كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أنه على الرغم من ادعاء الصهاينة بأنهم ردعوا العديد من صواريخ المقاومة الفلسطينية وأنهم أخذوا زمام المبادرة في قطاع غزة، إلا أن الحقائق الميدانية تُظهر خلاف ذلك، ومن وقت لآخر تكشف المقاومة الفلسطينية بإنجازاتها العسكرية والصاروخية أكاذيب القادة الصهاينة. ولفتت تلك التقارير الاخبارية أنه يوم الثلاثاء الماضي، التقى وزير الحرب الإسرائيلي "بيني غانتس"، إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة "أفيفوخاوي"، مع ممثلين عن المستوطنات الصهيونية حول قطاع غزة وممثلين عن المجالس البلدية. وخلال ذلك الاجتماع قال "بيني غانتس"، وزير الحرب الإسرائيلي، لممثلي ورؤساء المستوطنات: إن "الجيش الإسرائيلي يتحرك لدعم سكان المستوطنات حول قطاع غزة وذلك من أجل الحفاظ على أمنهم وحياتهم".
العمل الذكي للمقاومة الفلسطينية
وبعد أقل من ساعات على تصريحات "بيني غانتس" ووجوده هو ورئيس هيئة الأركان المشتركة للكيان الصهيوني في قطاع غزة، أطلق أبطال المقاومة الفلسطينية صاروخ من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية المحيطة والقريبة بقطاع غزة. وعلى الرغم من ادعاء الجيش الصهيوني أن الصاروخ الذي أطلقه أبطال المقاومة الفلسطينية قد تم اعتراضه من قبل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المتمركز في المستوطنات، إلا أنه لم يتم تأكيد ادعاء الكيان الصهيوني ولم يتمكّن "غانتس" من الإفلات من سيف إعلام الكيان الصهيوني وهذا الأمر أدى إلى قيام جيش الكيان الصهيوني باستهداف عدة نقاط في مدينة غزة، بدعوى القضاء على أهداف تابعة للمقاومة التي استهدفت جيش الكيان الصهيوني خلال الفترة الماضية.
وبعد إطلاق الصاروخ من قطاع غزة، وجهت موجة من الانتقادات الساخرة إلى "بيني غانتس"، حيث كتب "الموغ بوكر"، المراسل العسكري للقناة العبرية الثالثة عشرة: "يبدو أن غانتس يعني أن سكان البلدات المحيطة بقطاع غزة يجب أن يناموا بسلام في الملاجئ". ومن جهتها سخرت "ماندي رزل" مراسلة إذاعة الجنوب عن تصريحات "غانتس" وقالت: إن "يمكن للناس الذين يعيشون بالقرب من قطاع غزة النوم الجيد ليلاً". وتأتي هذه الانتقادات في إطار انتقادات الجالية الصهيونية التي تعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشأن الوضع الأمني في الأراضي المحتلة، وتعتبر صواريخ قطاع غزة إحدى مشاكل سكان المستوطنات الصهيونية القريبة من قطاع غزة.
وعلى صعيد متصل، قالت مصادر عبرية أن انفجارات كبيرة سمعت في مستوطنات الغلاف بعد إطلاق الصافرات في عدة مناطق بمستوطنات "الغلاف". وأحدث سقوط الصاروخ غضباً داخل الاحتلال خصوصاً أنه جاء بعد تصريحات لوزير حربهم "بني غانتس" الذي قال إن المستوطنين بإمكانهم النوم، قبل أن تطلق المقاومة صاروخها. ومنذ الحرب الأخيرة على غزة عام 2014 أطلقت المقاومة عشرات الصواريخ والقذائف تجاه المدن المحتلة عام 1948 كان أبرزها صواريخ قصفت بها تل أبيب والقدس.
عمل ناتج عن الجهوزية والاستعداد الاستخباراتي والعملي
إن إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات الصهيونية القريبة من قطاع غزة أثناء تواجد وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الصهيوني في المنطقة، خلال تصريحاتهما بأنهما يعملان على توفير الأمن لسكان المستوطنات المذكورة، يدل على القدرات الاستخباراتية الفذة والعالية التي تمتلكها جماعات المقاومة الفلسطينية التي تعمل في تلك المنطقة وهذه الامر يعلمه جيداً القادة الصهاينة ولكنهم أنفسهم لا يريدون الاعتراف به علناً. وليست هذه هي المرة الأولى التي تُظهر فيها المقاومة الفلسطينية ذكاءها وجاهزية عملياتها العسكرية للصهاينة في الوقت المناسب. ففي العام الماضي، وخلال الحملة الانتخابية لـ"بنيامين نتنياهو"، حدث سيناريو مشابه، حيث أطلق أبطال المقاومة الفلسطينية عدة صواريخ من قطاع غزة، أثناء خطاب "نتنياهو" الانتخابي وهذا الامر أجبره على الفرار من المنصة الانتخابية.
ويُظهر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، قبل ساعات من ادعاءات كبار المسؤولين العسكريين الصهيونيين، أن الصهاينة وصلوا إلى طريق مسدود بشأن غزة. وعلى الرغم من ادعائهم أنهم أخذوا المبادرة في هذا القطاع الفلسطيني، إلا أن أيديهم لا تزال مقيدة في هذه المنطقة. والقضية التي دفعتهم إلى اللجوء بقطر ووسطاء آخرين لحل مشكلتهم، هي قضية رغم أهميتها الكبيرة إلا أنها واحدة من مشاكلهم، وهم لا يعرفون جيداً أنهم أصبحوا مثل الأسرى في زنزانة المقاومة.
وفي سياق متصل، اعترف العديد من القادة الإسرائيليين خلال الفترة الماضية، أن الجناح العسكري لحركة "حماس" التي تتخذ من قطاع غزة مقراً لها، تجّهز خلال السنوات الماضية بعد حرب عام (2014)، للمعركة المقبلة مع إسرائيل، وأنه يقيم علاقة متميزة مع باقي فصائل المقاومة بغزة. وأشار اولئك القادة الإسرائيليين إلى أن الجناح العسكري للحركة أجرى عمليات تطوير على المعدات القتالية لديه رغم الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع منذ سنوات، إضافة إلى إقامة غرفة العمليات المشتركة التي جمعت فصائل المقاومة تحت راية واحدة هي مواجهة إسرائيل. وقال القادة الإسرائيليون إن المقاومة الفلسطينية استطاعت تحقيق إنجاز عسكري خلال جولة التصعيد الأخيرة، حيث جرى إطلاق نحو 700 صاروخ خلال يومين من القتال، في الوقت الذي أطلقت فيه المقاومة في حرب عام (2014) نحو 150 صاروخاً يوميًّا على مدار 51 يوماً من الحرب، أسفرت الحرب حينها عن ستة قتلى على مدار أيام القتال
المصدر:الوقت