يلزم على الأم أن تراعي حالة الهدوء، وبرودة الأعصاب؛ لأن حالتها تنعكس على وضع الجنين. فمن المطلوب أن لا تفكر في الأمور التي تجلب لها القلق، وتثير عندها الخوف، والاضطراب، فمثل هذا الظرف يؤثر على ضربات قلب الأم ومنه إلى جريان الدورة الدموية عندها؛ فيكون هذا إخلالاً بالمعدل الطبيعي للجنين من حيث الزيادة والنقيصة مما يسبب وضعاً خاطىء له فيؤثر عليه سلباً.
فالإسلام عندما يراعي الجنبة الروحية للوالدين حتى يخرج ولداً متكاملاً، ومن هنا نلاحظ التحذير من الجماع أثناء حدوث الآيات السماوية من زلازل وخسوف وكسوف والريح الشديدة؛ لأنها لا تجعل الزوجين في حالة من الاستقرار، فتخرج النطفة في وضع الاضطراب والقلق، فيخرج ولد معقد، أو يخاف من كل شيء بسبب عدم استقرار نفسه التي منشؤها استقرار نفس الأم.
وهنا أذكر غلاماً صغيراً في العراق كان جميل المنظر لكنه متخلف عقلياً وفيه نوع التشوه . . . وحينما سألت عائلته عن منشأ هذا التخلف والتشوه هل هو مرض وراثي أو ماذا؟
أجاب أحدهم: أن أمه كانت حاملاً به أثناء حرب الخليج حينما كانت الطائرات تقصف مدنهم، وما أدراك ما هي الأحداث آن ذاك من الخوف والهلع والاضطراب وعدم الاستقرار، مما أثر سلباً على نفسية الطفل ووضعه! فهكذا خرج الغلام مشوهاً ومتخلفاً ضحية الاضطراب النفسي للأم. وقد ثبت علمياً أنه إذا حدث للمرأة في أيام الحمل حادث مخيف، فإنه يتغير لونها ويقشعر بدنها لكن تظهر على جسم الجنين آثار افتتاح اللون تسمى بالخسوف.
لذا يجب على الأم أن لا تفكر إلا في نفسها، وفي طفلها. وكل الخلافات العائلية والزوجية يجب أن لا تحمل حيزاً من تفكيرها، وكذلك يجب على الزوج أيضاً أن يهيء جواً مناسباً لزوجته، وأن يتغاضى عن تقصيراتها وأخطائها من أجل طفلها إذا لم يكن من أجلها.