ما هي الغاية من الصلاة؟ وكيف نصلي؟
إن (الذكر) هو الغاية من الصلاة. يقول تعالى: ﴿إِنّنِي أنا اللّهُ لا إِله إِلّا أنا فاعْبُدْنِي وأقِمِ الصّلاة لِذِكْرِي﴾([1]).
فالصلاة إذن ذكر، والغاية من الصلاة الذكر ولا يتأتى للإنسان الذكر من دون "حضور القلب" في الصلاة، فإن الذكر هو الحضور، والغفلة الغياب، ولكي يحقق الانسان في صلاته حالة الذكر لابد له من تحضير القلب.
ولا قيمة للصلاة إلا بمقدار حضور القلب، وليس للمصلي من صلاته الا ما أقبل عليها بقلبه. وقد دلت الروايات على ذلك. فعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله: "كم من قائم حظه من صلاته النصب والتعب"([2]).
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم: "إذا أقمت للصلاة فعليك بالإقبال على الله، فإنما لك من الصلاة ما أقبلت عليه بقلبك"([3]).
وقد تكون الصلاة فارغة تماما من ذكر وإقبال على اللّه، وليس فيها من الصلاة الا الشكل والمظهر.. فيضرب بها وجه صاحبها.
الخشوع في الصلاة
فمِنْ علامةِ أحدِهِمْ أنّك ترى لهُ.... خُشُوعا فِي عِبادة.
فما هو الخشوع وكيف يمكن تحصيل هذه الحالة من القرب الى الله؟
الخشوع في اللغة :هو الخضوع والسكون. قال: ﴿وخشعت الْأصْواتُ لِلرّحْمنِ فلا تسْمعُ إِلّا همْسا﴾([4]). أي سكنت.
والخشوع في الاصطلاح: لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه،فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء،لأنها تابعة له فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح.
إن الخشوع في الصلاة، هو توفيق من الله جل وعلا، يوفق إليه الصادقين في عبادته، المخلصين المخبتين له، العاملين بأمره والمنتهين بنهيه. فمن لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصلاة، لا يتذوق لذة الخشوع ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه وبعده عن الله.قال تعالى: "إنّ الصّلاة تنْهى عنِ الْفحْشاء والْمُنكرِ"([5])، فالذي لم تنهه صلاته عن المنكر لا يعرف إلى الخشوع سبيلاُ، ومن كان حاله كذلك، فإنه وإن صلى لا يقيم الصلاة كما أمر الله جل وعلا، قال تعالى: ﴿اسْتعِينُواْ بِالصّبْرِ والصّلاةِ وإِنّها لكبِيرةٌ إِلاّ على الْخاشِعِين﴾([6]).
المتقون، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) طه: 14.
([2]) الرازي- وفاة 206- التفسير الكبير ج23 ص77.
([3]) المجلسي- محمد باقر- بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة- ج81 ص260.
([4]) طه: 108 .
([5]) العنكبوت: 45.
([6]) البقرة:45.