emamian

emamian

الأربعاء, 25 أيلول/سبتمبر 2019 07:52

تنزيه موسی (علیه السلام) عن العصيان بالقتل

نص الشبهة:
فإن قيل: فما الوجه في قتل موسى عليه السلام للقبطي وليس يخلو من أن يكون مستحقا للقتل أو غير مستحق، فإن كان مستحقا فلا معنى لندمه (علیه السلام)، وقوله:﴿ ... هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ... ﴾ وقوله:﴿ ... رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ... ﴾ ، وإن كان غير مستحق فهو عاص في قتله، وما بنا حاجة إلى أن نقول إن القتل لا يكون صغيرة لأنكم تنفون الصغير والكبير من المعاصي عنهم عليهم السلام.

الجواب:
قلنا مما يجاب به عن هذا السؤال إن موسى عليه السلام لم يعتمد القتل ولا أراده، وإنما اجتاز فاستغاث به رجل من شيعته على رجل من عدوه بغى عليه وظلمه وقصد إلى قتله، فأراد موسى (علیه السلام) أن يخلصه من يده ويدفع عنه مكروهه، فأدى ذلك إلى القتل من غير قصد إليه، فكل ألم يقع على سبيل المدافعة للظالم من غير أن يكون مقصودا فهو حسن غير قبيح ولا يستحق عليه العوض به، ولا فرق بين أن تكون المدافعة من الإنسان عن نفسه، وبين أن يكون عن غيره في هذا الباب والشرط في الأمرين أن يكون الضرر غير مقصود، وأن يكون القصد كله إلى دفع المكروه والمنع من وقوع الضرر. فإن أدى ذلك إلى ضرر فهو غير قبيح.
ومن العجب، أن أبا علي الجبائي ذكر هذا الوجه في تفسيره، ثم نسب مع ذلك موسى (علیه السلام) إلى أنه فعل معصية صغيرة، ونسب معصيته إلى الشيطان. وقد قال في قوله ﴿ ... رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ... ﴾ (1) أي في هذا الفعل الذي لم تأمرني به، وندم على ذلك وتاب إلى الله منه، فيا ليت شعري، ما الذي فعل بما لم يؤمر به، وهو إنما دافع الظالم ومانعه، ووقعت الوكزة منه على وجه الممانعة من غير قصد.
ولا شبهة في أن الله تعالى أمره بدفع الظلم عن المظلوم، فكيف فعل ما لم يؤمر به، وكيف يتوب من فعل الواجب؟ وإذا كان يريد أن ينسب المعصية إليه فما الحاجة به إلى ذكر المدافعة والممانعة، وله أن يجعل الوكزة مقصودة على وجه تكون المعصية به صغيرة.
فإن قيل: أليس لا بد أن يكون قاصدا إلى الوكزة وإن لم يكن مريدا بها إتلاف النفس؟.
قلنا: ليس يجب ما ظننته، وكيف يجعل الوكزة مقصودة، وقد بينا الكلام علي أن القصد كان إلى التخليص والمدافعة، ومن كان إنما يريد المدافعة لا يجوز أن يقصد إلى شئ من الضرر، وإنما وقعت الوكزة وهو لا يريدها، إنما أراد التخليص، فأدى ذلك إلى الوكزة والقتل.
ووجه آخر: وهو أن الله تعالى كان عرف موسى عليه السلام استحقاق القبطي للقتل بكفره، وندبه إلى تأخير قتله إلى حال التمكن، فلما رأى موسى (ع) منه الإقدام على رجل من شيعته تعمد قتله تاركا لما ندب إليه من تأخير قتله. فأما قوله: ﴿ ... هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ... ﴾ (2)  ففيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد أن تزيين قتلي له وتركي لما ندبت إليه من تأخيره وتفويتي ما استحقه عليه من الثواب من عمل الشيطان.
والوجه الآخر: أنه يريد أن عمل المقتول من عمل الشيطان، مفصحا بذلك عن خلافه لله تعالى واستحقاقه للقتل.
وأما قوله ﴿ ... رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ... ﴾ 1، فعلى معنى قول آدم عليه السلام ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ (3) والمعنى أحد وجهين: إما على سبيل الانقطاع والرجوع إلى الله تعالى والاعتراف بالتقصير عن حقوق نعمه وإن لم يكن هناك ذنب، أو من حيث حرم نفسه الثواب المستحق بفعل الندب. وأما قوله ﴿ ... فَاغْفِرْ لِي ... ﴾ 1 فإنما أراد به: فاقبل مني هذه القربة والطاعة والانقطاع.
ألا ترى أن قبول الاستغفار والتوبة يسمى غفرانا؟ وإذا شارك هذا القبول غيره في معنى استحقاق الثواب والمدح به جاز أن يسمى بذلك، ثم يقال لم ذهب إلى أن القتل منه (علیه السلام) كان صغيرة، ليس يخلو من أن يكون قتله متعمدا وهو مستحق للقتل، وقتله عمدا وهو غير مستحق، أو قتله خطأ، وهو مستحق.
والقسم الأول يقتضي أن لا يكون عاصيا جملة والثاني لا يجوز مثله على النبي (علیه السلام)، لأن قتل النفس عمدا بغير استحقاق لو جاز أن يكون صغيرة على بعض الوجوه جاز ذلك في الزنا وعظائم الذنوب، فإن ذكروا في الزنا وما أشبهه التنفير، فهو في القتل أعظم. وإن كان قتله خطأ غير عمد وهو مستحق أو غير مستحق، ففعله خارج من باب القبيح جملة. فما الحاجة إلى ذكر الصغيرة؟ (4).

المصادر :
1. a. b. c. القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 16، الصفحة: 387.
2. القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 15، الصفحة: 387.
3. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 23، الصفحة: 153.
4. تنزيه الأنبياء عليهم السلام للسيد مرتضى علم الهدى، دار الأضواء: 100 ـ 102.

المصدر : مركز الاشعاع الاسلامي

الرئيس الإيراني يعلن أن الخطوة الإيرانية الثالثة بشأن تخفيض الالتزامات النووية ستبدأ يوم الجمعة المقبل، ويشير إلى أن الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ستنفذ ما يلزم في مجال الأبحاث وتطوير التقنية النووية، وذلك بعد استبعاده التوصل إلى اتفاق قريباً مع الاتحاد الأوروبي.

 

روحاني يمهل الاتحاد الأوروبي شهرين كحد أقصى لانقاذ الاتفاق النووي

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني مساء الأربعاء أن الخطوة الإيرانية الثالثة ستنطلق بدءاً من يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ستنفذ ما يلزم في مجال الأبحاث وتطوير التقنية النووية.

وقال روحاني إن إجراءات ايران ستكون ضمن إطار قرارات المنظمة الدولية للطاقة الذرية. وأشار إلى أن لدى الأوروبيين مهلة الـ60 يوماً، مؤكداً "عندما يعودون لالتزاماتهم نعود إلى التزاماتنا أيضاً".

وأضاف أن الخطوة المقبلة لإيران في برنامجها النووي تشمل تطوير أجهزة الطرد المركزي.

وكان روحاني قد استبعد التوصل إلى اتفاق قريباً مع الاتحاد الأوروبي بشأن الحفاظ على الاتفاق النووي.

وقال إن "إيران ستعلن خطوة ثالثة مهمة جداً في مضمونها الذي سيجري الكشف عنه اليوم أو غداً".

وأضاف أن "طهران ستمهل أوروبا شهرين كحد أقصى لإنقاذ الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن بلاده تفاوض فرنسا كممثل للاتحاد الأوروبي في إطار زمني لخمسة أشهر.

روحاني أعلن في وقت سابق أن بلاده لم تتخذ قراراً بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، وأكد أنه "في حال التزام أوروبا بجزء من تعهداتها فمن الممكن أن تعيد إيران النظر بتخفيض التزاماتها".

الرئيس الإيراني كان قد لوّح خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستنفذ المرحلة الثالثة من إجراءاتها إذا لم تلتزم أوروبا بتعهداتها حيال الاتفاق النووي، في حين أكد ماكرون لروحاني أن "استمرار الحوار وحل المشكلات عبر التفاوض قرار صائب".

نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، قال من جهته اليوم أن بلاده لن تعود للإلتزام بالإتفاق النووي إلا إذا حصلت على 15 مليار دولار من مبيعات النفط في 4 أشهر. 

وبحسب وكالة فارس قال عراقتشي: "موقفنا بشأن العودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة الشاملة تعتمد على تلقي 15 مليار دولار في 4 أشهر. وإلا، فإن عملية خفض الالتزامات ستستمر".

عرفت النمسا طويلا بأنها واحدة من أكثر الدول انفتاحا واستيعابا للمسلمين، لكنها اشتهرت خلال السنوات الأخيرة بسمعتها السيئة بسبب الدعاية المعادية للمسلمين في سياساتها الحزبية.

Salzburg

سالزبورج / د. فريد حافظ / الأناضول

لطالما عُرفت النمسا منذ وقت طويل بأنها واحدة من أكثر الدول انفتاحا واستيعابا للمسلمين وممارستهم لشعائرهم الدينية.

وفي ظل "قانون الإسلام" لعام 1912، الذي يعود إلى عائلة هابسبورغ المالكة حينذاك، كانت النمسا واحدة من الدول الغربية المعدودة التي اعترفت قانونا بالإسلام دينا.

بيد أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تحولا كبيرا وباتت النمسا فجأة تشتهر بسمعتها السيئة على خلفية الدعاية المعادية للمسلمين في سياساتها الحزبية، في ظل الحكومة الائتلافية السابقة.

وكانت الحكومة مؤلفة من حزبي "الحرية" اليميني المتطرف و"الشعب" المحافظ، والتي حجب البرلمان الثقة عنها في مايو / آيار الماضي، وقرر الذهاب لانتخابات مبكرة في سبتمبر / أيلول المقبل.

وكان حزب الشعب، بقيادة زيباستيان كورتس، هو قوة الدفع الرئيسية لاستصدار تشريعات معادية للمسلمين.

ومنذ وصول الحزبين للحكم عبر ائتلاف حكومي تشكل أواخر 2017، اهتز بعمق القبول السابق للإسلام في البلاد، وأطلق العنان لاستهداف المسلمين من خلال قوانين ومبادرات جديدة، مثل حظر الحجاب في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، ومحاولات لإغلاق مساجد.

غير أن التطور اللافت كان دخول أجهزة الأمن النمساوية، لاسيما جهاز الأمن التابع لوزارة الداخلية، للمرة الأولى، على خط الخطاب المعادي للمسلمين.

وفي السابق كان يُنظر إلى منظمة "المجتمع الإسلامي في النمسا"، وهي المنظمة الإسلامية الرئيسية في البلاد، كشريك ضد التطرف، إلا أن ذلك بدا أيضا أنه في طريقه للتغيّر بشكل كبير.

وبعد تولي الائتلاف اليميني مقاليد الحكم، أغلق مكتب حماية الدستور (الاسم الرسمي لوكالة الأمن) هذا الفصل من التعاون مع "المجتمع الإسلامي" واعتمد أجندة اليمين لتجريم الأطراف المسلمة الفاعلة.

وفجأة أصبح يتم تصوير منظمة "المجتمع الإسلامي في النمسا" على أنها خطر يهدد المجتمع، ولم تعد تحمل صفة صديق كما كانت من قبل.

بل إن الخدمات التي تقدمها المنظمة، بدعم من الدولة نفسها، مثل التعليم الديني في المدارس العامة، أصبحت الآن ضمن نطاق الأنشطة الإسلامية التي تعتبر "خطرة".

وبالتالي فإن المنظمة الدينية المعترف بها قانونا تحولت في دوائر رسمية نمساوية من صديق إلى عدو بعدما بات ينظر إليها على أنها "تهديد إسلامي".

يأتي ذلك فيما العديد من المؤسسات في جميع أنحاء العالم الغربي تتحدث عن التنوع والإدماج باعتبارهما من القيم المهمة التي يجب تعزيزها من أجل تقوية التماسك الاجتماعي، بينما تتحدث المؤسسات الأكثر تقدمية عن التمكين بل والتمييز الإيجابي لصالح أقليات معينة.

ولكن هذا ليس هو الحال مع وكالة الأمن النمساوية، التي يبدو أنها تبنت الآن مقاربة سلبية جديدة تمامًا.

وكانت الوكالة قد أصدرت مؤخرا تقريرا قالت فيه إن من أسمتهم "الإسلاميين" يستخدمون التعليم وخدمات الرعاية الاجتماعية وتنظيم الحياة الثقافية من أجل خلق "مجتمع مضاد"، زاعمة أن هدفهم هو منع "الاستيعاب والاندماج" في المجتمع.

ولم يسبق لأي وكالة أمنية حكومية في النمسا أن تطرقت إلى مثل هذه المسألة في وثيقة رسمية.

وبفعلها هذا، باتت وكالة الأمن تتجاوز اختصاصها، حيث لم تعد تناقش فقط التهديدات الأمنية في المجتمع، ولكنها أيضًا تضع أجندة اجتماعية.

وبزعمها أن الإسلاميين لديهم أجندة لإنشاء "مجتمع بديل"، يبدو جليا أن الوكالة الرسمية تتبع الآن خطة لجعل المسلمين كيان غير ملحوظ في المجتمع، أي بدون أي ملامح تميزهم.

** إلى أين سيؤول ذلك في النهاية؟

بعد العرض العام لهذا التقرير الجديد، أعلن حزب "الشعب" على الفور مجموعة من التدابير لمنع ما يسمونه "الإسلام السياسي".

عمليا يعني هذا تبني قانونا جديدا على وجه التحديد لحظر "الإسلام السياسي"، وإنشاء مركز لمراقبة الأنشطة ذات الصلة وتوسيع صلاحيات وزارة الثقافة لتشمل "التعامل" مع منظمة "مجتمع الدين الإسلامي في النمسا".

وكانت الحكومة الائتلافية السابقة بقيادة كورتس قد انهارت في مايو / أيار الماضي على وقع شبهات فساد طالت نائبه هاينز كريستيان شتراخه، من حزب الحرية اليميني المتطرف.

ويستعد كورتس لخوض الانتخابات الجديدة المقررة في 29 سبتمبر / أيلول المقبل، وصرّح في يوليو / تموز الماضي، إنه لا يستبعد تحالفا آخرا مع اليمين المتطرف إذا فاز بولاية ثانية.

وإذا تحقق ذلك، فإن مستقبل المسلمين في البلاد سيظل على المحك.

ويصل عدد المسلمين في البلاد إلى 700 ألف شخص على الأقل من إجمالي عدد السكان البالغ 8.773 ملايين نسمة، حسب إحصاءات رسمية.

* تحليل للدكتور فريد حافظ، عالم سياسي وباحث بجامعة جورج تاون الأمريكية.

أحزاب طالبتها بالاقتداء بتجارب دول أخرى على غرار السودان، وقائد الأركان يرد "الجزائر هي القدوة وليس العكس"

 

الجزائر / عبد الرزاق بن عبد الله / الأناضول

أعلنت قيادة الجيش الجزائري، الأربعاء، رفضها القاطع مطلب بعض الأحزاب مشاركتها كطرف محاور للخروج من الأزمة على غرار ما حدث في دول أخرى آخرها السودان.

جاء ذلك في كلمة جديدة لقائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، خلال اليوم الثالث من زيارته إلى المنطقة العسكرية الرابعة (ورقلة / جنوب شرق) وفق بيان لوزارة الدفاع.

وقال قايد صالح، "بعض الأحزاب السياسية تطالب بالتحاور، بل التفاوض مباشرة مع المؤسسة العسكرية، اقتداء بتجارب بعض دول المنطقة في التعامل مع الأزمات".

واستدرك "أنها (الأحزاب) تعلم علم اليقين موقفنا الثابت من هذا الأمر، الذي أكدنا أكثر من مرة بخصوصه على أن الجيش الوطني الشعبي، سيضل متمسكا بالحل الدستوري للأزمة، انطلاقا من إيمانه بأن الدولة العصرية هي دولة المؤسسات، والتمسك بالدستور عنوان أساسي للحفاظ على كيان الدولة واستمراريتها".

وأضاف أن أصحاب هذا المطلب "تناسوا أن الجزائر بتاريخها العريق وبشعبها الأبي وبمواقفها الريادية الثابتة هي من تكون دائما القدوة وليس العكس".

ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في انتفاضة شعبية مطلع أبريل / نيسان الماضي، تطالب عدة أحزاب معارضة بضرورة مشاركة الجيش كطرف في الحوار كضامن لتنفيذ مخرجاته باعتباره صاحب القوة على الأرض.

ويرى أصحاب هذا المطلب أن الجزائر يجب أن تأخد بتجارب دول أخرى في حل الأزمة، وآخرها السودان، أين تم اقتسام السلطة بين الجيش وممثلي الشارع.

وأكدت قيادة الجيش الجزائري، في عدة مناسبات، أن هذه الدعوات "جزء من مخطط خبيث هدفه الوصول إلى تقييد أو تحييد دور الجيش" في تسيير الأزمة الراهنة.

وجدد قايد صالح، الأربعاء، الدعوة إلى ضرورة تنظيم انتخابات الرئاسة قبل نهاية العام، لأن "الوضع لا يحتمل التأخير".

إن الدفاعات الجوية تعتبر مفهوماً متعدد المستويات وواسعاً للغاية وله العديد من التعاريف المختلفة.

وفي السنوات الأخيرة، ومع ظهور صواريخ كروز والقنابل الموجهة الثابتة والطائرات من دون طيار من مختلف الأحجام، ولا سيما نماذج الأعمال الصغيرة، واجهت الدفاعات الجوية تحديات خطيرة ومختلفة. 

ويعتقد العديد من الخبراء أننا سنشهد خلال السنوات القليلة القادمة حروباً جوية بين الطائرات من دون طيار، والتي لحسن الحظ، تعتبر إيران إحدى الدول الرائدة في صناعة وإنتاج مثل هذا النوع من الطائرات في العالم.

يذكر أن وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية تمكّنت خلال السنوات القليلة الماضية من صناعة أنواع مختلفة من الطائرات من دون طيار الانتحارية والكثير من الصواريخ والقاذفات وتمكّنت أيضاً من دخول عالم الحرب الإلكترونية، وتمكّنت من تزويد قوات الدفاع الجوية والقوات المسلحة بمعدات وقواعد عسكرية مجهزة للقيام بمهمات محددة وحساسة.

 

طائرة بدون طيار من فئة "سرير"

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية أزاحت الستار في عام 2014 عن إنجازات جوية وصاروخية وتجهيزات عسكرية جديدة خلال أسبوع الدفاع المقدس، ومنها طائرة من دون طيار اعتراضية مزوّدة بصواريخ مضادة للجو وتنتمي إلى عائلة "مهاجر-4" وهي طائرة استطلاعية لها القدرة على إجراء المسح الجوي بدقة وفعالية متناهية، وهي صالحة للاستخدام العسكري وغير العسكري، ولها قابلية كشف الأهداف وتحديدها على بعد 150 كلم. 

وتتميز هذه الطائرة بامتلاكها جناحين مركبَين في وسط الهيكل. وجسم هذه الطائرة يشبه الصاروخ، ويحمل في الذيل محرّكاً قوياً.

والسؤال الذي قد يطرحه الكثير من الناس هو، لماذا تبذل إيران الكثير من الجهود للوصول ولصناعة مثل هذه الأنظمة المتطورة؟ وهنا يمكن القول بأن أحد الأسباب المهمة لهذه الخطوة، تتمثل في الحاجة إلى وجود طبقة دفاع جوية متطوّرة للتعامل مع التهديدات الخارجية مثل الطائرات من دون طيار والمروحيات المقاتلة المتطورة.

تعتبر الطائرات من دون طيار أحد الخيارات المهمة والمفيدة للتصدي للعديد من التهديدات وذلك لما تتمتع به من صغر في الحجم وسرعة في الأداء وقدرتها على التخفّي وحمل صواريخ موجّهة ومن أنواع الصواريخ المناسبة لهذا النوع من الطائرات من دون طيار، يأتي اسم منظومة الصواريخ "ميثاق" وهو صاروخ أرض جو  موجّه حرارياً ويمتاز هذا الصاروخ بقدرته على التمييز بين البالونات الحرارية التي تطلقها الطائرات وبين حرارة الطائرة  نفسها مما يَصعُب خداعه والتخلص منه وهذه الصواريخ هي من الأسلحة المتطورة التي تُستخدم في مجال الدفاع الجوي وبإمكانها تعقب وتدمير الأهداف الجوية للعدو في مناطق الظل التي لا تكشفها الرادارات ومع استخدام هذا السلاح المتطوّر من قبل قوات الحرس الإيراني، أدّى ذلك إلى رفع القدرات الرادعة لطهران بشكل كبير. كما وباستطاعة هذه الصواريخ العمل بفاعلية في مجال الحرب الالكترونية وهي لا تنخدع بالأهداف الوهمية ونظراً لتفوق إيران في الحرب غير المتكافئة فإن هذا السلاح يمنح قواتها المزيد من المرونة في التحرك.

طائرة "كيان" المسيرّة.. تدشّن المرحلة الأولى من عمل رصد هذه الطائرة من دون طيار

أماطت وحدة الصناعات العسكرية التابعة لقوات الجيش الإيراني يوم الأحد الماضي الستار عن طائرة "كيان" المسيرة، وذكرت أنها صُممت وصنعت وتم اختبار أدائها العسكري الأخير خلال عام واحد فقط، وذلك بعد أن سبق لها وأعلنت إنتاج عدد كبير من الطائرات المسيرة المحلية، واستنساخ الطائرة الأمريكية "RQ-170" التي استولت عليها عام 2011. 

وخلال الاحتفال بالإعلان عن الطائرة الجديدة، قال قائد قوة الدفاع الجوي في الجيش الإيراني العميد "علي رضا صباحي"، إنها "صممت بخبرات محلية لمهام التصويب بدقة عالية، وأنها تتمتع بقدرة عالية السرعة لمهام الاعتراض والاستطلاع واستمرارية التحليق على ارتفاع خمسة آلاف متر".

وذكر "صباحي" أن الطائرة "كيان" قادرة على التحليق "لأكثر من ألف كيلومتر وتحديد هدفها بدقة، وبإمكان القوات المسلحة الإيرانية إصابة الأهداف في عقر دار العدو وتأمين الدفاع الجوي في أراضيها".

 

ازاحة الستار عن طائرة "كيان" المسيرّة

وأكد "صباحي" أن "الطائرة إيرانية الصنع بالكامل، وأنتجتها وحدة الطائرات المسيرة في الدفاع الجوي للجيش الإيراني، بأمر من قائده العام".

ووفقاً للعديد من المصادر الإخبارية، فإن الطائرة المسيرة الجديدة "ذات محرك نفاث"، وصمّمت في نوعين يتميّزان بألوانهما البرتقالي والأبيض، وستضطلع بمهام الرصد والاستطلاع ومهاجمة الأهداف بدقة عالية، وهي قادرة أيضاً على حمل أنواع مختلفة من الذخيرة. 

ويأتي هذا الإعلان في خضمّ توترات بين طهران وواشنطن على إثر الانسحاب الأحادي الجانب لأمريكا من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات أمريكية قاسية تخنق الاقتصاد في إيران.

إعطاء جزء من المهام القتالية للطائرات الحربية الإيرانية للطائرات من دون طيار

إن طائرة "كيان" المسيرة تختلف كثيراً عن الطائرات المسيرة التي تمكّنت وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية من صناعتها خلال السنوات الماضية.

يذكر أن طائرة "كيان" المسيرة تتميّز بحجمها الصغير وسرعتها الكبيرة وقدرتها على التخفي وحمل صواريخ موجهة ولديها العديد من الأنظمة المتطورة التي لا تملكها الطائرات المسيرة الأخرى ولهذا فإن لهذا النوع من الطائرات المسيرة القدرة على التعامل والتصدي للكثير من التهديدات الجوية التي قد يقوم بها العدو.

وفي سياق متصل، يذكر العديد من الخبراء العسكريين بأن عملية التصدي للطائرات دون طيار، خاصة الصغيرة منها، تواجه صعوبات وتحديات مختلفة، حيث يتعذّر كشفها أو رؤيتها بواسطة العين المجردة، كما أن رادارات الدفاع الجوي مصممة أساساً للطائرات الكبيرة، علاوة على التكلفة الباهظة التي تتطلبها أنظمة التصدي للطائرات الحربية المأهولة والصواريخ الباليستية عند اللجوء الاضطراري إليها.

فعلى سبيل المثال، فإن أنظمة باتريوت المصممة للتصدي للصواريخ الباليستية يكلف الواحد منها مليون دولار أمريكي، فيما قد تبلغ قيمة الطائرة دون طيار نحو 500 دولار أمريكي فقط.

لقد قدّمت تقنية الطائرات دون طيار، حلولاً لكثير من المخاطر والتكاليف البشرية والمادية ذات الصلة بالعمليات العسكرية، التي تقوم بها الجيوش في البر والبحر والجو، علاوة على ما وفّرت من ميزات قتالية تتعلق بالحصول السهل، والوافر، والسريع، على المعلومات، بواسطة ما تحمله من مستشعرات، وكاميرات، يعمل، الكثير منها، بدقة متناهية.

وفي هذا الوقت، يمكن القول إن جمهورية إيران الإسلامية قد أصبحت في السنوات الأخيرة دولة رائدة ومتقدّمة على الكثير من بلدان العالم في هذا المجال، خاصةً بعدما كشفت طهران عن عدة نماذج من الطائرات بدون طيار التي تمكّنت من صناعاتها وانتاجها خلال الفترة الماضية. 

ونظراً لقلة عدد البلدان التي لها القدرة على صناعة مثل هذه الأنواع من الطائرات المسيرة المتطورة، واستمرار وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية بصناعة وإنتاج العديد من الطائرات المسيرة الحديثة، فإنه يمكن القول بأن إيران سوف تصبح الدولة الأولى عالمياً في مجال صناعة مثل هذه الطائرات المتطورة.

بحسب ما صرح به للأناضول القيادي بقوى التغيير محمد ضياء الدين، الذي كشف أن اجتماعا ما زال منعقدا بين حمدوك والمجلس السيادي لاعتماد الترشيحات بصوراتها النهائية

بهرام عبد المنعم  

أعلنت قوى الحرية والتغيير بالسودان، الخميس، تشكيل الحكومة الجديدة، الخميس، عقب اكتمال المشاورات حول القوائم الوزارية.

وقال القيادي بقوى التغيير محمد ضياء الدين، للأناضول، إن "رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، سيعلن حكومته غدا (الخميس) خلال مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء".

وكشف أن اجتماعا ما زال منعقدا حتى الساعة 16:30 ت.غ، بين حمدوك والمجلس السيادي "لاعتماد الترشيحات الوزارية بصورتها النهائية"، دون مزيد من التفاصيل.

والثلاثاء، قال محمد الفكي، المتحدث باسم مجلس السيادة في السودان، إن إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية سيكون في غضون 48 ساعة "على أقصى تقدير".

جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها الفكي عقب اجتماع استثنائي عقده المجلس بالقصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم، بحضور رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وبشأن تأخر تشكيل الحكومة، أوضح الفكي أن الاجتماع استمع إلى شرح من حمدوك حول الأسباب والصعوبات التي تواجه التشكيل فى بعض الوزارات، التي أوجزها فى رغبته فى أن تكون الحكومة أكثر تمثيلا لولايات السودان وللأجيال التي قامت بالثورة، بالإضافة إلى مقتضيات التوازن الجندري.

والثلاثاء الماضي، تسلم حمدوك قوائم ترشيحات الوزراء المقدمة من قوى إعلان الحرية والتغيير، حيث بلغت الترشيحات "49 مرشحا ومرشحة لـ 14 وزارة، و16 مرشحا ومرشحة لـ 5 مجالس وزارية متخصصة".

وفي 22 أغسطس/ آب الماضي، أدى حمدوك اليمين الدستورية رئيسا للحكومة السودانية، خلال المرحلة الانتقالية التي تستمر 39 شهرا، وتنتهي بإجراء انتخابات.

ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية، الموقع في أغسطس/ آب الماضي، اضطرابات متواصلة في البلد منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 أبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989 - 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

عبد الله محمد

كانت الآلية التي استهدفها حزب الله  تمرّ عند الإحداثية: 33 04 53 N 35 27 43 E بإمكان أي قارئ أن يُدخل هذه الأرقام في محرك بحث "غوغل" لفهم ما جرى بالأمس.

 

 

في عملية "أفيفيم" الأخيرة، حرصت "إسرائيل" على تسريب رواية "تمثيلية نقل الإصابات الوهمية بين الجنود إلى المستشفى". الحقيقة الوحيدة في الرواية هي أن "إسرائيل" تجهزت بالفعل "إخراجيًا" للتعامل مع رد حزب الله، و"تمثيلية نقل الإصابات الوهمية" هي أحد عناصر هذا الفيلم الذي أراد في النهاية إيصال رسالة للجبهة الداخلية بأن "حزب الله عانى من فشل عملياتي"، و"أن مناورة الخداع لنقل المصابين" كانت سرية إلى درجة ان الحيلة انطلت على "المستوى السياسي الإسرائيلي".

في الوقائع التي لن تقدر "إسرائيل" على دحضها:

  • إن موقع العملية عند الطريق السريع خلف مستوطنة "أفيفيم" كما يظهر في الخريطة المرفقة يستحيل رؤيته من أقرب نقطتين مأهولتين في الأراضي اللبنانية؛ أي "عيترون" و"يارون". وعلى الجيش الإسرائيلي توضيح هذه النقطة عاجلا أم آجلا للجبهة الداخلية؛ فنقطة الرؤية الوحيدة المحتملة للطريق السريع تكمن في منطقة حرجية خاضعة للمراقبة والرصد الإسرائيلي على مدار الساعة على بعد 2080 مترًا شرق مستوطنة "ييرؤن".
  • لقد تم استهداف الآلية عند اضطرارها إلى إبطاء سرعتها نتيجة مرورها في منعطفين حادين كما يظهر في الصورة المرفقة، أي ان رصد الهدف كان يتم بشكل مباشر و حيّ، بعدما تم جمع المعلومات الإستخبارية اللازمة عن حركات الآليات في هذه المنطقة. وكانت مجموعة الاستطلاع مرتاحًة في مواقعها وهادئةً عند نقل المعلومات إلى عناصر الهجوم.
  • تفيد رواية "التمثيلية" الإسرائيلية لنقل الإصابات إلى أن الجيش الإسرائيلي أرسل مروحيتين لينقل "دمًى"، حيث احتشدت آليات وجنود إضافيين في موقع الهجوم مخاطرين بإمكانية استهدافهم مرة أخرى، ثم انسحبت القوات الإسرائيلية بضعة كيلومترات إلى الخلف من الحدود تاركةً سكان مستوطنة "أفيفيم" والمستوطنة المجاورة في خطر مباشر أمام خط المواجهة الأول مع حزب الله! على رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو توضيح هذه المسألة الخطيرة لمستوطني "أفيفيم" الذين طلبوا لقاءً عاجلًا معه اليوم، كما عليه توضيح الموقع الذي إنطلاق منه الهجوم، بغض النظر عن أي سجال حول عدد الإصابات.
  • إن موقع العملية يقلل ببساطة من أهمية "الإنجاز" الإسرائيلي المزعوم في القضاء على خطر الأنفاق والتهديد الذي كانت تمثله. لقد أثبتت العملية أن حزب الله ليس بحاجة إلى النزول تحت الأرض ليطال أهدافا إسرائيلية.
  • لقد باتت مشاهد العملية الموثقة بشكل كامل ورقة تهديد بيد حزب الله عشية الانتخابات الإسرائيلية. وقد أجاد "بني غانتس" رئيس الأركان السابق ومنافس "نتنياهو" الحالي سياسيًا بإشارته إلى خطورة "اللسان الطويل" لرئيس الوزراء.
  • التقط قلة من الخبراء الإسرائيليين إشارات السيد نصر الله المتكررة في الأسابيع القليلة الماضية حول "البث المباشر" لتدمير الآليات الإسرائيلية وإنزال الهزيمة بالجيش الإسرائيلي في حال وقوع أي حرب. لا يتحدث السيد عن آلية معروفة في بث المشاهد وتوزيعها. ولكن هذه المسألة قد تظهر ارهاصاتها في ما سيأتي لاحقًا. وعلى قيادة الجبهة الداخلية التفكير الآن بالتعامل مع البث المصور للعملية.
  • لقد كشفت عملية حزب الله، ومرة أخرى بغض النظر عن أي نقاش في عدد الإصابات، عن سلسلة إجراءات هامة اتخذها الجيش الإسرائيلي في وسط البلاد وشماله، وفي معابره البحرية والجوية. وهذه المعلومات الهامة ما كانت لتتكشف سوى بوقوع الهجوم، واستنفار الجيش الإسرائيلي. قيمة هذه المعلومات في أنّها تندرج ضمن توقع و فهم إجراءات "إسرائيل" عند الذهاب إلى أي مواجهة عسكرية مقبلة.
  • لم ترمم إسرائيل مستوى الردع، بل إن استنفارها المستمر والمتواصل منذ أكثر من أسبوع يعني أنها رفعت مستوى الردع لدى الجانب الاخر. وهذه مسألة أخرى سنقوم بمعالجتها بشكل مستقل في "الميادين نت".
الأربعاء, 04 أيلول/سبتمبر 2019 20:59

كيف نتجنب الزهايمر؟

من منّا لا يرغب بعيش سن الشيخوخة متمتّعاً بصحة جيدة، لا غارقاً في ضباب مرض الزهايمر، أو فقد الشعور بالهوية، وبالتالي تشكيل عبء على من حوله؟

 

كيف نتجنب الزهايمر؟

على مدار سنوات عديدة تمّ إنفاق مليارات الدولارات في محاولة للقضاء على لغز الزهايمر وتطوير أدوية لمنعه أوعلاجه. وعلى الرغم من الجهود المضنية التي بذلها العديد من الباحثين في جميع أنحاء العالم لم يتوصلوا لإيجاد الدواء.

أظهرت خمس دراسات تم تقديمها الأسبوع الماضي في مؤتمر جمعية مرض الزهايمر الدولي أدلة متقاربة على الوقاية من مرض الزهايمر، تتضمن:

  • ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة في الأسبوع.
  • تناول وجبات صحيّة كالخضروات والفواكه والمكسرات والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية والدواجن، والابتعاد عن تناول اللحوم الحمراء والزبدة والجبن والمعجنات والأطعمة المقلية.
  • الانخراط في أنشطة تحفيز عقلي مرتين على الأقل في الأسبوع.
  • الابتعاد عن شرب البیره أو النبيذ.
  • الابتعاد عن التدخين.

في إحدى الدراسات، كان لدى الأشخاص الذين اتبعوا بعض من هذه النصائح الخمسة انخفاض كبير في مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 60 %، مقارنةً بالأشخاص الذين التزموا بأحدهم أو واحد منهم فقط. وكانت النتائج متماثلة بين الرجال والنساء

الأربعاء, 04 أيلول/سبتمبر 2019 20:57

شخصية سيد الشهداء (عليه السلام)

لا يمكن الحكم على قيم واهداف وعلل نهضة وحركة ما لم يتم التعرف على شخصية قائد تلك النهضة والوقوف على أخلاقه وفضائله وعلمه ومعارفه وسوابقه الفكرية والمحيط الذي نشأ فيه ، وفي غير هذه الصورة لا يكون الحكم تحقيقياً معتمداً.

فمثلاً للتعرف على حقيقة الدعوة الإسلامية، يجب الإعتماد (مضافاً على القرآن المجيد والتعاليم والمناهج الاسلامية) على دراسة تاريخ النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وحياته وأخلاقه وسلوكه وعلاقاته وطريقة تعامله في الحروب والغزوات وسائر حالاته وحالات أهل بيته الاطهار عليهم السلام.

وللتعرف على قيمة وحقيقة وعلل ونتائج الثورة الحسينية المباركة لا بد من المرور على سيرة الحسين عليه السلام وفضائله ومناقبه ومعجزاته وكراماته ومكارم اخلاقه ومحامد أوصافه ومحبوبيته ومكانته الاجتماعية وشهادة اعدائه بمقامه، وغير ذلك مما يرتبط بشخصيته، لكي نحصل على ثواب ذكر فضائله مضافاً الى التعرف على حقيقة إمام الأحرار بقدر استعدادنا لتلقي الحقائق.

سمات الحسين عليه السلام اللامعة في كتاب الله ([1])

1-   آية المودة: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾([2])
روى أحمد بن حنبل في "المسند" وأبو نعيم الحافظ، الثعلبي، الطبراني، الحاكم النيشابوري، الرازي، الشبراوي، ابن حجر، الزمخشري، ابن منذر، ابن ابي حاتم، ابن مردويه، السيوطي وجمع آخر من علماء اهل السنة بأسانيدهم عن ابن عباس، قال: "لما نزلت هذه الآية، قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
فقال لهم: "علي وفاطمة وأبنائهما"([3])

وقد نظم في هذا المعنى الشيخ شمس الدين ابن عربي:
رأيت ولائي آل طه فريضةً   على رغم اهل البُعد يورثني القُربا
فما طلب المبعوث أجراً على الهدى    بتبليغه إلاّ المودّة في القربى
([4])

وقال الشافعي في هذا الشأن:
يا أهل بيت رسول الله حبّكم    فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنّكم       من لم يصلّ عليكم لا صلاة له
([5])

2-   آية التطهير: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً﴾([6])
وردت احاديث متواترة ومشهورة عند الفريقين – السنة والشيعة – في أنّ آية التطهير نزلت في مورد اجتماع أشرف شخصيات عالم التكوين، أي الخمسة أصحاب الكساء والذين صلى ودعا لهم الرسول صلى الله عليه وآله مرات متكررة في بيته وفي بيت فاطمة الزهراء عليها السلام وفي حجرة أم سلمة وبعض الأماكن الأخرى، فهذه الآية الشريفة والأحاديث الواردة في تفسيرها تدلّ بوضوح على عصمة وجلالة شأن الإمام الحسين عليه السلام.

وفيما يتعلق بهذه الآية الشريفة وأحاديث الكساء ومتونها، ألّفت كتب كثيرة، وقد نقل قسماً منها بعض الرواة مثل صبيح([7])، ونقل مسلم والبغوي والواحدي والوزاعي والمحب الطبري، والترمذي وابن الأثير وابن عبد البر واحمد والحمويني والزيني الدحلان والبيهقي وآخرون عن عائشة وأم سلمة وأنس ووائلة وصبيح وعمر بن أبي سلمة ومعقل بن يسار وأبي الحمراء وعطية وأبي سعيد وأم سليم، روايات عديدة في هذه الواقعة الجليلة والمنقبة العظيمة.

عن عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر فجاء الحسن بن علي فأدخله فيه ثم جاء الحسين فأدخله فيه ثم جاءت فاطمة فأدخلها فيه ثم جاء علي فأدخله فيه ثم قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً﴾.

وروى الأوزاعي عن شداد بن عبد الله قال: سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين عليه السلام فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه فقام واثلة وقال: والله لا أزال أحب علياً والحسن والحسين وفاطمة بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيهم ما قال، لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ثم جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعى بعلي ثم قال ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾([8]).

وروى "الدولابي" في "الذرية الطاهرة" عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة: ائتيني بزوجك وابنيك. فجاءت بهم وأكفأ عليهم كساءً فدكيّاً ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد انك حميد مجيد.
قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: "إنّكِ عل خيرٍ"([9])
وروى، الحمويني نظير هذه الرواية عن وائلة. ([10])
وروى الواحدي في أسباب النزول وأحمد في المناقب والطبراني عن أبي سعيد الخدري أنّ آية ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ﴾ نزلت في حق خمسة أشخاص وهم: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.([11])
وروى أحمد عن أم سلمة مثله.([12])
وروى مثله الواحدي ([13]) بسنده عن أم سليم.
وهذه الأحاديث الكثيرة تدل على عصمة سيد الشهداء عليه السلام وأنّ كل عمل ونهضة تصدر عنه، إنّما هي مطابقة للصواب والحقيقة وقد استدلّ السيوطي بهذه الآية وقال: الكلّ يعتبر أنّ اجماع أهل البيت عليهم السلام، حجّة، لأن الخطأ رجسٌ وقد نفاه الله عنهم.([14])
 
3-   آية المباهلة: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾([15])
من جملة الآيات الدّالة على فضيلة وعلوّ مقام ورتبة سيّد الشهداء عليه السلام وباتفاق المسلمين هي آية المباهلة الشريفة.

وتعدّ قضيّة المباهلة بين النبي صلى الله عليه وآله ونصارى نجران من أوضح مظاهر ودلائل قوة إيمان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وتمسكه واعتقاده برسالته، إذ أنّ الدعوة إلى المباهلة من قبله إذا لم تكن مقرونة بإيمانه الراسخ بدعوته، لكانت انتحاراً حقيقياً وسنداً مهماً بيد أعدائه لإبطال رسالته.

إذ إنّ الأمر لم يكن ليخلو من إحدى نتيجتين، إمّا أن يستجاب دعاء النصارى بإنزال اللعنة الإلهية على جانب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وإمّأ أن لا يستجاب دعاء كلا الجانبين، وفي كلتا الحالتين تبطل دعوى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله، ولم نعهد عاقلاً ادّعى النبوة قد اقترح مثل هذا الإقتراح والتحدي إلاّ إذا كان على يقين واطمئنان تامّين من استجابه دعائه في هلاك أعدائه، وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وآله حاملاً لمثل هذا اليقين، ولذا قام بكل جرأة وشجاعة بمثل هذا الإقتراح، وهذا الثبات والطمأنينة هو الذي أجبر خصمه على الإنسحاب.

كما أن إشراك الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة الزهراء عليهم السلام في المباهلة بأمر من الله تعالى، لخير دليل على أن هؤلاء النفر الأربعة هم خير خلق الله تعالى وأعزّ الناس على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله.

أجل، لقد كانت آية المباهلة إعلان جلالة ومقام هؤلاء الأطهار وقربهم من الله تعالى ومن ثم كانت هذه الفضيلة واحدةً من أهمّ فضائل الإمام الحسين حيث انتخب من بين كلّ الأمة الإسلامية، أطفالها وشبّانها وشيوخها رجالاً ونساء، ليكون أحد دعائم هذه القضية التاريخية والمنعطف العقائدي الخطير، بمعية أُمّه وأبيه وأخيه.

وفي الوقت الذي نجد أنفسنا في غنىً عن ذكر المصادر والمراجع التي نقلت هذه الحادثة لكبار مفسري ومحدثي ومؤرخي المسلمين إلاّ أننّا سنذكر طرفاً منها ليراجعها من أراد الوقوف على المزيد من حقائقها: تفسير الطبري، البيضاوي، النيشابوري، الكشاف، الدر المنثور، اسباب النزول الواحدي، الاكليل للسيوطي، مصابيح السنّة، سنن الترمذي وكتب أخرى.
 
المصدر: أشعة من عظمة الإمام  الحسين (عليه السلام)

[1] - لا يخفى أن الآيات النازلة في شأن أهل البيت والشاملة للإمام الحسين عليه السلام كثيرة ولكننا ورعاية للإختصار نتعرض إلى ثلاث آيات فقط، ومن أراد مزيد الإطلاع فليراجع كتب التفسير والحديث ومن جملة تلك الآيات الأخرى آية 35،37 من سورة البقرة والآية 22 سورة الرحمن، والآية 27 سورة الفجر، وسورة هل أتى وآيات أخرى.
[2] - سورة الشورى، الآية 23.
[3] - احياء الأموات ج 2، الإتحاف ص 5، الصواعق ص 168، الأكليل ص 191، الغدير ج2 ص 107، خصائص الوحي المبين ف 5 ص 55-52، ابن بطريق ف 9 ص 25- 23.
[4] - الصواعق المحرقة ص 170، اسعاف الراغبين ص 119.
[5] - نظم درر السحطين ص 18، اسعاف الراغبين ص 121، الإتحاف ص 29، الصواعق ص 148.
[6] - سورة الأحزاب آية 33.
[7] - اسد الغابة ج 13 ص 11. الاصابة ج 2 ص 175 -33- 4.
[8] -اسد الغابة ج 2 ص20.
[9] - ذخائر العقبى ص 24. العمدة ف 9 ص 25. ونقل في الفصل 8 ص 22-15 وفصول أخرى احاديث كثيرة عن أهل السنة في اجتماع الخمسة المصطفين.
[10] - فرائد السمطين ج 1 ص 366.
[11] - ذخائر العقبى ص 24 . وذكر فيه طرق هذا الحديث في الصفحات 24-21. اسباب النزول ص 267.
[12] - السيرة النبوية ج3 ص366.
[13] - اسباب النزول ص 267.
[14] - الأكليل ص 178، ولا يخفى أن أسانيد هذا الحديث في الكتب الشيعية كثيرة جداً، وقد روى متن بعض هذه الأحاديث بنحو مفصل مثل حديث الكساء.
[15] - سورة آل عمران، الآية 61.

الأربعاء, 04 أيلول/سبتمبر 2019 20:53

شعائر عاشوراء

 
﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾[1].

إنَّ عمل الإنسان له شكلٌ ظاهر، وباطن مضمر، فأيّ منهما هو مصبُّ الكمال الإنساني في توجيه الإسلام؟

ممّا لا شكّ فيه أنَّ الإسلام شدَّد على الباطن والنيَّة، فقد اشتهر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى أمر دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"[2]. وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "اجعلوا أمركم هذا لله، ولا تجعلوه للناس، فإنَّه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله"[3].
 
من هنا كانت الدعوى القرآنية المكرّرة إلى التقوى التي مرجعها القلب والباطن "تقوى القلوب".

إلا أنّ الإسلام لم يهمل الشكل والظاهر، بل اعتبر في بعض الحالات أنّ هناك ترابطاً بين الظاهر والباطن بين عمل الجوارح وتقوى القلوب. قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.

فالشعائر هي الأعلام الظاهرة المنصوبة للطاعة كالصفا والمروة اللتين قال الله تعالى فيهما: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله﴾[4]، وكالكعبة الشريفة التي ورد استحباب أن نذكر الله تعالى عندها قائلين: "الحمد لله الذي عظمّك وشرّفك"[5].

لذا نتبارك بالظاهر منها، نتبارك بأركانها، بالحجر الأسود، وبالركن اليماني... لذا نكرّمها ونكسوها بكساء الجمال والبهاء. إن ذلك هو تعظيم لشعائر الله تعالى.

وقد عبَّر الإمام الحسين (عليه السلام) عن حرمة الكعبة الشريفة حينما أرسل يزيد –لعنه الله- مجموعة اغتيال من 30 شخصاً ليغتالوا الإمام الحسين (عليه السلام) ولو كان متمسكاً بستار الكعبة، فخرج الحسين (عليه السلام) من المسجد قائلاً: "إنّي لا أحبّ أن تهتك بسببي حرمة البيت".

خرج الحسين (عليه السلام) من الحجّ مغيِّراً وجهته من مذبح "منى" حيث لم تتم التضحية بتمامها؛ إذ بدّلها الله بكبش عظيم، إلى مذبح "كربلاء" حيث كان الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه هم الفداء العظيم.

بدَّل الحسين (عليه السلام) اتجاهه من مذبح فداء الإنسان بكبش إلى مذبح فداء الدين بأقدس إنسان في ذلك العصر.

بدَّل الحسين (عليه السلام) اتجاهه من مذبح سلوك الفرد لأجل كمال الفرد، إلى مذبح سلوك الجماعة لأجل كمال الجماعة.

لذا كما كانت الدعوة إلى تعظيم شعائر الحج الابراهيمي كانت الدعوة إلى تعظيم شعائر عاشوراء الحسين (عليه السلام) التي تتحقّق من خلال العناوين الآتية:
 
البكاء:
عن الإمام الرضا (عليه السلام): "على مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإنَّ البكاء عليه يحطُّ الذنوب العظام"[6].
 
إنشاد الشعر:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال لجعفر بن عفّان الطائي: "بلغني أنَّك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد؟ قال: نعم، فأنشده، فبكى ومن حوله حتى سالت الدموع على وجهه ولحيته"[7].

وورد عنه أيضاً: "ما من أحد قال في الحسين عليه السلام شعراً فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له"[8].
 
زيارة الحسين (عليه السلام):
عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "... ومن زاره يوم عاشورا [أي الحسين] فكأنما زار الله"[9].

عن الإمام الرضا (عليه السلام): "يا ابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله ولا ذنب عليك فزر الحسين (عليه السلام)"[10].

وورد: "من اغتسل في الفرات ثم مشى إلى قبر الحسين عليه السلام كان له بكل قدم يرفعها ويضعها حجة متقبلة بمناسكها"[11].

عن الإمام الصادق (عليه السلام): "لو أنَّ أحدكم حج دهره، ثم لم يزر الحسين بن علي عليهما السلام لكان تاركاً حقا من حقوق رسول الله صلى الله عليه وآله"[12]. بل ورد: أن من ترك زيارة الحسين (عليه السلام) وهو يقدر عليها قد عقّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعقّ أهل بيته...[13]
 
لعن قاتليه:
عن الإمام الرضا:"يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنّة مع النبيّ فالعن قتلة الحسين"[14].
 
ذكر عطش الحسين (عليه السلام) عند شرب الماء:

ينقل داوود الرقي: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته استعبر، واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال لي: "يا داوود لعن الله قاتل الحسين... إني ما شربت ماء بارداً إلا وذكرت الحسين (عليه السلام)"[15].
 
تعزية المؤمنين بالمصاب الحسيني:
عن الإمام الباقر (عليه السلام): "ليعزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام) وتقول: "عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين (عليه السلام)، وجعلنا إياكم من الطالبين بثأره مع وليّه والإمام المهدي من آل محمد"[16].
 
الحضور في المجالس العزاء:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال لفضيل: "تجلسون وتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك، قال: إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا"[17].
 
إظهار الحزن:
عن الإمام الرضا (عليه السلام): " كان أبي إذا دخل شهر المحرَّم لا يُرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام..."[18].

وإظهار الحزن يكون من خلال لبس السواد رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، ويكون من خلال رفع الرايات السوداء في الشوارع والأبنية والساحات، ويكون من خلال اللطم على الإمام الحسين (عليه السلام).

إنّها أمور تدور حول الشكل والظاهر، إلا أنّها تحصّن القلوب أفراداً، وتحصّن المجتمع من الانحراف، وتُصحِّح مسار الأمُّة نحو الاتجاه الصحيح، متوليّةً حسين العصر، متبرئة من يزيد العصر.
 
سماحة الشيخ د. أكرم بركات

[1]  الحج: 32
[2]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 67 ص 211
[3]  روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه - محمد تقي المجلسي ( الأول ) - ج 12 ص 140
[4]  البقرة: 158
[5]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 96 ص 190
[6]  الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 190
[7]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 593
[8]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 594
 [9]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 469
[10]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 417
[11]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 485
[12]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 428
[13]  راجع: وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 429
[14]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 417
[15]  الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 205
[16]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 509
[17]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 ص 282
[18]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 ص 284