بوتين في طهران، زيارة أصابت الاميركيين بالهلع

قيم هذا المقال
(0 صوت)
بوتين في طهران، زيارة أصابت الاميركيين بالهلع

استضافت طهران هذه القمة الثلاثية التي شارك فيها ايضا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ليل الثلاثاء الماضي، وفي هذا السياق كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني في صفحته على التويتر "ان منطقتنا وبدلا من التحالفات الهشة ومنظومات الدفاع الجوي غير الناجحة تحتاج الى السلام والتعاون الاقليمي لارساء الامن الجماعي وان السلام والاستقرار والتنمية المشتركة يمكن التوصل اليها عبر الحوار والتعاون المشترك وبعيدا عن التدخلات الاجنبية".

 

 لقد وصل الرئيس الروسي عصر الثلاثاء 19 يوليو الى مطار مهرآباد غربي العاصمة الايرانية طهران في خامس زيارة له الى ايران منذ وصوله الى سدة الحكم في روسيا، وفو وصوله الى طهران توجه الرئيس الروسي الى المجمع الرئاسي والتقى هناك الرئيس الايراني آية الله السيد ابراهيم رئيسي، وقد ناقش الرئيسان مستجدات العلاقات الثنائية التي شهدت تطورا وقفزة في الفترة الاخيرة وخاصة في المجالات الاقتصادية والامنية والبنى التحتية والطاقة والتجارة والصناعة، وقد أعرب الرئيسان عن ارتياحهما ازاء هذا التقدم مؤكدين العزم على الاستمرار والتعزيز المضطرد للعلاقات.

 

وفي غروب يوم الثلاثاء ذهب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاء قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، وقد اكد سماحته أثناء اللقاء ان الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا للتعاون المتزايد والمتبادل.    

 

وشدد قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له مساء اليوم (الثلاثاء)، على ضرورة تفعيل التفاهمات والاتفاقيات بين البلدين واعتبر أنه من الضروري توخي اليقظة تجاه سياسات الغرب الخادعة ، ولفت إلى أن التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا يعود بالنفع على البلدين.

وأكد آية الله السيد علي الخامنئي في هذا اللقاء أن الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا لزيادة التعاون المتبادل، وأضاف: هناك تفاهمات واتفاقيات كثيرة بين البلدين، منها في قطاع النفط والغاز، يجب متابعتها وتنفيذها حتى النهاية.

واعتبر التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، خاصة في أعقاب الحظر الغربي، بانه ضروري ويخدم مصلحة كلا البلدين، وفيما يتعلق بالأحداث في أوكرانيا، قال: الحرب مقولة قاسية وصعبة، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست مسرورة على الإطلاق من ان يعاني منها الناس العاديين، لكن في حالة أوكرانيا، إذا لم تأخذ زمام المبادرة، فإن الطرف الآخر سيتسبب بمبادرته باندلاع الحرب.

واكد قائد الثورة الاسلامية أن الغربيين يعارضون تماما وجود روسيا قوية ومستقلة، واعتبر الناتو بأنه كيان خطير، وأضاف: إذا كان الطريق مفتوحا أمام الناتو، فهو لا يعرف حدودا، وإذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا، فانه سيشعل نار حرب مماثلة بعد فترة بذريعة شبه جزيرة القرم.

واعتبر آية الله السيد علي الخامنئي: بالطبع ان أمیركا والغرب اليوم أضعف من ذي قبل، وعلى الرغم من مساعيهما ونفقاتهما الكبيرة، فإن نجاح سياساتهما في منطقتنا، بما في ذلك في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين قد تضاءل بشكل كبير.

ووصف سماحته القضية السورية بأنها بالغة الاهمية، مؤكداً على موقف الجمهورية الإسلامية الرافض للهجوم العسكري على هذا البلد وضرورة منعه، وقال: ان هناك قضية أخرى مهمة في الشأن السوري هي احتلال المناطق الخصبة والغنية بالنفط. شرق الفرات من قبل الأمیركيين، والتي يجب حل هذه المسألة بطردهم من تلك المنطقة.

وندد آية الله السيد علي الخامنئي بتدخل الكيان الصهيوني في شؤون المنطقة وأشاد بمواقف الرئيس الروسي الأخيرة ضد الصهاينة.

وشدد سماحته على أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لن تتسامح أبدًا مع السياسات والبرامج التي تؤدي إلى إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا يصب بقوة وبعمق في صالح البلدين وقال للسيد بوتين: ان سيادتكم والرئيس الايراني كلاكما اصحاب مبادرة ومتابعة ، ومن هنا فإن هذا التعاون بين البلدين في هذه المرحلة ينبغي ان يصل الى ذروته .

وضمن تأكيده لما قاله الرئيس الروسي حول ضرورة بدء تشغيل خط سكة حديد رشت - أستارا ، اعتبر هذا العمل استكمالاً لخط النقل بين الشمال والجنوب ويخدم البلدين .

كما اعتبر آية الله السيد علي الخامنئي أن اليقظة ضرورية ضد خداع الغرب وقال: الأمريكيون هم متغطرسون وماكرون وان أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق يكمن في خداعه أمام السياسات الأمريكية ، بالطبع ،ان روسيا في عهدكم حافظت على استقلالها .

كما ايد سماحته على سياسة اعتماد العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين واستخدام عملات أخرى بدلاً من الدولار ، وقال: يجب إقصاء الدولار تدريجياً من مسار المعاملات العالمية ، وهذا ممكن تدريجيا.ً

 

 وفي هذا اللقاء الذي حضره أيضًا الرئيس الايراني ، قال بوتين عن الأحداث في أوكرانيا: "لا أحد يؤيد الحرب وان ازهاق أرواح الناس العاديين مأساة كبيرة ، لكن سلوك الغرب جعلتنا لا خيار أمامنا سوى الرد "

واستعرض الرئيس الروسي عوامل وجذور الخلافات بين روسيا وأوكرانيا ، لا سيما الأعمال الاستفزازية للغرب والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ، بما في ذلك الانقلاب في أوكرانيا ، وكذلك سياسة التوسع لحلف الناتو ، على الرغم من التزاماتهم السابقة بتجنب اي توسع باتجاه روسيا . وقال ان بعض الدول الأوروبية قالت إننا ضد عضوية أوكرانيا في الناتو ، لكننا وافقنا على ذلك بضغط أمريكي ، مما يدل على افتقارها  للسيادة والاستقلال.

واعتبربوتين اغتيال الجنرال سليماني بانه انموذج اخر على شرور الأمريكيين ، وفي جانب آخر من خطابه ، إشارة إلى العقوبات الغربية ضد روسيا ، وقال: هذه العقوبات هي في ضرر الغرب ، ومن نتائجها خلق مشاكل مثل ارتفاع أسعار النفط وأزمة الإمدادات الغذائية

وإشار الرئيس الروسي  إلى إساءة استخدام الولايات المتحدة لأداة الدولار لفرض الحظر على الدول الأخرى ونهبها ، واعتبر أن ذلك يضر بهم ويضعف الثقة العالمية بهذه العملة وتحرك الدول صوب اعتماد العملات البديلة ، وقال: روسيا وإيران تعملان على ابتكار اساليب جديدة لاعتماد العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين.

واعتبر الرئيس الروسي ، وضمن تاييده مواقف قائد الثورة الاسلامية بشأن منطقة القوقاز ، اعتبر مواقف البلدين من الملف السوري ، بما في ذلك معارضة الهجوم العسكري على شمال هذا البلد ، متطابقة تماما مع بعضهما البعض وقال: يجب أن تكون منطقة شرق الفرات تحت سيطرة القوات العسكرية السورية.

 

وكان الرئيس الروسي اول مسؤول أجنبي هنأ الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي على انتخابه لرئاسة الجمهورية في العام الماضي، وقد اشار بوتين في رسالة التهنئة الى حسن الجوار وعلاقات الصداقة بين ايران وروسيا معربا عن امله في ان يشهد عهد الحكومة الايرانية الجديدة تعزيزا متزايدا للتعاون الثنائي بين الدولتين، وفي شهر يناير الماضي زار الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي موسكو ليومين وفي 29 مايو الماضي التقى الرئيسين مرة اخرى خلال قمة الدول المشاطئة لبحر خزر في عشق آباد بتركمنستان.

وبالتزامن مع زيارة بوتين لطهران اظهرت استطلاعات الراي ان اكثر من نصف الروس يؤيديون تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية مع ايران كما ان 47 منهم يؤيدون دراسة التجربة الايرانية في مواجهة الضغط والحظر الغربي والاستفادة منها.

وقد اثارت زيارة بوتين لطهران ردود فعل في العالم وخاصة في اميركا حيث قالت المتحدثة باسم البيت الابيض "كارين جان بيير" ان زيارة بوتين لطهران تظهر عدم رغبته بايقاف حرب اوكرانيا مضيفة "ان بوتين بات معزولا ويحتاج الى ايران ونحن نريد زيادة الحظر المفروض على روسيا والذي سيشمل خلال الفترة المقبلة اشخاصا ومؤسسات أكثر.

 

لا دخل لاميركا في العلاقات الايرانية الروسية

استفسر مراسل وكالة أنباء فارس رأي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي يوم الاربعاء، بتعليقات البيت الابيض وكذلك تعليق روبرت مالي على زيارة بوتين لطهران عندما قال ان على ايران ان تفكر اما في الاعتماد على روسيا بشكل اكبر واما العودة للاتفاق النووي، حيث رد كنعاني قائلا "ان العلاقات الايرانية الروسية كبلدين مستقلين وجارين واقليميين هي علاقات ثنائية بالكامل ومبنية على المصالح الثنائية ولا دخل للادارة الاميركية فيها ولا يحق لها ابداء الراي في العلاقات الايرانية الثنائية مع الدول الاخرى ، ان هذه العلاقات بين ايران وروسيا هي بناءة ومنطقية وتثبت بانها تعود بالنفع على البلدين وهي بناءة ايضا فيما يخص الاقليم، وان نتيجة مثل هذه العلاقات البناءة هي مشهودة في تدعيم وتثبيت عملية السلام والاستقرار والامن في سوريا والمكافحة المشتركة للارهاب وهذا دور بناء لم نرى قيام اميركا به ابدا، ان العلاقات المستقلة بين ايران وروسيا ستستمر في هذا الاطار.

اما رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ويليام بيرنز فقد قال يوم امس الخميس امام الاجتماع أسبين الامني ان رؤية مشاهد لقاء الرئيس الروسي بوتين مع سماحة قائد الثورة الاسلامية لم تثر عنده مشاعر الحنين للماضي (حسب تعبيره) و"الحقيقة ان الروس والايرانيين يحتاجون بعضهما البعض الان، فالبلدين يعانيان من حظر قاس ويبحثان عن الخروج من العزلة السياسية"، حسب قوله.

 وادعا رئيس السي أي ايه "ان زيارة بوتين الى طهران تظهر بأن هناك مشاكل في الصناعات العسكرية الروسية وهناك مجال محدود يمكن ان يساعدوا بعضهما البعض".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان قد ادعا يوم السبت الماضي أن وفدا روسيًّا زار طهران مرتين على الأقل في هذا الصيف، وذلك لمعاينة الطائرات المسيّرة المقاتلة التي ستسلمها طهران إلى موسكو، حسب قوله.

 وعرض سوليفان صورا مزعومة وقال انهاالتقطت في يونيو/حزيران وتظهر الطائرات من دون طيار الإيرانية التي اطلع عليها الوفد الروسي في ذلك اليوم، ويشير ذلك إلى استمرار الاهتمام الروسي بامتلاك طائرات مسيرة إيرانية مقاتلة

 وكان روبرت مالي قد قال ايضا رداً على سؤال حول تقارير إعلامية زعمت بيع إيران طائرات مسيّرة لروسيا لاستخدامها في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أنّ "هذا يشير إلى موقف تريد فيه إيران بيع طائرات مسيّرة لروسيا، على عكس موقفها السابق المحايد تجاه الصراع بين أوكرانيا وروسيا".

وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قال بدوره، بعد تصريحات سوليفان، إنّ بلاده "ترفض ادّعاءات أميركا  بخصوص بيع إيران مئات الطائرات المسيّرة لروسيا

كما علّقت وزارة الخارجية الروسية على الأمر، مؤكدةً أنّ "صفقة المسيّرات الإيرانية لروسيا تضليل إعلامي أميركي، رافق جولة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط". 

وبعد زيارة بوتين لطهران عاد وزير الدفاع الاميركي لويد ىستين وكرر هذه المزاعم قائلا " نوصي طهران بان لا تقوم بمثل هذا الامر".

 

اما وكالة ريانوفستي الروسية فقد اوردت تحليلا جاء فيه انه بالتزامن مع زيارة بوتين الى طهران فان روسيا وايران مستعدتان لاطلاق شراكة استراتيجية ويمكن لروسيا ان تتعلم من ايران دروسا لتكوين هوية دون الاعتماد على الغرب.

اما مجلة نيوزويك الاميركية فقد اوردت يوم الاربعاء ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار طهران وهي اول زيارة له الى الخارج منذ اندلاع الحرب الاوكرانية وهذا نوع جديد من التحالف في وجه الغرب يمكن ان يتحداه ويضغط عليه.

وفي هذا السياق صرح الباحث في الشؤون الاوراسية "مهدي خورسند" لوكالة انباء فارس "ان الاميركيين شاهدوا تجربة التقارب الايراني الروسي الوثيق في سوريا وامام داعش وان الاميركيين هم الان قلقون من مبادرة ايران لدعم روسيا في الحرب التي فرضت عليها ومن الطبيعي ان يكون النصر حليف المحور الروسي الايراني وان سبب خوف هؤلاء هو هذا الانتصار.

قراءة 449 مرة