ما هي علامات صدق الإيمان؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
ما هي علامات صدق الإيمان؟

هناك أربع علائم لمعرفة صدق الإيمان:

الأولى: علائم عباديّة:
أ- العبادة هي التجسيد الحقيقيّ للإيمان
وتحتلّ مركز الصدارة في الكشف عن حقيقة إيمان الإنسان. يقول أمير المؤمنين: "لا عبادة كأداء الفرائض"[1].
 
ب- هناك علاقة طرديّة بين الإيمان والعبادة، كلّما أزداد إيمان العبد أقبل على العبادة أكثر فأكثر، وظهرت عليه علائم التفاعل معها والانفعال بها. كما هي حال أهل البيت عليهم السلام، الذين ضربوا بعبادتهم أروع الأمثلة. عن أبي عبدالله قال: "كان أبي يقول: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ كَأَنَّه سَاقُ شَجَرَةٍ لَا يَتَحَرَّكُ مِنْه شَيْءٌ إِلَّا مَا حَرَّكَته الرِّيحُ مِنْه"[2].
 
ج- والعبادة لا ينحصر مصداقها في الصلاة والصيام، وما إلى ذلك من الفرائض العباديّة، فعن أمير المؤمنين أنّ: "التفكّر في آلاء الله نعم العبادة"[3]، وعنه أيضاً: "التفكّر في ملكوت السماوات والأرض عبادة المخلصين"[4].
 
الثانية: علائم نفسيّة: ومنها
أ- الصلابة والثبات:
روي عن الإمام الصادق في وصف المؤمن أنّه قال: "... وَقُورٌ عِنْدَ الْهَزَاهِزِ صَبُورٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ شَكُورٌ عِنْدَ الرَّخَاءِ قَانِعٌ بِمَا رَزَقَه اللَّه،.. "[5].
 
ب- التزام الحقّ عند الرّضا والغضب: عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّه فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّه: ثَلَاثُ خِصَالٍ، مَنْ كُنَّ فِيه اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الإيمان، إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْه رِضَاه فِي بَاطِلٍ، وإِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْه الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ، وإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَه"[6].
 
ج- البشر وانشراح الصدر: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "بِشْرُه فِي وَجْهِه وحُزْنُه فِي قَلْبِه أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً وأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً،.."[7].
 
د- قوّة الإرادة: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنَّ المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سكت تذكّر، وإذا تكلّم ذكر، وإذا استغنى شكر، وإذا أصابته شدّة صبر، فهو قريب الرضى بعيد السخط، يرضيه عن الله اليسير، ولا يسخطه الكثير، ولا يبلغ بنّيته إرادته في الخير، ينوي كثيراً في الخير، ويعمل بطائفةٍ منه، ويتلهّف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به"[8].
 
هـ- الاستغلال الأمثل للزمن: عن أمير المؤمنين: "لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّه وسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَه وسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِه وبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ ويَجْمُلُ ولَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِي ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ"[9].
 
الثالثة: علائم أخلاقيّة:
لا يخفى أنّ هناك علاقة وطيدة بين الإيمان والأخلاق، كلّما سما المؤمن في إيمانه حسنت أخلاقه، يقول عليه السلام: "لَا تَنْظُرُوا إِلَى طُولِ رُكُوعِ الرَّجُلِ وسُجُودِه، فَإِنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ اعْتَادَه، فَلَوْ تَرَكَه اسْتَوْحَش لِذَلِكَ، ولَكِنِ انْظُرُوا إِلَى صِدْقِ حَدِيثِه وأَدَاءِ أَمَانَتِه"[10].
 
الرابعة: علائم اجتماعيّة:
من الأمور الهامّة التي تكشف عن مدى إيمان الفرد، شعوره نحو أبناء جنسه، وعلاقته معهم. ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "الْمُؤْمِنُ حَسَنُ الْمَعُونَةِ، خَفِيفُ الْمَؤونَةِ، جَيِّدُ التَّدْبِيرِ لِمَعِيشَتِه، لَا يُلْسَعُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ"[11].

وقد اعتبر الرسول الأكرم أنّ: "مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش"[12].
 
قد أفلح المؤمنون، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الواسطي، عليّ بن محمد الليثيّ، عيون الحكم والمواعظ، تحقيق الشيخ حسين الحسينيّ البيرجنديّ، دار الحديث، إيران - قم، ط1، ص 533، الفصل الثاني: ما ورد بلفظ النفي.
[2] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج3، ص 300، باب الخشوع في الصلاة، ح4.
[3] الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص 29.
[4] المصدر نفسه، ص 53.
[5] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص 231، باب المؤمن وعلاماته، ح2.
[6] المصدر نفسه، ص 239، ح 29.
[7] الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ص 226، ح 1.
[8] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج75، ص 50، ح 79.
[9] نهج البلاغة، مصدر سابق، غريب كلامه، ص 545، ح 390.
[10] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص 105، باب الصدق وأداء الأمانة، ح12.
[11] المصدر نفسه، ص 241، باب المؤمن وعلاماته، ح 38.
[12] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج 74، ص 145، ح48.

قراءة 610 مرة