مع استمرار جائحة كورونا.. المشكلات النفسية للشباب تتفاقم وتُنذر بالخطر

قيم هذا المقال
(0 صوت)
مع استمرار جائحة كورونا.. المشكلات النفسية للشباب تتفاقم وتُنذر بالخطر

مسألة الصحة العقلية للشباب أثناء الجائحة لم تحظ إلى الآن بالاهتمام الكافي إذ ساد الاعتقاد مع بداية الأزمة الصحية أن هذه الفئة أقل "عرضة للخطر" من الآخرين.

متطلبات الدراسة عن بعد وقلة النشاط البدني وغياب التفاعل الاجتماعي عوامل تجعل من الصعب على الشباب التركيز في دراستهم (غيتي)

منذ بداية الأزمة الصحية لجائحة كورونا تدهورت الصحة العقلية للشباب بشكل ملحوظ، ويرتبط ذلك بوجه أساسي بالعزلة والتعلم عن بعد وانعدام الاستقرار.

ففي تقرير نشرته مجلة "سانتي بلوس" (santemagazine) الفرنسية، سلطت الاختصاصية النفسية، أودري لو ميرير، الضوء على أبرز المشكلات النفسية التي يعانيها الشباب أثناء جائحة كورونا.

قلة النشاط البدني

وترى لو ميرير أن متطلبات الدراسة عن بعد، وكثرة الوقت الذي يقضيه الشباب في غرفهم، وقلة النشاط البدني، وغياب التفاعل الاجتماعي كلها أسباب تجعل من الصعب عليهم التركيز في دراستهم. كما يشعر كثير منهم بفقدان الدراسة معناها والخوف على مستقبلهم.

وأوضحت الاختصاصية أن هناك عددا من الأسباب الأخرى التي تولد الشعور بالاكتئاب لدى الشباب، وذلك يدفع بكثير منهم إلى طلب المساعدة النفسية.

أكثر من 70% من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 24 و34 عاما يعانون اضطرابات في النوم (مواقع التواصل)

على سبيل المثال، يعاني العاملون في قطاع الصحة اضطرابات في النوم، ووفقا لمسح "كوبي بريف" (CoviPrev) الوطني للصحة العامة في فرنسا، الذي أجري العام الماضي، يعاني أكثر من 70% من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 24 و34 عاما اضطرابات في النوم قد ينتج عنها عواقب صحية خطرة.

وترتبط هذه الاضطرابات بعبء العمل وتدابير حظر التجول التي تمنعهم من الخروج لممارسة الرياضة خارج ساعات الدوام.

البعد عن الآخرين والشعور بالوحدة من العوامل التي تزيد الوضع صعوبة على الشباب (غيتي)

الشعور بالوحدة

وحسب الاختصاصية النفسية لو ميرير، فإن البعد عن الآخرين والشعور بالوحدة من العوامل التي تزيد الوضع صعوبة على الشباب، إذ يضطرون إلى البقاء ساعات طويلة بمفردهم أمام أجهزة الحاسوب. وفي الواقع تتميز حياة الطالب عادة بالتواصل المستمر مع الآخرين، لكن الأزمة الصحية شلّت حركة الشباب وأعاقت تطوّرهم الاجتماعي.

الشباب الذين يلجؤون إلى طلب المساعدة النفسية لا يزالون قلّة (غيتي)

فرنسا تدق ناقوس الخطر

وتعتقد لو ميرير أن مسألة الصحة العقلية للشباب أثناء الجائحة لم تحظ إلى الآن بالاهتمام الكافي، فقد ساد الاعتقاد مع بداية الأزمة الصحية أن هذه الفئة أقل "عرضة للخطر" من الآخرين، لكنه مع تطور الجائحة، أصبحت مشكلات الصحة النفسية للمراهقين والشباب مصدر قلق للسلطات، إذ تشير البيانات إلى تدهور ملحوظ شهرا بعد شهر.

وتؤكد الاختصاصية النفسية أن الشباب الذين يلجؤون إلى طلب المساعدة النفسية لا يزالون قلّة. ويوجد في فرنسا حاليا طبيب نفساني واحد لكل 30 ألف طالب.

المصدر : الصحافة الفرنسية

قراءة 662 مرة