رسالة مفتوحة إلى محمود عباس: لا يحق لك الاستسلام بإسمنا
السيد الرئيس محمود عباس
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
رام الله ــ فلسطين
الرئيس محمود عباس
في ضوء الضغوط المكثفة التي تمارسها الحكومتان الأميركية والإسرائيلية على السلطة الوطنية الفلسطينية للتفاوض على اتفاقية نهائية يتم بموجبها الادعاء أنها تفي بجميع حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه، السابقة والراهنة، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن الانقطاع الحالي في المفاوضات ناجم عن التقليد الإسرائيلي بالتنكر الدائم للالتزامات، نحن الموقعون أدناه، مجموعة من الأكاديميين والمهنيين الفلسطينيين والعرب المعروفين بالتزامهم القوي ومنذ أمد طويل بالقضية الفلسطينية نبعث اليك هذه الرسالة:
أولاً: إننا ندعوك للوقوف بحزم في الدفاع عن الحقوق الوطنية لكل الفلسطينيين، وأن تعلن بوضوح أنه لا أحد يملك، فرداً كان أم جماعة، الحق أو السلطة غير المشروطة في التوصل إلى اتفاقية نهائية باسم الشعب الفلسطيني.
وحده الشعب الفلسطيني وبكامله وفي كلّ أماكن وجوده هو، وفقط هو، صاحب الحق الوحيد لقبول أو رفض أي مشروع اتفاق نهائي، وأي مشروع من هذا النوع يجب أن يقدم للنظر والتداول أمام مجلس وطني فلسطيني يجري اختيار أعضائه من قبل الشعب الفلسطيني كله في انتخابات حرة، عادلة، وعلنية. وأن يتمكن هذا المجلس من عقد اجتماعاته بحرية وبعيداً عن التأثيرات الأجنبية والتدخلات الإسرائيلية.
ثانياً: بغض النظر عن كل الضغوط الأميركية والإسرائيلية، للشعب الفلسطيني مجموعة من الحقوق الأساسية الوطنية والجماعية والفردية أهمها وأبرزها على الإطلاق، حق العودة الى وطنهم المنصوص عليه والمعترف به في الشرعية الدولية. وهذه الحقوق اللازمة والأصيلة للفلسطينيين كأفراد، وعائلات، وشعب هي بطبيعتها ليست ولا يمكن أن تكون موضوع مفاوضات ولا يمكن المساومة عليها أو التنازل عنها أو تعريضها للخطر تحت أي ظرف من الظروف.
ثالثاً: إن الأسس التي تقوم عليها المحادثات الحالية، مثل كل المفاوضات السابقة، تستبعد وتتجاهل الحق الفلسطيني الأساسي في تقرير المصير، والانسحاب الإسرائيلي لحدود ما قبل ١٩٦٧ من دون تغيير أو تعديل، وإزالة كل المستعمرات الإسرائيلية والمستوطنين المستعمرين من الضفة الغربية والقدس، والاعتراف بالسيادة الفلسطينية على كامل القدس الشرقية، وحق السيطرة والسيادة الفلسطينية على الحدود، والأجواء، والمياه والمصادر الطبيعية الاخرى، وحريةُ الدخول في تحالفات وعقد اتفاقيات مع دول اخرى، علماً بأن هذه الاسس تمثل أبسط سمات السيادة. فما يجري نقاشه على طاولة المفاوضات ليس دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، حتى في ما تبقى من فلسطين التاريخية من أجزاء مقطعة الأوصال يجري تفاوض شكلي على مستقبلها. على العكس من ذلك، ما يُبحث فيه هو هيكل لكيان زائف يتعارض كلياً حتى مع أبسط حقوق وحاجات الأقلية من الشعب الفلسطيني التي تقطن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧.
رابعاً: هذه المفاوضات تتجاهل كلياً استعادة حقوق الفلسطينيين الذين يعيشون في الشتات والمنافي خارج فلسطين التاريخية والذين يشكلون ما يقارب نصف المجتمع الفلسطيني، وفي مقدمها حق العودة الى وطنهم. كما تتجاهل هذه المفاوضات حقوق فلسطينيي ١٩٤٨ في المساواة واستعادة الحقوق والملكيات التي سُلبت منهم على إثر النكبة عام ١٩٤٨. على العكس، فمطلب إسرائيل الجديد المتمثل بالاعتراف بها كـ «دولة يهودية» يهدد في حال قبول السلطة الفلسطينية به بإلغاء كل هذه الحقوق وبالتالي تثبيت هذا الإنكار في القانون الدولي. إن مثل هذا الاعتراف يعني في حده الأدنى التخلي عن فلسطينيي ١٩٤٨ وجعلهم فريسة سهلة لسياسات التمييز والتطهير العرقي المستمر منذ ١٩٤٨. إن استثناء فلسطينيي ١٩٤٨ والشتات يعني أن إطار المفاوضات يستثني الغالبية من الشعب الفلسطيني.
خامساً: بناء على ما سبق، ومع احترام حق الشعب الفلسطيني في التقرير في المسائل الأساسية عبر آلية ديمقراطية أشرنا لها سابقاً، وبما أنه أيضاً لا يمكن تخيّل أو تصديق أن يقبل الشعب الفلسطيني الآن أو في المستقبل الاسس التي تقوم عليها المفاوضات الجارية التي تتنافى مع حقوقه وتطلعاته المشروعة، بناء على كل ذلك فإننا على قناعة مطلقة أن الوقت قد حان لإعلان القطع النهائي، مرة والى الأبد، مع نهج «مفاوضات بلا نهاية» التي تم التأسيس لها في اوسلو قبل أكثر من عشرين عاماً ولم تفعل شيئاً سوى أنها وفرت لإسرائيل الوقت والفرصة لضم واستيطان أراض أكثر وفرض المزيد من القيود على جميع نواحي حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال. آن الأوان للبدء بحوار وطني جديد بين الفلسطينيين حول مستقبل وأهداف النضال الفلسطيني والطرق المثلى لضمان تحقيق الحقوق الفلسطينية الأساسية بما فيها حقوق من يعيشون تحت الاحتلال، ومن يعيشون كسكان درجة ثانية في اسرائيل، وحقوق المشردين في الشتات الممنوعين بالقوة من العودة الى ديارهم. نحن على قناعة أنك ستحصل على دعم الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني فيما لو قررت أن تأخذ على عاتقك تسهيل حوار وطني جديد يسعى للوصول الى هذه الأهداف.
سادساً: لقد أصبح جلياً لنا ولعدد كبير من المراقبين أنك ومعك القيادة الفلسطينية تواجهان خطر الوقوع في فخ يصعب الخروج منه، ويتوجب التصرف بسرعة لاتقاء هذا الوضع المستحيل. نطالبك بالمبادرة وبسرعة بدل انتظار اللحظة الحتمية التي سيجري فيها تقديم مشروع لك يتناقض تماماً مع الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، ويُقدم للعالم على أنه مشروع أميركي محايد، بينما هو ومن دون أدنى شك، قد تم التوصل اليه بالتشاور مع الحكومة الإسرائيلية. في هذه الحالة لن يكون أمامك خيار سوى رفض هذا المشروع، ما يتيح للولايات المتحدة واسرائيل مرة اخرى الادعاء بأنك والشعب الفلسطيني عقبة في طريق السلام. وبدلاً من الانتظار، إننا ندعوك الى المبادرة وبشكل وقائي، وقبل إعلان وزير الخارجية جون كيري مشروع الإطار الأميركي، الى الإعلان عن بيان مبادئ واضح يلتزم بمعادلة سلام قائمة على حقوق وحاجات الشعب الفلسطيني المعترف بها دولياً.
بعد عقود من النضال لضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني نعلن أننا لسنا في وارد الاستسلام، ونعلن رفضنا أي محاولة من قبل أي كان للاستسلام باسمنا. ندعوك بصفتك رئيس منظمة التحرير الفلسطينية العمل ومن دون تأخير على انعقاد مجلس وطني فلسطيني، بعد أن تتم إعادة تشكيله ديمقراطياً، يُعهد اليه الإشراف على صياغة مسار جديد لسلام عادل ودائم يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. نؤكد لك أنه لو اخترت هذا المسار الجديد فإنك ستحظى ليس فقط بدعم الشعب الفلسطيني، بل وأيضاً غالبية شعوب العالم الذين ساندوا بحزم وصمود ولعقود طويلة نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه.
مع الاحترام،
السيد إبراهيم الشقاقي، اقتصادي
د. ابراهيم عودة، استاذ الدراسات الإثنية
السيد أحمد خليفة، مدير تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية
د. أحمد سبيتي، مهندس
د. أحمد سعيد نوفل، استاذ العلوم السياسية
د. أسعد أبو خليل، استاذ العلوم السياسية
د. أسعد عبدالرحمن، الرئيس التنفيذي لمؤسسة فلسطين الدولية
د. أنطوان زحلان، استاذ الفيزياء
د. أنطوني صهيون، استاذ الجراحة
د. أنيس فوزي القاسم، محامي ومستشار قانوني
د. أنيس مصطفى القاسم، محامي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني
د. ايليا زريق، استاذ علم الاجتماع
د. ايلين هاغوبيان، استاذة علم الاجتماع
د. بشير أبو منه، استاذ الأدب المقارن ودراسات الشرق الأوسط
د. بهاء أبو لبن، استاذ علم الاجتماع
د. بهجت حافظ، استاذ الاقتصاد
لقد أصبح جلياً أنك
ومعك القيادة الفلسطينية تواجهان خطر الوقوع في فخ يصعب الخروج منه
د. بيان نويهض الحوت، استاذة العلوم السياسية
السيد تيسير بركات، عضو مجلس أمناء مؤسسة فلسطين الدولية
السيد جابر سليمان، باحث في حركة حق العودة
د. جان مخول، مهندس
د. جورج بشارات، استاذ القانون
د. جورج قرم، استاذ العلوم السياسية ووزير المالية اللبناني السابق
د. جورج قصيفي، استاذ علم الاجتماع
د. جس غنام، استاذ علم النفس وعلوم الصحة العالمية
د. جوزيه أبو طربوش، استاذ علم الاجتماع
السناتور جيمس أبو رزق، عضو سابق في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية داكوتا الجنوبية
د. جيلبرت أشقر، استاذ الدراسات الدولية
السيدة جين سعيد مقدسي، كاتبة وباحثة
د. حاتم بازيان، استاذ دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإثنية
د. حسن شريف، استاذ التنمية المستدامة
د. حليم بركات، استاذ علم الاجتماع
د. خالد خليفة، مستشار وجراح
د. خيرالدين حسيب، رئيس اللجنة التنفيذية لمركز دراسات الوحدة العربية
السيد خيري أبو الجبين، أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية
د. دانا علوان، استاذة دراسات المرأة والجندر
د. داود خيرالله، استاذ القانون الدولي
الآنسة ديانا بطو، محامية
الآنسة رانيا ماضي، مستشارة الامم المتحدة لحقوق الإنسان – جنيف
د. راي جريديني، استاذ علم الاجتماع
د. رباب إبراهيم عبدالهادي، استاذة الدراسات العرقية ودراسات المقاومة
د. رباب كريدية ورد، استاذة الهندسة الإلكترونية والكمبيوتر
د. رجا عبود، استاذ الطب التنفسي
د. رندة فرح، استاذة علم الإنسان
السيدة روز ماري صايغ، استاذة علم الإنسان والتاريخ الشفهي
د. رياض مهايني، استاذ المجتمع والتخطيط الإقليمي
السيد رياض ياسين، مهندس
د. ريم العيسى، استاذة الهندسة المعمارية
السيدة ريما طرزي، الرئيسة السابقة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
د. زاهي داموني، استاذ الكيمياء العضوية ورئيس التحالف الفلسطيني لحق العودة
د. سري حنفي، استاذ علم الاجتماع
د. سري مقدسي، استاذ اللغة الإنجليزية والأدب المقارن
د. سعاد دجاني، مستشارة
د. سلمان أبو ستة، رئيس جمعية أرض فلسطين – لندن
د. سيف الظاهر، استاذ علوم الكمبيوتر
د. سيف دعنا، استاذ علم الاجتماع
د. شارل حرب، استاذ علم النفس
د. شيرين صيقلي، استاذة التاريخ
د. صبحي غوشة، طبيب وعضو سابق في مجلس القدس العربي
د. صلاح بيبي، طبيب
د. طالب الصريع، استاذ الإحصاء
د. طاهر كنعان، عضو مجلس امناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية
د. طريف الخالدي، استاذ الدراسات العربية والإسلامية
د. عبدالوهاب التوراه، طبيب
الآنسة عبلة شقير، موسيقية
د. عاطف قبرصي، استاذ الاقتصاد
د. عصام النقيب، استاذ الفيزياء
السيد علي عبدالعال، استاذ الأدب الإنجليزي
د. علي عبداللطيف احميدة، استاذ العلوم السياسية
د. عمر ضاحي، استاذ الاقتصاد
د. عمرو حمزاوي، استاذ العلوم السياسية
السيد عوني فرسخ، كاتب وعضو في المؤتمر القومي العربي
د. غادة عبدالله اليافي، طبيبة
د. غادة كرمي، استاذة دراسات الشرق الأوسط
السيد غسان بشارة، صحافي والمدير الإعلامي السابق لمشروع الشرق الأوسط للأبحاث والمعلومات
د. فاديا رفيدي خوري، محامية
د. فريد عياد، رئيس الاتحاد العربي الكندي
د. فضل النقيب، استاذ الاقتصاد
د. فيحاء عبدالهادي، كاتبة ومستشارة بحوث
د. ليزا سهير مجاج، استاذة الثقافة الأميركية والأدب العربي-الأميركي
د. ليلي أبولغد، استاذة علم الإنسان ودراسات المرأة
د. ليلى فرسخ، استاذة العلوم السياسية
د. مازن قمصية، استاذ علم الجينات
د. مجيد كاظمي، استاذ الهندسة النووية
د. محمد حلاج، استاذ العلوم السياسية
د. محمد علوان، استاذ القانون
د. محمود حداد، استاذ الاقتصاد
السيد محمود زيدان، أخصائي حقوق إنسان والرئيس المشارك لأرشيف النكبة
د. مروان السايح، مهندس
د. مروان حسن، استاذ علم المياه
د. ممدوح العكر، طبيب وناشط في مجال حقوق الإنسان
السيد مناضل حرزالله، ناشط نقابي وعضو شبكة الجاليات الفلسطينية في أميركا
السيد موسى حنا بجالي، مستشار
د. مفيد قسوم، نائب رئيس الجامعة العربية الأمريكية –جنين
السيدة مي المصري، مخرجة أفلام
السيد نادر أبو الجبين، مهندس
السيد ناصر العرضة، اقتصادي ومؤسس المنظمة غيرالحكومية «الانخراط والمشاريع الاجتماعية»
السيد ناصر منصور، مهندس
د. نائلة سابا جرمانوس، طبيبة
د. نبيل دجاني، استاذ الإعلام
د. نبيل قسيس، مدير معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني
د. نجيب صليبا، استاذ تاريخ الشرق الأوسط
د. نصير عاروري، استاذ العلوم السياسية
د. نوبار هوفسبيان، استاذ العلوم السياسية
د. نور مصالحة، استاذ العلوم السياسية
السيد هاني الهندي، من مؤسسي حركة القوميين العرب
د. هاني فارس، استاذ العلوم السياسية
د. يوسف صواني، استاذ العلوم السياسية
السيد يحيى أبو غيدا، مستشار في حقل الطيران
بعد مداولات مطولة قام بصياغة هذه الرسالة وأشرف على تجميع التواقيع والتحقق من صحتها لجنة تنسيقية مكلفة بالمتابعة وتسلّم الرد مؤلفة من:
د. هاني فارس، استاذ العلوم السياسية
د. سري مقدسي، أستاذ الإنكليزية والأدب المقارن
د. سيف دعنا، استاذ علم الاجتماع والدراسات الدولية