اخذت العلاقات الايرانية العربية بالتحسن في السنوات الأخيرة خاصة وان المسؤولين الايرانيين اعربوا بإستمرار عن رغبتهم في اقامة علاقات جيدة مع دول المنطقة وخاصة الدول العربية المجاورة. فالعلاقات بين ايران والعراق وصلت الى قمة التقارب بعد سقوط نظام صدام وتحسنت العلاقات كثيراً بين ايران ودول مجلس التعاون بما فيها الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وعمان وقطر. واذا كان العديد من الدول العربية في الخليج الفارسي قد اعرب عن تخوفه من البرنامج النووي الايراني فإن ايران طمأنت هذه الدول بأن برنامجها النووي سلمي ولا تهدف من ورائه إلحاق الأذى بالجيران العرب بل ان هذا البرنامج يهدف الى توليد الطاقة الكهربائية واستخدام الطاقة النظيفة.
وكشفت وثائق ويكيليكس ان العديد من الزعماء العرب لا يزال يتخوف من ايران وخاصة من برنامجه النووي فإن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد طمأن هؤلاء الزعماء بأن ايران معنية بأمن الخليج الفارسي والدول المطلة عليه وهي تريد ان تعيش مع جيرانها العرب في امن واستقرار خلافا لما يروج له اعداء المنطقة من ان ايران تشكل تهديدا لها. الكثير من كتاب الصحف الصفراء الذين لا هم لهم سوى اظهار قوة العدو الصهيوني وكأنها القوة الوحيدة في المنطقة ودعوة العرب الى الصلح مع الصهاينة بذريعة ان الصهاينة القوة التي لا تقهر واثارة العداوة والبغضاء بين ايران والعرب يدبجون المقالات تلو المقالات لإظهار ان ايران هي العدو الرئيسي للعرب متناسين العدو الصهيوني الذي لا يكل ولا يمل في قمع الفلسطينيين وقصف بيوتهم وقراهم وتشريدهم ومصادرة اراضيهم وتهديد لبنان باستمرار.
انهم يشجعون المسؤولين العرب على التعاون مع الصهاينة لضرب المنشآت النووية الايرانية لكي لا تكون ايران قوة اقليمية يحسب الصهاينة لها حساب بل يريدون ان تكون ايران خانعة وذليلة امام الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. القادة الايرانيون ادركوا خطط اعداء الأمة الاسلامية لإثارة الفرقة والإختلاف بين المسلمين وخاصة بين ايران وجيرانها العرب وانتبهوا الى ضرورة مد يد التعاون والتآزر لجميع دول المنطقة وخاصة الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي. ومن هنا يجدر بالأخوة العرب وخاصة قادة دول مجلس التعاون ان يشدوا على ايدي المسؤولين الايرانيين ويردوا التحيّة بأحسن منها وان يعلموا بأن عدو المسلمين المشترك (الصهاينة) يستفيد من التشرذم والتشتت والإختلاف لدعم مواقفه المتغطرسة تجاه الأمتين العربية والاسلامية ويتربص بهم ويبحث عن الفرصة لينتقم من الجميع خاصة وانه يحظى بدعم لامحدود من قبل الولايات المتحدة التي تعمل بكل ما اوتيت من قوة على دعمه سياسياً وعسكرياً.
ان تراجع الولايات المتحدة في الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان مقابل استمرار التفاوض مع السلطة الفلسطينية يشير بوضوح الى ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن اسرائيل وهذا ما يقوله المسؤولون الامريكان على رؤوس الاشهاد ومن هنا يتوجب على العرب ان يدركوا ان العدو الرئيسي لهم هو اسرائيل وليست ايران التي تمد يدها دوماً لتعزيز علاقاتها معهم بينما تعلن اسرائيل ليل نهار انها لن توقف الاستيطان وتريد تعزيز قدراتها العسكرية للوقوف في وجه ثلاثمائة مليون عربي وفلسطيني وانها لن تتخلى عن القدس بل ستواصل خططها التوسعية على حساب العرب والفلسطينيين.
شاكر كسرائي