الاعتدال في حب الصديق والثقة به

قيم هذا المقال
(2 صوت)
الاعتدال في حب الصديق والثقة به

ومن الحكمة أن يكون العاقل معتدلاً في محبة الأصدقاء والثقة بهم والركون إليهم دون إسراف أو مغالاة ، فلا يصح الإفراط في الاطمئنان إليهم واطلاعهم على ما يخشى إفشاءه من أسراره وخفاياه .

فقد يرتد الصديق ويغدو عدواً لدوداً ، فيكون آنذاك أشد خطراً وأعظم ضرراً من الخصوم والأعداء .

وقد حذرت وصايا أهل البيت عليهم السلام وأقوال الحكماء والأدباء نظماً ونثراً من ذلك :

قال أمير المؤمنين (ع) : «أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» (1) .

وقال الصادق (ع) لبعض أصحابه :

«لا تطلع صديقك من سرك إلا على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك فإن الصديق قد يكون عدوك يوماً ما» .

قال المعري :

خف من تود كما تخاف معادياً                           وتمار فيمن ليس فيه تمار

فالرزء يبعثه القريب وما درى                            مضر بما تجنى يدا أنمار

وقال أبو العتاهية :

ليخل امرؤ دون الثقات بنفسه                فما كل موثوق به ناصح الحب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نهج البلاغة .

قراءة 2378 مرة