رفضا لقرار الضم.. هل يشتعل المشهد الفلسطيني مجددا؟ (تحليل)

قيم هذا المقال
(0 صوت)
رفضا لقرار الضم.. هل يشتعل المشهد الفلسطيني مجددا؟ (تحليل)

الخبراء أجمعوا على أن استمرار وامتداد أي مواجهة في حال اندلاعها، سيكون منوطا بمدى "تنظيم" التحرك الشعبي، وبالإرادة السياسية

رام الله/ لبابة ذوقان

- تباينت آراء خبراء حول إمكانية اندلاع مواجهة مع إسرائيل بسبب قرار الضم
- الخبراء أجمعوا على أن استمرار وامتداد أي مواجهة سيكون منوطا بمدى "تنظيمها"
-أيمن يوسف: المرحلة الحالية تتسم بالضبابية 
- عصمت منصور: الفلسطينيون فقدوا الأمل بالحل السياسي 
- عمر جعارة: يجب تنظيم الاحتجاجات حتى تحقق الإنجازات المطلوبة

تباينت آراء خبراء فلسطينيين، في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، حول إمكانية اندلاع مواجهة شعبية أو عسكرية، بين الفلسطينيين وإسرائيل، احتجاجا ورفضا لقرار ضم أراض فلسطينية لإسرائيل.

لكن الخبراء أجمعوا على أن استمرار وامتداد أي مواجهة في حال اندلاعها، سيكون منوطا بمدى "تنظيم" التحرك الشعبي، وبالإرادة السياسية، حتى لا تكون مواجهة موسمية لا تحقق نتائج سياسية على أرض الواقع.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير أعده المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، من أن ضم إسرائيل لمناطق فلسطينية، سيؤدي إلى اندلاع صراع وعدم استقرار في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتعتزم الحكومة الإسرائيلية بدء إجراءات ضم مستوطنات بالضفة الغربية في الأول من يوليو/تموز المقبل، بحسب تصريحات سابقة لنتنياهو.

وتشير تقديرات فلسطينية، إلى أن الضم الإسرائيلي سيصل إلى أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة.

وردا على تلك الخطوة، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه أصبح في حلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها بما فيها الأمنية.

** استبعاد المواجهة

أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية (غير حكومية) في جنين (شمال الضفة)، يرى أن القراءات الأمنية والاستراتيجية لهذه المرحلة "غامضة، وتتسم بالضبابية".

ويستبعد يوسف في حديثه مع الأناضول، اندلاع مواجهات عسكرية على نطاق كبير.

ويستدرك بالقول: "ممكن أن نشهد بعض العمليات الفدائية في مناطق محددة ومحصورة، وبعض مظاهر المقاومة الشعبية والمظاهرات التي يمكن تجييشها وتجييرها ضد صفقة القرن وقرار الضم".

إلا أن المشهد الفلسطيني الداخلي، بحسب يوسف "غير مؤهل لهذه الانتفاضة على شكل كبير، بسبب الانقسام الفلسطيني الداخلي، والانغماس بظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية الصعبة خاصة بعد الخروج من أزمة كورونا".

ويردف بالقول: "من المتوقع أن يكون هناك محاولات لعمل عسكري محدود من منطقة لأخرى، مع تكثيف المواجهة الشعبية".

ويشدد أستاذ العلوم السياسية على أنه ليس من المهم فقط انطلاق الحركة الاحتجاجية، إنما يجب ضمان استمرارها وتعميقها وأن تكون شاملة، وتضم الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويشير إلى أن استمرار المواجهة وعمقها يعتمد على "إرادة القيادة السياسية، والفصائل، وإلى أين يريدون الذهاب بها".

ويلفت إلى أن أي "رافعة ميدانية سواء عسكرية أم شعبية ضد إسرائيل"، جيدة للفلسطينيين، خاصة لميزان القوى الذي يميل لصالح الاحتلال.

وبالتالي، يشير يوسف، إلى أن "الحركة الشعبية" يمكن أن تكون مكسبا للفلسطينيين في هذه المرحلة، شرط أن تكون عملية قيادتها وتحديد أهدافها، منسقة بين الفصائل والقوى، وألا تكون مركزة في مواقع محددة، أو موسمية.

ويرى يوسف أن "تكثيف المواجهة والمقاومة الشعبية"، يجب أن يكون لها بُعد دولي، لا سيما في ظل وجود رفض دولي واسع لعملية الضم.

ويحذر من إمكانية حدوث إشكالية بين أنصار المقاومة الشعبية السلمية، وأنصار المقاومة المسلحة.

ويضيف بهذا الخصوص: "أخشى أن تبقى هناك فجوة بين تصريحات النخبة السياسية وبين القادة الميدانيين للحركة الشعبية، وهذا هو التحدي الكبير الذي سنلاحظه ونتأكد منه من خلال الحركة الشعبية إن تمت فعلا بالميدان".

** اتجاه نحو التصعيد

من جانبه، يرى الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن الوضع الحالي "يؤشر لانجراف الأمور باتجاه التصعيد".

ويقول منصور: "في حال بدأ الضم، يمكن أن تتدهور الأمور بشكل أكبر، فالناس فقدت الأمل، والسلطة الفلسطينية لن تستطيع أن تقنع الشارع بعدم المواجهة، بسبب حالة الضعف الشديد التي تعيشها وفقدانها للبدائل في مواجهة القرار الإسرائيلي".

ويتابع "هذا الواقع يدفع الشارع وبعض الفصائل الفلسطينية للمواجهة، على الرغم من أن إسرائيل لن تكون معنية بتصعيد الأمور ميدانيا".

وحول قدرة الفلسطينيين لخوض مواجهة ميدانية طويلة الأمد، يوضح منصور: "لا أحد يستطيع التوقع باستمرار المواجهة، خاصة إذا اشتعل الميدان، فكيف يمكن إقناع الشارع بالتهدئة دون وجود أفق سياسي جدي".

ويضيف: "أي مواجهة يمكن أن تندلع، من شأنها أن تفرز وجوها وآليات وقوى يكون لها تأثير على الأرض".

أما عن درجة تضرر إسرائيل من تداعيات المواجهة، فيرى منصور أنه منوط بمدى "تنظيم" الاحتجاجات الفلسطينية.

** تنظيم الاحتجاجات

بدوره يتوقع عمر جعارة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية (غير حكومية)، اندلاع "هبّة" شعبية، في حال تنفيذ قرار ضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل.

وقال إن "الشعب الفلسطيني لا يملك سوى وسيلة المقاومة الشعبية".

لكنه يحذر من أن تجارب المقاومة الشعبية الفلسطينية السابقة، لم تحقق للفلسطينيين الأهداف التي أرادوها.

ويطالب جعارة بضرورة "تنظيم وتخطيط" الاحتجاجات، كي تستطيع تحقيق الإنجازات التي يريدها الشعب الفلسطيني.

المصدر:الاناظول

قراءة 928 مرة