فريدة أحمد
يترقب المسلمون حول العالم أيام وليالي رمضان بعد أيام قليلة، لكنه يأتي هذا العام في ظروف حرجة بسبب وباء كورونا الراهن، لكن كيف ستساعدين أسرتك في تخطي هذه المحنة وإضفاء أجواء البهجة وروحانيات الشهر الكريم في منزلك؟
ومع إجماع المؤسسات الدينية على اعتبار عدم التجمع واجبا شرعيا، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، ستتغير عدة عادات رمضانية، وستختلف العادات الأسرية، ربما يثير هذا الأمر غصة في الصدور، لكن قد تولد عادات أخرى تحمي النفس والآخرين من الإصابة بذلك الوباء.
1- الازدحام بالأسواق
يصاحب الشهر الكريم ازدحام في الأسواق لشراء السلع والأطعمة، وقد يخف ذلك التكدس مع التزام الكثيرين بالتباعد الاجتماعي.
وقد يكون فرصة جيدة للتعامل مع الشهر الكريم فيما يخص التسوق باعتباره كأي شهر آخر لا يعني سفرة الطعام فقط، مما قد يساهم في خفض الأسعار بدلا من ارتفاعها الموسمي تلك الفترة.
2- الأطعمة المفيدة
ربما لا يوجد طعام أو مكمل غذائي يمكن أن يمنع الإصابة بفيروس كورونا حتى اليوم، ولكن بعض الأطعمة قد تساعد في دعم الجهاز المناعي.
فبدلا من إعداد الموائد المعتادة في رمضان والمليئة بالحلوى والدهون، يفضل التوجه إلى الأطعمة الصحية التي تعتمد على الفواكه والخضراوات الغنية بالمغذيات كالسبانخ والبروكلي والبازلاء، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالبروتين التي تلعب دورا لتقوية جهاز المناعة، وتساعد في حالة الشفاء والتعافي من الأمراض كالمأكولات البحرية واللحوم الخالية من الدهون والدواجن، وفقا لـ "أكاديمية الغذاء وعلم التغذية" الأميركية.
ويمكن استبدال أطباق الحلوى التي يحتاجها الصائم بعدد من التمرات المفيدة والمغذية، فبجانب مذاقها الحلو فإنها تحتوي على عدد كبير من المعادن والفيتامينات الضرورية للجسم، إضافة إلى احتوائها على نسبة عالية من الألياف المفيدة في السيطرة على نسبة السكر في الدم، وسهولة عملية الهضم، وبشكل عام فالتمر يعزز نظام المناعة في الجسم، بحسب تقرير لموقع "هيلث لاين".
3- فيديو إفطار
التجمعات العائلية والموائد والعزومات عادة اجتماعية أساسية في رمضان، ربما نفتقدها هذا العام، ومع ذلك يمكن أن تحدث لكن بشكل أقل.
أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي منذ بدء تفشي "الوباء" فعاليتها في التواصل بين الأقارب والأصدقاء بخاصية مكالمات الفيديو.
وهو ما أكدته شركة مايكروسوفت التي تمتلك تطبيق"سكايب" حيث أوضحت -بحسب موقع "فوربس"- أن التطبيق شهد أكثر من أربعين مليون مستخدم نشط خلال الفترة الحالية.
ووفقا للبيانات التي نشرتها موقع "سي نت" المتخصص بشؤون التقنية، فإن هناك زيادة بنسبة 70% منذ بدأت إجراءات التباعد الاجتماعي، في مكالمات الفيديو الجماعية باستخدام "فيسبوك ماسنجر". كما زادت مكالمات الصوت والفيديو على "واتساب" أكثر من الضعف في الأماكن الأكثر تأثرا بالفيروس.
ربما يمكن الاعتماد على تلك التقنية في موائد رمضان، فيجتمع والأصدقاء والعائلات ويتناولون إفطار رمضان أمام شاشات الحاسوب، وهو ما قد يخفف بعض الوحشة.
4- تقليل الهدر
ربما يكون لتوقف التجمعات العائلية في رمضان أثر سلبي على الكثيرين، لكنه في نفس الوقت يحمل في طياته شيئا أكثر إيجابية، احرصي على توفير الطعام ونفقات الموائد العامرة، ويمكنك التبرع بها لغير القادرين، أو حتى للمساعدة في إعداد المستشفيات وتزويدها بما تحتاجه من أدوات الوقاية والعلاج تلك الفترة.
وبالنظر لما يتم هدره من أموال في صورة طعام والذي يقدر بـ 250 كيلوغراما للفرد سنويا من الغذاء بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا -خلال الأعياد الدينية واحتفالات الزفاف والتجمعات العائلية، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)- يمكن تجنب كل ذلك بالمساعدة في أزمة كورونا الحالية.
5- التراويح الأسرية
مع استمرار العزل، تستمر المساجد في غلق أبوابها أمام المصلين، فيمكن إقامة صلاة التراويح جماعة لجميع أفراد الأسرة بالمنزل.
6- موائد الرحمن
لا يعني اختفاء ما تسمى موائد الرحمن هذا العام -في عدد من الدول- أن يختفي تقديم العون للمحتاجين.
ومع ارتفاع أسعار إقامة الموائد كل عام، يصبح من الأفضل التكفل بإطعام عدد من الأسر طول فترة الشهر الكريم وتوفير أدوات الوقاية من الفيروس لهم بنفس قيمة الموائد التي يتم إعدادها.
7- النوم مبكرا
يعد الحجر الصحي فرصة جيدة في رمضان لأخذ كفايتك من النوم، والتخلص من عادة السهر، إذ يساهم ذلك في تقوية المناعة، وربما لا تقي المناعة القوية من الإصابة بالفيروس لكنها تساعد الجسم على المقاومة.
وتنصح الدراسة المنشورة على "مكتبة الطب الوطنية الأميركية" بالنوم مبكرا لتعزيز الجهاز المناعي للجسم وأداء مهامه على أكمل وجه.
وهذا ما يعني ضرورة تغيير تلك العادة الرمضانية، فيكون النوم مبكرا، والاستيقاظ لتناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر، ثم أخذ قسط آخر من النوم لراحة الجسد ومساعدته على القيام بوظائفه الضرورية خلال تلك الفترة العصيبة.