يري الكثير من المراقبين السياسيين ان مفاوضات جنيف النووية التي انتهت الاربعاء بين ايران ومجموعة ۵+۱ ، قد تتحول الي بداية لمرحلة جديدة في العلاقة بين ايران والغرب.
القرائن التي دفعت المراقبين الي رسم هذه الصورة للجولات الاربع من المفاوضات التي جرت علي مدي يومي ۱۵ و ۱۶ من شهر تشرين الاول اكتوبر الحالي ، كثيرة ، منها مواقف وتصريحات المعنين بالمفاوضات ، ومنها صمتهم الذي كان ابلغ بيانا من تصريحاتهم.
ومن باب الحق ماشهدت به الاعداء ، جاءت الاشادة الابرز بالمقترح الذي تقدمت به ايران الي مجموعة ۵+۱ في جنيف علي لسان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الذي قال : وجدنا العرض الايراني مفيدا وبمستوي من الجدية والمضمون لم نشهده من قبل.
وفي حديث لرويترز الاربعاء قال مسؤول كبير بالادارة الامريكية شارك في المفاوضات ، طالبا عدم نشر اسمه: انه لم يحدث ان رأي من قبل مثل هذه المحادثات المكثفة والمفصلة والمباشرة والصريحة مع الوفد الايراني.
اما مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون فقالت في مؤتمر صحفي الاربعاء ان القوي العالمية تدرس بعناية الاقتراح الايراني، واضافت ان المحادثات كانت اكثر تفصيلا من اي محادثات اجريناها لحد الان ومواقفنا حددت عدد من القضايا بالفعل.
اما ايران وعلي لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف وصفت المحادثات مع مجموعه ۵+۱ بأنها مثمرة وقال ظريف نأمل في بدء مرحلة جديدة من العلاقات.
واضاف في مؤتمر صحفي ، اننا نشعر ان أعضاء المجموعة اظهروا ايضا الارادة السياسية اللازمة لتحريك العملية للامام.
الملفت ان هذه المرة الاولي التي يصدر فيها المتفاوضون بيانا مشتركا تم التأكيد فيه علي الاجواء الايجابية التي سادت المفاوضات.
كما اتفق الجانبان في البيان المشترك علي عقد اجتماع للجنه خبراء الشوءون النووية والعلمية والحظر قبل الجولةالقادمة من المفاوضات النووية المقررة في ۷و ۸ من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
ويبدو ان تشكيل لجنة الخبراء ، ورغم وما تحمله من رسائل ، جاءت لتوفير الوقت للمتفاوضين في تشرين الثاني نوفمبر ، وعدم اضاعته في متاهات التفاصيل.
القرينة الابرز التي يمكن ان تكون علامة فارقة لمفاوضات جنيف الحالية ، هي سرية الطرح الايراني وصمت المتفاوضين ازاء هذا الطرح وعدم تسريبهم لاية معلومات بشأنه رغم اصرار الصحفيين ، الامر الذي يؤكد وبشكل لافت جدية المتفاوضين هذه المرة للوصول الي اتفاق ما بشأن الملف النووي الايراني.
ان الصمت الذي لاذ به المتفاوضون في جنيف ، كان ابلغ بيانا وافصح لسانا من باقي القرائن الاخري ، علي جدية العرض الايراني الذي يبدو انه لم يُسقط كل الذرائع التي يمكن ان يلجأ اليها البعض للابقاء علي ازمة لم تكن ضرورية بالمرة فحسب بل سيفتح افاقا جديدة امام الجميع.
بقلم: ماجد حاتمي