أثرت عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله جمهرة كبيرة من الأخبار بظهور الإمام المهدي عليه السلام، وهذه نماذج منها:
- روى حذيفة أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلا من ولدى اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله يبايع له الناس بين الركن والمقام، يرد الله به الدين ويفتح له فتوحا ولا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك ؟ قال: من ولد ابني هذا، وضرب بيده إلى الحسين ".
- روى عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: "يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ".
- روى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " المهدي من ولدي يكون له غيبة وحيرة تضل فيه الأمم يأتي بذخيرة الأنبياء عليهم السلام فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما "
- روى جابر بن عبد الله الأنصاري إن النبي صلى الله عليه وآله قال: "المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي يكون له غيبة وحيرة تضل فيه الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ".
- روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " إن عليا وصيي ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال إي وربي ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ثم قال يا جابر إن هذا أمر من أمر الله وسر من سر الله فإياك والشك فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر ".
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي "
- روى حذيفة بن اليمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: " ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة يقتلون ويطردون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقى يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء أن يصلح الأمة بعد فسادها. يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يظهر الإسلام ولا يخلف وعده وهو على وعده قدير ".
- روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق بهم الأرض الرحبة وحتى تملأ الأرض جورا وظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجأ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن الأرض لا تدخر الأرض شيئا من بذرها إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الإحياء الأموات مما صنع الله بأهل الأرض من خيره ".
- روى علي الهلالي عن أبيه قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في شكايته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عليها السلام عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إليها قال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا حبيبي أما علمت أن الله اطلع على الأرض اطلاعه فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع إطلاعة فاختار بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه، يا فاطمة ونحن أهل البيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحد قبلنا ولا يعطها أحدا بعدنا أنا خاتم النبيين، وأكرمهم على الله وأحب المخلوقين إليه وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ومنا من له جناحان أخضران يطير بهما في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما والذي بعثني بالحق- خير منا يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا يبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفة يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوله ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا ".
- روى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: قلت: " يا رسول الله أمِنَّا آل محمد أم من غيرنا ؟، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا بل منا بنا يختم الله الدين كما فتح الله بنا، بنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخوانا، كما ألف بنا بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا " .
- روى جبر بن نوف قال: قلت لأبي سعيد الخدري " والله ما يأتي علينا عام إلا وهو شر من الماضي ولا أمير إلا وهو شر مما كان قبله، فقال أبو سعيد:" سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال بكم الأمر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف عندها حتى يملأ الأرض جورا، فلا يقدر أحد يقول الله ثم يبعث عز وجل رجلا مني ومن عترتي فيملأ الأرض عدلا كما ملأها من كان قبله جورا وتخرج له الأرض أفلاذ كبدها، ويحثو المال حثوا ولا يعدُّه عدَّاً حتى يضرب الإسلام بجرانه ".
- روى أبو سعيد الخدري قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر: إن المهدي من عترتي من أهل بيتي يخرج في آخر الزمان تنزل له السماء قطرها وتخرج له الأرض بذرها فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملأها القوم ظلما وجورا ".
هذه نماذج يسيرة من الأحاديث النبوية الشريفة المتضافرة والتي روتها العامة والخاصة ودونها الحفاظ من أئمة الحديث، وهي تعلن بوضح عن حتمية خروج الإمام المنتظر عليه السلام، وتبشر العالم الإسلامي بعدله، وبما يقيمه من معالم الحق، وصنوف الأمن والرخاء، بحيث لا تجد الإنسانية له مثيلا في جميع أدوارها.
________________________________________
* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص201-207.