ما بين الضغوط اليومية والقلق على المستقبل، تفقد الكثير من الأمهات أعصابهن، تثور الواحدة منهن على صغارها ثم تندم وتؤنب نفسها، وتعود لتثور من جديد مع أخطاء الصغار المتكررة، ثم جاءت جائحة كورونا وإجراءاتها الوقائية مثل إغلاق المدارس وأماكن الترفيه لتجعل السيطرة على الغضب أكثر صعوبة، فما الحل؟
لماذا الغضب؟
قبل الحديث عن الحل وكيفية التحكم في الغضب والسيطرة على العصبية، تطالب ريم مصطفى عمران، استشارية التربية وأخصائية تعديل سلوك الأطفال وصعوبات التعلم، بمعرفة أسباب الغضب أولا:
1- الضغوط اليومية
رغم أن جيل الآباء اليوم أكثر حظا من الأجيال السابقة بسبب وسائل التكنولوجيا التي تساهم في جعل الحياة أسهل، يقع على عاتقهم أعباء كبيرة بسبب العمل الذي يستهلك معظم الوقت والتفكير، بالإضافة إلى ذلك رعاية البيت والأطفال، فلم يعد هناك وقت للراحة أو الاسترخاء، وبالتالي ازدادت عصبية الأم والأب.
2- المشاعر المتداخلة تجاه الأبناء
منذ اللحظة الأولى لرؤية الأم طفلها، تتملكها مشاعر عميقة واستجابات عاطفية قوية فيما يخص الاهتمام به ورعايته، وتضغط الأم على نفسها بشكل مستمر لمنحه الصورة المثالية التي حرصت عليها في مخيلتها، لكن أحيانا بسبب عدم الخبرة أو التنظيم أو لظروف أخرى لا يحدث ذلك على أكمل وجه، فيتولّد لدى الأم مشاعر الإحباط والشعور بالذنب.
3- تصرفات الأبناء
يميل معظم الأطفال إلى التحرر وكسر القيود ربما لإثبات شخصياتهم أو للفت الانتباه. كما يرغب الأطفال في الشعور بالحب والاهتمام من ذويهم، وفي سبيل ذلك قد يضطرون إلى التصرف بطريقة سلبية للحصول على الانتباه والاهتمام.
4- الحالة الصحية
تمر الأمهات بضغوط نفسية عدة، بدءا من اكتئاب ما بعد الولادة، وتراكم المسؤوليات عليها. كما أن نقص الفيتامينات واضطراب النوم وقلة الراحة تؤدي إلى سرعة الغضب، فضلا عن الفترة الحرجة التي يمر بها العالم من انتشار الوباء والقلق المستمر في الظروف الحالية تساهم في زيادة عصبية الأم.
لست ضحية
في حديثها للجزيرة نت، تقول مريم إن على الأم تحمل مسؤولية أفعالها "نحن لسنا ضحايا، نحن مسؤولات عن مشاعرنا وأفكارنا".
وتوضح مريم أن على الأم إدراك مدى تأثير غضبها وعصبيتها على أبنائها، وعليها ضبط سلوكها وعدم السماح للمشاعر السلبية الناتجة عن ضغط الأبناء بالسيطرة عليها والتحكم فيها.
وتشير إلى عدد من النقاط للحد من العصبية والغضب:
1- تخطي نوبة الغضب سريعا
إذا حدث وفقدت أعصابك بالفعل، احرصي على تهدئة الأمور بسرعة، ورغم أن الأطفال بطبعهم متسامحون، فإن تكرار العصبية والغضب يؤثر بشكل سلبي على صحتهم النفسية.
2- لا تستسلمي لمشاعر غضبك
السيطرة على مشاعر الغضب قبل إخراجها أسهل من احتوائها بعد الانفجار، اصرفي انتباهك عن المشكلة قبل أن تعلني عن غضبك، يمكنك غسل وجهك بالماء، والاهتمام بتفاصيل أخرى أو حتى الانسحاب إلى غرفتك لوقت بسيط.
3- ابحثي عن السبب الحقيقي
أثناء نوبة الغضب لا يمكننا معرفة السبب الحقيقي لها، ربما فعل طفلك تصرفا جعلك تنفجري في وجهه، وربما قد لا يستدعي الموقف ذلك الغضب، لكن لأنك غاضبة من أشياء أخرى قد تلقي باللوم على طفلك.
قبل أن تغضبي من تصرفات طفلك غير المسؤولة، فكري في الأسباب الحقيقية لعصبيتك، ربما تكونين مسؤولة عنها.
4- التمسي الأعذار لطفلك
لا يقصد طفلك إثارة غضبك، هو فقط يفعل الأشياء بطريقته الخاصة، يمكنك توجيهه بدلا من الثورة عليه.
5- التغاضي عن بعض القواعد
يشعر الأطفال في ذلك الوقت بالضغط الكبير، مع إجراءات الإغلاق وتوقف المدرسة والتدريبات الرياضية أو حتى التنزه والخرجات، وعلى الأم أن تكون متفهمة لذلك الوضع ومعاناة الأطفال، وأن تكسر بعض القواعد كأن تسمح لهم باللعب والجري في البيت وتفريغ طاقاتهم.
على الأم أن تتجاوز أيضا عن بعض الأخطاء التي لا تسبب ضررا، وتحاول تقليل مواقف الصدام مع أطفالها دون التغاضي بشكل كامل عن الأخطاء. بمعنى أدق، أن تختار المواقف التي تحتاج إلى تدخل وحزم منها.
6- تقليل التعرض لمواقع التواصل
للحفاظ على الصحة النفسية والعقلية، لا بد من تقليل التعرض لمواقع التواصل، خاصة في الفترة الحالية لما تحويه من أخبار كئيبة ومحزنة، تزيد من القلق والضغط النفسي والعصبية.
7- وقت خاص بك
حاجتك إلى الراحة والهدوء قد تكون السبب في غضبك وعصبيتك، وليس أفعال طفلك. لذا خصصي لنفسك وقتا مستقطعا يوميا، قد يكون 30 دقيقة، اتفقي مع زوجك على تولي المهام في ذلك الوقت، اشحني فيها طاقتك، من خلال ممارسة هواية خاصة بك من مثل قراءة كتاب أو حتى الجلوس بمفردك دون أن يقاطعك أحد.