emamian

emamian

السبت, 06 أيار 2023 05:55

حقيقة القرآن وعظمته

من الثابت أنّ عظمة كلّ عمل بعظمة أثره، وعظمة الموعظة من عظمة الواعظ، وإنّ الكلام يعظم بعظم قائله، فكيف إذا كان المتكلِّم هو الله عزّ وجلّ؟ وكلامه جلّ شأنه هو كتابه الخالد، وحجّته البالغة على الناس جميعاً، ختم الله به الكتب السماوية، وأنزله هداية ورحمة للعالمين، وضمّنه منهاجاً كاملاً وشريعة تامّة لحياة المسلمين، وجعله معجزة وآية باقية ما بقي الليل والنهار، أيّد الله تعالى به مصطفاه محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم وتحدّى الإنس والجنّ على أن يأتوا بسورة من مثله، فكان عجز البلغاء والفصحاء قديماً، وما زال كذلك حديثاً، قال تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾[1].
 
إنّه مصدر عزّة هذا الدين وأهله، وسرّ تجدّده في نفوس المسلمين، وهو الذي لا يخلق من كثرة الترداد، ولا تنقضي عجائبه، ولا يمله قارئه ولا سامعه، ولا يزداد به المؤمن إلا يقيناً بدينه وتعلّقاً به، إنّه المعجزة الخالدة، والكتاب الذي وعد الله بحفظه قائلاً: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[2].
 
في خطبة من خطبه ذكر الإمام علي عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بما هو أهله ثم قال: "ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تُطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقّده، وبحراً لا يُدرك قعره، ومنهاجاً لا يضلّ نهجه، وشعاعاً لا يُظلم ضوءه، وفرقاناً لا يُخمد برهانه، وتبياناً لا تُهدم أركانه، وشفاء لا تُخشى أسقامه، وعزّاً لا تُهزم أنصاره، وحقّاً لا تُخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره، ورياض العدل وغدرانه، وأثافيّ الإسلام وبنيانه، وأودية الحقّ وغيطانه، وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيون لا ينضبها الماتحون، ومناهل لا يغيضها الواردون، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون. وأعلام لا يعمى عنها السّائرون، وآكام لا يجوز عنها القاصدون، جعله الله ريّاً لعطش العلماء، وربيعاً لقلوب الفقهاء، ومحاجّ لطرق الصّلحاء، ودواء ليس بعده داء، ونوراً ليس معه ظلمة، وحبلاً وثيقاً عروته، ومعقلاً منيعاً ذروته، وعزّاً لمن تولاّه، وسلماً لمن دخله، وهدى لمن ائتمّ به، وعذراً لمن انتحله، وبرهاناً لمن تكلّم به، وشاهداً لمن خاصم به، وفلجاً لمن حاجّ به، وحاملاً لمن حمله، ومطيّة لمن أعمله، وآية لمن توسّم، وجنّة لمن استلأم. وعلماً لمن وعى، وحديثاً لمن روى، وحكماً لمن قضى"[3].
 
فضل القرآن

سنقتصر في بيان فضل القرآن الكريم على بعض الآيات الكريمة التي وصف الله تعالى بها كتابه، ونزراً يسيراً من وصف مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وأخيه أمير المؤمنين علي عليه السلام فإنه عدل القرآن، وصفه الله تعالى بأوصاف تنبئ عن عظمة شأنه، وقوة حُجَجِه وبرهانه، وحسن عاقبته على تالِيه والمتدبرِّ له، ويُمنِه على أهله العالمِين به، فوصفه الله تعالى بأنه نورٌ وهدى وموعظة وذكرى وتبصرة وشفاء، وأنه فرقانٌ وبيانٌ، إلى غير ذلك من أوصافه العظيمة ونعوته الكريمة، ولو لم يكن من ذلك إلا قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾[4]. وقوله جلّ شأنه: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾[5]، لكفى في التنويه بشرفه والإرشاد بفضله، فكيف وقد وصفه الله تعالى بأنه روح من أمره، فقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾[6]، ووصفه بأنه الهادي إلى أفضل طريق، فقال: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾[7]، ووصفه الله بأنّه نور، والنور به الإبصار، فقال تعالى: ﴿قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾[8]، ووصفه بأنه شفاء ورشاد، فقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء﴾[9]، ونعته بأنه كتاب الحق الذي لا يعرض له الباطل قط، فقال تعالى: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾[10]، وقال الله عز وجل: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾[11].
 
وهنا تكمن أهمية القرآن الكبرى وأهمية ما اشتمل عليه من هداية إلى العقائد الصحيحة، والعبادات الحقّة، والأخلاق الكريمة، والتشريعات العادلة، وما اشتمل عليه من تعاليم بناء المجتمع الفاضل، وتنظيم الدولة القوية. ولو أراد المسلمون الخير والصلاح والعزّة لأنفسهم وأمتهم لجدّدوا إيمانهم بأهمية هذا الكتاب الكريم، والعترة النبوية الطاهرة، وكانوا جادّين في الالتزام والطاعة لهما، فإنّهم يجدون ما يحتاجون إليه من حياة روحية طاهرة، وقوة سياسية وحربية، وثروة وحضارة، ونعم لا تعدّ ولا تُحصى، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ﴾[12].
  
المبصرون، من وصايا الإمام الباقر عليه السلام لتلميذه جابر، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] سورة الإسراء، الآية 88.
[2] سورة الحجر، الآية 9.
[3] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج89، ص 21.
[4] سورة النمل، الآية 77.
[5] سورة آل عمران، الآية 103.
[6] سورة الشورى، الآية 52.
[7] سورة الإسراء، الآية 9.
[8] سورة المائدة، الآيتان 15 و 16.
[9] سورة فصلت، الآية 44.
[10] سورة الإسراء، الآية 105.
[11] سورة فصلت، الآيتان 41 و 42.
[12] سورة الأعراف، الآية 96.

لقد كثُرت الدعوة إلى التفكُّر وتمجيده وتحسينه في القرآن الشّريف حيث قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾[1].
 
ففي هذه الآية مدح عظيم للتفكّر، لأنّها جعلت غاية إنزال الكتاب السماوي العظيم والصَّحيفة النُّورانية المجيدة احتمال التفكُّر، وهذا من شدّة الاعتناء به حيث إنّ مجرّد احتماله صار موجباً لهذه الكرامة العظيمة. وقال تعالى في آية أخرى: ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾[2].
 
والآيات من هذا القبيل أو ما يقرب منها كثيرة، والرِّوايات في التفكُّر كثيرة أيضاً. فقد نقل عن الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه لمّا نزلت الآية الشّريفة: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ﴾[3] إلى آخرها.. قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ويل لمن قرأها ولم يتفكّر فيها"[4].
 
وقد وردت روايات كثيرة في خصوص التفكُّر في معاني القرآن والاتعاظ به والتأثّر به، كما في الكافي الشّريف عن الإمام الصادق  عليه السلام قال: "إنّ هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدّجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره، فإنَّ التفكُّر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور"[5]. ومقصوده  عليه السلام أنّ الإنسان كما أنَّه بحاجة إلى النور الظاهري إذا كان يمشي في الظلمة حتَّى يصون نفسه من خطر السقوط في المهاوي، كذلك السالك طريق الآخرة وطريق الحقّ سبحانه وتعالى عليه أن يتمسّك بالقرآن الكريم الذي هو نور الهداية والمصباح المنير ويتفكّر فيه، كي لا يقع في المزلاّت المهلكة.
وعن أمير المؤمنين  عليه السلام أنَّه قال: "الفقيه من لا يترك القرآن رغبة عنه ويتوجّه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم، ولا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ولا خير في عبادة ليس فيها تفقّه"[6].
 
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "حملة القرآن عرفاء أهل الجنَّة"[7]. ولا يخفى أنّ المراد من هذا "الحمل" هو حمل معارف القرآن، الأمر الذي سيجعل الإنسان في الآخرة من أهل المعرفة وأصحاب القلوب، وإلا فإنَّ حمل ظاهر القرآن دون الاتعاظ بمواعظه، وإدراك معارفه وحكمه والعمل بأحكامه وسننه فسوف يكون مصداقاً من مصاديق الآية الشّريفة: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾[8].
 
آثار التفكُّر في القرآن
الهدف والمقصد من وجود الإنسان في هذه الحياة الدُّنيا هو الوصول إلى السعادة المطلقة والكمال الإنساني المطلق، والقرآن الكريم من مصاديق هذه السعادة والكمال الذي لا حدَّ له ولا منتهى. لذا على الإنسان التائق إلى نيل السعادة الإنسانية الحقيقية أن يبحث عنها في الآيات الشّريفة للكتاب الإلهيّ وفي قصصه وعبره. وحيث إنَّ السعادة تكمنُ في الوصول إلى السلامة المطلقة وعالم النور والطريق المستقيم، فعلى الإنسان أنْ يطلب من القرآن المجيد سبل السلامة ومعدن النور المطلق والطريق المستقيم كما أُشير إليه في الآية الشّريفة السابقة.
 
فإذا أدرك القارئُ المقصدَ الحقيقيَّ وميَّزه عن المقاصد الأخرى والوهميَّة والزَّائفة، صار بصيراً في تحصيله وانفتح له طريقُ الاستفادة من القرآن الشّريف وفُتحت له أبواب رحمة الحقّ، ولم يصرفْ عمره القصير ورأسمالَ تحصيل سعادته على أمور ليست مقصودة لرسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
 
وإذا أشخص بصيرته مدّة إلى هذا المقصود، وصرف نظره عن سائر الأمور، فسوف ينفتح عين قلبه ويكون بصره حديداً، ويُصبح التفكُّر في القرآن للنفس أمراً عادياً، فتنفتح أمامه طرق الاستفادة وتفتح له أبواب لم تكن مفتوحة لحينها، وينهل من مطالب ومعارف القرآن التي ما كان لينالها من قبل. حينها يفهم معنى كون القرآن شفاء للأمراض القلبية، ويُدرك مفاد الآية الشّريفة: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾[9]، ومعنى قول أمير المؤمنين  عليه السلام: "وتعلّموا القرآن فإنَّه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فإنَّه شفاء الصدور"[10]. ولا يُطلب من القرآن شفاء الأمراض الجسمانية فقط بل يُجعل عمدة المقصد شفاء الأمراض الروحانية التي هي مقصد القرآن. فإنَّ القرآن ما نزل لشفاء الأمراض الجسمانية وإن كان يحصل به. كما أنَّ الأنبياء  عليهم السلام لم يبعثوا للشفاء الجسماني وإن كانوا يشفون، فهم أطباء النفوس والشافون للقلوب والأرواح.
  
طلائع القلوب، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] سورة النحل، الآية 44.
[2] سورة الأعراف، الآية 176.
[3] سورة آل عمران، الآية 190.
[4] الشيخ الحويزي، نور الثقلين، ج1، ص350. مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، قم، الطبعة الرابعة، 1412 ه ق.
[5] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 600.
[6] الشيخ الصدوق، معاني الأخبار، ص 226.
[7] م. ن، ص 323.
[8] سورة الجمعة، الآية 5.
[9] سورة الإسراء، الآية 82.
[10] نهج البلاغة، خطبة 109.

اعلم أنّ الصدق من الصفات الجامعة والشاملة لأكثر الصفات والأعمال الحسنة لأنّه يكون في القول وفي العمل، فصدق الحديث هو أن لا يكذب في كلامه لا على الله ولا على الناس، ولا يكون عمله مخالفاً لقوله، ولادعائه الطاعة لله ولرسوله، واليقين بالجنة والنار، وصدق هذا الادعاء مترتب على عدم ارتكابه الذنوب لأنها منافية لطاعة الله واليقين بالجنة والنار.
 
ومن لوازم الصدق أيضاً عدم ترك المستحبات وعدم إتيان المكروهات لأنّه ما من أحد إلاّ ويدّعي متابعة رضا الله وترك القبائح، وهذا ما يقتضيه تصديق الجنة وعظمة الله، وكونه مطلعاً على دقائق الأمور أيضاً، كما لو كان الانسان عند عظيم فإنّه لا يرتكب خلاف الآداب رعايةً لعظمته وتوقّعاً للنفع القليل منه ولا يترك عنده الأولى.

فحريّ بالإنسان أن لا يرتكب أيّ خلاف وترك أولى عند ملك الملوك وأعظم العظماء كي يحصل له القرب أكثر، وتنزل عليه فوائد ومنافع غير متناهية، فكلّ خلاف وترك أولى بل أيّ توجه إلى غيره ينافي هذا التصديق.

إنّ الانسان على الأقل يكرر في اليوم عشر مرّات في الصلاة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، فلو عصى معصية أو توجه إلى غير الله في أمر من الأمور واستعان بغيره لكان كاذباً في قوله ذلك، وكذلك الرياء في العبادة أمام الناس وإتيانها بشرائطها ولكنه يكسل إذا خلى لنفسه.

وكذا إتيان سائر الأعمال غير الخالصة يكون من كذب الأفعال، لأنّ الانسان بهذا العمل يظهر ما ليس متصفاً به، فلو نظرنا بهذا المنظار لرأينا أنّ جميع الأعمال والأخلاق ترجع إلى الصدق، وقد مدح الله تعالى الصادقين مدحاً كثيراً...

كما أنّ الكذب أصل أكثر الصفات الذميمة، ويظهر في كثير من الأخبار وقول بعض الأصحاب أنّه من الذنوب الكبيرة، ويظهر من بعض الأخبار حرمته كاذباً وجاداً وهازلاً.

وينبغي أن يعلم هنا أن من الصدق ما هو قبيح ومن الكذب ما هو حسن بل واجب، فلو سبّب الصدق ضرراً على مؤمن أو قتل نفس محترمة لكان حراماً، كما يجب الكذب إذا كان سبباً لنجاة مؤمن من القتل أو الضرر، وكذلك الكذب على الظالم لو أراد أخذ مال مؤمن ائتمنك عليه بل يجوز القسم بالله بعدم وجود أمانة عندك منه، وإن كانت التورية واجبة مع الامكان كأن ينوي عدم وجود مال أو أمانة يجوز له اعطاؤها، وكذلك يجوز الكذب عند العشار أو الظالم أو الحاكم اذا سبب الاقرار فوت مال منه.
وكذلك يجوز الكذب لأجل الاصلاح بين مؤمنين بأن تقول لكلّ واحد منهما إنّ فلان كان يذكرك بخير ويمجّدك، وإن كان ذلك الشخص قد ذمّه في الواقع أو شتمه.

وكذلك جوّز الكذب في خلف الوعد مع النساء اللواتي يتوقّعن منه أكثر من اللازم بأن تعدها بشيء ثم لا تفي به، وإن كان إطلاق الكذب على هذا الفرد مجاز، وسيظهر بعضها في ضمن الأحاديث.

روي بسند معتبر عن أبي عبدالله (عليه السلام) انّه قال: من صدق لسانه زكا عمله([1]).

وقال (عليه السلام):... انّ عليّاً (عليه السلام) إنّما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصدق الحديث وأداء الأمانة([2]).

وقال (عليه السلام):... انّ الصادق أوّل من يصدّقه الله عزّ وجلّ يعلم انّه صادق، وتصدّقه نفسه تعلم انّه صادق([3]).
 
عين الحياة، العلامة محمد باقر المجلسي (قدس سره)


([1]) الكافي 2: 104 ح 3 باب الصدق ـ عنه البحار 71: 3 ح 3 باب 60.
([2]) الكافي 2: 104 ح 5 باب الصدق ـ عنه البحار 71: 4 ح 5 باب 60.
([3]) الكافي 2: 104 ح 6 باب الصدق ـ عنه البحار 71: 5 ح 6 باب 60.

إن حُسنُ الظَّنِّ بالله بُرهان على سلامة العقل، وصفاء الفكر، ويقين المؤمن برحمانية الله ورحيميته وحكمته ولطفه، وإذا كان حُسنُ الظَّنّ بالناس برهان على نَقاء السَّريرة وطهارة القلب، فإن سوء الظن لا يكون إلا من صاحب القلب المريض والفكر العليل.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: “آفَةُ الدِّيْنِ سُوءُ الظَّنِّ”.

الظَّنُّ: الشَّكُّ والتَّرَدُّدُ، يُقال: ظَنَنْتُ الشَّيْءَ: إذا شَكَكْتَ فِيهِ ولم تَتَيَقَّنْهُ. ومنه قوله تعالى: “…وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ”﴿78/ البقرة﴾. ويأْتي بِمعنى الاتِّهامِ، والظِّنَّةُ: التُّهْمَةُ.

ومنه قوله تعالى: “…الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ…”﴿6/ الفتح﴾. ويأتي بمعنى الاعتقاد الخاطئ، ومنه قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ…”﴿12/ الحجرات﴾. ويُطْلَقُ الظَّنُّ على اليَقِينِ والعِلْمِ، فيُقال: ظَنَنْتُ ظَنّاً، أيْ: عَلِمْتُ وأيقَنْتُ. وجَمْعُه: ظُنونٌ. ومنه قوله تعالى: “الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”﴿46/ البقرة﴾.

وقيل: إنّ الظّن‏ ظنّان: ظنّ‏ شكّ وظنّ‏ يقين، فما كان من أمر مَعادٍ من الظّنّ‏ فهو ظنّ‏ يقين، وما كان من أمرِ الدّنيا فهو ظنّ‏ شكّ.  وقيلَ: كل ظَنٍّ‏ في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شَكٌ.

والمراد من الظَّنِّ في جوهرتنا هذه هو: تغليب أحد الاحتمالين، أو الاحتمالات المُمْكِنة. وتغليب ثبوت القَبيح من أمرين مُتغايرَين ليس أحدهما في الثبوت أقوى من الآخر. واعتقاد جانب الشَّرِّ، وترجيحه فيما يحتمل الأمرين معاً.

والظَّنُّ ظَنَّانِ: 

ظَنٌّ حَسَنٌ: وهو المطلوب دائماً مع الله تعالى، إذ لا يكون منه تعالى إلا الحَسَنُ مِن الأفعال، والقبيح مستحيل منه، تعالى عن ذلك عُلُواً كبيراً، والمطلوب كذلك مع الناس، إلا إذا استولى الفَساد على الزمان وأهله، كما قال الإمام أمير المؤمنين (ع): “إِذَا اسْتَوْلَى الصَّلَاحُ عَلَى الزَّمَانِ وأَهْلِه – ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ لَمْ تَظْهَرْ مِنْه حَوْبَةٌ (الإثم) فَقَدْ ظَلَمَ، وإِذَا اسْتَوْلَى الْفَسَادُ عَلَى الزَّمَانِ وأَهْلِه – فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ فَقَدْ غَرَّرَ”.

وظَنٌّ سَيّءٌ: والمَفهوم منه هو: أنّه إذا صدر من شخصٍ فعلٌ معيّن، فإنّه يحتمل الوجهين الحَسَنُ والسَّيّءُ، فإذا حملناه على المَحمَل السَّيّءِ كان ذلك ظَنَّا سَيِّئاً، وإثماً، وموجِباً للعقاب. ودائرة سوء الظن واسعة جدّاً ولا تنحصـر في مورد واحد، بل تستوعب في مصاديقها المسائل الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية أيضاً، كما هو الحال في حسن الظن وسعة مجاله أيضاً، وهو وظيفة المسلم تجاه الآخرين.

والظَّنُّ السَّيّءُ على قِسمَين:

سُوء الظَّنِّ باللهِ تعالى: وهو أبلغ في الذَّمِّ من اليأس والقُنوط، وكلاهما كبيرة من كبائر الذنوب، فهو يأسٌ وقنوطٌ وزيادة عليهما، ويعود سوء الظَّنِّ باللهِ إلى صفاته وأفعاله، كأن يظُنّ بربه أن لا يرحمه، أو لا يقبل توبته، أو لا يُجيب دعاءه، أو لا يقضي حوائجه، أو لا يرزقه، أو يظلمه، وكالكفار الذين يقولون أنّ الله ليس بعالم، أو أنّه لا يعلم بالأمور الجزئية، أو أنّه لا يدري بما يعمله البشر في السِّرّ، وبما يخطر لهم في الباطن.

وهو من أشدِّ أقسام سوء الظَّنِّ سوءاً لتجويزه على الله تعالى أموراً لا تليق بكماله ورحمته ولطفه وكرمه وجوده، وفي ذلك قوله تعالى: “…وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا…”﴿154/ آل عمران﴾.

وسوء الظَّنِّ بالناس: كأن يظنّ بأخيه المؤمن سوءاً، فيرميه به ويذكره لغيره ويرتّب سائر آثاره، وهذا النوع كثير الوقوع بين الناس، وقَلَّ أن ينجو منه أحدٌ منهم إلا من عصَمَه الله، أو بلغ درجة عالية من التقوى، أو وصل إلى مستوى من القدرة العالية من السيطرة على تفكيره وأوهامه، أما سوى ذلك فحَدِّث عن سوء ظنهم ولا حرج.

ولئن كان حُسنُ الظَّنِّ بالله بُرهان على سلامة العقل، وصفاء الفكر، ويقين المؤمن برحمانية الله ورحيميته وحكمته ولطفه، وإذا كان حُسنُ الظَّنّ بالناس برهان على نَقاء السَّريرة وطهارة القلب، فإن سوء الظن لا يكون إلا من صاحب القلب المريض والفكر العليل.

وكما نهى الله تعالى عن سُوء الظَّنّ في العديد من آي القرآن الكريم كذلك نهَت الروايات الشريفة عنه في طائفة عظيمة منها، وأكتفي بإيراد نَصٍّ واحد يبين فيه الإمام عَلِيّ (ع) تبعات سوء الظن وآثاره الاجتماعية الخطيرة حيث جاء فيه: “وَلَا يَغْلِبَنَّ عَلَيْكَ سُوءُ الظَّنِ‏ فَإِنَّهُ لَا يَدَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلِيلٍ صُلْحاً”.

فضلاً عن ذلك فإنه يُحيل حياة سَيّءِ الظَّنّ إلى جحيم إذ يعيشها متردداً بين الارتياب والشك والقلق والتوتر، هذا في علاقته بالناس، أما مع الله فإن سوء الظن يعدم إيمانه، وينحو به إلى معاداة الله والكفر به وتلك آفة ما بعدها آفة.

بقلم الکاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

* ” يجب أن تختلقوا جوا جديدا في سائر انحاء ايران بتطهير التربية والتعليم من آثار الثقافة الاستعمارية , لتحولوا أطفالنا الأشبال الى جبهة مساندة تقف دائما خلف جبهة مقاومة امريكا والصهيونيه وسائر المعتدين من الشرق والغرب , واطمئنوا الى ان الخميني سوف يبقى معكم في خندق المواجهة حتى اقتلاع جذور الاستعمار الشرقي والغربي ” . (19/2/1979)
* ” اذا كان التعليم موجودا لوحده فقط بدون تربية فلا فائدة فيه بل هو مضر احيانا , وكذلك التربية بدون التعليم فانها لا تثمر وحدها , فيجب اذن أن تكون التربية مع التعليم توأمين ومرافقين لبعضهما البعض , فلو لم يكن عند الانسان توأما التربية والتعليم لبقي ضمن حد الحيوانية , والانسان بدون التربية والتعليم أسوأ من سائر الحيوانات . (12/7/1979)
* ” يجب أن تنتبهوا الى أن التربية هؤلاء الأطفال الذين تشرفون على تربيتهم يجب أن تكون تربية دينية وأخلاقية , فاذا قدمتم للمجتمع طفلا متدينا فقد ترون أن نفس هذا الطفل المتدين الملتزم سوف يصلح المجتمع , وبالعكس فيما لو – لاسمح الله – تخرج من تحت ايديكم – انتم المعلمون – ضالا فقد يفسد المجتمع , وسوف تكونون انتم المسئوولين ” . (11/6/1979)
* ” فلتكن رعاية معلمي المدارس في كل حين لهؤلاء الأطفال اكثر , لأن الأطفال هم امل ومستقبل هذه الأمة , ومن أطفال اليوم تصنع علماء ورجالات الغد , فهؤلاء هم الذين سوف يديرون دولتنا في المستقبل , وعليهم أن يحموا استقلالنا وحريتنا من بعدنا , فليقدر المعلمون هؤلاء الأطفال الناشئين (اليافعين) ولا يذروهم يتلوثون بالأشياء التي تلوثنا بها نحن الكبار ما داموا ناشئين وابرياء .
أنا أحب هؤلاء كما تحبون انتم اعزاءكم , هؤلاء كلهم هم اعزائي ونور عيني واملي للمستقبل ” . (23/9/1979)
* ” اذا لم يكن المعلمون قد تعلموا وتربوا بشكل صحيح فانهم لن يستطيعوا تربية وتعليم الشباب ذلك أن كل أمر يقوم به الانسان ينبع اصلا من ذات ذلك الانسان , يجب أن تبدأوا أيها السادة باصلاح انفسكم أولا وآمل ان تقوموا بذلك – وكلنا بهذا الصدد – حتى تستطيعوا القيام باصلاح المجتمع ” . (1/7/1980)
” * يجب أن تكون تربية الناس وتعليمهم توأمين , وان تكون التربية انسانية , أي تلك التي تحمل مشاكل الانسان , وكذلك لابد أن يكون ذلك التعليم هو ذلك التعليم الذي يذكر الله فيه والموجه والخالص لوجه الله تعالى والمنصبّ في خدمة الانسان . ويجب أن تنتبهوا أيها السادة انتم وجميع الآخرين الذين سوف يخدمون هذا الامر العظيم وهذا العمل العبادي الكبير الى انه لابد ان تلقّنوا المعلمين في خدمة المدارس التي ستؤسس في جميع انحاء الجمهورية ان شاء الله التوجه الى الله وان تعليمهم انما هو سبيل الله ومن أجل طاعة الله ” (27/12/1981)
* ” لينتبه الآباء والامهات الى أن سني المرحلة المدرسية والمرحلة الجامعية هي سني المراهقة والسباب عند ابنائهم وقد ينجذبون الى المجموعات الفاسدة والمنحرفة بأبسط الشعارات , ولينتبه طلاب الثانويات ويتزودوا باليقظة الكاملة كي لا يرميهم عملاء الأجانب في أحضان الشرق والغرب باسم الاسلام الحقيقي ” . (23/9/1981)
* ” ان مسألة الثقافة والتربية والتعليم هي في رأس المسائل المطروحة في الدولة , واذا حلت المشاكل الأخرى بسهولة . . . يجب أن نبدأ من نفس الأطفال ويكون هدفنا تحويل الانسان الغربي الى انسان اسلامي , واذا نفذنا هذه المهمة فاطمئنوا حينئذ لأنه لن يستطيع أحد ولن تستطيع قدرة أن توجه لكم أية ضربة ” .
(17/10/1981)
* ” ان الاستهتار والتساهل في التعليم والتربية خيانة للاسلام والجمهورية الاسلامية وخيانة للاستقلال الثقافي للامة والدولة , ويجب الحذر في هذا المجال ” . (5/12/1978)

وفيما يلي النص الكامل للبيان:

تلبية للدعوة الرسمية من رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس بشار الأسد قام رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور إبراهيم رئيسي بزيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية يومي الأربعاء والخميس الثالث والرابع من شهر أيار 2023، وناقش خلال اللقاءات التي أجراها مع كبار المسؤولين السوريين سبل توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية، وآخر المستجدات في المنطقة والأوضاع على الصعيد العالمي.

– أجرى الرئيسان مباحثات معمقة ركزت على سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية على أساس العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين، فضلاً عن مناقشتهما آخر المستجدات على مستوى المنطقة والعالم.

– أكد الجانبان على ضرورة احترام السيادة الوطنية والاستقلال والحفاظ على وحدة أراضي الدولتين وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

– أكد الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية من خلال استمرار التعاون السياسي والاقتصادي والقنصلي ومجالات التعاون الأخرى، فضلاً عن استمرار زيارات الوفود رفيعة المستوى بين البلدين.

– أعرب الجانبان عن استعدادهما ورغبتهما باتخاذ كل الإجراءات لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين من خلال الآليات القائمة بما فيها اللجنة العليا المشتركة، كما أكدا على التعاون القائم بينهما فيما يتعلق بإعادة إعمار الجمهورية العربية السورية.

– عبر الجانبان عن ارتياحهما للتعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مشددين على استمرار التعاون المشترك من أجل القضاء على جميع الجماعات الإرهابية بشكل نهائي.

– واستنكر الجانبان بشدة الاعتداءات التي ينفذها الكيان الصهيوني على الجمهورية العربية السورية معتبرين إياها عاملاً مزعزعاً للاستقرار في المنطقة، وأكد الجانبان على حق سورية المشروع في الرد على هذه الاعتداءات بالطريقة المناسبة.

– أدان الجانبان استمرار احتلال الكيان المحتل للجولان السوري وكذلك الإجراءات التي اتخذتها سلطات هذا الكيان المحتل، بما في ذلك قرار ضم الجولان والذي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي، حيث يعتبر الجولان السوري أرضاً محتلة على مستوى الوضع القانوني، وأدانا بشدة قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بضم الجولان السوري والذي يعد انتهاكاً سافراً لمبادئ الأمم المتحدة.

– وأدان الجانبان كل أشكال الوجود غير الشرعي للقوات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية والتي تشكل احتلالاً، مؤكدين ضرورة إنهائه باعتباره انتهاكاً للسيادة الوطنية للجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها، كما شددا على بسط الجمهورية العربية السورية سيادتها على أراضيها كافة، وأدانا بشدة الممارسات الأمريكية في سرقة الموارد الطبيعية للجمهورية العربية السورية مطالبين بموقف حاسم من المجتمع الدولي لوقف هذه الأعمال.

– أدان الجانبان بشدة الإجراءات القسرية والأحادية وغير القانونية التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، والتي تعتبر انتهاكاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان الدولي، معربين عن قلقهما إزاء هذا النهج الذي يلحق الأذى بالأبرياء، مؤكدين على ضرورة الإلغاء الفوري لهذه الأعمال اللاإنسانية.

– كما أعلن الجانب الإيراني مجدداً وقوفه بجانب الجمهورية العربية السورية حكومة وشعباً، وكذلك تضامنه معها فيما يخص الزلزال المدمر الأخير في البلد.

– كما أدان الجانبان استمرار الحصار الجائر والعقوبات غير القانونية من جانب الدول الغربية ضد الشعب السوري في ظروف ما بعد الزلزال، وأكدا على ضرورة كسر هذا الحصار بشكل فوري بغية تسهيل إيصال المساعدات الدولية لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال.

– رحب الجانبان بالتطورات السياسية الإيجابية في المنطقة ولا سيما التواصل البناء بين سورية والدول العربية، والاتفاق الإيراني السعودي الذي جرى برعاية صينية، واعتبرا أن هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة نحو مزيد من التطورات الإيجابية التي تخدم استقرار الشرق الأوسط، كما أكدا على ضرورة التضامن والتماسك بين الدول في المنطقة لمواجهة التحديات وتوفير الأمن والرفاهية والهدوء في المنطقة من خلال التعاون الإقليمي الداخلي.

– ثمن الجانبان دماء الشهداء الذين ضحوا لأجل انتصار سورية في حربها ضد الإرهاب.

– ثمن الجانب الإيراني الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم في الجمهورية العربية السورية، وطالب الجانبان المجتمع الدولي بتقديم المساعدات المطلوبة في هذا المجال ووقف استغلال معاناة اللاجئين من قبل بعض الدول لخدمة برامجها السياسية.

– أكد الجانبان على أن الكيان الصهيوني المحتل هو السبب الرئيسي للأزمات وتهديد السلام والأمن في المنطقة، ورفضا الإجراءات العدائية لهذا الكيان ضد المقدسات الإسلامية في القدس الشريف ومحاولاته تغيير الظروف القانونية و التاريخية لبيت المقدس، وأدانا استمرار عمليات الاستيطان غير القانوني وكذلك ممارسات الاحتلال في فلسطين، واعتبرا كل ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

كما أعلن الجانبان دعمهما للحق المشروع للشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الاحتلال وإقامة دولة مستقلة وموحدة وذات سيادة عاصمتها القدس الشريف.

– أعرب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية فخامة السيد الدكتور إبراهيم رئيسي عن خالص امتنانه وتقديره لأخيه رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس بشار الأسد والمسؤولين والشعب السوري للترحيب الحار وكرم الاستضافة، متقدماً بدعوة رسمية لرئيس الجمهورية العربية السورية للقيام بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

زيارة طوت فيها طهران صفحات الحرب القاتمة، معلنة فتح صفحة الاعمار والتعاون الشامل. تعاون هو الأول في تاريخ العلاقات الثنائية، من حيث حجمه واتساع مجالاته، حمل العديد من الابعاد والنتائج، ركزت على المجال الاقتصادي.

تم اتخاذ قرارات جيدة بشان بعض المشاكل التي تعترض التعاون بين ايران وسوريا، خصوصا تلك التي تعترض عمل الناشطين الاقتصاديين.

وتم اصدار قرارات في ايران بشان الضمانات المتعلقة بالعلاقات الاقتصادية. هذه الزيارة ستشكل منعطفا ايجابيا وجيدا لتنمية العلاقات بين البلدين.

ايران حولت الحظر المفروض عليها الى فرص، وترى أن الامكانية متاحة في سوريا لتحويل الحظر الى فرص.

انجازات اقتصادية عدة كان منها تصفير التعرفة الجمركية بين البلدين، والاتفاق على تسهيل الزيارات للزوار الايرانيين والتعامل بالعملتين الوطنيتين بعيدا عن النقد الأجنبي؛ وتعزيز التعاون التجاري في القطاع الخاص.

وتوقيع اتفاقيات كان أهمها مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين، شملت مجالات النفط والزراعة والسكك الحديد والمناطق الحرة والطيران المدني وهندسة الزلازل والاتصالات وتقانة المعلومات.

أما المجال الدفاعي، فقد تم التركيز على الاعتداءات والتحركات المعادية في المنطقة لاسيما لإيران وسوريا، والتأكيد على رسالة طهران في محورية القضية الفلسطينية في سياستها.

رسالة وحدة وثبات على المواقف، وصل فحواها إلى من يعنيه الأمر إقليميا، عبر اللقاء الذي أجراه الرئيس إبراهيم رئيسي مع علماء بلاد الشام، وقادة فصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق، الذي أكد خلالهما على أن القضية الفلسطينية وتحرير القدس قضية رئيسة للعالم الاسلامي يجب ألا تنسى.

زيارة رئيسي إلى دمشق، وما حملته من رسائل للحلفاء والخصوم معا، تضع العلاقات الثنائية في مرحلة جديدة، مرحلة تتخطى مستوى التعاون، وترسم شكلا جديدا للتحالف، وتضخ دما جديدا في المحور؛ زيارة رسالتها الأولى انتصار محور المقاومة عبر صمود دمشق.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس، إنه تقرر عقد دورتين غير عاديتين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم الأحد.

وتخصص الدورة الأولى لمناقشة تطورات الأزمة السورية ومسألة إعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، في حين ستبحث الدورة الثانية الحرب الدائرة في السودان.

وسيبحث الاجتماع المخصص للسودان الوضع في هذا البلد بأبعاده كافة، السياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وفق المصدر ذاته.

وبحسب المصدر نفسه، فقد تقرر عقد اجتماعات تحضيرية على مستوى المندوبين الدائمين، السبت، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للإعداد والتحضير لهاتين الدورتين الوزاريتين غير العاديتين.

وسيتم وفقا للمصدر عقد "اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية العرب قبيل انعقاد الدورتين غير العاديتين.

وسيرأس هذه الاجتماعات وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس جامعة الدول العربية.

جدير بالذكر أن اجتماعا عقدته دول مجلس التعاون في جدة في منتصف أبريل 2023 وشاركت فيه مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث اتفق الوزراء في اجتماع جدة على أهمية تأدية دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة في سوريا.

وعقب الاجتماع بأيام زار وزير الخارجية السعودي دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء الأزمة في سوريا قبل 12 عاما، علما أن جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا لديها في نوفمبر 2011.

الحديث عن الحج مهمٌ كونه أكبر اجتماع للمسلمين يحدث حول الكعبة، وهو مظهر من مظاهر التوحيد. ومناسك الحج مأخوذة من سيرة النبي إبراهيم (ع) المعروف في القرآن كبطل التوحيد. (1) لذلك يُعدّ الحج، وهو أكبر تجمّع للمسلمين، أعظم رمز ومظهر للتوحيد. وعلى هذا الأساس، فإن تحليل مراسم الحج يعتمد بشكل عام على دراسة مسألتين:

1- موضوع التوحيد

2- موضوع اجتماع المسلمين واشتراك المسلمين في أمور الحج

في هذا المقال سنتطرّق بشكل أساسي إلى موضوع الحج من البعد التوحيدي، وبعد ذلك سنشير بإيجاز إلى الموضوع الآخر.

يُطرح موضوع التوحيد بين المفكرين المسلمين عموماً على أنه عقيدة نظرية ومجرّد معرفة. معرفة ودراية الإنسان حول مبدأ الخلق. لذلك، فإن ما ينشأ بالتبعية عن قضية التوحيد هو الموضوع العام لمعارف الإنسان.

يعلم كلّ إنسان حقاً أن معارفه ليست بنفس الأهمية، بعض المعارف أكثر أهمية وبعضها الآخر بلا أهمية. إن تلك المعارف التي لا تحدث أي تغيير في مجرى حياة الإنسان؛ ليس لها أيّ أهمية عند الإنسان.

بالطبع، في هذا المقال القصير، لا يوجد مجال لتحليل كامل لهذه القضية، ولكن من الواضح أن التغيير والتطور يعتمدان أولاً على المعرفة الدقيقة، وثانياً على اختيار هذا المسار وعبوره من قبل الإنسان. على هذا الأساس، في المصادر الروائية، قُسّمَ العلم إلى نوعين من النافع وغير النافع، وفي بعض هذه الروايات يُعتبر العلم غير النافع هو العلم الذي لا يعمل به الإنسان. (2)

المعرفة التوحيدية ليست مستثناة من هذه القاعدة. إن معرفة الإنسان بوجود أصل الخلق تكون مفيدة للإنسان فقط عندما يكون هذا الهدف والطريق لتحقيقه واضحين للإنسان، وعندما تؤدي في النهاية إلى حركة الإنسان في هذا الطريق من خلال الأعمال الاختيارية. لذلك، فإن التوحيد الإسلامي هو توحيد لا ينفصل فيه المجال النظري عن المجال العملي.

هنا تُطرح هذه المسألة، ما العمل الذي تتطلبه الرؤية التوحيدية بشكل عام؟ تتحدد الإجابة على هذا السؤال من خلال دراسة مفاد التوحيد. في المجمل، إن الرؤية التوحيدية هي اعتبار أصل الخلق واحداً وأحداً. لذلك يوجد مفهومان في الرؤية التوحيدية:

الخالقية، ووحدانية الخالق. يقدّم المفهوم الأول العلاقة بين الإنسان والله علاقةً بين المخلوق والخالق. يتم تقديم هذه العلاقة عملياً في شكل عبادة الإنسان وطاعته لله، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} (البقرة، 21). وهو ما عرّفه في القرآن على أنه الهدف من خلق الإنس والجن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات، 56).

أما المفهوم الثاني، وهو أساس التوحيد الذي بدونه لا يُعرَف شأن الله – تعالى -، مسألة الوحدانية ونفي الشرك. إذا كان الإيمان بخالقية الله ينعكس عمليّاً على شكل عبودية الإنسان لله، فإن وحدانية الخالق أيضاً تنعكس في انحصار هذه العبودية والطاعة لله سبحانه وتعالى في عمل الإنسان.

هذا المفهوم واضح تماماً في كلمة التوحيد، أي لا إله إلا الله. إن إنكار كل ما يعبد ويطاع من دون الله ورد في الجملة القصيرة «لا إله إلا الله». باختصار، إن ما يوضع في التوحيد جنباً إلى جنب من حرية وعبودية هو تحرّر الإنسان من عبودية كل شيء دون الله، وعبودية وإطاعة أمر أصل الخلق. من الضروري التأكيد هنا على أن عبودية الإنسان لأي مخلوق تتحقق من خلال طاعة الإنسان لأوامر ذلك المخلوق، وعلى النقيض من ذلك، فإن تحرّر الإنسان من عبودية مخلوق ما يتطلب عدم الطاعة له. بعبارة أخرى، العبودية لأي مخلوق تعني قبول هيمنته. لذلك فإن التوحيد النظري يتطلب طاعة الله وقبول هيمنته وإنكار طاعة غير الإله وعدم قبول هيمنتهم. وبما أن الحكومات هي أعظم مصاديق الولاية والهيمنة في المجتمعات البشرية، فإن النتيجة العملية الأبرز للتوحيد هي رفض الحكومات التي لا تمثّل هيمنة الله وحاكميته على الأرض، وفي المقابل، إنشاء أو اتّباع حكومة متشكلة على الأرض بالنيابة عن الله.

بالطبع سوف يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للحديث عن ماهية الحكومة الإلهية والمسؤول عن تشكيلها وتنفيذ قوانينها، ولكن باختصار يمكن القول إن الحكومة الإلهية هي حكومة تنطبق قوانينها مع أوامر الله، ومستمدة من مصدر الوحي. هذه القوانين يتم تنفيذها في الدرجة الأولى من قبل الأنبياء وأوصيائهم، وفي حال غيابهم، من قبل أولئك الذين تم تحديد خصائصهم والشروط اللازمة لشرعية ممارسة حاكميتهم في المصادر الروائية. وهذه الصفات هي معرفة القوانين الإلهية بالإضافة إلى امتلاك صفات العدل والتقوى.

يؤكد القرآن الكريم صراحةً على التناقض بين العبودية لله التي هي نتيجة مباشرة للتوحيد، وقبول سيطرة القوى غير الإلهية: {وَلَقَد بَعَثْنا في كُلّ أُمّةٍ رَسُولاً أنْ اعبدُوا الله واجْتَنِبُوا الطاغُوتَ} (النحل، 36)، فإن في مقابل اجتناب حاكمية الطاغوت يُطرح الحُكم الإسلامي، ولأن وجود حكومة أمر ضروري من أجل حكم المجتمع وأنّ حكم الطاغوت غير شرعيّ، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو حكومة دينية. طبعاً للطواغيت مستويات مختلفة، وتجنّب الطواغيت يمكن تنفيذه بطرق مختلفة حسبَ ظروف ومستوى قوة الجناح التوحيدي. يمكن تفسير مفاهيم مثل الهجرة والجهاد والثورة في هذا السياق، ويجب على كل مسلم أن يعمل في هذا الطريق بقدر استطاعته.

على أساس ما تحدّثنا به حتى الآن، فإن الترابط بين التوحيد ومسألة السلطة الحاكمة التي تحكم المجتمع واضح تماماً. من ناحية أخرى، يُشير مفهوم "السياسة" بشكل أساسي إلى قضية السلطة الحاكمة وكيفية حكم المجتمع وإدارته. وعليه فإن التوحيد الذي هو أساس الإسلام له ترابط مباشر بقضية السياسة. وقد أكد الإمام الخامنئي على هذه المسألة في أنحاء مختلفة منها: «الإسلام هو دين التوحيد، والتوحيد يعني تحرّر الإنسان من العبوديّة والطاعة والتّسليم لأيّ شيء ولأيّ أحدٍ سوى الله، وفكّ القيود عن أنظمة الهيمنة البشريّة، وكسر طلسم الخوف من القِوى الشيطانيّة والماديّة، والاتّكاء على الاقتدارات اللامتناهية التي وضعها الله في ذات الإنسان وطلب منه استخدامها كفريضة لا انفكاك عنها، والوثوق بالوعد الإلهي في انتصار المُستضعفين على الظالمين والمستكبرين شريطة القيام والكفاح والاستقامة» (3).

لذلك، فإن كلّ ما هو مظهر معرفة الله والتوحيد الإسلامي والقرآني - مع الالتفات إلى أنّ معرفة الله أساسُ الدين (4) - فهو أيضاً مظهر لعينية السياسة والدين، ومن أبرز مظاهر التوحيد هو الحج الإبراهيمي. تعود المناسك الرئيسية للحج إلى الأحداث المتعلقة بنبوة إبراهيم (ع)، وفي القرآن الكريم لم يلوّث إبراهيم (ع) نفسه بالشرك وسيطرة المشركين، بل كان يسعى أيضاً إلى تخليص الناس من الشرك وعبادة الأصنام والقضاء على الحكم غير الشرعي للنمرود.

حقاً، إذا كانت المُحاجّة التوحيدية لإبراهيم مع النمرود وكفاحه ضد الجهل المسمى عبادة الأصنام من أجل التطبيع مع سلطة النمرود والنماردة فكيف يمكن تبرير إشعال النيران من قبل النماردة ضد إبراهيم؟ وهل يُعتبر هذا الفعل لإبراهيم (ع) سوى السعي من أجل تحويل المجتمع ونظام الطاغوت المشرك إلى نظام منبثق من التوحيد، وهو من أبرز الأعمال السياسية.

العلاقة بين موضوع الحج والسياسة وتبيين هذه العلاقة على أساس التوحيد من كلام الإمام الخامنئي هي كما يلي: «الحجّ هو مركز المعارف الإسلاميّة والمبيّن لسياسة الإسلام العامّة في إدارة حياة الإنسان. الحجّ مظهر التوحيد، ورفض الشيطان ورميه، وتكرار لشعار إبراهيم (ع) الذي قال إنّي بريء من المشركين. هو مشهد الاتّحاد العظيم للأمّة الإسلاميّة حول محور التوحيد والبراءة من المشركين ورفض كلّ الأصنام ونفيهم. والصنم هو كلّ شيء يأخذ مكان الله، ويستبدل ولايته بالولاية الإلهيّة، ويجعل طاقات أفراد البشر وإرادتهم في تصرّفه، سواءً أكان حجراً أم خشباً، أم قوى شيطانيّة مهيمنة ومتجبّرة، أم عصبيّات جاهليّة غير محقّة؛ {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} (يونس، 32). الحجّ الإبراهيمي هو ذاك الذي يكون فيه التوجّه إلى الله والالتجاء إلى حاكميّته وقدرته مترافقاً مع الإعراض عن حاكميّة الطواغيت والجبّارين» (5).

وما يميّز الحج عن غيره من الشعائر العبادية عند المسلمين هو موضوع الاجتماع العظيم الذي يحدث في الحج، وهذه المسألة كما ذكرنا في البداية مهمة أيضاً. إن الاجتماع العظيم للمسلمين واتحادهم حول المحور المشترك للتوحيد هو في حد ذاته مصدر قوة وعظمة المسلمين. ويؤكد الإمام الخامنئي في كلامه حول موضوع الحج على هذه النقطة أيضاً: «فمن الّذي يلاحظ التوحيد في الحج، وهو شعار المعنويّة والوحدة بين المسلمين، ثمّ لا يفهم أنّ هذا الاجتماع العظيم هو من أجل إظهار الإسلام والتوحيد في وجه الكفر وبعكس ما يريده الأعداء اليوم؟ ففي الحج، يتصدّى التوحيد للشرك» (6).

«الحج مظهر حضور لعظمة الأمة الإسلامية، والحج مظهر الوحدة، والحج الاتحاد، والحج مظهر قوة للأمة الإسلامية. أكبر اجتماع للأمة يحدث كل عام، دون انقطاع، مع ظروف وأحوال معينة، وفي نقطة معينة. أي تستعرض الأمة الإسلامية قوامها بالحج، وتُظهر نفسها» (7).

وكما هو واضح، فإن القوة الحاصلة من الوحدة والاجتماع تعتبر مسألة سياسية: «ما نحتاجه في الحج من الشؤون السياسية هو العين في تعاليم الإسلام. تحقيق الوحدة شأن سياسي وهو أمر الإسلام وهو عبادة؛ {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا} (آل عمران، 103)» (8).

وبناء على ذلك، فإن الحج يتشابك مع السياسة من حيث المضمون والشكل. يشير محتواه التوحيدي إلى إنكار الطاغوت وضرورة اتباع الحكم الإلهي، كما أن شكله يسبب قوة سياسية من حيث اجتماع ووحدة المسلمين. وبالطبع إذا كان تأثير هذا الاتحاد والاجتماع مصحوباً بمعرفة الحقيقة السياسية للتوحيد؛ فسيكون له أثر مضاعف في عزة واقتدار المسلمين.

 

الهوامش:

1- البقرة: 258، الأنعام: 74 إلى 81، إبراهيم: 25، مريم: 42 إلى 45، الأنبياء: 52 إلى 67، الشعراء: 70 إلى 82، العنكبوت: 17، الزخرف: 26 و27، الممتحنة: 4.

2- تحف العقول، ص 70. نهج البلاغة (صبحي صالح)، الرسالة 31. كنز الفوائد، ج 1 ص 385. عيون الحكم والمواعظ، ص 341. غرر الحكم ودرر الكلم، ص 463 و793.

3- بيان الإمام الخامنئي بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الإمام الخميني (قده)، 31/5/1990.

4- نهج البلاغة، الخطبة الأولى: أو الدين معرفته.

5- نداء إلى حجاج بيت الله الحرام، 5/7/1989.

6- كلمة في لقاء مع القائمين على شؤون الحج، 5/4/1995.

7- كلمة في لقاء مع القائمين على شؤون الحج، 30/7/2017.

8- كلمة في لقاء مع القائمين على شؤون الحج، 3/7/2019.

الأربعاء, 03 أيار 2023 07:50

البعد الإجتماعي للحج

إنّ إحدى الفلسفات الاجتماعيّة لهذا التجمّع العظيم توثيق الوحدة بين أتباع نبيّ الإسلام.
 

الإمام الخميني قدس سره

الوحدة من فلسفة الحجّ

ينبغي على جميع الإخوة والأخوات المسلمين والمسلمات الانتباه إلى أنّ إحدى مهمّات فلسفة الحجّ إيجاد التفاهم وتوثيق عُرى الأخوّة بين المسلمين، وينبغي على المفكّرين والمعمّمين طرح مسائلهم الأساسيّة؛ السياسيّة والاجتماعيّة مع الآخرين من إخوانهم، وتقديم الاقتراحات من أجل رفعها وحلّها ووضعها بتصرّف وتحت نظر العلماء وأصحاب الرأي عند عودتهم إلى بلادهم.

يجب أن نعلم أنّ إحدى الفلسفات الاجتماعيّة لهذا التجمّع العظيم من جميع أنحاء العالم توثيق عُرى الوحدة بين أتباع نبيّ الإسلام أتباع القرآن الكريم في مقابل طواغيت العالم، وإذا لا سمح الله أوجد بعض الحجّاج من خلال أعمالهم خللاً في هذه الوحدة أدّت إلى التفرقة، فذلك سيوجب سخط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعذاب الله القادر الجبار.

الحجّاج المحترمون الموجودون في جوار بيت الله ومحلّ رحمته، تعاطُوا برفق ومروءة وأخوّة إسلاميّة مع جميع عباد الله، واعتبروا الجميع ـ ودون النظر إلى اللون واللسان والمنطقة والمحيط ـ منكم، وكونوا جميعاً يداً قرآنيّة واحدة حتّى تسيطروا على أعداء الإسلام والإنسانيّة.

الحجّ مركز التعارف

إنّ الحجّ هو أفضل مكان لتعارف الشعوب الإسلاميّة حيث يتعرّف المسلمون على إخوانهم وأخواتهم في دين الإسلام من جميع أنحاء العالم، ويجتمعون في ذلك البيت المتعلّق بجميع المجتمعات الإسلاميّة، وباتّباع دين إبراهيم الحنيف وبعد أن يضعوا جانباً المفردات والألوان والعرقيّة والقوميّة، يرجعون إلى أرضهم وبيتهم الأوّل.

ومع مراعاة الأخلاق الكريمة الإسلاميّة واجتناب الجدال والتجمّلات يتجلّى ويتمظهر صفاء الأخوّة الإسلاميّة وأبعاد تنظيم الأمّة المحمّديّة في جميع أنحاء العالم.

اتحدوا في رجم الشياطين

وينبغي على الحجّاج المحترمين لبيت الله الحرام لأي دين أو قوميّة انتموا أن يرضخوا لأحكام القرآن الكريم، ويقفوا في مواجهة سيل الشياطين ـ الّذين يُريدون اقتلاع الإسلام الّذي طهّر الشرق والغرب ـ وعملاءهم الّذين لا إرادة لهم، ويمدّوا يد الأخوّة الإسلاميّة لبعضهم البعض وينتبهوا للآيات الكريمة الّتي تدعوهم إلى الاعتصام بحبل الله، وتنهاهم عن الاختلاف والتفرقة، وينبغي الاستفادة أكثر عضويّاً وسياسيّاً من هذه الفريضة العباديّة السياسيّة الإسلاميّة، في تلك الأمكنة الشريفة الّتي شُيّدت بحقّ لأجل مصالح الموحّدين والمسلمين في العالم، والالتفات إلى سرّ التضحية والفداء الإبراهيميّ ـ الإسماعيليّ، حيث يجب الوقوف في سبيل الله إلى حدّ التضحية

والفداء بأعزّ وأغلى ثمرة في وجوده، والدفاع عن الأهداف الإلهيّة.

يجب طرد الشياطين الكبيرة والصغيرة والوسطى عن حرم الإسلام المقدّس والكعبة والحرم، ويجب قطع أيادي الشياطين عن الكعبة، وحُرم الدول الإسلاميّة الّتي هي من حرمة الكعبة، ويجب تلبية دعوة الله المتعال "لبّيك اللّهمّ لبّيك".

اتحدوا لتُعيدوا المجد

ويجب عليكم الاتكال على الله العظيم في تلك المواقف العظيمة، وعقد معاهدة الوحدة والاتفاق في مقابل جنود الشرك والشيطان، وأن ترتفعوا عن الفرقة والتنازع ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُم1 إنّ لون ورائحة الإيمان والإسلام اللّذين هما أساس الانتصار والقوّة، يجب أن يقضيا على التنازع والتفرقة اللّذين أساسهما الأهواء النفسانيّة ومخالفة أحكام الحقّ تعالى.

ولنصل إلى النصر من خلال الاجتماع على الحقّ، وتوحيد الكلمة وكلمة التوحيد الّتي هي أساس ومنبع عظمة الأمّة الإسلاميّة.

يا مسلمي العالم، ماذا جرى لكم؟

في صدر الإسلام على قلّتكم هزمتم القوى العظمى، وحقّقتم وجود الأمّة الإسلاميّة الإنسانيّة الكبرى، وأنتم اليوم تُعدّون بما يقارب المليار نسمة وتملكون الثروات الكبيرة الّتي تُعتبر رأس الحريّة، وتُعانون إلى

 هذا الحد من الضعف والانسحاق في مقابل الأعداء. هل تعلمون أنّ كلّ المصائب الّتي تُعانون منها هي نتيجة التفرّق والاختلاف بين رؤساء بلدانكم، وبالتالي فيما بينكم؟

انهضوا من أماكنكم واحملوا القرآن الكريم واستلهموا أوامر الله تعالى حتّى تُعيدوا مجدكم وعظمة الإسلام العزيز. تعالوا واستمعوا إلى موعظة واحدة من الله حيث يقول:

﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى2 انهضوا جميعاً وقوموا لله. قوموا فرادى على جنود وشياطين أنفسكم الباطنيّة وقوموا جماعات على القوى الشيطانيّة، إذا كانت الثورة والنهضة إلهيّة ولأجل الله فهي منتصرة.

أيّها المسلمون ويا مستضعفي العالم، مدّوا أياديكم لبعضكم البعض وسيروا في سبيل الله، والجأوا إلى الإسلام وثوروا على المستكبرين الظالمين والمعتدين على حقوق الشعوب حجّاج بيت الله الحرام، اتّحدوا في المواقف والمشاعر الإلهيّة واطلبوا من الله العليّ القدير أن ينصر الإسلام والمسلمين ومستضعفي العالم.

الوحدة هي الحلّ

أيّها الحجّاج المحترمون لقد اجتمع العالم حول بعضه البعض، ويتبادل الآراء في مصالح الإسلام ومشاكل المسلمين، فيجب أن تتّخذوا

إجراءات ضروريّة لحلّ هذه المشاكل والوصول إلى الأهداف الإسلاميّة المقدّسة، وابحثوا في طرق وسبل الوحدة بين جميع الطوائف والمذاهب الإسلاميّة، وابحثوا في المسائل السياسيّة المشتركة بين جميع الطوائف الإسلاميّة وابحثوا لإيجاد حلّ للمشاكل الّتي أوجدها أعداء الإسلام لمسلمي العالم، والّتي يُعتبر أهمّها تفرقة صفوف المسلمين.

اليوم ما هو الحلّ؟ ولأجل تحطيم هذه الأصنام ما هو تكليف المسلمين والمستضعفين في العالم؟

طريق واحد (هو الدعوة إلى الوحدة) هو أساسٌ لكلّ السبل ويقتلع جذور هذه المآسي ويقطع دابر الفساد ويُعيد وحدة المسلمين بل وحدة جميع المستضعفين وكلّ المستضعفين والمكبّلين بالسلاسل في العالم؛ هذه الوحدة الّتي يؤكّدها ويكرّرها الإسلام الشريف والقرآن الكريم، ويجب تحقيقها في الواقع من خلال الدعوة والتبليغ بها بشكل واسع، ومركز هذه الدعوة مكّة المعظّمة عندما يجتمع المسلمون لأداء فريضة الحجّ والّتي بدأها إبراهيم خليل الله ومحمّد حبيب الله ويكمّلها في آخر الزمان حضرة بقيّة الله أرواحنا لمقدمه الفدا.

يُخاطب الله إبراهيم خليل الله ليدعوا الناس إلى الحجّ، فيأتون من جميع الأقطار ليشهدوا منافع لهم ومنافع للمجتمع؛ منافع سياسيّة، ومنافع اقتصاديّة، ومنافع اجتماعيّة وثقافيّة. ليأتوا ويروا نبيّهمعليه السلام الّذي قدّم أغلى وأعزّ ثمرة في حياته في سبيل الله.

ويجب على ذريّة آدم كلّها أن تتأسّى بك فلينظروا كيف حطّمت

الأصنام، وكيف أبعدت ورميتَ جانباً كلّ ما عدا الله؛ شمساً كان أم قمراً، هياكل، حيوانات أو بشراً وقلت في كنه الحقيقة: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ3.

ويجب على الجميع التأسّي بأبي التوحيد، وسيّد الأنبياء عظماء الشأن صلى الله عليه وآله وسلم ونقرأ في سورة التوبة، الأمر الّذي قرأه في مكّة على مسمع الناس عامّة، فقرأ:﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ4.

شكِّلوا جبهةً للمستضعفين

ومن جملة الوظائف في هذا الاجتماع العظيم، دعوة الناس والمجتمعات الإسلاميّة لوحدة الكلمة ورفع الاختلافات بين فئات المسلمين، حيث ينبغي على الخطباء والعلماء والمفكّرين أن يُبادروا إلى هذا الأمر الحياتيّ، ويسعوا في سبيل إيجاد وتشكيل جبهة للمستضعفين. حيث إنّهم يستطيعون بوحدة الجبهة، ووحدة الكلمة، وشعار لا إله إلّا الله أن يتحرّروا من أسر القوى الشيطانيّة للأجانب والمستعمرين والمستثمرين، ويتغلّبوا على المشاكل بوحدتهم وأخوّتهم.

احترزوا من التفرقة

ليسمع الجميع هذه الحقيقة، إنّ أعداء الإسلام يسعون بكلّ قوّتهم

 لإيجاد التفرقة والاختلاف بين المجتمعات الإسلاميّة ويسعون بأيّ وسيلةٍ وتحت أيّ عنوان لإيجاد النزاعات بين المسلمين، والّتي بتحقيقها تتهيّأ الأرضيّة الصالحة لتسلّطهم الكامل من جديد على جميع الدول الإسلاميّة، ويُساعدهم على ذلك هجومهم لنهب الثروات، ومن هذه الجهة يجب الاحتراز عن أيّ عملٍ يؤدّي إلى التفرقة وهذا تكليف شرعيّ وإلهيّ.

سرُّ الانتصار وسبب الهزيمة

يا مسلمي العالم، يا أتباع عقيدة التوحيد، إنّ سرّ كلّ هذه المصاعب والمتاعب في الدول الإسلاميّة، هو اختلاف الكلمة وعدم التنسيق. وإنّ سرّ الانتصار هو وحدة الكلمة ووجود التعاون والتنسيق حيث بيّن الله ذلك في جملة واحدة: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ5.

الاعتصام بحبل الله بيانُ تعاون جميع المسلمين، في سبيل الإسلام ولأجل مصالح المسلمين وللابتعاد عن التفرقة والانفصال والتحزّب الّذي هو أساس جميع المصائب والتخلّف. أطلب من الله العليّ القدير وحدة كلمة مسلمي العالم وعظمة الإسلام والمسلمين.

واجهوا المثقّفين المأجورين

يا مسلمي العالم الّذين آمنتم بحقيقة الإسلام، انهضوا واتّحدوا تحت رايّة التوحيد، وفي ظل تعاليم الإسلام، وكفّوا أيادي القوى العظمى

 الخائنة عن بلادكم وثرواتها العظيمة، وأعيدوا مجد الإسلام، واحترزوا من الخلافات والأهواء النفسانيّة لأنّكم تملكون كلّ شيء، اعتمدوا على حضارة الإسلام، وحاربوا الغرب والمتغرّبين، وقفوا على أقدامكم، وناهضوا المثقّفين المتغرّبين والمستشرقين، وحقّقوا هويّتكم لأنّ المثقّفين المأجورين قد جلبوا الكثير من البلايا والمصائب لشعوبهم وبلدانهم لضرب وحدتكم والحيلولة دون اعتمادكم على الإسلام. وما لم تتّحدوا، وبالدقّة ما لم تعتمدوا على الإسلام المستقيم ستواجهون ما واجهتموه حتّى يومنا هذا.

اليوم هو زمن ينبغي على الشعوب أن تُنير درب مثقّفيها ومفكّريها لإنقاذهم من حالة الانسحاق والضعف أمام الشرق والغرب. اليوم هو يوم حركة الشعوب الّتي كانت وما زالت تعتبر حتّى اليوم قبلة للهداة.

اعلموا أنّ قدرتكم المعنويّة مسيطرة على جميع القوى الأخرى، وأنتم تشكّلون نحو المليار نسمة مع ما عندكم من ثروات لا تنضب، تستطيعون القضاء على كلّ القوى.

انصروا الله ينصركم، أيّها المحيط الإسلاميّ الكبير المارد، انهض وحطّم أعداء الإنسانيّة، وإذا ما سلكتم طريق الله والتزمتم تعاليم السماء فإنّ الله وجنوده معكم.

المشاركة في صلاة الجماعة للإخوة أهل السنّة

طوفوا حول الكعبة بالطواف المتعارف على النحو الّذي يقوم به جميع الحجّاج. واحترزوا من الأعمال الّتي يفعلها الأشخاص

 الجاهلون، واحترزوا من مطلق من الأعمال الّتي تكون موجبة لوهن المذهب، وفي الوقوفين إنّ اتباع حكم قُضاة أهل السنّة لازم ومُبرىء ما لم يُقطع بالخلاف.

ويجب على الأخوة الإيرانيّين وشيعة سائر الدول الاحتراز من الأعمال الجاهلة الّتي تؤدّي لتفرقة المسلمين، وينبغي الحضور بين جماعات أهل السنّة. واجتناب الصلاة جماعة في المنازل، والاحتراز من وضع مكبّرات الصوت خلاف المتعارف، واجتناب الارتماء على القبور المطهّرة، والأعمال الّتي تكون أحياناً مخالفة للشرع الحنيف.

* أبعاد الحج في كلام الإمام الخميني، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

1- سورة الأنفال، الآية: 46.
2- سورة سبأ، الآية: 46.
3- سورة الأنعام، الآية: 79.
4- سورة التوبة، الآية: 3.
5- سورة آل عمران، الآية: 103.