وصول هذه القوات، التي ستنضم الى أكثر من 30 ألف جندي أميركي يتمركزون في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، تزامن مع "تحذيرات" اطلقتها القوات الامريكية، للسفن التجارية والناقلات، من الاقتراب من المياه الإيرانية، في محاولة مفضوحة لتعكير صفو الامن في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز، من دون وجود اي مبرر لكل هذه الضجة المفتعلة.
اللافت اكثر هو ما اعلنه مسؤول أميركي في بداية آب/أغسطس، من ان بلاده "تستعد لوضع أفراد من مشاة البحرية على متن ناقلات تجارية عابرة للخليج الفارسي في إطار خطة دفاعية إضافية"، الامر الذي اعتبره المراقبون، اجراء استعراضي، لاثبات ان امريكا لن تترك المنطقة، بعد التقارب الايراني السعودي، وتوثيق الصين لعلاقاتها مع دول منطقة الخليج الفارسي، التي كانت تعتبرها امريكا منطقة نفوذ لها دون منازع.
ان امريكا تعلم قبل غيرها ان خطة وضع "فزاعات" المارينز على سفن تجارية، لا يمنح امريكا اي امتياز عسكري، بل سيزيد من نقاط ضعفها، الامر الذي يعكس احباطها وقلة حيلتها في التعامل مع التطورات التي شهدتها منطقة الخليج الفارسي، وانفتاحها دولها على الصين وتقاربها مع ايران.
ليس امام امريكا من خيار، يغنيها عن كل هذا الضجيج والصخب الاعلامي ، والاستعراض المضحك للقوة، سوى الكف عن التعرض للناقلات التي تنقل النفط الايراني، بذريعة تطبيق قوانينها الاحادية الجانب، المفروضة على الشعب الايراني، وهذا الخيار فقط هو الذي يحول دون ان تقع "فزاعاتها" الموجودة على سفنها التجارية في قبضة القوات المسلحة الايرانية، وعندها عليها ان تدفع ثمنا باهظا من سمعتها وهيبتها التي باتت لا تخيف احدا.
اخيرا نذكر امريكا، في حال تجرأت على اعتراض ناقلة ما في اعالي المحيطات، تنقل نفطا ايرانيا بهدف سرقته، بالناقلة سويز راجان التي تحمل نفطا ايرانيا، والمتوقفة بالقرب من جالفستون الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا من هيوستون منذ 30 مايو أيار، دون تتجرأ شركات الشحن من الاقتراب منها وافراغ حمولتها، رغم محاولات مشرعين امريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حث الرئيس جو بايدن وإدارته على إيجاد حل للتأخير المستمر منذ شهور في تفريغ شحنة النفط الايراني.
وجاء في خطاب السناتور الجمهوري جوني إرنست والسناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال ومشرعون آخرون في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، الى بايدن وكبار مسؤولي الإدارة "إن تطبيق عقوبات النفط سيصبح بلا معنى إذا ظل المواطنون الأمريكيون والشركات الأمريكية ذات الصلة خائفين دوما من رد الفعل الإيراني"!!.
كل هذا الخوف الامريكي جاء بعد تحذير ايران من مغبة الاقتراب من شحنة نفطها المسروقة، لذلك على امريكا ان تعيد النفط لاصحابه ، ولا تكرر حماقة الاقتراب من ناقلات النفط الايرانية مرة اخرى، فمثل هذه العنتريات ستضع امريكا في موقف لا تحسد عليه امام العالم، الذي تأكد له ان ايران بلد يرد بالمثل حتى على امريكا، التي تعتبر الدولة الوحيدة في العالم، الى جانب الكيان الاسرائيلي، التي تهدد الملاحة البحرية في العالم، دون ان تحسب حسابا لردود فعل الاخرين.