علي نتنياهو الكف عن عرض عضلات ليست له

قيم هذا المقال
(0 صوت)

علي نتنياهو الكف عن عرض عضلات ليست له

في الوقت الذي تعمل القوي الكبري في العالم وعلي رأسها أمريكا جاهدة لإيجاد مقاربة يمكن ان تنهي المواجهة بينها وبين إيران بسبب البرنامج النووي الإيراني ، بعد أن إيقن الجميع إن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تفضي الي حل مشرف للجميع ، نري رئيس الوزراء الإسرائيلي واعضاء حكومته يكررون مرات ومرات ، بمناسبة او بدونها ، إنهم غير ملزمين بإي اتفاق وقد يشنون هجوما عسكريا ضد إيران في اي لحظة لتدمير منشآتها النووية.

الغريب ان تهديدات نتنياهو ضد إيران ، تأتي لاعتقاده ، كما يقول هو ، انه الوحيد الذي يمكن ان يشخص خطر البرنامج النووي الايراني ، لان طهران ، وفقا لهذا الاعتقاد ، خدعت العالم وعلي رأسه القوي الست الكبري ، لهذا تقع مسؤولية انقاذ العالم علي عاتقه ، وانه سوف لن يتخلي عن هذه المسؤولية!!.

نتنياهو وفي الوقت الذي كانت المفاوضات تجري في جنيف بين ايران ومجموعة ۵+۱ ، اعلن وبشكل قاطع ان اي اتفاق يتم التوصل اليه مع ايران هو اتفاق سييء ولايعني إسرائيل بشيء وسيؤدي لا محالة الي الحرب. اما وزير حكومته الامنية المصغرة نفتالي بينيت قال ان اسرائيل لن تتساهل ابدا بشأن امنها وتاريخها يتحدث عن نفسه ، معتبرا تدمير المفاعل النووي العراقي في ۱۹۸۱ والمفاعل النووي السوري في ۲۰۰۷ خير شاهد علي ذلك .

وفي تحريض مبطن للقوي الكبري ضد ايران قال بينيت ، لا يمكننا التزام الهدوء بينما الغرب يسرع الي توقيع اتفاق مع ايران سيكون كارثيا. اما وزير الجبهة الداخلية، في حكومة نتنياهو، غلعاد اردان، فرأي انه في حال ابرام اتفاق سييء مع ايران فسيتعين علي اسرائيل في مثل هذه الحالة مراقبة ما يجري في ايران، واتخاذ القرار بشأن طريقة العمل المطلوبة لمنعها من التحول الي تهديد وجودي.

ولا نضيف معلومة جديدة ، اذا قلنا ان الاتفاق الجيد من وجهة نظر نتنياهو ورفاقه ، هو تفكيك البرنامج النووي الايراني وتجريد ايران من اي قدرات علمية وتقنية ، وحتي تجريدها من قوتها العسكرية التقليدية ، واذا لم يكن بالامكان تحقيق ذلك عبر المفاوضات فلابد من استخدام القوة العسكرية لتحقيقه.

لا يوجد هناك من يأخذ تهديدات نتنياهو ورفاقه بشن عدوان عسكري ضد ايران علي محمل الجد ، فعندما تتراجع اقوي قوة عسكرية في العالم عن الخيار العسكري في التعامل مع ايران ، تري ماذا يمكن ان يصنعه كيان مثل اسرائيل ؟ ، فهذا الكيان هو اصغر من ان يتعرض لايران ، واذا ما فرضنا جدلا ان نتنياهو قد يرتكب حماقة ضد ايران لتوريط الكبار، فإن كيانه بالتأكيد لن يبقي كما كان عليه قبل ارتكاب حماقته.

ليس سرا القول انه لو كان بمقدور اسرائيل وامريكا تدمير المنشات النووية الايرانية لما تاخرا لحظة واحدة ، لذا فان كل تهديدات نتنياهو الجوفاء ضد ايران ، تشبه كثيرا تصرفات طفل مدلل ، ضاق الكبار ذرعا بدلاله وطلباته التي لا تنتهي ، فأخذوا يتجاهلونه ، الا انه يواصل الحاحه علي امل ان يصغوا اليه ، وعندما لا يري تأثيرا لالحاحه علي من حوله يأخذ بالصراخ بأعلي صوته مهددا بإلقاء نفسه من النافذة اذا لم يصغوا اليه.

تصرفات نتنياهو ، لدفع الكبار الي فعل شيء ليس بمقدورهم ، هو بالضبط ما ذهب اليه المعلق السياسي في صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ، ناحوم برنياع ، عندما قال : أن نتنياهو يكثر جداً، الي حد الملل ، من عرض عضلات ليست له.

بقلم: ماجد حاتمي

قراءة 1600 مرة