القضاء على الحكومة الملكيّة
من إنجازات الإمام [الخميني (قدسره)] العظيمة قضاؤه على أكثر الأنظمة قذارةً وفساداً وأكثرها رجعيّة وتبعيّة في المنطقة، أي قضاؤه على الحكومة الملكيّة في إيران. وهذا من أكبر الأعمال التي يُمكن للمرء أن يتصوّرها. لقد كانت إيران تُمثّل أكبر قلاع الإستعمار في منطقة الخليج الفارسي والشرق الأوسط، ولقد تهاوت هذه القلعة على يد إمامنا([1]).
إنّ خريطة الإمام وعمله الأصليّ كان بناء نظام مدني سياسيّ على أساس العقلانيّة الإسلاميّة. وكانت المقدّمة اللاّزمة لهذا العمل إزالة النظام الملكيّ الّذي كان في الوقت عينه فاسداً وتابعاً ودكتاتوريّاً! لقد كان للنظام الملكيّ هذه الصفات الثلاثة: لقد كان مبتلى بأنواع الفساد الأخلاقيّ والماديّ وغير ذلك وكذلك كان تابعاً للقوى الأجنبيّة، لإنجلترا حيناً ولأميركا حيناً آخر، لقد كان مستعدّاً دائماً للتخلّي عن مصالحه ومصالح البلاد من أجل مصالح الأجانب وكذلك كان نظاماً ديكتاتورياً ومستبدّاً. لم تكن الناس تريد النظام الملكيّ ولا ترغب به. كلّ واحدة من هذه الصّفات تحتاج إلى كتب ومجلّدات لتبيانها.
إنّ المقدّمة اللازمة لذلك العمل الكبير الّذي أراد الإمام أن يقوم به هي القضاء على هذا النظام الفاسد والتابع للديكتاتور. لقد شمّر عن ساعدَي الهمّة وتمّ القضاء على النظام. ليست القضيّة في بلدنا أن يسقط النظام الديكتاتوري ليحلّ محله نظام ديكتاتوري آخر أو شبه ديكتاتوري. المسألة الأساس هي أنّ تلك الصفات والخصوصيّات التي كانت عند النظام الملكيّ كان يجب أن تزول ويُقضى عليها ولقد أزالها الإمام العظيم واجتثّها من الأساس. ولقد كانت خطب الإمام وإرشاداته وعمله وسلوكه في هذا الإتّجاه ([2]).
تأسيس حكومة على أساس الإسلام
[ومن] إنجازات الإمام [الخميني قدسره] هو تشكيله لحكومة تنهض على أساس الإسلام، وهو ما لم يخطر على بال المسلمين وغير المسلمين، لم يكن ليحلم به حتّى بسطاء المسلمين.
ومن هنا فإنّ ما قام به الإمام قدس سره يمثّل في الواقع معجزة كبرى حيث جعل من هذا التخيّل الأسطوري حقيقة ماثلة على أرض الواقع([3]).
واعتمد الإمام الخميني قدس سره على عناصر ومبادئ جوهريّة خلال عملية بنائه وهندسته لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة. وهذه العناصر من شأنها أن تجعل النظام أكثر تماسكاً. يقوم على أساس الإسلام والّتي لم يوجد لها مثيل على طول التاريخ إلاّ في صدر الإسلام في فترات إستثنائيّة ونادرة من تاريخ الأمّة الإسلاميّة.
وعند المقارنة سيتبيّن لنا البون الشاسع بين النظام الإسلاميّ الّذي أقامه الإمام وبين الأنظمة الّتي تدّعي قيادة العالم، لأنّ الجهاز السياسيّ في هذا النظام هو جهاز سليم وغير ملوّث ويتألّف من أُناس ليسوا من طلاّب الدنيا وهدفهم الأوّل والأخير هو الإسلام والعمل على تنفيذ الأحكام الإلهيّة، وهدفهم الأكبر من وراء كلّ ذلك هو نيل رضا الله سبحانه وتعالى([4]).
تأسيس نهضة إسلاميّة في العالم
[ومن] إنجازات الإمام هو إحداثه لنهضة إسلاميّة في العالم. ففي كثير من الدول بما في ذلك الدول الإسلاميّة كانت الفصائل المعارضة تنظّم ألوية اليسار عندما تُريد دخول معترك الصراع، ولكن وبعدما انتصرت الثورة ظهرت الحركات التحرريّة التي اتخذت من الإسلام منطلقاً لها.
واليوم وفي كل بقاع الأمّة الإسلاميّة نجد الجمعيّات والفصائل التي يقوم نشاطها على أساس الحرّية ومواجهة الإستكبار.
* وديعة الله – بتصرف يسير
[1]- المناسبة: ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل الإمام قدس سره خطبة يوم الجمعة، الزمان:10 ذي الحجّة 1409 هـ.
[2]- المناسبة: الذكرى السّنوية الخامسة والعشرون لرحيل الإمام قدس سره، الزمان: 4 حزيران 2014 م.
[3]- المناسبة: ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل الإمام قدس سره خطبة يوم الجمعة، الزمان: 10 ذي الحجّة 1409 هـ.
[4] - المناسبة: الذكرى السنويّة الخامسة لرحيل الإمام قدس سره، الزمان: 24 ذي الحجّة 1414هـ .