ولمناقشة مختلف أبعاد الانسحاب الامريكي من سوريا وتأثيره على التطورات في هذا البلد ومنطقة غرب أسيا أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء حواراً مع الدكتور "سعدالله زارعي" الخبير في شؤون غرب أسيا، حيث نوه خلال هذا الحوار الى أنه خلافاً للتصور القائم حول القرار الامريكي بالانسحاب من سوريا، لايعتبر قرار تخفيض أو إنسحاب القوات العسكرية من غرب أسيا قراراً جديداً من قبل البيت الأبيض.
وأضاف، شهدنا منذ عام 2007 حالات كهذا الامر في ملف أنشطة أمريكا في المنطقة، فالإنسحاب الامريكي من سوريا لايُؤطر بالإنسحاب العسكري فحسب بل سينسحب الامريكيون من أفغانستان والخليج الفارسي وخليج عدن والبحر الأحمر أيضاً، فهي وتيرة قد بدأت، ليس اليوم إنما منذ مدة.
وتابع، ترامب أجاب في تغريدة له عن سبب الانسحاب من سوريا فهو يقول" يجب ان ننقل قواتنا من هنا وترتيب البيت الداخلي"، أي ان امريكا لديها العديد من المشاكل، ولايمكنها الانفاق على الكيان الصهيوني من دون حساب على كيان لايملك القدرة على البقاء بالاصل.
وأوضح زارعي أن الأمريكيين جاؤوا الى المنطقة للحد من قوة جبهة المقاومة وتوفير الامن للكيان الصهيوني، قائلاً، ان مسألة محاربة داعش لم تكن أبداً حقيقة في تصريحات الأمريكيين بل كانت مجرد ذريعة لشرعنة التدخل الامريكي.
واشار الخبير في شؤون غرب أسيا الى أن استقالة وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس قد كتبت منذ مدة، وترامب تحدث عن عزله، لذلك لايمكن ان يكون قرار الانسحاب الامريكي من سوريا هو سبب استقالة ماتيس.
واضاف، ان امريكا وتركيا على خلاف في سوريا لكنهما يتفقان على 3 عناصر، فعندما يخرج الامريكان من سوريا لن يملأ مكانهم الجيش التركي بل الجيش السوري، وعندما يستقر الجيش السوري في مناطق كمنبج لن يكون هذا الأمر في صالح تركيا بل في ضررها.
ونوه زارعي الى أن ايران لم تذهب الى سوريا من أجل أمريكا بل من أجل الحفاظ على الامن في سوريا، أي ان الامن والنظام في سوريا كان يتطلب منا الذهاب والمساعدة، ولطالما سوريا تتعرض لخطر سيتواصل التواجد الايراني في هذا البلد.
وأكد ان عودة حاملة السفن الامريكية الى الخليج الفارسي ليس أمراً جديداً، فعودة حاملة السفن الامريكية الى الخليج الفارسي تعني الكثير للبعض بينما هي لاتحمل أي معنى خاص.
وشدد على ان عملية انسحاب القوات الامريكية من سوريا ليست لاتشكل تهديداً في مجالات أخرى بالنسبة لايران فحسب بل هي عملية مواتية وسانحة للفرص أيضاً، لكن بما أن العدو قد هُزم فهو يترصد القيام بعمل ولو كان محدوداً ضد عدوه، ينبغي ان ندقق في هذه القضايا.
وأضاف، ان تواجد ايران في سوريا يعزز من مكانة حزب الله، وهذا يعني بالضرورة إزالة الكيان الصهيوني، لكن نتنياهو قال للسلطان قابوس "قل لإيران لاتكن تهديداً لكي لانكون تهديداً".
ولفت الخبير في شؤون غرب أسيا الى ان الكيان الصهيوني أول المتضررين من انسحاب امريكا من سوريا لأن وجود هذا الكيان مرتبط بالدعم الخارجي، فاليوم يقترب هذا الدعم المؤثر الى مستوى الصفر، وهذا الأمر بمثابة تهديد وجودي بالنسبة لتل أبيب.
وأوضح زارعي أن أوروبا تم إزاحتها منذ مدة عن معادلات غرب أسيا، فمنذ عقدين لا أنباء عن وجود أوروبي في غرب أسيا، لذلك لايمكن للكيان الصهيوني الاعتماد على أوروبا لتوفير أمنه.