روسيا تعتزم إنتاج 30 مليون جرعة من لقاح تجريبي لمرض كوفيد-19 هذا العام (غيتي)
د. أسامة أبو الرُّب -
في الوقت الذي يشهد فيه العالم سباقا لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19، اتضح أن شركة صينية اختبرت لقاحا على موظفين دون أن تحصل على موافقة لاختباره على البشر. ومن جانبهم يواصل باحثون من أميركا وأوروبا وروسيا تجاربهم.
ونبدأ من الصين، حيث أفادت إحدى الشركات الفرعية التابعة لمؤسسة "سينو فارم" (SINOPHARM) أن "30 متطوعا خاصا شمروا عن سواعدهم ومدوا يد العون" لاختبار اللقاح، قبل أن يتم الحصول على موافقة لاختباره على البشر، وذلك وفقا لما نقلته وكالة الأناضول.
وأرفقت الشركة في المنشور صورة لعلماء ورجال أعمال يتوسطهم مسؤول بالحزب الشيوعي، مشددة على "روح التضحية". وأوضحت أن الاختبار الأولي الذي تم إجراؤه نهاية مارس/آذار الماضي يهدف لضمان إطلاق اللقاحات في أقرب وقت ممكن.
وأكدت "سينو فارم"، التي لم تعلق على المنشور، بأنها تعمل على لقاحين مفترضين ضد فيروس كورونا، وأشارت إلى أن الحكومة وافقت لها في أبريل/نيسان الماضي على إجراء تجارب المرحلة الأولى، أي اختبارها على البشر.
جدير بالذكر أن اختبار "سينو فارم" للقاح على البشر دون تصريح يعد "انتهاكا للقواعد الأخلاقية الدولية".
تجارب متعددة
وقالت صحيفة ليزيكو (Les Echos) الفرنسية إن مختبر موديرنا الأميركي (Moderna) سيكون أول من يطلق في 27 يوليو/ تموز تجربة المرحلة الثالثة من السباق إلى اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، مشيرة إلى أن مختبرات فايزر (Pfizer) وأسترا زينيكا (AstraZeneca ) ونوفافاكس (Novavax) يحثون السير في إثرها.
وأعلن مختبر موديرنا أن التجربة ستشمل ثلاثين ألف شخص، يتلقى نصفهم اللقاح والنصف الآخر يتلقى علاجا وهميا، وسيحصل المتطوعون على جرعتين متتاليتين وستتم متابعتهم لمدة عامين، وعليه فإن نتائج الاختبار غير متوقعة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2022.
لكن هذا لا يعني أن اللقاح لن يكون متاحا قبل ذلك، إذ يمكن -حسب الصحيفة- أن يقدم للمرضى أواخر عام 2020 أو أوائل عام 2021، إذا حصل على إذن طارئ. ويقدر محللون أنه يمكن تطعيم 50 مليون شخص عام 2021، بتكلفة تقدر بنحو 50 دولارا لكل جرعة، مما يتيح لشركة موديرنا -التي تنوي إنتاج مليار جرعة سنويا- بيع ما قيمته 5 مليارات دولار عام 2021.
اعلان
أجسام مضادة
وبالتزامن مع الإعلان عن إطلاق المرحلة الثالثة، نشرت موديرنا النتائج التفصيلية لتجربتها في المرحلة الأولى التي تضم 45 شخصا، في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن" (New England Journal of Medicine).
وأوضحت المجلة أن جميع المشاركين بالتجربة أنتجوا الأجسام المضادة التي تقضي على الفيروس بنسب كبيرة مماثلة لتلك التي ينتجها المتعافون بعد الإصابة بفيروس كورونا، ولكن هذه الأخبار الجيدة تصاحبها آثار جانبية كالحمى والصداع والألم العضلي، بصورة أكبر من اللقاحات التقليدية.
أما مختبرات فايزر فتخطط لبدء المرحلة الثالثة قبل نهاية يوليو/تموز، وهي تعتمد في لقاحها على نفس تقنية "آر إن أيه" (RNA) مثل موديرنا.
وفي أغسطس/آب، يتوقع من أسترا زينيكا وشريكها من جامعة أكسفورد إطلاق المرحلة الثالثة، تليهما "جيه وجيه" (J & J) في سبتمبر/أيلول ثم نوفافاكس الأميركية للتكنولوجيا الحيوية في الخريف.
على الجانب الصيني تم إدراج لقاح "كان صين بايو" (CanSinBio) بالمرحلة الثانية منذ يونيو/حزيران، وقد أدمج مع المنتجات المتاحة لعلاج الجيش الصيني لمدة عام واحد، وإن لم يتضح هل هو وقائي أم علاجي.
ومع احتمال حصول العديد من اللقاحات على تصريح طارئ، وعدت شركة فايزر بتصنيع 100 مليون جرعة عام 2020، ووعدت أسترا زينكا بتصنيع 300 مليون، ونوفافاكس بتصنيع 100 مليون، كما وقعت موديرنا، التي التزمت أيضا بعدة ملايين من الجرعات، العديد من الاتفاقيات بهذا الصدد.
روسيا
وقال رئيس صندوق الثروة السيادية كيريل ديمترييف لرويترز إن بلاده تعتزم إنتاج 30 مليون جرعة من لقاح تجريبي لمرض كوفيد-19 هذا العام، وإنها تعمل أيضا على تصنيع 170 مليون جرعة أخرى في الخارج.
وانتهت هذا الأسبوع أول تجربة على البشر للقاح، وقد استمرت لمدة شهر وشملت 38 شخصا. وخلص الباحثون إلى أن اللقاح آمن للاستخدام، وأدى إلى استجابة مناعية رغم أن قوة هذه الاستجابة غير واضحة حتى الآن.
وقال ديمترييف إن تجربة المرحلة الثالثة الأكبر التي تشمل عدة آلاف من المتوقع أن تبدأ في أغسطس/آب. وأضاف "نعتقد أنه بناء على النتائج الحالية ستتم الموافقة عليه في أغسطس/آب، وفي بعض الدول الأخرى في سبتمبر/أيلول.. مما يجعله على الأرجح أول لقاح تتم الموافقة عليه في العالم".
وقال أيضا لرويترز "ثمة شعور عام بأن ما يسمى مناعة القطيع في روسيا تحتاج إلى تطعيم ما بين 40 و50 مليونا".
وتابع "لذلك نعتقد أننا سنكون في وضع جيد لإنتاج حوالي 30 مليون (جرعة محليا) هذا العام، وبعد ذلك يمكننا الانتهاء من عملية التطعيم العام المقبل".
وأوضح أن روسيا أبرمت اتفاقات تصنيع مع خمس دول أخرى، ويمكن أن تنتج ما يصل إلى 170 مليون جرعة في الخارج هذا العام.
وقالت شركة نوفارتس (Novartis) السويسرية للأدوية إن وحدة ساندوز التابعة لها ستجني أرباحا من توزيع 15 عقارا انتهت فترة براءة اختراعها، وهي متاحة للإنتاج بنفس التركيبة الأصلية في البلدان النامية لعلاج أعراض كوفيد-19.
وأعلنت شركة شنغهاي فوسون فارماسوتيكال (Shanghai Fosun Pharmaceutical)، الشريك المحلي لشركة بيونتك الألمانية، أن الصين وافقت على تجربة بالمراحل المبكرة على البشر لعقار تجريبي لكوفيد-19 تجريها بيونتك.
المصدر : الجزيرة + رويترز + ليزيكو + وكالة الأناضول