لا يخفى على احد ان النظام الاميركي نظام استكباري متغطرس تاريخه حافل بالجرائم الحربية والابادات الجماعية وان حاول التشدق بشعارات الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان. ولا يختلف في ذلك الحزب الديمقراطي عن الحزب الجمهوري فكلاهما وجهان لعملة واحدة وهناك هدف مشترك لهما يتناوبان على تحقيقه في المنطقة والعالم الا وهو السيطرة على ثروات الامم والشعوب واستعبادهما خدمة للمصالح الرأسمالية والامبريالية والصهيونية.
وفي كلمة بمناسبة عيد البعثة النبوية الشريفة يوم الخميس 27 رجب الأصب 1442 الموافق 11 شباط 2021 اكد سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي على ضرورة ان يتمسك الشعب الايراني وجميع ابناء الامة الاسلامية بنهج الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) القائم على الايمان والصبر والمثابرة والمقاومة لتحقيق الاهداف الربانية.
ففي مستقبل غير بعيد يتوقع انهيار النظام الاميركي نتيجة شرّ اعماله وازاء ذلك يتعين على المسلمين امتلاك الاستعداد والجهوزية الكاملة للحفاظ على التوازن العالمي وتبؤ موقعهم الريادي في المجتمع الدولي الذي طالما كان ضحية للسياسات الاستكبارية والاستغلالية والعسكرية للولايات المتحدة والدول الاوروبية والكيان الصهيوني الزائف.
الامام الخامنئي قال في كلمته ان البعثة النبوية هي هدية عظيمة للبشرية جمعاء وهي تمهد بني الانسانية كافة لحركة عظيمة، وتُعد برنامجا شاملا لانقاذ البشرية.
واشار سماحته الى انتصار الثورة الاسلامية ودورها في تاسيس نظام قائم على المبادئ الاسلامية موضحا ان القوى الشريرة والاجرامية العالمية اصطفّوا ضد هذه الثورة المباركة لانها استمرار لنهج البعثة الشريفة، ولانها الجبهة المتقدمة في مقارعة الظلم والاستبداد والغطرسة من جهة ودعم المقهورين والدفاع عن المستضعفين من جهة اخرى.
ومن المؤكد ان ثورة كثورتنا مطبقة لنهج النبي (ص) ورسالته الدينية والحضارية لها اليوم تأثير وصدى عالميان لانها لا تخضع للابتزاز والهيمنة وبذلك فانها جديرة بالتصدي للسلوكيات العدوانية الاميركية والصهيونية في الشرق الاوسط.
ومن هذا المبدأ طالب سماحة الامام الخامنئي بخروج القوات الاميركية من العراق وسوريا فورا لانها قوات غازية وهي التي اوجدت الفتنة التكفيرية وساعدت عصابات داعش الارهابية على التواجد والانتشار في هذين البلدين ومناطق اخرى من المنطقة. كما طالب سماحته بانهاء الحرب السعودية الظالمة على اليمن وشعبه الكريم.
لقد اثبتت الجمهورية الاسلامية بصبرها وثباتها انها بمستوى وراثة النهج المحمدي الاصيل في الصبر والاستقامة والتحدي، وانها واعية لتفاصيل الحرب الاستكبارية الناعمة الهادفة الى استلاب إرادة التصدي والصمود والجهاد من شعوب العالم الاسلامي المؤمنة برسالة البعثة الشريفة على مستوى التزام التعاليم الالهية ومجابهة الطواغيت والمتجبرين مهما بلغت التضحيات لاجل ذلك .
ان ايران اقسمت على نفسها مواصلة المقاومة والكفاح لازالة مواقع الاستكبار الاميركي الصهيوني في غرب آسيا وعلى واشنطن وتل ابيب والمرتزقة في المنطقة أن يعوا باننا جادون في هذا المسار، وان يعرفوا ان الجرائم الارهابية الدولية التي ارتكبوها ضد ابناء الامة المحمدية الكريمة لن تمر دون عقاب ، علما ان الولايات المتحدة لازال عليها ان تدفع ثمن جريمتها الإرهابية باغتيال الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما في وقت لن يكون بعيدا جدا.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي