المتتبع للاعلام الامريكي والغربي والصهيوني والعربي المتصهين، يلاحظ ان هناك قاسما مشتركا بين هذا الاعلام في تغطيته للقضايا الايرانية، وهذا القاسم المشترك هو:"ان ايران غير مستقرة، وعلى فوهة بركان، وان هناك استياء شعبي من النظام، وان هناك هوة بين النظام والشعب، وان الشعب ينتظر اي فرصة ليعلن الثورة".العالم
هذا القاسم المشترك برز وبشكل لافت في احداث الشغب التي حدثت في ايران عام 2022، بعد وفاة المواطنة الايرانية مهسا اميني، حيث إجترت وسائل الاعلام تلك، جملة واحدة وحيدة وهي :"ان الجمهورية الاسلامية في طريقها الى السقوط"، بينما الحقيقة على الارض لم تكن كذلك، فرغم ان احداث الشغب استمرت لفترة طويلة نسبيا، الا انها اظهرت حقيقة المشاغبين، الذيم لم يكن لهم هدف سوى زرع الفوضى عبر استهداف الاماكن العامة والاعتداء على الشرطة وعناصر الامن واحراق السيارات والمساجد والبنوك والممتلكات العامة والخاصة، في محاولة لاظهار ان الاوضاع في ايران اصبحت خارج السيطرة، وان انعدام الامن، هو سيد الموقف.
الحكومة الايرانية، واتكالا على الشعب وحضوره الواعي في الساحة، تمكنت من السيطرة على اعمال الشغب واعتقلت المشاغبين، واطلقت سراح اغلبهم فيما بعد، خاصة المغرر بهم ، الا من ثبت تورطة بجريمة قتل، او انه كان يتحرك على ضوء اوامر تلقاها من اجهزة استخبارات اجنبية، او من المجموعات المعادية للثورة، وبذلك كشفت الحكومة الايرانية عن الوجه الحقيقي لوسائل الاعلام الامريكية والغربية، التي كانت ومازالت ترفع شعار الموضوعية والحيادية والشفافية، فاذا بها منابر للفتنة، ومعاول للهدم، ووسائل تنفذ مخططات اجهزة المخابرات في بلدانها، وخاصة السي اي ايه الامريكي والموساد الاسرائيلي.
اردنا من خلال هذه المقدمة ان نبين الدور التخريبي والخبيث لوسائل الاعلام الامريكية والغربية والاسرائيلية، في تعاملها مع الشأن الايراني وكيف تحاول استهداف امن واستقرار البلاد، من خلال بث ونشر الاكاذيب، وتضخيم القضايا العادية، واضفاء طابع سياسي وامني عليها، واظهار ايران على انها دولة مضطربة وغير مستقرة، ولكن ما اغنانا عن الاسهاب في هذا الموضوع أمران، الاول هو انكشاف الوجه القبيح للغرب وخاصة امريكا، عندما قمعت الحكومات الغربية، وبشكل همجي الاحتجاجات السلمية للطلبة والنخب الفكرية، على مجازر الكيان الاسرائيلي في غزة، وبذلك تكشف زيف شعارات الغرب بشأن حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الانسان. والاقبح من ذلك هو تغطية وسائل الاعلام الغربية، التي طالما تباكت على حقوق الانسان وحرية التعبير في ايران والدول المناهضة لامريكا، لهذه الاحتجاجات الطلابية السلمية، وهو ما فضح الاعلام الغربي امام شعوبها، وخاصة نخبه الفكرية والطلابية.
الامر الثاني والاهم، هو ما حصل في ايران خلال الايام القليلة الماضية، عندما خسر الشعب الايراني في يوم واحد رئيسه ووزير خارجيته وعدد من مسؤولية في حادث تحطم الطائرة في محافظة اذربيجان الشرقية، فمثل هذه الحادثة، كان الغرب سيبني عليها حكايات واكاذيب لا حصر لها، لضرب الامن والاستقرار في ايران، الا ان الذي حدث جاء على عكس ما كان يتمناه الغرب وامريكا والكيان الاسرائيلي، فايران التي تم تصويرها على انها غير مستقرة ومضطربة، فاذا بها من اكثر دول العالم استقرارا وامنا، فقد نزل الملايين من ابناء الشعب الايراني الى الشوارع لتشييع مسؤوليه، بينما تقاطرت وفود من نحو 70 دولة في العالم على طهران للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ورفاقه الابرار، كما وقف مجلس الامن الدولي دقيقة صمت حدادا على الرئيس الايراني، وفي ذات اليوم الذي تم اعلان استشهاد رئيس الجمهورية الايرانية، تم تحديد مهلة 50 يوما لاجراء انتخابات رئاسية جديدة، لانتخاب رئيس جديد، ولم تتمكن لا امريكا ولا الكيان الاسرائيلي، من استغلال ماحدث، خدمة لمصالحهما المشؤومة.
هذا الوجه الحقيقي لايران، القوية والمستقرة والامنة، التي طالما حاولت امريكا واذيالها تغييبه عن الراي العام العالمي، كما حصل خلال احداث الشغب عام 2022 ، ويعود الفضل في ثباتها الى النظام الاسلامي القائم على المؤسسات، وعلى الانتخابات، والتداول السلمي للسلطة، والسيادة الشعبية الدينية، وعلى راس كل هذه المؤسسات، وجود شخص قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، الذي يعتبر صمام امان جمهورية ايران الاسلامية، فقد كانت جملته القصيرة، التي قالها فور سماع الشعب الايراني خبر سقوط طائرة رئيس الجمهورية،:" "نؤكد للشعب الإيراني ألا داعي للقلق فلن يكون هناك أي خلل في عمل البلاد"، كافية لتغلق جميع المنافذ، امام المتربصين بإيران والشعب الايراني.
أحمد محمد
المصدر :العالم