فلسطين وأهميتها في فكر الإمام الخامنئي(3)

قيم هذا المقال
(0 صوت)

"ثمة اليوم شعب مسلم دامي الوجه يطلب نصرة الأمة الإسلامية من وسط ساحة المعركة. إنني لن أنسى صرخة تلك المرأة المسلمة التي نادت بصوت مبحوح أمام كاميرة المراسل: »يا للمسلمين... «.

الإمام الخامنئي 29/09/2009

الفصل الثالث: الدفاع عن فلسطين

أولا: نتيجة التفرقة في الأمة الإسلامية

لو كان المسلمون اليوم متحدون، و لو اعتمدوا على معنوية الإسلام، لما استطاع العدو ممارسة كل هذا التعذيب والضغط والملاحقة والإيذاء الواضح ضد شعب فلسطين و في داره. قضايا فلسطين تدمي قلب أي إنسان غيور حتى لو لم يكن شديد التدين، وتسلبه الراحة و السكينة.

ثانيا: واجب الدفاع عن الشعب الفلسطيني

الدفاع عن شعب فلسطين المظلوم و نهضته الشجاعة المظلومة واجبنا الإسلامي جميعاً. ثمة اليوم شعب مسلم دامي الوجه يطلب نصرة الأمة الإسلامية وسط ساحة المعركة. إنني لن أنسى صرخة تلك المرأة المسلمة التي نادت بصوت مبحوح أمام كاميرة المراسل: »يا للمسلمين... «.

على جميع المسلمين و العرب الدفاع عن شرعية كفاح الشعب الفلسطيني. يجب التأكيد في المحافل الدولية على أن الناس العزّل الذين سلبت حقوقهم و باتوا تحت الاحتلال من حقهم الكفاح من أجل إحقاق حقوقهم. لذلك فإن استمرار الشعب الفلسطيني في الانتفاضة و المقاومة هو حقهم الشرعي الذي تحترمه القوانين الدولية، رغم أن هذه القوانين تفسّر عادةً لصالح إرادة الاستكبار و القوى العالمية للأسف.

لم يعد بوسع المسلمين أن يشاهدوا القمع اليومي للشعب الفلسطيني و يقعدوا ساكتين. يجب إفهام إسرائيل أن الاستمرار في قمع الشعب الفلسطيني و مناطق سكن الفلسطينيين سيستتبع ردود فعل شديدة و جادة و عملية من قبل كافة العرب و المسلمين.

ثالثا: العالم الإسلامي وقضية فلسطين

أ- دفاع العالم الإسلامي عن فلسطين

قضية فلسطين هي القضية الإسلامية الدولية الأولى. عوّدوا المسلمين منذ سنين على اغتصاب جزء من ديارهم. و ليست القضية قضية اغتصاب ديار المسلمين و حسب بل القضية فوق ذلك. القضية هي أن أعداء العالم الإسلامي جعلوا من جزء من ديار المسلمين خندقاً للهجوم على صفوف المسلمين و للعمل ضد إرادتهم و تحركاتهم.

 

الكلام هنا عن محنة شعب و تشرده و مظلوميته.. الكلام عن اغتصاب بلد... الكلام عن إيجاد غدة سرطانية في قلب البلدان الإسلامية و في نقطة التقاء شرق العالم الإسلامي و غربه.. الكلام هنا عن ظلم مستمر استغرق لحد الآن جيلين متعاقبين من الشعب الفلسطيني المسلم. اليوم حيث تمثل النهضة الإسلامية الدامية المعتمدة على كتل الشعب الواسعة في الأراضي الفلسطينية، خطراً واقعياً و جاداً على المحتلين عديمي الضمائر و الغرباء على الإنسانية و المسارعين إلى الجريمة، أصبحت أساليب العدو أكثر تعقيداً و أدعى إلى الحذر من أي وقت مضى، و على المسلمين في كل العالم أخذ المسألة بمنتهى الجد و التفكير فيها و إيجاد حل لها.

 

إن تأسيس الدولة اليهودية – أو الدولة الصهيونية بتعبير أصح – في هذه المنطقة من العالم الإسلامي هو أساساً لتحقيق هدف استكباري طويل الأمد. بل إن إيجاد هذه الدولة في هذه المنطقة الحساسة التي تمثل تقريباً قلب العالم الإسلامي – أي إنها تربط غرب العالم الإسلامي و أفريقا بشرقه و الشرق الأوسط و آسيا و المشرق، و تعد مثلثاً بين آسيا و أفريقيا و أوربا – كان بسبب إدامة سيطرة المستعمرين آنذاك و على رأسهم الدولة البريطانية، على العالم الإسلامي.

 

السبيل الصحيح لمقاومة الحكومة الغاصبة هو ما وجده الفلسطينيون أنفسهم اليوم و وضعوا فيه خطواتهم الراسخة، و واجب جميع المسلمين أن يمدوا لهم يد العون في هذا الدفاع المقدس. ما من غدر يُقبل اليوم من الحكومات المسلمة في إهمالها للقضية الفلسطينية. لقد بلغت الدولة الغاصبة بالتوحش و التفرعن أقصى درجاته، و أثبتت أنها من أجل تحقيق أهدافها التوسعية الخطيرة مستعدة لاقتراف أية جريمة. و الانتفاضة الإسلامية التي أطلقها الشعب الفلسطيني أتمّت الحجة على الجميع و دلّت أنه على الرغم من الضغوط الشاملة التي يمارسها العدو و الغدر و الخيانة التي تصدر عن أدعياء الصداقة، فإن غرسة المقاومة لم تجف، بل تجذرت و أينعت و أثمرت أكثر. من هنا كان واجباً على جميع الشعوب و الحكومات اعتبار قضية فلسطين الإسلامية بكل صدق من قضاياهم الأولى، و تقديم المساعدة لها بقدر وسعهم.

 

ما من اختلاف بين كافة المذاهب الإسلامية المعروفة، و الفقهاء متفقون كلهم على أنه إذا انفصلت قطعة من التراب الإسلامي على أيدي أعداء الإسلام، و ساد أعداء الإسلام على تلك القطعة من الأرض، فعلى الجميع اعتبار الجهاد و العمل لإعادة تلك القطعة إلى الأرض الإسلامية واجبهم.

 

ليعلم الشعب الفلسطيني – الذي تتسمر عيون العالم الإسلامي عليه اليوم – أن قلوب الأمة الإسلامية معجبة به و تشجعه و تدعو له، و لو كان الطريق مفتوحاً للمساعدة لأرسلت الأمة الإسلامية اليوم مساعداتها إلى هناك، سواء وافقت الحكومات و رغبت أو لا. الأمة الإسلامية لن تتنازل عن فلسطين.. لن تتنازل عن فلسطين.. و لن تغض الطرف عن شباب فلسطين.

ب_ دفاع الحكومات الإسلامية عن فلسطين

المتوقع من الحكومات المسلمة إمداد الشعب الفلسطيني بالإمكانات اللازمة للدفاع، كما يتوقع منها أن تضغط سياسياً على الذين يحمون مصالح الصهاينة في العالم. بوسعهم القيام بذلك في علاقاتهم الثنائية و في الأوساط الدولية، و في الحوارات العامة و في المفاوضات الخاصة. طالما كان المتعدي غير مستعد للكفّ عن جرائمه، فيجب أن يستطيع الشعب الفلسطيني – الذي معه الحق و هو يدافع عن حقه – أن يدافع عن نفسه.

ت_ دفاع شعب إيران عن الشعب الفلسطيني

الشعب الإيراني يدافع دوماً عن الشعوب المظلومة و الرازحة تحت نير الاستكبار، و سيبقى يدافع. الشعب الإيراني يقف و سيبقى واقفاً إلى جانب الشعب الفلسطيني المسلم المجاهد الرشيد ضد الصهيونية المجرمة، و هو يوصي إخوته الفلسطينيين بمواصلة طريق الله – أي الكفاح ضد العدو المغتصب و حماته – بالتوكل و الاعتماد على الله حتى القضاء على الدولة الصهيونية الغاصبة. الشعب الإيراني الكبير و قوات التعبئة المؤمنة المضحية في إيران تعتبر الدفاع عن فلسطين فريضة دينية، و لا ترى هناك هدفاً غير ممكن التحقيق في سبيل الله.

رابعا: استخدام الإعلام في الدفاع عن فلسطين

 

بعد الحرب العالمية الثانية أنتج اليهود في كل أنحاء العالم المئات بل الآلاف من الأفلام لتصوير الظلم الذي لحق بهم ولإظهار أنهم مظلومين و الذين يواجهونهم – بصورة واقعية أو غير واقعية – ظالمين. الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لم يتعرض له أي شعب أبداً. و الحال أن الرأي العام غير مطلع على هذا الظلم للأسف. ينبغي التعبير عن هذا المعنى بشكل صحيح. يجب إنتاج الأفلام و القيام بأعمال فنية ليعلم الرأي العام في العالم كله ما الذي يجري لهذا الشعب.

قراءة 2591 مرة