في ذكرى رحيل مفجر الثورة الاسلامية الايرانية الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه، ينبغي لنا ان نعيد النظر في أفكار هذا القائد الفذ.
الخميني رضوان الله تعالى عليه، ينبغي لنا ان نعيد النظر في أفكار هذا القائد الفذ، وهي أفكار سامية تحث المسلمين بل جميع المستضعفين في أنحاء العالم على التوجه الى الذات والاعتماد على قدراتهم الهائلة.
وكما نجح الامام ان يعبئ الشعب الإيراني ليثور على النظام الملكي المستبد ومن ثم تشكيل حكومة شعبية، فيمكن ان تتخذ بقية الشعوب من هذا النموذج قدوة لتسير نحو الاستقلال والسيادة الحقيقية خاصة ون الاغلبية من بلدان العالمين العربي والاسلامي تخضع للأنظمة المستبدة وتتبع لسياسات القوى الكبرى.
من هنا ظهرت في الأدب السياسي للامام الخميني مقولة "تصدير الثورة" وسرعان ما تداولت هذه المقولة في أوساط العالم وهي تعبير جديد يفسره الاعداء بالتوسع وسيطرة الحكم الايراني على سائر البلدان، ولكن الامام الخميني كان يؤكد بان تصدير الثورة عبارة عن حملة اعلامية وثقافية تهدف إلى صحوة المسلمين وتمهيد الأرضية لخروجهم من تبعية الأجانب والتحرر من براثن الاستبداد والدكتاتورية وهذا ما تحقق خلال السنوات الأخيرة في حركة الصحوة الاسلامية.
هذا وان الشجرة الطيبة التي غرسها الامام الخميني في أرض ايران الاسلامية لم يجن ثمارها الشعب الايراني فحسب بل اقتطف منها المستضعفون والمضطهدون وكثير من الشعوب والأمم على أرجاء المعمورة، لانها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
ان النفس المسيحائي للامام الخميني قد أحيت النفوس الراقدة من جديد وزعزع قصور الفراعنة والنماردة وذلك حين كان العالم الاسلامي يغط في سبات عميق وكان المسلمون لعبة تتقاذفها القوى الكبرى فظهر محيي الإسلام المحمدي الاصيل في القرن العشرين ونادى بأعلى صوته: "قد حان موعد غلبة المستضعفين على المستكبرين بإذن الله تعالى".
ان الاميركيين يتحدثون كذلك عن الديمقراطية والحرية ولكن ما يثير القلق هو ان الاميركيين يرفعون هذه الشعارات المغرية لتضليل الرأي العام، ولكن الامام الخميني قد أماط اللثام عن وجه الولايات المتحدة الحقيقي وعبر عنها بـ" الشيطان الاكبر " والان بعد مضي سنوات على بزوغ فجر الثورة الاسلامية نرى ان الاميركيين لا يزالون يستمرون في نفس السياسات التي تبنوها منذ البداية ولو تحت شعارات جديدة.
هنا يجب الاشارة الى ان هؤلاء الذين ينادون بالسلام ويدعون الديمقراطية وحقوق الانسان هم الذين يساندون الأنظمة الدكتاتورية في ارجاء العالم كما لا يخفى دعمهم الكبير للطاغية صدام خلال سنوات حكمه على العراق وزودوه بشتى الاسلحة والذخائر الفتاكة، كما يمارسون حاليا أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الشعوب المظلومة في فلسطين وافغانستان وغيرها.
ان تعاليم الامام الخميني الخالدة وآراءه المشرقة وتراثه الكبيرة تنور طريقنا في هذه الظروف الخطيرة، حيث انه كان يشدد على عدم الوثوق بالاميركان وحلفائهم كما يشجع الشعوب المسلمة على الاعتماد على نفسها وتقرير مصيرها بيدها دون تدخل الأجانب وبذلك ستعود الامة الاسلامية الى سابق عزها وكرامتها.