عادت قضية تطبيع المغرب مع كيان الاحتلال الى الواجهة من جديد مع انتشار معلومات عن فضائح اخلاقية ومالية طالت مكتب الاتصال الاسرائيلي في المغرب.
مر اقل من عامين على توقيع استئناف العلاقات بين كيان الاحتلال الاسرائيلي والمغرب. وكان المغرب والإحتلال الصهيوني قد أعلنا في ديسمبر/كانون الأول 2020 استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000 إثر تجميد الرباط العلاقات، جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).
لكن ما دفع المتظاهرين من النزول مرة اخرى الى شوارع العاصمة الرباط هو الفضيحة التي طالت مسؤولين اسرائيليين في المغرب، ووفقا للإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، التي كشفت النقاب عن التحقيق بهذه المخالفات في القنصلية الإسرائيلية في الرباط، فإن الحديث يدور عن شبهات تتعلق بادعاءات حول التحرش الجنسي، واستغلال النساء، واختفاء هدايا، من مقر القنصلية، وصراعات حادة بين العديد من الموظفين في القنصلية.
الى ذلك أعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها استدعت، رئيس بعثتها الدبلوماسية لدى الرباط، ديفيد غوفرين، للتحقيق معه و يواجه غوفرين اتّهامات باستغلال نساء محليات والتحرش الجنسي وجرائم ضد الحشمة. ويركّز التحقيق أيضا على سلسلة اختلاسات مفترضة، خصوصاً اختفاء هدية أرسلها ملك المغرب لمناسبة ما يدعى ذكرى تاسيس "اسرئيل" ولم يتم تسليمها إلى الحكومة كما هو معتاد.
المؤكد ان ما بني على باطل فهو باطل لذلك فان فضيحة التطبيع وبيع القضية الفلسطينية ليس عجيبا انت يتبعها فضيحة مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وتورط رئيس ما يسمى البعثة الدبلوماسية للكيان بالمغرب ، لكن السؤال بالتالي ليس مطروحاً على الاحتلال وإنما هو مطروح على المسؤولين المغاربة . هل ستكون هذه الفضيحة جرس تنبيه ام صفحة عار جديدة تكتب في تاريخ المغرب.
فالحكومة المغربية اكتفت بالقول انها لم تناقش القضية ، حيث نفت الحكومة المغربية ي مؤتمر صحفي عقب اجتماع للحكومة في العاصمة الرباط، عقده المتحدث باسمها مصطفى بايتاس أن تكون قد ناقشت شبهات "تحرش جنسي وفساد" وقعت في مكتب الاتصال الإسرائيلي لدى الرباط.
ووفقا لوسائل إعلام مغربية محلية، فإن الفضيحة والمخالفات داخل مكتب الاتصال الإسرائيلي الجديد في الرباط، الذي دشن بعد تطبيع العلاقات بين البلدين، تسبب بجملة إقالات لمسؤولين إسرائيليين بالمكتب. كما وقد اعترفت قناة "كان" العبرية، إن تل أبيب تعلم منذ نحو عام باتهامات لاحقت رئيس بعثتها الدبلوماسية في المغرب، ديفيد غوفرين بالتحرش بنساء مغربيات.
لكن يبدو ان العلاقات التطبيع بين المغرب والاحتلال لم يطرا عليها اي تغيير رغم تنظيم المغربيون وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط رفضاً للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتنديدا بفضائح اخلاقية ومالية طالت مكتب الاتصال الاسرائيلي في المغرب. وأطلق نحو مئة متظاهر هتافات منددة بالتقارب بين الرباط وتل أبيب وبالسفير الإسرائيلي في المغرب ديفيد غوفرين وبوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. کما قام المتظاهرون المغاربة بحرق العلم الصهيوني أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط .
فقد افادت وسائل اعلامية ان المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية الفاروق بلخير إلى سيصل الى كيان الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء في ما يعتبر أول زيارة من نوعها، و أن مراسم رسمية لاستقباله ستجري في مقر وزارة الحرب الإسرائيلية. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اعلن مشاركة الجيش المغربي في مؤتمر عسكري دولي سيعقد في الكيان. وعليه يبقى السؤال ماذا تنتظر حكومات التطبيع لتفيق من غفلتها، فالاحتلال الذي استحل ارض فلسطين وخيراتها ليس مستبعدا ان يستحل كل شيء في اراضي المطبعين.