بنظرةٍ علميّة لا تعتمد العاطفة والتهويل والحماس نجد أنّ تجربة الإمام الخميني وبعد عقودٍ من الزمن سجّلت حقائق، وأثارت تساؤلات، وعمّقت أفكاراً، واستحدثت مفاهيم لنا ذكر بعضها بنحوٍ مختصر، ويمكن أن تكون عناوين لبحوث موسّعة، وهي :
١- الثورة تمكّنت من نقل الفقه من النظرية والمطوّلات الفقهية الى الواقع والتطبيق، ونقل الإسلام من الجدران الى المؤسسات، ومن الحسينيات والمساجد إلى عمق الأُمة .
٢- أثبتت الثورة وجود نظرية سياسية إسلامية عملية وعملية تصمد وتنجح في التطبيق وهذا رد عملي على كلّ مدارس الاستشراق.
٣- أكّدت الثورة أنّ قيادة الفقيه المباشرة تكون نتائجها أفضل بكثير من تجربة التوجيه العام.
٤- شهدت التجربة الإسلاميّة في إيران تطور واضح ولا غبار عليه وفي كلّ المجالات ممّا يعني أنّ التجربة تعتمد التخطيط والمشروع الحضاري العميق .
٥- منحت الثورة المسلمين مكانتهم وهويّتهم وموقعهم المؤثّر؛فَهُمْ مَن يؤثّر في الأحداث .
٦- التجربة الإسلامية (ولاية الفقيه) هي التجربة الإسلامية الوحيدة التي تمكّنت من البقاء والرسوخ، بينما التجارب الإسلامية الاخرى تعاني الفشل بما فيها تجربة الإخوان،أمّا السلفية الوهابية فهي ليست من الإسلام بشيء .
٧- القدرة على استنهاض المسلمين ومساندتهم مع قطع النظر عن المذهب .
٨- اعتمدت الثورة الإسلامية على قاعدة الاقتصاد المتعدّد والعلم والإنسان .
٩- جعلت الثورة الإسلامية الشيعة في قلب الحدث العالمي وليس على الهامش.
١٠- لم تتنازل التجربة الإسلامية عن ثوابتها واستراتيجيتها، ولم تهادن الغرب مع كلّ التحديات كما يفعل الإخوان المسلمين وغيرهم .
١١- تمكّنت الثورة أن توفر غطاءً سياسيّاً دستوريّاً عامّاً يجمع الشعب الإيراني بمختلف توجهاته .
١٢- أثبتت الثورة الإسلامية جدّية الشعار الذي رفعه الإمام الخميني (لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلاميّة) وقد حلّت الجمهورية ومن معها مكان الشرق لمواجهة الغرب بعد انهيار المحور الشرقي إبّان تفكّك الاتحاد السوفييتي زمن ريغان في التسعينيات .
١٣- أثبت الثورة قدرتها في الانتقال من الثورة إلى الدولة وهي تتجه إلى بناء الحضارة .
١٤- أثبت الإمام الخميني أنّ الثورة الإسلامية عابرة للخريطة الإيرانية .
١٥- كشفت التجربة عن الفهم والإدارة العميقة التي يمتاز بها الفقيه في إدارة الأحداث الداخلية والإقليميّة والدوليّة .
١٦- لم تعتمد الدولة الإسلامية على مفهوم العسكرة والسلاح فقط؛ بل التطور العلمي هو الثابت الكبير والحامي للثورة والدولة والإسلام والمسلمين .
١٨- سخّرت الثورة الاقتصاد الحر المستقل للتنمية الإسلامية في الإعلام والتربية وبناء الشخصية الإسلامية وتربية الأجيال ومواجهة الاختراق الثقافي .
١٨- تمكّنت الثورة أن تصمد بجيلها الأول، وأن تولد أجيالا مؤمنة بها وحامية لها بعد أن كان الغرب يعتقد أنّ الثورة الإسلامية تنقرض مع الجيل القديم وفق نظرية ( الثورة تأكل أبنائها ).
١٩- رسمت الثورة الخط الفاصل بين المشروع الصهيوني والمشروع الإسلامي في المنطقة والعالم .
٢٠- تمكّنت إيران من تشريك علاقات دولية وإقليمية متينة مع الصين والروس ودول الجوار تعتمد احترام الخصوصيات المحلية للمسلمين والسيادة .
٢١- كشفت الثورة الإسلامية أنّ القوة الغربية وهمٌ لا يصمد أمام قوة الشعوب القائمة على العقيدة والبناء والتنمية والتطور .
٢٢- حوّلت الثورة المقاومة من سلاح الى تطور وتنمية وإبداع ومشروع مختلف الأبعاد وأنهتْ الجدل القائم على أساس التعايش السلبي مع الاسكبار وانتهت الى أنّ المسلمين ليس لهم إلّا التواجد في بناء الدولة .
٢٣- أعطت الثورة للمراة مكانتها .
٢٤- ناصرت الشعوب المستضعفة وأنهضت الأمة الإسلامية .
٢٥- تمكنت من إيجاد قطب إسلامي في الشرق لايقلّ عن أيّ قطب قادم في ظل الاتجاه الى القطبية المتعددة .
٢٦- غيّرت الثورة الإسلامية موازين العالم والمنطقة والخليج بنحوٍ خاص في كلّ المجالات الأمنيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والآيدولوجيّة والعسكريّة وهي تساير التحولات الكبيرة حتى في الأَحلاف الاقتصادية والعملات والمصارف والطاقة .
٢٧- أنهت الثورة الإسلامية الحدود والجغرافيا المفتعلة وأوجدت جغرافية إسلامية وأخرى وفق مشتركات دينية و إنسانية ومذهبية .
٢٨- أسقطت هيبة إسرائيل ومنحت الشعب الفلسطيني قدرة جديدة في المواجهة جعلته يتفوق في الكثير من المواقف على السلاح الإسرائيلي.
٢٩- لازم وجود الجمهورية الدعوة الى الوحدة الإسلامية بين الأمة الاسلامية .
٣٠- تمكّنت من إلحاق الهزيمة بالمشروع الأمريكي في لبنان والعراق وإيران وسوريا واليمن .
٣١- أظهرت وكشفت تجربة الثورة الإسلامية عن وجود العقول البنّائة في كلّ المجالات النهضوية والتنموية .
٣٢- أظهرت القدرة على فهم التعقيدات والتضاريس الدولية ونجحت في مجال الدبلوماسية بما فيها المفاوضاتالنووية .
٣٣- أوجدت متغيّراً في النظام الدولي بما فيه مجلس الأمن والأمم المتحدة بدفع القرار الصيني والروسي لصالح المسلمين في الأُمم ومجلس الأمن .
٣٤- استثمرت الثورة ــ وما زالت ــ في الصراع العالمي لصالح المسلمين وما يحصل بين الروس والغرب عبر أوكرانيا خير دليل .
٣٥- كسرت الثورة الإسلامية الهزيمة والإحباط في الشخصية الإسلامية وأوجدت عزيمة وعقيدة راسخة .
٣٦- تمكّنت إيران من الصمود ولم تهتز بفعل المتغيرات العالمية والمحلّية فلم تتأثر سلبًا بانهيار جدار برلين وسقوط الاتحاد السوفييتي ولا في الربيع الغربي العربي .
٣٧- أثبتت أنّ الثورة متصالحة مع جمهورها وأنّ نظامها السياسي نظام صالح ومقبول من الجمهور الإيراني.
٣٨- تمكّنت الثورة أن تجعل الخط الولائي هو الوحيد القادر على الثبات ضد التطبيع والصهيونية وصفقة القرن.
٣٩- تمكّنت الثورة الإسلامية في إيران من التعامل مع التعقيدات الإقليمية وهي تمارس الآن الانضباط الكبير في ترويض الأتراك ومنع الانفصال الكردي القومي في المنطقة؛ بل بنحوٍ عام تمكنت أن تمنع تفكك المنطقة ومنعت اندلاع الحروب؛ بل عمدت الى نزع فتيل الفتن وإخماد الحرائق مع أنّ هذا الأمر كلّفها الدم والمال والرجال .
٤٠- تمكّنت الثورة من ربط المنطقة بمنظومة أمنية واحدة وتجربة الحشد الشعبي وحزب الله لبنان والجيش العربي السوري وشعب اليمن خير دليل، ولهذا الربط أثره في تغيير موازين القوى الأمنية والاقتصادية والجيبولتيكية ومنافذ التجارية العالمية.