قال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إن طهران لم تنسحب من الاتفاق النووي لتعود اليه الآن، وأضاف أن تقليص ايران لإلتزاماتها النووية يندرج في إطار المادة السادسة والثلاثين من الاتفاق النووي التي تسمح لإيران بالتخلي عن بعض أو كل تعهداتها اذا قام أحد أطراف الاتفاق بانتهاك واضح وخطير.
وأعلنت طهران أنها ستوقف العمل بالبروتوكول الإضافي الطوعي اعتبارا من الثالث والعشرين من الشهر الجاري بسبب عدم وفاء الأطراف الأخرى بالتزاماتها الواردة في الاتفاق النووي.
محللون سياسيون رأوا أن المفاوضات معروف فيها ان كل طرف يعض على يد الطرف الآخر ومن يصرخ اولا هو الذي يخسر، وفي الاتفاق النووي الايراني يشهد العالم نموذج المفاوضات بين محترفين، فهناك طرف يملك القوة وطرف عنده طول بال غير عادي ولافت.
ويشير هؤلاء الى ان الطرفين هما عبارة عن الحكومة الايرانية ومجلس الشورى الإسلامي، في مقابل فريق الرئيس الاميركي جو بايدن ومعه الكونغرس، وهنا يضغط مجلس الشورى على الحكومة الايرانية، والكونغرس يضغط ايضا على فريق بايدن في هذا الموضوع، وبالتالي هناك ضغوط كثيرة من عدة اتجاهات.
ويعتبر المراقبون ان الخطوة المطلوبة يجب ان تأتي من بايدن وفريقه بإعتبار ان الطرف الاميركي هو الذي انسحب من الاتفاق النووي، فبالتالي الطرف المنسحب الاجدر به ان يعود عن انسحابه بشكل طبيعي وهذا ما يقوله الايراني، لكن بايدن صرح بشكل واضح ورد على ذلك وقال اذا لم نر رجوعا ايرانيا الى التزاماتها فلن نعود، وقائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي خلال لقاء كبيرة مع قادة سلاح الجو الايراني، لم يتحدث فقط عن عودة الاميركي الى الاتفاق ورفع كل انواع الحظر بل وتحقق ايران من رفع الحظر قبل العودة الى الاتفاق، لكنهم استبعدوا رفع الحظر على ايران خلال المهلة لان الوقت ضيق وتلبية ما تريده ايران صعب وتلبية ما تريده الولايات المتحدة صعب، وهناك كتلة كبيرة داخل الكونغرس الاميركي تضغط على بايدن لكي لا يعود للاتفاق.
في حين يرى خبراء أن الحظر الامريكي هو آلية تريد من خلالها اميركا ان تجسد قوة مساومة لها في المفاوضات لا فقط امام ايران بل حتى امام روسيا والصين. وان تصريحات بايدن بأن واشنطن لن ترفع الحظر لعودة طهران للمفاوضات بل عليها هي اولا وقف تخصيب اليورانيوم، هي تصريحات ناجمة عن الضغوط الداخلية واللوبيات الصهيونية، وما يوجد في الساحة العملية الدبلوماسية الاميركية هو طريق آخر، والرسائل التي تأتي من بايدن لايران هي غير هذه التصريحات التي هي اعلامية فقط، فاليوم برنامج بايدن والاطراف الاوروبية وخاصة بريطانيا تؤكد على اهمية ايجاد حل وسطي للخروج من هذا الطريق المسدود.
ويعتقد المحللون ان امريكا وحلفاءها وكذلك الصين وروسيا يريدون ان يكون هناك اثبات لحسن النوايا ما بين الاطراف، لكن كلا الطرفين الآن يرفع من سقف طلباته بحيث انه عند وصوله الى طاولة المفاوضات يستطيع ان يخفض هذه المطالب للامور التي يعتبرها في قراره انها اساسية بالنسبة له.
ويؤكد المراقبون لهذه الازمة أن الدول الاوروبية سوف تمشي في ركب الادارة الاميركية الجديدة بقيادة بايدن، لانها من مصلحتها اقتصاديا ان تعود الحركة التجارية ما بين ايران والدول الاوروبية، خاصة في ظل الظروف الحالية وما يمر به الاقتصاد العالمي وخاصة الاقتصاد الاوروبي من ازمات وشدائد بسبب كورونا.
ويعتبر المحللون ان السقف الذي رفعته ايران الى اقصى درجة ممكنة وكذلك السقف الذي رفعته الادارة الاميركية الى اقصى درجة ممكنة ما هي الا محاولات لطرح جميع المشاكل على الطاولة، وفي نهاية المفاوضات ستعود الاطراف الى العقلانية، مشيرين الى ان خروج امريكا من الاتفاق النووي كان خطأ سياسيا فادحا.
فما رأيكم؟
- هل ضاقت الفرصة المحدودة امام ادارة بايدن للعودة الى الاتفاق النووي؟
- ماذا يعني تحذير ايران من وقف التنفيذ للبروتوكول الاضافي نهاية الاسبوع المقبل؟
- كيف يُقرأ كلام روحاني ان على الادارة الامريكية بدء المسار الجديد بسرعة؟
- ما الخيارات المتاحة امام بايدن لاثبات حسن النية والعودة الى الاتفاق بلا ضغوط؟
- ما هي السيناريوهات امام امريكا حتى الثامن عشر من شباط؟