قال الصادق (ع) :
إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود (ع) : ما لي أراك وحدانا ؟..
قال : هجرت الناس وهجروني فيك
قال : فما لي أراك ساكتا ؟..
قال : خشيُتك أسكتتني
قال : فما لي أراك نَصِبا ؟..
قال : حبّك أنصبني
قال : فما لي أراك فقيراً وقد أفدتك ؟..
قال : القيام بحقك أفقرني
قال : فما لي أراك متذلّلا ؟..
قال : عظيم جلالك الذي لا يوصف ذلّلني ، وحقّ ذلك لك يا سيدي !..
قال الله جلّ جلاله : فابشر بالفضل مني ، فلك ما تحبّ يوم تلقاني ، خالط الناس وخالقهم بأخلاقهم ، وزايلهم في أعمالهم ، تنل ما تريد مني يوم القيامة .
وقال الصادق (ع) : أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (ع) :
يا داود !.. بي فافرح ، وبذكري فتلذّذ ، وبمناجاتي فتنعّم ، فعن قليل أُخلّي الدار من الفاسقين ، وأجعل لعنتي على الظالمين . 1
قال الصادق (ع) : قال الله عزّ وجلّ لداود (ع) : يا داود !..بشّر المذنبين ، وأنذر الصدّيقين ، قال : كيف أُبشّر المذنبين وأُنذر الصدّيقين ؟..
قال :يا داود !.. بشّر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب ، وأنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم ، فإنه ليس عبدٌ أنصبه للحساب إلا هلك .
روي أنّ الله أوحى إلى داود (ع) : مَن أحبّ حبيباً صدّق قوله ، ومَن آنس بحبيبٍ قبل قوله ورضي فعله ، ومَن وثق بحبيبٍ اعتمد عليه ، ومَن اشتاق إلى حبيبٍ جدّ في السير إليه .
يا داود !.. ذكري للذاكرين ، وجنتي للمطيعين ، وزيارتي للمشتاقين ، وأنا خاصة للمطيعين .3
----------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1- أمالي الصدوق ص118
2- أصول الكافي 2/214
3- إرشاد القلوب 1/73