بمناسبة میلادالامام المهدی المنتظر

قيم هذا المقال
(0 صوت)
بمناسبة میلادالامام المهدی المنتظر

وأشرقت سماء الدنيا بالوليد العظيم والمصلح الأكبر الذي يعيد للإسلام بهجته ونعمته على الناس، وينقذ الإنسان من ظلمات الجور والطغيان، وكان من عظيم ألطاف الله عليه وعنايته به أن أخفى حمله وولادته كما أخفى ولادة نبيه موسى بن عمران، فقد روى المؤرخون أن الإمام الزكي الحسن العسكري عليه السلام دعا عمته السيدة الجليلة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السلام، وهي من العلويات العابدات التي تضارع جدتها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام في عفتها وطهارتها، فلما مثلت عنده، قابلها الإمام بمزيد من الحفاوة والتكريم، وقال لها: "يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي، فإن الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه، خليفتي من بعدي..."

وغمرت السيدة حكيمة موجات من الفرح والسرور، والتفتت إلى الإمام قائلة: "جعلت فداك يا سيدي الخلف ممن؟..."

فقال لها الإمام عليه السلام: "من سوسن...".

ونظرت السيدة حكيمة إلى سوسن فلم تر عليها أثرا للحمل، فقالت للإمام: "إنها غير حامل"، فتبسم عليه السلام وقال لها: "إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل، فإن مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادته، لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى، وهذا نظير موسى"، وقامت السيدة حكيمة من عند الإمام، فلما حان وقت صلاة المغرب والعشاء أدت الصلاتين ثم تناولت الإفطار مع السيدة سوسن، وبعد ذلك عمدت إلى فراشها فنامت، ثم استيقظت ونظرت إلى سوسن فلم تر عليها أثر الولادة، ولما حل الهزيع الأخير من الليل، نهضت فأدت صلاة الليل، وحينما بلغت الركعة الأخيرة وهي صلاة الوتر، وثبت السيدة سوسن وهي فزعة فأدت صلاة الليل، وبعد الفراغ منها أحست بالطلق، وبادرت نحوها السيدة حكيمة قائلة: "هل تحسين شيئا".

فأجابتها بفزع واضطراب: "إني لأجد أمرا شديدا..".

وقابلتها السيدة حكيمة بعطف وحنان قائلة: "لا خوف عليك إن شاء الله الأرض من رجس الطغاة وجور المستبدين، ويقيم حكم الله في الأرض. وفرح الإمام الحسن الزكي كأشد ما يكون الفرح بوليده المبارك، وجعل يرد مقالة الظالمين من حكام بني العباس الذين زعموا أنهم سيقتلونه ويحرمونه من النسل، قائلا: "زعم الظلمة أنهم يقتلوني ليقطعوا هذا النسل، فكيف رأوا قدرة الله...".

* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص 26-28.

قراءة 1410 مرة