الحج وسبل الوحدة و روَّادها

قيم هذا المقال
(0 صوت)

الحج وسبل الوحدة و روَّادها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

« وَإِنّ هَـَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً» (1)

مسألة الوحدة الإسلامية من الأمور التي كثر الحديث عنها في عصرنا الحاضر،خاصَّة بعد إنتصار الثورة الإسلامية المبارکة ،من قبل علماء الدين ومفکريهم محاولة لتثبيتها في فكر المسلمين وثقافتهم، وتجسيدها عملياً بينهم ليشهدوا منافعها في حياتهم الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ،وإنَّ الجمهورية الإسلامية بعلمائها وقادتها تعتبر من أهمِّ دعاتها وروَّادها في عصرنا هذا حيث طرحت شعار( الوحدة الإسلامية) بكل قوة، وأعلنت أنَّه شعار استراتيجي نابع من صميم العقيدة، وتطبيقاً لذلك أعلنت عن أسبوع الوحدة في ذكرى مولد الرَّسول الأََََعظم (ص) المتزامن مع مولد حفيده الإمام الصادق (ع)، لسدّ الطريق أمام محاولات الأعداء المغرضين ومؤامراتهم لبثِّ الفتنة بين صفوف المسلمين، و ليتعرف فيه علماء الإسلام على حقيقة الوحدة من خلال الاجتماعات واللقاءات التي يعقدونها بهذه المناسبة العطرة،ولقدقامت الجمهورية الإسلامية على الصعيد العملي على تنفيذ هذا الشعار في قوانينها وسلوكها العملي في داخل البلاد وخارجه مع الشعوب الإسلامية ودولها، وفي سبيل ذالک واجهت الکثير من الصعوبات، ودار الصراع بينها وبين أعدائها الذين يشكّلون الكفر والإستکبار العالمي بكل أوجهه .

وهذا المقال الموجز يتضمن سبل الوحدة ودعائمها التي يمكن للمسلمين استغلالها بشكل كبيرفي کلِّ زمان ومکان لاسيَّما موسم الحج ليرتقوا معاً إلى المكان الذي أرادهم الله تعالى أن يكونوا فيه،ويتمن أيضاً مقتطفات من كلمات مفجر الثورة الإسلامية واليقظة العالمية الإمام الخميني (ره) وخلفه الصالح الإمام الخامنئي (حفظه الله) وأقوال ومواقف لسائر علماء المسلمين ومفکريهم، حول الوحدة الإسلامية، والتقريب بين المذاهب نقدّمه لأبناء أمتنا الإسلامية عامَّة ولعلمائها خاصَّة، عسی الله أن يأخذ بأيديهم وأيدينا إلى ما فيه الخير للأمَّة الإسلامية جمعاء، إنه تعالى سميع قريب مجيب الدعاء.

 

سبل الوحدة في موسم الحج

إنَّ هذه السبل التي سنذکرها هي من أهمِّ سبل المسلمين للوصول إلی الوحدة المنشودة، فإذا عمل بها المسلمون في طوال السنة،وتمسَّک بها ضيوف الرحمن واستغلَّها الدُّل الإسلامية في موسم الحج ،فلاشک أنَّه تتحقق الأمَّة الواحدة التي أرادها الله أن تکون خير الأمم:

أولاًً)- القرآن الكريم أساس الوحدة:

القرآن العزيز، هو كلام الله العظيم والمنزل على نبيه الكريم ومعجزته الخالدة إلى قيام يوم الدين، وهو الثقل الأكبر والحبل الإلهي الممدود من السماء إلى الأرض الذي ينجو من تمسك به، ويضل ويهلك من يزيغ عنه،وليس من الغريب أن يكون من أهم مصادر الوحدة الإسلاميةومعالمها، إذ أنَّه:

1- كتاب المسلمين جميعهم،حيث أُمروا بالتمسک به.

2- لقد دعا هذا الکتاب جميع المسلمين إلی الوحدة وعدم التنازع والاختلاف في قوله تعالی: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُوا..ْ».(2)، وقوله تعالی:«وأطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فََتَفشَلُوا وتَذهَبَ رِيحُکُم... »(3)

3- لم يخاطب هذا الکتاب، مسلماً دون مسلم بل خاطب المسلمين جميعاً على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وقومياتهم وألوانهم، ومن هنا كانت دعوة النبي وأئمة أهل البيت (ع) وصحابة رسول الله وجميع علماء الإسلام على مر العصور هو التمسك بالقرآن والعمل به، ولو لبَّ المسلمون عامَّة وحجاج بيت الله خاصَّة هذه الدعوة لما اختلفوا فيما بينهم.

ثانياً)- شخصية الرسول الأكرم محور الوحدة (ص) :

إن رسول الإسلام وخاتم النبيين (ص) شخصية تجمع المسلمين بكافة انتماءاتهم وأعراقهم، فهو رسولهم جميعاً، وكلهم متفقون على أنه القائد الأول والإنسان الإلهي الأكمل، الذي قدّمه الله قدوة للبشرية، «لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِر وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً»(4)،فهو أسوة في أقواله وأفعاله وقد وصف المسلمين بالجسد الواحد وأراد منهم ان يکونوا کذالک، حيث يقول (ص) : مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسَّهر(5)

ويصف الإمام الخميني، نبي الإسلام فيقول: إن نبي الإسلام المكرّم وفضلاً عن مناقبه المعنوية، وخصاله النورانية، واتصاله بعالم الغيب، وما يتميز به من درجات ومراتب، يعجز الإنسان عن إدراكها، فإنه كبشر وكإنسان، يُعتبر شخصية ممتازة، من الطراز الأول، لا ندَّ لها، ولا نظير.

وانطلاقاً من هذه النظرة لرسول الإسلام، جاء إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأسبوع الوحدة في ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد (ص) المتزامن مع مولد حفيده الإمام الصادق (ع)، كخطوةٍ هامّةٍ في طريق التضامن والوحدة الإسلامية، لسدّ الطريق أمام محاولات الأعداء المغرضة ومؤامراتهم الخبيثة لبثّ الفتنة بين صفوف المسلمين، وإضعاف الأمّة الإسلامية، ولا زال النهج مستمراً تحت قيادة الإمام الخامنئي(حفظه الله).

وإنَّه لمن دواعي السرور والفرح أن يتجدد لقاء علماء المسلمين، بمختلف مذاهبهم ومشاربهم، في هذه الذكرى العطرة في كل عام من شهر ربيع الأول،کما يتجدد في کلِّ سنة قرب موسم الحج، وفي الموسم، لتداول قضايا الإسلام الكبرى، وما يهمُّ المسلمين في قضاياهم الدينية والثقافية.

إن مثل هذه اللقاءات الفكرية من شأنها تأصيل روابط الوحدة بين المسلمين، وتأليف الأمة حول قرآنها ونبيها وقبلتها وإسلامها؛ لتكون هذه المشتركات هي محور الأخوة الإسلامية، ومنطلق التعاون بين المسلمين، وهذا هو معنى الوحدة الإسلامية الذي يدعو إليه العلماء والمصلحون، من مختلف الطوائف الإسلامية.

ثالثاً)- الحج موسم وحدة المسلمين:

إن الحج يعلن وحدة خط الأنبياء عبر التاريخ حول مسألتي العبودية لله، واجتناب الطاغوت، وذلك بشتى الأساليب التي تتناسق فيما بينها لتؤكد هذا المضمون الوحدوي العظيم.

وقدتابعت الثورة الإسلامية هذا الخط وأکَّدت على لزوم إعادة الدور الحقيقي للشعائر الإسلامية، كصلاة الجمعة، والحج، باعتبارهما من أكبر المجالات المحققة للإحساس بضرورة الوحدة في هذه الأمة .

إنّ الحج فريضة إلهية لها أبعاد توحيدية كبيرة، وهي مؤتمر كبير يجمع المسلمين من كل الأقطار، متحدة نحو قبلة واحدة ، في طاعة إله واحد مستنين بسنة الرسول الأكرم (ص).

لقد تحول الحج عبر العصور المتلاحقة ومن خلال سعي الأعداء إلى فريضة عادية لا تحمل في عمقها الأبعاد السياسية التي أرادها الله تعالى ليستفيد منها المسلمون، وقد نجح العدو لسنين طويلة في أن ينسي الناس هذه الأبعاد العظيمة لهذه الواقعة المهمة والاستثنائية من عبادات المسلمين السياسية، ولقدأدرك الإمام الخميني (ره) خطر هذه المسألة فحاول أن يعيد إلى الحج بعده السياسي لاسيما بإعلانه أن البراءة من قوى الشرك والكفر العالمية ركن من أركان الحج ولابد أن تؤدى ليكون الحج حجاً حقيقياً،إستناداً إلی قوله تعالی: «وَأَذَانٌ مّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجّ الأكْبَرِ أَنّ اللهَ بَرِيَءٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ»…(6)

وكان الإمام الخميني يعتقد بأن البَراءَة في الآية المذكورة أعلاها لا تختصّ بمشركي الجزيرة بل إنَّها تشمل البراءة من مشركي العالم كله، الموجودين في عصر الرسالة ومن بعدهم إلى يوم القيامة،ولذا امر ان تقام مراسم البراءَةَ في کل عام من موسم الحج ، وکان من خلال بياناته السنوية التي كان يوجّهها الى الحجاج في موسم الحج على وجوب اهتمام المسلمين بالأمور السياسية للعالم الإسلامي، واعتبار إعلان البراءة من المشركين ركناً من أركان الحج، وتوضيحاً لمسؤوليات الحجيج في هذا الخصوص.

وبالتدريج اتخذ مؤتمر الحج العظيم شكله الحقيقي وصارت سيرة البراءة تقام سنوياً بمشاركة عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين والمسلمين الثوريين من البلدان الأخرى، يردّدون خلالها شعارات تطالب بإعلان البراءة من الإستکبار العالمي خصوصاً امريکا وإسرائيل باعتبارهما من اهم مصاديق البارزة للشرك والكفر العالمي، وتدعو المسلمين الى الاتحاد.

واستمر سماحة الإمام الخامنئي(حفظه الله) علی هذا النهج في ندائه لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج من کل عام لإحياء الحج الإبراهيمي.

رابعاًً)- تحريرالقدس رمز الوحدة:

القدس تلک المدينة المقدسة في جميع الأديان وفيها المسجد الأقصى المبارک وهو القبلة الأولى للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين في الإسلام، وهو الآن لا زال تحت الإحتلال الکيان الغاصب لفلسطين.

ولقد وجَّه الإمام الخميني (ره) أنظار المسلمين نحو مشكلة اعتبرها أمَّ المشاكل وأمَّ القضايا بل القضية المركزية الأهم، ألا وهي القضية الفلسطينية والقدس، حيث اعتبر الإمام (ره) أن هذه القضية ليست مجرد صراع حول أرض من أراضي المسلمين بل هي رمز لمواجهة الاستكبار العالمي للإسلام والمستضعفين فينبغي أن تحتل الحيز الأكبر والمرتبة الأولى من بين قضايا الأمة والشعوب، وكذلك الحكام.

وفي سبيل هذه القضية ولكونها محورية تهم جميع المسلمين، ويمكن لها أن تساهم بشكل كبير في توحيد المسلمين، أعلن (ره) أخر جمعة من كل رمضان يوم القدس العالمي بعد أشهر قليلة من قيام الجمهورية الإسلامية أي في تموز من العام 1979م.

إن الهدف من إعلان آخر جمعة من رمضان المبارك يوماً للقدس، ليس الوقوف عند حد الشعارات والهتافات، بل لأجل أن تتحد الشعوب والدول الإسلامية أكثر من أي وقت مضى لتستعد للجهاد لأخذ حق الشعب الفلسطيني، وإلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني ،وإزالة هذه البقعة السوداء من خارطة العالم الإسلامي .

لقد عاشت فلسطين ومقدساتها في قلب الإمام (ره) ، وكانت معه في محطات حياته كلها، وكان «رضوان الله عليه» يؤكد بأقواله وأفعاله ومواقفه العلاقة بين الجمهورية الإسلامية في إيران وفلسطين، كبلدين إسلاميين، وشعبين مسلمين، وكانت أمنيته أن ترجع فلسطين إلى مكانها في العالم الإسلامي ، وكان أمله الصلاة في مسجدها الأقصى ، لذلك سعى جاهداً لتحريض المسلمين في كل مكان وتوعيتهم للقضاء على الصهيونية لتحرير فلسطين، ولهذا فمن أولى واجباتنا كمسلمين أن نعمل ، ونتعاون ونتَّحد لإنقاذ القدس من براثن الصهيونية، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تلبية نداء الإمام الخميني «قده» لإحياء يوم القدس العالمي، حيث يقول الإمام (رضوان الله عليه): «الذين لا يشاركون في يوم القدس مخالفون للإسلام وموافقون لإسرائيل»، ويقول «قده»: «ينبغي إحياء يوم القدس بين المسلمين»، ولا بد من الالتزام بدعوة الإمام لبناء جيش العشرين مليون الذي أطلق عليه «جيش القدس».

وهكذا نجد المواقف المشابهةوالمشرفة للجمهورية الإسلامية من قضية لبنان وأفغانستان والعراق وغيرها من القضايا الكبرى للعالم الإسلامي،في مواجهة العدو المشترك الذي يواجه المسلمون وهو الاستكبار وعلی رأسهم أمريکا والکيان الغاصب الصهيوني.

هذا وسنحاول من خلال ذكرمقتطفات من كلمات الإمام الخميني (ره)، والإمام الخامنئي(حفظه الله) وسائر علماء الإسلام ومفکريهم حول الوحدة الإسلامية، أن نتعرف على أسس الوحدة ودعائمها و أهميتها ودورها في حلِّ مشاکل العالم الإسلامي.

 

الإمام الخميني (ره)و الوحدة الإسلامية(7)

لقد بذل الإمام الخميني (ره) جهوداً عملية كثيرة وفي شتى الميادين في سبيل إرساء دعائم الوحدة الإسلامية حتى يمكننا أن نقول إنه رائد الوحدة الإسلامية في القرن العشرين وما تلاه، حيث استغلَّ كل فرصة لينبه المسلمين إلى هذا الأمر الذي به خلاصهم من المآسي والنكبات المتلاحقة التي مرت بهم.

إنَّ من أهم الخطوات التي قام بها الإمام الخميني (ره) في هذا الإطار أنه أحيا الفريضة الميتة في شعائر الحج وهي إعلان البراءة من المشركين وأعداء الله تعالى، ومن ثم وجه أنظار الأمة نحو فلسطين واعتبرها القضية التي تحتل الأولوية لدى المسلمين جميعاً، ومن أجل هذا جعل لها يوم القدس كمناسبة تعني المسلمين جميعهم.

فقد ركَّز الإمام الخميني (ره) في الكثير من توجيهاته وخطاباته على مسألة الوحدة الإسلامية، ولم يألُ جهداً في تذكير الأمة دائماً بخطر الاختلاف والتشرذم، حيث يصح القول بحق، إنَّ أفضل من دعا إلى الوحدة وكرَّسها عملاً في حياته وأورثها للأجيال هو الإمام الخميني (ره).

وفي هذا المعني يتحدث الإمام الخامنئي(حفظه الله) عن إمامه العظيم (ره)فيقول : « لقد كانت أهم الكلمات التي يتحدث بها ويؤكد عليها إمامنا العظيم (ره) قبل انتصار الثورة وحتى آخر أيام حياته هي وحدة الأمة الإسلامية واتحاد المسلمين وعدم تضخيم الذرائع الواهية، وها نحن اليوم نرى وندرك أنها كانت وصية حكيمة وصائبة جداً».

و فيما يلي ذكر مقتطفات من كلامه (ره) حول وحدة الأمة الإسلامية:

* إنَّ اختلافنا ـ اليوم ـ يعود بالفائدة على أولئك الذين لا يعتقدون بمذهب الشيعة، ولا بمذهب السنة ولا بأي مذهب آخر بل يعملون على محو هؤلاء وأولئك معاً.

* الأهم والأخطر من الدعوات القومية، العمل على زرع الفرقة بين السنة والشيعة، وبث الدعايات المثيرة للفتنة والعداوة بين الأخوة المسلمين.

* ليست الأيدي الملوثة التي توجد الخلاف بين الشيعة والسنة في الأقطار الإسلامية بأيد شيعية أو سنية، وإنما هي أيد استعمارية تعمل على أن تسلبنا الأقطار الإسلامية واحدة تلو الأخرى.

* إننا لنشهد ـ مع الأسف ـ أن الخلافات في المناطق خصوصاً في المناطق العربية مكنت إسرائيل بعددها الضئيل أن تقاوم العرب بعددهم الكثير وعددهم الضخم.

* لو احتفظ المسلمون والحكومات الإسلامية برابطة الأخوة التي أمر بها الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم، وحققوها لم تقع أفغانستان مورداً للهجوم ولا فلسطين ولا غيرها من الأماكن الإسلامية.

* على الأخوة الشيعة والسنة أن يتجنبوا أي خلاف بينهم، إن اختلافنا اليوم إنما هو لصالح أولئك الذين لا يعتقدون بمذهب الشيعة ولا بمذهب الحنفية أو سائر الفرق، إنهم لا يريدون أن يبقى هذا أو ذاك، وسبيلهم هو زرع الفرقة بيننا، علينا أن نعي أننا مسلمون جميعاً، وأننا أهل القرآن جميعاً، وأهل التوحيد ونقدم كل ما لدينا من إمكانات.

* يجب على الأخوة السنة والشيعة أن يحافظوا على وحدتهم، إن طرح مسألة السنة والشيعة يخالف الإسلام، ولا فرق بين السني والشيعي فكلنا مسلمون جميعاً وعلينا أن نجاهد ونكافح في سبيل الإسلام.

* أيها المسلمون في العالم، ويا أتباع دين التوحيد، إن سرّ كل المشاكل في الأقطار الإسلامية هو اختلاف الكلمة وعدم التنسيق، وإن رمز الانتصار هو وحدة الكلمة والانسجام.

 

الإمام الخامنئي(حفظه الله) و الوحدة الإسلامية

الوحدة الإسلامية ضرورة ملحة لمواجهة الأعداء(8)

* لقد آن الأوان لأن يعيد العالم الإسلامي حساباته ويفكر بجدية بقضية الوحدة، فالخطر الأمريكي اليوم لا يستهدف بلداً أو بلدين في المنطقة بل هو يستهدف الجميع، وانَّ خطر الرأسماليين الصهاينة الذين يقفون وراء الجهاز الحاكم في أمريكا لا يكتفي بابتلاع قسم من منطقتنا بل أنَّه يريد ابتلاع المنطقة بأسرها وهذا ما يتفوهون به اليوم بكل صراحة، وليس لمشروع الشرق الأوسط الكبير معنىً سوى ذلك، فمنذ بضع وخمسين سنة حيث أقيمت الدويلة الصهيونية الغاصبة ومنذ ما يقرب من مائة عام حيث تبلورت هذه الفكرة لدى المحافل الغربية والأوروبية كانت النية في أن يبتلعوا هذه المنطقة ويستحوذوا عليها لأنَّها ضرورية بالنسبة إليهم ولا أهمية لشعوب هذه المنطقة

* فلقد أكَّد الإسلام على أن القوميات ليست ملاكاً للتمييز والهوية …«إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ...»(9) وأكَّد الإسلام على أن يتعامل الأخوة المسلمون فيما بينهم تعاملاً أخوياً، فلم يقل إن الإخوة هم من كانوا على المذهب السني أو الشيعي أو غيرهما من المذاهب بل قال: «إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ...»(10)، فكل من يؤمن بهذا الكتاب وهذا القرآن وبهذا الدين وبهذه القبلة فهو مؤمن، وهؤلاء إخوة فيما بينهم، هذا ما قاله لنا الإسلام.

ضرورة الوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب(11)

* إنَّ العالم الإسلامي بعدد سكَّانه البالغ 5/1 مليار نسمة، وما يمتلكه من إمكانيات هائلة مناخية وجغرافية وطبيعية وإنسانية، وثروات منقطعة النظير، بإمكانه أن يشكل كتلة متّحدة عظيمة، ... فلو حققت الأمة الإسلامية وحدتها، وأظهرت القوة الإسلامية نفسها بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، وتحقق الاستقلال الإسلامي في هذه المناطق بالمعنى الحقيقي للكلمة، لانتهت هيمنة العدو الاقتصادية والسياسية والثقافية، إنَّ هؤلاء لا يرضون بذلك، ويبذلون قصارى جهدهم كي لا يتحقق ذلك، والطريق الذي وجدوه لهم في هذا الصدد، هو بث الخلاف - هذا الداء الذي قد تسرَّب إلى جسد عالمنا الإسلامي.

* إننا لا نقصد من الوحدة الإسلامية أن تصبح العقائد والمذاهب الإسلامية واحدة،إنَّ ساحة مواجهة المذاهب والعقائد الإسلامية والعقائد الكلامية والآراء الفقهية هي ساحة علمية - فإنَّ لكل طائفة عقائدها وستبقى كذلك- الساحة ساحة المناقشات الكلامية،ويمكن لاختلاف الآراء الفقهية والكلامية أن لا يكون له أي تأثير في ساحة الحياة الواقعيةأوفي الساحة السياسية،الذي نقصده من وحدة العالم الإسلامي هوعدم التنازع:«.. وَلا تَنَازَعُوا فََتَفشَلُوا وتَذهَبَ رِيحُکُم.. »(12)

* إن الطاغوت الأكبر في عالمنا اليوم يتمثل في نظام الولايات المتحدة الأمريكية لأنَّها قد جاءت بالصهيونية وهي التي تدعمها، إن أمريكا هي خليفة للطاغوت الأكبر السابق أي: بريطانيا، إنَّ عدوان نظام الولايات المتحدة وأعوانها وأقرانها في التفكير، قد وضع العالم الإسلامي في ظروف صعبة، إنَّ العالم الإسلامي يرزح تحت وطأت ضغط أمريكا وأعوانها .

* إنَّ هذه الجماهير المليونية التي ترونها في الدول الإسلامية، لهي قدرة هائلة لحجة الله تعالى علينا، فيما حصل في لبنان من انتصار سافر لحزب الله كمصداق لقوله تعالى: «كَم مّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصّابِرِينَ»(13)، أتمّ الله تعالى حجته علينا، لا شك أن أعداء الإسلام قد أنكروا قوة الجماهير وأفقدوا السياسيين الإيمان بمقدرات شعوبها، ونحن نرى بأنَّ من أكبر فضائل الإمام الراحل هي أنَّه وعى واكتشف قدرة الشعب واستثمرها، وأنَّه وضع ثقته في الشعب.

 

كلمات علماء المسلمين ومفكِّريهم حول الوحدة (14)

* المرحوم الشيخ محمود شلتوت (شيخ الأزهر سابقاًً):

لا أنسى أنِّي درست المقارنة بين المذاهب بكلية الشريعة، فكنت أعرض آراء المذاهب في المسألة الواحدة، وأبرز من بينها مذهب الشيعة، وكثيراً ما كنت أرجِّح مذهبهم خضوعاً لقوة الدليل، ولا أنسى أيضاً أني كنت أفتي في كثير من المسائل بمذهب الشيعة، وأخصُّ منها بالذكر ما تضمنه قانون الأحوال الشخصية الأخير،...فينبغي للمسلمين أن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة على مذهب.

إنَّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة (15).

* من بيان صادر من مكتب آية الله السيد علي السيستاني(حفظه الله).

تمرّ الأمة الإسلامية بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها، ويدرك الجميع - والحال هذه - مدى الحاجة إلى رصِّ الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة ولا يبدو سبيل إلى حلّها بما يكون مرضيّاً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي إذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولاسيما إنَّها لا تمسّ أصول الدين وأركان العقيدة، فان الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى (ص) وبالمعاد وبكون القرآن الكريم - الذي صانه الله تعالى من التحريف - مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية وبمودة أهل البيت (ع)، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة ومنها دعائم الإسلام: الصلاة والصيام والحج وغيرها.

فهذه المشتركات هي الأساس القويم للوحدة الإسلامية، فلا بدَّ من التركيز عليها لتوثيق أوآصر المحبة والمودة بين أبناء هذه الأمة، ولا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية أيّاً كانت عناوينها.

* الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر:

فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام، وبقدر ما تحملانه من هذا المشعل العظيم، لإنقاذ العراق من كابوس التسلط والذل والاضطهاد.

وأريد أن أقولها لكم، يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر، إن المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني.

إن الحكم السني الذي مثله الخلفاء الراشدون والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي (ع) السيف للدفاع عنه، إذ حارب جندياً في حروب الردة، تحت لواء الخليفة الأول (أبي بكر)، وكلنا نحارب عن راية الإسلام وتحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبي.

* الدكتور الشيخ وهبة الزحيلي (باحث إسلامي من سورية):

المسلمون أمة ذات عقيدة واحدة، وإيمانهم واحد معروف، فهم يؤمنون بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره، والإيمان بالكتب كلها وبخاتمتها القرآن الكريم، يستدعي الالتزام بمضمون القرآن، ويوجب تطبيق شرعه وأحكامه وحرامه وأخلاقه وآدابه وكل ما جاء فيه، ووحدة هذا الكتاب الإلهي من أقوى الأسباب المؤدية إلى وحدة المسلمين، وكونهم صفاً واحداً فيما بينهم وفي مواجهة أعدائهم. (16)

* الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم :

إنَّ أعداء الإسلام والأمة الإسلامية، يعملون باستمرار من أجل التركيز على نقاط الخلاف، وإبراز معالم التناقض والفرقة بين أبناء الأمة، بل يضعون العدسات المكبّرة في كثير من الأحيان، ويطلقون الأصوات المنكرة، ويملؤون الدنيا ضجيجاً من أجل تأكيد ذلك.

كلّ هذا يؤكد حقيقة لابدَّ من الاهتمام بها في مسألة الوحدة، وهي تحويلها من حالة الشعار والعواطف والمشاعر الجياشة إلى عمل هادف له (مبرراته) و(مجالاته) الواضحة، لأن الوحدة الإسلامية ليست مجرد رغبة أكيدة، وأمل كبير فحسب، بل هي عمل واجب من الناحية الشرعية والإسلامية، وفي نفس الوقت ضرورة من ضرورات الحياة الإسلامية، وشرط من شروط القدرة على المواجهة في الصراع الحضاري. (17)

* الأستاذ الشيخ محمد مهدي عاكف (أمين عام الأخوان المسلمين)

لما كان المسلمون أمةً واحدةً، سادوا الدنيا بالعدل قرونًا من الزمان، ومن يراجع حالات الانتصار الإسلامي سيجدها جميعًا رهينةً بتحقق وحدة هذه الأمة؛ سواء في غزوات الرسول- صلى الله عليه وسلم- وفتوحات المسلمين التي شملت معظم أرجاء العالم المعروف آنذاك، أو في رد فعل المسلمين على هجوم أعدائهم في حالات ضعفهم الطارئ عليهم، كما حدث في استعادة القدس من الصليبيين، ثم طردهم من بلاد الإسلام، وكما حدث في مواجهة التتار، وكسر موجة طغيانهم التي هددت الحضارة الإنسانية بأسرها.. فلما ضعف توحيد الأمة ضعفت وحدتها، وتكالبت عليها قوى الأرض.

إنَّ ما يتعرَّض له المسلمون في شتى بقاع الأرض من عدوان وعنت وتآمُر وكيد لا سبيل لمواجهته إلا بالوحدة، وما كان ذلك العدوان ليحدث لو كان المسلمون أمةً واحدةً..

نحن لا نفرق بين شيعة وسنة، ونحن متفقون في العقيدة، وكلنا لنا رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة وفينا من يختلف في الفروع ولكننا أخوة.

* الإمام المغيَّب السيد موسى الصدر:

في هذه الأيام العصيبة التي تلفّ الأمة بالقلق، وبين يدَي هذه الأخطار المحدِقة التي تجعل المنطقة كلّها (حاضرها ومستقبلها) في مضرب الطوفان: تبدو لنا بوضوح أكثر فأكثر حاجة المسلمين الملحّة إلى وحدة شاملة متلاحمة لجمع ما تفرّق من صفوفهم وتوحيد ما تبعثر من جهودهم، وذلك حتى تتبين لهم مواقع أقدامهم وتعود الثقة إلى أنفسهم وهم في طريقهم إلى المستقبل وأمام بناء تاريخهم وأداء مسؤولياتهم. (18)

* المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة (باحث إسلامي من مصر)

* لابد أن يجتمع المسلمون ولا يختلفوا، وأن تتكون منهم أمة واحدة، كما قال تعالى: «وَإِنّ هَـَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً...»(19) ولا نقصد بأن نكون أمة واحدة أن تحكمنا حكومة واحدة، فإن ذلك لا يمكن أن يتحقق، ولكن يمكن أن يتحقق منا تجمع واحد، أو جامعة إسلامية واحدة. (20)

* المرحوم آية الله السيد محمد حسين فضل الله:

إنَّ أوّل خطوةٍ في حلّ مشاكلنا هي أن نأخذ بأسباب الوحدة الإسلاميّة، التي نكون من خلالها كالبنيان، يشدّ بعضه بعضاً، واثقين بالله، وبذلك يحترمنا العالم من حيثُ نحترم أنفسنا، ونكون شركاء في القرار في قضايا العالم، ونكفّ عن أن نضع أنفسنا في هامش القرارات العالمية التي تتحرّك بها دوائر الاستكبار العالمي. (21)

* السيد حسن نصر الله (أمين عام حزب الله):

إنَّ من أعظم المعاني والمشاعر والقيم التي تكرسها شعائر الحج المباركة، هي التقارب والتعايش والتعارف والتعاون، وصولا إلى ما هو أرقى وارفع وهو الوحدة بين المسلمين.

هناك في الديار المقدسة، عند بيت الله الحرام، يقف الملايين من الحجيج، رجالا ونساء، إلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد وقبلتهم واحدة وصلاتهم واحدة ومناسكهم واحدة، معاً يحرمون ومعاً يتحللون من إحرامهم، ومعاً يطوفون ويسعون ويقفون ويفيضون ويزدلفون ويرجمون الشياطين، ويقدمون الأضاحي ويقيمون العيد، ومعاً يفرحون بما انعم الله تعالى عليهم من نعمه التي لا تعدُّ ولا تحصى. (22)

* المرحوم الشيخ سعيد شعبان (مؤسس حركة التوحيد في لبنان):

لا أظنّ أنَّ أمة من الأمم أصيبت بالفتن كما أصيبت امتنا، مع أن الحق ما زال فيها ثابتاً ومحفوظاً وبيّناً، ولذا استطاع الأعداء أن ينفذوا من ثغرات الخلاف إلى داخل أمتنا وإلى داخل صفوفها.

الحديث عن وحدة المذاهب حديث يطول ولا يؤدي إلى وحدة الأمة، إن الحديث عن وحدة الدين هو الذي يؤدي إلى وحدة الأمة. (23)

* العلامة الشيخ حسن الصفار (باحث إسلامي من الحجاز):

الوحدة الإسلامية تمثل الضرورة والمنطلق لتجاوز الأمة لحال الاضطراب في علاقاتها الداخلية، ولتوجهها نحو التنمية والبناء بدل الانشغال بالخلافات الجانبية. (24)

* المرحوم الشيخ أحمد كفتارو (المفتي السابق لسورية):

إذا كانت السنة إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلنا سنة، وإذا كانت الشيعة حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلنا شيعة.

ويقول ابن المرحوم الدكتور الشيخ صلاح الدين كفتارو (رئيس مجمع كفتارو):ولابد لنا إذا أردنا تعزيز الوحدة الإسلامية أن نؤكد على مقومات هذه الوحدة وأسسها وهي: نبذ التعصب المذهبي والقضاء على التفرقة والضعف والجهل، وتشكيل نواة جديدة من التعاون الصادق المخلص . (25)

* الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون (باحث إسلامي من سورية):

فليس هنالك في الإسلام سني ولا شيعي إنما هناك مذاهب فقهية ومدارس فقهية، والمسلمون جميعاً أمة واحدة تعددت مذاهبهم الفقهية، فالفقيه الشافعي والفقيه الإمام جعفر والفقيه الإمام أبو حنيفة كلهم أبناء مدرسة الإسلام ولكن هناك مدرسة أخرى أخذت سندها عن آل البيت بشكل متسلسل وهنالك مدرسة أخرى أخذت عن آل البيت والصحابة وكلاهما مدرسة واحدة هي مدرسة الإسلام. (26)

* المجاهد الأستاذ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)

انظروا من هو المُستَهدف اليوم؟! ديننا الإسلامي هو المستهدف، بل القيم الدينية والرسالات الحقّة مستهدفة، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مستهدف، فكيف في ظل هذا الاستهداف نحن نتوانى عن الوحدة ونقصر فيها، وفي تحقيق شروطها ومتطلبات.

* الشيخ عبد السلام ياسين (مؤسس حركة العدل والإحسان في المغرب):

أما في زماننا، وقد نشبت فينا مخالب الجاهلية والأنياب، فنشعر بضرورة استعادة الوحدة شعوراً عميقاً، إنها مسألة حياة أو موت، إنها أم المقاصد وشرط تحقيقها.

* آية الله محمدي الري شهري (مسؤول جامعة علوم القرآن والحديث في إيران):

إنَّ فريضة‌ الحج إحدى المعالم البارزة للوحدة بين المسلمين والمؤتمر العظيم الذي من خلاله يمکن أن تُحل البُؤر في العالم الإسلامي، ونقف أمام التحديات التي نواجهها من قبل الأعداء، ونبحث عن الفُرص وطُرق التعاون ما بيننا على اساس التقوى والإحسان والبَراءة من المشرکين في موسم الحج. (27)

* حجة الإسلام والمسلمين قاضي عسکر(ممثِّل الإمام الخامنئي وأمير الحاج):

من أجل تحقق الوحدة المنشودة بين المسلمين فمن الأحری بهم أن يُراعوا مايلي: ا- التمسک بالقران الکريم 2- إتِّباع سنة الرسول(ص) 3- التمسک بأهل البيت(ع) 4- مراعاة حقوق بعضهم البعض5- مراعاة الخلق الحسن واجتناب الشتم6- مراعاة الإتزان عند النقاش مع بعضهم البعض7- إجتناب التَّعصب 8- إحترام مقدَّسات بعضهم البعض9- تقبُّل الحق بلا عناد وکبرياء10- التَّأکيد علی المصلحة العامة.

والعمل بهذه الوصايا من شأنه أن يعزِّز الوحدة المنشودة بين المسلمين في مدينة الرحمن وفيالزمان الذيحدَّده جلَّ شأنه لإجتماعهم،ألا وهوموسم الحجِّ العظيم (28).

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين وصبحه المنتجبين.

ايوب الحائري

 

الهوامش

(1)- الأنبياء:92

(2)- آل عمران: 103

(3)- الأنفال:46

(4)- الأحزاب: 21.

(5)- الكافي 2: 704، تفسير ابن کثير 1: 125،جامع البيان، لإبن جرير الطبري1: 556.

(6)- التوبة:3

(7)- مقتطفات من كلامه حول وحدة المسلمين ،نقلناها من کتاب (الکلمات القصار) من کلام الإمام ط.مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني(س).

(8)- مقتطفات من كلمة سماحة الإمام القائد بمناسبة ولادة الرسول الأعظم (ص) التي ألقاها في طهران بتاريخ 17ربيع الأول 1425هـ الموافق 6-5-2004م، بحضور ضيوف من الدول الإسلامية وحشد من المسؤولين.

(9)- الحجرات: 13.

(10)- الحجرات: 10.

(11)- مقتطفات من كلمة الإمام الخامنئي لدى استقباله المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية (يوم 30/5/1385 هـ ش، الموافق 26 رجب 1427 هـ ق).

(12)- الأنفال:46

(13)- البقرة: الآية 249.

(14)- تمَّ استخراج هذه الكلمات من مجموعة مؤلفات حول الوحدة،ذکرناها في آخر الکتاب، وبعضها استخرجت من المواقع الإسلامية في الإنترنت.

(15)- الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة، للدكتور بي آزار الشيرازي:22.

(16)- بحوث ودراسات في التقريب بين المذاهب الإسلامية، مؤتمرالوحدة .

(17)- الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين، للشهيد السيد باقر الحکيم.

(18)- تجمع العلماء المسلمين في لبنان تجربة ونموذج، الشيخ علي حازم.

(19)- الأنبياء:92

(20)- الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة، للدكتور بي آزار الشيرازي:113.

(21)- أبحاث في الوحدة الإسلامي، للعلامة السيد محمد حسين فضل الله .

(22)- من بيان لسماحةالسيد حسن نصر الله (أمين عام حزب الله)إلی الحجاج اللبنانيين.

(23)- مؤتمر تحديات الوحدة، تجمع العلماء المسلمين.

(24)- أدب الحوار ،للعلامة الشيخ حسن الصفار.

(25)- اللقاءالاسلامي العلمائي (3)- دمشق ربيع المولود 1427هـ ،(کرَّاس )

(26)- بحوث ودراسات في التقريب بين المذاهب الإسلامية، مؤترالوحدة في حلب.

(27)- من بيانات آية الله محمدي الري شهري في مؤتمر الدولي للحج في سنغال بتاريخ 14 شوال 1430ه‍ المصادف 3/10/2009 م.

(28)- من مقال لحجة الإسلام والمسلمين السيد علي قاضي عسکر(ممثِّل الإمام الخامنئي وأمير الحاج)، بعنوان:دور الحج في التقريب بين المسلمين، طبع في مجلة انديشة( باللغة الفارسية ).

قراءة 4291 مرة