تتعدد الروايات حول "غرفة القليس" أو "القليس" كما يسميها أبناء صنعاء التي بناها أبرهة الحبشي، في منتصف القرن الخامس الميلادي تقريباً. بنية صرف العرب للحج إليها بدلاً من بيت الله الحرام في مكة المكرمة.
تقول وكيلة الهيئة العامة للآثار أمة الرزاق جحاف، إن "السبب الذي بنيت من أجله هذه الكنيسة أو القليس هو نفسه الذي أدى إلى إهمالها"، مشيرة إلى أنها "بنيت من أجل معاقبة ذلك الرجل الذي أساء إليها، ومن أجل معاقبة المسلمين الذين فضلوا أن يذهبوا إلى الحج إلى بيت الله الحرام كما هي عادتهم عن أن يزوروا كنيسة أبرهة".
أما المؤرخون فيذكرون أن هذه الحفرة الدائرية الشكل بنيت على ربوة يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار. وكانت محاطة بفضاء فسيح للتنزه، وطليت أبوابها بالذهب والفضة.
في الواقع لا شيء الآن يشير إلى ما يتحدث عنه المؤرخون. فالكنيسة التي دمرت قبل 900 عام تبدو في حال يبعث على الأسى.
ويقول عبد الخالق عقبة، إن "هذه المسماة حالياً "غرقة القليس"، والمعروفة سابقاً "بكنيسة القليس" كانت أكبر كنيسة في الشرق الأوسط".
أما نادر وحيش فيقول بدوره "هذا المعلم تحول إلى مكب للنفايات".
وبالرغم من ذلك ظل هذا المكان إلى ما قبل سنوات عامراً بالسواح الذين قصدوه للإطلاع على ما تبقى من آثار الكعبة التي أودت بصاحبها لتبدو في السنوات الأخيرة أشبه بالمكان المهجور.
وتعرب جحاف عن اعتقادها بأنه "في الفترة القادمة لو استطعنا أن نقوم بحملة توعية للناس والشباب بأهمية المكان، لقطعنا شوطاً كبيراً من المهمة".
تشير بعض الروايات الشفهية إلى وجود سرداب بطول ثلاثة كيلو مترات يمتد من أسفل هذه الكنيسة. وتطالب جهات معنية بالتاريخ بوضع مجسات تتبع الأثر لجمع الدلائل للتأكد من صحة حكاية هذا السرداب. فيما تبدو "الكعبة" التي ظلت محروسة ردحاً من الزمن بعد موت بانيها بلعنة الشياطين والأفاعي، كما لو أنها أصيبت باللعنة.