فاطمة (س) في القرآن

قيم هذا المقال
(0 صوت)

القصة الأولى:

مرض الحسن و الحسين ذات يوم، و جاء النبي(صلى الله عليه وآله) لعيادتهما ، فتأثر كثيرا مما رآهما فيه من الضعف و المرض ، و قال لعلي( ع) : (لو نذرت لشفاء ولديك نذرا) ، فنذر الإمام(عليه السلام) لله تعالى ، أن يصوم ثلاثة أيام مع زوجته فاطمة.

و فعلا فقد برئ الحسنان من مرضهما ، و حان موعد الوفاء بالنذر، فصاما اليوم الأول ، و جاء وقت الإفطار ، و وضعت فاطمة خبز الشعير أمام علي ، وجلست هي و الحسنان ، ولم تكن ثوان ، و إذا الباب يطرق، من؟ أنا مسكين.. السلام عليكم يا أهل بيت محمد ، أطعمون! فحملوا إليه الخبز كله ، و باتوا جياعا ، و لم يذوقوا إلا الماء.

و في اليوم التالي ، أصبحوا صائمين أيضا ، و جاء وقت الإفطار، و قد أخذ الجوع منهم مأخذا ، و جعلت فاطمة الخبز و الماء أمامهم ، لكي يفطروا به ، و إذا بالباب طارق، فنادى علي: (من الطارق؟) ، قال: أنا يتيم من يتامى المسلمين ، أطعمون أطعمكم الله على موائد الجنة.

لم يكن من صفات علي و فاطمة ، أن يردا أحدا ، فقدما له الخبز كله ، و باتوا جياعا أيضا. و أصبحوا في اليوم الثالث صائمين، و تكرر معهم نفس الفعل ، و تصدقوا بطعامهم كله لأسير من المشركين.

ثم أراد الله تعالى ، أن يظهر عظمة ، و فضل علي وفاطمة و الحسنان ، لما امتحنهم بثلاث أيام ، فهبط جبرئيل على النبي بسورة الدهر إكراما لهم: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر... إن الأبرار يشربون...)، الإنسان.

القصة الثانية:

في أحد الأيام ، دخل النبي على فاطمة ، و قال لها: (إني أحس بالضعف يا فاطمة ، آتيني كساءا ، و غطيني به)، ففعلت فاطمة.

ثم جاء ابنه الحسن فسلم عليه، و قال: (اتأذن لي ، ان أدخل معك تحت الكساء يا رسول الله؟) فقال: (نعم).

ثم جاء الحسين ، ففعل ما فعله الحسن، ثم جاء أمير المؤمنين علي ، هو الآخر ، و دخل تحت الكساء.

ثم دعا النبي فاطمة ، و دخلت معهم تحت الكساء ، عندها قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):

(اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ،و خاصتي ، و حامتي ، لحمهم لحمي ، و دمهم دمي ، يؤلمني ما يؤلمهم ، و يحزنني ما يحزنهم ، أنا حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم...).

بعدها هبط الوحي على النبي ، و أنزل عليه قوله تعالى: (إنما يريد الله ، ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، و يطهركم تطهيرا) ،( الأحزاب: 34).

و قد حرص النبي أشد الحرص على إبراز (أهل البيت) ، حتى لا يتصور الناس ، أن المراد بهم نساء النبي، فكان كل يوم يمر في الصباح على بيت فاطمة و علي ، و لمدة ستة أشهر ، يطرق الباب ، و هو يتلو الآية الكريمة.

فكانت هذه الآية تشير إلى عدة أمور مهمة منها:

1- أن عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ، هم(أهل البيت).

2- أنهم معصومون من الرجس و ، مطهرون من قبل الله تعالى.

3- أن عصمتهم مستمرة.

و هكذت كانت فاطمة

افضل نساء العالمين ، لأن الله عصمها من الرجس، و طهرها من الدنس.

قراءة 2743 مرة