الإسلام روح حياتنا

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإسلام روح حياتنا

من أهمّ أهداف أعداء الإسلام تغيير نمط حياة المسلمين، وجعله شبيهاً بنمط حياتهم. وإنّ نمط الحياة الذي تحدّثت [عنه] في أعوام سابقة يُعتبر من القضايا الهامّة، وله فروعٌ وشُعَب متعدّدة.

*يريدون تغيير نمط حياتنا
إنّ طبيعة الحياة تؤثّر في فكر الإنسان. كما إنّ سلوكه اليوميّ يترك أثراً على قلبه وروحه، وكذلك يترك أثره على من يُخاطبهم ويُرافقهم ويتواصل معهم، وهذا هو الذي يريد أعداء الإسلام تغييره. وقد نجحوا في بعض المجالات، للأسف!

قدّم لنا الإسلام نمط حياة خاصّاً. فقد حثّنا الإسلام مثلاً على احتذاء الأدب مع الآخرين وفي كلّ شيء. وهذا “الأدب” يُعدّ من الأمور الهامّة. ونحن اشتهرنا منذ القِدَم بمراعاة الأدب واحترام الطرف الآخر في كلامنا وخطابنا.

لنفترض أنّكم تعارضون شخصاً وتريدون التحدُّث عنه، فبالإمكان الاعتماد على أسلوبين: الأول أسلوب التشهير وإساءة الأدب وهتْك الحرمات، والثاني الأسلوب المؤدّب. القرآن الكريم حينما يتحدّث عن الفاسقين والكافرين يقول في كثير من المواطن: ﴿وَلكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعْلَمُون﴾ (الأنعام: 37)، ولا يقول “كلّهم”، فإنّ هناك بالتالي أقليّة بينهم تلتزم التعقّل، ولذلك يقول القرآن الكريم: ﴿أَكثَرَهُم﴾ مراعاةً لحقهم.

*المطالعة والتأليف نمط حياة
كذلك من المسائل المتعلّقة بنمط الحياة وعاداتها المطالعة وقراءة الكتب، وهو من الأساليب الجميلة للحياة. حيث من الأهمية أن نحثّ الناس والشباب على المطالعة. فقراءة الكتب أمر في غاية الأهميّة وينبغي أن تكون مراكز صلاة الجمعة محلاً لعرض وترويج الكتب الجيدة والمعاصرة والمطلوبة، وتعريف الناس بها، فتكون الكتب في متناول أيديهم. كذلك من النماذج التي تدخل في نمط الحياة أن نحثّ النخب على إنتاج الكتب وتأليفها، فهذه المسألة ضرورية. وهذا يدخل في نمط الحياة.

*كيف تجذبون الشباب إليكم؟

أ- كلام جديد وأفكار ذكية

من القضايا الهامّة قضيّة استقطاب الشباب إلى صلاة الجمعة. ولا يتمّ ذلك في القول: “هيّا أيها الشباب.. احضروا الصلاة”، وإنّما يجب استمالة الشابّ عن طريق القلب والفهم والتفكير. وهذا ما يجذب الشابّ إلى حضور صلاة الجمعة. الشابّ يأتي إلى المسجد باحثاً عن أفكار جديدة وكلام جيّد وجديد من هذا المنبر. على إمام المسجد عرض الكلام الجديد والفكر الجديد: “حدِّثني بكلام جديد، فإنّ لكل جديد حلاوةً أخرى”(1).

الكلمة الجديدة لا تعني الكلمة المبتَدعة حتّى يقال إنّها بِدْعة. كلّا، وإنّما هي فكرة جديدة. فعليكم بالتفكّر والتدبّر والتحرّي والتقصّي، للوصول إلى كلام جديد وأفكار جديدة جاذبة للشباب، وعندها سيكون للشباب حضورهم ومشاركتهم في هذه الجلسات باندفاعٍ ومن تلقاء أنفسهم.

ب- الصدق والمودّة والقرب

إنّ من الأمور التي تستهوي الشباب الشعور بالمودّة والقرب، فإنّ الشاب عاطفيّ حساس، ويقوم بإنجاز الكثير من الأعمال من منطلق عواطِفه وبهداية من القلب والعاطفة. فإذا شعر بالودّ والمحبة والعطف والصدق، أقبل على إمام الجمعة. وإذا أحسّ منه بالتكبّر والغرور والتظاهر، أعرض عنه! وإذا ما أقبل الشباب، سيكون عمل إمام الجمعة، في الحقيقة، هو تغذية وضخّ الطاقة المحرّكة والمنتجة في الشباب.

*زماننا حساس جداً

إنّ زماننا بالغ الخطورة والحساسيّة. فثمة أجهزة دؤوبة وجبهة واسعة تعمل ضدّ الجمهورية الإسلامية، وهي تمارس عملها ليل نهار في غرف الفكر على حدّ تعبيرهم، والسبب في ذلك أنّهم شعروا بالخطر، والحقّ معهم، فعليهم أن يشعروا، حقيقةً بالخطر، وذلك لأنّ الفكر الإسلاميّ قد تخطّى حدود الجمهوريّة الإسلاميّة وأخذ ينتشر بنفسه. ولطالما ضربتُ هذا المثال وقلتُ إنّ الفكر الإسلاميّ ينتشر كانتشار الهواء اللطيف، والنسمة الرقيقة، وشذى الورد وأريج الزهور الذي لا يمكن حصره في زاوية من الحديقة، وإنّما ينتشر في كلّ الأرجاء. والفكر الإسلاميّ هو الفكر الثوريّ والفكر الإسلاميّ الأصيل الذي لديه الحاكمية والسيادة، وليس الإسلام الذي يقتصر على الكلام وعلى القشور والظواهر، والذي يكتسب لنفسه الاحترام من خلال قداسة جوفاء، من دون العمل بأيٍ من تعاليمه؛ بل الإسلام الذي يبني المجتمع والنظام. وفكرٌ كهذا قد انتشر اليوم في ربوع العالم الإسلاميّ، وقام بتربية وإعداد أناس أقوياء أكفَاء في بعض الأماكن. ولذلك باتوا يشعرون بالخطر، ويمطرون مجتمع المسلمين بوابلٍ من القنابل الفكرية والسياسية. ما أقوله ليس تحليلاً، وإنّما هو اطّلاع ومعلومات، ولذا يتحتّم علينا الانتباه واليقظة.

*التحوّل إلى الأسلمة الكاملة

المجتمع أيضاً لا يستطيع أن يبقى ساكناً جامداً، بل عليه أن يتقدّم باتّجاه التحوّل والتغيير، نحو الأسلمة الكاملة؛ لأنّنا اليوم نحمل اسماً إسلاميّاً، ولكنْ أمامنا طريق طويل لكي نحقّق الهويّة الإسلاميّة الكاملة.

(*) كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقائه أئمة الجمعة 04/01/2016.

قراءة 1337 مرة