"العدوان العلائقي" أسوأ أشكال التنمر.. كيف تساعدين طفلك في التخلّص منه؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
"العدوان العلائقي" أسوأ أشكال التنمر.. كيف تساعدين طفلك في التخلّص منه؟

العدوان العلائقي" يأتي في هيئة تنمر ونميمة وإذلال نفسي بغرض الانتقام أو الهيمنة (غيتي إيميجز)

زهراء أحمد

يصعب على البالغين تحمّل تبعات "الرفض الاجتماعي" التي تثير نشاطاً في بعض مناطق في الدماغ وتتسبب في ألم جسدي، فكيف للأطفال الصغار أن يتجنبوا مثل هذه التبعات حال تعرضهم للتنمر والاضطهاد غير المباشر؟ وكيف تفهم ما يعاني منه طفلك حال لم يعبّر عمّا يعانيه؟

ولمساعدة الطفل على تجاوز تبعات التنمّر، لا بد من التعرّف على "العدوان العلائقي" أولاً.

ماذا يعني العدوان العلائقي؟

عرفت "الرابطة الأميركية للطب النفسي" مصطلح "العدوان العلائقي" بأنه سلوك يتلاعب ويضر بالعلاقات بين الأفراد أو الجماعات، ويأتي في هيئة تنمر، أو نميمة، أو إذلال نفسي، بغرض الانتقام أو الهيمنة.

يُشار إلى "العدوان العلائقي" أيضًا باسم "العدوان غير المباشر" أو "العدوان البديل" أو "العدوان الاجتماعي" لارتباط أهدافه بتدمير الحياة الاجتماعية للضحية. ويظهر ذلك النوع من التنمر في مراحل الطفولة المبكرة، بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات، ويكون مباشرًا وعلنيًا في تلك المرحلة، ويكون الجاني معروفًا دومًا، لذلك تسهل ملاحظة السلوك، لكن لا يتبعه -توبيخًا وعقابًا- مثل العدوانية الجسدية.

مدير مختبر التنمية الاجتماعية في جامعة بافالو جيمي م. أوستروف، عدّد أشكال العدوان العلائقي، في سن صغيرة، ومنها:

  • الاستبعاد الاجتماعي، مثل قول "لن أدعوك إلى حفلة عيد ميلادي" أو "لا يمكنك اللعب معنا".
  • التهديد بقطع العلاقة، على سبيل المثال "لن أكون صديقك إلا إذا…".
  • تجنب التعامل مع الطفل، وعدم الرد على كلامه.
  • نشر أسرار محرجة عن الطفل، أو نشر الأكاذيب، والنميمة.

وتبلغ ذروة العدوان العلائقي في مرحلة المراهقة، ويتخذ شكلًا أكثر مجهولية في ذلك السن، ونادرًا ما يواجه الجاني ضحيته، لذلك يصعب كشفه، كما تقل احتمالية شكوى الأطفال بين 11-17 من تعرضهم للمتنمرين، على عكس ارتفاع احتمالية شكوى الطفل في سن 6-11، بمقدار مضاعف.

وتنتشر أكثر أشكال العدوان العلائقي، في تلك المراحل، على الإنترنت، ويتتبع المتنمر موضوعات شائعة، مثل المظهر الجسدي للضحية، والاختلاط بالجنس الآخر، والفقر، والأمراض، والإعاقات.

كيف تكشفين تعرض طفلك للنبذ؟

يخلّف التعرض للعدوان العلائقي ضغوطًا نفسية شديدة على الضحايا، وتختلف أعراض تعرض الابن للتنمر، باختلاف مرحلته العمرية، فيعاني الطفل أعراضًا مثل:

  • مشاكل النوم
  • البكاء دون سبب
  • التقلبات المزاجية الشديدة
  • تراجع التحصيل الدراسي
  • الانعزال عن الأصدقاء والعائلة
  • اتباع سلوكيات معادية للأسرة
  • ممارسة التنمر ضد طفل آخر

ولكن يعاني المراهق الضحية من أعراض نفسية وعقلية أشد قسوة، لقلة احتمالية إخباره أحد والديه، وقضائه وقتًا أطول على الإنترنت، وتظهر عليه أعراض، منها:

  • الشعور بالتوتر
  • تدني تقدير الذات
  • الاكتئاب
  • الأفكار الانتحارية
  • اضطرابات الأكل
  • صعوبات التكيف

ذروة العدوان العلائقي في مرحلة المراهقة (شترستوك)

إستراتيجيات الوقاية من النبذ

قد يؤدي الكشف عن العدوان العلائقي، ومعاقبة المتنمر، إلى تخفيف آثاره السلبية وتقليل احتمالية تكراره، لكن 70% من الأسر لم يحاولوا إيقاف تلك السلوكيات عندما أبلغهم أطفالهم بها، وفق نتائج استقصاء بيانات في مدارس متوسطة بولاية أريزونا الأميركية.

وقد اقترح قسم الخدمة الاجتماعية، جامعة ولاية أريزونا، أن تتبع الأمهات إستراتيجيات وقائية، مثل:

  • حظر الأصدقاء الوقحين والوهميين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنعهم من إرسال رسائل إلكترونية.
  • مراقبة أي تغييرات سلوكية مرتبطة بالإيذاء.
  • مساعدة الأبناء في اختيار الأصدقاء الصالحين.
  • تعليم الابن آداب السلوك، وآداب استخدام الإنترنت.
  • تثقيف الابن بأشكال التنمر، وتشجيعه على إخبار أي شخص بالغ موثوق به عند وقوع حادث تنمر.
  • ماذا لو تعرض طفلك للنبذ الاجتماعي؟

إذا تعرض طفلك إلى النبذ فلا تنصحيه بتجاوز الموقف أو بمصادقة آخرين أو تغيير أماكن جلوسه (شترستوك)

ويمكنكِ تخفيف حدة مشاعر طفلك المجروحة بعد تعرضه للنبذ من زملائه، عن طريق تطبيق النصائح التالية:

  1. خذي الأمر بجدية، فالشعور بالسوء بعد النبذ ​​ليس استجابة عصبية، بل بشرية، وجزء من تطورنا أن نرغب في الارتباط بدائرة اجتماعية.
  2. استمعي إلى وجهة نظر ابنك، فقد يكون آخر شيء يدور في ذهنك هو التعاطف، لكن محاولة فهم الجانب الآخر من القصة قد يكون مفيدًا، لأن السبب الأساسي للنبذ ليس جرح مشاعر المنبوذ، ولكن فقدانه الحماية الذاتية، وبدون تعويض ابنك عما فقده سيكون ضحية مثالية للمتنمرين.
  3. لا تتسرعي وتطرحي حلولًا أو تتدخلي للحل، فيحتاج ابنك إلى تهدئة مشاعره، ودعمه بأن تسمحي له بالتعبير عما يشعر، وحقه في ذلك، وتسميه مشاعره، إلى أن يتقبل صدمته العاطفية، ويتعلم مراحل المرونة العاطفية، ومواجهة الخوف من الرفض الذي زرعه المتنمرون بقلبه.
  4. لا تنصحي ابنك بتجاوز الموقف، أو بمصادقة زملاء آخرين، أو بتغيير أماكن جلوسه، لاعتماد تلك النصائح على جهد إضافي يبذله الابن، وهو ليس مستعدًا بالضرورة لبذله، قبل التخفيف من آثار الصدمة.
  5. إذا استمر رفض ونبذ ابنكِ من مجموعة من الأطفال، فمن الأفضل إبلاغ معلم الفصل، أو المدرب، لتوزيع الأطفال بشكل مختلف، أو تعليم دروس عن آداب السلوك، ومواجهة التنمر.

المصدر :  المواقع إلكترونية

 

قراءة 332 مرة