اختتمت قمة بريكس اعمالها في جوهانسبرغ بانجاز نوعي تمثل بانضمام ست دول جديدة للعضوية الكاملة للمجموعة، وهي ايران والسعودية والامارات ومصر واثيوبيا والارجنتين.
ويؤكد الخبير المالي والاقتصادي د. عماد عكوش، ان الهدف الاساسي لانشاء مجموعة بريكس هو رفع الهيمنة الامريكية عن الاقتصاد العالمي وخلق اقتصاد متعدد الاقطاب. ويقول: ان جاذبية مجموعة بريكس بالنسبة لمعظم الدول تكمن في انها تجد مكاناً لها ضمن هذه المنظومة الاقتصادية حتى تتمكن في المستقبل من مجابهة اي مخاطر يمكن ان تحيط بها.
ويوضح، ان الاقتصاد العالمي يتعرض لمخاطر كبيرة خاصة في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا التي تعاني من التضخم ومشكلة الدين العام. ويرى رغبة اغلبية الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الانضمام لمجموعة بريكس هو من اجل خلق نوع من الحماية لنفسها مستقبلياً سياسياً واقتصادياً، كما هو الحال مع السعودية التي تحاول في بعض الملفات ان تخرج عن السيطرة الامريكية، غير ان خروجها لم يكن بشكل كامل خوفاً من العقوبات الامريكية، ولاسيما في الملف النفطي حيث تضغط امريكا عليها لزيادة تدفق النفط.
بدوره، يرى الباحث السياسي سمير ايوب، انضمام دول اخرى الى مجموعة بريكس، من شأنه ان يؤدي الى التغير العملي في السياسة العالمية والاتجاه المختلف تماماً عما تريده الولايات المتحدة الامريكية.
ويستطرد قائلا: ان مجموعة بريكس تحاول ايجاد عالم متعدد الاقطاب بعيداً عن الهيمنة الامريكية واملاءاتها، ويؤكد ان دول بريكس سياسياً اصبحت متحررة بشكل تام من سياسة الاملاءات التي حصلت في السابق، خاصة وان الولايات المتحدة قد استأثرت لفترة طويلة بالقرارات الدولية في مختلف المجالات وليست فقط سياسياً وانما اقتصادياً.
ويوضح، ان انضمام ست دول الى بريكس سيؤدي الى توازن سياسي واقتصادي في كل المحافل الدولية، باعتبار ان السياسة والاقتصاد لايمكن فصلهما كماهو الحال الحديث عن النفط والطاقة، لا يمكن فصلهما عن السياسة.
ويضيف، صحيح ان هناك دول داخل بريكس لديها آراء وتوجهات مختلفة، لكن في النهاية يجمعها قرار واحد فقط وهو ايجاد عالم متعدد الاقطاب، وألا يكون مستأثراً فقط بالولايات المتحدة الامريكية، مشيراً الى وجود مثلا الصين والهند في هذه المجموعة، هذا لايعني انها يمكن ان تصبح مجموعة تجمع الاعداء، بل على العكس وجود الصين والهند يقلل الخلافات ويؤدي الى اقامة علاقات ممتازة لاسيما اقتصادية والتي بدورها تنعكس على السياسة، باعتبار ان استقرار الاجواء السياسية، تكون الاساس لعمل اقتصادي وللحد من الهيمنة الامريكية.