النصّ الكامل لكلمة الإمام الخامنئي المتلفزة في ذكرى نهضة أهالي قم عام 1978 2021/01/08
في أجواء الذكرى السنويّة لنهضة أهالي قم عام 1978، ألقى الإمام الخامنئي يوم الجمعة 8/1/2021 كلمة متلفزة مباشرة، وفي كلمته أشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ حضور الجمهورية الإسلاميّة في المنطقة يعزّز استقرارها ويقوّي أصدقائها عكس ما يُنتجه حضور أمريكا والدول الاستكباريّة، مشيراً إلى أنّ أعداء إيران باتوا مجبرين بعد إسقاط الطائرة الأمريكية وضربة عين الأسد على إجراء حسابات بشأن قراراتهم العسكرية، ثمّ أشاد الإمام الخامنئي باللقاح الإيراني الذي صنّعه الخبراء الإيرانيّون وقال أنّه مدعاة فخر واعتزاز إيران.
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولا سيّما بقية الله في الأرضين.
أقدّم التحية إلى أهل قم الأعزاء والحوزة العلمية العظيمة. للأسف، هذا هو وضع لقائنا السنوي هذا العام، وأنا محروم رؤيةَ الوجوه المستنيرة للإخوة القمّيّين الأعزاء، لكن هذا أيضاً واحد من صور الحياة، ولها تقلّبات. الحياة فيها دهاليز كثيرة، ويجب سلوك طريق الحياة. هذه [الأزمة] ستمرّ، إن شاء الله، فهي مثل كل الأحداث الأخرى التي كانت حلوة أو مرّة. إنّها مؤقتة، وإن شاء الله، سيصير طريق الحياة مُعبّداً.
الحمد لله، والشكر للشعبين الإيراني والعراقي العزيزين على التحرّكات العفوية في ذكرى الشهيد سليماني والشهيد «أبو مهدي»
حديثي اليوم كلمات قليلة حول الحدث المهمّ والملحمة المهمّة ليوم «التاسع عشر من دي»(1)، وبضع كلمات حول بعض قضايا اليوم التي أثيرت في الرأي العام، لكن قبل أن أبدأ الموضوع الرئيسي يجدر أن الحمد لله وأشكر شعب بلادنا العزيز على الحركة الملحمية العظيمة لهم في البلاد، في ذكرى شهيدنا العزيز سليماني(2).
تجسّد الشهيد سليماني والشهيد «أبو مهدي» في الحركات العفوية للناس في أنحاء البلاد جميعاً. الحمد لله، بهذه الحركة الشّعبية العظيمة، انبعثت روحٌ جديدة في جسد الوطن والشّعب، بل لم يكن من الممكن إنشاء هكذا حركة بأي توجيه أو أمر. هذه الحركة جاءت بسبب مشاعر الناس وقلوبهم وبصيرتهم، والدوافع الصحيحة لهم.
كما كان هناك تجمّع كبير ورائع في بغداد ومدن عراقية أخرى لإحياء ذكرى الشهيد «أبو مهدي»، القائد العراقي البارز، والشهيد سليماني، الضيف العزيز على الشّعب العراقي. خالص الشّكر لجميع الإخوة والأخوات الذين شاركوا في هذه المراسم هنا، وفي العراق.
يجدر أن أذكر أسماء الشهداء المرافقين للشهيد سليماني، لأن عظمة الشهيد سليماني جعلت أسماء هؤلاء أقل ذكراً: الشهيد بور جفري (3)، الشهيد مظفري نيا (4)، الشهيد طارمي (5)، الشهيد زماني نيا (6)، وجميعهم من الشهداء العظيمي المقام. وكذلك رفقاء الشهيد العراقي «أبو مهدي» الذين لم يتسنَّ لي تذكّر أسمائهم.
أيضاً يجدر إحياء ذكرى الشهداء (7) الذين فقدوا أرواحهم خلال مراسم التشييع في كرمان، وكذلك في حادث تحطم الطائرة المرير والمؤسف جداً في طهران، الذي كان مأسويّاً حقاً، كما أنه أحزن المسؤولين في البلاد. نتمنى، إن شاء الله – تعالى -، أن يجعل هؤلاء الشهداء، سواء شهداء كرمان أو طهران، في رحمته ولطفه، وأن يشمل أسرهم بالصّبر والسّلوان والسّكينة والعناية وفضله ومَنِّه. بالطبع، على المسؤولين أيضاً واجبات ذكّرناهم بها.
كما أرى من الضروري إحياء الذكرى بمناسبة الأربعين لاستشهاد الشهيد فخري زاده(رض)(8). لقد كان شهيداً عظيماً وشخصية عظيمة. فقدنا في المدة الأخيرة شخصيتين علميتين عظيمتين: أحدهما الشهيد فخري زاده، والآخر آية الله المصباح(9). كلاهما من الشخصيات العلمية البارزة. كلٌّ في مجاله الخاص وعمله الخاص. وكلاهما ترك إرثاً قيّماً في المؤسسة التي كان يديرها، وهذا يجب أن يستمرّ بقوة الله، وبأفضل حال.
مسألتان في «انتفاضة 19 دي»
أما عن «التاسع عشر من دي»... سأقول شيئين عن «التاسع عشر من دي»: أحدهما أننا بحاجة إلى حراسة ذكرى «التاسع عشر من دي» وحادثة «التاسع عشر من دي» وصَونهما، والآخر ضرورة أن نصون محتوى ملحمة «التاسع عشر من دي» ومضمونها، أي من الضروري واللازم علينا صَون الحدث نفسه وحراسته، ما يعني إبقاءه حيّاً، وكذلك حماية المحتوى لهذه الملحمة العظيمة وحراسته، وسوف أشرح السبب الآن.
1) صَون ذكرى «19 دي» بوصفها من نقاط أوج الشّعب الإيراني
يجب أن نصون ونحرس تلك الملحمة نفسها، لأنها من إحدى النقاط في أوج حياة الشّعب الإيراني. الشعوب لها نقاط أوج ونقاط حضيض. يجب إبقاء نقاط الأوج حيّةً. فهي التي تُظهر الحيويّة والمثابرة للشّعب، وإرادة الشّعب وعزيمته وبصيرته في هذه الأوقات الحساسة. كان الأمر كذلك يوم «19 دي». فيجب أن تبقى نقطة الأوج حيّة، لأنها تعطي المعنوية لجيل المستقبل، ولأنها مصدرٌ للفخر والعزة الوطنية. هذه النقاط تُسجّل في التاريخ وتضيء المستقبل لجيل المستقبل. لذلك، لا ينبغي السماح لهذه الحادثة نفسها بأن تصير باهتة. الحمد لله، حتى يومنا، ظلّت هذه الحادثة حية ونشيطة، وينبغي أن تبقى كذلك.
2) المحافظة على مضمون «19 دي» ومنع التّفسير الخطأ لها
وأما حراسة مضمون هذه الحادثة، حسناً، فلكل حادث مضمون ومحتوى ومعنى... ما مضمون هذه الحادثة؟ يجب علينا معرفة هذا المضمون وحراسته. لماذا نحرسه؟ لأن الرّواة الخونة والمحللين المغرضين يحاولون تغيير محتوى الأحداث العظيمة لمصلحتهم ولمصلحة القوى الغاصبة في العالم. هذه الحالة موجودة دوماً منذ القِدم: الراوي المغرض يروي الحادثة بطريقة تجعل صورة تلك الملحمة تتبادر إلى ذهن المخاطب بعكس المقصود منها. اليوم، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإمكانات الهائلة والواسعة، من الممكن للقوى المغرضة والأيدي الخائنة تغيير الأحداث وتغيير مضمونها ومغالطة تفسيرها وتضليل الرأي العام، خاصة لتغيير الرأي العام للأجيال المقبلة، وللذين لم يكونوا حاضرين في تلك الحادثة ولم يطّلعوا عليها من كثب أو لم يسمعوا بها في الزمن القريب، ومن هم بعيدون من الحادث. اليوم، إنّ من أهم المهمات لأجهزة التجسّس الجلوس ورصد أحداث العالم، ثمّ، ليس مباشرة لكن بلسان الآخرين أو بأقلامهم، أو عن طريق مقالات وتحليلات للأشخاص ذوي الاعتبار والشهرة، أو بالوسائل المتاحة لديهم: المال، والتهديد، والتطميع... يعكسون ما ورد في الحادثة وفقاً لتفسيرهم المطلوب.
لقد قرأت في المدة الأخيرة كتاباً كتبه أمريكي. في الواقع، لقد جمع هذا الكتاب، لأن أشخاصاً مختلفين شاركوا في تأليفه. يدور هذا الكتاب حول سيطرة وكالة «سي آي إي» التجسّسية (10) على الصحف والمجلات الرئيسية في العالم. هذا الكتاب هو في الأساس عن هذا الموضوع. يشرح كيف تدخلت «سي آي إي» في المقالات والتحليلات والكتابات والبيانات لمؤلفين مشهورين، وفي بعض الأحيان في المجلات المعتدّ بها، إذ لقّنت الرأي العام تفسيرها الخاص بدلاً من التفسير الحقيقي وسيطرت عليه، ليس في الصحافة الأمريكية فقط بل في بلدان أخرى، في أوروبا. يذكر مجلة فرنسية شهيرة ويقول إنهم فعلوا تلك الأشياء هناك. قالوا هكذا، وكتبوا هكذا، ما يعني أن هذا العمل شائع في العالم الآن، وهو موجود. في الواقع، وبذلك، تنقل وكالة «سي آي إي» تحليلها المضلل وتفسيرها الخطأ للقضايا والأحداث إلى الرأي العام وتضلّله. هذا خطر موجود دائماً.
«19 دي» مقدمة لانتفاضة عامة للشّعب
حسناً، في ما يخصّ «التاسع عشر من دي»، [ينبغي] أن نكون حذرين حتى لا يحدث ذلك. طبعاً سأقول بإيجاز ما هو المضمون والمحتوى والمعنى لحركة «19 دي» في قم، الحركة العظيمة التي نفّذها الشّعب والحوزة العلمية بالاشتراك. إذا انتهت قضية قم في مدينة قم نفسها وبقت محصورة فيها، يمكن للمرء أن يحملها على أنها حركة عاطفية سببها مثلاً انفعالات دينية وعابرة، فيقول: لقد كانوا أناساً شجعاناً... لقد ثاروا في حادثة ثم قُمِعت وانتهى الأمر!
قد يقولون ذلك، لكن حادثة قم لم تكن كذلك. حادثة قم لم تنتهِ ولم تقتصر على قم. امتدت من قم إلى تبريز، إلى يزد، إلى كرمان، إلى شيراز، إلى مشهد، إلى طهران... وأدّت تدريجياً إلى انتفاضة عامة. بدأت في قم، بدأت من القمّيين، لكن الحادثة لم تنتهِ في قم. في غضون خمسة أشهر أو ستة، تحوّلت الحادثة إلى انتفاضة وطنية في المدن جميعها وتدريجياً في القرى؛ ثار الجميع. ما هذه الحادثة؟ بعد ذلك، على أساس هذه الانتفاضة، حدثت ثورة شعبية كبيرة وفريدة في التاريخ... ربما فريدة من نوعها في بعض الجوانب.
معنى «19 دي»: غضب الشّعب على النظام الديكتاتوري الفاسد والمناهض للدين والأرستقراطي
حسناً، من هذا المنظور، لم يعد من الممكن تبسيط حادثة قم وتفسيرها بوصفها هيجاناً. كلا! هذه الحادثة لها معنى آخر، لها عمق، لها معنى أعمق. فما معنى حادثة «التاسع عشر من دي»؟ إنها غضب وقوة اعتراض من الشّعب ضدّ النّظام الديكتاتوري، التابع، الفاسد، المناهض للدين، الأرستقراطي الطبقي. لقد تراكم استياء الناس وغضبهم مع مرور الوقت، ووجدوا دعماً فكرياً من دروس الإمام وخطاباته وبياناته التي كانت تُنشر من قم والنجف. استطاعت هذه الحركة العظيمة خلق هذه الانتفاضة العظيمة من هذا الغضب العام للناس المعتمدين على الدعم الفكري الذي يلقيه الإمام دائماً وباستمرار، ثمّ انعكس على يد الشباب المناضلين، خاصة طلاب العلم في أنحاء البلاد جميعاً.
نقطتان مهمّتان في «19 دي»: الجانب الديني والجانب المعادي لأمريكا
هناك نقطتان مهمتان يجب أخذهما بالحسبان وهما مصيريّتان. النقطة الأولى أنّ قائد هذه الحركة العامة كان مرجع تقليد، عالم دين عظيم، شخصية بارزة، مبلّغاً ومروّجاً لأسس المعرفة الدينية. دعا هذا القائد العظيم الناس إلى الدين منذ اليوم الأول للنضال. منذ بداية النضال، عام 1963، كانت دعوة الإمام تستند إلى مبادئ دينية، وإن كان يعترض أو يقترح عرضاً، فهو يعتمد على المبادئ الدينية في الأحوال جميعاً. فكانت حركة الناس دينية أساساً، لأنها كانت بقيادة الإمام، بتعليمٍ وهدي وتوجيه منه. كان الإمام مرجع تقليد وعالم دين بارزاً، وعمله قائماً على مبادئ دينية منذ البداية. هذه نقطة مهمة جداً.
النقطة الثانية أنه قبل أسبوع تقريباً من انتفاضة أهالي قم، أعرب رئيس أمريكا - في ذلك الحين (جيمي) كارتر- من طهران عن دعمه الكامل لنظام بهلوي، ومحمد رضا. لقد أعدّوا له خطاباً يلقيه في الحفل، ووضعوا ذلك الخطاب في جيبه، ثم بدأ الكلام - كَشف عنه لاحقاً مستشاروه ومرافقوه - وأخذ يمدح ويؤيّد محمد رضا ونظام بهلوي بصورة كاملة. لذلك، كانت هذه الحركة في قم معادية لأمريكا، ومناهضة للاستكبار. لقد كانت خطوة ضد تلك القوى الخبيثة التي دعمت النظام البهلوي الديكتاتوري المناهض للدين والفاسد من أجل مصالحها الخاصة. في الواقع، كان للانتفاضة جانب ديني وآخر مناهض لأمريكا.
«19 دي» الضربة الأولى للفأس الإبراهيمي على متن الصنم الأمريكي العظيم
في الواقع، يمكن وصف انتفاضة «التاسع عشر من دي» بأنها الضربة الأولى للفأس الإبراهيمي على متن الصنم الكبير. كانت هذه ضربة الفأس الأولى التي وُجهّت إلى صنم أمريكا الكبير على يد أهالي قم، واستمرت بعد ذلك، وأنتم تشاهدون الوضع في أمريكا اليوم. ترون حالة الصنم العظيم اليوم، ترون أنّ هذه هي ديمقراطيتهم، هذه فضيحة انتخاباتهم، هذه حقوق الإنسان! حقوق الإنسان هي في قتل رجل ذي بشرة سمراء في الشارع كل بضع ساعات، أو على الأقل كل بضعة أيام، دون سبب، ودون جرم، ولا تتم ملاحقة القاتل! إنها قيمهم كما يكرّرون، القيم الأمريكية، والقيم الأمريكية... اليوم صارت هذه القيم أضحوكة العالم كله. حتى أصدقاؤهم يسخرون منها. وهذا أيضاً اقتصادهم المشلول. إن الاقتصاد الأمريكي مشلول بكل معنى الكلمة، فهناك عشرات الملايين من المتعطّلين عن العمل والجياع والمشرّدين. هذا هو الوضع في أمريكا اليوم. هذا أمر مهم بالطبع، لكن الأكثر غرابة منه أن بعض الناس لا تزال لديهم القِبلة في أمريكا، ولا يزال لديهم أمل وحلم بها، بأمريكا بمثل هذه الحالة!
حسنًا، قلنا إن الانتفاضة العامة كانت معادية لأمريكا. لم يكن السبب حصراً أن رئيس أمريكا قد جاء الآن و[أيّد الشاه] بنسبة 100%. في الواقع، كانت تنفيساً للاستياء والغضب الداخلي عند الناس، فقد كانت أمريكا تمارس أنواع الضغط كافة على الشّعب خمسة وعشرين عاماً عبر نظام بهلوي الاستبدادي والفاسد، الذي جعل إيران في الواقع قاعدتها الرئيسية. لم تكن نتيجةُ ذلك تقدّماً لبلادنا، بل على العكس، نتيجةُ الوجود الأمريكي في بلادنا كانت الفقر الاقتصادي والفقر العلمي والفساد والانحطاط الثقافي. لقد خلقوا مثل هذا الوضع. يعتقد بعض الناس الآن أننا إن تعاملنا مع أمريكا، وإذا تصالحنا وصرنا أصدقاء، فإنّ الوضع في البلد سيتحوّل إلى جنّة. كلا! انظروا إلى ما قبل الثورة وكيف كان الوضع. انظروا إلى البلدان التي تتملّق لأمريكا، وانظروا إلى وضعهم، وضعهم الاقتصادي والعلمي... في منطقتنا نفسها، ولن أسميهم، فأنتم تعرفونهم.
بالطبع، حتى بعد تلك الثورة العظيمة، لم تكفَّ أمريكا يدها. يسعون إلى الاستمرار بتلك الهيمنة الجهنمية نفسها على بلدنا، ليس على بلدنا فقط، [بل] على إيران والمنطقة كلها. أن يتساءل بعض الناس ما الفرق بين أمريكا ودولة أوروبية، فهذا هو الاختلاف. أمريكا، لأنها استفادت هنا لسنوات عدة وظلت جالسة هنا، ترى نفسها قوة متفوّقة وتسعى باستمرار إلى العودة إلى الوضع السابق، وهذا ما يجعل الشّعب الإيراني واعياً ويقظاً. بالطبع، إن بعض الحكومات الخائنة في المنطقة تساعدها.
المصالح الأمريكية مرهونة بالاضطراب في المنطقة
أقول أيضاً: أمريكا ترى مصلحتها في الاضطراب في المنطقة في الظروف الحالية. وإلى حين أنها لم تسيطر على المنطقة بالكامل، سيكون من مصلحتها قبل ذلك زعزعة استقرار المنطقة. مصلحة أمريكا في غياب الاستقرار في المنطقة. يقولون هذا بأنفسهم. يعبّرون عنه صراحة بأنفسهم. قال خبير مشهور في مؤسسة أمريكية شهيرة، «إنتربرايز» (11)، وهو خبير مشهور في مركز الأبحاث هذا، ولو أسمّيه، فهو معروف لكثير من الضالعين في السياسة. قال بصراحة إننا لا نريد الاستقرار في إيران والعراق وسوريا ولبنان. ليست إيران فقط، بل إيران والعراق وسوريا ولبنان... لا نرغب في الاستقرار ولا نريده؛ إن القضية الأساسية ليست اللزوم لزعزعة الاستقرار في هذه البلدان أو العكس، فذلك من المسلّمات: يجب أن يحدث الاضطراب في هذه البلدان، لكن كيفية زعزعة الاستقرار هي القضية. كيف نصل إلى الاضطراب. الآن، تارةً ما وفي مكان ما عبر «داعش»، وتارةً أخرى عبر «فتنة 2009»... يفعلون أشياء مثل هذه، والأشياء التي ترونها في المنطقة. إنهم يسعون إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، ثم يأتي مثرثر أمريكي ويقول إن إيران تسبب الاضطراب في المنطقة. كلا، بل نتسبّب في الاستقرار، وإننا نقف ضد زعزعة أمريكا للاستقرار. أرادت أمريكا أن تزعزع الاستقرار في إيران عام 2009، وقد نزل عليهم البلاء نفسه في 2021. الشيء نفسه الذي حدث في واشنطن في هذه الأيام، خاصة أول من أمس (12)، عندما ذهب أشخاص إلى الكونغرس فاقتضى تهريب أعضائه عبر ممرات سرية. أرادوا أن يفعلوا ذلك في إيران، أرادوا خلق الفوضى هنا، أرادوا أن يُشعلوا حرباً أهلية، والله – تعالى - لم يوفقهم لذلك. كانوا يسعون [إلى الفوضى] هنا في 2009، وقد جلب الله – تعالى - عليهم البلاء نفسه في 2021.
حضارةٌ إسلامية جديدة هدفُنا النهائيّ
بالطبع، عندما ننظر إلى مسار حركة البلد والثورة من «19 دي» حتى يومنا، [نرى] عشرات المرات على الأقل - يمكن أن نقول مئات المرات، لكن لا أريد استخدام كلمات كبيرة جداً – كيف اكتسب بلدنا القوام المتسّق والصّلابة والعمق والنّضج والخبرة، وصار مجهّزاً. لم نكن مجهّزين في ذلك اليوم. نحن اليوم مجهّزون بصورة كبيرة، مجهزون فكرياً وعملياً وسياسياً وعسكرياً، بحمد لله. لقد تغلبنا على كثير من العقبات. الهدف هو إنشاء حضارة إسلامية جديدة. هذا هدفنا النهائي. جيلٌ واحد قد لا يصل إلى هذا الهدف، لكن هذا الطريق سيستمر، وإن شاء الله، ستصل الأجيال المقبلة إلى هذا الهدف.
علينا التغلب على المطبّات التي يضعها المهيمنون في طريقنا، والسياسات الخبيثة التي يحيكونها ضد بلدنا. موقفنا ضد الحكومة الأمريكية ينطلق من هذا الفكر وهذا الاستدلال وهذه الفلسفة. هذا حديثي حول «19 دي».
تحديات مهمّة بين إيران وجبهة الاستكبار
في ما يخصّ بعض القضايا السّاخنة: من القضايا المتكرّرة في المواجهة بين الجمهورية الإسلامية وجبهة الاستكبار التي تقودها أمريكا الأولى مسألة الحظر، والأخرى قضية الحضور الإقليمي لإيران، وأيضاً القدرة الدفاعية والقدرة الصاروخية الإيرانية، فيقولون دائماً أمراً ما، وكلاماً ما، وتذمّراً ما... وهذا الجانب يردّ عليهم بإجابة ما.
طبعاً عناصرنا الداخلية والمسؤولون في الداخل قد ردّوا على جبهة الاستكبار في القضايا الثلاث، سواء أكانوا مسؤولينا العسكريين أم وزارة الخارجية أم شعاراتنا الشّعبية... لقد ردّوا عليهم، لكنني الآن سأقول الكلام الفصلَ والنهائيّ في هذا الصدد.
1- الحظر الغادر والخبيث
أمّا في الحظر، فجبهة الغرب وأعداؤنا ملزمون بوضع حدٍّ لهذه الحركة الخبيثة، أي الحظر على الشّعب الإيراني، ووقفها فوراً. هذا واجبهم: رفع الحظر كلّه. إنها حركة غادرة وخبيثة، وهذا عداء كبير لا طائل منه مع الشّعب الإيراني. ليس عداءً مع نظام الجمهورية الإسلامية أو الحكومة فقط [لكن] هم يعادون الشّعب الإيراني. واجبهم رفع الحظر سريعاً. بالطبع، قلت مرات عدة وأكرر: يجب عليهم رفع الحظر، ونحن أيضاً علينا تنظيم اقتصادنا وتخطيطه بطريقة يمكننا بها إدارة البلاد جيداً رغم الحظر. لقد كررت هذا مرات (13)، وسوف أكرّره مرة أخرى الآن.
لنفترض أن الحظر لن يُرفع... طبعاً لقد صار غير فعّال تدريجياً، هذا يعني أنه صار شكلياً، لكن لنفترض الآن أن الحظر سيبقى، يجب أن نخطط اقتصاد البلد بطريقة لا نواجه فيها مشكلات في الاقتصاد مع وجود الحظر أو إلغائه، ومع ألاعيب الأعداء الاقتصادية. هذا ممكن أيضاً؛ الخبراء يقولون هذا، ولست أنا من يقوله. الحريصين يقولون هذا... يقولون: هذا أمر ممكن، القدرات الداخلية كبيرة جداً. وقد أبلغنا هذا بصفته سياسات عامة، وهي سياسة «الاقتصاد المقاوم» (14) التي يجب متابعتها بقوّة وجدية. إذن، [الجواب الحاسم] في قضيّة الحظر هو هذا. أما قولهم: افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا، فهو كلام فارغ؛ الحظر خيانة وجريمة بحق الشّعب الإيراني ولا بدّ من إزالتها. هذه مسألة.
2- حضور إيران الباعث على الاستقرار
في ما يخصّ حضورنا في المنطقة، يقولون دائماً لماذا توجد إيران في المنطقة. نظام الجمهورية الإسلامية ملزم بالتصرّف بطريقة تعزّز أصدقاءه وحلفاءه في المنطقة. هذا واجبنا. حضورنا يعني تعزيز أصدقاءنا وحلفاءنا. يجب علينا ألّا نفعل عملاً يؤدي إلى تضعيف الأصدقاء والأوفياء للجمهوريّة الإسلاميّة في المنطقة. حضورنا على هذا النحو. وهو باعث على الاستقرار. ثبت أن حضور الجمهورية الإسلامية يزيل ما يسبّب فقدان الاستقرار، مثل قضية «داعش» في العراق وقضايا مختلفة في سوريا وما شابه... لا أريد التطرّق إلى هذه التفاصيل. الأشخاص المعنيون يدركون هذا الأمر. لذلك، هذا الحضور في المنطقة محسوم، ويجب أن يكون، وسيبقى.
3- مسألة القدرة الدّفاعيّة والصّاروخيّة الإيرانيّة
أما في القدرة الدفاعية، فلا يجوز لنظام الجمهورية الإسلامية أن يكون الوضع الدفاعي للبلد على نحوٍ يأتي فيه شخص عديم القيمة مثل صدام حسين ويكون قادراً على قصف طهران وإطلاق الصواريخ وأن تحلّق طائراته «ميغ-25» في سمائها ولم يكن النظام (آنذاك) قادراً على فعل شيء. هذا قد حدث. في مدينة طهران هنا. كانت إما تُستهدف بالصواريخ العراقية - هؤلاء «السادة» الأوروبيون أنفسهم عملوا على تعزيز قدرات [صدام] الصاروخيّة حتى تصل صواريخه من بغداد إلى طهران وبقية المدن - أو بطائرات «ميغ-25» التي تقصف من ارتفاع عالٍ ولم نتمكّن من فعل أي شيء؛ لم تكن لدينا إمكانات. لا يجوز للنظام الإسلامي أن يبقيَ البلد على هذا النحو. نحن لم نبقيها على هذا النحو، بتوفيق إلهي. اليوم، قدراتنا الدفاعية تجعل أعداءنا يأخذون هذه القدرات بالحسبان. عندما يتمكن صاروخ الجمهورية الإسلامية من إسقاط الطائرة الأمريكية التي دخلت الأجواء الإيرانية، أو تتمكن الصواريخ الإيرانية من ضرب قاعدة «عين الأسد» (15) بهذه الطريقة، سيكون العدو مُجبراً على أن يأخذ قوّة هذا البلد وقدراته في حساباته الخاصّة وقراراته العسكريّة. يجب ألّا نترك البلاد دون قدرات دفاعيّة. هذا واجبنا. لا ينبغي أن نجعل العدو يجرؤ علينا وألا نكون قادرين على أن نفعل شيئاً في مواجهته.
نقاط حول الاتفاق النووي وتقليص التزامات الجمهوريّة الإسلامية
هناك قضية أخرى تتكرر اليوم كثيراً على لسان المسؤولين والشّعب والسياسيين وفي الفضاء الافتراضي وغير الافتراضي، وهي قضية الاتفاق النووي والالتزامات التي أعلنتها الجمهورية الإسلامية ووضع بعض هذه الالتزامات جانباً، والبدء أخيراً في التخصيب بنسبة 20% وتنفيذ الحكومة قرارَ البرلمان. هذه إحدى النقاشات التي يجري التداول بها اليوم. أودّ أن أشير إلى نقطتين أو ثلاثٍ حول قضية الاتفاق النووي.
1-عودة أمريكا إلى الاتفاق
النقطة الأولى: يثيرون مسألة هل على أمريكا أن تعود إلى الاتفاق النووي أم لا؟ الجمهورية الإسلامية ليس لديها إصرار ولا هي مستعجلةٌ لعودة أمريكا إلى الاتفاق. عودة أمريكا أو عدمها ليست قضيتنا أصلاً. فالمطلب المنطقي والعقلاني للمطالبة به هو رفع الحظر. يجب رفع الحظر. هذا حقّ مغتصب لشعبنا، وواجب عليهم أن يؤدّوا حقّ الشّعب الإيراني، سواء أمريكا أو أوروبا الذين هم معلّقون بأمريكا وتابعون لها. إنْ رُفع الحظر، تصير عودة أمريكا إلى الاتفاق ذات معنى. طبعاً موضوع الخسائر، وهو أحد مطالبنا، ستجري متابعته في المراحل المقبلة، لكن بلا رفعٍ للحظر، قد تكون عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي مضرّة بالبلد، فهي ليست من مصلحتنا، [بل] قد تكون مضرّةٌ بنا. وطبعاً، طلبت من المسؤولين في السلطتين التنفيذية والتشريعية المضيّ قُدماً والعمل على هذه القضايا بدقّة والمراعاة الكاملة للضوابط.
2- القرار الصائب في إلغاء الالتزامات
المسألة الثانية: إنّ قرار «مجلس الشورى الإسلامي» والحكومة إلغاءَ جزء من التزامات الاتفاق النووي قرار صائب ومنطقي وعقلاني تماماً ومقبول. عندما لا يفي الطرف الآخر بالتزاماته جميعاً في الاتفاق، لا معنى أن تفيَ الجمهورية الإسلامية بالتزاماتها جميعاً. لذلك، منذ مدة، ألغوا تدريجياً بعض التزاماتهم، وقبل مدة قصيرة، ألغوا التزامات أخرى. بطبيعة الحال، إذا عادوا إلى التزاماتهم، سنعود إلى التزاماتنا، وقد قلت هذا من البداية. كما قلت منذ طُرحت مسألة الاتفاق: يجب أن يكون الالتزام مقابل الالتزام وعملهم مقابل عملنا. كل ما يتوجب علينا فعله ينبغي على الطرف المقابل أن يعمل مقابله. هذا ما لم يحدث في البداية لكن يجب أن يحدث الآن.
الاستفادة من المبادرة وحيوية الشباب مع خبرة الأفراد المجرَّبين
مسألة أخرى لا ضير من أن أطرحها، ولقد دوّنتها هنا، هي أنني سمعت سؤالاً، وقد قلت ذات مرة في برنامج تلفزيوني (16) بُثّ في المدة الأخيرة على ما يبدو، إنه ينبغي أن تأتي حكومة فتيّة وذات نهج متديّن، وقد قلت ذات مرة إنه لا مصلحة في الاستفادة من المُجرَّبين.
قال بعضهم: وكيف ذلك؟ هاتان لا تنسجمان معاً. أقول: لا، هاتان تنسجمان مع بعضهما بعضاً، ولا تتنافيان مع بعضهما بعضاً. التفتوا! أنا أؤمن بالاعتماد على قوّاتي الشابة، ولديّ إيمان راسخ بذلك، وهو لا يخصّ اليوم، فقد كنت أؤمن بذلك منذ القِدم. معنى الوثوق بالقوى الشابة أنه أولاً في بعض الإدارات المهمة في البلاد يجب الاستفادة من الشباب والوثوق بهم. ثانياً ينبغي الترحيب بالمبادرات التي يتخذونها وحركتهم وطول بالهم ونشاط عملهم. أحياناً يذهب الشاب إلى كل مكان، ويقترح شيئاً مهماً يمكنه فعله ولا يجيبونه، فيأتي إلينا، ثم عندما نحوّله إلى الخبير، يؤكد ويقول إنه صحيح. هذا عمل مهم ويمكن لهذا الشخص أداؤه. حسناً، أعتقد أن على البلاد الاستفادة القصوى من المبادرات الشبابية ونشاط الشباب وروح العمل والتَحفزَّ عندهم. هؤلاء أبناؤنا، وهم أبناء البلد وله الحقّ في الاستفادة منهم. هذه هي مسألة الإدارات، وهي [النقطة المقصودة] في الوقت نفسه. لكن عندما نقول إنه يجب الاستفادة منهم في الإدارات، لا يعني هذا أننا يجب أن نتخلى تماماً عن الجيل السابق. لا! يقتضي الأمر في مكان ما الإدارة للشاب، وفي مكان آخر الإدارة لشخص مجرّب وذي خبرة عملية.
لقد كان هذا هو [المبدأ] نفسه منذ بداية الثورة. قال بعضهم إن الإمام في طهران قد عيّن إمام جمعة في الأربعين، وقد كان أنا، هذا العبد! حسناً، نعم، في الوقت نفسه أيضاً، في كرمانشاه، عيّنوا إمام جمعة يبلغ الثمانين(17)، وفي يزد وشيراز ومشهد وتبريز وما إلى ذلك... من العلماء الكبار، عيّنوا رجالاً يبلغون نحو السبعين، فالأمر مختلف بما يقتضيه. في بداية الثورة، وضع الإمام الجليل على رأس «حرس الثورة» شاباً لم يتجاوز الثلاثين (18)، ووضع على رأس القوات البرية في الجيش رجلاً يبلغ ستين عاماً تقريباً (19). فالاقتضاءات كانت على ذلك النحو. في مكان ما، يتطلب الأمر مديراً شاباً على رأس العمل، وفي مكان آخر مديراً مُجرّباً.
الآن، سأتحدّث عن الحكومة الفتيّة المتديّنة... في ما بعد، إن شاء الله، قريباً من الانتخابات. سوف أتحدث، أي لدي كلمات أقولها لاحقاً، لكن أن يُخيّل لبعضهم أننا إن قلنا: استفيدوا من المُجربين، فهذا يتعارض مع الاستفادة من الشباب. كلا! هذا لا يتنافى. بالطبع، تجدر الإشارة إلى أن بعض الأشخاص في منتصف العمر هم مثل الشباب، فقد كان الشهيد سليماني في الستين تقريباً، [لكن] رأيتم كيف يتنقل في الجبال والسهول والصحراء وكل مكان مثل الشباب، ولم يخَفْ من شيء. طبعاً، لا يعرف الناس كثيراً عن نشاطاته وأعماله، ما شوهد على شاشات التلفاز فقط. ما أعرفه أكثر من ذلك بكثير. في بعض الأحيان، خلال 24 ساعة، يكون في بلد ما ويعمل بمثابرة لدرجة أن المرء يتعب من قراءة مقدار الجهد المبذول والتنقل الذي تمّ في 24 ساعة أو 36. هناك من هم على هذا النحو أيضاً.
بعض النقاط حول «كورونا»
1- اللّقاح المصنوع في إيران مبعثٌ للفخر والاعتزاز
الموضوع الأخير هو موضوع «كورونا» الذي سنكرره. أولاً إن اللّقاح [الإيراني] المُعدّ لـ«كورونا» أمر يدعو للفخر. فلا تنكروا هذا. هذا اعتزاز لأي بلد. إنه فخرٌ للبلد. بالطبع، يسيرون نحو صناعة اللّقاح بطرق مختلفة، وقد وصل إلى مرحلة الاختبار على البشر وكان ناجحاً. فلا تحاولوا إنكار هذا. هناك بعض من يرون أن إنجاز أي عمل عظيم في البلاد مستبعد. عندما صنع شبابنا أجهزة الطرد المركزي النووية هذه، وقد ذكرتها وأشرت إليها مرات عدة في خطاباتي، كتب لي بعض هؤلاء الكبار في المجال العلمي رسالة تقول: سيدي! لا تنخدعوا بهؤلاء، فهم لا يستطيعون فعل شيء كهذا. كانوا ينكرون ذلك، ويقولون إنه لا يمكن فعله، لكنكم رأيتم ما حدث وإلى أين وصل. ينطبق الشيء نفسه على مسألة الخلايا الجذعية. عندما استطاع المرحوم كاظمي (20) وهؤلاء الشباب الأعزاء، الحمد لله، الذين ما زالوا حتى اليوم، إنتاج الخلايا الجذعية، وهو عمل عظيم جداً ضمن القضايا البيولوجية البشرية، فوراً أيضاً صار يُرسل إلينا عدد من الأشخاص برقيات أو يكتبون رسائل - لا أتذكر الآن هل كانت رسائل - ألّا تُصدّقوا كثيراً. جاء بعضهم إلى هنا وقالوا لي: لا تصدق هذا كثيراً، وهذا ليس معتدّاً به. كلا! لقد كان معتدّاً به وصدقناه وكان ذلك صحيحاً آنذاك، ثم تطوّر عشرة أضعاف. إنه الشيء نفسه الآن. لقد صنعوا هذا اللّقاح وجُرّبَ على البشر، وإن شاء الله، سيصنعون أفضله وأكمله أيضاً، أي سيكون أكثر اكتمالاً يوماً بعد يوم، وقد نجح حتى الآن، وبعد هذا، إن شاء الله، سيكون ناجحاً. هذه أول نقطة تدلّ على أن هذا مصدر فخر. أشكر جميع المعنيين وزارة الصحة وغيرهم ممن شاركوا في إنتاج اللّقاح.
2- منع اللّقاحات الأمريكية والبريطانية والفرنسية
النقطة الثانية بخصوص «كورونا» هي أن اللّقاحات الأمريكية والبريطانية غير مسموح دخولها إلى البلاد. لقد قلت هذا للمسؤولين، وأقول ذلك للعموم الآن. لو كان بإمكان الأمريكيين إنتاج اللّقاح، ما حدثت كارثة «كورونا» في بلدهم. قبل أيام قليلة، في غضون 24 ساعة، كان لديهم أربعة آلاف ضحية. إذا كانوا يعرفون كيف يصنعون لقاحاً، وإذا كان مصنع «فايزر» الخاص بهم قادراً على صنع لقاح، لماذا يريدون إعطاءه لنا؟ بل ينبغي أن يستهلكوه بأنفسهم حتى لا يكون لديهم هذا القدر من القتلى والموتى. الشيء نفسه ينطبق على بريطانيا. لذلك، لا ثقة بهم؛ أنا حقاً لا أثق... لا أعرف، أحياناً يريدون تجربة اللّقاح على دول أخرى، لمعرفة هل يعمل أم لا. لذلك [غير مسموح اللّقاحات] من أمريكا وبريطانيا. بالطبع، لست متفائلاً بشأن فرنسا، لأن لديهم سابقة في الدم الملوّث (21). طبعاً، إذا أرادوا الحصول على لقاح من أماكن أخرى – على أن يكون مكاناً مطمئناً - لا مشكلة.
3- الاستمرار بالإجراءات الصحية
النقطة الثالثة بشأن «كورونا» هي أن المراعاة الشّعبية يجب أن تستمر. الآن انخفض عدد الضحايا قليلاً. بالطبع إنه ما زال كثيراً. مئة، أو مئة شخص أو أكثر، في اليوم، ليس شيئاً قليلاً. إنه كثير. لكن الآن [لأنه] قلّ عن ذي قبل، يجب ألّا يعتقد الناس أنّ المشكلة قد حُلّت وانتهت. كلا! استمروا في المراعاة، وعلى مسؤولي الدولة الذين هم مسؤولون عن هذا الأمر متابعة واجباتهم.
4- الاستفادة من الخبرات الجديدة
النقطة الرابعة حول «كورونا» هي أن بعض الأشخاص لديهم تجارب جيدة في هذا المجال وصنعوا دواءً، وجربوا هذا الدواء في مكان ما تحت إشراف المسؤولين، وتم اعتماده وثبتت فعّاليته، فلا تعارضوا هؤلاء. قد يكون هناك كثير من الأشخاص من حولكم يفعلون شيئاً جديداً. طبعاً لا أقصد قبول أي ادّعاء. كلا! لكن تأكّدوا من صحة تلك الادعاءات.
التفاؤل بالمستقبل والنجاح في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية
الكلمة الأخيرة لشعبنا العزيز وشعب قم العزيز والحوزة العلمية المعظّمة هي أنّ الشّعب الإيراني استطاع في الأمس أن يقوم بهذه الثورة العظيمة في ظل الوحدة والعزم والتديّن والحضور في الوقت المناسب والنضال. استطاع القيام بهذا العمل العظيم الذي غيّر مجرى تاريخ العالم والبشر. واليوم، هذا الشّعب ذاته، بالقدرات نفسها والمزيد من الخبرة، ومع الإمكانات المتوافرة، حاضر بأضعاف، ويمكنه التغلب على العقبات كافة. يمكن لهذا الشّعب أن يكون موفّقاً في المجال الاقتصادي، وفي مجال الإنتاج والقيمة النقدية، وفي الشؤون الثقافية والسياسية والعسكرية وما شابه.
أسأل الله – تعالى - أن يُضاعف فضله ولطفه على هذا الشّعب يوماً بعد يوم، إن شاء الله. والسلام على وليّ الله الأعظم، بقية الله، الحجة ابن الحسن - أرواحنا فداه - الذي كان عونه دائماً سنداً لنا. وسلام الله ورحمته على روح الإمام العظيم المطهّرة والمباركة، والذي فتح لنا هذا الطريق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- انتفاضة أهالي مدينة قم في 9/1/1978، المشهورة بـ«انتفاضة 19 دي».
2- استُشهد الفريق قاسم سليماني (قائد «فيلق القدس» في قوّات «حرس الثورة الإسلامية») إثر هجوم طائرة مسيّرة أمريكية على مطار بغداد فجر الجمعة (3/1/2020) برفقة الشهيد «أبو مهدي» المهندس (القائد في «الحشد الشّعبي» العراقي) وثمانية آخرين من المرافقين لهما.
3- الشهيد حسين بور جعفري (المساعد الخاص للشهيد سليماني).
4- الشهيد شهرود مظفري نيا (مرافق الشهيد سليماني).
5- الشهيد هادي طارمي نيا (مرافق الشهيد سليماني).
6- الشهيد وحيد زماني نيا (مرافق الشهيد سليماني).
7- خلال مراسم تشييع جثمان الشهيد قاسم سليماني ودفنه في مقبرة شهداء كرمان، استُشهد عدد من المواطنين وسط ازدحام الحشود. كما أصيبت طائرة ركاب أوكرانية متجهة من طهران إلى كييف بالخطأ في 8/1/2020 بواسطة الدفاع الجوي الداخلي، ما أدى إلى استشهاد ركابها جميعاً.
8- الشهيد محسن فخري زاده العالم النووي والدفاعي الذي استشهد باغتيال في 27/11/2020 في منطقة آبسرد في دماوند.
9- آية الله محمد تقي مصباح يزدي (عضو «مجلس خبراء القيادة» ورئيس «مؤسسة الإمام الخميني التعليمية والبحثية»).
10- وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).
11- American Enterprise Institute.
12- اقتحام المئات من أنصار دونالد ترامب مبنى الكونغرس الأمريكي واحتلاله لساعات، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع القوات العسكرية والأمنية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
13- من كلمته في لقاء أعضاء «المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي» (24/11/2020).
14- إبلاغية السياسات العامة «الاقتصاد المقاوم» (18/2/2014).
15- في 8/1/2020، وفي عملية أطلق عليها اسم الشهيد سليماني، استهدف «حرس الثورة» القاعدة الأمريكية في «عين الأسد» بصواريخ باليستية. وجاءت العملية رداً على العمل الإرهابي الأمريكي، اغتيال الشهيد سليماني.
16- برنامج وثائقي تحت عنوان «غير رسمي».
17- آية الله عطاء الله أشرفي إصفهاني.
18- اللواء محسن رضائي.
19- أمير قاسم علي ظهير نجاد.
20- سعيد كاظمي آشتياني (الرئيس الأسبق لمؤسسة «رويان» التحقيقية).
21- في الثمانينيّات، صدّر معهد «إنستيتو مَريو» الفرنسي مخثرات الدم الملوّثة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) إلى إيران. ونتيجة لاستخدام هذا الدم أصيب عدد كبير من مرضى الهيموفيليا بالفيروس وفقدوا حياتهم.