الرئيس الايراني اشار في هذا اللقاء ايضا الى نقطة في غاية الاهمية عندما قال: "إن التعاون بين إيران والسعودية وزيادة التعاون بين دول المنطقة في الإطار الثنائي والمتعدد الأطراف في مجال قضايا العالم الإسلامي على المستويين الحكومي والشعبي من شأنه أن يعزز موقف الدول الإسلامية في المعادلات الإقليمية والعالمية وسيحد من نطاق التدخلات الخارجية".
من الواضح ان تعزيز العلاقات بين اقوى قوتين اسلاميتين في المنطقة، لم ولن يكون خبرا سارا للجهات التي تضمر الشر للمنطقة ودولها وشعوبها، فهذه الجهات استغلت بما فيه الكفاية، الازمات التي عصفت بالمنطقة على مدى عقود طويلة، وهي ازمات ما كانت لتقع بين الدول العربية والاسلامية الشقيقية لولا الدور الخبيث لتلك الجهات، التي ترى في اختلاق الفتن بين الدول الاسلامية، انجع وسيلة لتحقيق اهدافها، والمتمثلة بإستنزاف ثرواتها وحرمان شعوبها من فرص النمو والتطور.
ان السياسة الايرانية كانت ومازالت، ترى في تعزيز وتوثيق العلاقات بين دول المنطقة، بانها الضمان الوحيد والاكيد، لتحصينها امام المؤامرات والمخططات التي تستهدف دولها وشعوبها، فتعزيز هذه العلاقات ستُغني دولها من تواجد القوى الاجنبية، كما تحول دون تدخل هذه القوى في شؤونها الداخلية، وبالتالي لن تنفق ثرواتها إلا على نهضة شعوبها الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية.
اعتماد ايران على مبدا حسن الجوار وايلاء العلاقات مع الدول العربية الجارة والشقيقة، في سياستها الخارجية، هو مبدأ اكد عليه قائد الثورة الاسلامية سماحة السيد على خامنئي اكثر من مرة، وكان اخرها خلال استقباله اعضاء الحكومة مؤخرا.
من المؤكد ان تطوير وتعميق الاواصر بين ايران والسعودية على الصعيد الثنائي، وعلى صعيد العالم الاسلامي، سيرتد ايجابا على البلدين، وعلى دول المنطقة، وعلى الدول الاسلامية، نظرا للامكانيات والطاقات الهائلة، التي يتمتع بها البلدان.
يوم غد الثلاثاء سترد ايران والسعودية على الجهات التي شككت بجدية عودة العلاقات بين البلدين، عندما يصل السفير الايراني الى الرياض، والذي سيتزامن وصوله مع وصول السفير السعودي الى ايران، وبذلك ستُفتح افاقا رحبة و واعدة امام البلدين والمنطقة، تساهم مساهمة فاعلة في تجسير العلاقة بين ضفتي الخليج الفارسي، بشكل اقوى من ذي قبل، بما يخدم امن واستقرار الجميع.