم والإرادة الصلبة:
وخير شاهد ودليل على هذه الميزة والصفة، ما حصل ليلة العاشر من محرّم، مع حبيب بن مظاهر وباقي الأصحاب أمام مخيّم عقيلة الهاشميين السيدة زينب عليها السلام، حيث نادى حبيب أصحابه، عندما علِم من نافع بن هلال بأنّ السيدة زينب عليها السلام وباقي النساء في حال وجلٍ ورعب: يا أصحاب الحميّة، وليوث الكريهة، هذا نافع بن هلال يخبرني الساعة بكذا وكذا، فأخبروني عن نيّاتكم. فجرَّدوا صوارمهم، ورموا عمائمهم، وقالوا: أما والله يا بن مظاهر، لئن زحف القوم إلينا لنحصدنّ رؤوسهم، ولنلحقهم بأشياخهم، ولنحفظنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته وذريته.
فقال لهم حبيب: معي معي.
فقام يخبط الأرض بهم، وهم يعْدُون خلفه، حتى وقف بين أطناب الخيم، ونادى: السلام عليكم يا ساداتنا، السلام عليكم يا معشر حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذه صوارم فتيانكم آلوا أن لا يغمدوها إلّا في رقاب من يبتغي السوء فيكم، وهذه أسنّة غلمانكم آلوا أن لا يركزوها إلّا في صدور من يفرّق بين ناديكم"[5].
ويكفي في الدلالة على هذه الميزة ما قاله الإمام الحسين عليه السلام لأخته الحوراء زينب عليها السلام، التي سألته قائلةً: "يا بن أمّي، هل استعلمت من أصحابك نيّاتهم؟ فإنّي أخاف أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة"، فبكى الحسين عليه السلام، وقال: "أما والله لقد بلوتهم، فما رأيت فيهم إلا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل بلبن أمّه"[6].
5- التجسيد العمليّ للمواقف:
كثيرة هي المواقف التي لم تخرج من حيّز الكلام والتنظير إلى حيز الواقع والتطبيق العمليّ في التاريخ. لقد أثبت أصحاب الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء صدقهم من خلال دمائهم وأرواحهم التي رخصت أمام إمام زمانهم، فكانوا خير من أبلى بلاءً حسناً في الامتحان الإلهيّ الكبير على تلك الأرض الطاهرة، فترى أصواتهم وصيحاتهم ومواقفهم تعانق أجسادهم المطروحة على رمضاء كربلاء، تشهد لهم تلك البقعة التي ارتوت من دمائهم، ونسائم الهواء الذي تعطّر بعبق تلك الدماء.
هذا غيض من فيض، وشيء من تلك السمات والميزات التي سطعت يوم العاشر من المحرّم، لتسطّر أعظم تضحية ولائيّة في تاريخ البشريّة.
[1] ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف، ص54.
[2] النويريّ، نهاية الأَرَب في فنون الأدب، وزارة الثقافة والإرشاد القوميّ، المؤسّسة المصريّة العامّة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، لا. ط، ج20، ص443.
[3] الطبريّ، محمّد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، بيروت – لبنان، مؤسّسة الأعلميّ للمطبوعات، لا. ط، ج4، ص264.
[4] م. ن.
[5] شرف الدين، السيّد عبد الحسين، المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة، مراجعة وتحقيق محمود بدري، قم – إيران، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1421ه، ط1، ص233.
[6] م. ن.
حقيقة الإيمان وموقع العمل منه
لقد تضافرت الآيات القرآنية التي بيّنت حقيقة الإيمان بمعزل عن العمل وفق ثلاث مجموعات:
- المجموعة الأولى: التي يستنتج من خلالها أنّ إسناد الإيمان إلى القلوب يدلّ على أنّه أمر قلبي:
1- قال تعالى: ﴿مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[1].
2- قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[2].
3- قال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[3].
- المجوعة الثانية: تُرشدنا إلى أنَّ اقتران الإيمان بالمعاصي في هذه الآيات يدلّ على أنّ العمل غير معتبر في حقيقته المقوّمة له:
1- قال تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[4].
2- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[5].
3- قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾[6].
- المجموعة الثالثة: نستنتج من خلالها أنَّ الأمر بالإطاعة بعد ثبوت الإيمان يدلّ على أنّ العمل غير معتبر في حقيقة الإيمان:
1- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾[7].
2- وآيات أخرى مشابهة من قبيل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ﴾[8]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾[9].
هل يجتمع الإيمان والمعصية؟
إنّ النتيجة التي توصّلنا إليها بناءً على فهم الآيات القرآنية والروايات الشريفة، هي أنّ للعمل الصالح دوراً أساسياً في نموّ وازدهار وإثراء وتكامل الإيمان، وعليه كيف يُمكن أن نتصوّر العلاقة بين المعصية والإيمان؟ خصوصاً أنّنا إذا رجعنا إلى الروايات الشريفة وإلى خطب الإمام في نهج البلاغة نجدها ركّزت على أنّ المؤمن لا يعصي الله أبداً، وأنّ المؤمنين وأهل الولاء والشيعة لهم الصفات التي تمنعهم وتحجبهم من ارتكاب المعصية.
والسؤال الأساس هو: هل يُمكن الجمع بين ارتكاب المعصية وحقيقة الإيمان؟ وبعبارة أخرى هل يستطيع المؤمن أن يُحافظ على إيمانه مع ارتكاربه المعصية، أو أنّ مخالفة المولى تعالى من دواعي زوال الإيمان؟
وفي مقام الإجابة لا بد أن ننظر كيف عالجت الروايات هذا الموضوع أي الجمع بين الإيمان والمعصية.
الروايات الدالّة على أنّ العاصي يخرج من الإيمان حين المعصية كثيرة جدّاً وتعابيرها مختلفة منها: خرج من الإيمان[10]، سلب الإيمان[11]، كافر[12]، فارق روح الإيمان أو بتعبير بعض الروايات الأخرى يُسلب منه روح الإيمان[13]،... والمهم في هذه الروايات هو فقهها وإدراك معناها، فلم يتفق العلماء على معنى واحد لهذه الروايات بل تعدّد فهمهم لها ومن آرائهم ما يلي:
1- حمل هذه الروايات على ظاهرها وأنّ من ارتكب هذه المعاصي خرج من الإيمان فعلاً.
2- حملها على نفي الكمال أي أنّ مرتكبها مؤمن حقيقة ولكنّه ناقص الإيمان.
3- حملها على المستحلّ للمعصية.
4- حملها على أنّه ليس آمناً من عقوبة الله.
5- حملها على نفي اسم المدح أي لا يُقال له مؤمن بل يُقال له زان وشارب الخمر وتارك للصوم وسارق.
6- حملها على زوال النور الناشيء من الإيمان وهو منقول عن ابن عباس، وأيّده بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من زنى نزع الله نور الإيمان من قلبه فإن شاء ردّه إليه"[14].
7- حملها على نفي الحياء أي لا يزني الزاني وهو مستحي من الله، والحياء خصلة من الإيمان[15].
[1] سورة النحل، الآية 106.
[2] سورة المجادلة، الآية 22.
[3] سورة الحجرات، الآية 14.
[4] سورة الحجرات، الآية 9.
[5] سورة البقرة، الآية 178.
[6] سورة الأنعام، الآية 82.
[7] سورة النساء، الآية 59.
[8] سورة الأنفال، الآية 20.
[9] سورة محمد، الآية 33.
[10] عَنْ نُعْمَانَ الرَّازِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ "مَنْ زَنَى خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً خَرَجَ مِنَ الْإِيمَان"، الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 278.
[11] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام لَا يَزْنِي الزَّانِي وَ هُوَ مُؤْمِنٌ قَالَ "لَا إِذَا كَانَ عَلَى بَطْنِهَا سُلِبَ الْإِيمَانُ مِنْهُ فَإِذَا قَامَ رُدَّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَادَ سُلِبَ" قُلْتُ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ فَقَالَ "مَا أَكْثَرَ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ فَلَا يَعُودُ إِلَيْهِ أَبَد"، الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 278.
[12] عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الكبائر، فقال:"هنَّ في كتاب عليّ عليه السلام سبع"...إلى أن قال: قلت: فما عددت ترك الصلاة في الكبائر؟ فقال: "أيُّ شيء أوَّل ما قلت لك"؟ قال: قلت: الكفر؟ قال: "فإنَّ تارك الصلاة كافرٌ يعني من غير علّة"، الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 278.- تاركها من غير علة مستخفاً بها كافر جاحد، وغير مستخف بها كافر مخالف لأعظم الأوامر، وإطلاق الكفر على مخالفة الأوامر والنواهي شايع كما تقدّم في معاني الكفر.
[13] عن ابن بكير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا زنى الرَّجل فارقه روح الإيمان؟ قال: هو قوله تعالى: (وأيّدهم بروح منه) ذلك الّذي يفارقه، الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 280. - وروح الإيمان إذ بها حياة الإيمان وحياة قلب المؤمن أبداً، وقد يطلق روح الإيمان على ملك موكل بقلب المؤمن يعينه ويهديه في مقابل شيطان يضله ويغويه وعلى نصرة ذلك الملك أيضاً وحينئذ لا ريب في أنه إذا زنى المؤمن فارق عنه حقيقة الإيمان وكماله ونوره كما دل عليه بعض الروايات وروحه.
[14] المازندراني، شرح الكافي، ج9، ص248.
[15] راجع: محمد صالح المازندراني، شرح الكافي، ج9، باب الذنوب، ص 262 (بتصرف وزيادة). وفي آخر تعليقه على حديث الإمام الصادق عليه السلام: "من زنى خرج من الإيمان ومن شرب الخمر خرج من الإيمان..."، وبعد عرض الأقوال التي نقلناها قال: "وإن كان الخبر كاد أن يكون من المتشابهات فترك تأويله إلى العالم بها أولى".
توقيع وثيقة برنامج التعاون التجاري لمدة 5 سنوات بين إيران وباكستان
تم التوقيع على 4 وثائق، بما في ذلك الخطة الإستراتيجية الخمسية للتعاون التجاري بين إيران وباكستان، في إسلام آباد بحضور وزيري خارجية إيران وباكستان.
العالم- ايران
ووصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى إسلام آباد مساء الأربعاء على رأس وفد استجابة لدعوة من نظيره الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري.
وبعد مراسم الاستقبال، التي جرت اليوم الخميس، شارك وزيرا خارجية البلدين بحضور وفدي البلدين رفيعي المستوى في محادثات للبحث في سبل تطوير التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول اهم القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي نهاية المحادثات بين وزيري خارجية جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية باكستان الإسلامية، تم التوقيع على وثيقة الخطة الاستراتيجية الخمسية لشركاء الأعمال بين البلدين من العام 2023 إلى 2028. كما تم التوقيع على وثيقة الاجتماع الثالث للجنة الاستثمار المشتركة بين إيران وباكستان وبروتوكول التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من قبل المسؤولين المعنيين.
رئيس باكستان يدعو إلى تعميق العلاقات مع إيران
وتزامنا مع زيارة وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية حسين امير عبداللهيان إلى اسلام آباد، دعا رئيس باكستان عارف علوي إلى بذل الجهود لتعميق وتوسيع العلاقات بين إسلام آباد وطهران ، خاصة في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة.
وخلال لقائه سفير باكستان الجديد في جمهورية إيران الإسلامية، دعا الرئيس علوي إلى بذل الجهود لتعميق وتوسيع العلاقات بين باكستان وإيران ، لا سيما في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة والاتصالات الشعبية.
وأكد الرئيس الباكستاني في لقائه مع السفير الجديد لدى إيران ، مدثر تيبو ، أن إيران دولة مجاورة شقيقة ، وباكستان تقدر علاقاتها مع إيران المتجذرة في التاريخ والثقافة والدين.
كما قال السفير إنه مصمم على تعزيز العلاقات الباكستانية الإيرانية والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة في خضم التطورات الجيوسياسية الناشئة من خلال استكشاف الامكانيات والطاقات المتاحة.
وسيسافر السفير الباكستاني الجديد إلى طهران الشهر المقبل لبدء مهمته الدبلوماسية.
ما هي حدود حادثة عاشوراء؟
حقيقة عاشوراء بحسب ما ورد من أقوال الإمام الخميني قدس سره باعتبارها حدثاً يتخطّى حدود الزمان والمكان حيث إنّ مؤثّريّة شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه وتضحياتهم لا زالت تفعل فعلها بكلّ أرض وكلّ زمان مهما اختلفت الألسن والألوان والأعراق وحتّى الأديان. لذا فإنّ النهضة الحسينيّة في عاشوراء إلهيّة بكلّ تفاصيلها، وإنسانيّة بمحض شمول مفاعيلها وتأثيراتها لكلّ حرّ. وعن ذلك يقول الإمام قدس سره: "ينبغي لنا أن نُدرك أبعاد هذه الشهادة ونعي عمقها وتأثيرها في العالَم ونلتفت إلى أنّ تأثيرها ما زال مشهوداً اليوم أيضاً"([1]).
وبحسب قول الإمام الخميني قدس سره فبالإضافة إلى كون النهضة الحسينيّة قياماً لله ـ وأداءً للتكليف الإلهيّ ـ هي أيضاً حركة سياسيّة كبرى بكلّ تفاصيلها من أوّل خطوة فيها حتّى الشهادة وعن ذلك تحدّث قدس سره: "إنّ مجيء سيّد الشهداء عليه السلام إلى مكّة وخروجه منها بتلك الحال يعدّ حركة سياسيّة كبيرة، ففي الوقت الّذي كان فيه الحجيج يدخلون مكّة كان الحسين عليه السلام يُغادرها وهي حركة سياسيّة، فكلّ سلوكات الحسين عليه السلام وأعماله كانت سياسيّة إسلاميّة وهي الّتي قضت على بني أميّة ولولا ذلك الدم لكان سُحِق الإسلام وانتهى"([2]).
ويقول عن كون نهضة سيّد الشهداء قياماً للَّه: ليست أكثر من موعظة واحدة هي ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّه﴾([3]) قوموا لله عندما تشاهدون الخطر يحدق بدين الله.
قام أمير المؤمنين عليه السلام لله عندما شاهد دين الله في خطر وأنّ معاوية يُحرِّف دين الله ونفس الشيء بالنسبة لسيّد الشهداء فقد قام لله وهذا أمر لا يختص بزمن معيّن إنّ موعظة الله دائميّة..."([4]).
وهي تكليف إلهيّ يقول قدس سره: "عندما يرى سيّد الشهداء عليه السلام أنّ حاكماً ظالماً جائراً يحكم الناس فإنّه يُصرِّح ويقول إنّ من يُشاهد حاكماً جائراً يحكم بين الناس ويظلمهم فيجب عليه أن يقف بوجهه ويمنعه بقدر استطاعته. إنّ بضعة أنفار لم يكونوا شيئاً يُذكر أمام ذلك الجيش، ولكنّها المسؤوليّة والتكليف إذ كان يجب عليه أن ينتفض، ويُقدِّم دمه حتّى يُصلح هذه الأمّة وحتّى يقضي على راية يزيد، وهذا ما قام به فعلاً فقد قدّم دمه ودم أولاده، وكلّ ما يملك من أجل الإسلام"([5]).
([1]) نهضة عاشوراء، ص 27.
([2]) نهضة عاشوراء، ص 64.
([3]) سورة سبأ، الآية: 46.
([4]) منهجية الثورة الإسلامية، ص 469.
([5]) منهجية الثورة الإسلامية، ص 468.
لماذا الاهتمام بإحياء الشعائر الحسينية؟
وصى ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (دام ظله) بالاهتمام بإحياء المجالس والشعائر، وكذلك نبّه على تصفيتها من الشوائب التي تعرضها أحياناً.
قال (دام ظله): ذكرى عاشوراء ليست مجرّد ذكر لبعض الخواطر والذكريات والأحداث فقط، وإنّما هي تبيان لحادثة في غاية الأهمّيّة، ولها عدد غير محدود من الأبعاد والجوانب التي تركت أعمق الآثار في حياة الأمّة الإسلاميّة على مرّ التاريخ.
إذاً فالتذكير بهذه الفاجعة هو موضوع يمكن أن يتبلور عنه كثير من الخيرات والبركات لأبناء الأمّة، لذا تلاحظون أنّ قضيّة البكاء والإبكاء على الإمام الحسين عليه السلام كانت تحتلّ مكانة متميّزة في زمن الأئمّة عليهم السلام. فلا يتصورنّ أحد أنّه مع وجود المنطق والاستدلال فما هي الحاجة للبكاء وما هي الحاجة للبحث في قضايا قديمة من هذا القبيل؟
إنّ هذا النوع من التفكير بيّن البطلان لأنّ لكلٍّ من هذه الأمور دوراً في بناء شخصيّة الإنسان وتكامله، فالعواطف لها دورها والمنطق والبرهان لهما دورهما المهمّ أيضاً. فالعاطفة لها دور في حلّ كثير من المشاكل والمعضلات التي يعجز المنطق والاستدلال عن حلّها...
طبعاً فإنّ كلّ مشاعر وأحاسيس صادقة تنطوي على برهان فلسفيّ واستدلال عقليّ..
وحادثة عاشوراء تنطوي في طبيعتها وذاتها على بحر زاخر من العواطف الصادقة، فهذه الفاجعة جاءت نتيجة لثورة إنسان عظيم ومعصوم، إنسان لا يمكن التشكيك بمقدار ذرّة في شخصيّته المتسامية، ويقرّ جميع المنصفين في العالم بتعالي هدفه وهو: إنقاذ المجتمع من براثن الظلم والاستعباد...
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي الفائدة التي يجب أن تُجنى من هذه الذكرى ومن هذه المجالس؟ وما هو الطريق لشكر هذه النعمة؟
...هذه النعمة الكبيرة هي التي تربط القلوب بمنابع الإيمان بالله وبالغيب مباشرة، وهي التي جعلت الحكّام الطواغيت على طول التاريخ يرتجفون خوفاً وفزعاً من عاشوراء ومن قبر الإمام الحسين عليه السلام. فقد بدأ هذا الخوف منذ زمن بني أميّة وتواصل إلى يومنا هذا...
وقد عرف إمامنا الراحل رضوان الله عليه - ذلك الرجل وصاحب النظرة الثاقبة - كيف يستغلّ أيّام عاشوراء من أجل السعي إلى تحقيق أهداف الإمام الحسين عليه السلام العظيمة، فقد أعلن رضوان الله عليه بأنّ محرّم هو شهر انتصار الدم على السيف، وبهذا المنطق - وببركة شهر محرّم - انتصر الدم على السيف في إيران الإسلاميّة، وكما خطّط له الإمام الراحل رضوان الله عليه...
هناك أمور تقرّب الناس إلى الله وتعزّز تمسّكهم بتعاليم الدّين، ومن هذه الأمور هي مراسم العزاء التقليديّة، وأنّ ما أوصانا الإمام رضوان الله تعالى عليه بإقامة مراسم العزاء التقليديّة هو المشاركة في المجالس الحسينيّة ونعي الإمام الحسين عليه السلام، والبكاء عليه واللطم على الصدور في مواكب العزاء، وهي من الأمور التي تعزّز المشاعر الجيّاشة إزاء أهل البيت عليهم السلام .
السيد نصر الله: يجب الخروج من الهيمنة الأميركية لإيجاد حل للأزمة في لبنان
أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، أنّ "المقاومة، عبر مختلف أُطرها، كانت عامل مفاجأة للأميركيين والإسرائيليين، والكل شهد تطورها وإنجازاتها".
وفي كلمةٍ، في الحفل التأبيني لعالم الدين، الشيخ عفيف النابلسي، قال السيد نصر الله إنّ "المشكلة الرئيسة في المنطقة هي التدخل الأميركي الفاضح والفجّ في كل شيء".
وأضاف أنّه "في مقابل التدخل الأميركي الفاضح والفج في كل شيء، نواجه ثقافة وسياسة قائمتين على الخضوع للإرادة الأميركية"، التي تنكث بوعودها.
وعقّب قائلاً: "اليوم، تمر الذكرى السنوية الثانية للوعد الأميركي، وحتى الـآن الكهرباء لم تصل إلى لبنان بسبب المنع الأميركي للغاز المصري والكهرباء الأردنية".
وأضاف: "إذا كان اللبنانيون يصبون جامّ غضبهم على وزير هنا أو وزير هناك، فهم يغرقون في التفاصيل، وعليهم أن يصبّوا غضبهم على أميركا، التي تستبد وتمنع الكهرباء عن الشعب اللبناني".
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ "هناك مصادر كثيرة يمكن أن تدرّ أموالاً على الخزينة اللبنانية، لكنّها ممنوعة بسبب فيتو من السفارة الأميركية".
وشدّد، في هذا السياق، على وجوب الخروج من الهيمنة الأميركية لإيجاد حل للأزمة في لبنان، إذ إنّ الأميركيين "سيأخذوننا إلى واقع مؤلم وكارثي بسبب تدخلهم الكبير في بلادنا".
وبشأن اشتباكات مخيم عين الحلوة في صيدا، جنوبي لبنان، بين حركة فتح وعناصر متطرفة، قال السيد نصر الله إنّ "هناك وسائل إعلامية لبنانية تصرّ زوراً على اتهام حزب الله بالوقوف وراء هذه الأحداث"، مناشداً جميع الأطراف المعنيين وقف الاقتتال في المخيم.
وبمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت عام 2020، أوضح السيد نصر الله أنّ "من ضيّع الحقيقة في هذا التفجير هو الذي عمل على تسييس القضية منذ البداية، ولجوء البعض إلى ربط القضية بالأحداث الإقليمية".
"دول المنطقة تعاني العقوبات الأميركية"
ومن لبنان إلى سوريا، شدّد السيد نصر الله على أنّ "كل المعاناة التي تعانيها سوريا هي بسبب العقوبات الأميركية وقانون قيصر"، مشدداً على أنّه "لولا قانون قيصر لما احتاجت سوريا إلى مساعدات من أي جهة لتخطّي آثار الحرب".
وأكّد أيضاً أنّ "الاحتلال الأميركي هو الذي يمنع الحكومة السورية من الوصول إلى حقول النفط والغاز شرقي الفرات، وينهبها".
وقال إنّ "الولايات المتحدة الأميركية تمنع العراق من دفع ثمن الغاز إلى الحكومة الإيرانية كي تقوم إيران بقطع الكهرباء عن العراق"، مبيّناً أنّ "سبب المنع الأميركي للدفع هدفه أن توقف إيران ضخ الغاز عن العراق، وعندها يقولون للشعب العراقي انظروا إلى إيران ماذا تفعل بكم".
وفي اليمن أيضاً، فإنّ العائق الأساسي أمام انتهاء الحرب، بحسب السيد نصر الله، هو الجانب الأميركي.
أمّا في فلسطين، فإنّ "إمكان حل الدولتين يتلاشى"، وفقاً للسيد نصر الله، الذي أكّد أنّ "من ينتظر أميركا في السياسة والاقتصاد والقيم، فسينتظر قيمها الشاذة".
الشيخ عفيف النابلسي: المجاهد منذ اليوم الأول
وتكريماً للشيخ عفيف نابلسي، الذي وافته المنية بعد صراعٍ مع المرض، وعبر الحديث عن سيرته، قال السيد نصر الله إنّ الشيخ هو "العالِم والفقيه والمجاهد الحاضر، والشاعر الأديب المربي، والأستاذ في الحوزة، والمحقق الكاتب في كل العلوم الإنسانية، وأحد كبار المؤسسين في المسيرة الجهادية".
وأشار السيد نصر الله أنّ "الشيخ النابلسي كان حاضراً في التأسيس والأنشطة والحضور واللقاءات والتعبئة والتثقيف والتنظيم لحزب الله منذ اليوم الأول".
وأضاف أنّ "موقف الشيخ عفيف كان حاسماً في عدوان تموز/يوليو 2006، ودُمّر منزله والمجمع الذي عمّره في صيدا، لكن ذلك زاده تصميماً وعزماً"، مشيراً إلى أنّ موقفه أيضاً كان واضحاً وجلياً في الأحداث التي طرأت في المنطقة وسوريا واليمن.
وأوضح السيد نصر الله أنّ "الشيخ عفيف كان ملماً بالأحداث في لبنان والمنطقة، وبمعرفة العدو الأساسي والمشروع القائم ومن يقف خلفه".
وفي ختام كلمته، توجّه السيد نصر الله إلى الشيخ النابلسي قائلاً إن "إخوانك وأبناءك في حزب الله، كما أفراد عائلتك، سيحملون وصيتك مثلما حملوا وصايا كل الشهداء، وستشهد مقاومتك مزيداً من الانتصارات".
توقيت المناورات العسكرية الايرانية في قلب الخليج الفارسي
في مياه تزدحم بالاساطيل الأجنبية والقطع الحربية من جانب، والملفات السياسية والإقتصادية والأمنية الشائكة التي ترج بها الأمواج من جانب آخر.
ترتأي ايران ان تجري مناورات عسكرية سمتها الدفاع القوي عن جزيرة الإيرانية.. فللتوقيت حساسيته وللظرف خصوصيته، والاهم من هذا وذلك للمكان رمزيته، فان جزيرة بو موسى واحدة من الجزر الإيرانية الثلاث في قلب الخليج الفارسي.
المناورات تهدف الی ارسال رسالة رادع مفادها ان ایران علی اتم الاستعداد للدفاع الراسخ عن الجزر الإيرانية في الخليج الفارسي تشتمل هذه المناورات على تدريباتٍ تكتيكية متنوعة، من بينها تدريبات الوحدات القتالية والصاروخية والطائرات المسيرة ووحدات الرد السريع.
اماطت طهران اللثام في هذه المناورات ولاول مرة عن طائرات مسيرة وعوامات مزودة بالذكاء الإصطناعي.
القطع الحربية المشاركة محملة برسائل الى من يهمه الامر.. لعل الاهم بالنسبة لطهران وفق مراقبين انها قوية اقليمياً يحسب لها حسابها.. وهي قادرة على امتطاء موجات الضغوط والبقاء قوية بفضل ماتمتلكه من امكانات.