القرآن كتاب الدنيا والآخرة1
إذا كان الناس يطلبون العدالة و ينفرون من الظلم، فعليهم تعلم سبيل النضال ضد الظلم من القرآن. و إذا كان الناس يطلبون العلم و يرومون عن طريق المعرفة والاطلاع والعلم تطوير حياتهم و تحقيق الراحة و الرفاه لأنفسهم فإن القرآن يدل علی السبيل إلی ذلك. و إذا كان الناس ينشدون الاتصال بالله تعالی و الصفاء المعنوي والروحي والتعرف علی مقام القرب الإلهي فالسبيل إلی ذلك هو القرآن الكريم.
القرآن نظام متكامل للحياة 2
القرآن مصدر عزّة المسلمين . القرآن نابض بالحياة على الدوام، وهو يهتمّ بمتطلّبات الإنسان، هو نظام متكامل للحياة الاجتماعيّة. وبإمكانه أن يكون أفضل وصفة لسعادة الإنسانيّة.
حياة الأمم باتباع منهج القرآن3
حياة الأمم والشعوب بالاطلاع علی معارف القرآن والعمل بمقتضی هذه المعارف و العمل بالأحكام القرآنية. كل النواقص في العالم الإسلامي نتيجة الابتعاد عن المعارف الإلهية والقرآنية.
• الأنس بالقرآن مقدمة للتدبر فيه
إنّ من لم يكن واقفاً على المعارف القرآنية، ولا يتدبر في القرآن، ولا يأنس به، كيف يتسنى له أن يكون مرشداً في مجتمع يريد أن يسير قدماً على أساس القرآن؟ يجب على مثقفينا أن يتعرفوا على القرآن، وعلى شبابنا أن يتعلموا القرآن، ويكثروا من الأنس به.
القراءة الخاشعة مدخل للأنس بالقرآن 4
إن هذه الجلسات (جلسات تلاوة القرآن) وهذا التشجيع على التلاوات الجيدة هي مقدمة لجعل مجتمعنا يأنس بالقرآن الكريم، ويقترب منه. إذن، هذه مقدمات للأنس بالقرآن.
وإذا حصل الأنس بالقرآن عندئذ سيُفسح المجال أمام الإنسان لأن يستفتي القرآن ويطلب كلام القرآن في الميادين الحياتية المختلفة ويستمع إليه.
والشكل الآخر هو أن يقرأوا القرآن بنحو - بهذه الأصوات وهذه الألحان والأنغام - يبعث على خشوع القلوب وتذكيرها بالله: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾. هكذا قراءة تقرب الإنسان إلى حالة الخشوع والتضرع. هناك من بين القراء المعروفين من هم من هذا النمط: قراءتهم قراءة خاشعة.
• إذا خشع القلب أمام آيات القرآن سَرَت هدايته إليه
إذا حصل الخشوع أمام الآيات؛ عندئذ يتأثر القلب بالهداية القرآنية. ترون بعض القلوب لا تتأثر مهما قُرئ عليها من آيات القرآن وهداياته. والبعض الآخر على العكس: ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾.
نحن جميعًا نقرأ الآيات باستمرار ونكررها، ونذكرها لبعضنا، أنتم تذكرونها لي، وأنا أذكرها لكم. إذن يجب والحال هذه أن تتأثر قلوبنا بهذه المفاهيم. لنفترض مثلًا قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا﴾، هذه الآية تعليم قرآني ، وقد كررناها دائمًا ونقرؤها باستمرار. حينما تنزل هذه الآية الكريمة على قلوبنا كإلهام إلهي - إذا اجتذبها القلب وهضمها وانصبت الروح في قالبها - عندئذ ستكون قضية الوحدة قضية أساسية بالنسبة لنا، فلا نُفسد الوحدات الوطنية العظيمة لأغراض ومقاصد شخصية. لاحظوا أن الآية تترك أثرها هنا.
هذا هو أمر القرآن على كل حال، فلماذا لا نعمل به؟ أين هي المشكلة؟ المشكلة تكمن هنا.
إذا جعلنا قلوبنا أوعية تستضيف شآبيب [أمطار] رحمة القرآن وأمطار هدايته؛ إذا سلّمنا القلوب للقرآن، كانت تلك الأمور سهلة علينا. عندئذ لن تؤدي المقاصد الشخصية، والأغراض الشخصية، والمصالح المادية، وطلب السلطة، وحب المال، والصداقات الخاصة إلى أن ينسى الإنسان هذه التوصية القرآنية والهداية القرآنية، ويفقدها، ويتركها وراء ظهره.
• لنقرأ القرآن دوما
إنّ فتح المصحف أمامنا، والاستماع لآيات القرآن، وقراءتها، يجب أن تأخذ بأيدينا إلى هذه المستويات درجةً درجةً. هذه هي الحال الصحيحة التي يجب أن نحققها. وهذه هي خصوصية القرآن الكريم. ليس القرآن كباقي الكتب العادية يقرؤها الإنسان مرةً واحدةً ثم يغلقها ويتركها. لا، إنه كماء الشرب؛ يحتاجه الإنسان دائمًا. تأثيره تدريجي ويستغرق زمنًا ولا نهاية له. لا نهاية لهداية القرآن. كلما تعلمتم من القرآن أكثر كلما انفتحت أمامكم أبواب، واتضحت مجهولات. هكذا هو القرآن. لذلك ينبغي قراءة القرآن دومًا. والوسيلة لذلك هو أن يكون لنا أُنسنا بالقرآن. ليقرأ شبابنا القرآن بأصوات حسنة وألحان جيدة ويراعوا فيه الجوانب المختلفة. وكما ألمحت، ليجعلوا الخشوع من العناصر البناءة في التلاوة.
تطهير القلب شرط للاهتداء بالقرآن5
إن من يريد السير في طريق القرآن عليه إعداد فؤاده لمواجهة الحقيقة القرآنية الخالصة. بمعنى أن عليه تطهير قلبه. إذا لم يكن القلب طاهرًا ولم يكن جاهزًا لتقبل الحق والحقيقة من لسان القرآن، وإذا كان متعلّقًا ومنجذبًا للأسس غير الإسلامية وغير الإلهية، ثمَّ واجه القرآن فسوف لن ينتفع منه شيئًا. يقول القرآن: ﴿يضلُّ به كثيرًا ويهدي به كثيرًا﴾. حسنا، لماذا الإضلال بالقرآن؟ الهداية بالقرآن حالة معلومة وواضحة، ولكن لماذا الإضلال بالقرآن؟ السبب هو: "وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم" . فالذين في قلوبهم مرض حينما يقرأون القرآن يتضاعف الرجس الذي في داخلهم؛ تزيدهم الآيات القرآنية أو السور القرآنية رجسًا. فما هو هذا الرجس؟ ما هو هذا المرض؟ إنه الأمراض الأخلاقية. حينما نكون مصابين بالحسد، والنوايا السيئة، والحرص، والتكالب على الدنيا، وحينما تتغلب علينا الشهوات وطلب السلطة، وحين نسحق الحق ونتجاهله ونكتمه؛ عندها لن ننتفع من القرآن. سوف نتلقّى من القرآن نقيض الشيء الذي ينبغي أن نأخذه منه. ينبغي التقرّب إلى القرآن بطهر لتؤثر أنوار القرآن ودعوة القرآن في قلوبنا، ونستطيع الانتفاع منها إن شاء الله.
(1) كلمته في حملة القرآن الكريم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ـ 02/08/2011
(2) ألإمام الخامنئي ـ الكلمات القصار
(3) كلمته في لقائه المشاركين في المسابقات الدولية للقرآن الكريم 22-5-2015
(4) من كلمة الإمام الخامنئي في قرّاء القرآن الكريم 22/08/2009
(5) من كلمة الإمام الخامنئي أمام الباحثات القرآنيّات في إيران 20/10/2009