تمهيد
قال تعالى: ﴿ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ ﴾1.
أهميّة النقد ودورهأهميّة النقد ودوره
من الضّروري للإنسان - بشكل عام - أن يحمل روح النقد، والنقد لا يعني إظهار العيوب أو كشف السلبيّات، وإنّما يعني وضع الشيء تحت المحكّ لتشخيص حسنه من رديئه. فمثلًا لو أراد أحد أن ينتقد كتابًا معيّنًا فلا يعني هذا أنّه يريد كشف عيوبه وسلبيّاته، بل يعني أنّه يريد إظهار العيوب والسلبيّات من جهة، والمحاسن والإيجابيّات من جهة أخرى. ولا بدّ للإنسان أن يكون ناقدًا لكلّ ما يسمعه من الآخرين. وبعبارة أخرى، يكون مراقبًا ومحلّلًا لكلامهم، وليس من المستحسن له أن يقبل كلامًا أيّ كلام كان بمجرّد ذيوعه في الوسط الاجتماعي وشهرته بين الناس حتّى إذا كان كلامًا جميلًا عذبًا، فالإنسان يجب أن يكون ناقدًا في كلّ الأحوال لا سيّما فيما يخصُّ أمور الدين.
وفي الحديث عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مضمونه: "اعرضوا حديثي على القرآن فإن وافقه فخذوه وإلّا فدعوه"2، لون من النقد.
وهنا حديث آخر أتذكرّه مجملًا، ويتعلّق بأصحاب الكهف الّذين ورد ذكرهم في القرآن، حيث قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى * وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ... ﴾3، فيقال إنّهم كانوا صيارفة ولكن ليسوا صيارفة بالمعنى المتداول اقتصاديًّا كما ظنّ البعض، بل "كانوا صيارفة الكلام" كما ورد على لسان أئمّة أهل البيت عليهم السلام، وليسوا صيارفة الذهب والفضة. وبعبارة أخرى، إنّهم كانوا حكماء علماء، وبما أنّهم كانوا حكماء لذلك كانوا يتفنّنون في قياس ومناقشة ما يعرض عليهم من كلام، والتفقّه في الدين الّذي ورد في قوله تعالى: ﴿ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ...﴾ يعني أنّ الإنسان المتفقّه يجب أن يكون ناقدًا إلى الحدّ الّذي يكون فيه قادرًا على تحليل كلّ ما يطرح وله علاقة بالدين.
أتذكر قصّة في حياتي حدثت معي أودّ أن أنقلها لكم: كنتُ في الرابعة عشر أو الخامسة عشر من عمري وقد درست قليلًا من مقدّمات العربيّة، وكان ذلك بعد حادثة خراسان المعروفة، حيث تعرضت الحوزة العلمية في مشهد إلى هجمة شرسة من قبل أزلام النظام، ممّا أدّى إلى شللها بالكامل وكلّ من كان يرى تلك الأوضاع المزرية يتصوّر أن لا تقوم للعلماء قائمة بعدها.
وبرزت في تلك الفترة حادثة احتاجت إلى كتابة حولها، فدعيت إلى ذلك، فكتبت مقالة وعندما رآها أحد الأشخاص، وكان في منصب حسّاس" رمقني بنظرة ثمّ أعرب عن أسفه لكوني ما زلتُ عالمًا دينيًا، وعلّق على ذلك، ثمّ نصحني قائلًا: لقد ولّى ذلك الزمان الّذي كان يذهب به الناس إلى النجف أو إلى قم للدراسة وبلوغ الدرجات العليا في سلّم العلم"، لقد ولّى من غير رجعة. وواصل كلامه قائلاً: "هل أنّ الأشخاص الّذين يتربعون على الكراسي يتميّزون عليكم بإصبع مضاف إلى أصابعهم؟ أي أنّكم يمكن أن تكونوا مثلهم إذا تركتم ريّكم!"، وأطال المقام في حديثه كي يقنعني بالتخلّي عمّا أنا فيه لكنّه لم يجد مني أذنًا صاغية.
بعد ذلك، يمّمت وجهي صوب قم، وأقمتُ فيها خمس عشرة سنةً، ثم توجّهتُ بعدها إلى طهران وهناك صدر لي أوّل كتاب ألّفته وهو "مبادىء الفلسفة". أمّا ذلك الشخص فقد أصبح عضوًا في مجلس النواب، وكان ذكيًّا فاهمًا، ولم يكن في وضع اجتماعي واقتصادي جيّد إبّان شبابه، لكن تبدّل حاله فيما بعد، وأصبح في وضع جيّد.
كان صدور كتابي آنف الذكر بعد ثماني عشرة سنة من لقائي به، وعندما وقعت في يده نسخة منه كان قد نسي ذلك اللّقاء ونصيحته لي، فبدأ يُطري ويثني على الكتاب وكان كلّما جلس في مكان يثني على الكتاب إلى حدّ المبالغة، وحتّى صادف مرّةً أنّي كنتُ حاضرًا في أحد المجالس فأطرى عليّ كثيرًا. وهنا تذكّرتُ ذلك الموقف يوم نصحني قبل ثماني عشرة سنة، وحدّثتُ نفسي أنّي لو كنتُ قد سمعتُ نصيحته لكان مثلي مثل الكاتب العادي الّذي ينتظر الناس كي يكتب لهم عرائض، لكنّي والحمد لله لم أسمع كلامه، ولو كنت قد سمعته لما كان كلّ هذا الإطراء الّذي ملأ أذني.
ما هي العبادة؟
أودّ أن أخصّص قسمًا من محاضرتي للحديث عن بعض الممارسات العامّة الثابتة الّتي لا تقبل النسخ والتغيير، والّتي لا يستطيع عامل الزمن أن يؤثّر عليها مطلقًا. ومن هذه الممارسات: العبادة، وهي من حاجات الإنسان. فما معنى العبادة؟
إنّ العبادة هي الحالة الّتي يتوجّه فيها الإنسان باطنيًّا نحو الحقيقة الّتي أبدعته، ويرى نفسه في قبضة قدرتها وملكوتها، ويشعر أنّه محتاج إليها. وهي في الواقع سير الإنسان من الخلق نحو الخالق.
العبادة حاجة الإنسان الثّابتة
بغضّ النظر عن كلّ فائدة يمكن أن تكون فيها، فهي نفسها من الحاجات الروحيّة للإنسان. وعدم القيام بها يؤدّي إلى حدوث خلل في توازنه، وأذكر مثالًا بسيطًا على عدم التوازن بالخرج الّذي يوضع على ظهر الحيوان، فإنّ هذا الخرج يجب أن يكون متوازنًا من طرفيه دون رجحان طرف على آخر. إنّ في وجود الإنسان فراغًا يستوعب كثيرًا من الأشياء، وكلّ حاجة لا تشبع تؤدّي إلى الاضطراب وفقدان التوازن في روحه، وإذا أراد الإنسان أن يقضي عمره بالعبادة تاركًا الممارسات الحياتيّة الأخرى، ومعرضًا عن تلبية حاجاته المنوّعة، فإنّ هذا سوف يبعث على اضطرابه وامتعاضه، والعكس هو الصحيح، أي إذا ركض الإنسان لاهثًا وراء الماديّات فقط دون الاهتمام بالمعنويّات والقضايا الروحيّة فسوف لن يقرّ لروحه قرار، وتظلّ روحه في عذاب دائم،. وقد التفت إلى هذه الناحية الزعيم الهندي "جواهر لآل نهرو" حيث تغيّرت حالته في أواخر أيّام حياته بعدما كان علمانيًّا في عنفوان شبابه.
يقول هذا الرجل: "أشعر أنّ في روحي وفي هذا العالم فراغًا لا يسدّه شيء إلّا المعنويّات، وما هذا الاضطراب والقلق الّذي برز في العالم إلّا بسبب عدم التوجه إلى الجانب الروحي وضعف النزوع إلى المعنويّات. وقد تمخض هذا عن فقدان التوازن"، ثمّ يردف قائلًا: "وتلحظ هذه الحالة - أي القلق - بصورة حادّة في الاتحاد السوڤياتي. فعندما كان الشعب الروسي جائعًا كان لا يفكّر إلّا كيف يسدّ جوعه، ولذلك كان في دوّامة من التخطيط للنضال من أجل تحصيل قوته. ولمّا استتبّ الوضع واستعاد حياته الاعتياديّة بعد الثورة برزت في وسطه ظاهرة القلق الروحي. وها هو يعاني منها. ولو سنحت فرصة لأحد بعد عمله، فإنّ أوّل مأساة يواجهها هي كيف يقضي ساعات فراغه، وكيف تُقَضى هذه الساعات". بعد ذلك يقول "نهرو": "أنا لا أظنّ أنّ هؤلاء يستطيعون سدّ فراغهم إلّا بالتوجه إلى الجانب المعنوي، والتركيز على المعنويّات في ملء ساعات الفراغ الّذي أعاني منه أنا أيضًا".
آثار ترك العبادة
إذاً العبادة حاجة ماسّة للإنسان ولا بدّ له منها، وما الأمراض النفسية المتفشية في عالم اليوم إلّا بسبب إعراض الناس عن العبادة، ولعلّنا لم نحسب لها حسابها ولكن هي حقيقية جليّة. والصلاة - بغض النظر عن كلّ شيء - طبيب متواجد في كلّ وقت، أي إذا كانت الرياضة مفيدة للصحّة، وكانت المياه الصافية ضروريّة لكلّ بيت، والهواء النقي ضروريّ لكلّ إنسان، وكذلك الغذاء السالم، فالصلاة ضروريّة أيضًا لصحّة الإنسان كضرورة تلك الأشياء وفائدتها. ولعلّكم غافلون عن أنّ الإنسان لو خصّص ساعة من وقته لمناجاة ربّه لرأى كم تطهر روحه وتصفو، وكم تفيض عليه هذه المناجاة من نقاء وصفاء واطمئنان، وتضمحلّ كلّ المفردات الروحيّة المؤذية الّتي قد يتعرّض لها الإنسان.
أهمية العبادة في الإسلام
كنت أتحدّث عن العبادة في جلسة من الجلسات فقلت: ليس الإسلام دينًا اجتماعيًّا، أو دينًا أخلاقيًّا فقط، بل الإسلام دين جامع كامل شامل لكلّ جوانب الحياة، وله أرفع الآراء بالنسبة إلى التعاليم الاجتماعيّة حيث جاء في الكتاب العزيز:
﴿ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ﴾4، وفيه أسمى المفاهيم حول الأخلاق إذ جاء في القرآن الكريم: ﴿ هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ ﴾5. ولكنّ هذا الإسلام الّذي رفع من قيمة التعاليم الاجتماعيّة، هل قلّل من قيمة العبادة شيئًا؟ لا، فلم ينقص من قيمة العبادة شروى نقير، بل حفظ لها قيمتها ومقامها، وجعل منزلتها فوق كلّ شيء. ومن وجهة نظره، فإنّ العبادة هي الهيكل العام لكلّ تعاليمه، ولها الصدارة بين تلك التعاليم، ولو كانت صحيحة، صحّت معها المسائل الاجتماعيّة والأخلاقيّة، والعكس هو الصحيح، ولا يصدّقنّ أحد أنّ شخصًا ما يكون مسلمًا جيّدًا في الجانب الاجتماعي والأخلاقي، وغير جيّد في الجانب العبادي. ونحن لا نقرّ بإسلام الشخص الّذي لا يصلّي. وقد شبّهها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحمّة تكون على باب الرجل، فيغتسل منها في اليوم خمس مرّات6، وقد ورد التأكيد عليها والأمر بها والمحافظة عليها في المأثور: "تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها"7، وقال جلّ من قائل: ﴿ وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ ﴾8، وقال: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ ﴾9، وقال تعالى شأنه: ﴿ وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ َبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا ﴾10.
العبادة والتكامل الإنساني
لا يمكن للإنسان أن يكون كاملًا إلّا بالعبادة. ونبيّنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على ما هو عليه من العظمة والقرب من الله، والتبشير له بالجنّة، لكنّه كان مشغولًا بتلك العبادات، والأوراد، وكلمات التسبيح والاستغفار. وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يجلس مجلسًا إلّا واستغفر فيه خمس وعشرين مرّة بقوله" "أستغفر الله ربّي وأبوب إليه". وكانت العبادة الّتي بمارسها عليّ بن أبي طالب عليه السلام ترفده بألوان القوّة والمنعة، وتفيض عليه بالضمير الوقّاد والروح المشعّة، وهو الوجود الجامع التامّ، وهو الحاكم العادل، وهو العابد في جوف الليل. فيجب أن لا نغفل قيمة العبادة.
دخل "عدي بن حاتم" على "معاوية" يومًا، وكان ذلك بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بسنين، و"معاوية" يعلم أنّ "عديًّا" من أصحاب الإمام المقرّبين المخلصين، فأراد منه أن ينال من عليّ ولو بكلمة واحدة. فقال له "معاوية" شامتًا مستخفًّا به: "ما فعلت الطرفات؟"، يعني بذلك أولاده طرفة وطريف وطارف، وكانوا قد استشهدوا مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام في صفين، وكان "معاوية" يقصد إزعاج عديّ من وراء سؤاله. فقال له عديّ: "قتلوا مع أمير المؤمنين"، فردّ عليه "معاوية" بقوله: "ما أنصفك عليّ، لقد قتل أولادك وأبقى أولاده"، فقال له "عديّ بن حاتم": "بل ما أنصفتُ عليًّا إذ قتل وبقيت بعده، ليتني كنت ميتًا وعليًّا حيّ". فاغتاظ من جوابه وقال له مهددًا: "أما والله لقد بقيت قطرة من دم عثمان لا يغسلها إلّا دم شريف من أشراف اليمن"، وكان يعنيه بذلك.
انبرى إليه "عدي" مستخفًّا به وبتهديده قائلًا: "والله يا معاوية، إنّ القلوب الّتي أبغضناك بها لفي صدورنا والسيوف الّتي حاربناك بها لا تزال في أيدينا، ولئن أقبلت نحونا بغدرك فترًا فسندنو إليك بسيوفنا شبرًا وإن حزّ الحلقوم وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من أن نسمع المساءة في عليّ وآل عليّ عليهم السلام فسلّم السيف لباعث السيف".
فتجاهل "معاوية" تهديده وقال له: "صف عليًّا"، فقال "ابن حاتم": "إن رأيت أن تعفيني من ذلك يا معاوية"، فرفض أن يعفيه وكان يعلم بأنّ كلّ صفة من صفات عليّ عليه السلام إذا مرّت على سمع "معاوية" ستكون بمثابة طعنة في قلبه، فاستغلّ هذه الفرصة وقال كلامًا رائعًا في وصف إمامه وسيّده، ومن كلامه:" تنفجر الحكمة من جوانبه والعلم من نواحيه. ومنه: وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويدنينا إذا أتيناه، ونحن مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلّمه لهيبته، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته، يعظّم أهل الدين ويتحبّب إلى المساكين، لا يخاف القويّ ظلمه، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأقسم بالله يا معاوية لقد رأيته ليلة وقد مثل في محرابه وأرخى اللّيل سدوله وغارت نجومه، ودموعه تنحدر على لحيته الكريمة، وهو يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأنّي أسمعه الآن وهو يقول: "يا دنيا إليّ تعرضتِ أم إليّ أقبلتِ، غرّي غيري لا حان حينك قد طلقّتك ثلاثًا لا رجعة لي فيك فعيشك حقير وخطرك يسير، آه من قلّة الزاد وبعد السفر وفقد الأنيس"11.
لقد أحسن هذا الرجل المخلص وصف أمير المؤمنين عليه السلام. وقد وصفه وصفًا أثّر في "معاوية" حتى تصنّع البكاء إلى الحدّ الّذي انهمرت دموع عينيه، فبدأ بمسحها بكُمّه، وهو يقول: "رحم الله أبا الحسن لقد كان كذلك. عقمت الدنيا أن تلد مثله"، ولله درّ الشاعر حين يقول:
ومناقب شهد العدوّ بفضلها *** والفضل ما شهدت به الأعداءُ
فعليٌّ هو الرجل الّذي يشهد أعداؤهُ بفضلهِ وفضيلتهِ.
* الإسلام والحياة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1 سورة التوبة، الآية 122.
2 راجع: العلامة المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج 50، ص 80.
3 سورة الكهف، الآيات 13 - 14.
4 سورة الحديد، الآية 25.
5 سورة الجمعة، الآية 2.
6 السيد الرضي، نهج البلاغة (خطب الإمام علي عليه السلام)، ص 317، الخطبة 199.
7 م.ن، ص 316، الخطبة 199.
8 سورة طه، الآية 132.
9 سورة المزمّل، الآية 20.
10 سورة الإسراء، الآية 79.
11 راجع: أحمدي ميانجي، علي، مكاتيب الأئمة عليهم السلام، تحقيق وتصحيح مجتبى فرجي، قم، دار الحديث، 1426 هـ، ط 1، ج 1، ص 355-357.