القرضاوي... والسقوط في الفتنة

قيم هذا المقال
(0 صوت)

القرضاوي... والسقوط في الفتنة

وضع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، نفسه في مرمى سهام نقد المصريين اللاذع، بعد أن خرجت فتاويه السياسية تترى مخالفة رغبة الشعوب العربية، وتنحاز لأجندات بعينها، في وقت تتلقى جماعة "الإخوان المسلمين"، التي ينتمي إليها القرضاوي، ضربات قاسية في مصر وعدة دول عربية.

القرضاوي الذي دشن اسمه كـ"مفتٍ فضائي"، في إشارة إلى ظهوره المتكرر على منبر "الجزيرة" القطرية لإطلاق فتاوى أثارت الكثير من اللغط، عرف كيف يزيد الجدل حول آرائه بعد أن نصب نفسه حكماً على إرادة الشعب المصري، ملصقاً به جميع التهم بعد خروج المصريين في ثورة شعبية، مدعومة بالجيش الوطني، أطاحت بالرئيس "الإخواني" محمد مرسي.

وسادت حالة من السخط داخل الشارع المصري، بعد جملة الفتاوى التي أطلقها القرضاوي، عقب ثورة 30 يونيو، والتي كان آخرها الاستدعاء الصريح لمجلس الأمن والأمم المتحدة للتدخل في الشأن المصري لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى جانب دعوات منسوبة إليه بفتح باب الجهاد في مصر، الأمر الذي دفع محامين إلى تحريك دعاوى قضائية ضده لإسقاط الجنسية المصرية عنه.

ونفى نجل القرضاوي الإعلامي عبدالرحمن يوسف، الذي كتب مقالة فند فيها مزاعم والده حول الثورة المصرية، ما تردد عن دعوة والده المسلمين للجهاد في مصر، على غرار دعوة سابقة أطلقها للجهاد في سوريا، إلا أن المحامي المصري سمير صبري تقدم بدعوى قضائية لإسقاط الجنسية عن القرضاوي، الذي يحمل أيضاً الجنسية القطرية، وذلك لهجومه المتكرر على الدولة المصرية ومؤسساتها السيادية منذ 1961، مشيراً إلى أن القرضاوي كفر في تصريحات صحافية جميع المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو.

وبث القرضاوي الذي يصفه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"مفتي الفتنة"، فيديو على قناة "الجزيرة" القطرية أخيراً، لبيان رأيه فيما سماه بالانقلاب العسكري في مصر، طالب خلاله مجلس الأمن والأمم المتحدة بالضغط لأجل عودة الرئيس المعزول مرسي، ما اعتبر استعداء للغرب على القيادة المصرية الحالية، كما اتهم فيه وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بخيانة العهد، وهاجم شيخ الأزهر أحمد الطيب لتأييده دعوة السيسي لتفويض الجيش لمواجهة الإرهاب، إلا أن رد الشعب المصري كان حاسما وأعلن سقوط القرضاوي في فتنة "الربيع العربي" بانحيازه للجانب الخطأ.

 

*الجريدة السعودية

قراءة 1737 مرة