يؤكد الدكتور عبدالرزاق الهيتي أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب جامعة تعز أن ظاهرة هروب الفتاة خطيرة للغاية لأنها تمس صميم الأسرة بشكل عام وهو ما كشفته نتائج كثير من الأبحاث السرية وأضاف: أحد هذه البحوث كشف أن نسبة البنات الهاربات قاربت 20% وهو نصف معدل الجرائم في المجتمع وترتكبها إناث مقابل 80% للذكور.
ويؤكد الهيتي أن على الأسرة ألا تتسامح مع ظاهرة هروب الفتيات بنفس القدر الذي تتعامل به مع هروب الأبناء، فهروب الفتاة في نظر الأسرة والمجتمع جريمة تصل عقوبتها إلى القتل أحياناً.. وهو ما حدث في حالات عديدة حاول بعضهم وضعها في إطار أكبر من حجمها بكثير حتى وصل إلى الانتقاص من الشرف الجمعي للأسرة برمتها.
ويضيف الدكتور الهيتي قائلاً:
للأسف الشديد مازال المجتمع العربي بشكل عام حريصاً وإن في الظاهر على إخفاء هروب الفتيات لذلك فإن الإجابات بشأن المكان الذي اتجهت إليه الهاربات كان محصوراً في أن الفتاة ذهبت إلى أقربائها لتقضي عندهم بضعة أيام أو أنها عادت بعد ساعات من الإبلاغ عن غيابها..
لكن هذه الإجابات غير المقنعة جعلتني أرجع إلى ملفات الشرطة لأبحث فيها عن أسماء فتيات من اللاتي شملهن البحث فوجدت بعد عناء وتحفظ شديد من الشرطة أن بعضهن ضبطن في قضايا آداب وأخريات كن ضحايا اغتصاب حيث وقعن في أيدي رجال اغتصبوهن بعد هربهن! والأغلبية وقعن بأيدي نساء قوادات يلعبن بهن شمالاً ويميناً، والسبب الأكبر لذلك الفقر وأشياء أخرى.
وللعلم فإن أقسام الشرطة تتلقى في اليوم الواحد بلاغاً أو بلاغين عن اختفاء وتغيب أحد أفراد الأسرة نصفهم من الإناث.. فهل الوضع الاقتصادي سبب ذلك أم دور الأسرة هو الغائب والعامل الأقوى أم هو التطور الثقافي والغزو الفكري والانفتاح الزائد على الغرب؟؟ وأضف لذلك مسلسلاتنا المد بلجة الملغمة بثقافة أنواع السلاح الشامل للدمار الأخلاقي التي أدت إلى انهيار البنية الأخلاقية للمجتمع.